شروط مصر والسعودية لحماية لبنان… ما وراء الصفقة الفرنسية – السعودية مع حزب الله
في خضم التوتر المتصاعد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، تحرّكت القاهرة والرياض وباريس في مسار معقد يهدف إلى منع اندلاع حرب شاملة قد تبتلع لبنان والمنطقة كلها. وبينما كانت إسرائيل تلوّح باجتياح واسع، وصل مدير المخابرات المصرية إلى بيروت في توقيت حساس، حاملاً مبادرة طارئة لإنقاذ الوضع ومنع الانفجار.
وفي الوقت نفسه، كانت المبعوثة الفرنسية للشرق الأوسط تجري مفاوضات غير معلنة مع حزب الله، ضمن صفقة سعودية – فرنسية تهدف إلى نزع سلاح الحزب مقابل امتيازات سياسية واسعة.
هذه هي القصة الكاملة للضغوط، والشروط، والصفقات، والصراع على مستقبل لبنان.
*1. الصفقة الفرنسية – السعودية: نزع سلاح الحزب مقابل 10 امتيازات
العرض الذي حملته المبعوثة الفرنسية لحزب الله كان غير مسبوق:
*الامتيازات المقدّمة للحزب مقابل نزع السلاح:
1. مناصب تنفيذية في الحكومة اللبنانية الجديدة تصل لحد السيطرة على القرار السياسي.
2. حماية دولية فرنسية للدور السياسي للحزب داخل المؤسسات اللبنانية.
3. وقف الحملات الإعلامية ضد الحزب داخليًا وخارجيًا.
4. تنسيق أمني غير معلن بين السعودية والحزب.
5. إعادة إعمار لبنان بتمويل خليجي مفتوح.
6. تحسين علاقة الحزب بالإدارة الأمريكية خاصة في ملفات الغاز.
7. فتح قنوات دبلوماسية غير مباشرة مع إسرائيل لمنع أي اغتيالات مستقبلية.
8. ضم لبنان إلى منتدى غاز شرق المتوسط لتحويله إلى لاعب إقليمي مهم.
9. دعم عمليات التنقيب عن الغاز في البحر.
10. استثمارات ضخمة في البنية التحتية اللبنانية.
ورغم حجم الامتيازات، ردّ حزب الله بأنه "يحتاج وقتًا للتفكير".
وهنا جاءت الضربة الإسرائيلية باغتيال قائد أركان الحزب علي الطبطبائي الرجل الثاني بعد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، في رسالة واضحة:
**إما الموافقة… أو استمرار الاغتيالات.**
*2. لماذا تريد السعودية نزع سلاح الحزب؟
السعودية لديها حسابات أمنية طويلة مع الميليشيات المدعومة من إيران، بدءًا من الحوثيين الذين قصفوا منشآت أرامكو بسلاح إيراني الصنع، وصولًا إلى شبكات النفوذ الممتدة في العراق وسوريا ولبنان.
نجحت الرياض، بعد حرب غزة، باستثمار التغيرات الإقليمية لصالحها، فاستعادت نفوذها في واشنطن وباريس، ودفعت لتفعيل مسار تفكيك الميليشيات في المنطقة.
*3. لماذا تريد فرنسا ذلك؟
فرنسا باعتبارها جزءًا من الترويكا الأوروبية التي فرضت عقوبات على إيران، لا تريد لبنان دولة بميليشيا، بل دولة بمؤسسات مركزية.
ومن مصلحة باريس استقرار لبنان الذي ترتبط به تاريخيًا وسياسيًا وماليًا.
*4. لماذا تستعجل إسرائيل نزع السلاح؟
لأن الحزب يمثل الخطر الأكبر على شمال إسرائيل، ولأن تجربة غزة أعطتها نموذجًا تريد تكراره:
*تحييد البنية العسكرية للمقاومة وتحويلها إلى تنظيم سياسي بحت.
*5. رد حزب الله على العرض السعودي
الحزب وضع خمس شروط صعبة للموافقة:
1. وقف الاغتيالات الإسرائيلية لقيادات الحزب.
2. وقف القصف داخل الأراضي اللبنانية.
3. انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.
4. تحرير الأسرى اللبنانيين.
5. ضمان أمريكية رسمية للاتفاق.
وقبل أن تُستكمل الشروط، فاجأت فرنسا الحزب بطلب تنفيذ **اتفاق الطائف** كاملاً… بما يشمل تفكيك جميع الميليشيات المسلحة، وهي رسالة واضحة:
الدولة فقط هي التي يجب أن تحمل السلاح.
*6. دخول مصر على الخط: خطة إنقاذ عاجلة
مصر رفضت معادلة نزع السلاح الكامل، وقدّمت بديلًا واقعيًا:
*الخطة المصرية لحماية لبنان:
1. انسحاب إسرائيل من الجنوب وخاصة "الخمسة تلال التي تُستخدم كمواقع استراتيجية.
2. تنظيم سلاح حزب الله بدل نزعه**، بحيث يبقى السلاح مجمّدًا ولا يُستخدم إلا بإذن من الجيش اللبناني.
3. ضمانة أمريكية لمنع إسرائيل من اجتياح لبنان.
*لماذا تتحرك مصر؟
لأن الحرب على لبنان ستعني:
– اندلاع أربع جبهات: سوريا، العراق، اليمن، ولبنان.
– عودة تهديدات الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر.
– تعطيل قناة السويس.
– انفجار إقليمي كامل يعيد المنطقة إلى سيناريو ما بعد 2011 ولكن أوسع وأخطر.
*7. مبادرة مدير المخابرات المصرية
بعد وصوله بيروت تم الاتفاق على مبادرة من مرحلتين:
*المرحلة الأولى:
– وقف إطلاق النار بالكامل.
– وقف الانتهاكات الإسرائيلية.
– تجميد سلاح حزب الله.
– انتشار الجيش اللبناني على كل الأراضي اللبنانية.
*المرحلة الثانية:
– تشكيل لجنة خماسية (مصر – أمريكا – فرنسا – لبنان – إسرائيل).
– مراقبة تنفيذ القرار 1701.
– منع إقامة منطقة عازلة إسرائيلية بعمق 20 كم داخل لبنان.
– تثبيت سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها.
*8. الخلاصة: من يكتب مستقبل لبنان الآن؟
لبنان اليوم في نقطة مفصلية:
– السعودية تريد نزع السلاح.
– فرنسا تريد دولة قوية بلا ميليشيات.
– إسرائيل تريد جبهة شمال خالية من التهديد.
– أمريكا تضغط من الخلف.
– مصر تتدخل لتمنع الاجتياح والحرب الشاملة.
– الحزب يحاول الحفاظ على ما تبقى من نفوذه العسكري.
المعادلة:
*إمّا أن يتحول حزب الله إلى قوة سياسية بلا سلاح…
أو
*أن تنفجر حرب قد تغيّر خريطة الشرق الأوسط بالكامل.









