
وحدة الصف الفلسطيني أولاً: لماذا يجب وقف النقد الداخلي والتوحد لدعم صمود غزة؟
تثير الانتقادات الحادة والموجهة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، خاصة تلك التي تقود المعركة في غزة، تساؤلات كثيرة. هذه الفصائل، التي يراها الكثيرون في صدارة الدفاع عن القضية، تُتخذ كذريعة لاستمرار العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين ومظاهر الحياة في القطاع.
إننا ندرك أن هذه الفصائل وُضعت في وضع صعب ومعقد، خاصة في ظل:
التخاذل العربي والإسلامي الرسمي الواضح.
الضغوط الدولية التي تصل إلى حد التخوين والتشكيك في أهدافها.
وعلى الرغم من وجود بعض المآخذ على توجهات هذه الحركات، فإننا ندعم صمود الشعب الفلسطيني وقلبنا معهم بالكامل، لأنهم في موقع جهاد ومقاومة ضد المعتدين ومحتلي الأرض والمقدسات.
1. جذور الخلاف: التناحر بين الفصائل وأثره على القطاع
لا يمكن إنكار أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لها سجل حافل من المواقف المشرفة والتاريخ النضالي، وقد أذاقت الاحتلال مرارة كبيرة بعملياتها. إلا أنه مع مرور الوقت وتعاظم القوة، برزت بعض الأمور السلبية التي أثرت على الصورة الكلية للحركة:
صعود الأصوات المنددة بالتعامل القاسي مع المعارضين في الداخل.
ظهور اتهامات بالتعسف في التعامل في المناطق التي تحكمها بقبضة من حديد.
في المقابل، مرت حركة فتح بمسار مختلف بعد دخولها السلطة وتخليها عن السلاح، ما أدى لزيادة محنة أهل غزة، وتعرضت هي الأخرى لانتقادات واسعة بلغت حد اتهامها بـ الخضوع المفرط للضغوط الدولية والإسرائيلية.
لقد أصبح التخوين المتبادل أمراً مؤسفاً، وأدى إلى تزايد الانزعاج الداخلي الذي ساهم في ظهور فكر مخالف والتوجه نحو الإطاحة بالقيادات، في سيناريو لا يخدم سوى الطرف المحتل.
2. العدو مشترك: التخوين الداخلي يخدم أجندة الاحتلال
تجد الملاحظ أن الحركة الأكبر والأكثر تأثيراً في المقاومة (حماس) هي التي تستحوذ على النصيب الأكبر من الهجوم والمُعاداة وتشويه السمعة، بسبب ارتباط اسمها بردات الفعل الإسرائيلية العنيفة التي تستهدف الأبرياء وتدمر المنازل.
المؤسف حقاً هو أن من يعادي هذه الفصائل ويهاجمها، هو في الوقت نفسه عاجز عن نصرة أهل غزة المحاصرين.
وصل الأمر ببعض الأصوات المطالبة من الفصائل بتسليم سلاحها والتوقف عن المواجهة، وترك المجال للاحتلال للعبث كيفما يشاء.
هذا الموقف ينسى أن سقوط المقاومة يعني ضعف الأمة جميعاً وزيادة سيطرة الاحتلال.
3. النداء الأخير: واجب النصرة ووحدة الكلمة
إلى أولئك الذين يوجهون النقد اللاذع، نقول: هل النقد البناء هو الواجب الآن؟ أم أن التثبيت ورفع الهمم هو الأجدر في ظل الدمار والخراب والتهجير الذي يقع على المدنيين؟
يجب أن يكون الواجب الأول هو الكف عن الانقسام ووقف توجيه أصابع الاتهام في وقت التضحيات.
هل يدرك من ينتقد أن تعليقه وازدراءه لأفعال المقاومة يسعد الطرف المعادي ويدفعه للمزيد من التصعيد؟
على المرجعيات الدينية والإعلامية العمل على تعزيز قيم النصرة والتضامن التي أمرنا بها ديننا. يجب وضع الخلافات جانباً، لأن الهدف المشترك هو صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق العدل. إن لم نستطع تقديم النصرة العسكرية، فعلى الأقل يجب أن نوحد كلمتنا في النصرة الإعلامية والسياسية والإنسانية.