الجمعة، 24 يونيو 2022

Published يونيو 24, 2022 by with 0 comment

إيمان أرشيد و نيرة أشرف ضحايا الحب الملغوم

 

إيمان أرشيد و نيرة أشرف ضحايا الحب الملغوم

إيمان أرشيد و نيرة أشرف ضحايا الحب الملغوم 



علاقة الحب اطهر العلاقات البشريه وانقاها ففيها تصل المشاعر والاحاسيس الى اقصى مراحلها وتصبح هنالك كيمياء بين الحبيبين لا يمكن وصفها باي طريقه وتتعانق القلوب شوقا وعشقا ويصبح هذا الحبيب يتألم لألم حبيبه  ويفرح لفرحه وتكون العلاقه مثاليه اذا انتهت بالارتباط الشرعي وخلت من اي ارتباطات اخرى او علاقات محرمه لا يرضاها الله ولا رسوله الكريم . 


ولكن مع التقدم والتحضر الذي اثر على كل نواحي حياتنا اصبح الحب في هذا الزمن غير الحب الذي كان واصبح كل من يرى شخص يعجبه لشكله اولجماله او لجسمه او لماله ويشعر بدغدغة الاعجاب بداخله وهي دغدغه بعيده كل البعد عن الحب تراه  يقول له اني احبك واعشقك  واصبح توزيع هذه الكلمه الخطيره والمؤثره امرا سهلا لدى الكثيرين وستكتمل المشكله ان كانت ردة فعل الحبيب فيها نوع من القبول والرضى المباشر .


وتكون الامور اخطر واخطر حينما يصبح الحب مقرونا بالاستغلال الجنسي او المادي او غيرها من اوجه الاستغلال المختلفه وخاصة ان كان الحبيب مهووسا او فيه لسعه جنون ولديه حب للسيطره والتملك فتراه يرفض ان ترد له محبوبته اي طلب وحتى ان كان ذلك على حساب علاقتها مع اهلها وصحتها وسمعتها وما حصل  للفتاة المصريه والاردنيه اوضح صورة على ذلك . 


فالفتاة الاولى رحمها الله قد تكون اعطت هذا الشاب الذي قيل انها قامت برفضه سابقا هي واهلها فرصه بالحديث معه ومشاركة بعض يومياتها وجعلته يتعلق بها اكثر واكثر بها لدرجه اعتقاده انه حظي بقلبها  وانها اصبحت من نصيبه او ملكه أو انها اعطته من غير قصد بصيص أمل بأن يكون حبيبا لها  وهذا الاحساس يشعر به الشاب حينما يرى الفتاة تميل له وتتحدث معه وتخصه بالحديث دون غيره من الشباب ويصبح فكره متعلقا بها وقد تكون وثقت به او رأت فيه بعض الامور التي لم تجدها في غيره كالاحترام والالتزام وبكل تأكيد هذا الاحتكاك والتقارب أمر خاطئ ولا نشجع عليه حتى وان كانت ملامح الصلاح والالتزام والتقوى بادية على هذا الشخص لانه في النهايه انسان ومشاعره تتقلب في لمح البصر وكم رأينا وسمعنا عن اشخاص كانوا ملتزمين اخلاقيا وادبيا ودينيا  ولكنهم ارتكبوا امور يعجز عن ارتكابها اعتى واشد المجرمين ويكفي أن من ربنا جل وعلا قد نبه من كانوا في أفضل واحسن الازمان وعاصرن خير البشر صلوات ربي وسلامة عليه وكن اتقى الزوجات والامهات وهن أمهات المسلمين رضي الله عنهن فكيف بحال فتيات ونساء هذا الزمن الصعب المليئ بالفتن .


وبالنسبه للفتاة الاردنيه ايمان رشيد رحمها الله فإن ما حدث لها أمر مؤسف ايضا وحتى الان لم يتم الكشف عن القاتل و عن اسباب قتله لها و التي قد تكون اسباب قريبه من اسباب القاتل الاول حسب تحليلنا لرسالة التهديد التي ارسلها وقد يكون تحليلنا خاطئا لذلك نحن بانتظار تحقيقات الشرطة والقاء القبض على المتهم ونسأل الله ان يصبر قلوب اهل القتيلتان ويعينهما على ألم الفاجعه التي حلت بهم . 


مثل هذه الحوادث تجعلنا امام تحديات قديمه متجدده لم تتم معالجتها سابقا فمثل هذه الحوادث ليست الاولى واتمنى ان تكون الاخيره ولكن لا بد ان يتم ايجاد الحلول واولها في نظري اعادة القوانين التي تضبط العلاقه بين الشاب والفتاه في كل المجالات والاماكن فلا بد من وجود رادع للفتاه والفتى وطبعا لا بد ان يكون للاهل دور فعال وليس كما هو الوضع الحالي الذي ترك فيه الحبل على الغارب واصبحت العلاقات لا تعد ولا تحصى واصبحت علنيه وامام كل الناس بعد ان كانت في الخفاء واختفى اولا واخيرا الوازع الديني والمراقبه الذاتيه التي هي اساس ضبط النفس البشريه فكل شخص يراقب الله ويخشاه ستجده متابعا لحال رعيته ان كان ولي امر وستجده محافظا وحريصا على كل تصرفاته وتعاملاته ان كان احد الرعيه . 


وفي زمن السوشل ميديا والهواتف الخلويه التي جعلت عورات البيوت مكشوفه للعيان واصبح ما يحدث في بيت جاري يصلني بالتفصيل عن طريق ابنائه فهم يصورون يومهم منذ الصباح الى وقت النوم ولا يتركون صغيره ولا كبيره الا ذكروها ولا يتورعون عن ذلك بل وصل الحال الى البعض ان يصور اخواته ومحارمه في اوضاع مخله تسيل لعاب الذئاب البشريه المتربصه او توقظ الشر النائم في  النفوس البشريه والذي ان صحى واخذ موقعه لن يعود الى مكانه الا وقد ارتكب جريمه او نشر فتنه تدمر لا يمكن اخمادها.


ولنكن صريحين وواضحين الغرب اثر علينا كثيرا واصبحت جامعاتنا ومدارسنا المختلطه تشهد العديد من الامور المستهجنه والتصرفات والممارسات التي لا تمت لديننا الحنيف وعاداتنا العريقه بصله ولذلك خرجت لنا اجيال جريئه لدرجة الوقاحه لا تخجل من تصرف ولا تقدر كبير في السن ولا تحترم قوانين وتشريعات  واصبح الاهالي يعانون الامرين في ضبط سلوكيات الابناء وتقييمها وان تحدثت وانتقدت ووجهت سيخرج لك اولئك المدافعين والعلمانين ومحبي الخراب والدمار في المجتمعات المحافظه وسيقولون ان الاختلاط والتقارب بين الجنسين امر يساعد الطلاب على التركيز ويجعلهم متفتحين في تعاملهم مع الجنس الاخر ونسي ان هنالك شيء يسمى الغريزة والميل الذكوري للاناث وقبل ذلك وجود عدو المسلمين الاول وهو الشيطان والنفس الامارة بالسوء وهذا امر لا يمكن تجاهله ابدا . 


الحب الذي ظهر في اسوء نسخه في زمننا هذا حمل بعض الصور الجميله والمشرفه التي لا تعد كثيره مقابل الصور السيئه الاخرى للحب والتي لها الافضليه ولكن  تلك الصور القليله اثبتت لنا ان الامور حينما تقوم على اسس صحيحه وقوية تستمر الا ما لا نهاية وحتى ان لم تكن فيها خبره او درايه كامله بالمواضيع ويكفي الاخلاص والصدق وهذا هو ما ينجح اي عمل وعلاقة الحب اجمل عمل لانها تنتج افضل منتج وما بني على حب سيكون نتاجه ومخرجاته حب . 


رحم الله الفتاتان وهدى الله القاتلين الذين يجب ان يتوبوا ويرضوا بالعقوبه الدنيويه ويستعدوا للعقوبه الالهيه التي ستكون لهم امام الله احكم الحاكمين الذي لا يرضى ان يقوم اي شخص مهما كان سببه او منصبه او قوته بأي أمر يخصه تعالى فهو سبحانه فقط من يحيي ويميت ولا يحق للبشر ذلك ونسـأل الله ان يحفظ فتيات وشباب المسلمين ويردهم اليه ردا جميلا . 

Read More
    email this

الخميس، 23 يونيو 2022

Published يونيو 23, 2022 by with 0 comment

الخبرات العربيه والخبرات الاجنبيه

 

الخبرات العربيه والخبرات الاجنبيه

الخبرات العربيه والخبرات الاجنبيه 


منذ سنين طويله ودول عالمنا العربي تقوم بجلب اصحاب الخبرات الاجانب من بلادهم وتدفع لهم مبالغ طائله من اجل ان يقوموا بنشر بعض تجاربهم وخبراتهم للشباب العربي الذي سيقوم بتحويل تلك التجارب واقعا على الارض يخدم به وطنه ومجتمعه وفي كثير من الاحيان لم تكن تلك الاستقطابات الاجنبيه ذات منفعه كبيره اما بسبب عدم جدية الشخص القادم من الغرب او بسبب الصعوبات الموجوده في تلك الفترة ، ولكن بعد ذلك تطورت الاوضاع واصبح بإمكان الشباب العربي والمسلم مغادرة بلاده الى البلدان المتقدمه والحصول على العلم والتجربه والخبره من ارقى الجامعات واكبرها والعودة للوطن والمساهمه في تطوره بما تم تعلمه واكتسبه من مهارات .


ومن سيقرا الكلام الذي ذكرته سالفا قد يدور في ذهنه بأن العلم والعلماء لم يكونوا موجودين الا في بلاد الغرب وان الدول العربيه والاسلامية كانت غارقة في الجهل والظلام وأنها لجئت للغرب من اجل ان ينير لها الطريق وينشر نور العلم بين اهلها وهذا الامر غير صحيح طبعا بل على العكس كانت الدول العربيه هي الاولى في العلم وهي من صدرت العديد من العلماء الذي غزوا بعلمهم ومعرفتهم كل العالم بل أن العديد من اكتشافاتهم وعلومهم مازالت تدرس في جامعات الغرب المتقدمه ولكن هنالك مؤثرات تسببت في تغير الحال وانقلابه ووضعتنا في خانه الباحثين عن من يعلمنا وينشر بيننا المعرفه في العلوم المختلفه . 


علماء العرب والمسلمين الذين ورثوا العلوم المختلفه كانوا يعتقدون ان علومهم ستجوب العالم وخاصة العالم العربي وسينهل منها الجميع وستنهض الأمة وتزدهر في  كل العلوم وتكون منارة يهتدي بها الجميع وحدث ذلك فعلا ولكن ليس في امتهم بل في الأمم الاخرى التي اخذت العلوم وعملت بها بطريقة صحيحه وجعلتها اساسا قويا تقوم عليه حضارتها واكتفت امتهم بذكر اسمائهم على الصيدليات والشوارع وبعض الاحياء او المواقع والبرامج الحواريه  واصبحت الأمة في حالة سبات طويل لا تهتدي بشيء  بل انها تتبع الغرب وتقلده في كل شيء وخاصة في توافه الامور وهذا امر مؤسف جدا .


وحتى الدول التي كانت منارات للعلم بسبب اهتمامها بالعلم والعلماء وكانت تشكل علامة فارقه بين الدول العربية كالعراق ومصر وسوريا  اليمن ودول المغرب العربي وغيرها  تأثرت كثيرا وأصبح العلم فيها ليس كما يجب أن يكون بعد أن كانت هجرات طالبي العلم   للدراسه والبحث عن صنوف العلم المختلفه مقتصره عليها ولكنها اليوم اصبحت هي من ترسل ابنائها للبحث عن العلم المفيد والنافع لبلاد الاجانب كأن ما يقدم من علم  في جامعاتها تضييع وقت لا أكثر ونحن لا نستنكر او نعترض على السفر لطلب العلم في الدول الغربيه التي قد توجد فيها بعض العلوم الغيرموجوده لدينا ولكننا نشعر بالغيره لاننا نحن الافضل سابقا وحاليا ولكننا بحاجة الى الرقي بأنفسنا وعقولنا ورفع هممنا والتركيز على ما يرتقي بنا ونحن قادرين على كل ذلك . 


وان استرجعنا الماضي وسرنا نحو العراق وما كان فيه من غزاره في العلم والعلماء وما قدموه من اجل هذه الأمة وما ساهموا به من أجل رفعها بين الأمم  سنتوجع كثيرا ونحن نتذكر الفتره الذهبيه لهذا البلد العريق الذي مر بالعديد من الاحداث التي اثبتت انه مركز العلم واساسه  وكذلك كان الحال في سوريا واليمن ومصر فكل تلك الدول كانت تمثل قوة علمية بما حباها الله من دور علم عظيمة خرجت العديد من جهابذة العلم واساتذته .


وبكل تأكيد لم تنتهي سلالة العلماء من تلك الدول وغيرها من الدول العربيه فهنالك كفاءات واصحاب خبره لا يعدون ولا يحصون  غادر منهم الملايين هذه الدنيا وبقي منهم بيننا عدد كبير ايضا ، وقد طرت علي تساؤلات منذ مدة لم أجد لها أجوبة حتى الان  وددت  أن اطرحها لعل هنالك من يجيب عليها وهي :


 لماذا لم يعطى العلماء واصحاب الخبرات والنابغين في عالمنا العربي الذين غادروا الدنيا أو الباقين فيها  فرصه لنشر علمهم وخبراتهم في الدول العربيه والاسلامية كما حظي بها العلماء الاجانب ؟!

ولماذا حظي اولئك بالثقه والتأييد ومنع منها علمائنا ؟!


وهل الأمانة المهنية موجودة في هذا الأجنبي ولا توجد عند نظيره العربي ؟ وهل المواقف والأفكار السلبية التي تتشكل عن شخص معين يجب ان تعمم على ابناء دولته ودينه ؟


 ولماذا عند هرم البعض منهم وكبره نجد وسائل الاعلام المختلفه مرئية كانت أم مسموعه او مقروءة  تستضيفهم وتعرف الناس بهم؟


 وهل أصبح العلم اخر اهتمامنا أم أننا اكتفينا بما يصنعه ويكتشفه الغرب وأصبح دور المتفرج حكرا علينا ؟


ولماذا اعطي من اختاروا العلم لغرض التكسب فقط واثارة الجدل والتعرض للعلماء الاجلاء وطلاب العلم الحقيقين فرصه أكثر من المخلصين والصادقين ؟


تساؤلات تجول في عقلي منذ مدة لأنني ارى ان لدينا عدد لا يمكن حصره من اصحاب الخبرات والمتعلمين والذين يمكن الاستفاده منهم سابقا وحاليا وسيغنوننا عن الخبرات والمتعلمين الاجانب الذين يكلفون كثيرا ماديا وحتى معنويا لكنهم لم يجدوا من يؤمن بامكانياتهم ويسعى لتسخيرها ونحن هنا لا ندعو الى الاستغناء على الخبرات الاجنبية التي نحتاجها في بعض المجالات ولكننا نحاول الاشارة الى امر مهم وهو أن الخبير والعالم العربي قد يكون نفعه وخبرته وتعاطيه للامور افضل مرات ومرات من الخبير الاجنبي نظرا لعدة امور منها الدين والعادات والتقاليد المشتركة والاهم من ذلك هو الحرص على عمله وعلى ابناء دينه او وطنه وان كان الخوف من بعض السلوكيات والطباع العربيه التي قد ثؤثر على سير العمل كالخيانة والتهاون او عدم الجديه او حب التكسب من الوظيفه او غيرها من الامور فانها امور يسهل تقييمها وتغييرها الى الأفضل وليست كل الناس متشابهة في السلوك والاطباع .


ولو تخيلنا أن العلماء والنابغين العرب والمسلمين الذين اهتم بهم الغرب واخذ علمهم ونسبه اليه  حصلوا على دعم كبير من الحكومات العربيه والمسلمه بشكل كامل واعطوا فرصه نشر هذا العلم وتشكيل جامعات وكليات ومعاهد متخصصه في العلم النافع الذي يخدم الامة ويساهم في رقيها وتقدمها وقدمت لهم كل الامكانيات التي تساهم في جعل العلم الذي في العقول واقعا ملموسا كيف سيكون الحال ؟ هل سيكون وضعنا كما هو الان ؟  بكل تأكيد لا فنحن امة لا ينقصنا شيء ابدا وكل الامكانيات موجودة ومتاحه سواء من مادة او كوادر او ادمغة نظيفه جاهزة للعمل والانجاز .


قد تكون الصراعات التي عصفت ومازالت تعصف بأمتنا من اهم الاسباب التي حجبت العلماء وأصحاب الخبرات  عن الظهور والبروز بشكل كبير والمحظوظ منهم من استطاع الهرب من بلده والحصول على فرصه في بلد اخر وطبعا كان كل علمه وخبراته موجهه الى ذلك البلد الذي احتواه بعد ان هرب من الرعب والترويع الذي يوجد في بلده والنماذج كثيره جدا .


وكم نتألم حينما نتعرف على عالم جليل أو صاحب خبره ودرايه وعلم غزير وهو في ارذل العلم ولم يستطع أن ينشر علمه أو يفيد أمته بالكم الهائل الذي لديه من خبرات وتجارب  كان بالامكان استغلالها لتغيير الواقع او جزء كبير منه الى الافضل ولكنه التقصير من وسائل الاعلام والمسؤولين الذين لا يلتفتون الى تلك الهامات التي تستحق كل الدعم ولا ندري ما سبب الابتعاد عن الاهتمام بالعلم والعلماء في امتنا وهي في أمس الحاجه الى اصحاب العقول النيره حتى تعيد الامجاد وتقوم من سباتها الذي طال كثيرا . 


وضع العلم والعلماء في عالمنا العربي وامتنا الاسلامية بحاجه الى اهتمام اكبر ونشكر المبادرات واصحابها الذين حاولوا وما زالوا يحاولون شحذ الهمم وابراز دور المختصين واصحاب القدرات والمهارات  ولكننا بحاجه ماسه الى مجهودات اكبر وفرص اكبر لاصحاب الخبرات العرب في كل المجالات والعلوم المختلفه لعلنا نستطيع في يوم ان نخرج من ينعش العلم ويعيد الأمة الى الامجاد العلمية التي مازالت تذكر على الرغم من مرور الأف السنين .

Read More
    email this

الأربعاء، 22 يونيو 2022

Published يونيو 22, 2022 by with 0 comment

موجة الترند واثارة الجدل

 

موجة الترند واثارة الجدل

موجة الترند واثارة الجدل 



في السنوات القريبه الماضيه ظهرت لنا العديد من المفاهيم والامور الغريبه جدا وتغيرت مفاهيم كنا نفترض انها ثابته لن يغيرها زمن أو حوادث وأصبحت بعض الامور التافهه ذات تركيز واهتمام كبير واصبح حب الظهور في وسائل التواصل الاجتماعي والشهره مطلب اغلب المستخدمين لهذه الوسائل ويكون سعيد الحظ من  يكون حديث الناس وأخباره في الصدارة او كما يطلقون عليه بمصطلحهم ( ترند) .



سبحان مغير الحال في الماضي القديم كان الناس يخشون من أن يذيع صيتهم في أمر أو فعل قبيح فتراهم يترفعون عن الإتيان بالسيء من الأقوال والافعال ويركزون على المكارم والافعال الطيبه وذلك خوفا من أن يكونوا من المجاهرين بالمعصية والذين لعنوا في الدين وتجنبا من أن يكونوا حديث الناس وشغلهم الشاغل لأنهم يعلمون أن وقوعهم في ألسنة الناس وخاصة أن قاموا بأمر مستنكر سيجعلهم مهانين وذليلين والكل سينظر إليهم بنظرة لا تليق وسيؤذي ذلك مشاعر أهلهم  وكل من يهمه أمرهم .


وحتى وإن وجد في ذلك الوقت بعض الذين لا يهتمون بالناس وما يقولون أو سيقولونه عنهم إلا أن تصرفاتهم الغريبه والغير متقبله كانت أهون مما نراه الآن من أفعال وتصرفات يشيب لها رأس الجنين ولا يتوارى أصحابها عن الأنظار بل يقومون بها أمام الملأ من دون خوف من الله أولا ومن ثم عباده .


لقد أصبحت إثارة الجدل والخروج عن المألوف والتركيز على مبدأ "خالف تعرف" الذي جعله البعض أساسيا في حياتهم والقاعدة التي يبنون عليها كل تطلعاتهم وآمالهم من الأمور المشتركة في جميع المجتمعات دون استثناء ففي مجتمعاتنا المسلمة المحافظة ظهرت تلك الفئه بقوة وأصبحت تنتشر بسرعة كبيرة ولا يكاد يخلو يوم من دون ظهور شخص مخالف للعرف وله وضعه الغريب والمختلف عن الواقع وكل ذلك لا يتعدى كونه تصنعا وتمثيلا فكيف يستطيع شخص عاقل أن يظهر وهو يتفوه بأمور لا يقبلها دين ولا عقل وهو نفسه غير مقتنع بما يقوله ولكنه حب الشهره الذي أعمى الأعين والابصار.


ويكون الوضع مؤسفا ومزعجا اكثر ان كان هذا الشخص صاحب علم ومكانه وله اثر سابق في المجتمع قبل أن يتردى وينكص على عقبيه ويصبح علمه نقمة عليه ويضرب بكل المبادئ والاسس التي كان يسير عليها عرض الحائط وقد ظهر عدد لاباس به من هذا النوع مؤخرا وبدأو بالحديث عن الكثير من الامورالتي مجدوها في السابق واثنوا عليها ومنها زمن الاباء والاجداد وما كان فيه من امور نحتاجها بشدة  في ايامنا الحاليه لتربية الجيل الجديد مثل حب الوطن والولاء له والتمسك بالاخلاق الاسلامية والفضائل الحميده وكيف استقبلوا التطور الذي جاء اليهم والتمدن وكيف تعاملوا معه وقتها وكل ذلك من اجل لفت النظر واثارة الجدل بعدما خفت نجمهم قليلا او انهم يريدون ان يركبوا الموجه التي ركبها اغلب الباحثين عن الشهره الزائفه .


وهنالك فئه وهي المنتشره بكثره والتي تعتلي في اغلب الاوقات نشرات اخبار السوشل ميديا المختلفه وهي فئه اصحاب التصرفات الغريبه والالفاظ الوقحه والغير مسؤولة والذين يقرنون كل ما قيل وذكر بالعري وابراز المفاتن ان كانوا اناثا وبالتصرف بليونه ونعومه وذكر الفاظ خادشه للحياه ان كانوا ذكورا هذه الفئه اصبحت هي الاكبر والاكثر انتشارا لسهولة الانضمام اليها والمحزن ان من يقومون بهذه التصرفات يشعرون بالندم والضيق خلف شاشات الهواتف ولكنهم اصبحوا مجبرين على التظاهر امام متابعيهم والمطبلين لهم والذين سيردونهم في الهاويه ان لم يتراجعوا عما يقومون به فأغلب المتابعين يشجعون هذا الغبي او تلك الغبيه ويشجعونها على افعالها اما لشهوه عارمه تعتريهم او بسبب حبهم لرؤية التصرفات الغير مقبوله من الغير وعدم استطاعتهم الاتيان بها او لاسباب اخرى تدور في الذهن البشري .


والشيء الذي يلفت الانظار هو اعتقاد الكثير من طالبي الترند واثارة الجدل ان ما يقومون به هو حرية شخصيه وجرأه وتعبير عما في الخاطر من هموم واوجاع او ملاحظات على المجتمع وافراده واصرارهم الشديد على ذلك وحتى في مقابلاتهم تجدهم يبررون ويكررون ما يقولونه بكل راحه ومن دون خجل و تجاهلوا ان ما يقومون به وقاحه وقلة ادب وتربيه وان تلك الامور ستؤثر على اجيال تتابع وسائل التواصل الاجتماعي وتتخذ تلك النماذج السيئه قدوه لها وهم بعيدين كل البعد عن كونهم قدوات .

وطبعا وسائل الاعلام التي تنقل وتستضيف هؤلاء هي سبب في الانتشار وتلميع الصوره التي يجب ان لا تلمع وتظل معتمه لانها لا تستحق التلميع بل تستحق التجاهل والحرق لانها صوره مخله لا يحب عرضها ، وقد يجهل البعض ان وسائل الاعلام تستفيد من استضافه اصحاب الترندات والتصرفات الغريبه لرفع نسبه المشاهدات والمتابعات على قنواتها المختلفه وخاصه القنوات الموجوده على مواقع التواصل الاجتماعي ، ولا يمكن ان ننسى دور اصحاب الاعمال الذين يستأجرون هؤلاء للترويج لهم وبذلك يكسبون اقبال اكبر من متابعيهم على منتجاتهم التي قد لا تصلح للاستهلاك وظهرت الكثير من المشاكل في تلك المنتجات بل انها تسبب في اصابات وامراض لعدد كبير من المتابعين واستمرت نجومية هذا المعلن من دون ان تتأثر بما حدث انه التلميع والترويج الغير مستحق .


وإذا نظرت إلى عشاق الترند ومثيري الجدل تجدهم أشخاص فارغين وخاوين من الداخل والخارج ولا يحملون فكر متفتح لانهم ان كانوا متفتحين سينكرون ما يحدث لانه امر لايجوز ولا يتقبله اي عاقل .


وكل ما تم ذكره لا يمنع وجود اشخاص واحداث لها اهميتها وتستحق ان تكون في الصدراة او كما قلنا سابقا ترند لانها تخص امورا مهمه او شخصيات لها تأثيرها في محيطها او مجتمعها وطبعا تلك الترندات تزول بسرعه بسبب ترندات التافهين الذي يعتبرون الاغلبيه العظمى على مواقع التواصل الاجتماعي .


وبشكل عام اثارة الجدل في وقتنا الحالي اصبحت مهنه من لا مهنة له وقد اعتلى الكثيرين تلك الموجة وساروا يترزقون ويكتسبون من ذلك ولذلك اتسعت الهوه واصبحت المجتمعات العربيه خاويه وعقيمه ولا تنجب الا العاهات الا من رحم ربي.
Read More
    email this