‏إظهار الرسائل ذات التسميات صراحه دينية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات صراحه دينية. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 30 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 30, 2025 by with 0 comment

الموجة المباركة: لماذا يتجه الآلاف في أوروبا والغرب لاعتناق الإسلام… وكيف أشعلت حرب غزة شرارة الوعي؟

 

الموجة المباركة: لماذا يتجه الآلاف في أوروبا والغرب لاعتناق الإسلام… وكيف أشعلت حرب غزة شرارة الوعي؟

الموجة المباركة: لماذا يتجه الآلاف في أوروبا والغرب لاعتناق الإسلام… وكيف أشعلت حرب غزة شرارة الوعي؟


تشهد الساحة الغربية منذ أشهر موجة استثنائية وغير مسبوقة من اعتناق الإسلام، لم تعد مجرد حالات فردية أو قصص متفرقة، بل ظاهرة متصاعدة وموثّقة بمقاطع تنتشر على كل منصات التواصل الاجتماعي.
من باريس إلى لندن، ومن نيويورك إلى سيدني، ومن برلين إلى أمستردام، يصطف رجال ونساء في المساجد، يرفعون أصابعهم بالشهادة، في مشاهد أصبحت مألوفة ورابطة بين شعوب لا يجمعها أي تاريخ مشترك سوى رحلة بحث عن الحقيقة.

واللافت أن هذه الموجة ليست دعوة منظّمة، ولا نتيجة لحملات تبشيرية، بل ناتجة عن صدمة أخلاقية عميقة خلّفتها حرب غزة.


أولًا: لماذا تتزايد أعداد المسلمين الجدد في الغرب؟

1. لحظة انكشاف غير مسبوقة

حرب غزة لم تكن مجرد حدث سياسي، بل زلزال أخلاقي عالمي.
الغربيون – ولأول مرة – رأوا:

  • أطفال غزة تحت الأنقاض

  • مشاهد المستشفيات المدمّرة

  • استهداف المدنيين

  • تضليل إعلامي مكشوف

هذا الانكشاف خلّق سؤالًا وجوديًا لدى الملايين:
كيف يمكن لحضارة تدّعي حقوق الإنسان أن تبرر قتل الأبرياء؟

عند هذا السؤال بالتحديد، بدأ كثيرون يفتحون عيونهم على الإسلام باعتباره النظام الأخلاقي الوحيد الذي بقي ثابتًا في وجه تلك الازدواجية.


ثانيًا: الإسلام للمرة الأولى يظهر بلا تشويه

أحد أهم أسباب هذه الصحوة أن مواقع التواصل الاجتماعي أزالت الوسيط التقليدي – الإعلام الغربي – الذي كان يقدّم الإسلام دومًا عبر عدسة التشويه.
بدلًا من:

  • “الإسلام دين عنف”

  • “المسلمون إرهابيون”

  • “الحجاب قمع”

بدأ العالم يرى:

  • شبابًا مسلمين يحملون الطعام للنازحين

  • أمهات محجبات ينقذن أطفالًا

  • رجالًا يرفعون الأذان وسط الدمار

  • شعوبًا كاملة تتكاتف رغم الألم

هنا حدث التحوّل:
الإسلام لم يُنقل عبر الكتب… بل عبر المواقف.


ثالثًا: لماذا ترتبط اعتناقات الإسلام بغزة تحديدًا؟

1. لأن غزة قدّمت للعالم نموذجًا روحيًا مدهشًا

الغربيون رأوا شعبًا:

  • يُقصف ولكنه لا يستسلم

  • يُحاصر ولكنه لا يفقد ثقته بالله

  • يُشرّد ولكنه لا يفقد إنسانيته

هذه الثباتية الروحية في ظل الألم أصبحت أعظم دعاية غير مقصودة للإسلام منذ عقود طويلة.

2. لأن المظلوم دائمًا يفتح أبواب الهداية

عندما يرى الناس شعبًا مظلومًا ثابت المعنى، يبدأون بالسؤال عن مصدر ذلك الثبات.
فيكتشفون أن مصدره: الإيمان.
فيسألون عن الإسلام… ثم يقتربون… ثم يدخلون.


رابعًا: ماذا يقول الداخلون الجدد إلى الإسلام؟

المشترك بين معظم شهاداتهم:

● الإسلام دين منطقي

● الإسلام يعطي للحياة معنى

● الإسلام يقدّم أخلاقيات ثابتة

● الإسلام يعالج أزمة الروح في الغرب

● غزة فتحت أعينهم على حقيقة الإسلام

وهنا تُدرك أن الموجة ليست عاطفية أو مؤقتة، بل تحوّل فكري عميق.


خامسًا: لماذا لم يستغل العرب والمسلمون هذا الزخم كما يجب؟

رغم أن الموجة المباركة تزداد يومًا بعد يوم، إلا أن العالم الإسلامي – رسميًا – لا يستثمرها بالشكل المطلوب.

أبرز نقاط القصور:

1. غياب التنظيم الدعوي الاحترافي في الغرب

الدعوة لا تزال فردية، تعتمد على نشطاء وحركات صغيرة.

2. ضعف المحتوى الدعوي الموجّه للأوروبيين

يقابله محتوى إلحادي وعلماني ضخم ومنظّم.

3. عدم دعم اعتناق الإسلام ببرامج تعليمية ومؤسسات احتضان

الكثير ممن يدخلون الإسلام يبقون وحدهم في مواجهة التحديات.

4. انشغال العالم العربي بصراعاته الداخلية

ففقد القدرة على استثمار لحظة تاريخية.


سادسًا: كيف يمكن للعرب والمسلمين استغلال هذه الموجة المباركة؟

1. إنشاء مراكز دعوية حديثة في أوروبا

مراكز ذات:

  • لغات أوروبية

  • أسلوب حضاري

  • فهم للبيئة الغربية

2. إنتاج محتوى مرئي قصير بلغات متعددة

يتناول:

  • تعريف الإسلام

  • الرد على الشبهات

  • عرض القيم

  • قصص الداخلين الجدد

3. دعم المسلمين الجدد ماديًا ونفسيًا وتعليميًا

ليثبتوا على إسلامهم ويصبحوا سفراء له.

4. نقل نموذج غزة الروحي إلى العالم بصورة واعية

فالناس تأثرت بغزة لأنها شاهدت إيمانًا حيًا وليس خطابات.

5. بناء تحالفات مع مؤثرين غربيين متعاطفين مع العدالة

فالحملة الإعلامية الحديثة تعتمد على الشخصيات المؤثرة أكثر من المؤسسات.


سابعًا: هل هذه الموجة ستستمر؟

نعم، كل المؤشرات تقول إنها ستكبر ولن تنحسر.
لأن الغرب يعيش:

  • أزمة الفراغ الروحي

  • انهيار مؤسسة الأسرة

  • استهلاك مفرط

  • فقدان المعنى

والإسلام يقدّم ما يحتاج إليه الغرب تمامًا:
معنى + منظومة أخلاق + طمأنينة + بناء أسرة + انسجام روحي.

والأهم:
الناس رأوا الدين على أرض الواقع في غزة، لا في الكتب.


الخلاصة 

نحن أمام لحظة فاصلة في تاريخ الدعوة.
حرب غزة – رغم آلامها – أعادت الإسلام إلى المشهد العالمي بصورة مشرقة.
موجات الدخول في الإسلام ليست ظاهرة طارئة، بل انعكاس لوعي عالمي جديد يبحث عن الحقيقة التي تجاهلتها الحضارة المادية طويلًا.

ويبقى السؤال الأهم:
هل سيستغل العرب والمسلمون هذه الفرصة التاريخية؟
أم ستضيع كما ضاعت فرص كثيرة قبلها؟

Read More
    email this
Published نوفمبر 30, 2025 by with 0 comment

شعوب إسلامية منسيّة بين ظهراني الأقوام الأخرى… لماذا تُمحى هويّتها؟ ولماذا صمت العالم الإسلامي؟

 

شعوب إسلامية منسيّة بين ظهراني الأقوام الأخرى… لماذا تُمحى هويّتها؟ ولماذا صمت العالم الإسلامي؟

شعوب إسلامية منسيّة بين ظهراني الأقوام الأخرى… لماذا تُمحى هويّتها؟ ولماذا صمت العالم الإسلامي؟

في زوايا بعيدة من الجغرافيا، وفي مناطق لا يتردد اسمها في نشرات الأخبار ولا على ألسنة الدعاة والخطباء، توجد شعوب إسلامية كاملة تعيش واقعًا بالغ القسوة: محاولة منهجية لطمس الهوية، محو اللغة، تفكيك الثقافة، ومنع أي شكل من أشكال الوجود الإسلامي الطبيعي.
هذه الشعوب ليست مجرد مجموعات صغيرة؛ إنها عُمق تاريخي وأصوات ثقافية طُمست عمدًا حتى أصبح كثير من المسلمين لا يعرفون عنها شيئًا.


1. الروهينغا… محنة جيل كامل

الروهينغا في ميانمار أحد أبرز الأمثلة في العصر الحديث.
شعبٌ بلا جنسية، بلا اعتراف، بلا حماية.
منذ عقود تُمارَس عليهم سياسات:

  • التجريد من الوثائق

  • منع الزواج والتنقل

  • الحرق المنهجي للقرى

  • طرد مئات الآلاف بالقوة نحو بنغلاديش

ورغم قسوة المأساة، بقيت القضية موسمية. تُذكر عندما يحدث قتل جماعي، ثم تختفي من الوعي العام.
لماذا؟
لأن الروهينغا يعيشون في منطقة محرومة من النفوذ الإسلامي السياسي والإعلامي؛ فلا توجد دولة إسلامية قوية قريبة تدافع عنهم.


2. الباشكير والتتار وشعوب روسيا الإسلامية… صراع بطيء وممنهج

في قلب روسيا، حيث تمتد أراضي الباشكير والتتار والشيشان وداغستان، يعيش ملايين المسلمين تحت ضغط ثقافي رهيب.
ليس الأمر قتلًا جماعيًا كالروهينغا، بل هو طمس بطيء:

  • فرض اللغة الروسية على حساب لغاتهم

  • اختراق الهوية الدينية عبر مشاريع حكومية

  • تصوير الإسلام كخطر

  • إعادة تشكيل الخطاب الديني تحت رقابة مباشرة

إنهم شعوب كاملة جرى "تدجينها" ثقافيًا بحيث يصبح الانتماء الإسلامي مجرد خلفية تراثية، لا هوية حية.


3. الإيغور… المثال الأكثر وضوحًا للطمس الممنهج

في الصين يتعرض الإيغور لسياسات هي الأقسى عالميًا:

  • معسكرات إعادة تعليم

  • منع الحجاب والصلاة والصوم

  • فصل الأطفال عن أهاليهم

  • هندسة سكانية لتغيير التركيبة الديموغرافية

ورغم هول الكارثة، يعيش المسلمون حول العالم حالة صمت، إلا من بيانات مستهلكة لا تغيّر شيئًا.


4. لماذا ينسى العالم الإسلامي هؤلاء؟

أولًا: ضعف البوصلة الجيوسياسية

العالم الإسلامي اليوم مستغرق في أزماته الداخلية:

  • حروب

  • انقسامات سياسية

  • اقتصادات منهكة
    وبالتالي، تصبح قضايا الأقليات الإسلامية الضعيفة "ترفًا سياسيًا" مقابل ملفات ساخنة داخلية.


ثانيًا: غياب النفوذ الإعلامي

المنصات المؤثرة التي تصنع الرأي العام ليست عربية ولا إسلامية، ولهذا لا تُسلّط الضوء إلا على ما يخدم مصالح القوى الكبرى.
أما الشعوب المسلمة الصغيرة، فتُترك للنسيان.


ثالثًا: تحالفات وصمت دبلوماسي

العديد من الدول الإسلامية تربطها مصالح اقتصادية مع الدول التي تضطهد الأقليات الإسلامية:

  • الصين

  • روسيا

  • الهند

  • ميانمار
    لذلك تُفضل أن تبقى صامتة كي لا تخسر هذه العلاقات.


رابعًا: تأثير التغريب

نعم… التغريب أحد الأسباب الأساسية.
فقد تم دفع جزء من العالم الإسلامي إلى أولوية القضايا المدنية الغربية بدلًا من قضايا الأمة، فأصبح الحديث عن هوية المسلمين أو الأقليات “رجعية” أو “غير مهمة”، بينما تُرفع أصوات هائلة لمواضيع أخرى يحددها الغرب.

وأصبح المسلم المعاصر يعيش حالة "انفصال شعوري" عن قضايا أمته، وكأن الإيغور والروهينغا والباشكير لا علاقة لهم به.


5. هل المشكلة في الشعوب أم في الأنظمة؟

الحقيقة خليط من الاثنين:

  • الأنظمة لا تُعطي اهتمامًا حقيقيًا بسبب المصالح.

  • الشعوب نفسها أصبحت مشدودة للقضايا الأكثر انتشارًا إعلاميًا.

وبذلك يختفي صوت الأقليات الإسلامية بين صفوف الأقوى إعلاميًا وسياسيًا.


6. كيف يعاد الاعتبار لهذه الشعوب؟

الأمر ليس مستحيلًا، بل يحتاج:

  1. وعيًا عامًا يتجاوز الإعلام الرسمي.

  2. مشاريع ثقافية وإعلامية تعرف بهذه الشعوب وتعيدها للواجهة.

  3. تحركات شعبية تضغط على الحكومات الإسلامية لفتح ملفاتهم دوليًا.

  4. استراتيجية أممية إسلامية لحماية الأقليات، كما تفعل الأمم الأخرى مع شعوبها.

Read More
    email this

الجمعة، 28 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 28, 2025 by with 0 comment

غياب صوت العلماء والدعاة… حين تنشغل المنابر بالخلافات ويضيع الوعي

 

غياب صوت العلماء والدعاة… حين تنشغل المنابر بالخلافات ويضيع الوعي

غياب صوت العلماء والدعاة… حين تنشغل المنابر بالخلافات ويضيع الوعي


في السنوات الأخيرة، برز سؤال كبير يطرحه الشارع العربي والإسلامي بوضوح وبصوت أعلى من أي وقت مضى:

أين علماء الدين والدعاة مما يجري في الأمة؟ ولماذا تحوّل حضورهم إلى خلافات جانبية ومناظرات تستهلك الوقت بدل النهوض بالوعي أو مواجهة التحديات الكبرى؟


هذا السؤال لم يعد طرحًا إعلاميًا، بل أصبح قضية نقاش يومي على منصات التواصل وحتى في المجالس الخاصة. فبين قضايا سياسية وإنسانية تمزق المنطقة، وانقسامات فكرية واجتماعية تحتاج إلى صوت رشيد، يغيب الخطاب الديني المؤثر، ويحلّ محله ضجيج السجالات.



1. الانقسام الواضح… مؤيد ومعارض دون رؤية جامعة

يشهد المتابع اليوم انقسامًا حادًا بين العلماء والدعاة حول معظم قضايا الأمة.

ففي كل حدث كبير، تظهر:

 فئة تؤيدموقفًا سياسيًا أو دينيًا معينًا.

وأخرى تعترض بشدة على الموقف نفسه.

لكن المشكلة ليست في الاختلاف بحد ذاته، بل في تحوله إلى خصومة وصراع ومزايدات حول من الأكثر علمًا أو التزامًا أو قربًا من “الحق المطلق”، حتى بات المتابع العادي عاجزًا عن التمييز بين الرأي الشرعي الحقيقي وبين المصالح أو الحسابات الشخصية أو الارتباطات المؤسسية.


هذا الانقسام أضعَف ثقة الناس، وخلق فجوة واسعة بين العلماء والمجتمع، بينما المعركة الحقيقية — مع الجهل والفقر والاستبداد والظلم — لا تزال بحاجة إلى أصواتهم.


*2. انشغال يغيب الإنسان… خلافات العقيدة ومزايدات العلم

في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة أزمات كبرى، يختار العديد من الدعاة والعلماء الدخول في:

* جدالات حول مسائل عقائدية تاريخية.

* محاولات إثبات التفوق العلمي على الآخر.

* التركيز على “تصحيح” الأتباع ومعاقبة المختلف.

وكأن الأمة تعيش في فراغ، لا حروب ولا نكبات ولا انهيارات اقتصادية واجتماعية.

بدل أن يكون العالم منارة ترشد الناس، أصبح — لدى البعض — مشاركًا في صراع داخل البيت الواحد، يكرر ذات الكلام منذ عقود دون تجديد أو معالجة للواقع.


3. مناظرات لا تُسمن ولا تُغني… البخاري مثالًا


انتشرت في السنوات الأخيرة مناظرات طويلة عن:

* صحة كتب البخاري.

* شخصية الإمام البخاري نفسه.

* المخطوطات القديمة.

* تحديات بين الدعاة لإثبات الحفظ والاطلاع.


السؤال الذي يطرحه الناس اليوم:

*ما الذي يستفيده المجتمع من هذه المعارك؟ وما أثرها على حياة الفرد؟

النتيجة تكاد تكون صفرًا.

فالقضايا المحورية — التربية، الأخلاق، مواجهة الانحلال، دعم الأسر، معالجة الفساد — تغيب تمامًا، بينما تحتل مكانها مناقشات نظرية لا تغيّر من الواقع شيئًا.



4. الرد على الجهّال… مضيعة للوقت أم ضرورة؟

انتشرت في السنوات الأخيرة موجة من “الدجالين الرقميين” الذين يقدمون محتوى هجوميًا أو تشكيكيًا لجذب المشاهدات، ويتوقع الجمهور أن يرد العلماء عليهم.


لكن المشكلة أن:

* الجهل لا ينتهي بالرد على أصحابه واحدًا واحدًا.

* والردود المتكررة تمنحهم شهرة وتأثيرًا أكبر.

* والانشغال بهم يسرق وقت العلماء وجهدهم من القضايا الكبرى.

كان من الممكن — وما زال — أن يكون الرد: عميقًا، موجزًا، غير متكرر، وموجها للجمهور لا لصاحب الادعاء.



5. أين الدور الحقيقي؟ ولماذا غاب؟

يحمّل الكثيرون المسؤولية لعوامل متعددة:

1.الضغوط السياسية والاجتماعية التي تقيد حركة العلماء.

2. الخوف من الاصطدام بالسلطات أو المؤسسات القائمة.

3. الانشغال الإعلامي بالمناظرات لأنها تجذب المشاهدات.

4. ضعف التجديد الديني وعجز المنظومة التقليدية عن مواكبة العصر.

5. ضياع “العالم المصلح” وسط فوضى “المؤثرين الدينيين الجدد”.

لكن مهما تكن الأسباب، فإن النتيجة واحدة:

**صمت أو خلاف، بينما الأمة تحتاج إلى صوت رشيد، موحد، شجاع، ومؤثر.**


6. أسئلة مفتوحة للنقاش والحوار

وفي ضوء كل هذا، يبرز عدد من الأسئلة الجوهرية التي تستحق النقاش:

* هل فقد العلماء دورهم القيادي في المجتمعات العربية والإسلامية؟

* وهل يتحمل الجمهور جزءًا من المسؤولية عندما يفضّل المحتوى الجدلي على الوعي الحقيقي؟

* وما المطلوب من العلماء اليوم؟ صوت سياسي؟ أخلاقي؟ تربوي؟ إصلاحي؟

* وهل يمكن استعادة الثقة بينهم وبين الناس بعد سنوات من الانقسام؟

* وكيف يمكن إعادة توجيه الخطاب الديني نحو الإصلاح بدل الجدال؟

هذه الأسئلة ليست للنقد فقط، بل لفتح باب حوار عميق حول **مستقبل الإرشاد الديني** في عالم متغير، حيث لم يعد الصمت خيارًا، ولا العدائية منهجًا، ولا الانشغال بالثانويات بديلًا عن مسؤولية العلماء تجاه الأمة.

Read More
    email this

الاثنين، 24 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 24, 2025 by with 0 comment

قلوبٌ شتّى يتوحّد أصحابها… وأمّة واحدة تتفرّق!

 

قلوبٌ شتّى يتوحّد أصحابها… وأمّة واحدة تتفرّق!

قلوبٌ شتّى يتوحّد أصحابها… وأمّة واحدة تتفرّق!


على الرغم من أنّ المجتمع الصهيوني يعيش واحدة من أكثر البنى الاجتماعية والسياسية انقسامًا في العالم—انقسامات عقائدية، دينية، حزبية، قومية، وحتى عنصرية داخلية—إلا أنّه يتحوّل، لحظة شعوره بالتهديد، إلى كتلة واحدة تعمل كفريق متماسك.


هذه الظاهرة ليست جديدة، ولم تأتِ من فراغ، بل هي جزء من طبيعة المشروع الصهيوني نفسه، الذي بُني منذ بداياته على أساس أمني قبل أي شيء آخر.


الصهاينة… داخليًا ممزّقون، وخارجيًا يدٌ واحدة

قد يبدو المشهد السياسي الإسرائيلي اليوم أشبه بساحة صراع بين اليمين واليسار، والمتدينين والعلمانيين، والأشكناز والسفارد، بل وحتى بين الأجهزة الأمنية نفسها.

ومع ذلك، حينما يتعلّق الأمر بما يسمّونه “الأمن القومي”، تسقط الخلافات كلها خلف ظهرهم.

الجميع يصبح جزءًا من فريق عمل واحد هدفه حفظ الكيان واستمراره.


هذه القدرة على “إدارة الخلاف” وتقديم المصلحة العليا على الصراعات الداخلية ليست وليدة اللحظة، وإنما جزء من ثقافة زرعها المؤسسون منذ قيام الكيان، عبر ثلاثة مبادئ رئيسية:

1. الأمن أولًا… وكل شيء بعده

كل مؤسسة وكل فرد يتم تربيته على أن بقاء الدولة أهم من بقاء الحكومات والأحزاب.


2. صورة العدو الموحّد

وجود خصم خارجي يصنع تلقائيًا حالة اصطفاف داخلي.


3. منظومة متقدمة لإدارة الأزمات

لديهم آليات واضحة وفعّالة لحل الخلافات حينما تصبح تهديدًا لأمنهم.



القرآن… سبق ففضح حقيقتهم


المفارقة أن القرآن الكريم وصف حالهم بدقة:

“تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى”

(الحشر: 14)


هذه الآية جاءت في سياق الحديث عن اليهود، حيث كانوا متفرقين داخليًا رغم ما قد يظهر من اتحاد ظاهري، وهو ما نراه اليوم تمامًا؛ فكل ما يبدو من انسجام هو انسجام اضطراري، لحظي، مرتبط بالخوف أو المصلحة.


لكن السؤال الأخطر هو:

إذا كان من وصفهم الله بتشتت القلوب ينجحون في توحيد صفوفهم عند الحاجة… فلماذا لا نفعل نحن؟



لماذا لا يعمل العرب والمسلمون كفريق واحد؟


الأمة العربية والإسلامية هي أكثر أمم الأرض التي اجتمع عليها الخصوم، وأكثر من سُفكت دماؤهم ظلمًا وعدوانًا، وأكثر من يحتاج فعلًا إلى وحدة الصف… ومع ذلك لم يتحقق ذلك إلا نادرًا.


هناك أربعة أسباب رئيسية:


1. غياب مشروع موحّد


الأمة لم تبلور حتى اليوم مشروعًا جامعًا يمكن أن تتفق حوله، لا سياسيًا ولا اقتصاديًا ولا حضاريًا.


2. الإرث التاريخي للخلافات


تراكم صراعات الماضي—القبلية، المذهبية، السياسية—ما زال يلقي بظلاله، وأصبح يُستدعى بسهولة في كل أزمة.


3. تدخل القوى الخارجية


كل مرة يقترب العرب من التماسك، يتحرك الخارج لإعادة تفتيتهم، لأن وحدتهم تعني قوّة سياسية واقتصادية لا يمكن مجاراتها.


4. غياب ثقافة إدارة الاختلاف


نحن لا نفتقد إلى “وحدة الصف” فقط؛ نحن نفتقد إلى فن إدارة الخلاف.

أما الصهاينة فيدركون أن خلافاتهم الداخلية يجب ألا تهدد مشروعهم، فيضعون قواعد واضحة تمنع ذلك.



العرب والمسلمون… قادرون على التوحد إذا تغيرت الأولويات


رغم كل هذا، فإن تاريخ الأمة يُظهر أنها كلما تعرّضت لخطر وجودي حقيقي، استطاعت أن تتماسك.

بل أحيانًا يكفي أن يظهر مشروع صادق وعادل حتى يتفاعل الناس حوله بقوة.


ولذلك فإن السؤال اليوم ليس:


لماذا لا نتّحد؟

بل:

ما المشروع القادر على جمعنا؟ ومن يمتلك الشجاعة لطرحه؟



ختامًا

اتحاد الصهاينة ليس قوة داخلية بقدر ما هو خوف مشترك…

أما الأمة العربية والإسلامية فحينما توحّدت في التاريخ لم يكن خوفًا، بل إيمانًا بعدالة قضيتها.


ربما آن الأوان لطرح السؤال الأكبر:

هل نريد وحدة مبنية على رد الفعل… أم مشروعًا يعيد للأمة مكانتها؟

Read More
    email this

الاثنين، 2 يونيو 2025

Published يونيو 02, 2025 by with 0 comment

من الأيتام إلى القادة: كيف نستغل موسم الحج ومنصات التواصل لتوحيد صف الأمة؟

 

كالايتام على مائدة اللئام

من الأيتام إلى القادة: كيف نستغل موسم الحج ومنصات التواصل لتوحيد صف الأمة؟ 



واقعنا اليوم مؤلم. يبدو وكأن الأمم تكالبت علينا، وتقاسم الطامعون والمُغرضون أراضينا. هذا المشهد الصعب جعلنا في وضع أشبه بما يُوصف بـ "كالأيتام على موائد اللئام".


لقد أصبحت أرضنا مرتعاً لأجندات خارجية، وإن حاولنا الاعتراض، جُلدنا وعُذبنا وحُصرنا. البعض يسعى لإبعادنا عن ديننا وإطفاء المنارات الفكرية التي تنير طريقنا، ومن لم يستطيعوا إطفاءها حاربوها وشككوا فيها.


للأسف، دخلنا في دوامة من التناحر الداخلي، حيث انشغلنا بتوافه الأمور وسُلّط بعضنا على بعض.


1. الفرقة والهوان: ما الذي أوصلنا إلى "مائدة اللئام"؟ 

هذا الواقع مرير، ويُعتصر به القلب ألماً وتضيق به الصدور. والمؤسف أن فئة كبيرة من أبناء وبنات هذه الأمة غير مدركين لمدى فداحة المخططات التي تُحاك للقضاء على وحدتنا وكياننا.

من يدرك منهم حجم الخطر، غالباً ما يعتمد على حفظ الله ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وينسى أنه مطالب بالعمل واتخاذ الأسباب وبذل الجهد والعرق. لا يكفي ترك الأمور دون القيام بأي دور فاعل.

اليوم، في زمن المنصات الرقمية، تتوفر لدينا أدوات بسيطة يمكن أن نقوم بها دون بذل جهد ضخم. يكفي أن تمتلك قناة في أي منصة لترسل عبرها ما في خاطرك، وتدافع عن أمتك، وتلجم أفواه المتطاولين بأسلوب حضاري وموضوعي.

2. الدور المفقود للمؤثرين: الربح مقابل التوعية 

للأسف الشديد، اختار كثير من أصحاب القنوات والمؤثرين تركيز تأثيرهم على مجالات لا تخدم قضايا الأمة ولا تساهم في تعديل وضعها المائل.

اقتصر تأثير الأغلبية على الموضة، والترندات، والسوالف التافهة، والمقالب الكوميدية، وهي أمور هامشية لا تحتاجها الأمة في هذا الوقت الحرج.

  • الهدف الكبير لأغلب المؤثرين هو الكسب والربح المادي. ونحن لا نمانع في هذا طالما كان المكسب حلالاً ولا يتعارض مع الدين.

  • لكن لا يمنع أن تكسب وتربح وتستفيد، وأن تنفع أمتك ووطنك في نفس الوقت.

يمكن للمؤثر أن يخدم قضايا أمته بطريقته وأسلوبه المعتاد: بالتذكير بوجع إخواننا، بالبحث عن حلول للنهوض، وبتحفيز الشباب على الإبداع واستغلال المواهب فيما فيه رفعة الدين والأمة.

سبب تناولنا لهذا الموضوع الآن هو أن الهجمة على الأمة اشتدت، والفرقة بين الإخوة العرب والمسلمين في أوج توهجها، وتأثر الكثيرون بالجو السائد من الملهيات والمغريات.

3. موسم الحج: رسالة وحدة فوق كل الانقسامات 

بما أننا في موسم الحج، موسم العبادات المتنوعة، وجب التذكير بالمشاهد التي تمثل التقارب والاندماج بين المسلمين في أبهى وأرقى صوره. يجب أن تكون هذه فرصة لا تفوت لاستغلالها لكسر الجمود الذي يسود بين أبناء الأمة.

يجب أن نشير إلى أن المملكة العربية السعودية تتخطى الحملات المشككة التي تسبق موسم الحج في كل عام. هذه الحملات مجرد افتراءات وادعاءات باطلة، ولا تؤثر في من تحملوا أمانة خدمة الحجاج وإنجاح سعيهم في أداء المناسك على أتم وجه.

  • بلاد الحرمين باقية وشامخة بعطائها وحكامها وشعبها.

  • إن أي تجاوزات أو تغيرات في المناطق الأخرى من المملكة هو أمر لا تخلو منه أي بلد، لكن لكونها تضم المقدسات الإسلامية، تكون الأعين المسلطة على السعودية هي الأكثر في البحث عن الأخطاء والزلات.

مواجهة الحملات المشككة: الحج عبادة أم سياسة؟ 

مع قرب موسم الحج، بدأت الحملات الإلكترونية المعتادة التي تربط الحج بالصراعات الدائرة حالياً وتدعو إلى عدم أداء الفريضة.

كما انتشرت مناشدات تدعو إلى إنفاق تلك المبالغ على المرابطين بدلاً من الذهاب إلى الحج.

هذه المناشدات في رأينا لن تنفع ولن تغير شيئاً على أرض الواقع، بل ستزيد من الشحنات السلبية والفرقة. الحج عبادة عظيمة فيها منافع لا تعد ولا تحصى للمسلمين في كل العالم، وهو ركن مستقل لا يجوز ربطه بالخلافات السياسية والتحريض.

الخاتمة: لا غالب إلا الله 

إن كسر الجمود الذي يسود بين أبناء الأمة أمر صعب، ولكنه ليس مستحيلاً. لا بد من المحاولة وتبيان مدى الضرر الذي يسببه الخلاف والفرقة والتعصب للمذاهب والأحزاب والأشخاص على حساب الأمة المعذبة.

لو بدأ أولياء الأمور والقيادات الفكرية بهذا التوجه، لتبعتهم الشعوب ولخفت موجات التعصب الأعمى التي تضر ولا تنفع.

إننا جميعاً نؤمن برب واحد ونتبع نبياً واحداً ونقرأ كتاباً واحداً، ولكن فكر البشر المتقلب هو الذي يسبب هذا الخلاف. لنعمل جميعاً على الخروج من هذه الدوامة والطريق المظلم.

Read More
    email this