الخميس، 6 أبريل 2023

Published أبريل 06, 2023 by with 0 comment

انتقادات رمضان

 

انتقادات رمضان

انتقادات رمضان 


رمضان شهر الخير والاحسان شهر الرحمة والمغفره الشهر الذي ينتظره كل مسلم ليجد ويجتهد ويقدم كل ما يستطيعه من جهد وعمل من أجل أن ينال الرحمة والغفران والدرجات العلى ويكتب له القبول من الله جل وعلا .


وبقدر الاجواء الايمانية والروحانيه التي يمتلئ بها الشهر الفضيل فإن هنالك أمور تعكر صفو هذا الجو الرائع وجميعها بسببنا نحن البشر الذين يجتمع فينا تناقض وتضاد عجيب لا يعرف تفسيره وتفاصيله سوى خالقنا سبحانه .


فنحن نحب الله ونسعى لنيل رضاه ونكثر من الطاعات والاجتهاد والعبادات وفي نفس الوقت نقوم بإنتاج الملهيات من مسلسلات وبرامج تافهه لا فائده منها سوى تضييع الاوقات المباركة وابعاد الناس عن العبادات والطاعات وخدش صيامهم والتأثير سلبا فيه .


ومع تلك العجائب التي تطبخ وتحضر قبل شهر الصيام وتعرض وتقدم فيه تظهر لنا فئتئين احداها غريبه ومجنونه وتقوم بتصرفات لا يمكن المرور عليها مرور الكرام والأخرى يفترض أن تكون نافعه وذات توجهات وأهداف طيبه ونبيله ولكنها تحوي بعض الغرابه أيضا وسنتطرق لكل فئه على حده . 


الفئه الأولى :فئه المنتقدين لما يعرض في رمضان وهم أول من يتابعه :

وهذه الفئه فيها انفصام غريب وعجيب وتناقض كبير جدا فهذه الفئه لا تتورع عن مشاهدة كل الملهيات  حتى ختامها ولا تفوت اي حلقة منها وتقضي نهار رمضان وليله وكل أوقاته المباركة في متابعه التفاهات وتنسى استغلالها في ما يفيد من قراءة قران وذكر لله والتقرب منه سبحانه ومن ثم تبدا بالانتقاد عبر منصات التواصل الاجتماعي و تنشر المقطع تلو المقطع وتزعجنا بدور المنتقد الحريص الخائف على ابناء مجتمعه من التجاوزات التي تعرض في المسلسلات أو ما يسمى بالأعمال الرمضانيه .


وتكون انتقادات هذه الفئه انتقائيه ومزاجية فهي في اغلب الاحيان تنتقد القصه وادوار الممثلين وبعض المقاطع واللقطات التي تأتي فيه والتي لا يجب ان تعرض في شهر رمضان وتضيف عليها بعض التحسينات من وجهة نظرها فنرى بعضهم يقول لو كان هذا المشهد كذا ولو لم يكن كذا كما سمعنا منذ ايام وقرائنا عبر تطبيق تويتر من انتقادات حول قيام ممثله بتصوير مشهد وهي تخلع الحساب وهذا الأمر ازعجهم كثيرا ليس من أجل الحجاب ولكن من أجل الدور نفسه وتصويره لبلد معين في هذا المشهد أي أنه لو لم تقم تلك الممثله بقصد دولة معينه لكان الأمر عاديا واعتياديا .


وما يثير الغرابه في هذه الفئه هي أنها لا تعترض على عرض تلك المهازل بكل تفاصيلها وتجاوزاتها  في باقي الأوقات غير رمضان وكأن ما لا  يجوز في رمضان من انحلال يجوز في غيره من أوقات أو أن الأمور التي يكره ويحرم على المشاهد رؤيتها في الشهر الفضيل يسمح ويجوز رؤيتها ومتابعتها في غيره يا للعجب! .



 الفئه الثانية : هي فئه المنتقدين لما يعرض في رمضان من أجل الدفاع عن الحق وتصحيح الأخطاء 

وهذه الفئه قد يكون ظاهر قصدها ومضمون انتقادها أمر حسن ومستحب وفيه بحث عن الصالح العام والحفاظ على روحانية رمضان وخصوصيته وابقائها محمية ونظيفه وخالية من أي معكرات ومؤثرات ولكن يؤخذ على هذه الفئه أيضا هو تضييع أوقاتها وأوقات من يتابعها في أمور لاتنفع وقد يكونون من دون قصد سببا في توجه البعض لمتابعة تلك البرامج والمسلسلات التي انتقدوها فكما نعلم جميعا أن الفضول صفه موجودة في البشر وقد ترى الانسان يستكشف ويبحث ليس من أجل التعلم أو كشف الحقيقة بل من أجل ارضاء فضول نفسه ومعرفة ما يوجد خلف الأكمة . 


وهكذا حينما يسمع الانسان الى هذا الانتقاد أو ذاك من هذا المشهور والذي لديه متابعين ومحبين ومعجبين تراه يبحث في محركات البحث أو في وسائل التواصل الاجتماعي عن هذا الشيء المنتقد ويبدأ بمتابعته لمعرفة الى أي مدى ستصل قصته وما هي تفاصيلها وتراه رويدا رويدا يندمج في القصه ويضيع أوقاته ويضيع فرص رمضان العظيمة عليه.


وهذه الفئه تحوي بعض طلاب العلم وبعض المشايخ الذي يفترض أن يكونوا قدوه وأن تكون بثوثهم ومنشوراتهم في أيام الصيام  مختلفه تماما عن ما يقدمونه في أيام الفطر فلو ركز هداهم الله على العبادات وكيفية استغلال أوقات رمضان وذكر ما كان عليه حال النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وال بيته الاطهار والتابعين لهم بإحسان في رمضان وما يجب أن يقوم به المسلم من الاقتداء بهم ومجاهدة نفسه واستغلال الجو الايماني الذي نعيشه في هذه الأيام المعدودات لكان ذلك أفضل وأحسن من انتقاد التأليف والمغالطات التي قدمت في المسلسلات التاريخية والدرامية  أو بعض البرامج الكوميدية التي تتسابق الفضائيات لتقديمها في هذا الشهر .


فنحن لانريد من يفتح أعيننا على ما نسيناه أو تنسيناه ولم نعد نهتم به في شهر رمضان وغير رمضان من هذه التفاهات التي لا تحمل بين طياتها أي فائده وكل ما تقوم به هو أنها تجرح الصيام وتثير الشهوات وتهيج الغرائز وتزيد من الذنوب والأثام بل نريد من يذكر ويوعي ويجعل القلوب والعقول متيقظه وواعية لأهمية هذه الأوقات وكمية البركة التي لا تعوض فيها ومن يعلمنا أن البركة في كل أوقات المسلم ويجب أن يستغلها في ما يفيده ويرفع من قدره في الدنيا والأخرة ويجعله في الفائزين .


وأخيرا رسالة الى المنتقدين :

أخواني من يريد منكم الخير بإنتقاده فلينشغل بنفسه فكلنا محتاج وضعيف  ولا يشغل الناس به فالناس فيهم خير والله سبحانه وتعالى عندما فرض علينا الصيام كان يعلم سبحانه التقلب الغريب الذي يمر على قلوبنا وعقولنا في رمضان فالقلوب تصير رقيقة والنفوس متلهفه لفعل الخيرات وقراءة القران والانكباب على الخيرات والبعد عن المنكرات وليست بحاجة الى تضييع ما تكسبه من أجر بمتابعة برنامج سلبياته أكثر من ايجابياته .


 وبشكل عام فإن الانتقادات ليست بالأمور المهمه لأن من يريد أن يقدم الخير في رمضان ويحرص على نشره يجب أن يقف ضد اضاعة أوقات المسلمين بما لا ينفعهم ويجب أن يحرص على أن يكون هنالك اعلام مضاد لهذا الاعلام الضار يحث على الطاعات واستغلال الأوقات المباركة في كل خير وينشر فكر مختلف عن الفكر السائد قبل رمضان الذي وللأسف أصبح الناس ينتظرون الملهيات التي يتم التحضير والاستعداد لها بصرف الأموال الطائله قبل شهور عديدة ومن ثم يأتي هؤلاء للترويج لها خاصة إن كان لهم متابعين ومحبين يتأثرون بهم ولا ينتقدون محتواهم بل يصفقون له . 

Read More
    email this

الأحد، 19 مارس 2023

Published مارس 19, 2023 by with 0 comment

قرارات مجحفة وشعوب صامته

قرارات مجحفة وشعوب صامته

قرارات مجحفة وشعوب صامته 


تعتبر منصات التواصل الاجتماعي متنفس لجميع المستخدمين وفضاءا مفتوحا وزاويه حوار او تفريغ يلجأ اليها من يريد اخراج ما بداخله من تساؤلات أو مشاعر أو طاقات سلبيه كانت أم ايجابيه بعيدا عن الرقابه  وحتى من يريدون بث الاشاعات والسموم والفتن سيجدون مرادهم فيها وهنالك أمر مهم أيضا تتضمنه هذه المنصات وهو التسريبات والأسرار التي تتعلق بالحكومات والمسؤولين وبعض القرارات التي كانت سرية ويفترض أن يفاجئ بها الناس ولكنها أصبحت بقدرة قادر وغلطة شخص معروضه للناس وأمام الملأ . 


ومن أهم المنصات وأكثرها فاعليه وتفاعلا منصة "تويتر" التي أصبحت منصة الشعب بسبب التغريدات السريعة التي تلف العالم بمجرد ارسالها وتلقى تفاعلا كبيرا وتجتمع في تويتر جميع المنصات الأخرى حيث يتم وضع روابط تأخذك الى الفيس بوك والانستغرام واليوتيوب وغيرها من المنصات  كما تلتقي فيه كل فئات المجتمع من أولياء الأمور ومسؤولين ووزراء ومن يليهم وعامة الشعب والاغنياء و الفقراء  والجاهلاء والمثقفين ومدعي العلم والثقافة وشيوخ العلم ومن يبحث عن المعلومة ومن يبحث عن التسلية واضاعة الوقت .


وتعرض  وتناقش على هذه المنصة مواضيع مهمه جدا تمس دول وشعوب بطريقة مباشرة بجانب التسليه والترفيه والأخبار المتنوعه ولفت انتباهي في السنوات الماضية وما زال الأمر مستمرا حتى الأن أمر مهم جدا لا يمكن إهماله وهو  التسريبات لبعض القرارات التي تصدرها الحكومات والمؤسسات في بعض الدول العربية حيث يتم نشر تغريدة تحوي وثائق تتعلق بمواضيع حساسة تهم المواطنين  من قبل حساب يستخدمه شخص ولا ندري ان كان هذا الشخص محسوبا على تلك الحكومة أو تلك المؤسسة أم أنه معارض لها ويسعى للنيل منها والتشهير بها واثارة الشعب واللعب بمشاعره  وما تلبث أن تنتشر تلك التغريدة وما تحويه في كل المنصة ويراها كل المستخدمين ومن كل الدول وهذا الأمر بقدر مساوئه وسلبياته إلا أن فيه العديد من الإيجابيات والمنافع . 


فمن سلبيات هذه التغريدات الثقيلة التأثير نفسيا على نفوس الشعب المستهدف منها وخاصة ان كان هذا الشعب يعيش في معاناه من حكومته وتقصيرها في حقه واحتكارها للخيرات والموارد هي وزمرتها المقربه منها  والمطبلين لها والمستنفعين من قراراتها وحتى المقتاتين على الفتات الذي يتركه المذكورين سابقا ومن الأمور السلبية التي تقوم بها أيضا هو زيادة الهوه بين الحكومة والشعب وجعل بعض افراد الشعب يبحثون على وسيله للنيل من الحكومة الظالمة بالظهور في وسائل الاعلام المختلفة ومنصات التواصل المنتشرة للحديث عن الظلم والاضطهاد الذي يقع عليهم مع المبالغة في الوصف لكسب استعطاف العالم وتحريك المنظمات الدولية الغربية التي تبحث عن أي فرصه من أجل الدخول الى الدول العربية والوقوف في وجه حكوماتها وايهام الشعب بحرصها ورغبتها في مساندتهم واسترجاع حقوقهم التي نهبت منهم ورأينا الأدوار التدميرية التي قامت بها تلك المنظمات في عديد من الدول.


 ومن السلبيات أيضا وهذه من أشدها خطورة  لجوء البعض للعدو الذي يراقب والذي قد يرسل عملائه والمتعاونين معه ويضع خيوطه ليصطاد من يسهل صيده من أبناء هذا الشعب او ذاك وبعد ذلك يقوم بتجنيده ضد بلده ويعزف على وتر المظلمة وأن مقاومة هذه الحكومة وعدم الرضوخ لها وعدم الرضا بما تقوم به من تصرفات أمر واجب ولو أدى ذلك الى احتراق البلد بكل من فيها .


وهنالك إيجابيات مقابله لتلك السلبيات قد تتأخر بالظهور ولكنها تظهر في النهاية  ويشعر بها الشعب ومنها الخوف الذي يصيب المسؤولين الموقعين على هذه القرارات والمنتفعين منها خاصة إن كان صدورها  من دون إجماع أو من دون دراسة للنتائج والانعكاسات التي ستترتب بعد تنفيذها وهذا ما هو حاصل بالضبط في أغلب القرارات التي تتخذ بدون دراسه مسبقه وتنفذ ارضاءا لأشخاص على حساب الملايين وتكون نتيجتها غضبه شعبيه يخشاها أصحاب القرار والمنتفعين منه ويتراجعون عنها أو يقومون بالتعديل عليها حتى يمتصوا موجة الغضب التي تصدر من الشعب المغلوب على أمره .



ومن ايجابيات تغريدات التسريبات هي اتضاح الصورة لدى من يجلسون على رأس الهرم في السلطة خاصة كالملوك والشيوخ والرؤساء وأصحاب السمو والمعالي  إن كانوا قد سلموا الخيط والمخيط للزمرة التي تحتهم من وزراء ومسؤولين ولم تكن لهم اي دراية بما يجري من ورائهم   وأصبحوا يفصلون ويلبسون بكل راحه وحريه ولكن ما أن تصلهم الأخبار ويعلمون بما يفعله اولئك المسؤولين يقومون بالتدخل ومنعهم من الاستمرار في غيهم وطغيانهم ولكن للأسف هذه الايجابية نادرة الحدوث نظرا لأن اغلب أولياء الأمور يثقون ثقة عمياء بمن ولوهم أمور الشعب ويصعب أن يمسكوا عليهم أي خطأ بسبب التعتيم والتغطيه والتعاون بين هذه العصابه التي يغطي كل واحد منها على مساوئ وتجاوزات الأخر وعند الاقالات وضبط أحد منهم متلبسا عن طريق الصدفه طبعا أو عند انهاء خدمة أحد منهم تخرج الاسرار والفضائح ولكن طوال فترة بقاء تلك الزمره في السلطة فإنها ستظهر بالوجه الحسن أمام القياده وستسرق وتحتال وتملئ جيوبها بالسر والخفاء .



ومما يزعج ويثير الغضب ويملىء الصدر حقدا وغلا  في تلك التسريبات  أن أغلب القرارت التي تحملها ظالمة ومجحفه ولا تحمل اي انصاف للمواطن والوطن وأغلبها  تصب لصالح فلان وفلان وتضر بباقي فئات الشعب ومما يجعلها تستمر هو الصمت الغريب للفئه الكبيره المتضرره التي يبدو أنها تعودت على الظلم ولم يعد بإمكانها انكاره وأصبح منظر العضو والمسؤول الفلاني وهو ينهب ويأخذ حقوقها أو يتفنن في اضاعتها أمرا عاديا وان حصل ضيق أو غضب فإنه لا يطول ويبقى لمدة قصيره لعدة أسباب أهمها هو المهدئات والمخدرات التي يتم اعطائها للشعب الغاضب وأنا هنا لا أقصد العقاقير المهدئه والمخدره بل أقصد بعض العطايا والمكافأت وبعض التغيرات والتعديلات  التي لا تؤثر على غنيمة الزمره السارقة ووضعها المادي  وتفي بالغرض وتحقق هدفهم الأول وهو تهدأت الشعب وامتصاص غضبه وهذه الطريقة قد تنجح في معظم البلدان الا البلاد التي تشرب شعبها الخطه وعرفوا الحيلة التي لم تعد تنطلي عليهم والتي يقوم بها هؤلاء المسؤولين وتراهم رغم التعديلات يتظاهرون ويغضبون ويهاجمون ويعترضون ويستمرون في الاعتراض من دون توقف.


علة مستمره في بلداننا لم نجد لها حل على الرغم من توافر الحلول ولكن تكرارنا لنفس الأخطاء في اختيار الشخصيات التي تتولي المسؤولية والتي تأتي للسلطه وهي جائعه وتريد أن تلتهم كل ما تصل له يدها وبعد أن تذهب وتترك المكان لأي سبب كان انتخابات جديده أو اقالات أو استقالات تأتي شخصيات أكثر جوعا وجشعا وتريد أن تقوم بما قامت به الزمره التي قبلها بل تريد أن تتعداها في النهب والسلب ولا أدري متى سنحسن اختيار الاشخاص ومتى سيمنح الشعب فرصة لاختيار من يتولى مهام العمل في الوزارات والمؤسسات الخدمية بعيدا عن الواقع الحالي .


 بالاضافة الى الصمت المميت والسكوت عن الظلم من دون اي رد فعل من الشعب المغيب والمهمش والرضى بما سيأتي بعد ذلك من مهدئات لا تسمن ولا تغني من جوع  ووقوف العلماء و المثقفين  موقف المتفرج من دون المشاركة في توضيح خطوره هذه  القرارات على الأمة والتأثيرات التي قد تفتح باب جحيم يصعب اغلاقه أو الاعتراض بأسلوب علمي مقبول تبرز فيه سلبيات هذه القرارات مقارنة بالايجابيات التي يفترض أن تكون هي الأكثر  وعدم الخوف من الله ومراقبه النفس ومحاسبتها من أصحاب القرار والقائمين على شؤون البلاد والعباد وتفضيلهم أنفسهم على وطنهم وابناء شعبهم ولا نبالغ في هذا الأمر فالحسد والجشع أمران مستشريان في أمتنا . 

Read More
    email this

الأحد، 12 مارس 2023

Published مارس 12, 2023 by with 0 comment

العرب جرب

 
العرب جرب

العرب جرب 


انا اعتذر على هذا العنوان الذي سيزعج الكثيرين من الذين ستقع اعينهم عليه  ولكن بالفعل هذه هي الحقيقة التي أراها بعيني هذه الأيام فكم هو مزعج حينما يخرج مسؤول كبير في بلد او عالم دين يفترض أن يكون قدوه لجيل الشباب بحديثه وتعامله أو استاذ في التاريخ والشؤون السياسيه  وهم يشتمون أو ينتقصون من دول شقيقة لها فضل كبير عليهم وعلى شعبهم وبلدهم ووقفت مواقف عظيمة معهم ولكن لم تقدر ولم يعمل لها اي اعتبار والأسباب يعرفها هولاء فقط دون غيرهم . 


ما حدث في الاشهر الماضية والاسابيع الاخيره من البعض من الذين ذكرت صفاتهم وما بدر منهم من تصريحات لا تجوز نهائيا وليس فيها اي حق أو انصاف وفيها كثير من الجحود ونكران الجميل الذي لا يستطيع عاقل ومتابع أن يتجاهله وخاصة إن تحدثنا عن دول الخليج العربي التي منذ نشأتها وهي تقوم بدور السند للدول العربية الكبرى التي ظهرت قبلها مثل مصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا والجزائر وتونس وتخيل أنه بعد كل ما قامت به تلك الدول الخليجية وقدمته من تضحيات تهاجم ويشكك في دينها وعقيدتها وولائها ويشتم قادتها ورموزها ويهان شعبها لأسباب لاترتقي لأن تكون أسبابا أصلا إنما هي أفكار عقيمه وسقيمه رزعت في عقول وقلوب اولئك الذين يرمون هذه الدول .


سمعنا تصريحات من مسؤولين فلسطينين أصحاب قرار ومصريين محسوبين على جماعة الأخوان وبعض من يطلق عليهم وللأسف الشديد مشايخ وهم  بعيدين كل البعد عن المشيخه وما يتطلبه هذا المسمى من ضوابط وشروط شرعية وأخلاقيه لا يمتلكها كل شخص وهم يتحدثون عن دول الخليج بطريقة تشرح لك الحقد الذي تمتلئ به نفوس وصدور هؤلاء تجاه اخوانهم ولا ندري هل هو بسبب فشلهم في ادارة دولهم مثلما هي الدول الخليجية التي تعيش حالة جميلة من الاستقرار والأمن والأمان يجعل كل المحاولات التي تحدث لزعزعة أمنها تتكسر من دون أن تحدث أي أثر ولو بسيط فيها أم أنه الحسد بسبب الحب الذي يحظى به الحكام من شعوبهم والالتفات الشعبي حول السلطة الذي نراه في الكروب والأفراح التي مرت على تلك الدول . 


أولئك الحاقدين أو الحاسدين يتحدثون كثيرا عن فضلهم على الدول الخليجية وأنهم قاموا وعلموا وعملوا وانشأوا وربوا ووو وهذا الأمر لا اعتقد أن هنالك خليجي ينكره فالمصريين والسوريين والفلسطينيين والأردنيين والسودانيين أيضا قاموا بدور كبير في الدول الخليجية منذ نشأتها ولهم فضل في التعليم والتدريب ولكن كل ذلك لم يكن بالمجان وكان بأجر وتسهيلات كبيره فاقت ما حصل عليه أبناء البلد تثمينا لدورهم المهم ومازال البعض منهم يعطي ويقدم حتى اليوم ولكن هذا لا يعطي أيا منهم الصلاحية للانتقاص والهجوم على أي بلد لأنك اخذت حقك وأكثر من حقك حينما قدمت لي ما قدمت من خدمات ولكن إن كانت بلدك يكثر فيها الفساد والمفسدين من أبنائها فلا دخل لي بما يجري في بلدك.


وفوق ان المذكورين أو اجدادهم أخذوا حقوقهم كاملة أثناء عملهم في دول الخليج في تلك الفترات فإن هذه الدول التي تتهجمون عليها وتطالبون بأخذ نصيبكم من بترولها لم تقصر في يوم من الأيام في دعمكم والوقوف معكم في افراحكم واتراحكم بل أمرت شعوبها المحبة لكم ولكل ما هو عربي بأن تهب لنصرة أخوانهم ودعمهم بكل ما تستطيع وتلبية للنداء خرجت القوافل الغذائية والمساعدات المتنوعة وحتى المقاتلين والمجاهدين نفروا نصرة لأخوانهم واستشهدوا على أراضيكم واختلطت دمائهم بدماء المرابطين في تلك الدول وهنالك وقفات سطرها التاريخ واعجب بها كل أحد ما عدا العرب الذين  كما قلت جرب ينكرون الجميل ولا يذكرون الفعل الحسن عندما لا يجدون منك ما يريدون . 


وبالنسبة للمشايخ ومن يقفون على المنابر ويستمع اليهم الألاف من البشر وهم يقذفون أخوانهم وينعتوهم بأبشع وأقذر الألفاظ ألا يستحي هؤلاء وهم من على منبر الحق بأن يصدحوا بالباطل وبدلا من أن يوحدوا الكلمة يألبوا الشعوب على بعضها ويزرعوا الحقد في قلب الشاب والطفل والبالغ ويجعلوه يعتقد أن ما يجري في بلاده سببه أولئك الذين يفترض أن يكونوا أخوه وأن النعيم الذي يعيشونه في دولهم كان يفترض أن يكون من نصيبهم وأن هذه الخيرات يجب أن تكون مناصفة بينهم وليست حكرا على دول الخليج وحكامها ،  وسؤالي هنا كيف لرجل دين يفترض أن يذكر الناس بالله ويحثهم على الخير وترك المنكرات ويقربهم الى الله ويدعوا الى الوحدة وينبذ الفرقة أن يقوم بمثل هذه التصرفات وأن تخرج من فمه ألفاظ لا تجوز في مكان عام فكيف إن كان هذا المكان بيت من بيوت الله ؟ 


ومن الأساليب التي اتخذها هؤلاء أيضا هو الحديث عن الشعوب ودعم اشخاص سليطي الألسن للنيل من أخوانهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى تحدث معارك فيها التقاذف بالألفاظ والشتائم والتشكيك في إسلام وعروبة كل طرف والمستفيد من الأول من كل ما يحدث هو العدو الأول للإسلام والمسلمين وهو الكيان الصهيوني الذي يغذي هذه الفرقة ويدعم اشخاص هو أيضا حتى يستمروا في تحقيق أهدافه التي يساعد بعض الفلسطينيين في تحقيقها بتعاملهم المباشر معه وهذا الموضوع سبق لنا التطرق له في موضوع سابق بعنوان "النضال الفلسطيني بين التأكيد والتشكيك" .


ان التفكير السائد بين  هؤلاء أمر محزن ومخيب للأمل وأعتقد أن هذا الأمر وهذه التصريحات جعلت الدول الخليجية تراجع بعض الأمور والإجراءات التي كانت تقوم بها تجاه اخوانها حتى تقي نفسها خاصة بعد ان تبين أن هنالك أخوة يتمنون زوال تلك الدول ويسعون للإضرار بها كما فعلوا في السابق في الأردن واحداث أيلول الأسود وكذلك في الكويت أيام الغزو العراقي  والمحاولات التي كانت في المملكة العربية السعودية والإمارات ولا يستطيع أحد أن يلوم أي دولة خليجية في أي اجراء تقوم به من أجل تأمين أمنها وأمن شعبها ولو كان هذا الأمر على حساب إخوانها الأعداء الذين لم يستمعوا لنصيحة أو توجيه . 


لا اعرف ما هي الاسباب التي جعلت هذا الهجوم المتكرر على دول الخليج مستمر رغم كل ما قلناه من مواقف مشرفة قامت بها هذه الدول في حق اخوانها ولكنها رسالة أوجهها لكم يا عرب أن كان لديكم قوة وغضبه وغيره اجعلوها في وجه عدوكم واحموا مقدساتكم ولا تتمنوا لأخوانكم الهلاك والزوال فإنه بزوالهم وهلاكهم ستهلكون معهم لأن المصير واحد وما صاب أخي سيصيبني عاجلا أم أجلا وقد تكون كلمة الزعيم الليبي الراحل المثير للجدل معمر القذافي صحيحه حينما قال في احدى القمم " أن الدور سيأتي علينا جميعا فلا بد من التكاتف ونبذ الفرقه " وسواء كان يقصد ما قاله أم لم يقصده فهو صحيح ورأيناه يحدث بأعيننا نسأل الله الهدايه والصلاح وأن يحفظ بلاد المسلمين ويزيل الفرقه والحسد والبغض من قلوبنا . 

Read More
    email this

السبت، 11 مارس 2023

Published مارس 11, 2023 by with 0 comment

لغتك هويتك اعتز بها ودافع عنها

 

لغتك هويتك اعتز بها ودافع عنها

لغتك هويتك اعتز بها ودافع عنها 


لفت انتباهي هذا المقطع الذي جمع مذيعه احد البرامج مع فتاه في سن الدراسة حيث أصرت الأخيره على التحدث باللغة الانجليزية ولكن المذيعه اصرت على أن تتحدث باللغة الأم وهي اللغة الأسبانية وبعد أن اشتد اصرار الفتاة أشتدت لهجة المذيعه وارتفع صوتها وأصبح اسلوبها في الكلام أكثر قوة وحمل بعض كلمات التهديد المخلوط بدعوى الاعتزاز باللغة وفي النهاية رضخت الفتاة لطلب المذيعه واعتذرت منها أو وافقت على رايها وردت عليها باللغة الأسبانية .


بغض النظر على الطريقة والأسلوب التشدد الكبير من المذيعه مع الفتاه إلا أنها تشكر على هذا الاعتزاز الكبير بلغتها واصرارها على ان تكون هي لغة الحوار في البرنامج وهذا أمر يجب أن يقوم به كل شخص يحب لغته ودينه فلغة البلد تعتبر عنوانا له وكثيره هي  الشعوب التي  تقيس ولائها وحبها لوطنها باللغة التي يتحدثون بها ودائما ما تركز العديد من الدول كألمانيا على الحديث باللغة الأم وحتى القادمين الى بلادها كالمغتربين واللاجئين والباحثين عن فرص العمل يجبروا على دخول معاهد من أجل تعلم اللغة لأنها ستكون لغة الخطاب الأولى لهم طول فترة اقامتهم أو ان ارادوا الحصول على جواز البلد أو الامتيازات التي تعطيها الدولة لهم . 


وطبعا في البلاد العربية التي خص الله شعوبها بأفضل وأسمى لغة وهي اللغة العربية لغة القرأن أصبح ابنائها هم من يقومون بطمس هويتها وتشويه صورتها إما بتركها نهائيا او اضافة كلمات اجنبية على أغلبها ولم نعد نسمع اللغة العربية الفصحى الجميله الا في بعض البرامج ونشرات الاخبار في وقتنا الحالي بعكس السنوات الطويلة الماضية التي كانت هنالك برامج لا تعد ولا تحصى تعتني باللغة وتهتم بها وتدخل في تفاصيلها وأزمنتها وضمائرها وكان الناس يحضرون دروس مجانية عبر التلفاز والمذياع مختصه باللغة العربية الجميلة .


وكذلك الأمر في المدراس والمعاهد التي كانت اللغة العربية هي السائده فيها بل ان في بعض مراحل الدراسه كانت اللغة العربيه والحديث بها يفرضان فرضا على الطلاب حتى يتعودوا على أن تكون هي اللغة الأولى في التخاطب بينهم واتذكر تلك الأيام التي كنا نعود الى بيوتنا ونتحدث بالفصحى مع والدينا او في مجالسنا وتجمعاتنا وكانت فرحتنا بهذا التغيير لا توصف وفي اليوم التالي نتفاخر أمام معلمنا بأننا تحدثنا طوال اليوم بالفصحى من دون أن نأتي بأي كلمة عامية وكانت المراقبه الذاتيه حينها عالية جدا فماذا اختلف الأن؟ولماذا لا تعود مثل هذه النشاطات في المدراس بتخصيص يوم كامل أو أكثر في كل اسبوع للافتخار باللغة والحديث بها دون غيرها من اي لغة أو لهجه محليه ويبدأ بذلك المعلمين لكي يقتدي بهم الطلاب ويتم اخبار الطلاب بضروره نشر الحديث بالعربية الفصحى في اليوم المخصص لها خارج المدرسه وفي اي تعامل مع الاهل والاصدقاء أو شخص اخر . 


لماذا لم تعد اللغة العربية مقدرة في المدراس والجامعات والمعاهد ؟ لماذا اصبح الابناء من عدة سنوات ماضية لا يفقهون الكلمات العربية البسيطة ولا يستطيعون أن يصيغوا موضوعا بسيطا عن أي أمر من أمور الحياة الا بمساعده من هنا وهناك ؟ ولماذا أصبحت اللغة العربية لا يمكن أن تظهر لنا من دون اضافة كلمات اجنبية ؟ وهل هذه الاضافات تعتبر من التقدم أم انها تخلف وتأخر ؟ وما علاقة اللغة الاجنبية الدخيله باللغة العربية الأصيله وهل هذا التداخل والمزج يقوي اللغة القوية ؟  لماذا أصبحت اللغة العربية غريبه في بلادها وبين أهلها ؟ لماذا بتنا نسمع اللغة الجميلة السليمة من غير ابنائها ومن ولدوا وشبوا على لغات وثقافات مختلفه ؟ هذا أمر أخر يحتاج الى وقفه وتفصيل لأنه خطير جدا ومحزن في نفس الوقت . 


الأجانب الذي تعلموا اللغة ابهرونا بإتقانهم الحديث باللغة العربية  بل إن الكثيرين منهم درسوا اللغة العربية وعرفوا تاريخها وخبايها واسرارها وطبعا لم يجدوا كتابا أفضل من القران الكريم لاستقاء اللغة منه وأخذها من منبعها الصافي المليئ بالمعاني والكلمات التي تستحق التمعن والخوض في بحورها فدرسوا القران وحفظوه ايضا وشرحت صدور الكثيرين منهم للاسلام بمجرد سماعهم بعض الايات باللغة العربية التي فيها اعجاز رباني كبير وخاصة في حديث غير الناطقين بها وتعلمهم لها عن طريق القران وهنالك سؤال تداوله الكثيرين من المهتمين باللغة العربية وهو ألا نستحي من أنفسنا ونحن نرى غير ابناء اللغة هم من يهتمون بها ويدافعون عنها ويسعون الى نشرها ؟ ولماذا يؤثر الأجانب علينا لغويا في بلادنا من دون أن نؤثر عليهم وهم بين ظهرانينا ؟ 


ومما يعطينا أملا في استمرار الحفاظ على اللغة في زمن السوشل ميديا هو تلك البرامج التي خرجت من فتره بلغة عربيه فصحى سليمه رائعه سواء كانت ترفيهه او وثائقيه أو تاريخيه وقام أصحاب تلك البرامج والقنوات بدور رائع من قصد أو من دون قصد بدعم اللغة والتأثير على غيرهم من أصحاب القنوات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي واصبحت العربية الفصحى هي السائده والأكثر انتشارا في مواقع التواصل الاجتماعي بجانب اللهجات الأخرى ونرجو أن تكون العربية على الواقع كما هي في العالم الافتراضي وأكثر.


وهنا استحضر فيديو رائع للأمير السعودي خالد الفيصل وهو يتحدث عن اللغة في موقف حدث له وتعليقه بعد سماعه مقابله لمرأه في لقاء تلفزيوني تقوم بمزج اللغة العربية بالإنجليزية .





لغتنا مصدر فخر واعتزاز يجب أن نحفظها ونحافظ عليها وأن لا نتركها مهمله تتقاذفها رياح اللغات الأخرى الدخلية علينا .

Read More
    email this

الأربعاء، 8 مارس 2023

Published مارس 08, 2023 by with 0 comment

بين جيل الصحوة وجيل الانفتاح

بين جيل الصحوة وجيل الانفتاح 



الأيام وتقلباتها وما تحويه من أحداث و مواقف وخبايا واسرار أمور عاشها من كتب له أن يعيشها ولابد أن يذوق مشاعرها المختلفة من وجع وفرح وانكسار و نصر من سيكتب له طول العمر في هذه الدنيا .



وقد مرت على أمتنا  فتره مهمه اتسمت بازدياد الغيرة على الدين واتقاد المشاعر والاحاسيس ووجود حساسيه مفرطه عند جميع شباب المسلمين الذين كان البعض منهم غير مكتفي بما يسمعه من المشايخ من توجيهات ونصائح تركز على العبادات والطاعات وتحض على التكاتف وعدم التشتت والتشرذم والسعي للوحدة بين الاشقاء بالإضافة الى العلوم الشرعية وكل جوانب الدين الحنيف بل كانوا بسبب التحفيز الداخلي والجو الإيماني العالي حينها يشعرون بأن عليهم القيام بأمور أخرى غير العبادات والأمور التي كان اغلب الدعاة والشيوخ يدعون لها وظهرت لنا حينها ظاهره المشايخ الشباب الذين أطلق عليهم لاحقا مشايخ الصحوة الذين كانوا  يمثلون الهوية الإسلامية الغير تقليدية التي تختلف عما اعتاد عليه الناس عند تلقي العلوم والدروس الشرعية وساعدت الحالة السائدة التي ذكرناها سابقا على تقبل الطريقة الجديدة في الدعوة بسرعه كبيره والتأثر بما جاء به من انتهجوا هذا النهج الجديد.


الصحوة كانت تتسم وتتميز بالأسلوب الجذاب الذي تميز به مشايخها وطلاب العلم الذين تشكلت منهم واستطاع هؤلاء من الوصول الى شريحه الشباب التي كان يستهدفونهم بكل سهوله وسلاسة وانتشر المؤيدين لهم وكانت الأمور تسير بشكل رائع لأن الدعوة في البداية كانت شبابيه ولا توجد فيها أي مخالفات او أي تجاوزات تستحق الذكر وكانت تستمد قوتها وعلومها من اصل الدين نفسه و من مراجعه ومشايخه وكانت تهدف الى ايقاظ الناس من غفلتهم  ومالبثت أن حادت هذه الدعوة عن الطريق القويم وتصادم دعاتها مع العلماء الربانيين الذين كانوا يقودون الأمة ويوجهونها ويسعون دائما الى نبذ الفرقة وتوحيد الصفوف ومما يثير الدهشة أن اغلب مشايخ او طلاب علم الصحوة كانوا تلامذة عند العلماء   نهلوا من منبعهم الصافي بحضور دروسهم والجلوس معهم وحاول العلماء ثنيهم عما يقومون به ولكن دون جدوى بل ازدادت شوكة علماء الصحوة وكانت كل الأجواء مواتية لهم .


كانت للصحوة وادواتها وعلمائها أفكار مختلفة جدا عن تلك التي كانت سائدة حينها وكانت افعالهم وتصرفاتهم تتسم بالغرابة والطرافة في نفس الوقت وكان غلافها الخارجي إسلاميا بحتا لا تشوبه شائبه ولكن الطريقة التي يقدمون فيها تلك الأفكار كانت هي المشكلة لأنهم استخدموا وسائل الاعلام التي كانت منتشرة حينها بطريقة كبيرة وفعاله ساهمت في انتشارهم ومن أهم تلك الوسائل التي استخدمت الأشرطة التسجيلية او ما يسمى بالكاسيتات والكتيبات والنشرات والمطبوعات بكل أشكالها بالإضافة الى المنتديات والمواقع الإلكترونية التي كانت في بداية انتشارها واستخدم هؤلاء أسلوب التخويف والترهيب خاصة بذكر الاهوال والعذاب الذي سيلقاه العصاة يوم القيامة وزرعوا في عقول جيل كامل أمر واحد وربطوا الدين بالعذاب وكأنه ليس هنالك جزاء الا النار وكان الغرض ابعاد الناس عن ارتكاب الذنوب وتحبيبهم في الطاعات وخلق حالة ايمانيه مرتبطة  بمعتقدهم والأفكار التي بنيت عليها الصحوة وهذا أمر يشكرون على بعضه لأنه قد يكون اجتهاد منهم لدعوة الناس ولكن كيف لهم أن ينسوا أو يتجاهلوا أن دين الإسلام جاء  بالترغيب والترهيب والمولى عزو جل ذكر في قرانه آيات الرحمة والبشرى مقابل آيات العذاب والتنفير لمعرفته سبحانه بالنفس البشرية التي تضبط بتلك الطريقة دون غيرها .


وكان للأشرطة الإسلامية أثر كبير جدا  وانتشرت بشكل وفي محلات التسجيلات الإسلامية التي ازدهرت في تلك الفترة ونشرت العديد من تلك المواد في محلاتها ولاقت رواجا واقبالا بسبب الجو الايماني السائد حينها ولم يخلو بيت من تلك الشرائط التي  كانت تبث في النفوس العزة بالدين وحب الأخوة والسعي لخيرهم ويسوق الدعاة فيها القصص والعبر ويستخدمون المؤثرات الصوتية التي تعطي المستمع ما يستحقه وتجعله جاهزا لأي شيء يطلب منه . 


وكان كل ما تم ذكره مليئا بالتوجيه الى النفير والخروج الى الجهاد في سبيل الله بطريقة تدغدغ الفكر وتداعب المشاعروتلهبها  بل انها تسوقها سوقا الى مخالفة الجماعة وتأييد هذا الفكر فقط دون غيره ولم يكتفوا بذلك بل نصبوا المنصات في الاحياء او المناسبات وارتقوا عليها وتحدثوا ووجهوا ودعوا ورحبوا بالتائبين والعائدين الى الله وقد تستغرب من قولي ! ولك كل الحق في التعجب لأن علماء وطلاب علم الصحوة كانوا يعتبرون الكثير من الممارسات النشاطات الدنيوية  مخالفة وملهيه عن الحق وأن من يمارسها مرتد أو عاصي مرتكب كبيره من الكبائر ويجب أن يتوب منها .



ومن الأمور التي حرمها هؤلاء حينها الألعاب الالكترونية والألعاب الورقية وكثيرا ما استضافوا على منصاتهم واجتماعاتهم التائبين من تلك الألعاب وفرحوا بهم وقدموهم بشكلهم وفكرهم الجديد وهنالك العديد والعديد من الممارسات التي كان تقام في فترة الصحوة وكان اشدها واقواها  هو  الانتقاد والهجوم على حكومات الدول والطعن في المشايخ الربانيين الذين يحملون لواء الدعوة الى الله ونشر العلم الشرعي الحق وايدتهم الفرق والجماعات التي تختلف مع تلك الحكومات والمشايخ وتصدرهم المشهد في اي حدث يعصف بالأمة التحريض والتشجيع على القيام بردود أفعال عشوائية خارج تعاليم الدين الذي يدعو إلى طاعة ولي الأمر. 

وعلى الرغم من المأخذ والملاحظات الكثيرة التي كانت على فترة الصحوة إلا أنها ساهمت في نشر الوعي الديني الجميل وجعلت اقبال الشباب على العلوم الشرعية أكبر حتى وإن خالطت تلك العلوم أفكار لا تجوز وازداد حفاظ القران وخرج جيل صلب و مخالف ومتمرد على كل شيء عنده اقدام على خوض التجارب عقلانية كانت أم مجنونه  ولديه القدرة على التحدث والتعبير من دون خوف او خجل وكانت الأوقات تملئ بالأمور والممارسات المفيدة  من دروس وعلوم شرعية وأنشطة تقوي الجسد والفكر واختلف التفكير لدى هؤلاء وأثروا كثيرا في مدارسهم واصدقائهم وكل من حولهم ولعبت المواقع الالكترونية دورا مهما في انتشارهم  .

ولكن بعد ذهاب ذلك الجيل وهدؤء الأجواء الإيمانيه  التي كانت تغطي المنطقة بغض النظر عن التشدد الذي كان يغلفه  بسبب الطريقة الخاطئة التي انتهجها مشايخه والأفكار المتشددة التي كان يسعون لترويجها في المجتمعات والتي ساقت الكثيرين إلى أماكن لم يكونوا يتمنون أن يكونوا فيها وأصابت قلوب الألاف من الأباء والأمهات في مقتل وفجعتهم بفقدان أحد أبنائهم الذين غرر بهم وساروا خلف تلك العبارات الرنانة التي أطلقت وأجبر ذلك السلطات على التدخل لكبح جماح الصحوة واتباعها ولم يتم ذلك الا بضرب الرموز والاسماء الكبيرة التي تم استغلالها من قبل أطراف خارجية خفيه لتحقيق  بعض الأجندات ومن ثم جاء عصر الانفتاح ووصل التقليد الأعمى للغرب الى أعلى مراحله واتسعت الهوه بين الأبناء والدين وأصبحت العلوم الأخرى هي المقدمة على كل شيء وتراجعت الأخلاق والخصال الحميدة وترك المجال للتصرفات الغير لائقة وانسلخ أبناء الملة والدين من جلدتهم .


وخرج لنا جيل هش لين محتار لا يعرف ما الذي ينفعه ولا الذي يضره المادة هي من تحكمه وتؤثر عليه لا يحفظ ايه ولا حديث وان حفظ فإن تفسيره سيكون على هواه وانتشرت فيه سلوكيات وأمور لم نكن نتوقع في يوم ان نراها في بلاد المسلمين لأنها ليست من ديننا ولا من ثوبنا ولا عاداتنا بل ان الجيل الذي كان مميزا وظهر منه العديد من المميزين والمبدعين تأثر بما جاء في هذا الجيل من أفكار وقيم سلبية وانجرف في التيار الجديد الذي ضرب كل مكان وبارك الكثيرين من أبنائه الجيل السابق ما رأوه من أمور يندى لها الجبين وشجعوا عليها .

وحتى نكون منصفين لهذا الجيل لن ننكر وجود مجموعه كبيره من الشباب المميزين الذين في العديد من المجالات والاهتمامات ولكن تلك الميزة ناقصه لأنها مشوبة بالانفتاح بشكل كبير ولم تعد للأسف هنالك خطوط حمراء فالاختلاط زاد والعلاقات المحرمة أصبحت ظاهره للعيان وقل الحياء عند الفتيات والفتيان ولم يعد هنالك خوف من الله وضعف الوازع الديني وانعدم عند البعض وازاد الانحراف بشكل واضح . 


نعم ازداد الانحراف وقلة الهيبة والوقار عند الوالدين والمعلمين وحتى الدولة التي تحمي شعبها بأجهزتها ومؤسساتها لم تعد كما بعكس ما كانت عليه عند مواجهتها الصحوة وأصبحت مجتمعاتنا  صورة مطابقة للمجتمعات الغربية وكذلك الفكر والتوجه ولم نعد نتميز عنهم في  شيء بل تفوقنا عليهم في التفاهات وكما قال الشاعر (( حنا امة تافهة بين ميزان القوى ولكنها في فنون التفاهة ماهرة )) ولست هنا لجلد الذات ورمي اللوم والعتاب يمنه ويسره ولا يعني ما ذكرناه ان الكل قد تحول ولم يبقى هنالك غيارى ومحبين للحق بل على العكس بقى الكثيرين ولكن كما يقال في المثل " الماء غالب على الطحين " نسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يكتب الخير لأمتنا ويخرجها من هذا النفق المظلم وأن تعود الصحوة الصحيحة بعيدا عن كل تلك الإشكاليات التي كانت عليها سابقا . 
Read More
    email this

الثلاثاء، 7 مارس 2023

Published مارس 07, 2023 by with 0 comment

أنا «أستهبِل» إذاً أنا مشهور

 

أنا «أستهبِل» إذاً أنا مشهور


















كتبت الدكتورة الرائعه بروين حبيب مقالا في جريدة الإمارات اليوم حمل العنوان المذكور أعلاه وكان محور المقال عن الأمر الذي حاربته منذ انطلاقته ومازلت من مؤيدي ومحبي كل من يتطرق اليه ويدعو إلى ضبط والقضاء عليه في نفس الوقت. 



لقد سددت الدكتورة ضربات قوية لمن يهمهم الأمر و المعنيين بما في هذه المقاله لعل إحدى تسديداتها توقظ الأذهان والعقول التي غابت عن أصحابها في وهم الشهرة التي تمكنت من مجتمعاتنا وأثرت على شبابنا ومراهقينا وحتى الراشدين منا واترككم مع المقالة الآن وأرجو  التمعن في كلماتها ومعانيها. 


أنا «أستهبِل» إذاً أنا مشهور

«مواقع التواصل نجحت في تحويل التافهين إلى رموز، صار يمكن لأية جميلة بلهاء أو وسيم فارغ، أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين» حتى هذه الخلاصة التي ذكرها آلان دونو في كتابه «نظام التفاهة» تكاد تصبح من الماضي. يكفي أن يهزّ شخص كرشه المترهلة، أو يمشي مشية سخيفة يكررها في كل فيديو ينزله، حتى تتابعه مئات الآلاف وتستضيفه القنوات ويصبح مؤثراً.


وحتى لا نذهب بعيداً في تفسير هذه الظاهرة جوابها بسيط: فتّش عن المال. فحين تنتشر هذه المقاطع تحصد مشاهدات الفضوليين ومدمني وسائل التواصل وعاشقي إضاعة الوقت، فيجني صاحب المقاطع مبالغ مالية ويغفل الجميع عن الشركات المالكة للمنصات التي تجني الملايين من وراء الإعلانات. هي دورة مالية من أسباب استمرارها تفشي هذا المحتوى الهابط.


التفاهة التي تحاصرنا هي جزء من ثقافة الاستهلاك، يسهم فيها المشاهير - بدون قصد وأحياناً كثيرة بقصد - فهي مصدر دخل لهم. هل نحن في عالم طبيعي حين ننشغل بسعر ساعة فلان وثمن حذاء فلانة؟ والمؤسف أن سهولة نشر الفيديوهات على وسائل التواصل جعلت كل من يملك جوّالاً كاتب سيناريو ومخرجاً. رجال عاديون بكل ثقل الدم الموجود على الكرة الأرضية «يستهبلون» وربّات بيوت ينافسن بناتهن في الرقص على «تيك توك»، قيل إن صامويل كورت حين اخترع المسدس قال: «من الآن فصاعداً يستوي الجبان مع الشجاع»، وقد حوّر أحدهم الجملة فقال: «بعد اختراع الفيس بوك وأخواته: من الآن فصاعداً يستوي العالم والجاهل». أما «التيك توك والسناب شات» فذهبتْ أبعد من ذلك إذ يحق لمخترعها أن يقول: الآن يتفوق التافه على لقمان الحكيم.


الغريب أن هذه التفاهة أصبحت مصدراً نحتكم إليه، فمن فترة قريبة غنت فنانة شهيرة كلاماً عادياً نسبته لمحمود درويش، وحين اعترضت مؤسسة محمود درويش على هذا الانتحال، كان ردّ الفنانة عبر محاميها بأن كلام الأغنية «ثابت على المواقع الإلكترونية العديدة» منسوباً لدرويش، هكذا دون الرجوع حتى لدواوينه أو العارفين بشعره.


حبذا لو نطلق في بلداننا العربية حملة مشابهة للحملة التي أطلقها ناشطون غربيون تحت عنوان: «توقفوا عن جعل الأغبياء مشاهير» علّها تكبح قليلاً هذا الاندفاع المخيف نحو كل ما هو سخيف ومضر بالصحة العقلية.


إنه «نظام التفاهة» الذي جرّتنا إليه وسائل التواصل الاجتماعي التي قال عنها يوماً أمبرتو إيكو بأنها «تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط.. وكان يتم إسكاتهم فوراً. أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل. إنه غزو البلهاء».


Read More
    email this

الجمعة، 3 مارس 2023

Published مارس 03, 2023 by with 0 comment

لا تفجر بالخصومة فالخلافات لا تدوم

 

لا تفجر بالخصومة فالخلافات لا تدوم 


 موضوع مهم جدا تم نقاشه ولكن بصورة مختصره ومن دون تعمق تأخرت في نقاشه والخوض فيه على الرغم من اني ادرجته في أحد المواضيع التي تطرقت لها في احد مواقع التواصل الاجتماعي التي لا يحضرني اسمه الأن .


هذا الأمر الذي حذر منه الكثيرين في الفترة التي شهدت خلافات وانقطاع العلاقات بين الدول العربية في الفترة التي سميت بفترة الربيع العربي وما عقبها من أحداث .

وحتى في فترة الأزمة الخليجية بين قطر وباقي دول الخليج باستثناء الكويت وعمان والعزلة التي عاشتها الدوحة من كل النواحي ولجؤها إلى إيران وتركيا في تعويض ما نقص عنها من احتياجات والفوضى التي حدثت حينها. `

وكان التحذير لتلك الفئه التي ظهرت من الخفاء واشهرت سهامها ورماحها البلاستيكية من أجل الحصول على مكاسب من الحالة التي كانت عليها المنطقة على الرغم من وجود الكثير من الأصوات التي طالبت بعدم التدخل في السياسة وزيادة ايقاد النار التي ان استعرت وزاد لهيبها فإنها ستأكل الأخضر واليابس .

ولمن لا يعلم فبعض أولئك الذين ظهروا لا تربطهم أي علاقة بالأمور السياسية وهم بعيدين كل البعد عنها ولكنها الرغبة في ركوب الموجه والسعي الى اقحام النفس في المعترك وكسب مكانة غير مستحقة دفعهم للقيام بما قاموا به  .

ومن نقصده هنا هم أولئك الذين خرجوا لنا على منصات التواصل الاجتماعي وسلطوا السنتهم وكلماتهم والفاظهم الجارحة والبعيدة كل البعد عن الأدب والأخلاق على الشعوب التي اكتوت من نار الربيع العربي التي لم تبقي ولم تذر أي شيء يصادف طريقها .

والمزعج في الأمر ان التعليق والاستهزاء الذي قام به هؤلاء غير مبني على تحليلات سياسية او اجتماعية أو أي أمور لها صلة بالمشكلة الدائرة حينها وانما كان مجرد تعبير بطريقة لا تصلح مناقشته في وسائل مؤثره ومتابعه من الملايين مثل  وسائل التواصل الاجتماعي . 

وفوق أن المذكورين لا يملكون أي صفه تسمح لهم بالخوض في تلك المواضيع والنقاش فيها فإنهم ليسوا اهل اختصاص او أصحاب دراية ومعرفة في تلك المواضيع وقبل ذلك لدي تساؤل هل يجب على الشعوب أن تكره بعضها ان حصل خلاف بين حكامها وأن تبدا بكيل التهم وتبادل السباب والاهانات بينها بسبب سوء فهم بين سلطة البلدين ؟ .

الرد على هذا التساؤل عند أصحاب العقول والفكر المتفتح هو لا يجب أن اخاصم اخي من الدولة الشقيقة أو صديقي بسبب خلاف بين حكومة البلدين في أمور لا علاقه لي فيها لأن ولي الأمر كما عرفنا وكما وجهنا ربنا ونبيا الكريم في ديننا الحنيف يطاع في كل شيء إلا الأمور التي فيها قطيعه رحم او ارتكاب معصيه مع النصح والتوجيه له من ان أمكن او عن طريق من لديهم صلاحية وقدره  في الوصول اليه وقبول عنده مثل رجال الدين والوزراء الناصحين الصالحين والمؤثرين في قرارات البلد مثل مجالس الشورى وغيرها من الهيئات التي تعنى بهذا الأمر . 


وانا أجزم ان ولاة الأمور برغم خلافاتهم لم يجبروا شعوبهم على الدخول في المعترك  وفتح جبهه مع إخوانهم من باقي الشعوب   او يحرضوا على ذلك في وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة حتى يكتمل المشهد ويكون خلاف حكومات وخلاف شعوب في أن واحد لأنهم يعلمون أن شعوبهم قد لا تكون راضيه عنهم كل الرضى بسبب الأوضاع التي تعيشها اغلب دولنا العربية من ناحية أمور المعيشة وما يرافقها  ولكون الشعب السبب الأول في كل ما حدث ونظرا لذلك فلن ينصاع احد لأمر ولي الأمر الا المنتفعين وأصحاب المصالح والأهواء والساعين الى الفتنه أما السواد الأعظم فلن يقدم على أي تحرك لصالح ولي الأمر خاصة إن كان ظالما لهم وغير منصف وعليه ما عليه من الملاحظات ولا اعتقد أن ولاة الأمر في الدول العربية والإسلامية بهذا الفجر الذي قد يقودهم الى تأجيج الصراع واستخدام الشعوب التي ضاقت ذرعا منهم في تحقيق اطماحهم واطماعهم والنيل ممن خالفهم في  الرأي او اعترض على ما يقومون به ولكننا لا نستبعد ذلك أيضا لأن الانسان ينال نصيبه من الطمع والجشع والكبر والغرور خاصة حينما يمتلك السلطه والقرار .

وبالنسبة للفئه التي تقتات على الفتات فهي التي ستسر وتسعد بتأجيج الصراع وقيام الخلافات بين الأخوة من أجل تحقيق ما ترغب به وتصبو اليه وستنشط كثيرا في هذا المجال وستقوم بما لم يقم به غيرها ونسيت أن هنالك الكثيرين من أصحاب الفتن الموجودين بيننا ويقومون بهذا الدور منذ سنين طويله كالكتاب والمذيعين والصحافيين وغيرهم من المحسوبين على هذا التيار او ذاك وللأسف لهم محبيهم ومتابعيهم ومن يؤمنون بما ينشرونه من سموم .

ويتوجب على الشعوب ان تكون اكثر وعيا وتيقظا وتسعى دائما في المحافظة على لحمتها  وأن تبتعد عن الأمور التي قد تتسبب في  قطيعه وخصام قد يطولان لسنين وستكون اثرهما مدمره على الجميع  لأننا  قد ندخل في دوامة قطع الرحم أو قطع العلاقات أو تشتت الأسر كما حدث في أزمة الخليج وأزمة قطر التي حدث فيها ضرر كبير على عدد كبير من الأسر التي كان جزء منها في قطر والجزء الاخر في باقي دول المنطقة المقاطعة لقطر.


وكذلك الأمر بالنسبة لمصر وسوريا والعراق واليمن وكانت المكاسب من كل تلك الصراعات والاحداث لأولئك المطبلين والمستفيدين ولكن عند زوال الغمه عن اغلب تلك الدول وبقائها في دولة أو اثنتين نسأل الله ان يتخلصا من هذا الكابوس الجاثم عليهما وعلى الأمة انكشف الغطاء عن المنتفعين وفضحوا بشكل واضح ونبذوا من دولهم ومن تلك الحكومات التي كانوا يدافعون عنها وغيروا نهجهم ومواضيعهم رغبة وطمعا في الحصول على بعض الانتباه الذي فقدوه منذ زوال الخلاف بين تلك الدول وتلميع صورتهم التي شوهت ولن تصلح معها أي عملية تجميل


يستحق هؤلاء وكل شخص طفيلي يعيش على الخراب ويستغل الأوقات الصعبة ليحقق مكاسب مؤقته بأن يعرى ويكشف ويوضع في حجمه ومكانه الذي يستحقه وان تسحب منه كل الألقاب والدفعات والعطايا والهبات التي نالها او استولى عليها بكذبه وغشه وتسلقه على الجراح والألآم التي تعيشها الشعوب وعدم احترامه للنزيف الذي تنزفه الأمة التي تحتاج الى تضميد وليس الى زيادة في الجرح . 



الخلافات لا تدوم مهما طالت فلا بد أن تنتهي في يوم وتزول وتعود العلاقات كما كانت والتاريخ العربي والإسلامي يعلمنا ذلك فكم حدثت خلافات بين الاتراك والعرب منذ الدولة العثمانية وقد يكون قبلها ولكن الأوضاع عادت الى ما كانت عليه وها هي العلاقات عادت منذ فتره بين السعودية وتركيا وغيرها من الدول الخليجية وكذلك الحال في سوريا التي عصفت بها احداث الربيع العربي ولكن بعد انقضائها عادت الأمور مثلما كانت واحسن . 


وغيرها الكثير من الدول التي تصالحت مع بعضها وفتحت تاريخا جديدا بينها مبني على الاحترام وتبادل المنافع والمصالح من دون غش او كذب او خداع هو المصير والدين الواحد الذي يجمعنا ويجعلنا مرتبطين في بعض ويجعل الخلاف مؤقت ويسارع في اندمال الجرح فلا تفجروا في الخصومة ابدا لأن الخلافات لا تدوم . 
Read More
    email this

الجمعة، 24 فبراير 2023

Published فبراير 24, 2023 by with 0 comment

أخطر ورث

 

أخطر ورث 


ان دين الاسلام الذي اختاره الله وارتضاه للبشرية جمعاء وأرسل به حبيبه المصطفى صلوات ربي وسلامة عليه وجعله ختاما للرسالات  دين مختلف عن  الأديان الأخرى وله العديد من الأمور التي تميز وانفرد بها ولم يأتي بها دين غيره ويكفيه شرفا أن كل الأنبياء الذين ارسلوا للقرون السابقة منذ بدأ الخليقة دعوا اليه وحملوا أهم رسالة فيه والتي تحوي توحيد الله تعالى والايمان به واتباع ما أمر والابتعاد عما نهى عنه سبحانه وعدم الشرك به .


وتصديقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول انقسام الأمة لعدة فرق تتبع دينا واحدا وتختلف في التوجهات والمعتقدات التي تسير عليها راينا ذلك الأمر وعشنا اوقاته على  الرغم من ظهوره المبكر في الازمنة والقرون السابقة ولكن الفرق التي ظهرت في العصر الحديث توفرت لها العديد من الوسائل والادوات التي ساعدت على تمددها وانتشار افكارها ومعتقداتها بسرعه كبيره وخاصة في ظل سهولة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي .


ومن أهم اسباب الانتشار والاستمرار لتلك الفرق هو التوريث الذي يقوم به الجيل السابق منها للأجيال التي تليه وأقصد بالتوريث أو الميراث الذي يترك ليست الأموال والثروات والعقارات بل هي الأفكار والمعتقدات التي هي أشد تأثيرا من أي ميراث أخر وخاصة أن كانت أغلبها شاذه وضاره وليس لها اي  منفعه للمتلقي وهي على العكس باطله وبنيت على باطل وان خالط بعضها  القليل من الحقائق والأحكام  الشرعيه الصحيحة والأفكار السليمة إلا أن الأنحراف والتلاعب بها هو الذي يغلفها عند اخراجها للناس ويجعل من افرادها اعداء للدين والملة الصحيحة السوية .


والغريب في تلك الفرق هو الطريقة التي يستخدمها قادتهم ومنظريهم ومراجعهم في الترويج للأفكار والمعتقدات وكيفية زراعتها في العقول بطريقة تضمن استمرارها لأزمنة وأعوام طويلة والأغرب من ذلك هو الانقياد الأعمى والولاء الغير طبيعي لأفراد تلك الجماعات من دون استخدام للعقل أو حتى السؤال عن أي أمر فيه شبهه اوشك على الرغم من حصول عدد كبير من اتباعهم على درجات علميه عاليه ووصولهم لمستويات تعليم مرتفعه وصدق من قال أن تغييب العقل بسبب الثقه العمياء أو الإيمان بشخص من أكبر المصائب ولو عقل هؤلاء لرأو أنه من باب أولى اتباع سنة الحبيب المصطفى والسير على هديه ونهجه بدلا من أي شخص اخر مهما بلغ علمه ومكانته . 


ومن أجل ذلك التغييب وعدم التفكير ظهرت اجيال وراء اجيال تشربت الفكر الذي ورثه الجيل المتقدم من تلك الفرق وبدأت في الدفاع عنهم والرد على كل المنتقدين وسبهم ولعنهم ان وجب الأمر واصبحت كل المناقشات عباره عن جلسات ردح وسب وتشفي بين المتحاورين وللأسف الشديد لم نجد اي شخص عاقل يخرج ويعترف بخطأ او بزله أو استعجال بدر من شيخه أو من الشخص الذي يؤمن بفكره ومعتقده وما يزعج أكثر هو شخص المتحاورين والهيئة التي يكونون عليها فبعضهم ترى الوقار يعلوه ومظاهر الصلاح والالتزام بادية عليه والبعض يكسو لحيته الشيب ولكن ما يصدر منه من أقوال وتصرفات يخجل من القيام بها حتى المراهقين والأدهى والأمر هو ان الكثيرين من الناس البسطاء واصحاب العلم المحدود او الاطلاع القليل يصدقونه ويتبعون ما يقول وينفذونه حرفيا وينشرونه في بيوتهم وبين افراد اسرهم .


وبسبب ما يحصل تشتت أفكار الناس وتوجهاتهم وأصبحوا حيارى لا يعرفون ممن يستقون العلم الشرعي الصحيح وخاصة في ظل حرب التشكيك التي تقودها الفرق بينها وانطلاق الناشطين من هذه الفرق في الوسائل المتاحة للهجوم على اخوتهم من باقي الفرق وتشويه سمعتهم والتشكيك في اي قول او أي فتوى تصدر منهم ولم يسلم من التشكيك حتى ائمة المسلمين وعلمائهم المشهود لهم بالصدق والاخلاص في العلم والعمل ووصل التشكيك حتى في افعال الانبياء والصحابه ايضا ودخل البعض من هؤلاء في نياتهم وخبايا حياتهم التي بنوها على بعض الروايات التي جاءت في الاسرائيليات التي تمتلئ بالقصص والروايات المشكوك في صحتها او من الاحاديث الضعيفه والمكذوبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . 


اما بالنسبه للانحرافات وعدم الخجل من تداولها أمام الناس بل التفاخر بها ونشرها والاستماته في تعميمها على الجميع فحدث ولا حرج فكما ذكرنا سابقا انه بعد تشرب الفكر والانغماس فيه أصبح الدفاع عنه عند هؤلاء أمرا واجبا وسيأثم عليه من يكتفي بالعمل به من دون الدفاع عنه والغرض تجميل صورة فرقته وجلب اكبر عدد من الناس لها والحصول على لقب حامي الفرقه والمدافع عن الدين ونيل رضى وبركة المرجع الكبير والسير على نهجه.


التنوع في الاسلام واختلاف المذاهب او الطرق كالحنفيه والشافعيه والحنبلية  أمر حسن وفيه سعه ورحمة للناس لأن اغلب تلك المذاهب لها نفس النهج والاختلافات التي بينها ليست في العقيده والافكار بل هي تنوع محمود واغلبها مبنيه على افعال أتى بها الرسول صلى الله عليه وسلم أو تركها في العبادات والتعاملات وحتى وان حصل خلاف بينها او  مع مذاهب او اصحاب اراء او افكار اخرى كان الخلاف وفق ضوابط ونظام متفق عليه . 


اما الاختلافات الحالية اسأل الله ان يخلصنا منها اختلافات في العقيده والفكر والتوجه والأهداف  وهي بعيدة كل البعد عن الدين بشكل كبير  ووصلت الى مرحلة التائلي على الله والتكفيروالاتهام في العرض والشرف للمخالفين وعدم قبول الراي الاخر نهائيا  بالاضافة الى  التراشق والتنابز بالألقاب والعبارات النابيه التي لا تخرج من مسلم عادي فكيف بشخص يعتبر اميرا في فرقته او شيخا او داعية.

  

 بل ان الخلافات التي تنشأ بين اغلبهم تقوم على مواضيع واسباب ضعيفه جدا ليست في الامور المهمه للمسلمين والتي قد تؤثر في الوضع الحالي الذي تعيشه الأمة فهي لا تصلح حال ولا تذكر بشيء تم اغفاله . 


ولمن أراد أن يتعصب فلا ضير من التعصب في حب الدين والرسول محمد صلى الله عليه وسلم في السير على نهجه ونهج صحابته الاخيار وال بيته الكرام بالطريقة التي نثبت بها حبنا لهم بتطبيق الدين الحق الذين تعلموه والعقيده السليمة والفطره النقيه التي فطروا عليها والتي جعلت منهم أعلاما للهدى . 


رسالة اخيرة 

اتقوا الله يا من تمثلون هذه الفرق الاسلامية المتناحرة لأنكم ستحاسبون عن كل شخص تبع نهجكم وسار على دربكم الذي ايدتم فيه مشايخكم الذين رحل اغلبهم  او من وضع افكاره ولا يوجد اي مانع من التراجع عن اي فكره او منهج ان تبين بطلانه أو أنه يحمل أمورا قد تقود الى الهاوية في الدنيا والأخرة.


 وشجاع هو ذلك الشخص الذي يتبرأ من فرقة ضالة وهو معتنق مبادئها بشكل قوي والأشجع منه من يظهر للملأ ويصحح أخطائها ليس من أجل الحصول على مكاسب شخصية بل من أجل الفوز برضى الله وتبرأة النفس من الغي والتيه الذي عاشه في الفترة السابقة قبل يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون وبكل أسف هذا الشيء نادر الحصول او يكاد يكون معدوم وكم نتمنى أن يخرج مرجع أو من يعتبر نفسه شيخا على فرقته ويبوح بالحقائق ويوضح المخالفات ويعيد بوصلة الفرق الاسلامية الى اتجاهها الصحيح وتدمج جميعها في فرقة واحده تتبع كتاب الله وسنة نبيه وتسير على ما سار عليه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم وأصحابه الاطهار وال بيته الكرام والتابعين لهم بإحسان.

Read More
    email this

الجمعة، 10 فبراير 2023

Published فبراير 10, 2023 by with 0 comment

وقفه مشرفة أتمنى ان تكون دائمه

 

وقفه مشرفة أتمنى ان تكون دائمه

وقفه مشرفة أتمنى ان تكون دائمه 


هب العالم بأسره لمساعدة شعب سوريا وشعب تركيا الذي أصيب بفاجعة كبيرة وبلاء عظيم بسبب الزلزال الضخم الذي دمر العديد من المنازل والبنايات في البلدين وخلف اعداد كبيره من القتلى والذين نحتسبهم شهداء عند رب العالمين ولا نزكي عليه سبحانه أحدا.


ولن أهتم لما قاله البعض في اللقاءات التي أجريت في وقت غير مناسب من أن العالم خذلهم ولم يقف معهم وإن كان الكلام صحيحا فلا بد أن تكون هنالك أمور منعت من وصول المساعدات كالوضع المتأزم والصراع المحتدم بين الفصائل والنظام وغيرها من الأوضاع والظروف التي تؤثر في المشهد السوري .


وقد فندت وسائل الاعلام الرسمية تلك الأقوال حينما تحدثت عن وصول قوافل ومساعدات من عدة دول وأعتقد أن هنالك لبس وسوء فهم قد حصل لدى البعض بسبب انقسام المساعدات بين البلدين فالكثير من تلك القوافل توجهت لسوريا وكذلك الأمر بالنسبة لتركيا وبإذن الله سيحصل كل منهم على المساعدة والأولوية الأن لإنقاذ من هم تحت الأنقاض وابعاد الناجين عن الأماكن المنهارة واسعافهم . 


هذه الهبه التي قامت بها شعوب المنطقة والعالم تستحق الثناء والشكر على الرغم من كونها واجبا اخويا وانسانيا وأمرا توجبه علينا المبادئ والأخلاق والأعراف وقبل ذلك كله الدين ، فلا نستطيع أن نقول أن هذا فضل نتفضل به على أخواننا بل هذه نعمه من الله بنا علينا بأن جعلنا داعمين لهم وجعلنا سببا في التخفيف ولو بالشيء البسيط عنهم فنسأل الله القبول ونسأله جل وعلا ان يرحم موتاهم ويحفظ غائبهم ويشافي مصابهم .


ومن المناظر التي أعجبتني تلك الطوابير الطويلة التي ضمت أعدادا هائلة من البشر الذي خرجوا لمد يد العون وتقديم ما تجود به أنفسهم من أجل إخوانهم في سوريا وتركيا برضا نفس واحساس جميل بالمسؤولية ورغبة في كسب الأجر والثواب وترك أثر جميل لا يمحى ورأيت ذلك في الكويت وفي المملكة الأردنية وفي غيرها من الدول .


ومناظر تلك القوافل البريه والبحرية التي وصلت الى الأراضي السورية والتركية من أجل المشاركة في مساعدة المتضررين والتخفيف عنهم والجسور التي مدت للعون أمر مبهج ويسر الناظرين .

وقفه مشرفة أتمنى ان تكون دائمه


ولن أنسى فرق الإنقاذ والإغاثة التي أرسلت للمساعدة في البحث عن ناجين والمساعدة في اخراج من قضوا من تحت الأنقاض نسأل الله الرحمة لهم جميعا .


تلك المناظر والمشاهد المشرفة لم تكن من دولة واحدة فقط بل إن العالم كله قام بها  حتى الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر سببا في معاناة الشعب السوري بالاشتراك مع النظام الحاكم والدول المؤثرة في المشهد السوري كروسيا وايران قامت بتجميد العقوبات عن سوريا والسماح بأعمال الإغاثة  للشعب السوري في خطوة وبادرة مقبولة ولا نستطيع وصفها بوصف أخر لأنها جائرة وظالمة  والأولى أن يتم إزالة تلك العقوبات بشكل نهائي لأنها لن تؤثر في أحد سوى هذا الشعب المغلوب على أمره . 


ونحن نتمنى أن تكون هذه الوقفات والتقارب الذي لمسناه ورأيناه يمثل على أرض الواقع وننتظر المزيد منه أن يكون دائما وليس عند حدوث مصاب أو حادث أو بلاء لأن هنالك شعوب عانت وما زالت تعاني من التقلبات السياسية والمناخية وغيرها من الاحوال التي قد تمر على اي دولة من دون أن تجد من يسعف ومن يعين ومن يمد يد العون وأنا متأكد أنه لو لم يكن هذا الزلزال لما تحركت تلك القوافل التي كان اخر العهد بها منذ بداية الاحداث في سوريا وبعد ان اعتاد الناس على القتل والتدمير توقفت بشكل كامل الا القليل منها .


لذلك لا بد للعالم الصامت والمقيد أن ينطق ويرفع صوته عاليا وأن يكسر قيوده واغلاله ويقول كفى لكل ما يقضي على الشعوب ويمنعها من العيش ويجب أن لا نحمل الشعوب مسؤولية وجود فاسدين على رؤوس السلطة لديها وهذا الكلام أوجهه لأخواني فقط لأن الغريب لا يهمه سوى اخذ مصالحه منا ولا يهمه الوضع الذي نكون عليه وبكل تأكيد هو لن يكون أحن منا على بعضنا حتى وإن اختلفنا الا أن ما يجمعنا ويربط بيننا أكبر من أي خلاف ولكنه العناد والكبر والتعصب حينما يكون في غير محلة . 

Read More
    email this

الخميس، 9 فبراير 2023

Published فبراير 09, 2023 by with 0 comment

الصبر عند النوازل والمحن أمر غير موثق إعلاميا

 

الصبر عند النوازل والمحن أمر غير موثق إعلاميا

فاجعه بكل ما تحويه الكلمة من معنى أعقبت الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وامتد تأثيره لبعض مناطق العراق ومصر والأردن ولو بشكل أقل قوة وتأثير ولكن المسلم دائما يرى كل تلك الابتلاءات والفجائع هي اختبار من رب العالمين وخلفها أجر ومثوبة عظيمة أو أنها عقوبة لأمور تتوجب التراجع عنها ومحاسبة النفس وايقافها عن غيها والتمادي الذي قامت به وفي الحالتين هنالك أمر مشترك لا يشعر به أو يقوم به سوى المؤمن الحق وهو الصبر والاحتساب . 


ولقد رأى العالم بأسره تلك المناظر المؤلمة والأهوال العظيمة التي حلت بإخواننا في سوريا ومناظر الأطفال وهم تحت الأنقاض  يصارعون من أجل البقاء في هذه الحياة وانتشرت المقاطع التي تروي معاناتهم كانتشار النار بالهشيم ولكن هنالك أمر لم يلحظه الا البعض منا وهو أمر مهم يعادل أهمية الحدث الكبير الذي وقع على الناس في تركيا وسوريا . 


ذلك الأمر هو الإيمان والتسليم والرضى بما قضاه الله تعالى وأوجب وقوعه من بعض الناس حيث كانت ردود أفعالهم تمثل الصبر والاحتساب والايمان في أقوى لحظاته وأسمى صورة فكم هو عظيم ذلك الأب الذي ثبت أمام الكاميرات وأمام من حوله من أشخاص وقال بصوت المؤمن الواثق من حكمة ربه وعدالته تقبل ابنائي ياالله واجعلهم شفعاء لي يوم القيامة والهمنا جميعا الصبر والسلوان واربط على قلوبنا يارب ولم يذرف أي دمعة قناعة منه أن لله ما أعطى ولله ما أخذ . 


وكم هي  عظيمة تلك الأم التي انتظرت انقاذها هي وابنائها من تحت الأنقاض وبعد خروجها سالمة وفقدانها أحد أبنائها سجدت شكرا لله تعالى وهي تردد اللهم اغفر لنا ذنوبنا واجعل مصابنا هذا تكفيرا لنا عن كل ما ارتكبناه من خطأ اعتقادا منها أن ما حدث هو بسبب الذنوب التي تكاثرت والتجاوزات والخطايا . 


ولن أنسى المقطع الذي خرج فيه ذلك الشخص وهو يشكي لربه رحيل اسرته كامله التي كانت قبل ساعات مجتمعه في مكان واحد واقصد بأسرته أبيه وأمه واخوانه وأبنائه الذين قضوا جميعهم بسبب الانهيارات العظيمة التي حدثت ولكن هذا الشخص رغم فاجعته الكبيرة وانهمار دموعه حرقة وحزنا على هذا الفقدان العظيم الا انه كان يقول اللهم اجمعني بهم في جنات الخلد يارب العالمين واربط على قلبي لحين لقائي بهم .


تلك الكلمات الرائعة وهذه المواقف العظيمة تكررت أكثر من مرة عند الكثير ممن فقدوا أحبائهم في سوريا وغيرها من بلاد المسلمين ولكن الاعلام بكل ادواته لم ينقل لنا صور ومقاطع أولئك المحتسبين والصابرين بسبب تركيزه على الدمار والقتل والهرج الذي انتشر في اخر الزمان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه  مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج. قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل" وذلك بسبب التهافت على النقل والحصرية التي اشغلت وسائل الاعلام واصابتهم بالهوس ولو أن فيهم عاقل وصاحب اهداف وغايات انسانية لوجد في صبر المتضررين واحتمالهم مادة دسمة تستحق النشر .


قد تظهر لنا بعض المواقف والمقاطع التي تنشر كمية هائلة من النحيب والصراخ والألم بسبب الفقد ولكن هنالك أمر مهم وهو أن هذا النحيب والصراخ ممزوج برجاء وأمل كبير لله تعالى كما ذكرناه سابقا في تلك الصور التي تطرقنا لها  فكل من يتألمون ينادون الخالق العظيم ويسألونه الرأفة بهم والتهوين عليهم وقليلين منهم من يسخطون ويعاتبون ويلومون تلك هي حلاوة الايمان التي تداعب القلوب وتسري بها وتجعل من المصائب والمحن  رغم صعوبتها أمر يمكن التعايش معه لأن تلك النفوس امتلئت تصديقا وايمانا بأن كل من على هذه الأرض مصيره الذهاب عنها ولن يبقى سوى وجهه سبحانه وان ما اصابك لم يكن ليخطأك ولنا في الناجين والقتلى في زلزال سوريا وتركيا خير دليل  . 


فالكثير ممن توفوا بسبب الزلزال نجوا سابقا من الاحداث والاضطرابات التي عصفت بسوريا ولكن إرادة الله وتقديره قضت بأن يكونوا من الموتى وكثير ممن نجوا اليوم مرت عليهم لحظات كانوا ينتظرون خروج ارواحهم من اجسادها ولكن المولى عزوجل طال في اعمارهم واعطاهم فرصة جديدة للعيش بسبب عدم حلول اجلهم حتى الان نسأل الله ان يرحم من توفي من أخواننا في سوريا وتركيا وكل بلدان المسلمين وان يشفى مرضانا ومرضى المسلمين ويعافينا ويعافيهم من كل بلاء وسوء . 

Read More
    email this