السبت، 22 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 22, 2025 by with 0 comment

«حين صمتت الأبواب… من سرق دفء الجيرة؟»

«حين صمتت الأبواب… من سرق دفء الجيرة؟»

«حين صمتت الأبواب… من سرق دفء الجيرة؟»




هل تلاشت الجيرة؟
هل مات ذلك الخيط الذي كان يربط بيتًا ببيت، وقلبًا بقلب؟
كيف تحوّلنا من مجتمعاتٍ كانت فيها الأبواب لا تُغلق، إلى مدنٍ صامتة لا يعرف فيها الجار اسم جاره؟

هذه الأسئلة لم تعد رفاهية، بل صارت حديث كثيرين يشعرون أن شيئًا ما انكسر… وأن العلاقات التي كانت تمنح الحياة دفئها، بدأت تتباعد حتى صارت مجرد تحية سريعة في المصعد، أو هزة رأسٍ بلا معنى عند مدخل البيت.


حوادث واقعية تُجسّد تراجع الجيرة

الأمر لا يبقى كلامًا فلسفيًا فقط، بل هناك واقع محزن يبرزه بقوة: حوادث كثيرة في مجتمعات عربية، وبخاصة في سلطنة عُمان، تروي كيف أن الانعزال الاجتماعي والخطأ في التحقق قد يؤدي إلى مآسي.

  • حادثة العُتكية / العامرات (عُمان): في نوفمبر 2025، أعلنت الشرطة العُمانية عن وفاة عائلة مكونة من زوجين وأربعة أطفال في منطقة العُتكية بولاية العامرات، بسبب استنشاق أول أكسيد الكربون داخل المنزل. الاعلام عمان (مجمعة أخبار)

  • حادثة أخرى في العُمان (العاصمة): أكثر فظاعةً هي ما ورد في خبر من صحيفة Gulf News مؤخرًا، حول عائلة من ستة أفراد (أب، أم، أربعة أطفال) وُجدوا ميتين في منزلهم بمنطقة العُتكية أيضاً، بسبب تسرب محتمل لمنظومة التدفئة أو غاز داخلي (يُعتقد أنه أول أكسيد الكربون). Gulf News

  • حريق مأساوي في قرية خور الحمام: في 2018، احترق منزل عائلة من 10 أشخاص في تلك القرية، وأكدت الشرطة أن الوفاة كانت بسبب استنشاق الدخان. The New Arab

هذه الحوادث تثير تساؤلًا أعمق: لو كان الجيران يطّلعون ويتفقدون بعضهم البعض كما في الزمن القديم، هل كان من الممكن اكتشاف تسرب الغاز أو الدخان مبكرًا؟ هل كان بإمكان أحدهم يطرق الباب، أو يسأل “هل أنتم بخير؟” — وربما ينبههم أو يستدعي مساعدة؟


حوادث واقعية إضافية تُجسّد تراجع الجيرة عبر العالم العربي

إلى جانب الحوادث في عُمان التي ذكرتها، هناك العديد من الأمثلة من دول عربية أخرى توضح أن العزلة بين الجيران قد تؤدي إلى مآسي مشابهة. هذه بعض من تلك الحوادث:

  • مصر – حلوان: في ديسمبر 2024، لقيت أسرة مكونة من ثلاثة أفراد (أب، أم، وابنة) مصرعها داخل منزلهم بحي عرب غنيم في حلوان بسبب استنشاق غاز ناتج عن تسرب من سخان المياه. المصري اليوم+2المصري اليوم+2

  • مصر – حدائق أكتوبر: عروسان حديثا الزواج وُجدت جثتاهما داخل شقتهما بعد تسريب غاز من سخان الحمام، ما أدى إلى وفاتهما بسبب اختناق أول أكسيد الكربون. المصري اليوم

  • مصر – الإسكندرية (منطقة العجمي): وفاة عاملة وجرح زوجها نتيجة استنشاق غاز داخل الشقة، بعدما لوحظ تسرب غاز من سخان الحمام. اليوم السابع

  • الأردن: وفاة أربعة أفراد من عائلة في محافظة إربد إثر استنشاق غاز من المدفأة (أكسيد الكربون) في المنزل، وهي حادثة تؤكّد مدى خطورة ما يُسمّى “القاتل الصامت”. المصري اليوم

  • الأردن – حالة تحذير من أم: سيدة توجّه نصيحة للناس بعد وفاة زوج ابنتها الشاب محمد عربيات بسبب اختناقه بغاز أكسيد الكربون من التدفئة. صحيفة السوسنة الأردنية

  • الإمارات – خورفكان: حادث حريق في منزل نجم عن تسرب غاز من شبكات الصرف الصحي، ما تسبب في انفجار وإصابات. الإمارات اليوم

  • السعودية – القريات: رحلة برية تنتهي بشكل مأساوي، حين توفي زوجان اختناقًا في خيمتهما بسبب تراكم أول أكسيد الكربون الناتج من إشعال الفحم للتدفئة داخل الخيمة المغلقة. Al Arabiya

  • السعودية – الأحساء: حادث مأساوي أدى إلى وفاة 7 أفراد من عائلة واحدة بسبب اندلاع حريق في المنزل ناتج عن شاحن جوال موصول بالكهرباء، ما يُظهر أن الخطر المنزلي لا يقتصر دائمًا على الغازات فقط، بل حتى على الإهمال في الأجهزة الكهربائية. 


أين ذهبت الجيرة القديمة؟

في الماضي، لم تكن الجيرة مجرد سكنٍ متجاور، بل كانت حياة مشتركة.
كانت الأمّ تطرق باب جارتها بلا موعد، والأطفال يلعبون في فناء واحد، ورجل الحيّ يسأل عن غياب رجل آخر كأنه فرد من عائلته.

كان الجار يعرف تفاصيل جاره، لا من باب الفضول، بل من باب الحبّ والحرص والمسؤولية.

اليوم… يبدو المشهد مختلفًا تمامًا.
أبواب مغلقة.
نوافذ مُحكمة.
كل بيت جزيرة منعزلة.

فما الذي تغيّر؟


هل المادة هي التي أفسدت الجيرة؟

هل هو المال؟
هل صار الناس يعتقدون أن الاكتفاء المادي يعني الاكتفاء الاجتماعي أيضًا؟

في الماضي كانت البيوت بسيطة، وقد يكون وقتهم أقل راحة ممّا لدينا اليوم، لكن قلوبهم كانت واسعة.
اليوم أصبحت الحياة أكثر رفاهية، ولكن العلاقات أكثر هشاشة.

هل المال جعلنا نخشى الاحتكاك بالآخر؟
أم جعلنا نرى الجار “خطرًا محتملًا” بدل أن نراه “عونًا محتملًا”؟


أم أن الناس تتجنّب المشاكل؟

هناك رأي يقول:
الناس لم تتغيّر… الذي تغيّر هو حجم المشاكل وتعقيد العلاقات.

في الماضي كان الخلاف بسيطًا، يُحل بكلمة أو زيارة.
اليوم أصبح الجار يخشى أن أي تدخل قد يُفسَّر على أنه تطفل، أو ينقلب إلى سوء ظن، أو مشكلة قانونية.

فهل تراجع التواصل بدافع الحذر؟
وهل الحذر كان ضرورة… أم هروبًا؟


أم أننا أصبحنا نخاف الاقتراب؟

نعيش اليوم في زمن مزدحم، مضغوط، متوتر.
صار كل شخص مشغولًا بنفسه، مهمومًا بقضاياه، متعبًا من ضغوط العمل والحياة، فيكتفي بسلام بارد حتى لا يضيف لحياته “عبئًا جديدًا”.

لكن السؤال الحقيقي هو:
هل البُعد عن الجيران يخفف العبء… أم يزيد الوحدة؟


هل المشكلة في الناس… أم في طريقة الحياة؟

ربما لم يتغيّر الناس بقدر ما تغيّرت الإيقاعات:

  • العمل يمتد لساعات طويلة.

  • التكنولوجيا جعلت الاتصال افتراضيًّا.

  • المدن الحديثة صارت مغلقة ومصممة للفرد لا للجماعة.

  • مستويات الثقة الاجتماعية انخفضت عالميًا.

فهل نحن ضحية نمط حياة… أم ضحية تغيّر داخلي؟


وماذا خسرنا؟

حين تراجعت الجيرة، خسرنا أشياء كثيرة:

  • خسرنا الإحساس بالأمان.

  • خسرنا الدفء الإنساني.

  • خسرنا القدرة على الاعتماد على الآخر في الأزمات.

  • وخسرنا ذلك الشعور الجميل بأنك لست وحدك.

فهل يمكن أن تعود الجيرة مرة أخرى؟
هل يمكن أن يعيد الناس فتح قلوبهم… كما كانت من قبل؟


إلى أين نمضي؟

الأسئلة كثيرة، والإجابات متباينة، لكن الحقيقة التي لا تختلف عليها القلوب هي:
الجيرة ليست عادة قديمة، بل حاجة إنسانية لا تموت.
وما دامت الأبواب تُغلق، تبقى القلوب قادرة على أن تُفتح متى أرادت.

وربما كانت البداية بسيطة جدًّا:
تحية صادقة…
ابتسامة…
سؤال عابر عن الحال…

فأجمل العلاقات بدأت بخطوة صغيرة، والجيرة القديمة ربما لا تفصلنا عنها إلا خطوة واحدة… لو قررنا أن نخطوها.

Read More
    email this
Published نوفمبر 22, 2025 by with 0 comment

لماذا لا تتقدّم النماذج الحقيقية في مجتمعاتنا؟

 

لماذا لا تتقدّم النماذج الحقيقية في مجتمعاتنا؟

لماذا لا تتقدّم النماذج الحقيقية في مجتمعاتنا؟


حوار مفتوح حول الموهبة.. والسلطة.. والفرص المهدورة


هناك فئة في مجتمعاتنا العربية لا تحظى بالضوء رغم أنها تحمل داخله. أشخاص يملكون أدوات ذاتية فريدة، ومهارات قادرة — لو أُعطيت لها المساحة — أن تغيّر مسار قطاعات كاملة.
لكن هذه الفئة تجد نفسها خارج المشهد، لا لقصورٍ فيها، بل لعدم توافقها مع السلطة، أو النظام السائد، أو البنية التقليدية التي لا تعترف إلا بالولاء قبل الكفاءة.

وفي المقابل، هناك من تقل كفاءتهم وخبراتهم وانتماؤهم الحقيقي للأوطان، لكنهم يحصلون على كل الفرص: الوظائف، المناصب، التسهيلات، الدعم، والترويج… فقط لأنهم “منسجمون” مع المنظومة.

هنا يبدأ السؤال الكبير:

هل حقًا لا توجد فرصة للإنسان الكفء إلا إذا أصبح مُطبِّلًا؟
أم أن هناك انفراجة قادمة ستعيد الاعتبار للكفاءات التي صبرت وظلّت تعمل بصمت؟
أم أن هذه الفئة حصلت في الماضي على فرص صغيرة، وحورِبَت حين حاولت التغيير، فاختفت نماذجها من المشهد؟

هذا المقال ليس إجابة نهائية… بل محاولة فتح باب النقاش حول ظاهرة تمس كل بيت عربي تقريبًا.

أولًا: لماذا تُقصى الكفاءات الحقيقية؟

1) لأن النظام السائد يفضّل الولاء على الموهبة
في الكثير من المؤسسات العربية، يُنظر للشخص الكفء على أنه “مزعج” أو “غير مضمون”.
فالموهبة الحقيقية عادة تحمل رأيًا، والمهارة تحمل رؤية، والإنسان المخلص للوطن لا يخشى الحديث عن الأخطاء.

2) لأن الكفاءة تحتاج بيئة نزيهة… وهي نادرة
حين تكون بيئة العمل قائمة على الترضيات لا المعايير، يصبح الموهوب مشكلة، ويصبح قليل المهارة “مناسبًا”.

3) لأن التغيير يخيف أصحاب المصالح
كل شخص قادر على تحسين الواقع يهدد من ارتاح إلى الفوضى أو الركود.

ثانيًا: هل فعلاً لا فرصة إلا لمن يطبّل؟

هنا الحوار يشتد.
نعم… هناك نماذج أُجبرت على الصمت لأن قول الحقيقة كان ثمنه الإقصاء.
لكن التاريخ العربي أيضًا يقدّم لنا نماذج أثبتت أن الفرصة حين تأتي — ولو متأخرة — تقلب الموازين تمامًا.

وهذا يقودنا إلى سؤال آخر مهم:

هل نحن نعيش مرحلة انسداد… أم مرحلة ما قبل الانفراجة؟

الواقع يشير إلى أن المجتمعات العربية بدأت تفهم قيمة الكفاءة، خاصة مع التنافس العالمي، والتحولات الاقتصادية، واحتياج الدول إلى عقول حقيقية.
لكن المشكلة أن هذه التحولات تسير ببطء شديد، وفي بعض الدول تكاد تكون متوقفة.

ثالثًا: وهل حصل الموهوبون فعلًا على فرص… ثم حورِبوا؟

نعم، كثيرون حصلوا على فرص محدودة، وعندما حاولوا إحداث التغيير الحقيقي وُوجهوا بآلة مقاومة شرسة:
تهميش، تشويه، تضييق، ضغط، أو استبدالهم بأشخاص “أكثر ولاءً وأقل إزعاجًا”.

ومع ذلك… هناك من صمد، وانتصر، وترك بصمته.

رابعًا: أمثلة عربية لنماذج همّشت ثم صنعت الفرق عندما أُتيحت لها الفرصة

هذه أمثلة مختلفة من العالم العربي — تاريخًا ومعاصرة — لأشخاص لم يُمنَحوا الفرص بسهولة، وعندما مُنحوا إياها أحدثوا تغييرًا حقيقيًا:

1) د. فاروق الباز – مصر

عانى من التهميش في بداياته داخل المؤسسات العلمية العربية، لكنه عندما وجد فرصة حقيقية في الخارج أثبت عبقريته، وأصبح من أهم العلماء المشاركين في برنامج أبولو الأمريكي ومسار الهبوط على القمر.
إبداعه لم يظهر إلا عندما وجد بيئة تعترف بالكفاءة.

2) المهندس رائد الفضاء هزاع المنصوري – الإمارات

سنوات طويلة من التدريب والعمل دون ضوء إعلامي كبير. لكن عندما جاءت فرصة حقيقية من مشروع الفضاء الإماراتي، أظهر إمكانات خلقت حالة إلهام عربية.
الفرصة صنعت الفرق.

3) نوال السعداوي – مصر

رغم التضييق والرفض الاجتماعي والفكري، عندما أُتيحت لها مساحة للنشر والحراك الثقافي، خلقت نقلة في الفكر العربي خصوصًا في قضايا المرأة.

4) محمد بودياف – الجزائر

رجل دولة حقيقي، همّش لعقود، ثم عاد ليحاول إصلاح الدولة، لكنه واجه صراعًا مع قوى الفساد والتقليدية، ودفع حياته ثمنًا لمحاولته التغيير.
مثال على أن الموهوب قد يُقتل حين يحاول الإصلاح.

5) الطاهر بن جلون – المغرب (الأدب والفكر)

واجه تهميشًا فكريًا في بداياته، لكنه عندما وجد مساحة في الصحافة والأدب الفرنسي، رسم اسمه عالميًا ونال أرفع الجوائز.

خامسًا: هل سنشهد يومًا انفراجة للكفاءات في عالمنا العربي؟

هذا السؤال هو محور النقاش الحقيقي.
هل تعود الكفاءة إلى مركز العملية؟
هل تُفتح الأبواب أمام أصحاب العقول بدل أصحاب العلاقات؟
هل تكتشف دولنا أن الولاء وحده لا يصنع وطنًا، وأن التطور لا يحدث بالمطبلين؟

الإجابة ليست واضحة، لكنها ممكنة.
فالمجتمع أصبح أكثر وعيًا.
والعالم أصبح أكثر تنافسية.
والأوطان التي لا تتحرك… ستُدفَع للتحرك تحت ضغط الواقع.

ربما لن تأتي الفرصة للجميع الآن، لكن التاريخ لا يضيع أصحاب القيمة.
فالناس التي تعمل بصمت، وتتمسك بمبادئها، ستأتي لحظتها عندما تتغير دورة السلطة، أو تتغير الأولويات، أو يفتح باب جديد في وقت غير متوقع.


خاتمة حوارية

ربما نكون اليوم نشاهد مشهدًا محبطًا للكفاءات العربية، لكن هذا لا يعني أن المشهد نهائي.
فالفرصة — مهما تأخرت — قد تأتي.
وحين تأتي، فإن الفئة التي صبرت ورفضت التطبيل، ستثبت أنها كانت الرهان الصحيح منذ البداية.

ويبقى السؤال مفتوحًا للنقاش:
هل نحن أمام مرحلة تزداد فيها سيطرة “أصحاب الولاء”؟
أم أننا أمام زمن قريب ستعود فيه القيمة للكفاءة… وسيأخذ كل صاحب موهبة مكانه الحقيقي؟

Read More
    email this
Published نوفمبر 22, 2025 by with 0 comment

الجزائر بين الاتهام بالخيانة ودورها الراسخ في دعم فلسطين

 الجزائر بين الاتهام بالخيانة ودورها الراسخ في دعم فلسطين



في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت الاتهامات الموجهة للجزائر بأنها “خانت” القضية الفلسطينية. ينبع هذا النقد من جهات متعددة، بعضُها يزعم أن الجزائر تضع أولويات أخرى فوق فلسطين، أو أن مواقفها لا تعكس التزامًا صادقًا. من جهة ثانية، يردّ الكثير من الفلسطينيين والمحللين بأن هذا الهجوم تجاهل تاريخ الجزائر الطويل والمُشرّف في دعم نضال الشعب الفلسطيني، سياسيًا ودبلوماسيًا، منذ عقود. فهل هناك خيانة حقًا؟ أم أن ما نراه هو محاولة لتصوير الجزائر بصورة مغايرة لأدوارها التاريخية؟



 ما هي دوافع الاتهامات الأخيرة؟

هناك عدة محاور وأسباب وراء اتهام الجزائر بالخيانة للقضية الفلسطينية:

1. تركيز الجزائر على ملفات أخرى إقليمية

   بعض التقارير تشير إلى أن الجزائر بدأت تعطي “أولوية” لدعم جبهة البوليساريو في صراع الصحراء الغربية، ما يُقرأ من بعض الأطراف على أنه تنازُل عن الدور العربي – وقد استُخدم هذا النقطة لتوجيه اتهامات بأنها “خيانة” للقضية الفلسطينية. 


2.اتهامات التجارة السرّية مع إسرائيل

   ظهرت تقارير مفادها أن الجزائر ما تزال تحتفظ ببعض التبادل التجاري مع إسرائيل، رغم تأكيدها رسميًا على رفضها العلاقات مع الكيان الإسرائيلي. هذا التناقض يثير التساؤلات حول مدى التزام الجزائر بمبادئها المتشددة في دعم فلسطين.


3. ضغط الدبلوماسية الدولية والتحولات الجيوسياسية

   مع تزايد التوترات الإقليمية، وبروز ملفات مثل استقرار شمال أفريقيا، يرى بعض المراقبين أن الجزائر تسعى لتوازن يضمن مصالحها الاستراتيجية، ربما على حساب بعض مواقفها “المبدئية” تجاه فلسطين. بعض الانتقادات تأتي من جهات تقول إن الجزائر “أبعدت صوتها” قليلاً في بعض المحافل لصالح أولويات داخلية أو إقليمية. 


4. استهداف إعلامي ودبلوماسي

   المحلل الفلسطيني **صالح الشقباوي** وصف الحملة على الجزائر بأنها شرسة، مؤكدًا أن الجزائر تقود حملة في مجلس الأمن ضد “المشروع الصهيوني” وهي تلتزم بموقف مبدأي. ([الإذاعة الجزائرية][4]) دعم الجزائر هذه القضايا قد يكون جاذبًا لعداء من أطراف إقليمية أو دولية ترى في الجزائر معرقِلة لخططها.


 وما هو الرد من الجانب الجزائري؟

الرد الجزائري على هذه الاتهامات لم يتأخر، وهو يدور حول عدة نقاط:


* رسالة رسمية من وزارة الخارجية: في بيان رسمي، جددت الجزائر “تضامنها المطلق” مع الشعب الفلسطيني ودعمها الكامل حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. 

*نشاط قضائي ودولي: تشارك الجزائر في قضايا دولية مهمة، مثل جلسات محكمة العدل الدولية المتعلقة بالحقوق الفلسطينية. 

*إشادة فلسطينية بدعم الجزائر: قيادات فلسطينية مثل موسى أبو مرزوق من حركة «حماس» أثنت على موقف الجزائر الثابت، معتبرة أن الثقة بين الفلسطينيين والجزائريين “بلا حدود”. 

*دبلوماسية نشطة: الجزائر عبر وسائل الإعلام الرسمية ومنابر متعددة تسلط الضوء باستمرار على قضية القدس والمعتقلين الفلسطينيين، وتدافع عن حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية.


 تاريخ الجزائر في دعم القضية الفلسطينية: إنجازات لا يمكن إنكارها

لفهم مدى “الخيانة” المزعومة، لا بد أن نسترجع تاريخ الجزائر:

* منذ استقلالها، ظلت الجزائر من الدول القليلة التي تدعم حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني بكل قوة، على المستوى الدبلوماسي والثوري. 

* خلال الستينيات والسبعينيات، قدمت الجزائر دعمًا ماديًا وعسكريًا لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ كما استُخدمت الأراضي الجزائرية لإعداد كوادر فلسطينية. 

* الجزائر رفعت دائمًا راية فلسطين في المحافل الدولية، وتبنت مشروع حق العودة والاستقلال، وانتقدت الاحتلال بشدة دون الالتجاء إلى وصاية مؤقتة على النحو الذي قد تهدف إليه بعض الجهات. بإصرارها على “الاستقلال الفلسطيني” بدلاً من “الوصاية” أو الاعتماد على كيانات وسيطة، أظهرت الجزائر موقفًا مبدئيًا.

* كما لعبت الجزائر دورًا في توحيد الصفوف الفلسطينية، من خلال دعمها للمصالحة الداخلية بين الفصائل المختلفة، ترى أن الوحدة الفلسطينية هي مفتاح القوة.



 من وراء الهجمة على الجزائر؟

من المهم أن نحلّل من قد تكون وراء هذه الهجمة، وما هي دوافعهم:


1. جهات إقليمية منافِسة

   هناك دول في المنطقة قد تعتبر الجزائر منافسًا إيديولوجيًا أو جيوسياسيًا. قوة الموقف الجزائري تجاه فلسطين قد تزعج من يسعى لإعادة رسم بعض التوازنات الإقليمية.


2. أجندات غربية

   قد تستخدم بعض القوى الغربية، أو دول تسعى لتوسيع نفوذها في شمال أفريقيا، هذه الاتهامات كوسيلة لإضعاف النفوذ الجزائري في القضايا القومية والقومية العربية.


3. داخلية جزائرية

   ليس من المستبعد أن تكون هناك أصوات داخل الجزائر ترى أن دعم فلسطين يُستخدم كغطاء لسياسات أخرى، أو كوسيلة لتبرير بعض القرارات الإقليمية؛ وقد تستغل هذه الأصوات التوترات الدولية لتوجيه نقد داخلي.



 الخلاصة: الجزائر بين الدفاع والمواجهة

* نعم، هناك اتهامات موجهة للجزائر بالخيانة تجاه القضية الفلسطينية، ويجدر أخذها على محمل الجد، خصوصًا عندما تأتي من وسائل إعلام ودبلوماسيين.

* لكن من جهة أخرى، تاريخ الجزائر في دعم فلسطين طويل وجلي، ويظهر التزامًا ليس فقط شعاراتيًا، بل من خلال دعم دبلوماسي، عسكري، حقوقي، وقانوني.

* الهجمة الحالية لا يمكن فصلها عن السياق الإقليمي والدولي: إنها ليست مجرد نقد، بل جزء من معركة نفوذ.

* الرد الجزائري — سواء عبر الدبلوماسية أو المشاركة في المحافل الدولية أو الدعم الشعبي للفلسطينيين — يرسل رسالة واضحة: موقفها من فلسطين ليس ورقة مساومة بل جزء من هويتها.

* في النهاية، ليست القضية “خيانة” ثابتة، بل نزاع على السرد والموقف: من يملك الحق في تحديد ما هو “دعم حقيقي”، ومن يملك “تزوير المواقف”؟

Read More
    email this

الجمعة، 21 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 21, 2025 by with 0 comment

عبدالله الشريف : لماذا يهاجم السعودية؟ ما حقيقة «التسريبات» وما علاقته بالإخوان والتمويل؟

 

عبدالله الشريف — تحليل معمق: لماذا يهاجم السعودية؟ ما حقيقة «التسريبات» وما علاقته بالإخوان والتمويل؟

عبدالله الشريف : لماذا يهاجم السعودية؟ ما حقيقة «التسريبات» وما علاقته بالإخوان والتمويل؟


في هذا المقال أستعرض بصورة مركّزة ومبنية على مصادر علنية من هو عبد الله الشريف، ماذا نشر مؤخّرًا (حلقة «تسريبات آل سعود»)، وأنماط الخلاف والسياسات التي تقف وراء استهدافه للسّعودية، ثم أقدّم تفسيرًا تحليليًا للمحفّزات (سياسية، أيديولوجية، تجارية) مع تمييز واضح بين الحقائق المؤكدة والاستنتاجات أو الفرضيات.


من هو عبد الله الشريف؟ لمحة تعريفية

عبد الله الشريف معروف كصانع محتوى، شاعِر، وكوميدي/مقدم برامج سياسية ساخرة على يوتيوب ومنصات التواصل. اشتهر بلهجة هجومية وساخرة تجاه العديد من الأنظمة السياسية في المنطقة وبحلقاته التي تحقق نسب مشاهدة عالية. هذه الخلفية الإعلامية توضح أنه فاعل رقمي له جمهور واسع وتأثير إعلامي ملموس. (Wikipedia)


ما الذي نُشر (التسريبات) وما هي حقيقتها؟

مؤخّراً نشر الشريف حلقة حملت عنواناً مرتبطاً بـ«تسريبات آل سعود» واحتوت أجزاءً يُقال إنها اقتباسات أو تسريبات تتعلق بأفراد من العائلة الحاكمة أو مواقفهم. الحلقة حقّقت آلاف المشاهدات وردود فعل إعلامية وسياسية متباينة على منصات التواصل. وجود الحلقة وتداولها على قناته ماثل في العلن. (YouTube)

أما قضية «حقيقة» التسريبات (هل هي مسموعة من مصادر داخلية أم تجميع اقوال/تأويلات/وثائق مزوّرة أو مفبركة) فتبقى مسألة مركزية: حتى هذه اللحظة لا توجد جهة مستقلة محايدة نشرت توثيقاً رسمياً يثبت مصدرية الملفات أو تسجيلات صوتية موثوقة تبيّن أنها صادرة من داخل مؤسسات سعودية رسمية. لذلك، لا يمكن الجزم علمياً بأن كل ما ورد في الحلقة «تسريبات موثوقة» — وبعض التغطيات الإعلامية تناولت المواد بردود واستنكارات ومقارنات بين ما نُشر وما هو مُتحقّق. (ملحوظة: التحقق يعتمد عادة على استقصاء صحفي مستقل أو تسريب من مصدر رسمي موثَّق). (YouTube)


هل الشريف «يهاجم السعودية» فعلاً؟ أم أنه ينتقد سياسات بعينها؟

لا بد من التفريق بين: (أ) نقد سياسات/شخصيات سعودية أو كشف ممارسات معيّنة، و(ب) «مهاجمة» الدولة كمجمل. الكريم أن تصريحاته وحلقاته غالباً ما تستهدف سلوكيات وقرارات وملفات تتقاطع مع سياسات إقليمية (تحالفات، صفقات، سجالات إعلامية) وتستثمرها لهجته الساخرة. لذلك وصفه بـ«مهاجم المملكة» قد يكون مبالغة إن اقتصرنا على معناه الشامل، لكنه صحيح إذا استندنا إلى تكرار حلقاته التي تتناول شؤوناً تضع السعودية في موقف نقدي أو إحراج. (Wikipedia)


الدافع السياسي والأيديولوجي — ثلاثة مستويات تفسيرية

أقترح هنا ثلاثة مستويات تفسر لماذا قد يوجّه محتوى مثل محتوى الشريف سهام النقد نحو السعودية. أذكرها كتحليلات مع توضيح أنّها استنتاجية وليست بالضرورة حقائق مثبتة:

  1. أيديولوجيا موقفية ومعارضة إقليمية
    بعض صناع المحتوى السياسي يتبنون مواقف إقليمية ثابتة (مثلاً: معارضة سياسات تطبيع أو علاقات معيّنة، أو انتقاد دور اقتصادي-سياسي لخصم إقليمي)، والشريف يظهر ارتياحاً في استهداف شخصيات ومنظومات يرى أنها شريكة في سياساتٍ يختلف معها. هذا تفسير أيديولوجي جزئي. (استنتاج مبني على نمط خطاب ومحتوى الحلقات).

  2. حسابات تجارية وإعلامية (المشاهدات والتفاعل)
    نشر «تسريبات» أو مواد مثيرة يرفع معدّل المشاهدات والتداول؛ بعض المحلّلين يرون أن صناعة العناوين المثيرة جزء من منطق العمل في وسائل التواصل: المزيد من الجلبة = انتشار = دخل إعلاني أو حضور إعلامي. هذا العامل لا يلغي وجود دوافع سياسية لكنه يوضّح عامل دافع عملي.

  3. حقل الصراع الاقليمي والتحالفات (سياسة خارجية ودوائر معارضة)
    في المنطقة، خطوط الصراع السياسي تتقاطع مع إعلاميين وناشطين وكيانات سياسية (بما فيها أحزاب أو حركات مناوئة لنهج حكوماتٍ معينة). إشاعة أنباء عن وجود روابط تمويلية أو تحالفات يمكن أن تكون جزءاً من معركة تأثيرية أوسع. هنا يبرز سؤال التمويل والانتماء.

هذه المستويات يمكن أن تعمل منفردة أو متداخلة. أؤكد أن استنتاج الدافع الحقيقي يتطلب وصولاً لمعلومات داخلية أو اعترافات مباشرة.


علاقة الشريف بالإخوان المسلمين وتمويله — ما تقول المصادر؟

هناك اتهامات وتغطيات إعلامية تربط بعض الإعلاميين بــ«خطّ الإخوان» أو تتهمهم بقبول تمويلات من جهات مرتبطة بالحركة، وقد ورد اسم الشريف في سياقات إعلامية أو قانونية مرتبطة بمتهمين آخرين أو تحقيقات في مصر حول «تمويل أعمال إعلامية» في قضايا سابقة. كما وُجدت مقابلات أو حلقات حيث نفى الشريف انتماءً تنظيمياً محدّداً أو حاول توضيح موقفه من أي انتماء رسمي. أي حكم قطعي بخصوص انتمائه أو مصدر تمويله يحتاج أدلة علنية من تحقيقات قضائية أو تحريات مستقلة. (Asharq Al-Awsat)

بعض الوسائل الإخبارية الشعبية نشرت ادعاءات عن مبالغ وتحويلات لوجستية لجهات إعلامية أخرى، واستخدمت هذه المادة كبشر تحدثت عن «خيانة» أو «تمويل»، لكن هذه تغطيات إخبارية ذات طابع اتهامي وليست حكماً قضائياً باتاً في كل الحالات. (اليوم السابع)


الخلاصة التحليلية 

  1. الحقائق المؤكدة: الشريف هو منتج محتوى مشهور، ونشر حلقة حول ما وصفه بـ«تسريبات آل سعود» التي أثارت ضجّة على وسائل التواصل. (Wikipedia)

  2. القضايا المفتوحة: مصدرية التسريبات (ما إن كانت توثيقًا داخليًا أم اجتهادًا أو تجميعًا لمعلومات) لم تُحسم علنًا عبر تحقيق مستقل موثّق؛ ووجود علاقات تمويلية أو انتماءات تنظيمية يخضع لادعاءات متضاربة ولم تثبت بشكل قضائي موثق أمام الجمهور برقم قضية محدد يجزم بالتمويل أو العضوية. (YouTube)

  3. التفسير الأكثر احتمالاً: مزيج من موقف سياسي/أيديولوجي لدى الشريف (نقد أنظمة وسلوكيات سياسية) مع عامل عملي (السعي لانتشار ومشاهدات) وإطار إقليمي للتحالفات الإعلامية والسياسية. التحري الدقيق عن تمويل أو انتماءات يتطلّب تحقيقات مستقلة أو وثائق رسمية. (YouTube)

توصية للمتابعين والباحثين

  • لا تقبل أي «تسريب» حرفياً قبل تحقق مستقل؛ الوسائط الرقمية تسهل السرعة لكن تزيد الحاجة للتحقق.

  • تابع ردود رسمية أو تحقيقات صحفية مستقلة قبل الوقوف على حكم نهائي بخصوص مصدرية التسريبات أو دافعها.


وهذه خلاصة تحليل مفصّل لحلقة عبدالله الشريف رقم 33 – تسريبات آل سعود، مع نقاط رئيسية من التسريب وما أثير حولها:

تحليل تفصيلي لحلقة “تسريبات آل سعود” (حلقة 33)


  • في هذه الحلقة، يعرض الشريف تسجيلًا صوتيًّا منسوبًا إلى الأمير سلطان بن مشعل بن عبد العزيز (ابن عم محمد بن سلمان). (YouTube)

  • وفق ما عرضه الشريف، يتضمن التسجيل “فضائح” فساد واسعة داخل العائلة الحاكمة، موجهة أصلاً من داخل العائلة نفسها. (YouTube)


أبرز ما ورد في التسريب (كما قدمه الشريف/كما لقى اهتمام متابعين)

من تحليلات وسائل الإعلام التي تناولت التسجيل الصوتي ومنشورات متابعة تسريبه:

  1. اتهامات فساد عقاري (التشبيك)

    • الأمير يتحدث عن ما أسماه “التشبيك” لوضع اليد على أراضٍ بطريقة غير قانونية أو شبه قانونية. (مجلة أمناي)

    • زعم أن بعض الأراضي يتم “تسجيلها” لعائلة الأمراء عبر صفقات ملكية أو نفوذ. (مجلة أمناي)

    • يقول إن هذا “النظام” (التشبيك) ليس استثناء بل جزء من ممارسات متغلغلة في هيكل السلطة. (مجلة أمناي)

  2. محاكمة لفئة من الأمراء

    • الأمير يتهم محمد بن سلمان بأنه استهدف بعض الأمراء في حملة “مكافحة الفساد” عام 2017 بطريقة انتقائية، وليس لمحاربة الفساد بقدر محاولته تثبيت نفوذه. (سعودي ليكس)

    • يدعو إلى محاكمة بعض الأمراء – بما في ذلك من هم في الدائرة القريبة للحكم – وهذا كلام نادر جدًا من داخل الأسرة المالكة (فيما يُنسب له). (مجلة أمناي)

  3. اتهامات لوزير العدل

    • يُقال في التسجيل إن وزير العدل (وليد الصمعاني) “له سجل في مصحة نفسية” – وهذا اتهام خطير جدًا لو كان حقيقيًا، لأنه يمس مصداقية الجهاز القضائي. (مجلة أمناي)

    • هذا الكلام إذا صح، يوحي بأن هناك استياء من بعض الشخصيات القوية في الدولة وطريقة تعيينهم.

  4. عائلة آل الشيخ

    • الأمير ضمن حديثه أن لعائلة آل الشيخ نفوذًا كبيرًا عبر علاقات زواج أو “محسوبيات” في مجلس الحكم. (مجتمع بوست)

    • هذا يضيء على جانب من الخلاف الداخلي بين العائلات القوية داخل بنية الحكم السعودي، وليس فقط خلافًا سياسيًا خارجيًا.

  5. تمويل الثروة

    • في جزء من التسجيل، الأمير يقول عبارة مثيرة: “لا تسألني من وين جبت الفلوس”، موضحًا أن هناك آليات غير معلنة لتمويل بعض الممتلكات والثروات. (مجلة أمناي)

    • هذه العبارة تثير الشكوك حول شفافية الثروة لدى بعض الأمراء، وقد تُفهم على أنها تبرير لثروات كبيرة غير واضحة المصدر.


ما يقول المحللون والنقاد عن التسريب

  • بعض الصحف والمواقع (مثل “اليوم الثامن”) وصفوا التسجيل بأنه جزء من “ماكينة إعلامية” (حسبهم “ماكينة الإخوان”)، ليست حملة كشف فساد بقدر ما هي حملة ضغط إعلامي. (مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات)

  • موقع أمناي (Amnaymag) نشر تحليلًا يشير إلى أن التسجيل يفتقر إلى ما يكفي من التوثيق أو الأدلة الداعمة: مجرد تسجيل صوتي + لهجة غضب + اتهامات كبيرة، لكن لا وثائق مادية مرفقة. (مجلة أمناي)

  • من جهة أخرى، موقع سعودي ليكس (المعني بإبراز ما يصفه بـ “فضائح آل سعود”) تناول التسجيل باعتباره “دليل جديد” على “فساد مستفحل” داخل المملكة. (سعودي ليكس)

  • موقع Mugtamapost قدم تحليلاً موسّعًا، وقال إن حديث الأمير سلطان في التسجيل ليس عابرًا لكنه يعكس “صرخة داخلية” من وليّ عائلة إلى الجمهور، وهو ما قد يدل على توتر فعلي داخل الأسرة المالكة. (مجتمع بوست)

  • في موقع “حركة الحرية والتغيير” (Hourriya-Tagheer) وصفوا التسجيل بأنه “وثيقة تأسيس جديدة” للعائلة المالكة بكلام الأمير ذاته، إذ لا يصدر اتهام خارجي فقط، بل “اعتراف من الداخل” بالصراعات وفساد السلطة. (hourriya-tagheer.org)


نقاط ضعف التسريب والمآخذ المحتملة

  • التحقق المستقل: ليس من الواضح أن هناك جهة مستقلة (صحافية موثوقة من داخل السعودية أو تحقيق محايد خارجي) معروفة حتى الآن قدمت تحقيقًا يؤكد كل ما ورد في التسجيل.

  • سياق التسجيل: بعض الانتقادات تقول إن التسجيل “مختار” (أي أجزاء مختارة فقط) – يمكن أن يكون هناك أجزاء مهمة مفقودة أو مؤطرة بطريقة تضغط على المعنى. (نقلاً عن تحليلات مثل اليوم الثامن) (تطبيق نبض)

  • لغة الانفعال: أسلوب الأمير في بعض الأجزاء يحمل نبرة غضب أو تحدّ، وهذا قد يقلل من مصداقية بعض المزاعم لدى من ينظر إليها كصراع داخلي وليس كشف فساد جاد.

  • المصادر: لا تظهر في التقرير وثائق رسمية (مثلاً عقود أراضي، محاضر محاكم، بيانات رسمية) تدعم كل ما يقوله التسجيل؛ الأمر يعتمد كثيرًا على الصوت وحده، وهو ما يفتح الباب للشكوك (من الناقدين).


التفسير الأهم بناءً على هذا التحليل

  • يبدو أن الحلقة والتسريب تهدف إلى تحويل صراع داخلي داخل الأسرة الحاكمة إلى مادة شعبية وسياسية، أي أنها ليست مجرد “شكاوى خاصة” بل محاولة لإيصال رسائل إلى الجمهور – وهذا قد يكون جزءًا من استراتيجية إعلامية كبيرة.

  • التصريحات التي نسبها الأمير سلطان تثير تساؤلات عن شرعية بعض ممارسات السلطة، وقد تكون جزءًا من نوع من “ضغط داخلي” من أمراء أو فئات من العائلة الحاكمة التي تشعر بأنها مهمّشة أو مستاءة من توزيع النفوذ والثروة.

  • من جهة المعارضين (مثل الشريف) هذه التصريحات هي “فرصة ذهبية” لكشف ما يرونه فسادًا ممنهجًا؛ أما من جهة النظام السعودي أو من أنصار النظام ربما ينظرون إليها كتصريحات متهورة من أحد الأمراء الذين لا يملكون سلطة تنفيذية كبيرة، أو كجزء من خصومة داخلية.

Read More
    email this
Published نوفمبر 21, 2025 by with 0 comment

التأثير الإيجابي للسوشيال ميديا: كيف أصبحت المنصّات قوة ضغط تغيّر سياسات الدول؟

 

التأثير الإيجابي للسوشيال ميديا: كيف أصبحت المنصّات قوة ضغط تغيّر سياسات الدول؟

التأثير الإيجابي للسوشيال ميديا: كيف أصبحت المنصّات قوة ضغط تغيّر سياسات الدول؟


لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد منصّات للترفيه والتواصل؛ بل أصبحت قوة ناعمة تمتلك القدرة على تغيير قرارات الحكومات، والتأثير على المجتمعات، وحتى إعادة تشكيل السلوك الفردي. لقد تحوّلت إلى برلمان شعبي مفتوح، ووسيلة رقابية لا تنام، وسلاح يمتلكه الجميع بلا استثناء.


أولًا: كيف أصبحت السوشيال ميديا لاعبًا أساسيًا في صناعة القرار؟

1. الرقابة الشعبية الفورية

في السابق كان المسؤول يمارس عمله خلف أبواب مغلقة، ولا يعلم المواطن بما يجري إلا من خلال الإعلام التقليدي.
اليوم، دقيقة واحدة من فيديو أو تغريدة كافية لتكشف فسادًا أو خطأ فادحًا أو تجاوزًا إداريًا، ما يفرض على الحكومة التفاعل الفوروي.

2. رفع وعي المجتمع

تساهم الحملات الإلكترونية في إيصال المعلومات بسرعة، وتغيير آراء شرائح واسعة خلال ساعات.

3. خلق رأي عام حقيقي

السوشيال ميديا ليست مجرد آراء فردية؛ إنها أداة تصنع مزاجًا عامًا يشعر المسؤول أنه لا يستطيع تجاهله، خصوصًا عندما يأخذ شكل "ترند".


ثانيًا: تأثير السوشيال ميديا على البرلمانات والنقابات

1. الضغط على أعضاء البرلمان

نواب كثيرون باتوا يراقبون ما يُقال عنهم يوميًا؛ أي هفوة أو قرار غير محبوب قد يتحول إلى حملة تطالب بعزلهم أو عدم انتخابهم من جديد.

2. تشكيل سياسات وتشريعات

أصبحت النقابات والبرلمانات تتأثر بحملات مجتمعية إلكترونية تطالب بتعديل قوانين، أو مكافحة فساد، أو حماية حقوق فئات مهمّشة.

3. توثيق التجاوزات

أصبحت المنصات بمثابة "أرشيف شعبي" يمنع المسؤول من التنصل أو إنكار ما قاله أو فعله.


ثالثًا: أمثلة عربية بارزة أثبتت قوة السوشيال ميديا

1. الأردن – قضايا الأسعار والإصلاحات

قادت السوشيال ميديا حملات ضغط كبيرة أجبرت الحكومة على التراجع عن قرارات اقتصادية عدة، مثل رفع الأسعار أو الضرائب.

2. الكويت – محاسبة المسؤولين

تسببت منصّات التواصل في كشف ملفات فساد عديدة، وأجبرت نوابًا ومسؤولين على تقديم استقالاتهم أو الاعتذار.

3. السعودية – معالجة قضايا اجتماعية

انتشرت وسمّات مطالبة بمحاسبة معتدين أو رفع الظلم عن أفراد، وكانت الجهات الرسمية تتفاعل خلال ساعات وتفتح تحقيقات مباشرة.

4. العراق ولبنان – الفساد والخدمات

أدت الحملات الإلكترونية إلى فتح ملفات فساد ضخمة وإقالة مسؤولين كبار بعد فضائح موثّقة عبر فيديوهات.


رابعًا: لماذا هذا التأثير القوي؟ ما الدافع الحقيقي وراء استجابة الحكومات؟

1. خشية الانتقاد؟ نعم… ولكن ليس وحده

الخوف من الظهور بمظهر الفاسد أو الظالم يدفع المسؤول إلى التحرك بسرعة، لكن هذا جزء من الصورة فقط.

2. لأن السوشيال ميديا كشفت حقائق يصعب تجاهلها

لم يعد إخفاء الخطأ سهلاً كما كان؛ فالمواطن أصبح مراسلًا وصحفيًا ومحققًا في آن واحد.

3. الخوف من الفضيحة الشعبية والقانونية

أي تجاوز قد يصبح "قضية رأي عام"، والقضية قد تتحول إلى مسار قضائي أو تحقيق رسمي.

4. قوة الانتشار

هناك حكومات تخشى أن تتحول قضية محلية إلى ضغوط دولية، لأن المنصات أصبحت عالمية.


خامسًا: هل التأثير في الدول الغربية أكبر أم في الدول العربية؟

في الغرب

  • التأثير عادة "مؤسسي" ومنظم.

  • النقابات والبرلمانات تتفاعل لأن الضغط الإلكتروني مرتبط بقوانين حماية المستهلك وحرية الإعلام.

  • الحملات عادة مدعومة بتقارير وإعلام محترف.

في الدول العربية

  • التأثير الشعبي أكبر وأسرع.

  • المسؤول العربي يخشى الفضيحة أكثر من التقرير الرسمي.

  • انتشار الهواتف جعل كل مواطن قادرًا على تصوير ونشر أي تجاوز.

الخلاصة:
التأثير في الغرب أكثر استقرارًا، لكن في العالم العربي أكثر قوة وانفجارًا وسرعة.


سادسًا: كيف نجعل تأثير السوشيال ميديا أقوى وأكثر إيجابية؟

1. تبنّي خطاب عقلاني واحترافي

الحملات التي تعتمد على أدلة وحقائق تكون أقوى من تلك المبنية على الشائعات.

2. نشر الثقافة القانونية

كلما عرف المواطن حقوقه، أصبح ضغطه أقوى وأعمق تأثيرًا.

3. تنظيم الحملات بدل العشوائية

تحويل الغضب الشعبي إلى مطالب واضحة قابلة للتنفيذ.

4. توثيق كل شيء

نشر الأدلة والفيديوهات والتسجيلات التي تظهر التجاوز بشكل مباشر.

5. تعاون الإعلام مع الجمهور

حين تتبنى القنوات والصحف قصصًا بدأت من السوشيال ميديا، يصبح التأثير مضاعفًا.

وختاما

السوشيال ميديا ليست مجرد منصّات رقمية؛ إنها أداة تغيير اجتماعي وسياسي لها تأثير عميق على الحكومات والأفراد والمؤسسات. وفي العالم العربي، أصبح الخوف من الفضيحة أو من قوة الرأي العام سببًا رئيسيًا في استجابة الحكومات لمطالب الناس، مما جعلها سلاحًا فعّالًا في يد المجتمع.

إن المستقبل يشير إلى أن تأثير هذه المنصات سيزداد، وربما تصبح أحد أهم أدوات الرقابة الشعبية على الإطلاق.

Read More
    email this
Published نوفمبر 21, 2025 by with 0 comment

إسرائيل ولبنان: حرب مضمّرة أم رسالة استراتيجية؟

 

إسرائيل ولبنان: حرب مضمّرة أم رسالة استراتيجية؟

إسرائيل ولبنان: حرب مضمّرة أم رسالة استراتيجية؟ 


1. الخلفية والسياق الراهن

  • بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر 2024، يعيش لبنان ما يمكن تسميته «نزاعًا منخفض الكثافة» مستمرًا. Le Monde.fr+2euronews+2

  • إسرائيل تبرّر الضربات الجوية بأنها تستهدف “بنية تحتية استراتيجية” لحزب الله: مخازن أسلحة، مواقع إنتاج صواريخ، منشآت تحت الأرض. euronews

  • في المقابل، منظمات حقوق الإنسان (مثل هيومن رايتس ووتش) وثّقت خسائر مدنية كبيرة في لبنان نتيجة هذه الضربات. Human Rights Watch

  • منظمة العفو الدولية تحدثت عن “تدمير هائل” للبنية التحتية في الجنوب اللبناني. Amnesty International


2. ما تريده إسرائيل من ضرباتها — تحليل الأهداف المحتملة

2.1 هدف مباشر: تقييد قدرات حزب الله

  • من التصريحات الرسمية («الجيش الإسرائيلي» ووزير الدفاع) نرى أن جزءًا من الهدف هو تدمير قدرات حزب الله القتالية الاستراتيجية: الإنتاج والتخزين للصواريخ الدقيقة. euronews

  • إذا نجحت إسرائيل في ضرب البنى التحتية الحاسمة، يمكن أن يضعف حزب الله في إعادة ترميم ترسانته أو قدرته على تهديد إسرائيل كما تقول تل أبيب.

2.2 رسائل خفية واستراتيجية أوسع

  • ليست مجرد غارات تكتيكية: قد تكون رسالة سياسية لإظهار أن إسرائيل لن تتسامح مع إعادة تسليح حزب الله، حتى بعد اتفاق التهدئة.

  • من زاوية إسرائيل، هذه الضربات يمكن أن تُستخدم كورقة ضغط على الحكومة اللبنانية: لتسريع نزع سلاح حزب الله أو دفع لبنان إلى تحول استراتيجي في سياسته.

  • كما أن هناك بعد داخلي: عرض إسرائيل لقدراتها القتالية أمام جمهورها (وخاصة في الشمال) لإظهار أنها جادة في الدفاع وعدم التساهل مع التهديدات.

2.3 تدمير بنية مدنية كوسيلة سياسية

  • بعض الضربات تسببت بأضرار واسعة للمناطق المدنية اللبنانية، وفق منظمة العفو الدولية. Amnesty International

  • هذا يُثير تساؤلًا: هل هناك هدف من تدمير البنية التحتية المدنية؟ الرسالة قد تكون مزدوجة: ليس فقط لإضعاف حزب الله، بل أيضًا لتوجيه ضربة للاقتصاد اللبناني أو زعزعة استقرار الدولة، ما قد يُجعل لبنان أكثر هشاشة داخليًا.


3. هل ترك لبنان “لوحده”؟ دور الدول العربية والمجتمع الدولي

  • من وجهة نظر بعض المراقبين، لبنان يبدو مذعورًا أمام الضغوط الإسرائيلية، مع ردود فعل سياسية لكنها غير قوية بالضرورة.

  • بعض الدول العربية تُظهر تضامنًا لفظيًا، لكن يبدو أن الرسائل العملية محدودة. لا يوجد تحرك عسكري عربي واضح للدفاع عن لبنان، ما يثير التساؤل: هل كفاية التضامن؟

  • من جهة أخرى، بعض المصادر تقول إن المقترحات اللبنانية تتضمن “لجنة تقنية عسكرية-مدنية” لترتيبات تهدئة مع إسرائيل. قناة المنار

  • الولايات المتحدة تبدو لاعبًا رئيسيًا في هذا الملف من خلال الضمانات أو التوسط، ما يضيف بعدًا دوليًا للنزاع.


4. دور الحكومة والجيش اللبناني وردّ الفعل المحلي

4.1 موقف رسمي: التنديد والمطالبة بوقف الاعتداءات

  • قيادة حزب الله (مثل نعيم قاسم) دعت الحكومة اللبنانية للعمل بقوة أكبر لوقف الغارات الإسرائيلية. AP News

  • الرئيس اللبناني وبعض المسؤولين طالبوا بإجبار حزب الله على تسليم سلاحه إلى الدولة. euronews

  • لكن هناك تحدّي كبير: كيف يمكن للدولة (الجيش، الحكومة) أن تفرض نفوذها في مواجهة “قوة مقاومة” مسلّحة مثل حزب الله، خاصة في ظل التوترات الإقليمية.

4.2 دور الجيش اللبناني

  • يُتوقع أن يقوم الجيش بدور “مهم جدًا” إذا دخل في ما يُوصف بأنه “تسوية” أو ترتيبات تهدئة طويلة الأمد، خاصة إذا تم الحديث عن نزع السلاح أو تحويله إلى جيش الدولة.

  • لكن الواقع عمليًا معقد: وجود حزب الله المُسلّح بقوة كبيرة يجعل من الصعب للدولة اللبنانية أن تملي بإرادتها فقط دون دعم خارجي أو مفاوضات دقيقة.

4.3 الاستياء الشعبي

  • من جهة، بعض اللبنانيين يرون أن الهجمات الإسرائيلية تمس سيادة لبنان، ويطالبون بحماية وطنية أقوى.

  • من جهة أخرى، شعور البعض بأن الحكومة “غير قادرة” على حماية المواطنين أو التصدّي لحزب الله، خاصة إذا استمر الأخير في رفض التخلي عن سلاحه.

  • هناك أيضًا من يرى أن حزب الله، من خلال مقاومته، يعطي معنى سياسيًا لمشروع الدولة اللبنانية، وبالتالي أي ضغط لإضعافه قد يثير ردود فعل شعبية بين من يؤمن بدوره المقاوم.


5. هل الحكومة اللبنانية “راضية” بما يحدث؟

  • ليس من الواضح أنها “راضية” تمامًا: التصريحات الرسمية تشير إلى غضب، مطالبة بوقف الضربات، نزع سلاح حزب الله، لكنها في الوقت نفسه تدعو إلى تثبيت التهدئة.

  • بعض التحليلات ترى أن هناك توازنًا صعبًا: الحكومة اللبنانية لا تملك رفاهية المواجهة المفتوحة مع إسرائيل من جهة، ومع حزب الله من جهة أخرى.

  • من جهة ثالثة، قد ترى الحكومة أن وجود حزب الله كقوة مقاومة يعطيها غطاء سياسي داخليًا، خصوصًا في مواجهة ضغوط دولية تُطالب الدولة بفرض سلطتها بحصر السلاح بيدها.


6. النقاط الحسّاسة والرسائل الضمنية

  • سياسة الردع الإسرائيلية طويلة الأمد: هذه الضربات قد تشكل جزءًا من استراتيجية إسرائيلية لإضعاف حزب الله تدريجيًا وليس القضاء عليه بالكامل الآن، أو على الأقل إرسال إشعار بأن إعادة التسلح ستكون مكلفة جدًا.

  • رسالة للدولة اللبنانية: إسرائيل قد ترغب في دفع لبنان نحو “حل الدولة” (حصر السلاح بيد الجيش)، لكن دون حرب شاملة، من خلال الضغط الاقتصادي والعسكري.

  • خيار التهجير أو زعزعة الاستقرار: التدمير المدني يمكن أن يخلق أزمات إنسانية جديدة في الجنوب اللبناني، مما يزيد من هشاشة لبنان داخليًا.

  • مساومة دولية: إسرائيل قد تستخدم الضربات كوسيلة تفاوض في إطار ترتيبات إقليميّة، خصوصًا مع تدخل الدول الكبرى (أمريكا، دول عربية) في ملف التهدئة، إعادة الإعمار، ووجود “مناطق أمان” محتملة.


7. السيناريوهات المستقبلية المحتملة

  1. تصاعد تدريجي: إذا استمرت الضربات دون توافق فعلي، قد نشهد تصعيدًا محدودًا لكنه دائم، ما يؤدي إلى مزيد من التوترات، وزيادة عدد الضحايا، وربما ضغط دولي دولي أكبر على لبنان وحزب الله.

  2. تهدئة جديدة مع تنازلات: قد يتم التوصل إلى تسوية جديدة تشمل أجزاء من مطالب إسرائيل (مثل تقييد سلاح حزب الله) مقابل ضمانات دولية لإعادة إعمار الجنوب، ووقف جزئي للغارات.

  3. نزع سلاح جزئي: إذا وافقت بعض الجهات داخل لبنان (بما في ذلك حزب الله تحت ضغط دولي أو داخلي) على تخفيف ترسانتها، يمكن للدولة اللبنانية (الجيش) أن تزيد من سيطرتها الأمنية.

  4. استمرار الصراع منخفض الكثافة: ربما يكون النموذج الحالي هو “الوضع الطبيعي الجديد”: ضربات دورية من إسرائيل، رد محدود من حزب الله، واستمرار حالة عدم الاستقرار كأداة ضاغطة على لبنان والدولة اللبنانية.


8. الخلاصة والتساؤلات المفتوحة

  • من الواضح أن إسرائيل لا تهاجم لبنان عشوائيًا: هناك هدف واضح من الضربات — تقييد قدرات حزب الله، إرسال رسائل للدولة اللبنانية، وربما تحقيق مصلحة استراتيجية أكبر.

  • لكن مدى نجاح هذه الاستراتيجية يبقى غير مؤكد: هل تستطيع إسرائيل إضعاف حزب الله بما فيه الكفاية؟ هل الحكومة اللبنانية ستتمكن من استغلال هذا التوتر لتعزيز سلطة الدولة؟

  • السؤال الأهم: هل لبنان وحده في هذه المعركة؟ وهل العرب سيتخذون موقفًا حقيقيًا لحماية سيادة لبنان، أم أنهم يكتفون بالدعم الدبلوماسي؟

  • وأخيرًا: هل يمكن أن تتحول هذه الضربات إلى نقطة تحول في لبنان — من كون حزب الله قوة موازنة إلى تركيز الدولة اللبنانية كضمان للاستقرار، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والدعم الدولي؟

Read More
    email this
Published نوفمبر 21, 2025 by with 0 comment

جيفري إبستين: الوجه القذر للسلطة والمال

جيفري إبستين: الوجه القذر للسلطة والمال

جيفري إبستين: الوجه القذر للسلطة والمال 


جيفري إبستين ليس مجرد رجل أعمال فاسد أو مدان بجرائم جنسية — إنه نموذج صارخ لفساد النخب، والتواطؤ المؤسسي، والخطر المدفون الذي يمكن أن تولّده العلاقات بين الـ المال والسلطة. في هذا المقال، نكشف ونناقش بعض الأبعاد الأخطر من قصته، بعيدًا عن التغطية السطحية، لنفهم لماذا يجب ألا يكون مجرد “فضيحة من الماضي”، بل تحذير مستمر.



 1. من هو إبستين حقًا؟

جيفري إبستين (1953–2019) كان مليارديرًا، مستثمرًا، لكنه أيضًا متهمًا بإدارة شبكة اغتصاب وتجارة جنسية للقاصرات. 

ورغم علاقاته الواسعة بالنخبة العالمية، فقد استخدم ثروته ومكانته لإخفاء ممارساته الشنيعة لسنوات طويلة.


من جهة أخرى، ثمة ادعاءات يثيرها بعض المصادر بأن إبستين كان “عميلًا استخباراتيًّا”. صحيفة الجزيرة نقلت عن ضابط إسرائيلي سابق أن إبستين قد يكون عميلًا للموساد، واستخدم علاقاته مع السياسيين والشخصيات الهامة لتحقيق أجندات أمنية. 


 2. شبكة من الاستغلال: ضحايا، وساسة، وقضاة

* الوثائق التي أُفرجت بعد موته تكشف عن تورط شخصيات بارزة جدًا — سياسيون، رجال أعمال، محامون — في شبكة إبستين. 

* غيسلين ماكسويل، شريكته “الاجتماعية” المقربة، تمت إدانتُها رسميًا ودُينت بمساعدة إبستين في استدراج ضحايا قاصرات. 

* وفق منظمة Polaris، الأساليب التي استخدمتها ماكسويل وإبستين لتعزيز “الثقة” مع الضحايا تُظهر أن هذا ليس استغلالًا عشوائيًا، بل شبكة استغلال مَن يخشى ويحتاج البداية (grooming) طويل الأمد. 



 3. التستر المؤسسي: كيف فشل النظام في محاسبته؟

إبستين لم يقع وحده. هناك سؤال عميق: كيف سمح النظام (القانوني، المالي، والاعلامي) له بأن يستمر؟


* في عام 2008، توصل إبستين إلى صفقة تسوية مثيرة للجدل في فلوريدا، سمحت له بالاعتراف بتهمة “الدعارة القاصرة” فقط، وليس بتهم فدرالية أعنف. 

* بعد موته، ظل العديد يطالبون بـ كشف كامل “ملفات إبستين”، لكن هناك مقاومة كبيرة من بعض الجهات. 

* هناك تساؤلات أيضًا حول ما إذا كانت جهات تحقيق استخبارية أو أمنية قد استخدمته لتحقيق مصالح خاصة، بحسب من ينظرون إلى مزاعم عمله لصالح “الموساد” أو جهات سرية. 


 4. الجانب البشري: الضحايا الذين لا يزالون يُنسون

من بين الضحايا البارزين فيرجينيا جوفري، التي رفعت دعوى مدنية كبيرة ضد إبستين وماكسويل، وذكرت تفاصيل مؤلمة عن استغلالها منذ سنّ مراهقة. 

في وقت متأخر، أعلنت وسائل إعلام عن انتحارها، وهو أمر يثير تساؤلات مؤلمة عن تأثير الصدمة العميقة وكيفية تعامل النظام مع الناجيات. 



 5. بعد الموت: ما الذي تغير؟ وما لم يتغير؟

رغم وفاة إبستين في السجن عام 2019 (السلطات وصفته بأنه انتحار)، إلا أن الكثير من الأسئلة لم تُجب:

* تم إلغاء استئناف ماكسويل من قبل المحكمة العليا الأمريكية مؤخرًا، وبقيت عقوبتها فرضية قوية على من شاركوه في شبكة الدعارة. 


* السلطات لا تزال تجري تحقيقات وأصوات ترفع للمطالبة بالكشف الكامل عن ملفات إبستين.


* بينما هناك تقارير عن صفقات استخباراتية قد تكون مرتبطة بإبستين وخيوطه الدولية: مثل ما أفاد به موقع “دروب سات” عن دوره في تسهيل مفاوضات أمنية بين إسرائيل وساحل العاج. 



 6. لماذا تثير هذه القضية غضبنا — ولماذا يهمنا أن لا تنتهي هنا؟

* لأنها ليست مجرد قصة “معتوه غني ارتكب جرائم”: إنها رمز للقوة الفاسدة التي تستفيد من النقص القانوني والأخلاقي.


* لأنها تبيّن كيف يمكن للمال والنفوذ أن يغسلا الجرائم الأكثر بشاعة إذا توفرت شبكة الحماية السياسية والاجتماعية.


* لأنها تذكرنا دومًا بضحايا هم إنسانات: لم يكنوا مجرد “مجهولين” في التقارير، بل أشخاصًا جُرّدوا من كرامتهم.



 7. دعوة للنهوض: ما الذي يجب أن يحدث الآن؟

1. الشفافية الكاملة: يجب نشر كل الملفات المتبقية بشأن إبستين — بما في ذلك أسماء الأشخاص المتورطين بربطاته.


2. دعم الضحايا: ليس فقط من الناحية القانونية، بل نفسيًا أيضًا، ليتمكن من تجاوز ما عاشوه.


3. مراجعة النظام: كيف يمكن منع مَن لديهم المال والنفوذ من بناء مثل هذه الشبكات؟ القوانين يجب أن تكون أقوى، والتحقيقات أكثر استقلالًا.


4. توعية عامة: قصة إبستين يجب أن تكون درسًا — كمثال على مخاطر الاستغلال حين تُغلق الأبواب أمام المساءلة.

Read More
    email this
Published نوفمبر 21, 2025 by with 0 comment

مأساة العامرات… حين يصبح الفقر أقوى من الدولة

 

مأساة العامرات… حين يصبح الفقر أقوى من الدولة

مأساة العامرات… حين يصبح الفقر أقوى من الدولة



في ليلة هادئة من ليالي العامرات، خفتت الأنفاس في منزل صغير كان يفترض أن يحتضن ستة أفراد يبحثون عن الدفء. لكن الدفء لم يأتِ— بل جاء الموت. عائلة كاملة، أب وأم وأربعة أطفال، قضوا اختناقاً بسبب غاز أول أكسيد الكربون المتسرّب من مولّد كهربائي استخدموه طلباً للدفء بعد أن انقطعت بهم السبل.


هذه المأساة ليست مجرد حادث أليم؛ إنها مرآة تُعرّي واحدة من أكثر قضايا المجتمع العُماني حساسية وصمتاً: العاطلون المسرَّحون، والأُسر التي تتحمل وحدها عبء الفقر دون سند حكومي حقيقي.


عندما ينهار الركن الوحيد…

فماذا يبقى للعائلة؟


المعيل الذي سُرِّح من عمله لم يخسر وظيفته فقط؛ خسر كامل “نظام الأمان” الذي يفترض أن يحفظ حياة المواطن حين يمر بظرف قاسٍ.

وما بين فواتير تتراكم، وشتاء بارد، وأطفال ينتظرون الدفء، لجأت الأسرة إلى حل خطير… لكنها لم تجد بديلاً آخر.


في دولة غنية بمواردها، مستقرة بقوانينها، وكريمة في مبادراتها الخارجية—هل يُعقل أن يُترك مواطن بلا كهرباء آمنة؟ بلا دعم؟ بلا تدفئة؟

هل يعقل أن يُترك ستة أشخاص يواجهون الليل بمولد بدائي لأنهم لم يجدوا ما يقيهم البرد؟

إن السؤال هنا ليس: كيف ماتوا؟
بل: لماذا كانوا مضطرين إلى هذه الدرجة؟


دولة حديثة… وجرح اجتماعي قديم

عُمان، كغيرها من دول المنطقة، تتقدم في الاقتصاد والحوكمة والتعليم، لكنها لا تزال تتعثّر في ملفات اجتماعية حساسة، أبرزها:

* ضعف برامج دعم المسرّحين عن العمل

* غياب شبكات حماية اجتماعية حقيقية لمن يفقدون مصادر دخلهم

* غياب حلول إسكان ودعم طوارئ للفئات الهشة

* غياب رقابة فعالة على استخدام الأجهزة الخطرة في المنازل

* محدودية دور الجمعيات والجهات التطوعية في الوصول للفئات الأكثر فقراً


هذه ليست مشكلة عائلة واحدة.

إنها مشكلة نظام كامل يُفترض أن يحمي المواطن حين يسقط—فلا يتركه ينهار حتى الموت.


من يتحمل المسؤولية؟

الحكومة، حين تعلن أن السبب “تسرب غاز”، فهي تقدم تفسيراً فنياً لا يلامس جوهر المأساة.

المأساة ليست في الغاز.

المأساة في العوز.

ولا يمكن تجاهل أسئلة صعبة:

* أين الجهات التي يفترض أن تدعم المسرحين؟

* أين خطط الطوارئ للأسر ذات الدخل المنخفض؟

* أين برامج التدفئة والإسكان المدعوم؟

* أين الرقابة على المولدات المنزلية؟

* أين دور الإعلام في كشف هذه الفجوات قبل أن تدفن معها أسرة كاملة؟

إن صمت الدولة أو اكتفائها ببيان تقني… هو جزء من المشكلة.


عائلة ماتت… فهل يموت صوتها أيضاً؟

قد تُدفن الجثامين، لكن لا ينبغي أن تُدفن الأسئلة.

لا ينبغي أن تُدفن الحقيقة.

ولا ينبغي أن تُدفن هذه القضية تحت ركام الوقت، كما دُفنت عائلات كثيرة في صمت الفقر.


إن موت هذه الأسرة يجب أن يكون نقطة تحوّل، لا مجرد سطر حزين في الأخبار.


ماذا بعد؟

إذا لم يتحرك المجتمع والدولة اليوم، فسنقرأ خبرًا مشابهًا غدًا:

* والد مات لأنه لم يستطع دفع فاتورة الكهرباء

* أم فقدت أبناءها بسبب جهاز خطير

* أسر تسقط واحدة تلو الأخرى بصمت

الحماية الاجتماعية ليست “خيارًا”.

إنها حقّ حياة.

وعُمان—كغيرها من الدول الخليجية—تستطيع أن تكون نموذجًا لرعاية مواطنيها… إذا أرادت.

لكن الإرادة تظهر حين يكون الإنسان أولاً، قبل المشاريع، وقبل الخطط، وقبل البيانات.


وختاما

مصير هذه العائلة قضاه المولى عزوجل … ولكن هنالك أمور مهملة يجب إصلاحها حتى لا تتكرر هذه المأسأة وبنفس الاسباب والادوات. 


العائلة العُمانية التي ماتت وهي تحاول أن تتدفأ لم تمت بسبب جهاز فقط، بل ماتت بسبب غياب منظومة كاملة من الدعم.


وإن كان موتها صامتًا، فليكن صوتنا عاليًا.


كي لا نكتب مقالاً آخر عن عائلة جديدة… في بيت جديد… في ليلة أخرى.


رحم الله افراد هذه الأسرة ونسأل الله لهم الرحمة والمغفره وأن يتقبلهم في عباده الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وأن يصلح ولاة الأمر ومن استلموا المناصب العليا لخدمة الناس وتسهيل امورهم حتى يشعروا بالمسؤولية ويعلموا انهم محاسبون .

Read More
    email this