الاثنين، 27 مايو 2024

Published مايو 27, 2024 by with 1 comment

"يا غريب كن أديب": تحليل مسؤولية المقيم واللاجئ في الدول المضيفة وتحديات الاندماج الاجتماعي

 

رسالة إلى كل لاجئ و مقيم في بلد غير بلده: (( يا غريب كن أديب))

 "يا غريب كن أديب": تحليل مسؤولية المقيم واللاجئ في الدول المضيفة وتحديات الاندماج الاجتماعي


في ظل استمرار الصراعات والحروب، خاصة في السودان، اضطر الآلاف من المواطنين للهرب واللجوء إلى دول الجوار والدول العربية مثل مصر والإمارات. هذه الدول رحبت بالنازحين وقدمت لهم التسهيلات اللازمة. هذا الواقع يفرض مناقشة هادئة وموضوعية حول مسؤولية المقيم واللاجئ في الدول المضيفة، وأهمية الالتزام بقواعد السلوك والآداب العامة، وهو ما يُلخص غالباً في المقولة الشهيرة: "يا غريب كن أديب".


 مصر والإمارات: الترحيب السخي وتحديات الاندماج


قدمت دول مثل مصر، والتي لم تبخل بالدعم على مر السنين، حضناً دافئاً للاجئين السودانيين، مسهلةً لهم الدخول والانصهار في المجتمع. وكذلك فعلت دولة الإمارات التي قدمت تسهيلات كبيرة للإقامة المؤقتة.

 تصرفات فردية تخالف القانون

على الرغم من هذا الترحيب، فقد ظهرت على منصات التواصل الاجتماعي بعض الملاحظات من مواطنين في الدول المضيفة حول تصرفات فردية غير مقبولة من قبل بعض اللاجئين. هذه الممارسات تشمل سلوكيات مخالفة للقانون كالمشاجرات أو بعض الأفعال التي تزعج المجتمع المحلي.

  • الخطر في التعميم: من الضروري التأكيد على أن هذه التصرفات، إن صحت، هي حالات فردية لا تمثل الشعب السوداني الشقيق، المعروف بأخلاقه الرفيعة واحترامه الكبير. التعميم في مثل هذه الأمور قد يؤدي إلى شقاق اجتماعي غير مرغوب فيه.

  • تجاهل القوانين: الاعتقاد بأن دفع المال للإقامة يمنح المقيم الحق في تجاوز القوانين والأنظمة هو اعتقاد خاطئ جملة وتفصيلاً. الالتزام بالنظام هو الأساس لضمان الأمن والسلامة للجميع.

 أهمية الالتزام القانوني والسلوكي للمغترب


إن ظاهرة سوء السلوك من قبل بعض المقيمين أو اللاجئين ليست مقتصرة على منطقة محددة أو جنسية واحدة. التقارير في أوروبا، على سبيل المثال، أشارت إلى مشاكل مماثلة تورط فيها بعض اللاجئين السوريين وغيرهم، مما استدعى تدخل السلطات القانونية.

 مسؤولية المغترب في بيئة اللجوء

  1. القانون فوق كل شيء: يجب على كل مقيم، ضيفاً كان أم لاجئاً أم باحثاً عن عمل، أن يحترم القوانين المحلية وأنظمتها، وأن يتعامل مع الجهات الأمنية والمدنية بأقصى درجات الاحترام. الصدام مع سلطات إنفاذ القانون هو تصرف غير مسموح به في أي دولة منظمة.

  2. تحديات الغربة: لا يمكن إنكار أن الغربة تحمل صعاباً نفسية ومالية تجعلها ثقيلة على النفس. ولولا الضرورة، لما هجر الأغلبية بلدانهم. لكن هذه الظروف لا تُبرر الخروج عن القواعد السلوكية العامة أو الإخلال بالأمن.

 الخاتمة (دعوة للاندماج الواعي)

في الختام، إن الحكمة تقتضي أن يعمل الجميع، الدول المضيفة والمقيمون واللاجئون، على ترسيخ مفاهيم الاندماج الواعي. على الدول المضيفة أن تستمر في تقديم الدعم والسماح بالفرص، وعلى المقيم أن يستحضر مبدأ "يا غريب كن أديب"، ليصبح عنصراً فاعلاً وإيجابياً يساهم في نماء المجتمع الذي احتضنه. ففي النهاية، الأرزاق مقسمة، والضرورة زائلة، والأثر الطيب هو ما يبقى.

Read More
    email this