الخميس، 24 أكتوبر 2024

Published أكتوبر 24, 2024 by with 0 comment

أزمة الصمت الدولي: نداء لتوحيد الموقف الإنساني تجاه الفظائع في غزة ولبنان

هاشتاقات عربية دموية

أزمة الصمت الدولي: نداء لتوحيد الموقف الإنساني تجاه الفظائع في غزة ولبنان 


انتشرت هاشتاجات مثل #غزة_تباد_وتحرق و #شمال_غزة_يموت_جوعًا على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، لتنقل الأوضاع الدامية والمؤلمة في غزة وجنوب لبنان. تظهر هذه المناظر أعداداً كبيرة من الشهداء والمصابين، وحجم القتل والتدمير الذي تقوم به الآلة العسكرية الإسرائيلية، بدعم عسكري ومالي من قوى دولية، وفي ظل موقف عالمي يكتفي بالتفرج دون تحريك ساكن.

 التحدي الأكبر: أزمة الموقف الرسمي العربي والدولي 

إن التحدي الأكبر الذي نواجهه اليوم هو ضعف التفاعل الرسمي تجاه هذه الأحداث. هناك حيرة وقلق شعبي واسع إزاء غياب التعبير أو التحرك الفعلي. حتى مستوى التنديد والشجب الذي كان مألوفاً، لم يعد موجوداً بالقدر الكافي.

هذا الغياب الصريح للتعبير يطرح تساؤلاً حول مدى الإحساس والغيرة على الأمة. هل هذه المشاهد المؤلمة، لضحايا أبرياء يواجهون الموت، لا تحرك مشاعر القادة والمسؤولين؟ هل يمكن للمسؤولين أن يروا حجم الأثر النفسي والجسدي على أطفال فلسطين ولبنان الذين كبروا قبل موعدهم، وتبقى قلوبهم ساكنة؟

 قصص مؤثرة: الألم الإنساني وتأثيره على الأجيال 

يتابع العالم بأسره، ومن ضمنه المؤسسات الإنسانية الغربية، الفظائع التي ترتكب في المنطقة. لقد اعترض وندد الكثير من النشطاء حول العالم بما يدور، وأرسلوا خطابات احتجاج، وسالت دموع الكثير منهم حزناً وألماً.

أما الجهات التي يُفترض أنها الأقرب لهؤلاء الضحايا، فيتطلع منها الشعب إلى موقف أكثر حزماً. يجب على الجميع إعادة ترتيب الأولويات، ودعم صمود الشعب الفلسطيني واللبناني في الدفاع عن مناطقهم، وعدم المساواة بين الضحية والجلاد.

 استعادة الوعي: الدور المطلوب من المؤسسات الدينية والإعلامية 

من الضروري تفعيل دور المؤسسات الدينية والاجتماعية في حشد الدعم الإنساني ورفع الوعي بالمصاب الجلل. كان من واجب هذه المؤسسات التذكير بـ الأخوة والمصير المشترك الذي يربطنا، واستغلال الخطاب الديني الذي يلين القلب ويشحذ الهمم.

يجب على الجميع، بما في ذلك الحكومات والمؤسسات، أن يتوقفوا عن رمي سهام اللوم على الأطراف المدافعة عن الأرض. القاتل والمدمر والمؤذي هو العدو، والدفاع عن الأرض هو حق أصيل. على من يجد في نفسه العجز أن يترك البقاع المشتعلة وأهلها لله جل وعلا وحكمته وتدبيره، وعلى القادر أن يتحرك فوراً.

Read More
    email this

الاثنين، 21 أكتوبر 2024

Published أكتوبر 21, 2024 by with 0 comment

تحليل استراتيجي: الأسباب الداخلية والخارجية لتفاقم الأزمات في العالم الإسلامي


هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ

تحليل استراتيجي: الأسباب الداخلية والخارجية لتفاقم الأزمات في العالم الإسلامي 


ليس رفضاً لقضاء الله وقدره، بل هو تساؤل مشروع يطرح نفسه بإلحاح: لماذا تُعد الدول والشعوب الإسلامية الأكثر عرضة للصراعات، والأكثر تضرراً من حيث عدد الضحايا وحجم الخراب والدمار الذي يحل بمدنها؟


من فلسطين إلى العراق والسودان، ومن ليبيا إلى أفغانستان وميانمار، تشترك هذه الدول في كونها دولاً ذات غالبية مسلمة، تؤمن بمبادئ واحدة وتواجه تحديات متشابهة.

 التساؤل الوجودي: لماذا نحن في قلب العواصف؟

ما الذي يجعل بلداننا وشعوبنا أكثر عرضة للخطر من غيرها؟ سؤال تتعدد إجاباته، ويمكن وضع اليد على جرحين رئيسيين يثقلان جسد الأمة:

  • كثرة الأرواح المزهقة وكثرة الخراب الذي يحل بالمدن.

  • الاستغلال الواضح لمواردها وتصاعد المؤامرات التي لا تستهدف الأشخاص فقط، بل تسعى لضرب ثوابت الهوية.

 العوامل الخارجية: التنافس الجيوسياسي وتأثير القوى العالمية 

الإجابة تبدأ بالصراع المستمر الذي يواجهه أتباع الدين الحق. لطالما كان الإسلام هدفاً لأعدائه منذ البداية. في عصرنا الحديث، يتركز التحدي في:

  • التحدي الأمني والإقليمي: تصاعد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وارتفاع وتيرة العنف الذي يمارس على أساس الهوية، بدعم من قوى غربية ترى في أمن إسرائيل أولوية قصوى.

  • التنافس على النفوذ: ظهرت قوى إقليمية جديدة تسعى للتوسع في النفوذ الجيوسياسي (كإيران)، مغلفة أهدافها بتوجهات تبدو إسلامية في ظاهرها. هذا التنافس الطائفي أضعف من استقرار الدول وساهم في تأجيج الصراعات الداخلية.

  • التبعية للغرب: الدعم السياسي والمالي غير المحدود من القوى الغربية، التي تديرها ضغوطات نافذة ومصالح مزدوجة، مما يضع الدول الإسلامية تحت ضغط مستمر.

 الأسباب الداخلية: التشرذم وضعف القرار المستقل

من أهم الأسباب التي جعلت الدول الإسلامية هدفاً سهلاً هو ضعفنا الداخلي:

  • التشرذم والانقسام: تفرقنا إلى جماعات وأحزاب وتيارات، ينشغل بعضها بقتال بعض وتكفير بعض، متناسين أنهم إخوة في الدين والملة. هذا التشرذم سهل على الأعداء اختصار الوقت والجهد للسيطرة على الأراضي الإستراتيجية.

  • اختراق القرار السيادي: التلاعب ببعض الشخصيات النافذة والقيادات السياسية، ودفعهم لتولي زمام الأمور أو إدارتهم وتوجيههم وفق أجندات خارجية، مما يضعف القرار الوطني المستقل.

  • الخلافات المدمرة: التبرؤ من الأخ المخالف في الرأي والتحالف ضده. ونجد مثالاً واضحاً في الصراع الفلسطيني الداخلي بين حركتي فتح وحماس، الذي أضعف الموقف الفلسطيني الموحد.

 الفرصة الأخيرة: دور الشعوب في التغيير الإيجابي 

هناك ظاهرة سلبية تحتاج إلى معالجة، وهي السلبية الكبيرة لدى الشعوب العربية، التي تظهر ضعفاً وخوفاً على أرض الواقع، رغم غضبها عبر المنصات الاجتماعية.

في الوقت الذي تخرج فيه الشعوب الغربية لتعبر عن رأيها بثبات، نجد أن السلبية المفرطة في مجتمعاتنا هي ما يبقي الوضع على ما هو عليه. يجب أن يدرك الجميع أن القمع والتضييق لا يمكن أن يستمرا حين يظهر الشعب بأكمله ويقف وقفة واعية ومسؤولة، تعترض وتطالب بالحقوق دون تخريب لمقدرات الوطن.

كما قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:

هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ

يجب علينا استلهام مبادئ ديننا التي أرست قواعد حرية الرأي والتعبير، والتحرك نحو التغيير الإيجابي.

Read More
    email this