



في أحداث الفيلم مات تقريباً أغلب الناس بسبب الغرق، بينما مات بطل الفيلم بعد ساعات، بسبب برودة الماء وليس الغرق.
أغلب من شاهد هذا الفيلم لم يشعر بأي نوع من التعاطف تجاه المئات الذين ظهروا في الفيلم يغرقون، بالرغم من أن أغلبهم نساء وأطفال، وكانت أمنية كل شخص شاهد هذا الفيلم، هو أن يعيش البطل والبطلة وأن ينجوا من الغرق!.
لكن هل سألت نفسك لماذا شعرت بالتعاطف مع البطل، وهو لصٌّ ومدمن خمر ولاعب قمار! ولم تتعاطف مع المئات من النساء والأطفال وكبار السنِّ، الذين ظهروا وهم يغرقون في الفيلم؟ والجواب: استطاع المخرج أن يسلط الضوء على البطل والبطلة فقط، وكأنهما الوحيدان على متن السفينة، وجعلك تحبهما وتتعاطف معهما بالرغم من كل عيوبهما، وتتناسى في نفس الوقت الأطفال والنساء الذين غرقوا من حوله وكأن لا وجود لهم!.
هكذا يتلاعب بنا الإعلام كل يوم، يسلط الضوء على مايريد وفق رؤيته السياسية أو الجهوية أو المنفعة المادية، وليس من زاوية الحق، سواء كان له أم عليه، الإعلام بكل وسائله يمارس هذا العبث القذر على مدار الساعة، وكل الأطراف المتصارعة والمتنازعة في عالمنا اليوم في مشارق الأرض ومغاربها، ترينا المشهد من زاويتها هي فقط، لكن الحقيقة شيء آخر .
وهاكذا تم تشويه صورة وسمعة الدائن من قبل المدينين والمستفيدين من الحكومه لمصالح شخصيه باسلوب نتن باللعب على وتر المشاعر وقلب الحق الى باطل.


يشهد مجتمعنا في السنوات الأخيرة ظاهرة مقلقة تتمثل في "الثراء الفاحش المفاجئ". تكسر هذه الظاهرة القاعدة المتعارف عليها بأن تكوين الثروات يتطلب سنوات طويلة من الجهد والعمل والمثابرة. فجأة، نرى أشخاصاً كانوا من محدودي أو معدومي الدخل يمتلكون أرصدة بالملايين وممتلكات لا حصر لها، وينتقلون من حال إلى حال بين ليلة وضحاها.
يثير هذا التحول السريع تساؤلات ملحة: كيف يحصل شخص مجهول على هذه الثروات دون جهد أو إرث؟ وكيف يتوسع صاحب محل صغير ليصبح اسماً تجارياً ضخماً بهذه السرعة؟ وكيف يكوّن "المشاهير" الجدد سلاسل من المطاعم والمحلات وهم لم يكونوا يملكون شيئاً في بداياتهم؟
غسيل الأموال هو باختصار، عملية احتيالية تهدف إلى إخفاء المصدر غير المشروع للأموال (كتجارة الممنوعات، المخدرات، الاتجار بالبشر، وغيرها) وجعلها تبدو كأنها أرباح مكتسبة من مصادر مشروعة.
وقد وجد الباحثون عن الثراء السريع في هذه الجريمة وسيلة لتحقيق أهدافهم، مستغلين ما وصفه الكاتب بـ "التهاون أو الغفلة" من الجهات الرقابية. وتتخذ هذه الجريمة أشكالاً متعددة:
التستر التجاري: يتم عبر استقطاب "تجار أجانب" برؤوس أموال ضخمة. يبهر هؤلاء الجميع بحجم استثماراتهم، ويستخدمون العطايا لكسب الثقة وشراء الذمم.
الواجهات التجارية: يبدأ هؤلاء بإنشاء أنشطة تجارية (كمحلات أو مطاعم)، ويقدمون عروضاً وتخفيضات غير منطقية تجارياً لجذب الناس. الهدف ليس الربح المشروع، بل "خلط" الأموال القذرة مع الإيرادات النظيفة. ومن أشهر الحيل المستخدمة، بيع وشراء سلع (خاصة قصيرة الصلاحية) بأسعار زهيدة جداً لتمرير مبالغ ضخمة.
الغسيل الرقمي (مشاهير التواصل): يُعتبر هذا الوجه الأحدث والأخطر. أصبحت تطبيقات مثل "تيك توك" ساحة لهذه الممارسات. يتساءل الكاتب: كيف يمكن لشخص، قد يكون عاطلاً عن العمل أو مراهقاً، أن يجمع الملايين من بث مباشر واحد عبر "جولات الدعم"؟ وكيف يستطيع الداعمون إرسال هدايا باهظة تصل قيمتها لمئات الدولارات بهذه السهولة؟
الآلية المشتبه بها هنا هي استخدام الأموال غير المشروعة لشراء "هدايا" الدعم وإرسالها إلى المشهور (الذي قد يكون متواطئاً)، وبذلك تتحول الأموال القذرة إلى دخل "شرعي" في حساب المشهور.
أثرياء الماضي: كانت ثرواتهم محدودة ومعروفة المصدر (أراضٍ، مزارع، سفن). كان مدخولهم يحدد مكانتهم، وكانوا معروفين بالكرم الظاهر وأعمال الخير الخفية. كان خيرهم يشمل الجميع، ويفتحون مجالسهم للفقراء والمحتاجين، مما قلل الفقر في المجتمع.
أثرياء الحاضر (المشبوهون): يركز المقال على فئة من الأثرياء الجدد الذين يجمعون الأموال بهدف الجمع فقط. أموالهم "مسجونة" في البنوك لا نفع للمجتمع منها، وحتى زكاتهم وصدقاتهم (إن أخرجوها) توجَّه لأشخاص معينين قد لا يكونون من المستحقين.
لمواجهة هذه "الآفة الجديدة" التي تدمر الاقتصاد وتزيد الفجوة الطبقية، يقترح المقال ثلاثة حلول أساسية:
الكشف والتعرية: ضرورة فضح هؤلاء المتورطين وعدم منحهم الفرص، حتى لا يصبحوا قدوة للآخرين، ويتحول المجتمع إلى طبقتين: واحدة فاحشة الثراء والأخرى تكافح من أجل لقمة العيش.
التوعية المجتمعية: بناء مجتمع واعٍ يعرف حقوقه وواجباته، ويحارب الظواهر السلبية، ويرفض تمكين من يمارسونها.
إيقاف الدعم والمتابعة: مقاطعة "التافهين" على برامج التواصل الاجتماعي الذين يعتمدون بشكل أساسي على المتابعين لجمع الثروات المشبوهة. ضغط المتابعين ومقاطعتهم قد يجبر القائمين على هذه التطبيقات على تغيير سياساتهم.
يخلص المقال إلى أن غسيل الأموال آفة خفية ومدمرة، تأثيرها مباشر وشامل. ورغم أن المنتفعين منها يحققون مكاسب سريعة في البداية، إلا أن هذه الأموال ستكون وبالاً وهلاكاً عليهم في النهاية، وستخسر المجتمعات والأوطان بسببها.
.jpg)
تستضيف مدينة جدة السعودية اليوم (19 مايو 2023) قمة عربية جديدة، تنعقد في ظل تغيرات وتطورات عميقة شهدها العالم العربي خلال السنوات الماضية. لا يُنظر إلى هذا الاجتماع كحدث بروتوكولي، بل هو قمة تحمل آمالاً وتطلعات كبيرة للشعوب العربية التي طالما انتظرت لحظة يتجاوز فيها القادة خلافاتهم.
إن التطلع الأساسي من هذا الاجتماع هو أن يضع الرؤساء والقادة "ماضي دولهم السياسي بكل أسراره وخباياه على جنب"، وأن يبدأوا صفحة جديدة مشرقة. الأمل معقود على وجود رغبة حقيقية في التغيير، واستعادة التوازن العربي والمكانة التي فُقدت، والتي يرى الكاتب أنها ضاعت بسبب "التخاذل والتعاون مع الغرب الطامع في الخيرات والمقدرات".
كما يُؤمَّل أن يركز القادة على مصلحة شعوبهم، وأن يسعوا بجدية نحو الاستقرار والأمن، وأن تكون قراراتهم مستقلة بعيداً عن توجيهات أو تعليمات خارجية.
يُتوقع أن تتصدر عدة قضايا مصيرية جدول أعمال القمة:
القضية الفلسطينية: تبقى هي المحور الأساسي، خاصة مع استمرار الصدامات اليومية مع "العدو الصهيوني"، إلى جانب الخلافات الداخلية بين فتح وحماس.
الأزمة السودانية: كملف طارئ، يُنتظر من القمة وضع حلول عاجلة، ودعوة طرفي النزاع إلى "صوت العقل"، وأن تكون سلطة الدولة فوق سلطة السلاح، حمايةً للشعب السوداني الذي يُعتبر الخاسر الأكبر.
الوضع المصري: يتم تسليط الضوء على الوضع الاقتصادي الذي تعانيه مصر، والخلاف المستمر مع إثيوبيا حول ملف المياه، والذي يتطلب حلولاً سريعة لتجنب أي "صراع مائي" قد يؤثر على المنطقة بأسرها.
ملفات أخرى: ستكون الأوضاع في تونس، والعلاقات بين الجزائر والمغرب، والوضع في اليمن ولبنان، حاضرة أيضاً، بالإضافة إلى الملف الأمني الداخلي لجميع الدول العربية.
تتميز هذه القمة بحدثين بارزين:
عودة سوريا: يُعتبر حضور الرئيس بشار الأسد وعودة سوريا إلى الصف العربي "أمراً مهماً جداً يجب استغلاله". يرى الكاتب أنها فرصة كبيرة لإصلاح الوضع في هذا البلد المهم، الذي سارعت دول (مثل روسيا وإيران وتركيا) لاستغلال وضعه الداخلي لتحقيق مصالحها.
حضور الرئيس الأوكراني: أثارت دعوة الرئيس الأوكراني لحضور القمة ردود فعل متباينة. فبينما هاجمها البعض واعتبرها "مجاملة للولايات المتحدة وتنفيذاً لأجنداتها"، باركها آخرون كخطوة قد تفتح نافذة أمل لحل النزاع الروسي الأوكراني، ولكون أوكرانيا دولة صديقة ولها مصالح متبادلة مع العديد من الدول العربية.
يرى الكاتب أن هذه القمة "تبشر بخير"، ويتمنى نجاحها وتطبيق مخرجاتها بشجاعة سياسية. ويشيد في هذا السياق بالنهج الذي اتبعته المملكة العربية السعودية، متمثلةً بالأمير محمد بن سلمان، في "تعامله الجاد مع الولايات المتحدة" وتغليب مصلحة بلده على المصالح الغربية، معتبراً إياه "أسوة حسنة".
ويختتم المقال برسالة مباشرة إلى الحكام العرب:
"الشعوب تعول الكثير عليكم وتنتظر منكم الكثير... الأمن والأمان وحفظ الشعوب والأوطان أمر أنتم ملزومين في الحفاظ عليه... فإن اختلفتم وأضعتم هذه الفرصة التي أراها مواتية ومناسبة لتصحيح المسار، فلن تتاح لكم فرص أخرى ولن تحصلوا على الدعم اللازم... فاستغلوا الفرصة".