الوضع الإنساني في غزة: المدنيون بشر وليسوا جمادات بعد تداعيات عملية طوفان الأقصى
تسيطر مشاهد الدمار على الحياة اليومية في غزة منذ بدء تداعيات عملية طوفان الأقصى. يعيش المدنيون، وهم بشر وليسوا جمادات، في ظل ظروف قاسية للغاية، حيث تتواصل الضربات العسكرية ويشهد القطاع فقدان الأرواح وتدمير البنية التحتية. يواجه الأهالي في غزة مصيراً مؤلماً تحت وطأة الآلات العسكرية، ما يثير أسئلة حول حجم المأساة وضرورة التحرك الإنساني. إننا نعجز عن التعبير عن هول الأزمة الإنسانية في غزة، ونشاهد يومياً تحدياً هائلاً لبقاء الأمل.
انقسامات وتضامن: تفاعلات المشهد الإقليمي والدولي
على الرغم من عمق الجراح، إلا أن المشهد الحالي شهد تفاعلات واسعة:
التعاطف العالمي: اشتعلت شوارع العواصم العالمية بالمظاهرات التضامنية، وقام شخصيات مؤثرة بجهود فاقت التوقعات في التعبير والتنديد بالوضع.
الانقسام الداخلي الإسرائيلي: حدثت انقسامات داخلية في الجانب الإسرائيلي بسبب طول أمد الحرب وعدم تحقيق الأهداف المعلنة، مثل القضاء على حركة حماس أو استعادة الأسرى.
ومع ذلك، يظل هناك من لم تتأثر أحاسيسهم بما يجري، ما يثير التساؤل حول مدى استجابة البعض لنداء الواجب الإنساني والأخوي.
المساعدات والدبلوماسية: هل التحرك كافٍ؟
قد يقول البعض إن المساعدات تصل عبر البر والبحر والجو، وهناك تحركات سياسية مكوكية قام بها القادة العرب والمسلمون للتوصل إلى هدنة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بحدة هو: هل أحدثت هذه الجهود تغييراً ملموساً في المشهد الفلسطيني؟
هل توقف حمام الدم؟
هل تم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار؟
هل تم استخدام أدوات ردع وعقوبات مؤثرة؟
الإجابة الصادقة تفرض علينا التفكير فيما إذا كان هذا هو أقصى ما يمكن فعله، أم أن المطلوب هو تغيير جذري في آليات العمل الجماعي، والعمل على إزالة الخلافات التي أدت إلى تفرق الجهود وتبدل الأولويات لصالح مصالح فردية.
ساحة التواصل الاجتماعي: انعكاس للأزمة الداخلية
تحولت وسائل التواصل الاجتماعي، التي كانت منبراً لفضح الأحداث ودعم الأهالي، إلى ساحة معقدة:
تقييد حرية التعبير: يواجه المتضامنون محاربة وتقييداً لحساباتهم عند نشر كلمة حق أو دعم لأهالي غزة، ما يثير القلق بشأن حرية التعبير.
الصراعات الداخلية: تحولت منشورات التضامن إلى معارك جانبية بين المستخدمين العرب أنفسهم. البثوث المباشرة والتعليقات تشهد جدلاً حاداً وتراشقاً لفظياً بسبب الاختلافات الأيديولوجية والولاءات المتضاربة، ما يشتت التركيز عن القضية الأساسية.
تقلب مواقف المشاهير وتأثير المال:
لا يمكن إغفال قضية تغير آراء بعض الشخصيات العامة والمشاهير، وانقلابهم على المواقف السابقة والتشكيك في ما يجري على الأرض. هذا التحول المفاجئ يثير التساؤل حول تأثير الضغوط أو المصالح المادية، ويؤكد ضرورة أن يكون صوت الإعلامي أو المؤثر مبنياً على قناعة ثابتة وليس تبعاً لتيارات متغيرة.
الخاتمة (دعوة للعمل الإنساني والوحدة)
تتفق جميع هذه الأحداث، رغم تنوعها، على محور واحد: الأزمة في غزة. ومثلما نجتمع على كره الظلم، يمكننا أن نجتمع على كلمة واحدة وهدف واحد وهو تغيير الواقع الحالي. يجب أن نوصل رسالة واضحة للجميع: الذين في غزة وفي كل مناطق فلسطين المحتلة بشر وليسوا جمادات. إنهم يستحقون حياة كريمة ومستقبلاً آمناً. التحدي أمامنا ليس فقط دعمهم إنسانياً، بل أيضاً توحيد الصفوف وإزالة الخلافات لنتمكن من تحقيق تغيير حقيقي يحفظ كرامتنا وينهي معاناة إخوتنا.
