الأحد، 30 مارس 2025

Published مارس 30, 2025 by with 0 comment

الأزمة الإنسانية في غزة: القتل الممنهج وتحديات الجوع ونقص الدواء

 

القتل لمجرد القتل في غزة

الأزمة الإنسانية في غزة: القتل الممنهج وتحديات الجوع ونقص الدواء 


يستمر القصف والاستهداف بأدوات عسكرية متنوعة في قطاع غزة، حتى بعد الإعلان عن بعض اتفاقيات وقف إطلاق النار المؤقتة وتبادل الأسرى.

الوضع الإنساني لأهالي غزة لا يمكن وصفه إلا بالمأساوي والمُزري. الشعب الفلسطيني يُترك وحيداً بين فكي الحصار العسكري الذي يمنع وصول أبسط الاحتياجات الأساسية. في حقيقة الأمر، لا يمكننا لوم الحصار الخارجي فقط، بل يجب الاعتراف بأن ضعفنا وعجزنا هما ما قويا من هذا الحصار.

1. استراتيجية كسر الإرادة: مسح الأحياء واستهداف المدنيين 

بعد القصف والتدمير واسع النطاق للمباني التي كانت تؤوي الفلسطينيين، تحولت الأحياء إلى ركام يحتاج إلى جهد جبار لإعادة الحياة إليه. المشهد تحول إلى استهداف مستمر لكل ما يتحرك، بهدف واضح هو كسر الإرادة الفلسطينية في غزة والضفة، وهذا لن يحدث بإذن الله مع شعب تعايش وتأقلم مع بطش الاحتلال.

كل من يمشي على تراب غزة، سواء كان صحفياً، طفلاً، شيخاً، مسعفاً، أو من فريق الإنقاذ، أصبح هدفاً محتملاً للنيران التي لا تفرّق. إن العمليات العسكرية الممنهجة لا تحكمها حدود، ولا تستجيب إلا للغة القوة التي يجب على الأمة أن تستعيدها.

2. التساؤل الكبير: هل تملك الأمة القوة الكافية للتوحُّد؟ 

يبرز تساؤل هام: هل لدينا الكفاءة والمقدرة على مواجهة التحديات السياسية الإقليمية والدولية؟ وهل كل إمكانياتنا وقدراتنا تستطيع أن تفرض تغييراً على المشهد السياسي في المنطقة؟

نعم، نحن مجتمعين نمتلك قوة جبارة. بالوحدة والتآلف، يمكننا أن ننافس أقوى القوى. ولكن يظل التحدي: هل سنتواضع لبعضنا ونخفض جناح التعالي، ونوحد الصف للوصول إلى الغاية الأسمى التي تنهض بها الأمة من جديد؟

إن مهمة جمع كلمة العرب وإظهارها للعالم لا يجب أن تُلقى على عاتق قيادة واحدة؛ بل يجب أن يقوم بها الجميع. لا يمكن الاعتماد على قيادات منكفئة وضعيفة داخلياً؛ فالأمر يتطلب عملاً دؤوباً ووحدة صف.

3. ثلاثية الأزمة المعيشية: القتل والجوع ونقص الخدمات الصحية 

الوضع على الأرض يكشف عن أزمة إنسانية شاملة ذات ثلاثة أبعاد رئيسية، تتطلب تدخلاً فورياً:

  1. الموت بسبب العمليات العسكرية: القصف والاستهداف المستمر باستخدام أعتى الأسلحة، مما يحصد الأرواح المدنية.

  2. الموت جوعاً ونقص الطعام: أصبح المتحكم في مرور المساعدات هو الاحتلال، والشاحنات لا تتحرك إلا بأوامره. الطعام المتوفر في القطاع، معظمه من المعلبات ذات القيمة الغذائية المحدودة. الأسوأ هو جشع بعض التجار الذين يرفعون الأسعار أضعافاً مضاعفة، مما يحرم الأسر من أبسط مقومات البقاء.

  3. نقص الخدمات الطبية: تم تعطيل الخدمات الصحية بشكل شبه تام؛ نتيجة تدمير المستشفيات واستهداف الطواقم الطبية. هذا انعكس سلباً على المصابين الذين بدأت حالاتهم تتدهور، بالإضافة إلى النقص الحاد في الأدوية والمعدات اللازمة.

المشهد في غزة واضح ولا يحتاج لتحليل معمق. ولكن لعل كلمة منا تصل إلى مسامع من لهم قلوب واعية وضمائر حية تخاف الله، وتدرك أن لديها مسؤولية تجاه إخوانها. القوة بيد الله وحده، وعلى الأمة أن تتخذ الأسباب وتتوحد.

    email this

0 comments:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا