الجمعة، 16 ديسمبر 2022

Published ديسمبر 16, 2022 by with 0 comment

المغرب العربي ليس عربيا

 

المغرب العربي ليس عربيا

المغرب العربي ليس عربيا 


اثارت تصريحات مدرب المنتخب المغربي الركراكي بعض مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في المغرب حيث خرج بعض الاخوة المغاربه والذين ينتمون الى بعض مكونات الشعب المغربي المختلفه كالامازيغ وغيرهم وهم ينددون بتشجيع الجماهير العربيه لهم واقتبسوا بعض العبارات التي رددها الركراكي في المؤثمر الصحفي وحرفوها عن مسارها والمغزي منها .


تصريح وليد الركراكي الذي ان اخذناه بحسن نيه وبعيدا عن التأويلات الاخرى المعاكسه والمغايره طبيعي جدا ولا توجد به اي عنصريه او ابتعاد من المدرب المغربي عن عروبة المغرب لأنه  ربط المغرب بالقاره التي يقع فيها وهي قارة افريقيا وان المغرب قدم ما قدمه وهو ممثل للقارة السمراء والمنتخبات العربية الموجوده فيه كمصر وليبيا والجزائر ولا ادري ان ذكر تونس ام لم يذكرها ولذلك فأنا ارى التصريح عاديا ولا توجد به اي اشارات او دلالات عنصريه وأما سبب عدم جمعه العرب في تصريحه واقتصار ذكره على الدول العربية الافريقيه سالفة الذكر فهذا امر يخص الركراكي وحده ولا يجب أن نفسره بتفسير أخر ولكنها الحساسيه المفرطه التي تتميز بها شعوبنا العربية المعروفة بعاطفتها القوية . 


ولنفرض جدلا أن المملكة العربية السعودية وصلت الى أدوار متقدمه وخرج مدربها أو احد لاعبيها أو مسؤوليها وقال إن هذا التأهل إهداء الى لكل دول الخليج العربي وشعوبها هل سيؤثر ذلك على الفرحه التي شعرت بها باقي الدول العربية ؟ بكل تأكيد لن يؤثر وكذلك الأمر بالنسبه لركراكي وما قاله في تصريحه وأما إن كان الركراكي يقصد أمر أخر فلا يجب مره أخرى وأكرر ذلك تأويل ما يشعر به ويجول في ذهنه إن لم يصرح به علنا . 


وقد نعذر الأخوة المغاربه في بعض الأمور المتعلقه بطريقة التفكير أو بعض الممارسات والتصرفات بسبب التأثر الكبير بالاستعمار الفرنسي والدور الذي قام به المستعمر والتقارب الكبير بين دول المغرب العربي مع اوروبا وانعكاس ذلك على مظاهر الحياه في تلك الدول .


وقد تكون المغرب والجزائر وتونس قريبه جدا من أوروبا وتتفاعل معها وتتأثر بها أكثر من تأثرها بالدول العربية ولكنها تعيش معنا مشاعر العروبه وتشاركنا الافراح والاتراح وتدعم في وقت الشده وتدين عندما يتطلب الأمر ذلك .


وبالنسبه لأولئك الذين ينكرون عروبة المغرب والذين ظهروا على وسائل التواصل الاجتماعي وهم يخاطبون المستخدمين باللغة العربية نوجة لهم هذه التساؤلات ما سبب تحدثكم اللغة العربية ان كنتم تشككون في عروبة المغرب ؟ هل سمعتم عن علماء المغرب الذين ملؤا الدنيا علما ونورا وتركوا بصمات في التاريخ العربي والاسلامي ؟ وهل الخلاف المغربي المغربي سبب لجعلكم تنكرون أصولكم العربية ؟ وقبل ذلك فأقريقيا قاره تنسب اليها الدول التي تقع فيها وليست لغة أو دينا أو نسبا أرجو التنبه لهذا الأمر. 


اثارة الجدل واستغلال الاحداث أصبح موضه هذا العصر وللأسف الناس تنساق إلى مثيري الجدل وتساعدهم في ركوب الموجة بل تقودهم الى شاطئ الشهره الموهومه والبروز المؤقت بكل سهوله وختاما فالمغرب عربي والمغاربه بإختلافهم متفقون على  عروبتهم حتى وإن كان هنالك معارضون من أبناء جلدتهم وما قام به اسود الأطلس أفرح جميع المسلمين وليس العرب فقط فرجاءا ابعدوا الدين والأصول واللغات والسياسه عن الرياضة واتركوا المتنفس الوحيد الباقي من دون شوائب وعيوب . 

Read More
    email this
Published ديسمبر 16, 2022 by with 0 comment

ضيق الخلق وسرعة الانفعال لدى الناس

 

ضيق الخلق وسرعة الانفعال لدى الناس

 ضيق الخلق وسرعة الانفعال لدى الناس 


أمزجة الناس واحاسيسهم تتأثر كثيرا بما يمرون به في حياتهم من أحداث وتطورات ففي ساعات الفرح والسرور يكون مزاجنا معتدلا ونظرتنا للحياة مختلفة بشكل كبير وفي ساعات  الحزن والضيق  يكون المزاج مضطربا والنفسية غير متهيئه لأي شيء ويكون هنالك يأس وقنوط من هذه الدنيا بأكملها وفي بعض الحالات  يكون الانسان في حاله بين الحالتين المذكورتان فلا يشعر بأي سعادة ولا يزعجه أي هم وحزن ويمر بمرحلة  اللاشعورية وانعدام الاحاسيس  وهذه المرحلة قد تكون مريحة في بعض الأوقات ومزعجة في أوقات أخرى . 


كل تلك المراحل لها تأثير مباشر على الكثير من الأمور في حياة الانسان ومن أهم تلك الأمور التي تتأثر بالمتغيرات المذكورة سابقا  التعامل بين الأشخاص في مختلف أمور الحياة وكما يعرف الجميع أن الانسان بطبعه اجتماعي ويحب الألفة والتقارب مع اقرانه وهذا أمر جبلنا عليه نحن البشر على الرغم من ا اختلافنا في الدين واللغة والكثير من الأمور وذلك مصداقا لقوله تعالى :((وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )) . 

ومنذ قديم الزمان كان التعامل بين الأشخاص أمر حتمي لا يمكن الاستغناء عنه ويكذب ذلك الشخص الذي يقول أنه يستطيع الاستغناء عن الناس ولا يحتاج لأي احد منهم في حياته لأن الله تعالى خلقنا لنكمل بعض والمقصود بالحاجة هنا هي المعونة في قضاء أمر من أمور الدنيا او تخليص عمل نحتاجه  ولا نقصد الحاجة السلبية التي قد تجبرك على القيام بأمور مخالفه للدين والشرع والتي تدخلنا في باب المخالفين والمستحقين للعقوبة الألهية .

ومع مرور الوقت وبسبب تعقد الحياه وزيادة متطلباتها وانتشار الفتن وازدياد الخوف من المستقبل المجهول الذي نسي كثير من البشر أنه بيد رب العباد سبحانه وتعالى مسير الأمور وقاضي الحاجات ازدادت بعض الأمور السلبية التي تكاد أن تصل الى مرحلة الظاهرة في تعاملات الناس ومن أخطرها وأهمها ضيق الخلق وانعدام الصبر وسعة الصدر والانفعال السريع الذي يصل في كثير من الأحيان الى التلاسن والتشابك بالأيدي أو بأي أداة متاحة حينها وهذا ما نلحظه في الشوارع وفي أماكن تخليص معاملات الناس بشكل أقل والتعاملات بشكل عام بين الناس . 


ومن خلال مشاهداتي ومتابعتي للكثير من الاحصائيات والدراسات تبين لي أن هذا الامر غير مقتصر على بلداننا العربية والإسلامية بل أنه امر منتشر في كل العالم ففي احدى الدراسات التي اطلعت عليها وكانت للجنة مجتمعية ألمانية تناولت أسباب انتشار العنف في بعض المجتمعات الأوروبية تبين أن اغلبها تبدأ بسبب التسرع في الحكم أو ضيق الخلق والغضب المفرط الذي قد يكون لأسباب لا تستحق ردة الفعل القوية أما الأسباب التي تم جمعها في الدراسة المذكورة حول  ردات الفعل والانفعالات لدى افراد المجتمعات التي أجريت عليها الدراسة كان أولها هي المشاكل الأسرية التي تنجم بسبب أسباب مختلفة كالانفصال بين الزوجين وتشتت الأبناء او استقلال الأبناء وانعدام الموجة والقدوة لديهم أو بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها اغلب البشر كفقدان الوظائف او ارتفاع المعيشة والمتطلبات الأساسية للحياة و الانحلال الأخلاقي الذي يقود الكثيرين الى ادمان الممنوعات او ممارسة الرذائل والانخراط في دوامة الضياع التي لا ترحم وأضافت الدراسة سببا جديدا وهو نظام الحياة في الدول الأوروبية التي تقوده الحرية المزيفة و المبالغ فيها والتي تزيل القيود عن كل الممارسات التي رأت الدراسة أنها خاطئة جدا ويجب إعادة النظر فيها . 


وبالنسبة لدولنا العربية فقد تكون الأسباب التي جاءت في الدراسة الاوروبية هي نفس الأسباب التي تؤثر فينا وتقود الناس الى ضيق الخلق والانفعال السريع أوقريبة منها ولكن هنالك بعض الأمور الإضافية التي تخصنا منها عدم الشعور بالأمان في الأوطان بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية التي تمر بها العديد من الدول العربية والتي تؤثر في المجتمعات وأفرادها بشكل كبير كما أن الكبت الذي يعاني منه الناس ومصادره حقوقهم في البوح والتعبير عما في صدروهم من أمور وعدم السماح لهم بالإعتراض عن الأمور والممارسات التي تزعجهم يقودهم الى التنفيس والتعبير عن ذلك بطرق خاطئة وغير لائقة .

ومن الأسباب التي تضاف الى ما ذكر الفساد الإداري والأخلاقي الذي انتشر في مجتمعاتنا بشكل كبير وأثر على الأفراد وأخذ صور مختلفة فتراه في الوزارات والهيئات والعاملين فيها وتراه في أصحاب القرار والمؤثرين في حياة الناس وأصحاب المناصب والتجار ومن احتكروا السيولة وأصبحت الأموال في يدهم من دون باقي الناس فكلما استمر هؤلاء في غيهم زاد الحنق والضيق لدى الناس وأنعكس ذلك على تصرفاتهم وتعاملهم فتراهم يثورون وينفجرون من أول نقاش أو جدال او موقف يتعرضون له وان كان عن طريق الخطأ.

وبكل تأكيد فإن للدول الكبرى التي تطمع في خيراتنا وتسعى الى ان استمرار حالنا كدول تابعه لها لا قرار لها ولا ارداة تعتبر من اهم الأسباب التي تنخر في المجتمعات ولكن بطريقة غير مباشره وعبر وسطاء مرتبطين بها وينفذون اجنداتها وتوجهاتها المرسومة مسبقا . 


كل ما ذكر يقود الى أمر واحد له تأثير يجمع كل الأسباب التي تؤثر في بلداننا العربية والإسلامية وهو الشعور بالظلم وعدم القدرة على اخذ الحق ورد المظالم على الرغم من الايمان الموجود لدى اغلب افراد المجتمع أن الحق واستعادته ات لا محاله ولكنها النفس البشرية التي تقوى و تضعف وتتأثر بما يدور حولها . 


ولضيق الخلق وسرعة الانفعال نتائج مدمره على المجتمعات والدول وقد يكون أولها زيادة العنف والمشاكل وهذا يعني انخفاض الشعور بالأمن والأمان وتوقف عجلة التطور في هذا البلد على المدى البعيد والانشغال بأمور ثانويه غير مهمه ومن النتائج أيضا الصورة المشوهة التي تتشكل عن المجتمعات وافرادها بسبب التصرفات التي قد يراها الزائر والقادم اليها والتي سيحملها بعد انتهاء زيارته ان صادف او تعرض لموقف مع احد ضيقي الخلق وسريعي الانفعال وهنالك الكثير من النتائج التي قد تكون بطيئة التأثير والانتشار ولكنها كما ذكرت سابقا مدمره . 


وكما يقال لكل داء دواء فإن لهذا الامر الذي تناولناه اليوم حلول وعلاجات ولكنها قد تستغرق بعض الوقت وهي تحتاج الى تكاتف من جميع طوائف المجتمع ابتداء من أصحاب القرار الذين يجب ان يقوموا بدورهم والقيام بالأمور المرتبطة بهم ومن ثم يأتي الدور على افراد المجتمع لأنهم والوطن أول من يتأثر وهم من يحملون جل هذه الاثار وتظهر نتائجها في حياتهم وابنائهم ومستقبلهم كذلك نسأل الله ان يريح القلوب ويصلح الأمور .
Read More
    email this

الاثنين، 12 ديسمبر 2022

Published ديسمبر 12, 2022 by with 0 comment

الفخامة تقتل الاستدامة

 

الفخامة  تقتل الاستدامة

الفخامة  تقتل الاستدامة 


بقلم : محمد العيسى 


مرّتَ فترة من الزمن كنتُ أجتمع فيها مع مجموعة من أصحابي في جلسات أسبوعية بنظام الدّورية، حيث كنا نتناوب فيما بيننا على دور استضافة الجلسة كل أسبوع، وكان المستضيف يوفّر للمجموعة الشاي والقهوة والماء.


استمرّت هذه الجلسات المبهجة بانتظام إلى أن قام أحد المستضيفين في أحد الأيام بتقديم طبق إضافي، فقد قام بطبخ هريسة لذيذة أثنى عليها الجميع، ثم وجَدَ مستضيفُ الجلسة القادمة نفسَه مضطرًا لأن يقوم هو أيضًا بتقديم طبق إضافي لا يقل فخامةً عن طبق المستضيف السابق، ومن هنا بدأت منافسة خفيّة في فخامة مائدة الضيافة بين المستضيفين.


رغم بساطتها لا نلتفتُ إليها ولذلك فنحن لا ندرك حجم الأشياء الجميلة في حياتنا التي توقّفت وفقدناها بسبب حرصنا على الفخامة، زادت فخامة مجالسنا وأثاثها وموائدها ولكن انخفض عدد ضيوفنا لأننا صرنا نستصعب فتح هذه المجالس لأنها أصبحت ذات كلفة عالية في تشغيلها، ندفع بحماس رسوم التسجيل في الصالات الرياضية ونتحمّس في الذهاب لها والتمرن فيها في الأيام الأولى، ثم سرعان ما نهرب من الالتزام بالصالة لأننا في الأيام الأولى مارسنا أصعب التمارين ورفعنا أثقل الأحمال.


نتحمّس في بداية ممارستنا للريجيم الغذائي ثم سرعان ما نتركه لأننا في الأيام الأولى بالغنا في تعذيب أنفسنا بحرمانها من كل ما تشتهيه.


وهكذا فنحن نفقد جواهر ولب الأشياء إذا حرصنا على فخامة قشورها ومظاهرها، أيهما أهم أن تستمر مجالسنا مفتوحةً وأرحامنا فيها موصولة وضيوفنا بها معمورة؟ أم أن تكون مجالسنا وأثاثها وموائدها فخمةً؟ وأيهما أهم أن نستمر في ممارسة الرياضة أم أن نكسب عضلاتٍ فخمةً في أيامٍ قليلة؟


وأيهما أهم أن نستمر في نظامٍ غذائيٍ معتدل نأكل فيه كل ما نشتهيه ولكن بلا إسراف أم أن نفقد كيلوجرامات كثيرة في أيامٍ قليلة؟.


أنا الآن وأصدقائي بعد أن توقفت الدّورية تفرّقنا وكلٌّ منا لا زال يأكل ألذ أصناف الطعام في بيته وفي المطاعم وفي كل مكان، إلا أننا فقدنا أثمنَ شيءٍ في اجتماعاتنا القديمة.


لقد فقدنا اللحظات الجميلة التي كنا ننعم بها عندما كنا نلتقي ببعضنا البعض نتواصل ونتسامر ونقوّي أواصر المحبة وعرى الأخوة بيننا، والسبب هو طبق هريس أراد به أحدُنا بكل براءة أن يصنع به بعض الفخامة.


وما أسوأ الفخامة إذا قتلت الاستدامة.

Read More
    email this