الجمعة، 3 ديسمبر 2021

Published ديسمبر 03, 2021 by with 0 comment

"صدمة النجم": التفسير النفسي وراء بكاء وصراخ الجماهير عند رؤية المشاهير

إنهم غير مصدقين!

"صدمة النجم": التفسير النفسي وراء بكاء وصراخ الجماهير عند رؤية المشاهير



في مشهد يتكرر في عوالم الشهرة، قد نرى نجماً لأحد البرامج الحوارية يمر وسط حشود جماهيرية هائلة في معرض للكتاب. تحيط به إجراءات أمنية وحواجز تمنع وصول الجمهور إليه. لكن، بمجرد مروره، تضج الجماهير بالصياح، والصراخ، وحتى البكاء، في حالة من الذهول وكأنهم "غير مصدقين" أنهم يرونه وجهاً لوجه.


يثير هذا المشهد تساؤلاً جوهرياً، خاصة عند مقارنته بحفلات توقيع كبار الروائيين والمفكرين، التي قد لا يتجاوز الحضور فيها المئة أو المئتي شخص، بينما يتجاوز جمهور "نجم التوك شو" الآلاف. لكن بعيداً عن هذه المقارنة، يبقى السؤال الأهم: ما هو سر ظاهرة بكاء وصراخ الجماهير عند رؤية نجومهم؟


ما هي ظاهرة "صدمة النجم" (Starstruck)؟


يعتقد البعض أن هذا الصراخ والصياح قد يكون مفتعلاً بهدف لفت الانتباه أو إثارة التفاعل. لكن الحقيقة أن هذه الظاهرة تُعرف علمياً بـ "صدمة النجم" (Starstruck).


إنها حالة نفسية حقيقية وصدمة عاطفية تحدثها مقابلة المشاهير والرموز "الأسطوريين" وجهاً لوجه في نفوس معجبيهم. هذه الحالة لا علاقة لها بالادعاء، أو التصنع، أو أنها تصرفات مدفوعة الأجر لجذب انتباه الإعلام.


ظاهرة عالمية وتاريخية

هذه الحالة ليست جديدة، بل هي ظاهرة عالمية ذات جذور تاريخية عميقة، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك:

  • فريق البيتلز (The Beatles): في الستينيات، احتشدت الجماهير بالملايين في مطار هيثرو لاستقبال أعضاء الفريق. كانوا يتصايحون ويبكون، غير مصدقين أنهم يشاهدون "الفريق الأسطورة" أمامهم.


  • عبد الحليم حافظ: في مصر منتصف السبعينيات، تكرر المشهد بشكل مأساوي إثر وفاة الفنان عبد الحليم حافظ. أصيبت الفتيات بنوبات صراخ وحزن شديدة، ووصل الأمر ببعضهن إلى إلقاء أنفسهن من الشرفات كنوع من الانهيار العاطفي الكامل.


التفسير النفسي: لماذا نفقد السيطرة؟


لفهم هذه الظاهرة، يمكن النظر إلى ما ذكره الكاتب روبرت جرين في كتابه الشهير "قواعد السطوة" (The 48 Laws of Power). يتحدث جرين عن "الهالة" أو "السطوة" التي يبنيها المشاهير حول أنفسهم، والتي تجعلهم في مكانة شبه أسطورية في عقول متابعيهم.


عندما يلتقي المعجب بالنجم، يحدث تصادم بين الصورة الذهنية "الأسطورية" وبين الواقع المادي. هذه اللحظة، التي يتحول فيها الحلم إلى حقيقة، تسبب صدمة عاطفية ونفسية تفقد صاحبها السيطرة على ردود أفعاله، فتنفجر المشاعر في صورة صراخ أو بكاء.


أهمية دراسة الظاهرة

إن دراسة ظاهرة "صدمة النجم" ومعرفة دوافعها ليست مجرد أمر "طريف"، بل هي شديدة الأهمية لعدة أسباب:

  1. فهم السلوك الإنساني: تساعدنا على تفسير سلوكيات الجماهير وآليات عمل العقل الجمعي.

  2. قوة التأثير: تكشف مدى هيمنة المشاهير والرموز على نفوس وقلوب متابعيهم والمؤمنين بهم.

  3. التوجيه الإيجابي: يمكن الإفادة من فهم آليات هذا التأثير الكبير في توجيه الجماهير والتأثير عليهم، ليس فقط في المجال الترفيهي، بل أيضاً في دعم القضايا الاجتماعية والإنسانية التي تستحق كل هذا الاهتمام والشغف.

Read More
    email this
Published ديسمبر 03, 2021 by with 0 comment

لقد تغيرت فماذا عنك؟

 


لقد تغيرت فماذا عنك؟


ذاع على مواقع التواصل، مقطع مصور لطيف وملهم في الوقت نفسه، برغم حدته المضمرة، لقد بدا الصوت أنثوياً صرفاً ونسوياً بوضوح.


حيث تسرد فتاة بقوة وثقة الخلاصة التي توصلت لها في علاقاتها مع الآخرين فتقول: لقد تغيرت!


بهذه العبارة تبدأ حديثها، بتلك النعومة الحارقة، والواثقة في الوقت نفسه، تتوالى الجمل بدقة هادفة، فيشعر السامع أنها آتية من قصص وتجارب وجراحات لا يستهان بها، وذلك ما جعلها تتغير وهنا تصح تلك الجملة القائلة (نحن لا نتغير بمرور الزمن ولكن بمرور البشر)!


تقول: «لقد تغيرت، توقفت عن السعي لمراضاة الزعلانين، والسؤال عمن لا يسأل عني، وأن أحمّل نفسي عناء الشرح والتبرير للذين يتعمدون سوء الفهم أو للأغبياء الذين لا يفهمون، كما توقفت عن التبرير للذين يخطئون علي ويتجاوزون حدودهم، أو لمن يحكم علي دون أن يستمع إلي»، فما أحوجنا جميعاً لهذا الوعي.


هل نحتاج فعلاً لأن نتغير؟ نعم إذا كان ذلك لصالح حياتنا وعلاقاتنا وصحة نفسياتنا، فهناك أشخاص قد يدمروننا باسم الحب، وقد يحولون حياتنا إلى عذابات لا تنتهي بسبب نرجسيتهم وأنانيتهم، وهناك من لا ينتصر إلا لذاته، ولا يثق بمحبتك لأنه لا يراها أصلاً، هؤلاء يقول لك العالمون ببواطن النفس البشرية أخرجهم من حياتك وأغلق دونهم الباب، وأنقذ نفسك!


إن البشر بكل ما يضمرونه وما تنطوي عليه قلوبهم وضمائرهم، وتراكمات حياتهم، وسجلات تربيتهم العائلية، والصدمات التي تلقتها طفولتهم، وما زُرع فيهم من تعليمات وقيم وأخلاق قد يكونون أكبر مقالب الحياة أحياناً!


فحين تتقاطع ظروف حياتنا مع ظروف حياتهم، لابد أن نتوقع منهم الكثير، لكن ما نتوقعه ليس بالضرورة أن يتسق مع تصوراتنا، فوعي الناس وطبيعة نفوسهم وإدراكهم للعلاقات ليس من السهل تحديده أو رسمه بحسب أمنياتنا، مع ذلك فنحن من عليه أن يقرر أي التغييرين نحتمل وأيهما نختار!



الكاتبه:عائشة سلطان

Read More
    email this

السبت، 27 نوفمبر 2021

Published نوفمبر 27, 2021 by with 0 comment

رحلة الإمارات نحو الريادة: كيف حولت "لا للمستحيل" إلى واقع؟


مثليو الافلام تم حظرهم ولكن من سيحظر مثليو الواقع

 رحلة الإمارات نحو الريادة: كيف حولت "لا للمستحيل" إلى واقع؟


تُقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً فريداً في التنمية السريعة والتقدم، ففي الوقت الذي يشهد فيه العالم تحديات متلاحقة، اختارت الإمارات أن تركز بوصلتها نحو تحقيق الإنجازات، مُبهرةً المراقبين بنقلات نوعية متتالية، كان من أبرزها طموحها العلمي الكبير المتمثل في "مسبار الأمل" لاستكشاف المريخ.


إن هذا المسار، الذي يرفع شعار "لا للمستحيل"، لم يكن وليد صدفة، بل هو نتاج رؤية استراتيجية واضحة.


سر نجاح الإمارات: الاستثمار في الإنسان أولاً

كثيراً ما يُطرح السؤال: كيف وصلت الإمارات إلى هذه المرتبة المتقدمة عالمياً في فترة زمنية قياسية؟

يكمن الجواب الجوهري في فلسفة القيادة. فمنذ عهد الأب المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، تم وضع حجر الأساس على مبدأ أن "الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الإنسان".

لم تكن الأولوية يوماً لجمع الثروات، بل لتسخيرها لبناء مجتمع متعلم، ومتمكن، وقادر على قيادة عجلة التطور. هذه الفلسفة، التي سار عليها قادة الدولة من بعده، هي التي حولت التحديات إلى فرص وجعلت من الإمارات منارة للتقدم في المنطقة.


"أسعد شعب": رفاهية المواطن كأولوية استراتيجية

لم تأتِ مقولة "أسعد شعب" التي يفتخر بها الإماراتيون من فراغ. إنها نتيجة عمل دؤوب ومتابعة مستمرة لاحتياجات المواطنين. يتجسد هذا النجاح في:

  • بنية تحتية متطورة: تمتلك الإمارات اليوم بنية تحتية تضاهي أرقى دول العالم جودة وكفاءة.

  • جودة الحياة: السعي المستمر لتحسين الخدمات والبيئة المعيشية، وتقريب المسؤولين من المواطنين والاستماع لاحتياجاتهم.

  • الأمن والأمان: الشعور العام بالرضا والراحة والأمان الذي يعتبره الكثيرون الركيزة الأساسية للاستقرار والازدهار.

إن هذا النموذج، الذي يضع رفاهية المواطن في صميم خططه، هو ما يغذي الولاء العميق بين الشعب والقيادة.


مواجهة التحديات: "الشجرة المثمرة" في وجه الرياح

كما هو الحال مع أي قصة نجاح كبرى، فإن المسيرة لا تخلو من التحديات. تنطبق مقولة "الشجرة المثمرة تُقذف بالحجارة" على مسيرة الإمارات، فمع كل إنجاز كبير، يزداد التركيز والتدقيق.

واجهت الدولة محاولات للتشكيك في إنجازاتها وانتقادات، ليس فقط من خصوم تقليديين، بل أحياناً من جهات كان يُتوقع منها الدعم والمساندة.


أسباب النقد والتدقيق:

  1. النجاح السريع: غالباً ما يثير التطور السريع والنجاح الباهر مشاعر الغيرة أو التنافسية، مما يدفع البعض للبحث عن أخطاء أو محاولة التقليل من شأن الإنجازات.

  2. اختلاف التوجهات: قد تنبع بعض الانتقادات من اختلافات في الرؤى السياسية أو المذهبية في المنطقة، حيث تحاول بعض الأطراف إعاقة مسيرة التنمية أو تشتيت التركيز.

  3. التأثير الإقليمي: كلما زاد نجاح الدولة، زاد تأثيرها، وهو ما قد يتعارض مع مصالح جهات أخرى تسعى لفرض أجنداتها.

لكن هذه التحديات لم تنجح في إيقاف "قطار الإمارات السريع". بل على العكس، تكسرت هذه المحاولات على صخرة الإرادة الصلبة والتركيز على الهدف، وأثمرت عن المزيد من الإنجازات التي نالت احترام العالم.


نموذج يُحتذى به: من الانتقاد إلى الإشادة

من الملاحظ أن ردود الفعل تجاه النموذج الإماراتي قد تغيرت بمرور الوقت. فبعد أن كانت بعض الأصوات تركز على الانتقاد، أصبح السواد الأعظم من المتابعين في المنطقة العربية ينظرون إلى الإمارات بإعجاب وغبطة.

أصبح الكثيرون يتمنون أن تتبنى حكوماتهم نهجاً مماثلاً يركز على التنمية والرفاهية واستغلال الموارد من أجل الصالح العام. وتكفي قراءة التعليقات على أي حدث أو مشروع جديد في الإمارات لرؤية حجم الإعجاب والرغبة في تكرار هذا النموذج الناجح، الذي أثبت أن القيادة الحكيمة والراغبة في خدمة شعبها هي المفتاح الحقيقي للخروج من دوامات الفقر والتخلف نحو مستقبل مشرق.

Read More
    email this