الأربعاء، 24 يوليو 2024

Published يوليو 24, 2024 by with 0 comment

اليمن والتصعيد الإقليمي: تحليل تداعيات هجمات الحوثيين الأخيرة على إسرائيل وتأثيرها على المشهد السياسي

 

اليمن والتصادم المباشر مع الصهاينةالكلمة 

 اليمن والتصعيد الإقليمي: تحليل تداعيات هجمات الحوثيين الأخيرة على إسرائيل وتأثيرها على المشهد السياسي


تشهد المنطقة تصعيداً متواصلاً، كان آخره الهجوم الذي تبناه الحوثيون واستهدف منطقة تل أبيب بطائرة مسيرة. هذا الهجوم، وما تبعه من رد استهدف ميناء الحديدة، يشكل نقطة تحول جديدة في مسار الصراع الإقليمي. هذه السلسلة من الأحداث تضع هجمات الحوثيين على إسرائيل في صميم التحليل الجيوسياسي للمنطقة.


 الحوثيون في معادلة الصراع الإقليمي

يأتي التصعيد الحوثي ضمن سلسلة من التحركات التي قامت بها فصائل تابعة لـ"محور المقاومة"، بما في ذلك عمليات سابقة نفذها حزب الله وفصائل عراقية. هذه الهجمات تعكس استراتيجية متبعة في المنطقة تهدف إلى خلق جبهات ضغط متعددة.

 تأثير التحركات على الوضع الداخلي اليمني

التصعيد الخارجي للحوثيين يتم في ظل ظروف داخلية يمنية صعبة، حيث يعاني جزء كبير من الشعب من أوضاع اقتصادية وإنسانية متفاقمة، بينما يشهد الجزء الجنوبي من اليمن تحركات سريعة نحو الانفصال. وتأتي هذه التحركات، التي تبررها الفصائل بـ"نصرة شعب فلسطين"، في سياق يمني داخلي مضطرب.

 التصعيد وطوق النجاة السياسي لنتنياهو

(تحليل تأثير الهجمات على المشهد الإسرائيلي)

ينظر بعض المحللين إلى التصعيد الخارجي على أنه قد يكون بمثابة طوق نجاة سياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ففي ظل تصاعد الضغط الداخلي والدعوات إلى الاستقالة بسبب عدم تحقيق أهداف الحرب أو إعادة الأسرى، قد تعمل هذه الهجمات على:

  1. توحيد الصف: توجيه أنظار الشارع الإسرائيلي إلى "الخطر الخارجي" القادم من الحدود بدلاً من التركيز على الأداء الحكومي.

  2. تشتيت الجبهات: زيادة عدد الجبهات المفتوحة (لبنان، العراق، اليمن) مما يتسبب في إرباك الحسابات الدفاعية والاستخباراتية.

ومع ذلك، يرى منظور آخر أن هذه العمليات قد تسرّع من إنهاء تواجد نتنياهو على رأس الحكومة، حيث أن عدم قدرة المدن والمستوطنات على تأمين نفسها من القذائف يُحمل بالأساس على عاتق القيادة.

 تقاطع الأزمات الداخلية والضغوط الخارجية

(مقارنة الوضع الداخلي للطرفين)

يبدو أن كل من الحوثيين والكيان الصهيوني يعانيان من ضغوط داخلية وخارجية متزامنة. فكلاهما يواجه تحديات داخلية صعبة ومساءلة من الداعمين، بالإضافة إلى ضغط المجتمع الدولي الذي يسعى لضبط مسار المنطقة. وتظهر انعكاسات هذا الضغط في توجيه اللوم وتحميل المسؤولية لأطراف خارجية.

 عواقب توسع دائرة الصراع

تشير التقديرات إلى أن مغامرة توسيع الصراع من قبل الحوثيين قد تتسبب بمزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية للشعب اليمني. ورغم الشجاعة المعروفة لليمنيين، إلا أن التعدي على أطراف أخرى يوجب الرد العسكري، مما يضاعف المعاناة الإنسانية.


إن التطورات الجارية تؤكد على ضرورة العودة إلى التحليل الموضوعي والابتعاد عن التبعية العاطفية أو المصلحية. ففي نهاية المطاف، جميع الأطراف المتصارعة تضم بشراً تتأثر بهم الأوضاع. التحدي هو في كيفية توجيه الجهود نحو إنهاء التصعيد والوصول إلى حلول تضمن الاستقرار الإقليمي وتضع حداً للمأساة الإنسانية المتفاقمة في غزة واليمن على حد سواء.

Read More
    email this