السبت، 11 مارس 2023

Published مارس 11, 2023 by with 0 comment

لغتك هويتك اعتز بها ودافع عنها

 

لغتك هويتك اعتز بها ودافع عنها

لغتك هويتك اعتز بها ودافع عنها 


لفت انتباهي هذا المقطع الذي جمع مذيعه احد البرامج مع فتاه في سن الدراسة حيث أصرت الأخيره على التحدث باللغة الانجليزية ولكن المذيعه اصرت على أن تتحدث باللغة الأم وهي اللغة الأسبانية وبعد أن اشتد اصرار الفتاة أشتدت لهجة المذيعه وارتفع صوتها وأصبح اسلوبها في الكلام أكثر قوة وحمل بعض كلمات التهديد المخلوط بدعوى الاعتزاز باللغة وفي النهاية رضخت الفتاة لطلب المذيعه واعتذرت منها أو وافقت على رايها وردت عليها باللغة الأسبانية .


بغض النظر على الطريقة والأسلوب التشدد الكبير من المذيعه مع الفتاه إلا أنها تشكر على هذا الاعتزاز الكبير بلغتها واصرارها على ان تكون هي لغة الحوار في البرنامج وهذا أمر يجب أن يقوم به كل شخص يحب لغته ودينه فلغة البلد تعتبر عنوانا له وكثيره هي  الشعوب التي  تقيس ولائها وحبها لوطنها باللغة التي يتحدثون بها ودائما ما تركز العديد من الدول كألمانيا على الحديث باللغة الأم وحتى القادمين الى بلادها كالمغتربين واللاجئين والباحثين عن فرص العمل يجبروا على دخول معاهد من أجل تعلم اللغة لأنها ستكون لغة الخطاب الأولى لهم طول فترة اقامتهم أو ان ارادوا الحصول على جواز البلد أو الامتيازات التي تعطيها الدولة لهم . 


وطبعا في البلاد العربية التي خص الله شعوبها بأفضل وأسمى لغة وهي اللغة العربية لغة القرأن أصبح ابنائها هم من يقومون بطمس هويتها وتشويه صورتها إما بتركها نهائيا او اضافة كلمات اجنبية على أغلبها ولم نعد نسمع اللغة العربية الفصحى الجميله الا في بعض البرامج ونشرات الاخبار في وقتنا الحالي بعكس السنوات الطويلة الماضية التي كانت هنالك برامج لا تعد ولا تحصى تعتني باللغة وتهتم بها وتدخل في تفاصيلها وأزمنتها وضمائرها وكان الناس يحضرون دروس مجانية عبر التلفاز والمذياع مختصه باللغة العربية الجميلة .


وكذلك الأمر في المدراس والمعاهد التي كانت اللغة العربية هي السائده فيها بل ان في بعض مراحل الدراسه كانت اللغة العربيه والحديث بها يفرضان فرضا على الطلاب حتى يتعودوا على أن تكون هي اللغة الأولى في التخاطب بينهم واتذكر تلك الأيام التي كنا نعود الى بيوتنا ونتحدث بالفصحى مع والدينا او في مجالسنا وتجمعاتنا وكانت فرحتنا بهذا التغيير لا توصف وفي اليوم التالي نتفاخر أمام معلمنا بأننا تحدثنا طوال اليوم بالفصحى من دون أن نأتي بأي كلمة عامية وكانت المراقبه الذاتيه حينها عالية جدا فماذا اختلف الأن؟ولماذا لا تعود مثل هذه النشاطات في المدراس بتخصيص يوم كامل أو أكثر في كل اسبوع للافتخار باللغة والحديث بها دون غيرها من اي لغة أو لهجه محليه ويبدأ بذلك المعلمين لكي يقتدي بهم الطلاب ويتم اخبار الطلاب بضروره نشر الحديث بالعربية الفصحى في اليوم المخصص لها خارج المدرسه وفي اي تعامل مع الاهل والاصدقاء أو شخص اخر . 


لماذا لم تعد اللغة العربية مقدرة في المدراس والجامعات والمعاهد ؟ لماذا اصبح الابناء من عدة سنوات ماضية لا يفقهون الكلمات العربية البسيطة ولا يستطيعون أن يصيغوا موضوعا بسيطا عن أي أمر من أمور الحياة الا بمساعده من هنا وهناك ؟ ولماذا أصبحت اللغة العربية لا يمكن أن تظهر لنا من دون اضافة كلمات اجنبية ؟ وهل هذه الاضافات تعتبر من التقدم أم انها تخلف وتأخر ؟ وما علاقة اللغة الاجنبية الدخيله باللغة العربية الأصيله وهل هذا التداخل والمزج يقوي اللغة القوية ؟  لماذا أصبحت اللغة العربية غريبه في بلادها وبين أهلها ؟ لماذا بتنا نسمع اللغة الجميلة السليمة من غير ابنائها ومن ولدوا وشبوا على لغات وثقافات مختلفه ؟ هذا أمر أخر يحتاج الى وقفه وتفصيل لأنه خطير جدا ومحزن في نفس الوقت . 


الأجانب الذي تعلموا اللغة ابهرونا بإتقانهم الحديث باللغة العربية  بل إن الكثيرين منهم درسوا اللغة العربية وعرفوا تاريخها وخبايها واسرارها وطبعا لم يجدوا كتابا أفضل من القران الكريم لاستقاء اللغة منه وأخذها من منبعها الصافي المليئ بالمعاني والكلمات التي تستحق التمعن والخوض في بحورها فدرسوا القران وحفظوه ايضا وشرحت صدور الكثيرين منهم للاسلام بمجرد سماعهم بعض الايات باللغة العربية التي فيها اعجاز رباني كبير وخاصة في حديث غير الناطقين بها وتعلمهم لها عن طريق القران وهنالك سؤال تداوله الكثيرين من المهتمين باللغة العربية وهو ألا نستحي من أنفسنا ونحن نرى غير ابناء اللغة هم من يهتمون بها ويدافعون عنها ويسعون الى نشرها ؟ ولماذا يؤثر الأجانب علينا لغويا في بلادنا من دون أن نؤثر عليهم وهم بين ظهرانينا ؟ 


ومما يعطينا أملا في استمرار الحفاظ على اللغة في زمن السوشل ميديا هو تلك البرامج التي خرجت من فتره بلغة عربيه فصحى سليمه رائعه سواء كانت ترفيهه او وثائقيه أو تاريخيه وقام أصحاب تلك البرامج والقنوات بدور رائع من قصد أو من دون قصد بدعم اللغة والتأثير على غيرهم من أصحاب القنوات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي واصبحت العربية الفصحى هي السائده والأكثر انتشارا في مواقع التواصل الاجتماعي بجانب اللهجات الأخرى ونرجو أن تكون العربية على الواقع كما هي في العالم الافتراضي وأكثر.


وهنا استحضر فيديو رائع للأمير السعودي خالد الفيصل وهو يتحدث عن اللغة في موقف حدث له وتعليقه بعد سماعه مقابله لمرأه في لقاء تلفزيوني تقوم بمزج اللغة العربية بالإنجليزية .





لغتنا مصدر فخر واعتزاز يجب أن نحفظها ونحافظ عليها وأن لا نتركها مهمله تتقاذفها رياح اللغات الأخرى الدخلية علينا .

Read More
    email this

الأربعاء، 8 مارس 2023

Published مارس 08, 2023 by with 0 comment

بين جيل الصحوة وجيل الانفتاح

بين جيل الصحوة وجيل الانفتاح 



الأيام وتقلباتها وما تحويه من أحداث و مواقف وخبايا واسرار أمور عاشها من كتب له أن يعيشها ولابد أن يذوق مشاعرها المختلفة من وجع وفرح وانكسار و نصر من سيكتب له طول العمر في هذه الدنيا .



وقد مرت على أمتنا  فتره مهمه اتسمت بازدياد الغيرة على الدين واتقاد المشاعر والاحاسيس ووجود حساسيه مفرطه عند جميع شباب المسلمين الذين كان البعض منهم غير مكتفي بما يسمعه من المشايخ من توجيهات ونصائح تركز على العبادات والطاعات وتحض على التكاتف وعدم التشتت والتشرذم والسعي للوحدة بين الاشقاء بالإضافة الى العلوم الشرعية وكل جوانب الدين الحنيف بل كانوا بسبب التحفيز الداخلي والجو الإيماني العالي حينها يشعرون بأن عليهم القيام بأمور أخرى غير العبادات والأمور التي كان اغلب الدعاة والشيوخ يدعون لها وظهرت لنا حينها ظاهره المشايخ الشباب الذين أطلق عليهم لاحقا مشايخ الصحوة الذين كانوا  يمثلون الهوية الإسلامية الغير تقليدية التي تختلف عما اعتاد عليه الناس عند تلقي العلوم والدروس الشرعية وساعدت الحالة السائدة التي ذكرناها سابقا على تقبل الطريقة الجديدة في الدعوة بسرعه كبيره والتأثر بما جاء به من انتهجوا هذا النهج الجديد.


الصحوة كانت تتسم وتتميز بالأسلوب الجذاب الذي تميز به مشايخها وطلاب العلم الذين تشكلت منهم واستطاع هؤلاء من الوصول الى شريحه الشباب التي كان يستهدفونهم بكل سهوله وسلاسة وانتشر المؤيدين لهم وكانت الأمور تسير بشكل رائع لأن الدعوة في البداية كانت شبابيه ولا توجد فيها أي مخالفات او أي تجاوزات تستحق الذكر وكانت تستمد قوتها وعلومها من اصل الدين نفسه و من مراجعه ومشايخه وكانت تهدف الى ايقاظ الناس من غفلتهم  ومالبثت أن حادت هذه الدعوة عن الطريق القويم وتصادم دعاتها مع العلماء الربانيين الذين كانوا يقودون الأمة ويوجهونها ويسعون دائما الى نبذ الفرقة وتوحيد الصفوف ومما يثير الدهشة أن اغلب مشايخ او طلاب علم الصحوة كانوا تلامذة عند العلماء   نهلوا من منبعهم الصافي بحضور دروسهم والجلوس معهم وحاول العلماء ثنيهم عما يقومون به ولكن دون جدوى بل ازدادت شوكة علماء الصحوة وكانت كل الأجواء مواتية لهم .


كانت للصحوة وادواتها وعلمائها أفكار مختلفة جدا عن تلك التي كانت سائدة حينها وكانت افعالهم وتصرفاتهم تتسم بالغرابة والطرافة في نفس الوقت وكان غلافها الخارجي إسلاميا بحتا لا تشوبه شائبه ولكن الطريقة التي يقدمون فيها تلك الأفكار كانت هي المشكلة لأنهم استخدموا وسائل الاعلام التي كانت منتشرة حينها بطريقة كبيرة وفعاله ساهمت في انتشارهم ومن أهم تلك الوسائل التي استخدمت الأشرطة التسجيلية او ما يسمى بالكاسيتات والكتيبات والنشرات والمطبوعات بكل أشكالها بالإضافة الى المنتديات والمواقع الإلكترونية التي كانت في بداية انتشارها واستخدم هؤلاء أسلوب التخويف والترهيب خاصة بذكر الاهوال والعذاب الذي سيلقاه العصاة يوم القيامة وزرعوا في عقول جيل كامل أمر واحد وربطوا الدين بالعذاب وكأنه ليس هنالك جزاء الا النار وكان الغرض ابعاد الناس عن ارتكاب الذنوب وتحبيبهم في الطاعات وخلق حالة ايمانيه مرتبطة  بمعتقدهم والأفكار التي بنيت عليها الصحوة وهذا أمر يشكرون على بعضه لأنه قد يكون اجتهاد منهم لدعوة الناس ولكن كيف لهم أن ينسوا أو يتجاهلوا أن دين الإسلام جاء  بالترغيب والترهيب والمولى عزو جل ذكر في قرانه آيات الرحمة والبشرى مقابل آيات العذاب والتنفير لمعرفته سبحانه بالنفس البشرية التي تضبط بتلك الطريقة دون غيرها .


وكان للأشرطة الإسلامية أثر كبير جدا  وانتشرت بشكل وفي محلات التسجيلات الإسلامية التي ازدهرت في تلك الفترة ونشرت العديد من تلك المواد في محلاتها ولاقت رواجا واقبالا بسبب الجو الايماني السائد حينها ولم يخلو بيت من تلك الشرائط التي  كانت تبث في النفوس العزة بالدين وحب الأخوة والسعي لخيرهم ويسوق الدعاة فيها القصص والعبر ويستخدمون المؤثرات الصوتية التي تعطي المستمع ما يستحقه وتجعله جاهزا لأي شيء يطلب منه . 


وكان كل ما تم ذكره مليئا بالتوجيه الى النفير والخروج الى الجهاد في سبيل الله بطريقة تدغدغ الفكر وتداعب المشاعروتلهبها  بل انها تسوقها سوقا الى مخالفة الجماعة وتأييد هذا الفكر فقط دون غيره ولم يكتفوا بذلك بل نصبوا المنصات في الاحياء او المناسبات وارتقوا عليها وتحدثوا ووجهوا ودعوا ورحبوا بالتائبين والعائدين الى الله وقد تستغرب من قولي ! ولك كل الحق في التعجب لأن علماء وطلاب علم الصحوة كانوا يعتبرون الكثير من الممارسات النشاطات الدنيوية  مخالفة وملهيه عن الحق وأن من يمارسها مرتد أو عاصي مرتكب كبيره من الكبائر ويجب أن يتوب منها .



ومن الأمور التي حرمها هؤلاء حينها الألعاب الالكترونية والألعاب الورقية وكثيرا ما استضافوا على منصاتهم واجتماعاتهم التائبين من تلك الألعاب وفرحوا بهم وقدموهم بشكلهم وفكرهم الجديد وهنالك العديد والعديد من الممارسات التي كان تقام في فترة الصحوة وكان اشدها واقواها  هو  الانتقاد والهجوم على حكومات الدول والطعن في المشايخ الربانيين الذين يحملون لواء الدعوة الى الله ونشر العلم الشرعي الحق وايدتهم الفرق والجماعات التي تختلف مع تلك الحكومات والمشايخ وتصدرهم المشهد في اي حدث يعصف بالأمة التحريض والتشجيع على القيام بردود أفعال عشوائية خارج تعاليم الدين الذي يدعو إلى طاعة ولي الأمر. 

وعلى الرغم من المأخذ والملاحظات الكثيرة التي كانت على فترة الصحوة إلا أنها ساهمت في نشر الوعي الديني الجميل وجعلت اقبال الشباب على العلوم الشرعية أكبر حتى وإن خالطت تلك العلوم أفكار لا تجوز وازداد حفاظ القران وخرج جيل صلب و مخالف ومتمرد على كل شيء عنده اقدام على خوض التجارب عقلانية كانت أم مجنونه  ولديه القدرة على التحدث والتعبير من دون خوف او خجل وكانت الأوقات تملئ بالأمور والممارسات المفيدة  من دروس وعلوم شرعية وأنشطة تقوي الجسد والفكر واختلف التفكير لدى هؤلاء وأثروا كثيرا في مدارسهم واصدقائهم وكل من حولهم ولعبت المواقع الالكترونية دورا مهما في انتشارهم  .

ولكن بعد ذهاب ذلك الجيل وهدؤء الأجواء الإيمانيه  التي كانت تغطي المنطقة بغض النظر عن التشدد الذي كان يغلفه  بسبب الطريقة الخاطئة التي انتهجها مشايخه والأفكار المتشددة التي كان يسعون لترويجها في المجتمعات والتي ساقت الكثيرين إلى أماكن لم يكونوا يتمنون أن يكونوا فيها وأصابت قلوب الألاف من الأباء والأمهات في مقتل وفجعتهم بفقدان أحد أبنائهم الذين غرر بهم وساروا خلف تلك العبارات الرنانة التي أطلقت وأجبر ذلك السلطات على التدخل لكبح جماح الصحوة واتباعها ولم يتم ذلك الا بضرب الرموز والاسماء الكبيرة التي تم استغلالها من قبل أطراف خارجية خفيه لتحقيق  بعض الأجندات ومن ثم جاء عصر الانفتاح ووصل التقليد الأعمى للغرب الى أعلى مراحله واتسعت الهوه بين الأبناء والدين وأصبحت العلوم الأخرى هي المقدمة على كل شيء وتراجعت الأخلاق والخصال الحميدة وترك المجال للتصرفات الغير لائقة وانسلخ أبناء الملة والدين من جلدتهم .


وخرج لنا جيل هش لين محتار لا يعرف ما الذي ينفعه ولا الذي يضره المادة هي من تحكمه وتؤثر عليه لا يحفظ ايه ولا حديث وان حفظ فإن تفسيره سيكون على هواه وانتشرت فيه سلوكيات وأمور لم نكن نتوقع في يوم ان نراها في بلاد المسلمين لأنها ليست من ديننا ولا من ثوبنا ولا عاداتنا بل ان الجيل الذي كان مميزا وظهر منه العديد من المميزين والمبدعين تأثر بما جاء في هذا الجيل من أفكار وقيم سلبية وانجرف في التيار الجديد الذي ضرب كل مكان وبارك الكثيرين من أبنائه الجيل السابق ما رأوه من أمور يندى لها الجبين وشجعوا عليها .

وحتى نكون منصفين لهذا الجيل لن ننكر وجود مجموعه كبيره من الشباب المميزين الذين في العديد من المجالات والاهتمامات ولكن تلك الميزة ناقصه لأنها مشوبة بالانفتاح بشكل كبير ولم تعد للأسف هنالك خطوط حمراء فالاختلاط زاد والعلاقات المحرمة أصبحت ظاهره للعيان وقل الحياء عند الفتيات والفتيان ولم يعد هنالك خوف من الله وضعف الوازع الديني وانعدم عند البعض وازاد الانحراف بشكل واضح . 


نعم ازداد الانحراف وقلة الهيبة والوقار عند الوالدين والمعلمين وحتى الدولة التي تحمي شعبها بأجهزتها ومؤسساتها لم تعد كما بعكس ما كانت عليه عند مواجهتها الصحوة وأصبحت مجتمعاتنا  صورة مطابقة للمجتمعات الغربية وكذلك الفكر والتوجه ولم نعد نتميز عنهم في  شيء بل تفوقنا عليهم في التفاهات وكما قال الشاعر (( حنا امة تافهة بين ميزان القوى ولكنها في فنون التفاهة ماهرة )) ولست هنا لجلد الذات ورمي اللوم والعتاب يمنه ويسره ولا يعني ما ذكرناه ان الكل قد تحول ولم يبقى هنالك غيارى ومحبين للحق بل على العكس بقى الكثيرين ولكن كما يقال في المثل " الماء غالب على الطحين " نسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يكتب الخير لأمتنا ويخرجها من هذا النفق المظلم وأن تعود الصحوة الصحيحة بعيدا عن كل تلك الإشكاليات التي كانت عليها سابقا . 
Read More
    email this

الثلاثاء، 7 مارس 2023

Published مارس 07, 2023 by with 0 comment

أنا «أستهبِل» إذاً أنا مشهور

 

أنا «أستهبِل» إذاً أنا مشهور


















كتبت الدكتورة الرائعه بروين حبيب مقالا في جريدة الإمارات اليوم حمل العنوان المذكور أعلاه وكان محور المقال عن الأمر الذي حاربته منذ انطلاقته ومازلت من مؤيدي ومحبي كل من يتطرق اليه ويدعو إلى ضبط والقضاء عليه في نفس الوقت. 



لقد سددت الدكتورة ضربات قوية لمن يهمهم الأمر و المعنيين بما في هذه المقاله لعل إحدى تسديداتها توقظ الأذهان والعقول التي غابت عن أصحابها في وهم الشهرة التي تمكنت من مجتمعاتنا وأثرت على شبابنا ومراهقينا وحتى الراشدين منا واترككم مع المقالة الآن وأرجو  التمعن في كلماتها ومعانيها. 


أنا «أستهبِل» إذاً أنا مشهور

«مواقع التواصل نجحت في تحويل التافهين إلى رموز، صار يمكن لأية جميلة بلهاء أو وسيم فارغ، أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين» حتى هذه الخلاصة التي ذكرها آلان دونو في كتابه «نظام التفاهة» تكاد تصبح من الماضي. يكفي أن يهزّ شخص كرشه المترهلة، أو يمشي مشية سخيفة يكررها في كل فيديو ينزله، حتى تتابعه مئات الآلاف وتستضيفه القنوات ويصبح مؤثراً.


وحتى لا نذهب بعيداً في تفسير هذه الظاهرة جوابها بسيط: فتّش عن المال. فحين تنتشر هذه المقاطع تحصد مشاهدات الفضوليين ومدمني وسائل التواصل وعاشقي إضاعة الوقت، فيجني صاحب المقاطع مبالغ مالية ويغفل الجميع عن الشركات المالكة للمنصات التي تجني الملايين من وراء الإعلانات. هي دورة مالية من أسباب استمرارها تفشي هذا المحتوى الهابط.


التفاهة التي تحاصرنا هي جزء من ثقافة الاستهلاك، يسهم فيها المشاهير - بدون قصد وأحياناً كثيرة بقصد - فهي مصدر دخل لهم. هل نحن في عالم طبيعي حين ننشغل بسعر ساعة فلان وثمن حذاء فلانة؟ والمؤسف أن سهولة نشر الفيديوهات على وسائل التواصل جعلت كل من يملك جوّالاً كاتب سيناريو ومخرجاً. رجال عاديون بكل ثقل الدم الموجود على الكرة الأرضية «يستهبلون» وربّات بيوت ينافسن بناتهن في الرقص على «تيك توك»، قيل إن صامويل كورت حين اخترع المسدس قال: «من الآن فصاعداً يستوي الجبان مع الشجاع»، وقد حوّر أحدهم الجملة فقال: «بعد اختراع الفيس بوك وأخواته: من الآن فصاعداً يستوي العالم والجاهل». أما «التيك توك والسناب شات» فذهبتْ أبعد من ذلك إذ يحق لمخترعها أن يقول: الآن يتفوق التافه على لقمان الحكيم.


الغريب أن هذه التفاهة أصبحت مصدراً نحتكم إليه، فمن فترة قريبة غنت فنانة شهيرة كلاماً عادياً نسبته لمحمود درويش، وحين اعترضت مؤسسة محمود درويش على هذا الانتحال، كان ردّ الفنانة عبر محاميها بأن كلام الأغنية «ثابت على المواقع الإلكترونية العديدة» منسوباً لدرويش، هكذا دون الرجوع حتى لدواوينه أو العارفين بشعره.


حبذا لو نطلق في بلداننا العربية حملة مشابهة للحملة التي أطلقها ناشطون غربيون تحت عنوان: «توقفوا عن جعل الأغبياء مشاهير» علّها تكبح قليلاً هذا الاندفاع المخيف نحو كل ما هو سخيف ومضر بالصحة العقلية.


إنه «نظام التفاهة» الذي جرّتنا إليه وسائل التواصل الاجتماعي التي قال عنها يوماً أمبرتو إيكو بأنها «تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط.. وكان يتم إسكاتهم فوراً. أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل. إنه غزو البلهاء».


Read More
    email this