الاثنين، 31 مارس 2025

Published مارس 31, 2025 by with 0 comment

فرحة العيد المبتورة في غزة: نداء لتفعيل التكافل المالي العربي الدائم


عيد غزة

فرحة العيد المبتورة في غزة: نداء لتفعيل التكافل المالي العربي الدائم 


إن مشاهد الأطفال الذين ترتقي أرواحهم وهم بملابس العيد، ومشهد الأب الذي يُستشهد ممسكاً العيدية لأبنائه، تعكس حقيقة لا يمكن تجاهلها: الصراع في الأراضي المحتلة أكبر بكثير مما يتم تصويره في وسائل الإعلام التي تربطه فقط بحركة المقاومة ونزع سلاحها.

الحقيقة هي أنه سعي واضح وحثيث للسيطرة الكاملة على القطاع وتفريغه من سكانه الأصليين، إما بالقصف والتدمير، أو بالتهديد، أو بالوعود الواهية والكاذبة بالبحث عن أماكن أكثر أمناً لهم.

1. عيد تحت القصف: حقيقة الصراع تتجاوز نزع السلاح 

مهما حاولنا وصف حجم العمليات العسكرية التي تستهدف القطاع، فلن نتمكن من إيصال حجم المشاعر والضغوط التي يعيشها الأهالي. إن النظرة العدائية التي ترى في أهالي غزة مجرد عقبة أمام خطط التوسع والسيطرة، تستحل دماء الأبرياء وأرضهم دون تفكير.

لقد أكدت الأحداث المتكررة أن الهدف يتجاوز مجرد إضعاف قدرات الفصائل؛ إنه يتجه نحو إحكام السيطرة والعبث بالقطاع مثلما تريد الجهة المحتلة.

2. الصمود تحت الدمار: مظاهر العيد رغم الألم 

على الرغم من الوجع والألم والدمار الذي لحق بها، فإن غزة لم تخضع. لم يمتنع أهلها عن الاحتفال بالعيد وإظهار علامات الصمود والسرور التي يحملها هذا اليوم.

  • لقد صلوا وتجهزوا، وأقاموا الخطب والصلوات، وارتفعت أصوات التكبيرات.

  • تبادل الأهالي التهاني، وبذل المتطوعون وميسورو الحال ما يمكنهم لإدخال البهجة على الأطفال.

لكن القوات المعتدية لم تقف مكتوفة الأيدي؛ بل أفسدت تلك المظاهر وسالت الدماء البريئة في هذا اليوم المبارك الكريم. نسأل الله أن يكتب لأهل غزة أجر الصابرين الصامدين.



عيد غزة


عيد غزة

3. مقترح التكافل الدائم: إضافة غزة إلى قوائم الإنفاق العربي 

تراودنا دائماً أفكار واقتراحات، نعتقد أنها لو نُفذت، ستحدث تغييراً وتأثيراً قوياً في نفوسنا أولاً، وستفتح لنا باباً للاتفاق على أمور قادمة تغير مجرى الأحداث في أمتنا الجريحة.

من أهم تلك الأفكار التي يجب أن يتم تنفيذها باعتبارها واجباً قومياً وأخلاقياً:

  • إضافة قطاع غزة وأهله إلى قوائم الإنفاق الإغاثي الدائم في كل بلد عربي ومسلم.

  • أن يتم حسابهم كأولوية في موازنات الدول، ليس فقط لإعمار ما دُمِّر، بل لتعديل الوضع المادي وإيصال السيولة المالية لكل الأهالي شهرياً على حسب أفراد الأسرة.

بهذا، يمكن سد جزء كبير من نواحي الحياة القاسية التي يعيشونها.

قد يرى البعض أن هذا الاقتراح غير مُجدٍ في ظل استمرار الحرب. ولكن ما نرمي إليه هو أن هذا الاتفاق على أمر مالي واقتصادي يعتبر الأسهل من الاتفاق على الجانب السياسي والعسكري. إن عجزنا عن الاتفاق على هذا الأمر، فلن نستطيع الاتفاق على أي أمر آخر. الهدف الأول والأخير هو إخواننا في غزة وباقي المناطق الفلسطينية، الذين يستحقون منا أكثر من مجرد التندي

Read More
    email this

الأحد، 30 مارس 2025

Published مارس 30, 2025 by with 0 comment

الأزمة الإنسانية في غزة: القتل الممنهج وتحديات الجوع ونقص الدواء

 

القتل لمجرد القتل في غزة

الأزمة الإنسانية في غزة: القتل الممنهج وتحديات الجوع ونقص الدواء 


يستمر القصف والاستهداف بأدوات عسكرية متنوعة في قطاع غزة، حتى بعد الإعلان عن بعض اتفاقيات وقف إطلاق النار المؤقتة وتبادل الأسرى.

الوضع الإنساني لأهالي غزة لا يمكن وصفه إلا بالمأساوي والمُزري. الشعب الفلسطيني يُترك وحيداً بين فكي الحصار العسكري الذي يمنع وصول أبسط الاحتياجات الأساسية. في حقيقة الأمر، لا يمكننا لوم الحصار الخارجي فقط، بل يجب الاعتراف بأن ضعفنا وعجزنا هما ما قويا من هذا الحصار.

1. استراتيجية كسر الإرادة: مسح الأحياء واستهداف المدنيين 

بعد القصف والتدمير واسع النطاق للمباني التي كانت تؤوي الفلسطينيين، تحولت الأحياء إلى ركام يحتاج إلى جهد جبار لإعادة الحياة إليه. المشهد تحول إلى استهداف مستمر لكل ما يتحرك، بهدف واضح هو كسر الإرادة الفلسطينية في غزة والضفة، وهذا لن يحدث بإذن الله مع شعب تعايش وتأقلم مع بطش الاحتلال.

كل من يمشي على تراب غزة، سواء كان صحفياً، طفلاً، شيخاً، مسعفاً، أو من فريق الإنقاذ، أصبح هدفاً محتملاً للنيران التي لا تفرّق. إن العمليات العسكرية الممنهجة لا تحكمها حدود، ولا تستجيب إلا للغة القوة التي يجب على الأمة أن تستعيدها.

2. التساؤل الكبير: هل تملك الأمة القوة الكافية للتوحُّد؟ 

يبرز تساؤل هام: هل لدينا الكفاءة والمقدرة على مواجهة التحديات السياسية الإقليمية والدولية؟ وهل كل إمكانياتنا وقدراتنا تستطيع أن تفرض تغييراً على المشهد السياسي في المنطقة؟

نعم، نحن مجتمعين نمتلك قوة جبارة. بالوحدة والتآلف، يمكننا أن ننافس أقوى القوى. ولكن يظل التحدي: هل سنتواضع لبعضنا ونخفض جناح التعالي، ونوحد الصف للوصول إلى الغاية الأسمى التي تنهض بها الأمة من جديد؟

إن مهمة جمع كلمة العرب وإظهارها للعالم لا يجب أن تُلقى على عاتق قيادة واحدة؛ بل يجب أن يقوم بها الجميع. لا يمكن الاعتماد على قيادات منكفئة وضعيفة داخلياً؛ فالأمر يتطلب عملاً دؤوباً ووحدة صف.

3. ثلاثية الأزمة المعيشية: القتل والجوع ونقص الخدمات الصحية 

الوضع على الأرض يكشف عن أزمة إنسانية شاملة ذات ثلاثة أبعاد رئيسية، تتطلب تدخلاً فورياً:

  1. الموت بسبب العمليات العسكرية: القصف والاستهداف المستمر باستخدام أعتى الأسلحة، مما يحصد الأرواح المدنية.

  2. الموت جوعاً ونقص الطعام: أصبح المتحكم في مرور المساعدات هو الاحتلال، والشاحنات لا تتحرك إلا بأوامره. الطعام المتوفر في القطاع، معظمه من المعلبات ذات القيمة الغذائية المحدودة. الأسوأ هو جشع بعض التجار الذين يرفعون الأسعار أضعافاً مضاعفة، مما يحرم الأسر من أبسط مقومات البقاء.

  3. نقص الخدمات الطبية: تم تعطيل الخدمات الصحية بشكل شبه تام؛ نتيجة تدمير المستشفيات واستهداف الطواقم الطبية. هذا انعكس سلباً على المصابين الذين بدأت حالاتهم تتدهور، بالإضافة إلى النقص الحاد في الأدوية والمعدات اللازمة.

المشهد في غزة واضح ولا يحتاج لتحليل معمق. ولكن لعل كلمة منا تصل إلى مسامع من لهم قلوب واعية وضمائر حية تخاف الله، وتدرك أن لديها مسؤولية تجاه إخوانها. القوة بيد الله وحده، وعلى الأمة أن تتخذ الأسباب وتتوحد.

Read More
    email this