الخميس، 6 مارس 2025

Published مارس 06, 2025 by with 0 comment

تحليل استراتيجية الضغط الأمريكي على الشرق الأوسط وتحديات اتخاذ القرار العربي المستقل

تحليل استراتيجية الضغط الأمريكي على الشرق الأوسط وتحديات اتخاذ القرار العربي المستقل 


يواجه الموقف العربي تحديات متزايدة في ظل السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة تلك التي انتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي اتسمت بـ الابتزاز والمراوغة والتعامل مع الأوضاع الإقليمية كصفقة عقارية يجب الخروج منها بأقصى المكاسب. فقد تعاملت هذه الإدارة مع الهدنة المؤقتة في غزة كإنجاز شخصي يجب استغلاله لتبرير أي ممارسات لاحقة.

 الموقف العربي: بين الخضوع وبارقة الأمل في الرفض 

تعيش القيادات العربية في موقف حرج أمام شعوبها والمجتمع الدولي. ولكن ما لفت الانتباه مؤخراً هو وجود ردود فعل رافضة لبعض الإملاءات الأمريكية، خاصة تلك المتعلقة بتهجير الفلسطينيين أو التنازل عن الثوابت. هذا الرفض، وإن كان محدوداً، نأمل أن يتطور ليصبح ذا تأثير أكبر وأشمل، وأن يكون مقصوداً وصادقاً لخدمة القضية الفلسطينية.

لقد اعتقدت الإدارة الأمريكية أن بإمكانها تنفيذ أي أمر ترغب به دون الاهتمام بالمواثيق الدولية، متناسية أن القوة لا تدوم، وأن الأمم تمرض ولكن لا تموت، وأن إرادة الصمود في الشعوب لا تنطفئ أبداً.

 مصلحة الكيان: الثابت في السياسة الخارجية الأمريكية 

إن الميل الأمريكي للطرف الإسرائيلي ليس مستغرباً، فاللوبي المؤثر في الداخل الأمريكي يعمل بقوة. كمسلمين، لا يجب أن ننتظر أن يأتي رئيس أمريكي ليقف معنا ضد الاحتلال، لأننا نعلم أن أمن وبقاء إسرائيل هو أولوية قصوى في سياسات الولايات المتحدة والقوى الغربية التي لها مصالح كبرى في استمرار وجود هذا الكيان.

لهذا، يجب على القيادات العربية أن تفيق وتترك الخضوع، وأن تتخذ قرارات مستقلة تخدم أوطانها وأمتها، دون الاكتراث بما تقوله الدول التي تنظر إلى المنطقة كموارد يجب استغلالها وحلبها.

إن الإدارة الأمريكية أكدت أن مصلحة الطرف الإسرائيلي المغتصب فوق كل الاعتبارات، ولا يهمها إغضاب مليار مسلم، لعلمها بعدم وجود رد فعل موحد وفعال.

 الضرورة القصوى: الحاجة إلى الوحدة العربية وإعادة موازين القوى

برزت بارقة أمل من خلال الاتفاق على بعض الثوابت، مثل حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم، حقهم في المقاومة، وحقهم في الحصول على دولتهم المستقلة. هذا الرفض لتمادي القوات الإسرائيلية في الهجمات على الأراضي المجاورة قد غيّر مجرى الأحداث وخفف من حدة الاندفاع في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة.

كما أن إعادة دمج الدول التي عانت من الصراعات الداخلية في الصف العربي، وتوجيه الجهود نحو إعادة الإعمار، هي خطوة مهمة جداً ستطمئن شعوب المنطقة.

إن السياسة الأمريكية، خاصة في عهد ترامب، تعاملت مع الشرق الأوسط كصفقة عقارية. ولكن هذه الرؤية قد تكون خاطئة؛ فقد ظهرت قوى دولية جديدة تنافس الولايات المتحدة وتقف في وجهها في مجالات عدة. أما بالنسبة لأمتنا، فنحن بأمس الحاجة إلى التوحد في هذه الفترة الصعبة، والاجتماع على كلمة واحدة لنعادل موازين القوى ويُحسب لنا ألف حساب.

ندعو الله أن يوحد صفوف المسلمين، وأن يرفع الغمة عن هذه الأمة، وأن يلهمها أمر رشد.

    email this

0 comments:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا