السبت، 8 مارس 2025

Published مارس 08, 2025 by with 0 comment

هشاشة الهدنة في غزة: تحليل للأهداف وراء استمرار القصف والنزوح

كذبة هدنة غزة

هشاشة الهدنة في غزة: تحليل للأهداف وراء استمرار القصف والنزوح 


عقب مشاهد تبادل الأسرى بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، وعودة جزئية للنازحين، ظن كثيرون أن هذه الهدنة المؤقتة قد استقرت وأصبحت أمراً واقعاً. ولكن، للأسف الشديد، تشير التقارير الواردة من الميدان إلى أن هذا التصور لا يمت لواقع غزة بصلة.

أفادت شهادات من السكان المحليين في رفح بأن هناك قصفاً عنيفاً واشتباكات في جنوب ووسط وشرقي المدينة، في تصعيد متوقع من الجانب الإسرائيلي الذي لا يزال يعيش تحت ضغط المطالبات الداخلية. هذا التصعيد يُنظر إليه كخطوة لحفظ ماء الوجه السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

1. الهدنة الهشة: العودة إلى الاشتباكات والنزوح المتجدد 

يؤكد النازحون العائدون إلى مناطقهم أن الغارات الجوية لم تتوقف، وأن الطائرات الاستطلاعية (الزنانات) لا تزال تحلق فوق الرؤوس، ولم يتوقف القنص والاشتباك باتجاه مساكن الأهالي. يعيش معظم السكان في العراء أو في بقايا المنازل التي دمرتها آلة الحرب.

هذا يشير إلى أن ما كان يُنشر ويُعرض في وسائل الإعلام عن "هدنة شاملة" قد يكون تخفيفاً للحقيقة ولا يعكس تفاصيل ما يجري على الأرض.

2. التعتيم الإعلامي وتحدي نقل الحقيقة من غزة 

بينما كانت مناظر تبادل الأسرى تحظى بتغطية إعلامية واسعة ومفصلة، لاحظ الكثيرون غياباً لحديث القنوات الإخبارية عن استمرار القصف والانتهاكات التي رافقت هذه التهدئة الهشة.

هنا يبرز التساؤل: هل هو قصور في التغطية، أم بسبب الإجراءات الإسرائيلية؟ من يستطيع تغطية صفقات التبادل وإجراء اللقاءات المطولة، هو بالتأكيد قادر على تغطية الغارات والاشتباكات.

للأسف، تم إظهار الإدارة الأمريكية السابقة (برئاسة دونالد ترامب) بصورة الشخصية القادرة على التأثير في الساحة، لكن سرعان ما صدمت التطورات أولئك المخدوعين، عندما أظهرت الإدارة دعمها الواضح للعمليات العسكرية المستمرة.

3. الأهداف الحقيقية للتهدئة المؤقتة 

لم تكن الهدنة سوى خدعة، أظهر الغزاويون حقيقتها بصمودهم. فقد استمر الوضع الصعب، وتفاقم سوءاً بإغلاق المعابر وتوقف قوافل المساعدات.

الأهداف المعلنة للتهدئة كانت تهدف على الأغلب إلى:

  • إخماد الغضب في الداخل الإسرائيلي باستعادة الرهائن.

  • إحداث أكبر ضرر ممكن في صفوف المقاومين، إرضاءً للشارع الإسرائيلي الملتهب.

أما ما عدا ذلك، فهو غير صحيح. ومن يصدق أن القوات الإسرائيلية ستلتزم باتفاق أو معاهدة في هذا السياق، فهو واهم.

4. التساؤلات الإقليمية حول تزامن الأزمات 

وكعادة الأحداث الإقليمية، يغطي بعضها على الآخر بسبب السرعة التي تحدث بها. ما يثير الاستغراب هو تزامن اندلاع أحداث جديدة في مناطق أخرى (مثل أحداث الساحل السوري) مع اللحظة التي بدأت فيها القوات الإسرائيلية بخرق الهدنة وقصف رفح وغيرها من مناطق فلسطين.

هذا يطرح تساؤلاً: هل هذه مجرد مصادفة؟ أم أنها تزامن غير بريء يهدف إلى لفت الانتباه عن منطقة يراد بها شر أكبر مما حل بها؟

نسأل الله أن يحفظ غزة وكل المناطق الفلسطينية، وأن يحمي سوريا وشعبها من كل شر ومكروه.

Read More
    email this

الخميس، 6 مارس 2025

Published مارس 06, 2025 by with 0 comment

تحليل استراتيجية الضغط الأمريكي على الشرق الأوسط وتحديات اتخاذ القرار العربي المستقل

تحليل استراتيجية الضغط الأمريكي على الشرق الأوسط وتحديات اتخاذ القرار العربي المستقل 


يواجه الموقف العربي تحديات متزايدة في ظل السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة تلك التي انتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي اتسمت بـ الابتزاز والمراوغة والتعامل مع الأوضاع الإقليمية كصفقة عقارية يجب الخروج منها بأقصى المكاسب. فقد تعاملت هذه الإدارة مع الهدنة المؤقتة في غزة كإنجاز شخصي يجب استغلاله لتبرير أي ممارسات لاحقة.

 الموقف العربي: بين الخضوع وبارقة الأمل في الرفض 

تعيش القيادات العربية في موقف حرج أمام شعوبها والمجتمع الدولي. ولكن ما لفت الانتباه مؤخراً هو وجود ردود فعل رافضة لبعض الإملاءات الأمريكية، خاصة تلك المتعلقة بتهجير الفلسطينيين أو التنازل عن الثوابت. هذا الرفض، وإن كان محدوداً، نأمل أن يتطور ليصبح ذا تأثير أكبر وأشمل، وأن يكون مقصوداً وصادقاً لخدمة القضية الفلسطينية.

لقد اعتقدت الإدارة الأمريكية أن بإمكانها تنفيذ أي أمر ترغب به دون الاهتمام بالمواثيق الدولية، متناسية أن القوة لا تدوم، وأن الأمم تمرض ولكن لا تموت، وأن إرادة الصمود في الشعوب لا تنطفئ أبداً.

 مصلحة الكيان: الثابت في السياسة الخارجية الأمريكية 

إن الميل الأمريكي للطرف الإسرائيلي ليس مستغرباً، فاللوبي المؤثر في الداخل الأمريكي يعمل بقوة. كمسلمين، لا يجب أن ننتظر أن يأتي رئيس أمريكي ليقف معنا ضد الاحتلال، لأننا نعلم أن أمن وبقاء إسرائيل هو أولوية قصوى في سياسات الولايات المتحدة والقوى الغربية التي لها مصالح كبرى في استمرار وجود هذا الكيان.

لهذا، يجب على القيادات العربية أن تفيق وتترك الخضوع، وأن تتخذ قرارات مستقلة تخدم أوطانها وأمتها، دون الاكتراث بما تقوله الدول التي تنظر إلى المنطقة كموارد يجب استغلالها وحلبها.

إن الإدارة الأمريكية أكدت أن مصلحة الطرف الإسرائيلي المغتصب فوق كل الاعتبارات، ولا يهمها إغضاب مليار مسلم، لعلمها بعدم وجود رد فعل موحد وفعال.

 الضرورة القصوى: الحاجة إلى الوحدة العربية وإعادة موازين القوى

برزت بارقة أمل من خلال الاتفاق على بعض الثوابت، مثل حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم، حقهم في المقاومة، وحقهم في الحصول على دولتهم المستقلة. هذا الرفض لتمادي القوات الإسرائيلية في الهجمات على الأراضي المجاورة قد غيّر مجرى الأحداث وخفف من حدة الاندفاع في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة.

كما أن إعادة دمج الدول التي عانت من الصراعات الداخلية في الصف العربي، وتوجيه الجهود نحو إعادة الإعمار، هي خطوة مهمة جداً ستطمئن شعوب المنطقة.

إن السياسة الأمريكية، خاصة في عهد ترامب، تعاملت مع الشرق الأوسط كصفقة عقارية. ولكن هذه الرؤية قد تكون خاطئة؛ فقد ظهرت قوى دولية جديدة تنافس الولايات المتحدة وتقف في وجهها في مجالات عدة. أما بالنسبة لأمتنا، فنحن بأمس الحاجة إلى التوحد في هذه الفترة الصعبة، والاجتماع على كلمة واحدة لنعادل موازين القوى ويُحسب لنا ألف حساب.

ندعو الله أن يوحد صفوف المسلمين، وأن يرفع الغمة عن هذه الأمة، وأن يلهمها أمر رشد.

Read More
    email this