الجمعة، 21 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 21, 2025 by with 0 comment

عبدالله الشريف : لماذا يهاجم السعودية؟ ما حقيقة «التسريبات» وما علاقته بالإخوان والتمويل؟

 

عبدالله الشريف — تحليل معمق: لماذا يهاجم السعودية؟ ما حقيقة «التسريبات» وما علاقته بالإخوان والتمويل؟

عبدالله الشريف : لماذا يهاجم السعودية؟ ما حقيقة «التسريبات» وما علاقته بالإخوان والتمويل؟


في هذا المقال أستعرض بصورة مركّزة ومبنية على مصادر علنية من هو عبد الله الشريف، ماذا نشر مؤخّرًا (حلقة «تسريبات آل سعود»)، وأنماط الخلاف والسياسات التي تقف وراء استهدافه للسّعودية، ثم أقدّم تفسيرًا تحليليًا للمحفّزات (سياسية، أيديولوجية، تجارية) مع تمييز واضح بين الحقائق المؤكدة والاستنتاجات أو الفرضيات.


من هو عبد الله الشريف؟ لمحة تعريفية

عبد الله الشريف معروف كصانع محتوى، شاعِر، وكوميدي/مقدم برامج سياسية ساخرة على يوتيوب ومنصات التواصل. اشتهر بلهجة هجومية وساخرة تجاه العديد من الأنظمة السياسية في المنطقة وبحلقاته التي تحقق نسب مشاهدة عالية. هذه الخلفية الإعلامية توضح أنه فاعل رقمي له جمهور واسع وتأثير إعلامي ملموس. (Wikipedia)


ما الذي نُشر (التسريبات) وما هي حقيقتها؟

مؤخّراً نشر الشريف حلقة حملت عنواناً مرتبطاً بـ«تسريبات آل سعود» واحتوت أجزاءً يُقال إنها اقتباسات أو تسريبات تتعلق بأفراد من العائلة الحاكمة أو مواقفهم. الحلقة حقّقت آلاف المشاهدات وردود فعل إعلامية وسياسية متباينة على منصات التواصل. وجود الحلقة وتداولها على قناته ماثل في العلن. (YouTube)

أما قضية «حقيقة» التسريبات (هل هي مسموعة من مصادر داخلية أم تجميع اقوال/تأويلات/وثائق مزوّرة أو مفبركة) فتبقى مسألة مركزية: حتى هذه اللحظة لا توجد جهة مستقلة محايدة نشرت توثيقاً رسمياً يثبت مصدرية الملفات أو تسجيلات صوتية موثوقة تبيّن أنها صادرة من داخل مؤسسات سعودية رسمية. لذلك، لا يمكن الجزم علمياً بأن كل ما ورد في الحلقة «تسريبات موثوقة» — وبعض التغطيات الإعلامية تناولت المواد بردود واستنكارات ومقارنات بين ما نُشر وما هو مُتحقّق. (ملحوظة: التحقق يعتمد عادة على استقصاء صحفي مستقل أو تسريب من مصدر رسمي موثَّق). (YouTube)


هل الشريف «يهاجم السعودية» فعلاً؟ أم أنه ينتقد سياسات بعينها؟

لا بد من التفريق بين: (أ) نقد سياسات/شخصيات سعودية أو كشف ممارسات معيّنة، و(ب) «مهاجمة» الدولة كمجمل. الكريم أن تصريحاته وحلقاته غالباً ما تستهدف سلوكيات وقرارات وملفات تتقاطع مع سياسات إقليمية (تحالفات، صفقات، سجالات إعلامية) وتستثمرها لهجته الساخرة. لذلك وصفه بـ«مهاجم المملكة» قد يكون مبالغة إن اقتصرنا على معناه الشامل، لكنه صحيح إذا استندنا إلى تكرار حلقاته التي تتناول شؤوناً تضع السعودية في موقف نقدي أو إحراج. (Wikipedia)


الدافع السياسي والأيديولوجي — ثلاثة مستويات تفسيرية

أقترح هنا ثلاثة مستويات تفسر لماذا قد يوجّه محتوى مثل محتوى الشريف سهام النقد نحو السعودية. أذكرها كتحليلات مع توضيح أنّها استنتاجية وليست بالضرورة حقائق مثبتة:

  1. أيديولوجيا موقفية ومعارضة إقليمية
    بعض صناع المحتوى السياسي يتبنون مواقف إقليمية ثابتة (مثلاً: معارضة سياسات تطبيع أو علاقات معيّنة، أو انتقاد دور اقتصادي-سياسي لخصم إقليمي)، والشريف يظهر ارتياحاً في استهداف شخصيات ومنظومات يرى أنها شريكة في سياساتٍ يختلف معها. هذا تفسير أيديولوجي جزئي. (استنتاج مبني على نمط خطاب ومحتوى الحلقات).

  2. حسابات تجارية وإعلامية (المشاهدات والتفاعل)
    نشر «تسريبات» أو مواد مثيرة يرفع معدّل المشاهدات والتداول؛ بعض المحلّلين يرون أن صناعة العناوين المثيرة جزء من منطق العمل في وسائل التواصل: المزيد من الجلبة = انتشار = دخل إعلاني أو حضور إعلامي. هذا العامل لا يلغي وجود دوافع سياسية لكنه يوضّح عامل دافع عملي.

  3. حقل الصراع الاقليمي والتحالفات (سياسة خارجية ودوائر معارضة)
    في المنطقة، خطوط الصراع السياسي تتقاطع مع إعلاميين وناشطين وكيانات سياسية (بما فيها أحزاب أو حركات مناوئة لنهج حكوماتٍ معينة). إشاعة أنباء عن وجود روابط تمويلية أو تحالفات يمكن أن تكون جزءاً من معركة تأثيرية أوسع. هنا يبرز سؤال التمويل والانتماء.

هذه المستويات يمكن أن تعمل منفردة أو متداخلة. أؤكد أن استنتاج الدافع الحقيقي يتطلب وصولاً لمعلومات داخلية أو اعترافات مباشرة.


علاقة الشريف بالإخوان المسلمين وتمويله — ما تقول المصادر؟

هناك اتهامات وتغطيات إعلامية تربط بعض الإعلاميين بــ«خطّ الإخوان» أو تتهمهم بقبول تمويلات من جهات مرتبطة بالحركة، وقد ورد اسم الشريف في سياقات إعلامية أو قانونية مرتبطة بمتهمين آخرين أو تحقيقات في مصر حول «تمويل أعمال إعلامية» في قضايا سابقة. كما وُجدت مقابلات أو حلقات حيث نفى الشريف انتماءً تنظيمياً محدّداً أو حاول توضيح موقفه من أي انتماء رسمي. أي حكم قطعي بخصوص انتمائه أو مصدر تمويله يحتاج أدلة علنية من تحقيقات قضائية أو تحريات مستقلة. (Asharq Al-Awsat)

بعض الوسائل الإخبارية الشعبية نشرت ادعاءات عن مبالغ وتحويلات لوجستية لجهات إعلامية أخرى، واستخدمت هذه المادة كبشر تحدثت عن «خيانة» أو «تمويل»، لكن هذه تغطيات إخبارية ذات طابع اتهامي وليست حكماً قضائياً باتاً في كل الحالات. (اليوم السابع)


الخلاصة التحليلية 

  1. الحقائق المؤكدة: الشريف هو منتج محتوى مشهور، ونشر حلقة حول ما وصفه بـ«تسريبات آل سعود» التي أثارت ضجّة على وسائل التواصل. (Wikipedia)

  2. القضايا المفتوحة: مصدرية التسريبات (ما إن كانت توثيقًا داخليًا أم اجتهادًا أو تجميعًا لمعلومات) لم تُحسم علنًا عبر تحقيق مستقل موثّق؛ ووجود علاقات تمويلية أو انتماءات تنظيمية يخضع لادعاءات متضاربة ولم تثبت بشكل قضائي موثق أمام الجمهور برقم قضية محدد يجزم بالتمويل أو العضوية. (YouTube)

  3. التفسير الأكثر احتمالاً: مزيج من موقف سياسي/أيديولوجي لدى الشريف (نقد أنظمة وسلوكيات سياسية) مع عامل عملي (السعي لانتشار ومشاهدات) وإطار إقليمي للتحالفات الإعلامية والسياسية. التحري الدقيق عن تمويل أو انتماءات يتطلّب تحقيقات مستقلة أو وثائق رسمية. (YouTube)

توصية للمتابعين والباحثين

  • لا تقبل أي «تسريب» حرفياً قبل تحقق مستقل؛ الوسائط الرقمية تسهل السرعة لكن تزيد الحاجة للتحقق.

  • تابع ردود رسمية أو تحقيقات صحفية مستقلة قبل الوقوف على حكم نهائي بخصوص مصدرية التسريبات أو دافعها.


وهذه خلاصة تحليل مفصّل لحلقة عبدالله الشريف رقم 33 – تسريبات آل سعود، مع نقاط رئيسية من التسريب وما أثير حولها:

تحليل تفصيلي لحلقة “تسريبات آل سعود” (حلقة 33)


  • في هذه الحلقة، يعرض الشريف تسجيلًا صوتيًّا منسوبًا إلى الأمير سلطان بن مشعل بن عبد العزيز (ابن عم محمد بن سلمان). (YouTube)

  • وفق ما عرضه الشريف، يتضمن التسجيل “فضائح” فساد واسعة داخل العائلة الحاكمة، موجهة أصلاً من داخل العائلة نفسها. (YouTube)


أبرز ما ورد في التسريب (كما قدمه الشريف/كما لقى اهتمام متابعين)

من تحليلات وسائل الإعلام التي تناولت التسجيل الصوتي ومنشورات متابعة تسريبه:

  1. اتهامات فساد عقاري (التشبيك)

    • الأمير يتحدث عن ما أسماه “التشبيك” لوضع اليد على أراضٍ بطريقة غير قانونية أو شبه قانونية. (مجلة أمناي)

    • زعم أن بعض الأراضي يتم “تسجيلها” لعائلة الأمراء عبر صفقات ملكية أو نفوذ. (مجلة أمناي)

    • يقول إن هذا “النظام” (التشبيك) ليس استثناء بل جزء من ممارسات متغلغلة في هيكل السلطة. (مجلة أمناي)

  2. محاكمة لفئة من الأمراء

    • الأمير يتهم محمد بن سلمان بأنه استهدف بعض الأمراء في حملة “مكافحة الفساد” عام 2017 بطريقة انتقائية، وليس لمحاربة الفساد بقدر محاولته تثبيت نفوذه. (سعودي ليكس)

    • يدعو إلى محاكمة بعض الأمراء – بما في ذلك من هم في الدائرة القريبة للحكم – وهذا كلام نادر جدًا من داخل الأسرة المالكة (فيما يُنسب له). (مجلة أمناي)

  3. اتهامات لوزير العدل

    • يُقال في التسجيل إن وزير العدل (وليد الصمعاني) “له سجل في مصحة نفسية” – وهذا اتهام خطير جدًا لو كان حقيقيًا، لأنه يمس مصداقية الجهاز القضائي. (مجلة أمناي)

    • هذا الكلام إذا صح، يوحي بأن هناك استياء من بعض الشخصيات القوية في الدولة وطريقة تعيينهم.

  4. عائلة آل الشيخ

    • الأمير ضمن حديثه أن لعائلة آل الشيخ نفوذًا كبيرًا عبر علاقات زواج أو “محسوبيات” في مجلس الحكم. (مجتمع بوست)

    • هذا يضيء على جانب من الخلاف الداخلي بين العائلات القوية داخل بنية الحكم السعودي، وليس فقط خلافًا سياسيًا خارجيًا.

  5. تمويل الثروة

    • في جزء من التسجيل، الأمير يقول عبارة مثيرة: “لا تسألني من وين جبت الفلوس”، موضحًا أن هناك آليات غير معلنة لتمويل بعض الممتلكات والثروات. (مجلة أمناي)

    • هذه العبارة تثير الشكوك حول شفافية الثروة لدى بعض الأمراء، وقد تُفهم على أنها تبرير لثروات كبيرة غير واضحة المصدر.


ما يقول المحللون والنقاد عن التسريب

  • بعض الصحف والمواقع (مثل “اليوم الثامن”) وصفوا التسجيل بأنه جزء من “ماكينة إعلامية” (حسبهم “ماكينة الإخوان”)، ليست حملة كشف فساد بقدر ما هي حملة ضغط إعلامي. (مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات)

  • موقع أمناي (Amnaymag) نشر تحليلًا يشير إلى أن التسجيل يفتقر إلى ما يكفي من التوثيق أو الأدلة الداعمة: مجرد تسجيل صوتي + لهجة غضب + اتهامات كبيرة، لكن لا وثائق مادية مرفقة. (مجلة أمناي)

  • من جهة أخرى، موقع سعودي ليكس (المعني بإبراز ما يصفه بـ “فضائح آل سعود”) تناول التسجيل باعتباره “دليل جديد” على “فساد مستفحل” داخل المملكة. (سعودي ليكس)

  • موقع Mugtamapost قدم تحليلاً موسّعًا، وقال إن حديث الأمير سلطان في التسجيل ليس عابرًا لكنه يعكس “صرخة داخلية” من وليّ عائلة إلى الجمهور، وهو ما قد يدل على توتر فعلي داخل الأسرة المالكة. (مجتمع بوست)

  • في موقع “حركة الحرية والتغيير” (Hourriya-Tagheer) وصفوا التسجيل بأنه “وثيقة تأسيس جديدة” للعائلة المالكة بكلام الأمير ذاته، إذ لا يصدر اتهام خارجي فقط، بل “اعتراف من الداخل” بالصراعات وفساد السلطة. (hourriya-tagheer.org)


نقاط ضعف التسريب والمآخذ المحتملة

  • التحقق المستقل: ليس من الواضح أن هناك جهة مستقلة (صحافية موثوقة من داخل السعودية أو تحقيق محايد خارجي) معروفة حتى الآن قدمت تحقيقًا يؤكد كل ما ورد في التسجيل.

  • سياق التسجيل: بعض الانتقادات تقول إن التسجيل “مختار” (أي أجزاء مختارة فقط) – يمكن أن يكون هناك أجزاء مهمة مفقودة أو مؤطرة بطريقة تضغط على المعنى. (نقلاً عن تحليلات مثل اليوم الثامن) (تطبيق نبض)

  • لغة الانفعال: أسلوب الأمير في بعض الأجزاء يحمل نبرة غضب أو تحدّ، وهذا قد يقلل من مصداقية بعض المزاعم لدى من ينظر إليها كصراع داخلي وليس كشف فساد جاد.

  • المصادر: لا تظهر في التقرير وثائق رسمية (مثلاً عقود أراضي، محاضر محاكم، بيانات رسمية) تدعم كل ما يقوله التسجيل؛ الأمر يعتمد كثيرًا على الصوت وحده، وهو ما يفتح الباب للشكوك (من الناقدين).


التفسير الأهم بناءً على هذا التحليل

  • يبدو أن الحلقة والتسريب تهدف إلى تحويل صراع داخلي داخل الأسرة الحاكمة إلى مادة شعبية وسياسية، أي أنها ليست مجرد “شكاوى خاصة” بل محاولة لإيصال رسائل إلى الجمهور – وهذا قد يكون جزءًا من استراتيجية إعلامية كبيرة.

  • التصريحات التي نسبها الأمير سلطان تثير تساؤلات عن شرعية بعض ممارسات السلطة، وقد تكون جزءًا من نوع من “ضغط داخلي” من أمراء أو فئات من العائلة الحاكمة التي تشعر بأنها مهمّشة أو مستاءة من توزيع النفوذ والثروة.

  • من جهة المعارضين (مثل الشريف) هذه التصريحات هي “فرصة ذهبية” لكشف ما يرونه فسادًا ممنهجًا؛ أما من جهة النظام السعودي أو من أنصار النظام ربما ينظرون إليها كتصريحات متهورة من أحد الأمراء الذين لا يملكون سلطة تنفيذية كبيرة، أو كجزء من خصومة داخلية.

    email this

0 comments:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا