فرحة العيد المبتورة في غزة: نداء لتفعيل التكافل المالي العربي الدائم
إن مشاهد الأطفال الذين ترتقي أرواحهم وهم بملابس العيد، ومشهد الأب الذي يُستشهد ممسكاً العيدية لأبنائه، تعكس حقيقة لا يمكن تجاهلها: الصراع في الأراضي المحتلة أكبر بكثير مما يتم تصويره في وسائل الإعلام التي تربطه فقط بحركة المقاومة ونزع سلاحها.
الحقيقة هي أنه سعي واضح وحثيث للسيطرة الكاملة على القطاع وتفريغه من سكانه الأصليين، إما بالقصف والتدمير، أو بالتهديد، أو بالوعود الواهية والكاذبة بالبحث عن أماكن أكثر أمناً لهم.
1. عيد تحت القصف: حقيقة الصراع تتجاوز نزع السلاح
مهما حاولنا وصف حجم العمليات العسكرية التي تستهدف القطاع، فلن نتمكن من إيصال حجم المشاعر والضغوط التي يعيشها الأهالي. إن النظرة العدائية التي ترى في أهالي غزة مجرد عقبة أمام خطط التوسع والسيطرة، تستحل دماء الأبرياء وأرضهم دون تفكير.
لقد أكدت الأحداث المتكررة أن الهدف يتجاوز مجرد إضعاف قدرات الفصائل؛ إنه يتجه نحو إحكام السيطرة والعبث بالقطاع مثلما تريد الجهة المحتلة.
2. الصمود تحت الدمار: مظاهر العيد رغم الألم
على الرغم من الوجع والألم والدمار الذي لحق بها، فإن غزة لم تخضع. لم يمتنع أهلها عن الاحتفال بالعيد وإظهار علامات الصمود والسرور التي يحملها هذا اليوم.
لقد صلوا وتجهزوا، وأقاموا الخطب والصلوات، وارتفعت أصوات التكبيرات.
تبادل الأهالي التهاني، وبذل المتطوعون وميسورو الحال ما يمكنهم لإدخال البهجة على الأطفال.
لكن القوات المعتدية لم تقف مكتوفة الأيدي؛ بل أفسدت تلك المظاهر وسالت الدماء البريئة في هذا اليوم المبارك الكريم. نسأل الله أن يكتب لأهل غزة أجر الصابرين الصامدين.


3. مقترح التكافل الدائم: إضافة غزة إلى قوائم الإنفاق العربي
تراودنا دائماً أفكار واقتراحات، نعتقد أنها لو نُفذت، ستحدث تغييراً وتأثيراً قوياً في نفوسنا أولاً، وستفتح لنا باباً للاتفاق على أمور قادمة تغير مجرى الأحداث في أمتنا الجريحة.
من أهم تلك الأفكار التي يجب أن يتم تنفيذها باعتبارها واجباً قومياً وأخلاقياً:
إضافة قطاع غزة وأهله إلى قوائم الإنفاق الإغاثي الدائم في كل بلد عربي ومسلم.
أن يتم حسابهم كأولوية في موازنات الدول، ليس فقط لإعمار ما دُمِّر، بل لتعديل الوضع المادي وإيصال السيولة المالية لكل الأهالي شهرياً على حسب أفراد الأسرة.
بهذا، يمكن سد جزء كبير من نواحي الحياة القاسية التي يعيشونها.
قد يرى البعض أن هذا الاقتراح غير مُجدٍ في ظل استمرار الحرب. ولكن ما نرمي إليه هو أن هذا الاتفاق على أمر مالي واقتصادي يعتبر الأسهل من الاتفاق على الجانب السياسي والعسكري. إن عجزنا عن الاتفاق على هذا الأمر، فلن نستطيع الاتفاق على أي أمر آخر. الهدف الأول والأخير هو إخواننا في غزة وباقي المناطق الفلسطينية، الذين يستحقون منا أكثر من مجرد التندي

