الجمعة، 21 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 21, 2025 by with 0 comment

إسرائيل ولبنان: حرب مضمّرة أم رسالة استراتيجية؟

 

إسرائيل ولبنان: حرب مضمّرة أم رسالة استراتيجية؟

إسرائيل ولبنان: حرب مضمّرة أم رسالة استراتيجية؟ 


1. الخلفية والسياق الراهن

  • بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر 2024، يعيش لبنان ما يمكن تسميته «نزاعًا منخفض الكثافة» مستمرًا. Le Monde.fr+2euronews+2

  • إسرائيل تبرّر الضربات الجوية بأنها تستهدف “بنية تحتية استراتيجية” لحزب الله: مخازن أسلحة، مواقع إنتاج صواريخ، منشآت تحت الأرض. euronews

  • في المقابل، منظمات حقوق الإنسان (مثل هيومن رايتس ووتش) وثّقت خسائر مدنية كبيرة في لبنان نتيجة هذه الضربات. Human Rights Watch

  • منظمة العفو الدولية تحدثت عن “تدمير هائل” للبنية التحتية في الجنوب اللبناني. Amnesty International


2. ما تريده إسرائيل من ضرباتها — تحليل الأهداف المحتملة

2.1 هدف مباشر: تقييد قدرات حزب الله

  • من التصريحات الرسمية («الجيش الإسرائيلي» ووزير الدفاع) نرى أن جزءًا من الهدف هو تدمير قدرات حزب الله القتالية الاستراتيجية: الإنتاج والتخزين للصواريخ الدقيقة. euronews

  • إذا نجحت إسرائيل في ضرب البنى التحتية الحاسمة، يمكن أن يضعف حزب الله في إعادة ترميم ترسانته أو قدرته على تهديد إسرائيل كما تقول تل أبيب.

2.2 رسائل خفية واستراتيجية أوسع

  • ليست مجرد غارات تكتيكية: قد تكون رسالة سياسية لإظهار أن إسرائيل لن تتسامح مع إعادة تسليح حزب الله، حتى بعد اتفاق التهدئة.

  • من زاوية إسرائيل، هذه الضربات يمكن أن تُستخدم كورقة ضغط على الحكومة اللبنانية: لتسريع نزع سلاح حزب الله أو دفع لبنان إلى تحول استراتيجي في سياسته.

  • كما أن هناك بعد داخلي: عرض إسرائيل لقدراتها القتالية أمام جمهورها (وخاصة في الشمال) لإظهار أنها جادة في الدفاع وعدم التساهل مع التهديدات.

2.3 تدمير بنية مدنية كوسيلة سياسية

  • بعض الضربات تسببت بأضرار واسعة للمناطق المدنية اللبنانية، وفق منظمة العفو الدولية. Amnesty International

  • هذا يُثير تساؤلًا: هل هناك هدف من تدمير البنية التحتية المدنية؟ الرسالة قد تكون مزدوجة: ليس فقط لإضعاف حزب الله، بل أيضًا لتوجيه ضربة للاقتصاد اللبناني أو زعزعة استقرار الدولة، ما قد يُجعل لبنان أكثر هشاشة داخليًا.


3. هل ترك لبنان “لوحده”؟ دور الدول العربية والمجتمع الدولي

  • من وجهة نظر بعض المراقبين، لبنان يبدو مذعورًا أمام الضغوط الإسرائيلية، مع ردود فعل سياسية لكنها غير قوية بالضرورة.

  • بعض الدول العربية تُظهر تضامنًا لفظيًا، لكن يبدو أن الرسائل العملية محدودة. لا يوجد تحرك عسكري عربي واضح للدفاع عن لبنان، ما يثير التساؤل: هل كفاية التضامن؟

  • من جهة أخرى، بعض المصادر تقول إن المقترحات اللبنانية تتضمن “لجنة تقنية عسكرية-مدنية” لترتيبات تهدئة مع إسرائيل. قناة المنار

  • الولايات المتحدة تبدو لاعبًا رئيسيًا في هذا الملف من خلال الضمانات أو التوسط، ما يضيف بعدًا دوليًا للنزاع.


4. دور الحكومة والجيش اللبناني وردّ الفعل المحلي

4.1 موقف رسمي: التنديد والمطالبة بوقف الاعتداءات

  • قيادة حزب الله (مثل نعيم قاسم) دعت الحكومة اللبنانية للعمل بقوة أكبر لوقف الغارات الإسرائيلية. AP News

  • الرئيس اللبناني وبعض المسؤولين طالبوا بإجبار حزب الله على تسليم سلاحه إلى الدولة. euronews

  • لكن هناك تحدّي كبير: كيف يمكن للدولة (الجيش، الحكومة) أن تفرض نفوذها في مواجهة “قوة مقاومة” مسلّحة مثل حزب الله، خاصة في ظل التوترات الإقليمية.

4.2 دور الجيش اللبناني

  • يُتوقع أن يقوم الجيش بدور “مهم جدًا” إذا دخل في ما يُوصف بأنه “تسوية” أو ترتيبات تهدئة طويلة الأمد، خاصة إذا تم الحديث عن نزع السلاح أو تحويله إلى جيش الدولة.

  • لكن الواقع عمليًا معقد: وجود حزب الله المُسلّح بقوة كبيرة يجعل من الصعب للدولة اللبنانية أن تملي بإرادتها فقط دون دعم خارجي أو مفاوضات دقيقة.

4.3 الاستياء الشعبي

  • من جهة، بعض اللبنانيين يرون أن الهجمات الإسرائيلية تمس سيادة لبنان، ويطالبون بحماية وطنية أقوى.

  • من جهة أخرى، شعور البعض بأن الحكومة “غير قادرة” على حماية المواطنين أو التصدّي لحزب الله، خاصة إذا استمر الأخير في رفض التخلي عن سلاحه.

  • هناك أيضًا من يرى أن حزب الله، من خلال مقاومته، يعطي معنى سياسيًا لمشروع الدولة اللبنانية، وبالتالي أي ضغط لإضعافه قد يثير ردود فعل شعبية بين من يؤمن بدوره المقاوم.


5. هل الحكومة اللبنانية “راضية” بما يحدث؟

  • ليس من الواضح أنها “راضية” تمامًا: التصريحات الرسمية تشير إلى غضب، مطالبة بوقف الضربات، نزع سلاح حزب الله، لكنها في الوقت نفسه تدعو إلى تثبيت التهدئة.

  • بعض التحليلات ترى أن هناك توازنًا صعبًا: الحكومة اللبنانية لا تملك رفاهية المواجهة المفتوحة مع إسرائيل من جهة، ومع حزب الله من جهة أخرى.

  • من جهة ثالثة، قد ترى الحكومة أن وجود حزب الله كقوة مقاومة يعطيها غطاء سياسي داخليًا، خصوصًا في مواجهة ضغوط دولية تُطالب الدولة بفرض سلطتها بحصر السلاح بيدها.


6. النقاط الحسّاسة والرسائل الضمنية

  • سياسة الردع الإسرائيلية طويلة الأمد: هذه الضربات قد تشكل جزءًا من استراتيجية إسرائيلية لإضعاف حزب الله تدريجيًا وليس القضاء عليه بالكامل الآن، أو على الأقل إرسال إشعار بأن إعادة التسلح ستكون مكلفة جدًا.

  • رسالة للدولة اللبنانية: إسرائيل قد ترغب في دفع لبنان نحو “حل الدولة” (حصر السلاح بيد الجيش)، لكن دون حرب شاملة، من خلال الضغط الاقتصادي والعسكري.

  • خيار التهجير أو زعزعة الاستقرار: التدمير المدني يمكن أن يخلق أزمات إنسانية جديدة في الجنوب اللبناني، مما يزيد من هشاشة لبنان داخليًا.

  • مساومة دولية: إسرائيل قد تستخدم الضربات كوسيلة تفاوض في إطار ترتيبات إقليميّة، خصوصًا مع تدخل الدول الكبرى (أمريكا، دول عربية) في ملف التهدئة، إعادة الإعمار، ووجود “مناطق أمان” محتملة.


7. السيناريوهات المستقبلية المحتملة

  1. تصاعد تدريجي: إذا استمرت الضربات دون توافق فعلي، قد نشهد تصعيدًا محدودًا لكنه دائم، ما يؤدي إلى مزيد من التوترات، وزيادة عدد الضحايا، وربما ضغط دولي دولي أكبر على لبنان وحزب الله.

  2. تهدئة جديدة مع تنازلات: قد يتم التوصل إلى تسوية جديدة تشمل أجزاء من مطالب إسرائيل (مثل تقييد سلاح حزب الله) مقابل ضمانات دولية لإعادة إعمار الجنوب، ووقف جزئي للغارات.

  3. نزع سلاح جزئي: إذا وافقت بعض الجهات داخل لبنان (بما في ذلك حزب الله تحت ضغط دولي أو داخلي) على تخفيف ترسانتها، يمكن للدولة اللبنانية (الجيش) أن تزيد من سيطرتها الأمنية.

  4. استمرار الصراع منخفض الكثافة: ربما يكون النموذج الحالي هو “الوضع الطبيعي الجديد”: ضربات دورية من إسرائيل، رد محدود من حزب الله، واستمرار حالة عدم الاستقرار كأداة ضاغطة على لبنان والدولة اللبنانية.


8. الخلاصة والتساؤلات المفتوحة

  • من الواضح أن إسرائيل لا تهاجم لبنان عشوائيًا: هناك هدف واضح من الضربات — تقييد قدرات حزب الله، إرسال رسائل للدولة اللبنانية، وربما تحقيق مصلحة استراتيجية أكبر.

  • لكن مدى نجاح هذه الاستراتيجية يبقى غير مؤكد: هل تستطيع إسرائيل إضعاف حزب الله بما فيه الكفاية؟ هل الحكومة اللبنانية ستتمكن من استغلال هذا التوتر لتعزيز سلطة الدولة؟

  • السؤال الأهم: هل لبنان وحده في هذه المعركة؟ وهل العرب سيتخذون موقفًا حقيقيًا لحماية سيادة لبنان، أم أنهم يكتفون بالدعم الدبلوماسي؟

  • وأخيرًا: هل يمكن أن تتحول هذه الضربات إلى نقطة تحول في لبنان — من كون حزب الله قوة موازنة إلى تركيز الدولة اللبنانية كضمان للاستقرار، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والدعم الدولي؟

    email this

0 comments:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا