الاثنين، 9 ديسمبر 2024

Published ديسمبر 09, 2024 by with 0 comment

سوريا بعد الأسد: تحديات المرحلة الانتقالية وأثرها على الاستقرار الإقليمي

سوريا بعد الأسد: تحديات المرحلة الانتقالية وأثرها على الاستقرار الإقليمي


شهدت سوريا في الأيام الأخيرة أحداثاً متسارعة وتغيرات صادمة أذهلت المراقبين، حيث سقط النظام السابق بهذه السرعة والسلاسة.

سوريا اليوم تطوي صفحة نظام بدأها حافظ الأسد وأكملها الرئيس السابق بشار الأسد، الذي طغى وتجبر في التعامل مع شعبه. لقد جثم هذا النظام على صدر هذا البلد الجميل لفترة طويلة، تاركاً إرثاً ملوثاً بالدماء والفساد والانتهاكات التي أثرت على صورة البلد. هذا النظام، الذي تبين بعد سقوطه أنه يصلح لإدارة عصابات، وليس لإدارة دولة، خلَّف وراءه سجلات مروعة من التعذيب في المعتقلات.

 الأولوية الإنسانية: الكشف عن مصير المعتقلين والمفقودين 

كانت صدمة اقتحام السجون ومنظر المعتقلين الذين قضوا سنوات طويلة بداخلها هي الأكبر. خرجوا من تلك الزنازين بأجساد منهكة، والأدهى والأمر هو وجود احتمال لوجود أبواب سرية تؤدي لزنازين مخبأة تحت الأرض في سجون النظام.

ما يوجع القلب هو أن الكثير من المعتقلين لم يتم العثور عليهم حتى الآن، وهناك تخوف من ارتكاب النظام السابق لمجازر جماعية والتخلص من الجثث، وهي ممارسة تورثها قادة النظام السابق عن أسلافهم. إن الأمل لا يزال قائماً لدى ذوي المعتقلين في العثور على أبنائهم بعد رحلة الحبس الطويلة.

 توحيد الصف: تحديات القيادة والفصائل المسلحة 

على الرغم من الفرحة العارمة، تبرز تحديات كبيرة:

  • اندماج المقاتلين والجيش: هل يمكن للجنود الذين كانوا في صفوف النظام والانشقاق أن يلعبوا دوراً تخريبياً مستقبلاً؟

  • توحيد الفصائل: هل ستتوحد الفصائل المسلحة التي سيطرت على مناطق كبيرة تحت لواء واحد لتجنب الفوضى وإعادة إعمار البلد؟

  • القيادة الانتقالية: هل القائد العسكري أحمد الشرع (المعروف بالجولاني)، الذي يترأس فصيلاً له خلفية إيديولوجية سابقة، قادر على إدارة الأمور أو ترك من يتم الاتفاق عليه من قبل السوريين لإدارة شؤون البلد دون تدخل أو ضغط لتحقيق أجندات خاصة؟ يجب عليه النأي بنفسه عن أي فكر متطرف والالتزام بالدعوات التي أطلقها بشأن الحفاظ على اللحمة الوطنية.

. التحديات الجيوسياسية: الدور الإقليمي والدولي في سوريا الجديدة 

خروج القوى الإقليمية المباشرة (كالقوات الإيرانية) وبقاء القوات الروسية والأمريكية، يطرح تساؤلاً حول مستقبل سوريا. "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية) لا تزال تسيطر على مناطق واسعة، وقد أفادت تقارير عن وقوع إصابات وضحايا في صفوف المدنيين أثناء تفريق مظاهرات سلمية تطالب برحيلها.

  • التدخلات الدولية: هل ستترك قوى مثل روسيا وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل السوريين يديرون شؤونهم لوحدهم؟

  • الاستغلال الأمني: هل ستستغل إسرائيل، بوجودها على الحدود، الحالة الحالية لسوريا التي تعتبر ممراً لإمداد بعض الجهات؟

  • التغطية على الأزمات: هل ما يجري في سوريا هو تغطية على استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة والمناطق الفلسطينية؟

إن التغيير الذي نراه يثير تساؤلات حول تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ووعوده بتغيير الشرق الأوسط. الأمل هو أن يكون هذا التغيير مقدمة لاستقرار وعدالة حقيقية.

نرجو أن توضح الصورة، وأن تستقر الأوضاع في كل البلد، وأن يجد السوريون ضالتهم في قيادة يتم الاتفاق عليها تخرج سوريا الأبية من فترة الظلم والاستبداد إلى فترة العدل والاستقرار. اللهم أبرم لأهل سوريا أمر رشد ووفق مساعيهم.

    email this

0 comments:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا