الأربعاء، 19 يوليو 2023

Published يوليو 19, 2023 by with 0 comment

تمدّنا فازدادت عيوبنا: قراءة في أثر التقدّم على قيمنا

 


 🏙️ تمدّنا فازدادت عيوبنا: قراءة في أثر التقدّم على قيمنا



 حين يختلط التمدّن بالتحوّل القيمي


منذ سنوات، أصبح التمدن والتطور واقعًا لا يمكن تجاوزه. غيّرا نمط حياتنا، أسلوب تواصلنا، وحتى طريقة تفكيرنا. قد نحب هذا الواقع أو نرفضه، لكنه أصبح جزءًا من يومياتنا.

ورغم ما جلبه من رفاهية وسهولة، إلا أن الكثير من القيم والممارسات الأصيلة التي تربينا عليها بدأت تتراجع، لتحل محلها أنماط جديدة شوهت شيئًا من بساطة وجمال الماضي.


فهل التطور سلبٌ للفضيلة؟ أم أننا نحن من أضعنا التوازن بين التقدم المادي والقيم الإنسانية؟



 الحداثة بين الاستخدام وسوء الاستخدام


لا شك أن الوسائل الحديثة فتحت آفاقًا واسعة للعلم والتواصل، لكنها في الوقت نفسه كشفت خفايا لم تكن لتظهر في الماضي. لم يعد هناك ما يسمى “السر”، وأصبحت تفاصيل الحياة الخاصة تُعرض على الملأ.

الخلل هنا لا يكمن في التقنية نفسها، بل في **سوء استخدامها** وغياب الوعي الأخلاقي الذي يوجّهها. فالتطور ليس عدوًا للقيم، لكنه يحتاج إلى وعي يحفظ التوازن بين الحداثة والهوية.



 هل الإسلام ضد التمدّن؟


على العكس تمامًا، فالإسلام دين حضارة ورقيّ. دعا إلى العلم، وإعمار الأرض، وتحسين حياة الإنسان ماديًا ومعنويًا. المشكلة ليست في “التمدن” ذاته، بل في **الانقياد الأعمى** لكل ما يأتي من الغرب دون وعي أو تمحيص، حتى صار بعضنا يربط التقدّم بالتحلل الأخلاقي، وهو تصور مغلوط لا يمت للحقيقة بصلة.




 تغييب العقل وصمت الضمير


من المؤسف أن يصبح المجتمع أكثر تساهلاً تجاه سلوكيات كانت تُستنكر سابقًا. لم يعد الاعتراض على الخطأ أو النصح بالحكمة حاضرًا كما كان، وكأننا فقدنا جزءًا من مسؤوليتنا الاجتماعية.

القضية ليست في رفض الحداثة، بل في كيفية التفاعل معها بوعي يحافظ على قيمنا ويمنع الانجرار وراء التقليد الأعمى.


حين تنعكس الأدوار


من المثير أن نرى بعض الدول الغربية — التي كانت تُتهم بالانحلال — تعيد النظر في منظوماتها الأخلاقية، وتبدأ بتقنين بعض السلوكيات التي أفرطت فيها سابقًا، بعدما رأت أثرها السلبي على الأسرة والمجتمع.

بينما في المقابل، بدأت بعض مجتمعاتنا تتبنى تلك الممارسات نفسها تحت شعار “الحرية والتطور”. وكأننا نسير عكس الاتجاه.




 🚫 التقليد ليس حضارة


الحضارة لا تُقاس بالمظاهر، بل بالوعي. ما نراه من انبهار أعمى بكل ما يأتي من الغرب لا يعني تقدمًا، بل تراجعًا عن القيم التي ميّزتنا. التمدن الحقيقي هو أن نأخذ من العالم ما يفيدنا دون أن نفقد هويتنا في الطريق.




 الخاتمة


التمدن سلاح ذو حدين. هو وسيلة للارتقاء بالإنسان لا لإفقاده هويته.

إذا أعدنا التوازن بين العلم والقيم، بين التقنية والضمير، سنجد أن الحضارة ليست خطرًا، بل فرصة لإحياء إنسانيتنا بطريقة أعمق وأجمل.

Read More
    email this

السبت، 8 يوليو 2023

Published يوليو 08, 2023 by with 0 comment

🇸🇦 هل تفعلها المملكة العربية السعودية وتغيّر واقع العرب؟

 

🇸🇦 هل تفعلها المملكة العربية السعودية وتغيّر واقع العرب؟


 لاعب جديد قديم يعود إلى الساحة

في عالم يموج بالأحداث السياسية والاقتصادية المتسارعة، برزت السعودية من جديد كأحد أهم الفاعلين على الساحة الدولية، بعد أن كانت قوى كبرى تحاول تحجيم دورها لعقود. لكن المشهد تغيّر، وأصبحت المملكة اليوم رقمًا صعبًا في معادلة الشرق الأوسط والعالم العربي، بل وفي المنظومة الدولية ككل.


السعودية العظمى... من الجذور إلى الريادة

منذ تأسيسها، مرّت المملكة بمراحل صعبة ومفصلية، كانت كلها مقدمات لما وصلت إليه اليوم. رؤية الدولة الحديثة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان — حفظهما الله — أعادت رسم صورة السعودية كقوة اقتصادية وسياسية لها مكانتها الإقليمية والعالمية.

ولم يكن هذا التحوّل وليد الصدفة، بل نتيجة تخطيط استراتيجي طويل وتوظيف ناجح لقدراتها وموقعها وثرواتها.


 بين التشدد والانفتاح... رحلة التوازن

في مراحلها السابقة، واجهت المملكة اتهامات بالتشدد أو الانغلاق نتيجة طبيعة مجتمعها المحافظ ومكانتها الدينية الحساسة. إلا أن هذا الانضباط كان جزءًا من مسؤوليتها تجاه مقدسات الإسلام في مكة والمدينة، ومن واجبها الشرعي في حماية القيم الدينية.

ومع التحوّل والانفتاح الذي شهدته البلاد في السنوات الأخيرة، لم تسلم أيضًا من الانتقادات التي رأت في الانفتاح تمييعًا للهوية. لكن الواقع يُثبت أن **السعودية تسير نحو الاعتدال**، وتبحث عن صيغة توازن تجمع بين الأصالة والتجديد.


 السعودية في مواجهة الحملات والتحديات

تعرضت المملكة خلال العقود الماضية لحملات إعلامية ممنهجة هدفت إلى التقليل من دورها وتأثيرها في العالم العربي والإسلامي. ومع ذلك، ظلت ثابتة في مواقفها، داعمة للقضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

ورغم محاولات التشويه، فإن السعودية بقيت نموذجًا للدولة التي **تضع مصلحة الأمة فوق الخلافات**، وتسعى للصلح بدل الصراع، وللوحدة بدل التفرقة.


 من الربيع العربي إلى رؤية 2030

عندما اجتاحت المنطقة ما سُمّي بـ"الربيع العربي"، اتخذت السعودية موقف الحذر، وسعت إلى منع الفوضى التي كادت تعصف بالمنطقة. أدركت القيادة السعودية مبكرًا أن التغيير غير المنضبط قد يؤدي إلى انهيار الدول بدل إصلاحها.

واليوم، عبر **رؤية السعودية 2030**، تعمل المملكة على تغيير الواقع العربي عبر الاقتصاد والثقافة والاستثمار، لا عبر الصراع والخطابات. إنها تسعى لتكون نموذجًا يحتذى به في الإصلاح الهادئ والمتدرج.


 التحديات أمام المشروع السعودي

نجاح السعودية في توحيد الصف العربي لن يكون سهلًا، فهناك **عوائق سياسية ومنافسات إقليمية** لا يمكن تجاهلها. بعض القوى الكبرى ترى في صعود الرياض تهديدًا لمصالحها التقليدية في المنطقة، وبعض الدول العربية ما زالت أسيرة خلافات قديمة.

ومع ذلك، تُظهر المملكة **قدرة استثنائية على الصبر والمناورة السياسية**، مستفيدة من ثقلها الاقتصادي والديني والجغرافي لتجاوز هذه العقبات.


 مستقبل مشرق... وإشارات مبشرة

برغم التحديات، المؤشرات تدل على أن السعودية تسير بخطى ثابتة نحو إعادة صياغة الواقع العربي. مواقفها الداعمة للاستقرار، ومساعيها لاحتواء الأزمات في اليمن وسوريا والسودان ولبنان، كلها تؤكد أن **الرياض تعمل بصمت من أجل بناء شرق أوسط أكثر تماسكًا**.

ومع رؤية طموحة وقيادة شابة، يبدو أن السعودية بدأت فعلًا في **تغيير قواعد اللعبة** لصالح استقرار المنطقة وازدهارها.


السعودية اليوم ليست مجرد دولة مركزية في الخليج، بل **ركيزة في بناء مستقبل العرب**. تمتلك المقومات السياسية والاقتصادية والثقافية لتكون قوة تغيير إيجابية، تقود المنطقة نحو نهضة جديدة قائمة على التعاون لا الصراع.

ويبقى السؤال مطروحًا:

هل تفعلها السعودية وتغير واقع العرب؟

الجواب يبدو أقرب إلى **نعم** — فالمعطيات تقول إن السعودية بدأت بالفعل مرحلة التحوّل الكبرى.

Read More
    email this

الأحد، 18 يونيو 2023

Published يونيو 18, 2023 by with 0 comment

فنُّ إغتصاب العقول

 

فنُّ إغتصاب العقول:

سفينة التيتانيك كان عليها تقريبا 2230 شخصاً، تم إنقاذ 706 شخص فقط، هذا يعني ان1524 شخصاً لقوا حتفهم.

في أحداث الفيلم مات تقريباً أغلب الناس بسبب الغرق، بينما مات بطل الفيلم بعد ساعات، بسبب برودة الماء وليس الغرق.


أغلب من شاهد هذا الفيلم لم يشعر بأي نوع من التعاطف تجاه المئات الذين ظهروا في الفيلم يغرقون، بالرغم من أن أغلبهم نساء وأطفال، وكانت أمنية كل شخص شاهد هذا الفيلم، هو أن يعيش البطل والبطلة وأن ينجوا من الغرق!.


 لكن هل سألت نفسك لماذا شعرت بالتعاطف مع البطل، وهو لصٌّ ومدمن خمر ولاعب قمار! ولم تتعاطف مع المئات من النساء والأطفال وكبار السنِّ، الذين ظهروا وهم يغرقون في الفيلم؟ والجواب: استطاع المخرج أن يسلط الضوء على البطل والبطلة فقط، وكأنهما الوحيدان على متن السفينة، وجعلك تحبهما وتتعاطف معهما بالرغم من كل عيوبهما، وتتناسى في نفس الوقت الأطفال والنساء الذين غرقوا من حوله وكأن لا وجود لهم!.


هكذا يتلاعب بنا الإعلام كل يوم، يسلط الضوء على مايريد وفق رؤيته السياسية أو الجهوية أو المنفعة المادية، وليس من زاوية الحق، سواء كان له أم عليه، الإعلام بكل وسائله يمارس هذا العبث القذر على مدار الساعة، وكل الأطراف المتصارعة والمتنازعة في عالمنا اليوم في مشارق الأرض ومغاربها، ترينا المشهد من زاويتها هي فقط، لكن الحقيقة شيء آخر .


وهاكذا تم تشويه صورة وسمعة الدائن من قبل المدينين والمستفيدين من الحكومه لمصالح شخصيه باسلوب نتن باللعب على وتر المشاعر وقلب الحق الى باطل.

Read More
    email this

السبت، 27 مايو 2023

Published مايو 27, 2023 by with 0 comment

هل أرضى بالظلم؟ قراءة في ضعفنا الجماعي وسبل الاستعادة

 

إن كنت مسلما أو عربيا فلترض بالظلم ولا تعترض

هل أرضى بالظلم؟ قراءة في ضعفنا الجماعي وسبل الاستعادة





الحرية قيمة أصيلة يولد بها الإنسان، ولا ينبغي أن تُستبدل بالرضوخ للظلم أو الاستسلام أمام الضغوط. لكننا اليوم نواجه ظاهرة مقلقة: ضعف جماعي في مواجهة ما يمس ثوابتنا وهويتنا. هذا الضعف لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج تراكمات تاريخية واجتماعية وسياسية.

منذ عهد الاستعمار وما تلاه من تأثيرات، دخلت دولنا في دوامة تغيّر عميق. المقاومة ضد الاحتلال والتحرّر أعقباها موجات تأثير أدت إلى تغيير مناهج تربوية وثقافية، وأضعفت مناعة مجتمعاتٍ كانت أقرب إلى ثوابتها. وأحيانًا، بدت بعض الأنظمة والجهات المحلية أكثر حرصًا على مصالحها الضيقة من حرصها على المصلحة العامة، ما سهّل استغلال الخارج لهذه الفجوات.

أحد أشدَّ الأضرار هو تدخل القوى الخارجية في تفاصيل الحياة الداخلية: سياسات تعليمية وثقافية تُعزل قيم الاعتزاز بالهوية أو تُستبدل بمضامين تُروّج للانفتاح بلا ضوابط. هذا لا يعني رفض كل جديد، فالتطور واجبٌ مطلوب، لكنه يتطلب وعيًا ومعايير تحفظ الهوية وتمنع التفكك الاجتماعي.

كما أن هناك دورًا مؤذيًا يلعبه بعض الأطراف الداخلية المتماهية مع مصالح خارجية: أولئك الذين يغازلون القوى الكبرى مقابل مكاسب مؤقتة يقدمون صورة منقسمة ومشتتة عن الأمة. مثل هذه المواقف تُضعف القدرة على التحالف وبناء إستراتيجيات مشتركة في مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية.

في السياق المعاصر، برزت دول إقليمية تحاول استعادة دورها وتأمين مصالح شعوبها عبر سياسات مستقلة. هذا يدعو إلى التفاؤل، لكنه أيضًا يضع أمامنا تحديًا: كيف نُعزز وعي المجتمع ونبني مؤسسات قادرة على حماية الحقوق والمقدسات بدون الخضوع للمزايدات الخارجية؟

الإجابة تبدأ من الداخل: إصلاح مناهج التعليم، تقوية الخطاب الديني الوسطي الذي يدعو إلى العمل والبناء، تحفيز المجتمع المدني على المشاركة الفاعلة، وتعزيز الشراكات الاقتصادية والسياسية على أساس مصلحة وطنية حقيقية. كما أن استعادة الكرامة الجماعية تتطلب قيادة حكيمة تتعامل بذكاء دبلوماسي وتوازن بين الدفاع عن السيادة والانفتاح المسؤول.

الخوف من العقاب الخارجي والإكراه النفسي الذي يثنيه بعض القادة والشعوب ليس سوى تكتيك يستخدمه من يريد إبقاؤنا ضعفاء. تاريخ الأمة يعلمنا أن الشجاعة الجماعية والوحدة قادران على قلب المعادلات إذا صاحبهما تخطيط سليم وإدارة حكيمة للمصالح.

في الختام، الحرية لا تُمنح بالرضوخ ولا تُقوى بالاحباط. على الشعوب والقادة معًا أن يعيدوا ترتيب أولوياتهم لصالح المصلحة العامة، وأن يجعلوا الخشية الأولى هي خشية الله، أما خشية البشر فستزول بما يملأه الإيمان والعمل والوفاء بالواجبات الوطنية.

Read More
    email this

الثلاثاء، 23 مايو 2023

Published مايو 23, 2023 by with 0 comment

الثراء المفاجئ وغسيل الأموال: كيف تُبنى الثروات المشبوهة؟


غسيل الأموال والثروات المفاجئة المتزايدة

 الثراء المفاجئ وغسيل الأموال: كيف تُبنى الثروات المشبوهة؟

يشهد مجتمعنا في السنوات الأخيرة ظاهرة مقلقة تتمثل في "الثراء الفاحش المفاجئ". تكسر هذه الظاهرة القاعدة المتعارف عليها بأن تكوين الثروات يتطلب سنوات طويلة من الجهد والعمل والمثابرة. فجأة، نرى أشخاصاً كانوا من محدودي أو معدومي الدخل يمتلكون أرصدة بالملايين وممتلكات لا حصر لها، وينتقلون من حال إلى حال بين ليلة وضحاها.

يثير هذا التحول السريع تساؤلات ملحة: كيف يحصل شخص مجهول على هذه الثروات دون جهد أو إرث؟ وكيف يتوسع صاحب محل صغير ليصبح اسماً تجارياً ضخماً بهذه السرعة؟ وكيف يكوّن "المشاهير" الجدد سلاسل من المطاعم والمحلات وهم لم يكونوا يملكون شيئاً في بداياتهم؟


ما هو غسيل الأموال وكيف يعمل؟

غسيل الأموال هو باختصار، عملية احتيالية تهدف إلى إخفاء المصدر غير المشروع للأموال (كتجارة الممنوعات، المخدرات، الاتجار بالبشر، وغيرها) وجعلها تبدو كأنها أرباح مكتسبة من مصادر مشروعة.

وقد وجد الباحثون عن الثراء السريع في هذه الجريمة وسيلة لتحقيق أهدافهم، مستغلين ما وصفه الكاتب بـ "التهاون أو الغفلة" من الجهات الرقابية. وتتخذ هذه الجريمة أشكالاً متعددة:

  1. التستر التجاري: يتم عبر استقطاب "تجار أجانب" برؤوس أموال ضخمة. يبهر هؤلاء الجميع بحجم استثماراتهم، ويستخدمون العطايا لكسب الثقة وشراء الذمم.

  2. الواجهات التجارية: يبدأ هؤلاء بإنشاء أنشطة تجارية (كمحلات أو مطاعم)، ويقدمون عروضاً وتخفيضات غير منطقية تجارياً لجذب الناس. الهدف ليس الربح المشروع، بل "خلط" الأموال القذرة مع الإيرادات النظيفة. ومن أشهر الحيل المستخدمة، بيع وشراء سلع (خاصة قصيرة الصلاحية) بأسعار زهيدة جداً لتمرير مبالغ ضخمة.

  3. الغسيل الرقمي (مشاهير التواصل): يُعتبر هذا الوجه الأحدث والأخطر. أصبحت تطبيقات مثل "تيك توك" ساحة لهذه الممارسات. يتساءل الكاتب: كيف يمكن لشخص، قد يكون عاطلاً عن العمل أو مراهقاً، أن يجمع الملايين من بث مباشر واحد عبر "جولات الدعم"؟ وكيف يستطيع الداعمون إرسال هدايا باهظة تصل قيمتها لمئات الدولارات بهذه السهولة؟

الآلية المشتبه بها هنا هي استخدام الأموال غير المشروعة لشراء "هدايا" الدعم وإرسالها إلى المشهور (الذي قد يكون متواطئاً)، وبذلك تتحول الأموال القذرة إلى دخل "شرعي" في حساب المشهور.


مقارنة بين ثروات الأمس واليوم


  • أثرياء الماضي: كانت ثرواتهم محدودة ومعروفة المصدر (أراضٍ، مزارع، سفن). كان مدخولهم يحدد مكانتهم، وكانوا معروفين بالكرم الظاهر وأعمال الخير الخفية. كان خيرهم يشمل الجميع، ويفتحون مجالسهم للفقراء والمحتاجين، مما قلل الفقر في المجتمع.

  • أثرياء الحاضر (المشبوهون): يركز المقال على فئة من الأثرياء الجدد الذين يجمعون الأموال بهدف الجمع فقط. أموالهم "مسجونة" في البنوك لا نفع للمجتمع منها، وحتى زكاتهم وصدقاتهم (إن أخرجوها) توجَّه لأشخاص معينين قد لا يكونون من المستحقين.


الحلول المقترحة لمواجهة الظاهرة

لمواجهة هذه "الآفة الجديدة" التي تدمر الاقتصاد وتزيد الفجوة الطبقية، يقترح المقال ثلاثة حلول أساسية:

  1. الكشف والتعرية: ضرورة فضح هؤلاء المتورطين وعدم منحهم الفرص، حتى لا يصبحوا قدوة للآخرين، ويتحول المجتمع إلى طبقتين: واحدة فاحشة الثراء والأخرى تكافح من أجل لقمة العيش.

  2. التوعية المجتمعية: بناء مجتمع واعٍ يعرف حقوقه وواجباته، ويحارب الظواهر السلبية، ويرفض تمكين من يمارسونها.

  3. إيقاف الدعم والمتابعة: مقاطعة "التافهين" على برامج التواصل الاجتماعي الذين يعتمدون بشكل أساسي على المتابعين لجمع الثروات المشبوهة. ضغط المتابعين ومقاطعتهم قد يجبر القائمين على هذه التطبيقات على تغيير سياساتهم.


خاتمة

يخلص المقال إلى أن غسيل الأموال آفة خفية ومدمرة، تأثيرها مباشر وشامل. ورغم أن المنتفعين منها يحققون مكاسب سريعة في البداية، إلا أن هذه الأموال ستكون وبالاً وهلاكاً عليهم في النهاية، وستخسر المجتمعات والأوطان بسببها.


Read More
    email this

الجمعة، 19 مايو 2023

Published مايو 19, 2023 by with 0 comment

قمة عربية جديدة: آمال الشعوب في ظل متغيرات حاسمة

 

قمة عربية جديدة نتمناها استثنائية

قمة عربية جديدة: آمال الشعوب في ظل متغيرات حاسمة

تستضيف مدينة جدة السعودية اليوم (19 مايو 2023) قمة عربية جديدة، تنعقد في ظل تغيرات وتطورات عميقة شهدها العالم العربي خلال السنوات الماضية. لا يُنظر إلى هذا الاجتماع كحدث بروتوكولي، بل هو قمة تحمل آمالاً وتطلعات كبيرة للشعوب العربية التي طالما انتظرت لحظة يتجاوز فيها القادة خلافاتهم.


الأمل في صفحة جديدة

إن التطلع الأساسي من هذا الاجتماع هو أن يضع الرؤساء والقادة "ماضي دولهم السياسي بكل أسراره وخباياه على جنب"، وأن يبدأوا صفحة جديدة مشرقة. الأمل معقود على وجود رغبة حقيقية في التغيير، واستعادة التوازن العربي والمكانة التي فُقدت، والتي يرى الكاتب أنها ضاعت بسبب "التخاذل والتعاون مع الغرب الطامع في الخيرات والمقدرات".

كما يُؤمَّل أن يركز القادة على مصلحة شعوبهم، وأن يسعوا بجدية نحو الاستقرار والأمن، وأن تكون قراراتهم مستقلة بعيداً عن توجيهات أو تعليمات خارجية.


الملفات الساخنة على الطاولة

يُتوقع أن تتصدر عدة قضايا مصيرية جدول أعمال القمة:

  1. القضية الفلسطينية: تبقى هي المحور الأساسي، خاصة مع استمرار الصدامات اليومية مع "العدو الصهيوني"، إلى جانب الخلافات الداخلية بين فتح وحماس.

  2. الأزمة السودانية: كملف طارئ، يُنتظر من القمة وضع حلول عاجلة، ودعوة طرفي النزاع إلى "صوت العقل"، وأن تكون سلطة الدولة فوق سلطة السلاح، حمايةً للشعب السوداني الذي يُعتبر الخاسر الأكبر.

  3. الوضع المصري: يتم تسليط الضوء على الوضع الاقتصادي الذي تعانيه مصر، والخلاف المستمر مع إثيوبيا حول ملف المياه، والذي يتطلب حلولاً سريعة لتجنب أي "صراع مائي" قد يؤثر على المنطقة بأسرها.

  4. ملفات أخرى: ستكون الأوضاع في تونس، والعلاقات بين الجزائر والمغرب، والوضع في اليمن ولبنان، حاضرة أيضاً، بالإضافة إلى الملف الأمني الداخلي لجميع الدول العربية.


تطورات بارزة في قمة جدة

تتميز هذه القمة بحدثين بارزين:

  • عودة سوريا: يُعتبر حضور الرئيس بشار الأسد وعودة سوريا إلى الصف العربي "أمراً مهماً جداً يجب استغلاله". يرى الكاتب أنها فرصة كبيرة لإصلاح الوضع في هذا البلد المهم، الذي سارعت دول (مثل روسيا وإيران وتركيا) لاستغلال وضعه الداخلي لتحقيق مصالحها.

  • حضور الرئيس الأوكراني: أثارت دعوة الرئيس الأوكراني لحضور القمة ردود فعل متباينة. فبينما هاجمها البعض واعتبرها "مجاملة للولايات المتحدة وتنفيذاً لأجنداتها"، باركها آخرون كخطوة قد تفتح نافذة أمل لحل النزاع الروسي الأوكراني، ولكون أوكرانيا دولة صديقة ولها مصالح متبادلة مع العديد من الدول العربية.


رسالة إلى القادة

يرى الكاتب أن هذه القمة "تبشر بخير"، ويتمنى نجاحها وتطبيق مخرجاتها بشجاعة سياسية. ويشيد في هذا السياق بالنهج الذي اتبعته المملكة العربية السعودية، متمثلةً بالأمير محمد بن سلمان، في "تعامله الجاد مع الولايات المتحدة" وتغليب مصلحة بلده على المصالح الغربية، معتبراً إياه "أسوة حسنة".

ويختتم المقال برسالة مباشرة إلى الحكام العرب:

"الشعوب تعول الكثير عليكم وتنتظر منكم الكثير... الأمن والأمان وحفظ الشعوب والأوطان أمر أنتم ملزومين في الحفاظ عليه... فإن اختلفتم وأضعتم هذه الفرصة التي أراها مواتية ومناسبة لتصحيح المسار، فلن تتاح لكم فرص أخرى ولن تحصلوا على الدعم اللازم... فاستغلوا الفرصة".

Read More
    email this