الأربعاء، 9 أبريل 2025

Published أبريل 09, 2025 by with 0 comment

أزمة الوعي والضمير: ما هو واجبنا الإنساني والأخلاقي تجاه صمود غزة؟

 

أزمة الوعي والضمير: ما هو واجبنا الإنساني والأخلاقي تجاه صمود غزة؟ 

هل يمكن لقلوبنا وعقولنا أن تبقى سليمة ونحن نشهد الدمار واسع النطاق الذي تتعرض له غزة؟ نشهد استهدافاً لكل نواحي الحياة، ومع ذلك، لم نرَ التحرك الجماعي المطلوب، ولم تُعقد القمم الطارئة التي تعبر عن حجم المأساة.

هذا الأمر يدعو للتساؤل: هل تبقى فينا شيء من إحساس القلب، وشيء من إدراك العقل؟

أصبح ما يجري في محيطنا يدعو إلى الحيرة، فالكل يعيش حياته بتفاصيلها اليومية وكأنه في غيبوبة، رغم أن أصوات القصف ودمار المباني لا تخفى على أحد.

1. وهم العجز: الإرث النضالي للأمة يرفض الاستسلام 

يأتي البعض، بدافع الشعور بالعجز، ليسأل: "ما الذي نستطيع فعله؟" وكأن هذا السؤال أصبح عنواناً لمرحلة الضعف التي تمر بها الأمة.

ولمن يبحث عن جواب، نقول: افعلوا ما فعله رجال أمتنا الذين سبقونا. لقد عاشوا مرارة الضعف والانكسار، فصبروا ودعموا واستنهضوا الهمم ولم يتركوا إخوانهم وحدهم. استمروا في محاولاتهم حتى نفضت الأمة عنها غبار الخزي والوهن.

هناك الكثير الذي يمكن فعله: من الدعم الإغاثي والإنساني إلى التحرك الدبلوماسي والإعلامي الفعال. إن العجز ليس قدراً، بل هو قرار يمكننا التراجع عنه.

2. التحدي الأعظم: ما سر هذا الوهن في مواجهة المخططات؟ 

إننا أمام سؤال مهم لا نريد له مجرد إجابة، بل تفسيراً وحلولاً ناجعة: ما سر هذا الوهن والضعف الذي نعيشه؟

صحيح أن الأحداث متكررة، ولكن المخطط هذه المرة يبدو أوسع وأشرس، خاصة في ظل الحديث عن أجندات خطيرة للتهجير وموافقة ضمنية من قوى دولية كبرى. هذه المخططات، التي تهدف إلى جعل أمر الاحتلال أمراً واقعاً لا يمكن تغييره، تتطلب منا وقفة حاسمة.

هنا بعض التساؤلات التي لا بد من طرحها على أنفسنا:

  • هل يمكن أن يُعتبر منظر النازحين الذين يُساقون قسراً إلى أماكن غير آمنة حدثاً عادياً؟

  • هل تُطوى صفحة العائلات التي مُسحت من السجل نتيجة القصف، وتُنسى آثارها الملطخة بالدماء مع الأيام؟

  • هل منظر استباحة المدنيين، ومقتل المسعفين والطواقم الطبية والدفاع المدني، أمر لا يدعو إلى الشعور بالغضب والغيرة؟

  • أين ذهب معنى "البنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً"؟ ألا يجب أن يُطبق هذا المبدأ عند حلول الخطوب والنوائب؟

3. دعوة للعمل السلمي: كيف نترجم الحزن إلى طاقة تغيير؟ 

إن إخواننا في فلسطين يستحقون منا كل حزن وتضامن. يجب أن نظهر هذا الحزن جلياً بأفعالنا وتصرفاتنا، لا أن نلهث خلف توافه الدنيا ونتبع سبيل من يريدون تغييب عقولنا عن القضية الأم.

أيها الإخوة، أظهروا الحزن وافعلوا كل ما تستطيعون من أجل إخوانكم:

  • اغضبوا وثوروا سلمياً عبر كل الطرق المتاحة: التعبير الواعي، المقاطعة الاقتصادية، وحملات التضامن الرقمية المنظمة.

  • انشروا جرائم الاحتلال بكل مهنية وموضوعية.

  • أوقفوا الكثير من لهوكم وعبثكم، وكونوا سنداً لإخوانكم حتى وإن أبعدتكم المسافات.

لا تنشغلوا عنهم بدنياكم التي فُقد منها البريق بسبب الدماء والأرواح الطاهرة التي تزهق. إن كنت ترى يا قارئ كلماتي عكس ذلك، فلتراجع قلبك وروحك، ولتبدأ بالعمل الإيجابي الآن.

Read More
    email this