الثلاثاء، 4 يناير 2022

Published يناير 04, 2022 by with 0 comment

لماذا يصعب تكرار نموذج "كليفلاند كلينك أبوظبي" الصحي المتكامل في العالم العربي؟


لماذا  يصعب توفير مثل هذا المستشفى المتكامل  في الدول العربية ؟

لماذا يصعب تكرار نموذج "كليفلاند كلينك أبوظبي" الصحي المتكامل في العالم العربي؟



مقدمة: نموذج "كليفلاند كلينك أبوظبي" كوجهة علاجية عالمية

في رحلة البحث عن رعاية صحية موثوقة وممتازة، تبقى بعض المؤسسات علامة فارقة في الذهن. ومن بين هذه الصروح الطبية الحديثة، يبرز مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي الواقع في جزيرة الماريه، كقصة نجاح تستحق التأمل والدراسة. منذ افتتاحه، لم يكتفِ المستشفى بجلب خيرة الأطباء والطواقم الطبية الأكفاء من مختلف أنحاء العالم، بل وضع معياراً جديداً للرعاية الصحية الشاملة والمتميزة في المنطقة.


لما يصعب توفير مثل هذا المستشفى المتكامل  في الدول العربية ؟

التنوع والكفاءة: سر التميز الطبي والإداري

يتميز كليفلاند كلينك أبوظبي بتعدد أقسامه واختصاصاته، حيث يضم نخبة من الأطباء والجراحين المتخرجين من أعرق الجامعات العالمية. هؤلاء الكفاءات، الذين تركوا بصمات واضحة في مستشفيات مرموقة ببلدانهم، يمثلون قيمة مضافة للمرضى والمراجعين.

ورغم أن الاسم قد يوحي بأن الطاقم والإدارة أجانب بالكامل، إلا أن الواقع يكشف عن تنوع مذهل في الجنسيات، ما يشكل إثراءً حقيقياً:

  • تجد فيه الطبيب السوري، والممرضة المصرية، والأخصائي التونسي، والمعالج العراقي، إلى جانب العديد من الكفاءات العالمية.

  • وجود عدد كبير من أبناء الإمارات في مختلف الأقسام، مع هيمنة الكفاءات الإماراتية على المناصب الإدارية العليا، وهذا التوازن هو ما أضفى على المستشفى هذا التفرد والنجاح.

هذا التنوع اللغوي والثقافي يضمن سهولة التواصل؛ فالمراجع يستطيع التعبير عن حالته بالإنجليزية، العربية، الأوردية، الفرنسية، الألمانية، وغيرها، مما يزيل حاجز اللغة ويعزز راحة المريض.


لما يصعب توفير مثل هذا المستشفى المتكامل  في الدول العربية ؟

خدمات تفوق المعايير الفندقية: بيئة علاجية متكاملة

لا يقتصر التميز على الجانب الطبي، بل يمتد ليشمل تصميم مبنى المستشفى ومرافقه التي تضاهي، بل وتفوق، خدمات الفنادق العالمية ذات السبع نجوم. بدءاً من خدمة صف المركبات والمواقف الواسعة، وصولاً إلى المحلات التجارية التي توفر المأكولات والمشروبات والهدايا وخدمات العناية الشخصية، كل ذلك يهدف لتوفير تجربة مريحة ومتكاملة للمتعاملين.


لما يصعب توفير مثل هذا المستشفى المتكامل  في الدول العربية ؟

وإدراكاً لأهمية راحة الكادر، وفرت إدارة المستشفى بيئة عمل مثالية للطاقم الطبي والإداري، تشمل:

  • أماكن خاصة للراحة والاسترخاء وصالات لياقة بدنية.

  • مناصق هواء طلق ومنصات مطلة على البحر وكورنيش مصغر، مما يضمن تجديد طاقة الكادر.


الموقع الاستراتيجي وسلاسة الإجراءات

تم اختيار موقع المستشفى بعناية فائقة في جزيرة الماريه القريبة من جزيرة الريم، بإطلالة ساحرة على البحر. هذا الموقع، بالإضافة إلى تصميم الغرف الذي يوفر راحة نفسية للمرضى، يساهم في عملية الاستشفاء.

أما سير العمل، فيتسم بـ النظام واليسر المطلق؛ لا تعقيد في الإجراءات، ولا تأخير في المواعيد، ومصلحة المريض وذويه هي الأولوية القصوى. وقد أسهم هذا النظام الدقيق في عدم ورود أي شكاوى أو ملاحظات منذ الافتتاح، مما يؤكد على جودة الخدمة التي تفوق توقعات المراجع.



لما يصعب توفير مثل هذا المستشفى المتكامل  في الدول العربية ؟

الرؤية المستقبلية: لماذا يصعب تكرار هذا النموذج في الدول العربية؟

يعالج كليفلاند كلينك أبوظبي المرضى من مختلف الجنسيات والدول، سواء من الإمارات أو المقيمين فيها، أو زوار من دول عربية وإفريقية وأوروبية وأمريكية، ما يثبت عالمية المستشفى وعدم اقتصاره على شريحة معينة.

هنا يطرح السؤال الجوهري: لماذا يصعب توفير مثل هذا الصرح الطبي في باقي الدول العربية؟ وهل هذا الأمر مستحيل؟

الأمر ليس بالصعوبة المطلقة، خاصة وأن النموذج أصبح واقعاً ملموساً في دولة الإمارات. لكنه يتطلب أولاً وقبل كل شيء:

  1. رؤية قيادية واعية: عقل يفكر ويستطيع جلب مثل هذه المؤسسات الطبية العالمية.

  2. أشخاص يحملون "هم" المواطن: اهتمام حقيقي بالجانب الصحي للمواطنين والمقيمين باعتباره أهم ما يملك الإنسان.

إذا تم تخصيص جزء من الميزانيات المخصصة للمعدات الحربية والأسلحة لتطوير الأنظمة الصحية، يمكن لأغلب البلدان العربية إنشاء مؤسسات طبية بنفس الكفاءة. وهذا لن يوفر فقط رعاية صحية متقدمة، بل سيخلق فرص عمل ويكسب الكوادر المحلية خبرات هائلة بالاحتكاك مع الأطباء والإداريين العالميين الذين يملكون سنوات ضوئية من التطور في هذا المجال.

تخيلوا: مؤسسة طبية ضخمة في بلدان مثل سوريا والعراق واليمن، بطواقم محلية توجهها وتديرها كفاءات عالمية، تسير بنظام إداري يخلو من الفساد أو الاختلاسات، وتقدم العلاج للجميع دون تفريق أو عنصرية. هذه هي المنافسة الحقيقية التي يجب أن نسعى إليها.



 




    email this

0 comments:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا