.png)
ما الذي يجري هناك؟
**بسم الله الرحمن الرحيم**
نبدأ بالدعاء: نسأل الله أن يفرّج كرب إخواننا، وأن يحفظ الأمة من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
الحدث الأخير — طوفان الأقصى — جاء بخيره وشرّه. شهدنا ردود فعل عنيفة من الجانب المقام، وتوالت ردود أفعال عربية وإقليمية ودولية متفاوتة في الحجم والأثر. بينما عبّر كثيرون عن التضامن، كانت التحركات العمومية والدولية أقلّ مما توقّع البعض من حيث الحسم والتأثير، فبدا المشهد ملتبسًا بين مواقف تصنعها الضغوط السياسية وحسابات المصالح، وبين دوافع إنسانية حقيقية دفعت دولًا وجماعات للتدخل المحدود.
على الأرض: تعقيدات متزايدة
مع تتابع الأيام تغيّرت ملامح الصراع: هدنة هنا، تصعيد هناك، نزوح أعداد كبيرة من المدنيين، وتوغلات متجددة في مناطق آمنة ظنًّا أنها ملاذ. التباينات داخل المعسكرين—الصهيوني والفلسطيني—جعلت الصورة أكثر تعقيدًا، بينما تحرّكت أذرع إقليمية (جنوب لبنان، البحر، وغيرهما) بدرجات متفاوتة من التأييد أو الاستفزاز. هذا التنوع في المواقف يثير سؤالاً مشروعًا: من يدير المشهد في الداخل والخارج فعلاً؟ وهل ما نراه الآن مقدّمة لسيناريوهات مخططة مسبقًا؟
حدود نقل المعلومة: ما لا تراه الكاميرات
الصحافة الميدانية والمراسلون يبذلون تضحيات كبيرة لنقل الوقائع، ونقدّر جهودهم بشدّة. لكن دورهم يظلّ محصورًا في ما يظهر على الأرض. كثير مما يجري وراء الكواليس — في مكاتب القرار، وغرف التشاور الدولية، وصفقات النفوذ — يظلّ خارج متناول عدسات الكاميرات، لذلك يبقى لدى المتابعين شعورٌ بأنّ ثمة حقائق مخفيّة أو مؤشرات لم تُعرض كاملة.
أسئلة يجب أن تُطرح
* هل هنالك خطط استراتيجية تُحاك في الخلفية تختلف عن الانطباع العام؟
* لماذا تبدو بعض التدخلات أقلّ من مستوى التوقعات رغم الشعارات المدويّة؟
* كيف ستنعكس الخلافات الداخلية على مستقبل قيادة الموقف الفلسطيني؟
* وما دور الأطراف الإقليمية والدولية في تحديد مسارات المواجهة أو التهدئة؟
قراءة واقعية ونصيحة عملية
من الضروري التذكير أن أي مسار عسكري أو سياسي لا يُدرس تبعاته جيدًا قد يكلف المدنيين ثمناً باهظًا. لذلك، على القيادات الفلسطينية — ممثلةً بكل أطيافها — أن تتجاوز التناحر الداخلي، وأن تضع مصلحة الشعب وسلامة المدنيين في المقام الأول. الحوار الوطني والتنسيق فيما بين الفصائل يمكن أن يوفِّرا رؤية موحّدة تضمن تمثيلًا أفضل للمطالب وتخفّف من الخسائر.
كما أن المجتمع الدولي والأطراف الإقليمية مطالبون بمسؤولية إنسانية حقيقية: الحضور الفعلي الذي يحمِي المدنيين ويؤمن ممرات إنسانية آمنة أهم من بيانات التأييد الشكلية.