الجمعة، 11 فبراير 2022

Published فبراير 11, 2022 by with 0 comment

لماذا السوريين ؟

 
لماذا السوريين؟

لماذا السوريين؟ 


منذ بداية الاضطرابات في سوريا والاحداث التي جرت على الساحة والدماء التي سالت والناس التي هجرت وغادرت البلاد كان للمعاناه السوريه اوجاع اخرى غير كل تلك المذكوره .


فعلى الرغم من التهجير القسري الذي تعرض له المواطنين السوريين بسبب القصف الجوي الذي طال مناطقهم وقراهم أو بسبب الاجتياحات التي قام بها الجيش السوري أو مرتزقة حزب الله أو مرتزقة داعش والفصائل الايرانية والعراقيه والافغانيه والخليط العجيب الذي دخل إلى سوريا اثناء الأزمة إلا أن العذاب الذي تلى هذا التشريد والتهجير كان أشد وأقوى .



فلو اتجهنا  إلى الحدود القريبه من سوريا سواء تركيا أو الأردن  التي نصبت فيها المخيمات التي تأوي الألاف من السوريين والذين يعيشون كل فصول السنة وهم في العراء منذ عدة سنين يقاسون ويعانون من تقلبات الطقس الصعبه لوجدنا أن المعاناة لم تخف بل زادت وتنوعت أكثر فاصبح هناك تشريد وجوع وخوف وطقس متقلب وللأسف الشديد ظهرت تجاوزات واستغلالات للمشردين والمهجرين من قبل ضعاف النفوس الذين ماتت قلوبهم وأصبح الاسترزاق من معاناة السوريين مصدر دخل لهم .


فكم سمعنا وقرأنا من القصص والروايات التي تتحدث عن قيام مجموعة من الأشخاص بإختطاف الاطفال من الجنسين وأخذهم إلى مناطق غير معلومة للمتاجرة بهم أو استغلالهم جنسيا وحدث ذلك أيضا مع النساء والفتيات ولعب بعض تجار البشر والمافيا التي تنشط في هذا المجال دورا بارزا في مثل هذه الممارسات واستغلوا عدم وجود أمن أو قوة محليه أو دولية تحمي المخيمات ومن يقيم فيها في أول الأزمة وحتى بعد مرور سنوات عليها .



ولو اتجهنا باتجاه البحر الذي تستخدم فيه السفن والقوارب كوسيلة نقل لهؤلاء المهجرين  للوصول إلى بر الأمان بعيدا عن ويلات الحرب وأشباح الموت سنرى أن تلك الرحلة محفوفه بالمخاطر الكبيرة التي قد تكون أكبر من أخطار اليابسه  وركوب البحر ومواجهة أخطاره هربا من الواقع الصعب يشبه من  يستجير من الرمضاء بالنار  فالبحر الذي يبحرون فيه يمر بتقلبات ويتأثر بالأحوال الجوية بل إنه يشهد وجود أخطار أخرى كالقراصنه و الأسماك المفترسة أو حدوث عطل في وسيلة النقل أو غرقها وموت من على ظهرها .



 وأن حدث أي مما ذكر سيكون الخاسر الأكبر هي سوريا التي خسرت العديد من ابنائها الذي تغرب بعضهم ومات بعضهم غرقا او رميا بالرصاص او قصفا بالطائرات والمدافع و حبس العديد منهم ومازالوا في السجون التي تديرها احد أطراف النزاع الدائر في سوريا وهم من كانت تبني عليهم الامال والاحلام العريضه للنهوض بالبلد.



وبعد عبور البحار والمحيطات أو تجاوز الحدود الى احدى الدول القريبه كلبنان والاردن  وتركيا او البعيده كألمانيا والسويد وغيرها من دول الاتحاد الاوروبي والتي كان يعتقد انها بر الأمان للمهجرين الا انه لم يكن كذلك بل دخل السوريين فيه معاناة اخرى.


 ففي بلدان مثل لبنان وتركيا وبشكل أخف الأردن نجد العديد من الممارسات التي يتعرض لها السوريين بمختلف اجناسهم واعمارهم حيث يتم استغلال فئه كبيره منهم واستخدامهم كـأيدي عامله رخيصه بل انها اصبحت بدلا للأيدي العاملة الاسيوية التي كانت تملئ تلك الدول والسبب الكفاءه والخبره التي توجد لدى السوريين وسهولة التعامل معهم بحكم القرب واللغة وتشابه العادات والتقاليد والاخلاص والتفاني في العمل الذي يتميزون به ورغبتهم الصادقة في الكسب الحلال .


والموجع في الأمر ما قد يسمعه السوريين من تجريح واهانات بسبب الوضع السيء الذي تمر فيه بلادهم وقد سمعت البعض منهم وهم يحكون معاناتهم والكلمات القاسيه والجارحه التي يستمعون لها من قبل بعض ارباب العمل او الناس الذين يتعاملون معهم وخاصة كلمة انتم سوريين رخيصين وان كنتم غاليين لم تكن حكومتكم شردتكم واطلقت عليكم المرتزقة الافغان والايرانيين  بالاضافة الى الشماته المستمره في وضعهم وانهم يستحقون ما جرى لهم  بسبب خروجهم على رئيسهم الذي كان محافظا على أمن البلد وكانت أوضاع السوريين جيده والامن مستتب في كل سوريا .


وبعيدا عن الاذى اللفظي هنالك اذى من نوع اخر وقد شاهدنا منه الكثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي كاختطاف الاطفال ومساومة أهاليهم من أجل المال أو استغلال الاناث جنسيا  أو سقوط حق الوالدين في الحفاظ على ابنائهم أو تربيتهم وذلك لأن قانون هذا البلد أو ذلك يمنع وجود سلطه للوالدين على ابنائهم عند بلوغهم سن معين ولا يحق لأي احد الاعتراض على هذا الامر كما يحدث في السويد والمانيا، كل هذا الاضطهاد والظلم والاستغلال الذي يقع على السوريين في بلادهم وخارج بلادهم أمر يدفعنا الى التساؤل مرات ومرات لماذا السوريين ؟


هل بسبب الظلم الذي وقع على سوريا من نظامها الحاكم  وخروج الشعب ثورة وغضبا على الواقع الذي كان يعيشه سبب بوقوع لعنه ونحس على الشعب السوري لم يفارقه في كل مكان ذهب اليه قريبا من بلده ام بعيدا . 


أم ان السوريين صعبين المراس ويصعب ترويضهم والتعامل معهم وهم من أتوا بالويل والخراب والدمار الى انفسهم  ووطنهم بعد أن كانوا يعيشون حياة افضل من الحياة الحالية حيث كان الامن مستتب وكانت بلادهم وجهة وقبلة لكل من يبحث عن الجمال والطبيعه ويفضل قضاء اوقات ممتعه في بلد حباها الله بالكثير من المقومات السياحية الجباره التي تفوق دول اوروبا . 


وأنه بسبب صعوبة التعامل معهم ارتأت تلك الدول التي يلجأون اليها الى وضع ضوابط وقوانين صارمة حتى تستطيع السيطره عليهم ومنعهم من القيام بأي من التصرفات الغيرمتوقعه والتي قد تسبب خلل في الأمن والنظام في تلك الدول المستضيفه لهم . 


أم انها مؤامره حيكت بليل من اجل اضعاف الحكومة السورية وتشريد الشعب من أجل السيطره على هذا البلد الغني من دول تظهر الود والتعاون وتضمر الحقد والغل كتركيا وايران وروسيا والولايات المتحدة الامريكية وتسعى الى بسط هيمنتها على الاراضي السورية واستغلال حكومتها وتسييرها وفق الاجنده التي تراها كما صرحت ايران سابقا بفتحها نافذه اخرى تطل على اسرائيل تستطيع من خلالها ضرب الكيان الصهيوني من دون الحاجه الى تحريك قواتها الى تل ابيب والمقصود ميلشياتها ومرتزقتها والنظام السوري الذي تتعامل معه ومليشيا حزب الله اللبناني التابعه لها . 



كل تلك الاحتمالات التي ذكرت سابقا  قد تكون صحيحة وقد يكون هنالك امور اخرى تخفى علينا ولكن ما نحن متأكدين منه أن سوريا وشعبها يمرون بمعاناة وأزمة كبيره وهم بحاجة الى العودة من جديد الى الحضن العربي الذي حتى وان لم يكن متفاهما بشكل كبير مع سوريا في السابق  ولم يقدم الكثير ولم يساهم في اصلاح الاوضاع ان كان على علم بها الا انه يعتبر أفضل بكثير من الحضن الفارسي الذي لم يحمل لسوريا الى الويل والخراب والتهجير وتسبب في دمار كبير في البنية التحتيه التي هي بحاجه الى اعادة ترميم وبناء من جديد. 


اما الشعب السوري فهو بحاجه الى دعم كبير لانه شعب صبور ولديه همه عاليه كما هو شعب العراق واليمن وغيرها من الشعوب العربيه التي توجد فيها طاقات وخامات جيده تستطيع النهوض بأي دولة وتأخذها الى الطريق التقدم والرقي ولكن لسوء الحظ دائما ما يكون حظ تلك الشعوب ليس جيدا مع السلطات التي تحكم وتدير البلد .

Read More
    email this

الأربعاء، 2 فبراير 2022

Published فبراير 02, 2022 by with 0 comment

للدياثه نصيب في عالمنا العربي

للدياثه نصيب في عالمنا العربي

 للدياثه نصيب في عالمنا العربي 


موضوع موجع ومؤلم وقد يزعج الكثيرين او قد لا بزعج احدا على الاطلاق لأنه أمر أصبح متفشيا وللاسف الشديد في مجتمعاتنا العربية ولست ابالغ في قول ذلك فالدياثه التي كنا نادرا ما نراها ونسمع بها اصبحت اليوم امرا واضحا للعيان وأصبح لها نصيب الاسد على غيرها من الظواهر والسلوكيات الدخيله والادهى من ذلك ظهور فئه تتفاخر به وتحاول نشره بين الناس .


وبدأ اولئك المتفاخرون بتغيير مسمى الدياثه إلى عدة مسميات اخرى كالتحرر وكالدعم الاخوي او الزوجي او كالانفتاح والتحضر والتمدن وغيرها من المسميات التي لم تغير نظرة وفكر اصحاب الغيره الحاضره والعادات الثابته والذين يرفضون الانصياع الى المفاهيم والتعليمات التي يحاول الغرب زرعها منذ سنين فينا وجعلنا نسخه مطابقة لما تعيشه مجتمعاتهم من انفلات وخزي وعري وتحلل لا يمكن ضبطه او تغييره وهذا امر مخطط له منذ سنين لاضعاف المجتمعات العربية وتدميرها اكثر مما هي مدمره  ويرون ان اوان ذلك قد حان . 


وقد ساهم وجود فئه من شباب وبنات العرب وقبلهم اولياء امورهم المنزوعي المسؤوليه في انجاج تلك المخططات الغربيه وجعلها واقعا نعيشه الان واصبحت نماذج الدياثه الموجوده لدينا تفوق تلك الموجوده لدى الغرب بل اصبحت اجود منها من ناحيه الاسلوب والطريقة والاثر السلبي على المجتمع . 


فالمجتمعات الغربيه منذ نشأتها وهي منفتحه وفيها كل ممنوع مسموح ولا تكاد تسمع ولو بالخطأ  بمصلطحات العرض والشرف والغيره لان هنالك حرية لكل فرد في مزاولة حياته وفق ما يراه وفي سن مبكره يتم تجريد الوالدين من سلطتهما على الابناء ويسمح للابناء بالخروج والعوده من دون حسيب او رقيب وممارسة حياتهم بكل حريه واذا قرر الوالدان المحاسبه سيتصدى لهم القانون والتشريعات  ولذلك فانك ترى الفتيات الصغيرات في بلاد الغرب يقمن العلاقات الغير شرعيه من دون رادع او خوف من الاهل طبعا لن نقول الخوف من الله لان هذا الامر في ديانتهم لا يتم التطرق اليه الا في بعض الحالات فالرب عندهم يلجأ اليه لقضاء الحاجه ان وجدت وفي المناسبات فقط وهذا مايجعلك تستغرب وتحتار في معرفة طريقة وصفهم وتعريفهم للرب جل وعلا ان كان سبحانه هو المقصود نظرا لتعدد الالهه لديهم .


وحتى وان حدث تمازج  وتداخل بين المجتمع الغربي وبين اشخاص  جاءوا بأفكارهم ومبادئهم المختلفه عن تلك الموجوده كالمسلمين وغيرهم نجد انه لم يطرأ اي تغيير على أرض الواقع  ولم يكن لأولئك القادمين التأثير الكبير وحافظة تلك الانظمة والقوانين على بقائها ولم تتغير الاوضاع كثيرا في تلك المجتمعات بل حدث العكس وتأثر القادمون الجدد بما وجدوه من انفلات وحريه مزعومه .


ونظرا لأن الانفلات المبالغ فيه عند الغرب له اثار سلبيه ومدمره على المجتمع وافراده كازدياد حالات الحمل خارج اطار الزواج وخاصة بين المراهقين وهذا الامر ينهك الدولة ويتعبها ويضعها امام مسؤوليات وتحديات جديده و انتشار تجارة الممنوعات بشكل اكبر وازدياد معدل الجرائم بكل انواعها ولذلك انتبهت السلطات والمسؤولين والمختصين لهذا الامر وبدأوا بمراجعة انظمتهم وقرارتهم رغبة في تدارك الوضع والسيطره ولو بشيء يسير على الخطر الكبير الذي يهدد تلك الدول فهم يعلمون ان قوة مجتمعاتهم وداخلهم سيجعلهم اقوياء أمام العالم بأكمله ومن الغريب أن اول الاشياء التي فعلوها لكي يصلحوا الاوضاع عندهم هي الالتفات الى النماذج العربيه والاسلاميه التي ما زالت محافظه على اصالتها وثابته على مبادئها وهي قليله جدا في وقتنا الحالي بعكس ذلك الوقت الذي التفت فيه الغرب اليها . 


وعلى النقيض مما قام به الغرب الذي شبع افراد مجتمعه من الحريه الزائفه واعتادوا عليها  كان الوضع في عالمنا العربي والاسلامي  مختلفا ومخيبا للامال لكونك المثال الذي احتذى بك الغرب وسعوا لتقليده حتى يخففوا من وطأه ما أصابهم ، ولنتحدث قليلا عن مجتمعاتنا العربيه والمسلمه المحافظه والتي لن نزكيها او نخرجها بمظهر المجتمعات المعصومه والفاضله فهي مجتمعات توجد بها تجاوزات وانتهاكات وتصرفات غريبه لا تمثل الدين الذي ننتمي له ولا الى الرسول الذي نتبعه صلوات ربي وسلامه عليه ولكن بالمجمل وبشكل عام هي الافضل من ناحية الحفاظ على المبادئ والتمسك بالفضائل مقارنة بغيرها.



المجتمعات العربيه تكاد تكون متشابهه في اغلب نواحي حياتها وتصرفاتها وبعض السلوكيات والمشاكل ايضا وذلك لعدة اسباب قد تكون جيناتنا التي خلقنا الله عليها تجعلنا متشابهين اكثر عن غيرنا وقبل ذلك لاننا ندين بدين واحد ونعبد رب واحد ونتبع تعاليم نبي واحد وان كان هنالك اختلاف في المذاهب والتوجهات و لست هنا بصدد التطرق لها ولكن ما قصدته انك ان ذهبت الى اي بلد عربي محافظ على عاداته وطبائعه الاصيله ستجد ما رايته فيه مطابقا لما ستراه في البلد العربي الاخر وهذه ميزة حبانا الله بها . 


ولكن دوام الحال من المحال ولن يبقى شي على حاله طول الزمان وقد اصاب الوهن والضعف  نسيج مجتمعاتنا القوي والمتماسك واضر نواة المجتمع الاساسيه وهي الاسره التي تعتبر لبنة الاساس والمكون الرئيسي فلقد نخرت التأمرات فيها وزلزلت اركانها واوقعت العديد من الضحايا والمصابين في صفوفها وهم في ازدياد مستمر .


الاسرة في السابق كانت أهم مصدر للتعليم قبل المدراس والمعاهد وكم خرجت من أطباء وعلماء واساتذه ومخترعين ولكنها اليوم تخرج عاهات تضر المجتمع وتزيده ترديا وتراجعا وتنشر المساوئ بين افراده .


واصبح من الطبيعي ان ترى مجموعه من الفتيات يختلطن بالرجال بصوره واضحه مع اصوات الضحكات المرتفعه والتمايل الغريب من دون خوف او رادع وبكل تأكيد هذا يسر اولئك الرجال او الذكور الذين لا ينكرون المنكر و يرون في ذلك الانسلاخ والانفتاح نوعا من انواع الرقي وان هذه الفتاه وتلك اجتماعية ومحبه للحياه وهذا الامر يعطيها تميزا واختلافا عن غيرها من المعقدات والمتخلفات حسب نظرتهم . 


كما ان العري المتزايد والتسابق في ابراز المفاتن خارج المنزل  اصبح امرا مألوفا بل اصبح هنالك تنافس في من تحظي باكبر عدد من المعجبين بتلك المفاتن التي نرى تطاير الذباب عليها من كل حدب وصوب وما يؤلم ويدمي القلب هو نزع الكثيرات من الذين كانوا متسترات بالحجاب حجابهن لانه لا يرضي طموحهن ويعيق تقدمهن  فالبعض منهن يقلدن المتبرجه فلانه لانها سيدة اعمال ناجحه وهي تعيش حياتها بالطول والعرض واهلها مشجعين لها ويدعمونها ولا يوجد من يعترض على اسلوب حياتها حتى وان كان حجابها المخلوع ليس شرعيا او ساترا ولكنه على الأقل يخفف من لهيب الفتنه التي ستتسبب بها ان خلعته  وللأسف فإن الكثيرات من هذه الفئه يتواجدن في بلاد الحرمين ويقمن بكل ما ذكر وأكثر ولا يجدن أي حساب او حتى عتاب ولا نستطيع أن نعمم ونقول أنهن من أبناء المملكة لأن في السعودية جميع المقيمين والمقيمات يتحدثون اللهجة بطلاقة ويصعب معرفة اصولهم التي ينحدرون منها من دون تدقيق وتمحيص.



 والبعض الاخر يرى ان التبرج هو اسرع وسيله للوصول وتكوين الثروه الطائله التي لم تأتي الا بعرض اللحوم الرخيصه والانفلات ومزاحمة الرجال ونزع رداء الحياء الذي يفترض ان يتزين به وقد تكون لدى بعضهن اسباب اخرى كالمخرجين واصحاب الاعمال الذين يرفضون التعامل مع المراه المحتشمه ويفضلون تلك العاريه وسليطة اللسان للتسويق لأعمالهن او المشاركة فيها وقد تداول فيديو مؤخرا لمجموعة من الفتيات يتراقصن في مكان يقام فيه فن العرضه السعودية ويحملن السيوف ويرتدين الشماغ ويقمن بتصرفات لا تصدر من فتيات بصراحة أمر مقزز ولا يدعو إلى الفخر والتباهي كما تقول إحداهن وهي تتباهى بدعم أهلها  وتصريحهم لها بالتصرف كما تشاء .



نماذج الدياثه في عالمنا العربي اصبحت كثيره وللاسف الشديد أولياء الامور هم من يغذون هذا الامر ويرونه  ويربون ابنائهم عليه بغضهم النظر عن التصرفات الغريبه والملابس الخادشه والتخالط الغير مقبول بين الجنسين منذ الصغر حتى وصلوا لدرجة الحياء من الابناء والخجل من نصحهم او الحديث معهم لانهم اصبحوا اصحاب قرار ولهم كلمة وراي بل إنهم يخصصون فردا من أفراد الأسرة يرافقهم ويحميهم ويدير اعمالهم ويحدد مواعيدهم إن وجدت  وهذا احد اهم الامور التي زادت من ضياع  المجتمعات وفي بعض الاحيان نجد ان الازواج الديوثيين هم أكبر داعم ومحفز لزوجته بل أنه لا يخجل من الظهور معها وهي متبرجه وكاشفة عن مفاتنها .


 انعدام النصيحه والتوجيه وعدم وجود القدوه الصالحه التي ترشد الى طريق الحق ولا تمل من النصح للشباب أمر افتقدناه كثيرا وبرزت اهميته في المنتج النهائي الذي يخرج من المجتمعات ،ومن الامور التي زادت التردي والانحطاط وسائل التواصل الاجتماعي التي اصبحت الضيف الغير مرغوب فيه في كل منزل فهي تدخل البيوت وتتوغل فيها وتكشف اسرارها واخبارها وتنقلها الى الخارج برضى اهلها ومباركتهم وامام اعينيهم بل أنهم في اكثر الاحيان هم من يقومون بدور المراسل والصحفي والمحرر وصانع الخبر.



وقد نشأت تطبيقات نرى فيها العجب العجاب وأصبحت تنشر الدياثه علنا وتدعو إليها كتطبيق التوك توك وويغو والسناب شات وحتى اليوتيوب والانستغرام بدرجة أقل.



والملاحظ أن الدياثه بدأت بالانتشار بالتدريج  عند هؤلاء الاشخاص وأصبحوا يرتقون سلم الدياثه درجه درجه ففي البداية كانت دياثتهم تقتصر على تصوير الاطفال وخاصة الفتيات الصغيرات بملابس غير محتشمة والعذر هو طفل او هي طفله ولا تحاسب على ما ترتديه او تقوم به  وذلك لتأهيئتهم للقادم من أمور وحتى يتمكنوا مستقبلا من القيام بالترويج لأنفسهم من دون مساعدة أحد أمر غريب ومخيف .



حتى الطفولة والبراءة قتلت بسبب البحث عن الحرية والشهره المزيفه فما الذي يجعل الاب أو الأم يقومون بمثل هذا الفعل الظالم والمجحف في حق طفل لا يفقه شيئا في أمور الحياة والأدهى والأمر أنهم يثيرون ويحركون الغريزة الحيوانيه عند المرضى والذئاب البشرية  الذين يحبون أكل لحوم الاطفال .


وقد تزايدت اعداد المتحرشين والمغتصبين وهاتكي أعراض الاطفال بسبب ما يبثه أهلهم من مقاطع عنهم وخاصة اولئك الذين اعطائهم الله حجما اكبر من عمرهم الفعلي وبرزت عندهم المفاتن وعلامات الانوثه وبعد أن تقع المصيبه ويحدث المحظور تجد الاعتراضات والشكاوى والندم على ما جرى ولكن بعد ماذا ؟ .


والدرجة الأخرى التي خطاها البعض هي ترويج الشخص لنفسه بكل جرأه ووجود دعم منقطع النظير من الداعمين الذين يحملون الذنب الأكبر لانهم يظهرون لنا هذه النماذج القذره للعلن ويتفننون في إغوائها وإغرائها بالأموال والهدايا والمكافأت حتى تظهر أكثر ما لديها من قذارة وقلة أدب .



الموضوع خطير جدا لانه يؤثر على الجيل القادم بعد ان تلوث الجيل الحالي الذي كنا نعقد عليه امال وتطلعات كبيره كانت ستترك بصمة كبيره في العالم بأسره ولكنه دخل في المستنقع القذر واصبح يطالب  بالتحرر ومواكبة العصر والتقليد الاعمى للغرب الذي يستغرب من ضألة الفكر الذي وصل اليه شباب العرب بعد ان كان ينافسهم في جامعاتهم وكلياتهم ولم يبقى من تلك المنافسه والتميز الى الشيء القليل جدا .



 نسأل الله ان يحفظ علينا غيرتنا وخوفنا منه وعلى كل عزيز وغالي علينا من كل شر وسوء ويجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر ننكر المنكر ونأمر بالمعروف ولا نرضي الدنيه في ديننا ونعتز به ونربي ابنائنا عليه بعيدا عن كل الملوثات البصرية والسمعية.

Read More
    email this

الجمعة، 28 يناير 2022

Published يناير 28, 2022 by with 0 comment

الطائرات المسيّرة والوكلاء: تحليل لسياسة إيران الإقليمية ومؤشرات العجز الاستراتيجي

 

المسيرات وسيلة إيران في التعبير عن العجز

الطائرات المسيّرة والوكلاء: تحليل لسياسة إيران الإقليمية ومؤشرات العجز الاستراتيجي


مقدمة: المسيرات كأداة للصراع الإقليمي

شهدت المنطقة مؤخراً تصعيداً ملحوظاً في استخدام الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ، من محاولة استهداف رئيس الوزراء العراقي إلى الهجمات الأخيرة على منشآت حيوية في دولة الإمارات العربية المتحدة. يربط المراقبون بين هذه الأحداث خيطاً مشتركاً يتمثل في السياسة الإقليمية الإيرانية التي تعتمد على شبكة من الوكلاء في مناطق الصراع.

تتخذ هذه الدولة الإقليمية على عاتقها مهمة تأجيج الصراعات، مستخدمة خطاباً يوفر غطاءً لحماية مصالحها، لكن هدفها المعلن يتجاوز ذلك نحو تحقيق نفوذ استراتيجي إقليمي.

نموذج التدخل الإقليمي وأثره على الدول

عند تحليل الدول التي شهدت تدخلاً من قِبل قوى إقليمية معينة، نجد هناك أنماطاً مشتركة:

  • التشتت السياسي وغياب الهوية الوطنية: حيث يسيطر فصيل أو تيار معين على مفاصل الدولة، مما يؤدي إلى طمس الهوية الوطنية الجامعة وتهميش الرؤى الأخرى.

  • عزل المعارضة: يواجه كل صوت ينادي بالاستقلال عن النفوذ الإقليمي مصيراً صعباً.

  • استخدام التوترات الداخلية: عندما تخرج الأمور عن السيطرة، يتم اللجوء إلى سلاح التفرقة والتعصب لزيادة الصدامات الداخلية، مما يدفع المجتمع إلى الهاوية لصالح الطرف الذي يحقق مصالح النفوذ الخارجي.

تحديات العلاقة التاريخية والتعاطي مع الأجيال

إن الجوار الجغرافي بين دول الخليج وإيران يفرض وجود تحديات تاريخية وسياسية معقدة. إن هناك حاجة ملحة لبلدان المنطقة العربية للتركيز على الأجيال القادمة، وغرس الروح الوطنية القوية والهمة العالية، بعيداً عن بث اليأس أو التركيز على الماضي السلبي.

في المقابل، يدرك صناع القرار في طهران أهمية الاستثمار في الهوية والتعبئة الوطنية لأجيالهم، وهو ما يتطلب منا كعرب رفع مستوى الوعي الاستراتيجي وتبيان الأساليب المتبعة في رسم خريطة الصراعات الإقليمية.

مسرح اليمن: تحول الصراع إلى حرب وكلاء

حرب اليمن، التي كان مخططاً لها أن تنتهي بسرعة، اتخذت منحنى آخر بدخول قوى إقليمية في مستنقعها، مما زاد من دعم جماعة الحوثي. هذا الدعم اللامحدود بالأسلحة والخبراء أدى إلى تحول الصراع إلى حرب وكلاء بين قوى إقليمية متنافسة. وبما أن التحالف الداعم للشرعية يتكون أساساً من دول خليجية، أصبح دور الطرف المقابل (إيران) في هذا الصراع أكبر.

إن العلاقة بين إيران والحوثيين هي علاقة تبادل مصالح واضحة. فالحوثي يحقق لإيران النفوذ الجيوسياسي، بينما يحصل الحوثي على الدعم اللازم لبقائه. وهذا النموذج يتكرر مع فصائل أخرى في العراق ولبنان.

المسيرات مؤشر على العجز وليس القوة

عندما تشعر إيران بأن الأمور تخرج عن نطاق سيطرتها، أو تتعرض لهزائم ميدانية، فإنها تلجأ إلى تكتيكات المناورة العسكرية عبر وكلائها.

  • في العراق: جاء استهداف رئيس الوزراء بعد نتائج الانتخابات التي لم تخدم مصالح طهران، في محاولة لإرسال رسالة تحذيرية وإثارة القلاقل.

  • في الإمارات: جاء القصف الصاروخي والمسير بعد انتصارات مهمة لقوات مدعومة إقليمياً، مثل "ألوية العمالقة"، التي استعادت السيطرة على مناطق استراتيجية، مما يشير إلى أن الهجوم كان محاولة للتغطية على الإخفاقات في الميدان أو عقاباً على الدعم المقدم للخصوم.

إن استخدام المسيرات والصواريخ بعيدة المدى، وإن كان يمثل تصعيداً خطيراً، يمكن أن يُفسر كدليل على العجز عن مواجهة الخصوم مباشرة أو تحقيق نتائج سياسية عبر القنوات التقليدية، مما يجعلها أداة للاحتجاج والضغط.

اللبنانيون و"محور المقاومة" المزعوم

في لبنان، أدى دعم إيران لحزب الله إلى تعاظم قوة الحزب، ليصبح "دولة داخل دولة". هذا الوضع هو سبب رئيسي في ما يعيشه لبنان اليوم من انهيار اقتصادي واجتماعي، حيث أصبحت القرارات السياسية تخضع بشكل كبير لتأثير هذا الطرف.

حتى في غزة، نشهد انقساماً فلسطينياً واضحاً، حيث يرى بعض أنصار الحركات المسلحة في إيران الداعم الأقوى لهم، مما يدفعهم إلى تأييد وكلاء إيران في المنطقة، حتى لو كان ذلك يتعارض مع مصالح ومواقف الدول العربية التي قدمت دعماً مادياً وإنسانياً هائلاً للقضية الفلسطينية على مدار عقود.

إن الموقف الإيراني ثابت: تنديد بالردود عليها، ودعم للهجمات التي يقوم بها وكلاؤها، دون اكتراث واضح للضحايا المدنيين أو تدمير البنية التحتية في تلك البلدان. هذا التلاعب والتراخي في المفاوضات دليل على استراتيجية طويلة الأمد تهدف لزيادة النفوذ الإقليمي.

Read More
    email this

الجمعة، 21 يناير 2022

Published يناير 21, 2022 by with 0 comment

بحثاً عن الشهرة بأي ثمن: ظاهرة "صُنّاع التفاهة" على منصات التواصل


بحثاً عن الشهرة بأي ثمن: ظاهرة "صُنّاع التفاهة" على منصات التواصل


مقدمة: الشهرة الشائنة وإرث الأعرابي

روى الإمام ابن الجوزي حادثة غريبة حدثت أثناء الحج، حيث قام أعرابي بفعل شنيع ومستهجن في بئر زمزم أمام الطائفين. وعندما سُئل عن دافعه لذلك، أجاب بكل بساطة: "حتى يعرفني الناس، يقولون: هذا فلان الذي فعل كذا وكذا!".

مع أن فعل هذا الأحمق قد سطّر اسمه في التاريخ كرمز للسخافة والجرأة غير المسؤولة، إلا أن دافعه كان واضحاً: الحرص الشديد على بلوغ الشهرة، حتى لو كانت شهرة سلبية أو شائنة.

ظاهرة "صُنّاع التفاهة" في العصر الرقمي

في وقتنا الحاضر، تتجسد روح هذا الأعرابي في ظاهرة واسعة النطاق على منصات التواصل الاجتماعي. لقد تحولت الشهرة إلى هدف مقدس لدى البعض، يتم السعي إليه بشتى الطرق التي تخالف الأعراف والقيم.

نجد اليوم فئات تسعى إلى تحقيق "المجد الرقمي" عبر سلوكيات تُصنف كـ "محتوى رخيص"، ومنها:

  • من يسعى للشهرة بقدر ما ينشر من خوف أو ترويع للآخرين.

  • من يسعى لها بقدر ما يفسد وينتهك من الأخلاق والعادات المجتمعية.

  • من يلهو ويلعب بالموارد والنعم، أو يتبجح بالتبذير.

  • من يقدم محتوى يعتمد على التعري أو الكشف المفرط عن الجسد لجذب الانتباه.

هؤلاء هم مشاهير اللحظة الزائلة الذين يعتمدون على الصدمة لتحقيق الانتشار.


التأثير السلبي على القيم والمجتمع

للأسف، لا يقتصر تأثير هؤلاء المؤثرين على أنفسهم، بل يمتد ليصبح وباء اجتماعياً ينخر في الوعي العام. كثير من أبنائنا وبناتنا، وحتى بعض الكهول، يتأثرون بهم ويتابعون "جديدهم"، بل قد يتخذون منهم قدوات، ظناً منهم أن الشهرة تستحق التضحية بالقيمة والأخلاق.

إن هذا النوع من المحتوى يسعى إلى تلويث الفضاء الرقمي المشترك الذي نعتمد عليه في حياتنا اليومية والتواصل البنّاء. لقد أصبحت المنصات الاجتماعية ساحة اختبار لقيمنا ومبادئنا.

دعوة للمتابعة الواعية

إن الواجب علينا كمستخدمين هو التمييز بين المحتوى الهادف والمحتوى الذي لا يضيف إلا التفاهة والصدمة. فكما أننا نحرص على نقاء مصادر المياه والهواء، يجب علينا أن نحرص على نقاء المحتوى الذي نستقبله ونشاركه.

نتمنى أن يتجه مجتمع المؤثرين نحو تقديم محتوى إيجابي وبنّاء يخدم الصالح العام، ويستبدل البحث عن الشهرة الشائنة بالبحث عن المجد القيمي والإنساني الحقيقي.

Read More
    email this

الاثنين، 17 يناير 2022

Published يناير 17, 2022 by with 0 comment

تأثير "السوشيال ميديا" على السيادة والقانون: جدل مشعل النامي والفنانة أحلام حول إجراءات السفر

 

النامي وأحلام يشعلان وسائل التواصل

تأثير "السوشيال ميديا" على السيادة والقانون: جدل مشعل النامي والفنانة أحلام حول إجراءات السفر


جدل الحجر الصحي: الفنانة أحلام والقانون الكويتي

شغلت قضية الفنانة الإماراتية أحلام والمحلل السياسي الكويتي مشعل النامي منصات التواصل الاجتماعي مؤخراً، إثر مقطع فيديو تحدثت فيه أحلام عن تجربتها مع إجراءات الحجر الصحي في الكويت.

الجدل بدأ عندما اعترضت أحلام على تطبيق الإجراءات عليها، مشيرة إلى مرور فنان آخر، هو القطري فهد الكبيسي، دون الخضوع لنفس القواعد. أثارت هذه المناشدة العلنية بعض ردود الفعل الغاضبة في الأوساط الكويتية.


رد فعل النامي: نقد حاد للسلوكيات غير المسؤولة

كان المحلل السياسي مشعل النامي من أبرز المنتقدين لأسلوب الفنانة، حيث هاجم مناشدتها العلنية لأمير الكويت وولي عهده. وقد رأى النامي أن هذا التصرف يمثل تجاوزاً غير مسؤول، مشدداً على أن قوانين الدولة تسري على الجميع دون استثناء للقادمين أو المقيمين، بغض النظر عن شهرتهم. وأكد النامي على ضرورة احترام القرارات السيادية للدولة.

وبغض النظر عن شدة العبارات التي استخدمها النامي في هجومه، فقد أشار إلى نقطة مهمة: وهي أن مناشدة أحلام تسببت في فتح تحقيق داخلي في الأجهزة الأمنية للتأكد من حيثيات مرور الفنان القطري فهد الكبيسي، والتحقق من مدى قانونية الإجراءات المتبعة.

مشعل النامي، المعروف بأسلوبه الجذاب ونظرته الشمولية في تحليلاته السياسية محلياً ودولياً، سبق له التعرض لقضايا المشاهير، لكن حدة رده هذه المرة كانت لافتة، مما يضع تساؤلات حول دوافع هذا النقد القوي.


الخروج العلني: بين حق المناشدة ومكانة القانون

تكمن الأخطاء الجوهرية في قضية المناشدة العلنية لأحلام في شقين:
تحدي السيادة: المناشدة بطلب استثناء من قرار يسري على الجميع، خاصة في مسألة حساسة كالصحة العامة، هو تصرف غير مقبول.


إثارة النعرات: التكرار على صفة "أحلام الإماراتية" و "فهد القطري" كان يمكن أن يفسر على أنه محاولة لخلق مقارنة أو إيحاء بوجود تفضيل في المعاملة بين مواطني دول الخليج، وهو أمر يستبعد تماماً في دولة كالكويت التي لطالما كانت رائدة في جمع الكلمة الخليجية.


من ناحية أخرى، قد تكون أحلام قد تصرفت من منطلق ثقافي سائد في بعض دول الخليج، حيث يُعتبر الخروج العلني بمناشدة المسؤولين في وسائل الإعلام أمراً مقبولاً كوسيلة لتبسيط الإجراءات أو لفت النظر لقضية ما، لكنها لم توفق في اختيار الموضوع والمنصة.

مكاسب الجدل غير المتوقعة

من المفارقات في هذا الجدل، أن المناشدة التي اعتبرها النامي "خاطئة"، أدت إلى نتيجة إيجابية غير مقصودة، وهي تنبيه السلطات والتدقيق في الإجراءات المتبعة في المنافذ الحدودية وفتح تحقيق في واقعة مرور الفنان القطري الكبيسي. هذا الأمر يضمن محاسبة أي تقصير محتمل ويوضح أهمية الشفافية في تطبيق القانون.


دروس مستفادة: مسؤولية المؤثرين في الفضاء الرقمي

للأسف، أخذ الموضوع منحنى آخر، حيث انقسمت وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، ووصل الأمر إلى تبادل الإساءات والاتهامات بين بعض المتابعين الكويتيين والإماراتيين.

كان من الأفضل لكلا الشخصيتين المؤثرتين أن يوازنا حديثهما، فالخلافات بين الشخصيات العامة، خاصة في منطقة الخليج التي تتميز بعلاقات وثيقة، قد تجر صغار العقول إلى تصادمات غير ضرورية. إن أهم ما يميز العلاقات الخليجية هو القدرة على احتواء الخلافات وإخماد نار الفرقة بسرعة بفضل الروابط الأخوية المتينة.

إن هذه الحادثة هي تذكير بمسؤولية المؤثرين في استخدام منصاتهم لمعالجة القضايا العامة بأسلوب راقٍ وتحليلي، بدلاً من إثارة الجدل الذي قد يشتت الانتباه عن جوهر القضايا القانونية والسيادية.

Read More
    email this

الاثنين، 10 يناير 2022

Published يناير 10, 2022 by with 0 comment

الكويت.. "دانة الخليج" بين إرث الريادة وتحديات التنمية المعاصرة

 
دانة الخليج لم تعد كذلك

الكويت.. "دانة الخليج" بين إرث الريادة وتحديات التنمية المعاصرة



المقدمة: إرث الريادة وصناعة التاريخ


عند ذكر دول الخليج العربي، تبرز الكويت دائماً كدولة كانت في الطليعة وصاحبة دور محوري ورائد. منذ تأسيسها، رسخت الكويت مكانتها كـ "دانة الخليج"، ليس فقط بحكم ثروتها النفطية، بل بفضل ريادتها السياسية والثقافية التي كان لها بصمة واضحة على مستوى المنطقة.

الكويت، بتاريخها الغني، كويت الكلمة الحرة والمواقف المشرفة، شكلت نموذجاً للدولة الصغيرة ذات التأثير والحضور الخليجي والعربي الفعال، وحازت على احترام وتقدير الجميع.


السبق الاقتصادي والديمقراطي

كان اكتشاف النفط في الكويت بمثابة بشرى خير لم تقتصر فائدتها على البلاد وحدها، بل امتدت لتشمل الدعم التنموي والاقتصادي والصحي والتعليمي للعديد من الدول المجاورة في بداياتها. وقد كان هذا العطاء سبباً في اعتراف تلك الدول بفضل الكويت، وتسمية المؤسسات والشوارع وحتى المواليد بأسماء شيوخها، عرفاناً بالدور التاريخي الذي لعبته القيادة الكويتية.

بالإضافة إلى السبق الاقتصادي، كانت الكويت أول دولة خليجية تدخل عصر الديمقراطية، حيث شهدت أول انتخابات للسلطة في المنطقة، ليصبح "مجلس الأمة" جهازاً تشريعياً عظيماً يجمع كفاءات البلاد للتخطيط للمستقبل. وقد كان المجلس منارة للحوار والنقاشات الجريئة حول مشاكل الكويت والخليج والأمة، وكانت القرارات تتخذ فيه بما يصب في الصالح العام، مما رسخ مكانتها كمركز للقرار الحر.


من التحول الكبير إلى دوامة التشرذم

منذ الغزو العراقي والتحرير الذي تبعه، تغيرت الأوضاع بشكل كبير. فبعد مرحلة الصمود والوحدة الوطنية التي أشاد بها العالم، دخلت الكويت في مرحلة عُرفت محلياً بـ "الحوسة" أو التشابك في معظم نواحي الحياة.

برزت ظواهر سلبية لم تكن معهودة في الماضي، وشهدت الأنظمة والقوانين اختراقات متزايدة، وتراجعت وتيرة الإصلاح والتنمية. إن تقاذف التهم والخلافات السياسية المستمرة منذ التحرير أمر محزن، ويهدد بإضاعة جهود الوحدة والتكاتف التي ظهرت في أصعب الأوقات.

إن وطن النهار يحتاج اليوم إلى العودة لروح التعاضد والاجتماع على قلب رجل واحد، ورفع البناء التنموي من جديد بدلاً من التشرذم الذي بدأ يؤثر على الحياة السياسية والاجتماعية.


تحديات الفساد والركود التنموي

للأسف، لم تسلم الكويت من آفة الفساد وسوء توزيع الثروات، وهي ظواهر أصابت أغلب الدول التي تعتمد على النفط. هذا الوضع تسبب في تباطؤ وتوقف حركة النماء والتطور التي كانت تسير بخطى سريعة، لتتأخر الكويت اليوم كثيراً عن الركب الخليجي المتسارع في التنمية العمرانية والاقتصادية.

الأمر مؤلم عندما نرى من كان رائداً ومُعلِّماً لطريق النجاح والتفوق يقف اليوم في مكانه، بينما تتقدم من حوله الدول التي كانت تستلهم منه. هذا التراجع لا يسعد أحداً، بل يدفع إلى التساؤل حول كيفية معالجة الفساد وإطلاق المشاريع التنموية الكبرى.


الوحدة الوطنية وأمل العودة

يظل الثابت الأهم هو الشعب الكويتي، المعروف بكرمه وجوده وولائه المطلق لآل الصباح. لقد كان الحب والوفاء والإخلاص هو الرابط بين حكام الكويت وشعبها، حيث اختلطت دماء الشهداء في أكثر من موقف، وبقيت علاقة الحاكم بالمحكوم تتسم بـ "الميانة" التي تتيح للمواطن البسيط إيصال صوته دون خوف.

إن هذا الترابط هو أساس القوة. نتمنى أن تعود دانة الخليج لتستلهم من تاريخها الريادي، وتتجاوز التحديات الداخلية لترتقي إلى القمة من جديد، وتقدم نموذجاً في التنمية الشاملة، كما كانت دائماً.

Read More
    email this

السبت، 8 يناير 2022

Published يناير 08, 2022 by with 0 comment

تحديات التطبيع: هل يمكن للمصالح الاقتصادية تجاوز التعقيدات الجيوسياسية والتاريخية؟

سيبقون لصوص رغم التطبيع

تحديات التطبيع: هل يمكن للمصالح الاقتصادية تجاوز التعقيدات الجيوسياسية والتاريخية؟


مقدمة: عصر التقارب تحت المجهر

شهدت الأعوام الماضية دخول العديد من الدول العربية في مرحلة جديدة من العلاقات مع إسرائيل، حيث تحول التبادل التجاري والزيارات المتبادلة والسياحة إلى أمر علني وغير مستغرب. وبغض النظر عن التقييمات المختلفة لهذا التطور الدبلوماسي، يبقى التطبيع في النهاية شأناً سيادياً لهذه الدول، وتجربة تخضع للتحليل والمتابعة لمعرفة مدى تأثيرها الفعلي على المنطقة.

لقد بدأت الوفود السياحية ورجال الأعمال الإسرائيليون بزيارة هذه الدول، وتوطدت العلاقات بشكل متسارع. ولكن بعيداً عن البروتوكولات الرسمية، تبرز تساؤلات جوهرية حول قدرة هذا التقارب السياسي والاقتصادي على تجاوز المشاكل الجيوسياسية العميقة والجراح التاريخية.


تباين الرؤى: السياسة الرسمية والواقع على الأرض

من أهم التحديات التي تواجه مسار التطبيع هو التناقض بين لغة التعاون الاقتصادي والموقف الميداني. فبينما يتم الحديث عن فتح صفحات جديدة ونشر أجواء من التسامح، تستمر قضايا التوسع والاستيطان التي تضرب بعرض الحائط العديد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية.

هذا التباين يضع عبئاً كبيراً على أي محاولة لبناء الثقة طويلة الأمد. إن استمرار التوترات المرتبطة بقضايا الأمن، وحماية المقدسات، وحقوق الشعب الفلسطيني، يغذي شعوراً عاماً بعدم الاطمئنان، ويثبت أن التغير في السياسات العليا لم يتبعه تحول موازٍ في جوهر النزاع القائم على الأرض والعدالة التاريخية.


حوادث فردية وتساؤلات حول الخلفية الثقافية

في سياق الزيارات والسياحة، تم تداول تقارير عن وقوع بعض الحوادث الفردية التي تتعلق بمخالفات أمنية أو عمليات سرقة في فنادق ومطارات بعض الدول المطبّعة.

على الرغم من أن هذه التصرفات تبقى أفعالاً فردية لا يمكن تعميمها على مجتمع كامل، إلا أنها تثير تساؤلات هامة:

  • مدى جدية التقارب: هل هذه الحوادث مؤشر على غياب الاحترام للقوانين والأعراف في المجتمعات المضيفة؟

  • خلفية الانفصال: هل يعكس هذا النوع من السلوكيات الفردية فجوة ثقافية أو فكراً مجتمعياً لم يتأثر بعد بأجواء الانفتاح والتعاون المزعومة؟

هذه التصرفات، وإن كانت محدودة، تقوّض جهود الحكومات التي سعت إلى مد جسور التواصل، وتجعل الشعوب أكثر حذراً تجاه أي تقارب لا يرتكز على الاحترام المتبادل للقوانين والسيادة.


الرؤية الاستراتيجية: ما وراء المصلحة؟

من الواضح أن الدافع وراء السعي نحو التطبيع من الجانب الإسرائيلي هو في المقام الأول تحقيق مصالح اقتصادية وأمنية، والتحرر من العزلة الدولية المفروضة.

إن التحدي الذي يواجه الدول العربية هو كيفية تحقيق التوازن بين الاستفادة من الفرص الاقتصادية الجديدة وبين الحفاظ على المبادئ والقضايا الجوهرية. إن الاعتماد على أن التقارب الاقتصادي سيؤدي تلقائياً إلى حل القضايا السياسية المعقدة قد يكون رهاناً غير مضمون.

يجب على الأطراف العربية أن تدرك أن الحفاظ على المصالح العليا يتطلب التعامل بحذر شديد، والتمييز بين التعاون الاستراتيجي الذي يخدم المنطقة وبين التنازل عن الحقوق الأساسية. لقد اعتدنا في المنطقة العربية على التباين في المواقف، لكن من الضروري الآن التمييز بوضوح بين من يسعى للسلام المبني على الحق والعدل ومن يسعى لتحقيق أطماع توسعية على حساب الجار.

Read More
    email this

الثلاثاء، 4 يناير 2022

Published يناير 04, 2022 by with 0 comment

لماذا يصعب تكرار نموذج "كليفلاند كلينك أبوظبي" الصحي المتكامل في العالم العربي؟


لماذا  يصعب توفير مثل هذا المستشفى المتكامل  في الدول العربية ؟

لماذا يصعب تكرار نموذج "كليفلاند كلينك أبوظبي" الصحي المتكامل في العالم العربي؟



مقدمة: نموذج "كليفلاند كلينك أبوظبي" كوجهة علاجية عالمية

في رحلة البحث عن رعاية صحية موثوقة وممتازة، تبقى بعض المؤسسات علامة فارقة في الذهن. ومن بين هذه الصروح الطبية الحديثة، يبرز مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي الواقع في جزيرة الماريه، كقصة نجاح تستحق التأمل والدراسة. منذ افتتاحه، لم يكتفِ المستشفى بجلب خيرة الأطباء والطواقم الطبية الأكفاء من مختلف أنحاء العالم، بل وضع معياراً جديداً للرعاية الصحية الشاملة والمتميزة في المنطقة.


لما يصعب توفير مثل هذا المستشفى المتكامل  في الدول العربية ؟

التنوع والكفاءة: سر التميز الطبي والإداري

يتميز كليفلاند كلينك أبوظبي بتعدد أقسامه واختصاصاته، حيث يضم نخبة من الأطباء والجراحين المتخرجين من أعرق الجامعات العالمية. هؤلاء الكفاءات، الذين تركوا بصمات واضحة في مستشفيات مرموقة ببلدانهم، يمثلون قيمة مضافة للمرضى والمراجعين.

ورغم أن الاسم قد يوحي بأن الطاقم والإدارة أجانب بالكامل، إلا أن الواقع يكشف عن تنوع مذهل في الجنسيات، ما يشكل إثراءً حقيقياً:

  • تجد فيه الطبيب السوري، والممرضة المصرية، والأخصائي التونسي، والمعالج العراقي، إلى جانب العديد من الكفاءات العالمية.

  • وجود عدد كبير من أبناء الإمارات في مختلف الأقسام، مع هيمنة الكفاءات الإماراتية على المناصب الإدارية العليا، وهذا التوازن هو ما أضفى على المستشفى هذا التفرد والنجاح.

هذا التنوع اللغوي والثقافي يضمن سهولة التواصل؛ فالمراجع يستطيع التعبير عن حالته بالإنجليزية، العربية، الأوردية، الفرنسية، الألمانية، وغيرها، مما يزيل حاجز اللغة ويعزز راحة المريض.


لما يصعب توفير مثل هذا المستشفى المتكامل  في الدول العربية ؟

خدمات تفوق المعايير الفندقية: بيئة علاجية متكاملة

لا يقتصر التميز على الجانب الطبي، بل يمتد ليشمل تصميم مبنى المستشفى ومرافقه التي تضاهي، بل وتفوق، خدمات الفنادق العالمية ذات السبع نجوم. بدءاً من خدمة صف المركبات والمواقف الواسعة، وصولاً إلى المحلات التجارية التي توفر المأكولات والمشروبات والهدايا وخدمات العناية الشخصية، كل ذلك يهدف لتوفير تجربة مريحة ومتكاملة للمتعاملين.


لما يصعب توفير مثل هذا المستشفى المتكامل  في الدول العربية ؟

وإدراكاً لأهمية راحة الكادر، وفرت إدارة المستشفى بيئة عمل مثالية للطاقم الطبي والإداري، تشمل:

  • أماكن خاصة للراحة والاسترخاء وصالات لياقة بدنية.

  • مناصق هواء طلق ومنصات مطلة على البحر وكورنيش مصغر، مما يضمن تجديد طاقة الكادر.


الموقع الاستراتيجي وسلاسة الإجراءات

تم اختيار موقع المستشفى بعناية فائقة في جزيرة الماريه القريبة من جزيرة الريم، بإطلالة ساحرة على البحر. هذا الموقع، بالإضافة إلى تصميم الغرف الذي يوفر راحة نفسية للمرضى، يساهم في عملية الاستشفاء.

أما سير العمل، فيتسم بـ النظام واليسر المطلق؛ لا تعقيد في الإجراءات، ولا تأخير في المواعيد، ومصلحة المريض وذويه هي الأولوية القصوى. وقد أسهم هذا النظام الدقيق في عدم ورود أي شكاوى أو ملاحظات منذ الافتتاح، مما يؤكد على جودة الخدمة التي تفوق توقعات المراجع.



لما يصعب توفير مثل هذا المستشفى المتكامل  في الدول العربية ؟

الرؤية المستقبلية: لماذا يصعب تكرار هذا النموذج في الدول العربية؟

يعالج كليفلاند كلينك أبوظبي المرضى من مختلف الجنسيات والدول، سواء من الإمارات أو المقيمين فيها، أو زوار من دول عربية وإفريقية وأوروبية وأمريكية، ما يثبت عالمية المستشفى وعدم اقتصاره على شريحة معينة.

هنا يطرح السؤال الجوهري: لماذا يصعب توفير مثل هذا الصرح الطبي في باقي الدول العربية؟ وهل هذا الأمر مستحيل؟

الأمر ليس بالصعوبة المطلقة، خاصة وأن النموذج أصبح واقعاً ملموساً في دولة الإمارات. لكنه يتطلب أولاً وقبل كل شيء:

  1. رؤية قيادية واعية: عقل يفكر ويستطيع جلب مثل هذه المؤسسات الطبية العالمية.

  2. أشخاص يحملون "هم" المواطن: اهتمام حقيقي بالجانب الصحي للمواطنين والمقيمين باعتباره أهم ما يملك الإنسان.

إذا تم تخصيص جزء من الميزانيات المخصصة للمعدات الحربية والأسلحة لتطوير الأنظمة الصحية، يمكن لأغلب البلدان العربية إنشاء مؤسسات طبية بنفس الكفاءة. وهذا لن يوفر فقط رعاية صحية متقدمة، بل سيخلق فرص عمل ويكسب الكوادر المحلية خبرات هائلة بالاحتكاك مع الأطباء والإداريين العالميين الذين يملكون سنوات ضوئية من التطور في هذا المجال.

تخيلوا: مؤسسة طبية ضخمة في بلدان مثل سوريا والعراق واليمن، بطواقم محلية توجهها وتديرها كفاءات عالمية، تسير بنظام إداري يخلو من الفساد أو الاختلاسات، وتقدم العلاج للجميع دون تفريق أو عنصرية. هذه هي المنافسة الحقيقية التي يجب أن نسعى إليها.



 




Read More
    email this