


وبمثل ما يوجد لدى كل العالم تقدير لجمال الأطفال وبراءتهم والحب الذي نشعر به بقربهم يوجد على الطرف الأخر بعض المرضى والشاذين وأصحاب الفكر المنحرف الذين يرون في الأطفال مصدر رزق لا يفوت ويجب عليهم استغلاله بالطريقة التي تتماشي مع انحرافاتهم وهنا سنناقش بعض هذه النماذج التي لا تستحق الذكر ولكن بسبب تماديهم وجبت تعريتهم وفضح ممارساتهم اللاأخلاقية.
وبالنسياقا ليست المؤسسة الوحيدة التي استغلت الأطفال للترويج لمنتجاتها وسلعها فالسوق الأوروبي والأمريكي عامر بمثل هذه المؤسسات الاستغلالية ويكفي أن تبحث في مواقع التواصل الاجتماعي لدى الغرب لترى العجب العجاب والكم الهائل من الانتهاكات في حق الأطفال والتي تبارك الحكومات الكثير منها ولا ترى فيها اي أمر يدعو للقلق وان سنحت لك الفرصة للسفر لتلك البلدان وتعمقت في نواحيها فسترى ما يصدمك ويقنعك بأن من يتشدقون بحقوق الطفل هم أو من ينتهك حقوقه .
ولمن يعتقد أن الأفعال والممارسات السوداوية التي تقوم بها بعض المؤسسات في حق الأطفال هو امر جديد فهو مخطئ لأنه توجد العديد من الفظائع التي حصلت في حق الأطفال لدى الغرب وبواسطة الغرب منذ سنين طويله ومازالت مستمرة حتى الان ولكن كما هي عادة الغربين لا يحبون اظهار فضائحهم ويخبونها ويهاجمون باقي دول العالم وينتقدونهم وهم من يحتاجون الى الانتقاد والتوجيه وبالنسبة للمؤسسات الإنسانية التي تمثل الدول الغربية اغلب كوادرها فهي لا ترى القبح والسوء الذي ينتشر حولها وتركز على ما تراه في دول العالم الأخرى وخاصة الدول التي تعتبرها متخلفة مقارنة بها وعلى رأسها الدول العربية والإسلامية والادهى من ذلك أنها تلعب دورا في كل تلك الانتهاكات التي تمارس في حقك الأطفال بدعم شخصيات أو مؤسسات في هذا البلد أو ذلك .
وبما أن الإسلام مستهدف فإن الترويج لأي مقطع مشين يحوي مسلمين يكون الأكبر والأشمل بل إنهم في بعض الأحيان يضعون بعض أحقادهم على الشاشة بشكل واضح وذلك حينما يلبسون الممثلين الإباحيين ملابسا توحي للمتابع أن من يقوم بممارسة الزنا هم مسلمين أو عرب في بعض الأحيان ويضعون عنوانا يدل على ذلك وطبعا تختلف اللغة وتدل على عكس ذلك ولكن كل ما يهمهم أنهم أوصلوا الفكرة التي يريدون ورسموا في الأذهان تشويها ولو بسيطا عن من يرتدون هذه الملابس والهدف هو محاربة الدين ولست بصدد تنزيه كل المسلمين او العرب عن هذا الفعل لأن هنالك كما ذكرت بعض الأشخاص بيننا قد يتفوقون على الغرب في تخصصهم وينافسونهم في فسادهم وحريتهم التي لا حدود لها .
ومن الأمور المتعلقة بما ذكرته سابقا هم بعض أولئك المرضى من كبار السن الذين توافرت لديهم الأموال وأصبح لديهم فراغ ووقت كثير لم يفكروا في ملأه بشيء مفيد لهم ولمجتمعهم وانكبوا على البحث عن الملذات والشهوات باستعمال الأطفال والمراهقين وأغرائهم بالأموال أو استغلال حاجاتهم ومثل هؤلاء يتكاثرون في كل الدول الغنية أو الفقيرة بل إنهم وصلوا لمخيمات اللجوء في الدول التي كوتها نيران الحروب ولست أبالغ في ذلك فقد أطلعت في احد المرات على مقطع كتبه مراسل صحفي زار احد المخيمات وتحدث عن بعض المشاهد التي مرت عليه في ذلك المخيم وذكر منها استغلال الأطفال جنسيا من قبل بعض كبار السن من خارج المخيم وخاصه عند خروجهم للبحث عن عمل في الدولة المضيفة أو الدولة القريبة منها حيث يتم اختيارهم للعمل في البداية ومن ثم يفاجئون بتغير التعامل معهم وللأسف يرضخ أغلبهم لشهوات ضعفاء الأنفس وينقادون ورائهم ومن يرفض الانقياد يعذب أو يسجن في بعض الأحيان أو يترك للجوع والموت أو الضياع في تلك البلاد الغريبة .
وهنالك أيضا أمر مشابه لما ذكر ولكن المستغل للطفل هذه المرة هي عائلته أو بعض أفرادها حيث قامت العديد من العوائل بإنشاء قنوات وخاصة عبر اليوتيوب وغيرها من المنصات التفاعلية لتعرض فيها كل نواحي حياتها التي فقدت الخصوصية وتظهر للمتابع أنها الاسرة المثالية التي يتمنى أي شخص أن يعيش مثلها ويكون ذلك الأب أو تلك الأم ويتمنى الأطفال التواجد والعيش في كنفها فهي تهتم بالأبناء بشكل مبالغ فيه وكأن الأمر اشبه بالقصص الخيالية حيث يكون هذا الاب اغلب وقته مع زوجته ويخطط معها لمفاجأة أطفالهم أينما كانوا ويظهر الوالدان بالشكل الذي يدل على انهم تركوا كل التزاماتهم وتفرغوا للأبناء أشركوهم في كل تفاصيل الحياة واختيار أبسط الأمور وأدقها واصعبها وكل ذلك تمثيل من أجل الحصول على المشاهدات والمتابعات و الحقيقة معاكسه بشكل كبير ولا تمت لما نراه بأي صلة فلا يوجد شخص متفرغ لأسرته بشكل تام مهما كانت مهنته في هذه الحياة.
وقد لا يعي هؤلاء أنهم يؤثرون بشكل سلبي على العديد من العائلات التي يتابع أبنائها ما يقومون به فالأطفال بعد رؤية الاستمتاع والفرح الذي يعيشه أبناء عائلات السوشل ميديا يضغطون على ابائهم من اجل الحصول على هذه الهديه أو تلك وهم لا يدركون الإمكانيات المادية لوالدهم ويطلبون ذلك بكل براءة وعدم ادراك لوضع عائلتهم الذي قد يكون صعبا كما أن الوالدين يشعرون بالضيق و الألم بسبب عدم استطاعتهم توفير ما يريده أبنائهم .
وهنالك أيضا القنوات التي يديرها الأطفال بنفسهم تحت اشراف الأب أو الأم ويقدمون فيها بعض الأمور التي تدمر طفولتهم التي كان يجب أن تبقى بعيدة عن السوشل ميديا حتى يستمتعوا بها من دون تأثير المادة وطغيانها على تفكيرهم الذهني وان كان غرض أولياء الأمور ترك بصمة أو تغيير طريقة تفكير الأبناء حتى يكبروا وهم في أحسن حال أو تهيئتهم للأعمال منذ الصغر فهذا ظلم كبير في حق هذا الطفل وتلك الطفلة التي تستحق ان تعيش الطفولة بشكل طبيعي من دون تصوير الكاميرات والتزام المخرجين وجشع المال الذي يجب أن نسعى لإبعاده عن الأطفال الذين يستحقون كل الدلال والأمان من دون خلط الأفكار التي يحملها البالغين .
وبعد فتره تظهر الأم أو الأب وهم يناشدون المتابعين بالدعاء لابنهم أو ابنتهم الذين أصابه مرض أو عين وكثيرا ما رأينا هذا الأمر وقد خسرت العديد من العائلات أبنائهم بسبب هذه التصرفات الغير مسؤوله ولا يمكن لأي شخص أن يشكك بما يمكن تفعله العين والحسد والحقد بالناس واستحضر الحادثة التي قامت على اثرها امرأه بخطف أحد الأطفال من عائلته بسبب الاستعراضات التي كانت تراها وتسببت في مقتل الطفل الذي كانت تحبه .
هذا ما استطعت أن اجمعه من بعض الأسباب التي من زادت نسب استغلال الأطفال اسأل الله أن يحفظ أبنائها ويزيدهم قوة ويثبتهم على دينهم عند الكبر .