الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 25, 2025 by with 0 comment

شروط مصر والسعودية لحماية لبنان… ما وراء الصفقة الفرنسية – السعودية مع حزب الله


شروط مصر والسعودية لحماية لبنان… ما وراء الصفقة الفرنسية – السعودية مع حزب الله

 شروط مصر والسعودية لحماية لبنان… ما وراء الصفقة الفرنسية – السعودية مع حزب الله



في خضم التوتر المتصاعد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، تحرّكت القاهرة والرياض وباريس في مسار معقد يهدف إلى منع اندلاع حرب شاملة قد تبتلع لبنان والمنطقة كلها. وبينما كانت إسرائيل تلوّح باجتياح واسع، وصل مدير المخابرات المصرية إلى بيروت في توقيت حساس، حاملاً مبادرة طارئة لإنقاذ الوضع ومنع الانفجار.


وفي الوقت نفسه، كانت المبعوثة الفرنسية للشرق الأوسط تجري مفاوضات غير معلنة مع حزب الله، ضمن صفقة سعودية – فرنسية تهدف إلى نزع سلاح الحزب مقابل امتيازات سياسية واسعة.


هذه هي القصة الكاملة للضغوط، والشروط، والصفقات، والصراع على مستقبل لبنان.



*1. الصفقة الفرنسية – السعودية: نزع سلاح الحزب مقابل 10 امتيازات

العرض الذي حملته المبعوثة الفرنسية لحزب الله كان غير مسبوق:

 *الامتيازات المقدّمة للحزب مقابل نزع السلاح:

1. مناصب تنفيذية في الحكومة اللبنانية الجديدة تصل لحد السيطرة على القرار السياسي.

2. حماية دولية فرنسية للدور السياسي للحزب داخل المؤسسات اللبنانية.

3. وقف الحملات الإعلامية ضد الحزب داخليًا وخارجيًا.

4. تنسيق أمني غير معلن بين السعودية والحزب.

5. إعادة إعمار لبنان بتمويل خليجي مفتوح.

6. تحسين علاقة الحزب بالإدارة الأمريكية خاصة في ملفات الغاز.

7. فتح قنوات دبلوماسية غير مباشرة مع إسرائيل لمنع أي اغتيالات مستقبلية.

8. ضم لبنان إلى منتدى غاز شرق المتوسط لتحويله إلى لاعب إقليمي مهم.

9. دعم عمليات التنقيب عن الغاز في البحر.

10. استثمارات ضخمة في البنية التحتية اللبنانية.

ورغم حجم الامتيازات، ردّ حزب الله بأنه "يحتاج وقتًا للتفكير".

وهنا جاءت الضربة الإسرائيلية باغتيال قائد أركان الحزب علي الطبطبائي الرجل الثاني بعد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، في رسالة واضحة:

**إما الموافقة… أو استمرار الاغتيالات.**



*2. لماذا تريد السعودية نزع سلاح الحزب؟

السعودية لديها حسابات أمنية طويلة مع الميليشيات المدعومة من إيران، بدءًا من الحوثيين الذين قصفوا منشآت أرامكو بسلاح إيراني الصنع، وصولًا إلى شبكات النفوذ الممتدة في العراق وسوريا ولبنان.


نجحت الرياض، بعد حرب غزة، باستثمار التغيرات الإقليمية لصالحها، فاستعادت نفوذها في واشنطن وباريس، ودفعت لتفعيل مسار تفكيك الميليشيات في المنطقة.




*3. لماذا تريد فرنسا ذلك؟

فرنسا باعتبارها جزءًا من الترويكا الأوروبية التي فرضت عقوبات على إيران، لا تريد لبنان دولة بميليشيا، بل دولة بمؤسسات مركزية.

ومن مصلحة باريس استقرار لبنان الذي ترتبط به تاريخيًا وسياسيًا وماليًا.



*4. لماذا تستعجل إسرائيل نزع السلاح؟

لأن الحزب يمثل الخطر الأكبر على شمال إسرائيل، ولأن تجربة غزة أعطتها نموذجًا تريد تكراره:

*تحييد البنية العسكرية للمقاومة وتحويلها إلى تنظيم سياسي بحت.



*5. رد حزب الله على العرض السعودي

الحزب وضع خمس شروط صعبة للموافقة:

1. وقف الاغتيالات الإسرائيلية لقيادات الحزب.

2. وقف القصف داخل الأراضي اللبنانية.

3. انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.

4. تحرير الأسرى اللبنانيين.

5. ضمان أمريكية رسمية للاتفاق.

وقبل أن تُستكمل الشروط، فاجأت فرنسا الحزب بطلب تنفيذ **اتفاق الطائف** كاملاً… بما يشمل تفكيك جميع الميليشيات المسلحة، وهي رسالة واضحة:

الدولة فقط هي التي يجب أن تحمل السلاح.



*6. دخول مصر على الخط: خطة إنقاذ عاجلة

مصر رفضت معادلة نزع السلاح الكامل، وقدّمت بديلًا واقعيًا:

*الخطة المصرية لحماية لبنان:

1. انسحاب إسرائيل من الجنوب وخاصة "الخمسة تلال التي تُستخدم كمواقع استراتيجية.

2. تنظيم سلاح حزب الله بدل نزعه**، بحيث يبقى السلاح مجمّدًا ولا يُستخدم إلا بإذن من الجيش اللبناني.

3. ضمانة أمريكية لمنع إسرائيل من اجتياح لبنان.


*لماذا تتحرك مصر؟

لأن الحرب على لبنان ستعني:

– اندلاع أربع جبهات: سوريا، العراق، اليمن، ولبنان.

– عودة تهديدات الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر.

– تعطيل قناة السويس.

– انفجار إقليمي كامل يعيد المنطقة إلى سيناريو ما بعد 2011 ولكن أوسع وأخطر.


*7. مبادرة مدير المخابرات المصرية

بعد وصوله بيروت تم الاتفاق على مبادرة من مرحلتين:


*المرحلة الأولى:

– وقف إطلاق النار بالكامل.

– وقف الانتهاكات الإسرائيلية.

– تجميد سلاح حزب الله.

– انتشار الجيش اللبناني على كل الأراضي اللبنانية.


*المرحلة الثانية:

– تشكيل لجنة خماسية (مصر – أمريكا – فرنسا – لبنان – إسرائيل).

– مراقبة تنفيذ القرار 1701.

– منع إقامة منطقة عازلة إسرائيلية بعمق 20 كم داخل لبنان.

– تثبيت سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها.



*8. الخلاصة: من يكتب مستقبل لبنان الآن؟

لبنان اليوم في نقطة مفصلية:

– السعودية تريد نزع السلاح.

– فرنسا تريد دولة قوية بلا ميليشيات.

– إسرائيل تريد جبهة شمال خالية من التهديد.

– أمريكا تضغط من الخلف.

– مصر تتدخل لتمنع الاجتياح والحرب الشاملة.

– الحزب يحاول الحفاظ على ما تبقى من نفوذه العسكري.


المعادلة:

*إمّا أن يتحول حزب الله إلى قوة سياسية بلا سلاح…

أو

*أن تنفجر حرب قد تغيّر خريطة الشرق الأوسط بالكامل.

Read More
    email this
Published نوفمبر 25, 2025 by with 0 comment

"الدروز في سوريا… طائفة تبحث عن الأمان أم قوة صامتة تُعاد قراءتها؟"

"الدروز في سوريا… طائفة تبحث عن الأمان أم قوة صامتة تُعاد قراءتها؟"

"الدروز في سوريا… طائفة تبحث عن الأمان أم قوة صامتة تُعاد قراءتها؟"



التقيت بشخص درزي ودار بيني وبينه حوار طويل  جعلني في حيرة  وتبادر الى ذهني سؤال مهم حول  هذه الطائفه وهو هل يدعي الدروز المظلوميه والاضطهاد ام انهم بالفعل يعانون منها؟ وذلك بعد أن اخبرني  عن الممارسات والانتهاكات  التي يتعرضون لها من باقي الطوائف ولم يحدد لي من يقوم بتلك الانتهاكات !! وما هي الاضرار التي لحقت بالدروز !! ولكنه اشار الى مقتل عدد من افراد اسرته ونجاته هو وزوجته التي تقيم معها الأن في دوله خليجية .

حين تلتقي بشخص يحمل جرحًا عميقًا، فإن كلامه يترك أثرًا أكبر مما قد تتركه أي دراسة أو تقرير.

 هكذا تمامًا كان حديثي مع ذلك الرجل الدرزي الذي نقل لي شعورًا بالظلم، وروايات عن ممارسات وانتهاكات أدت – كما قال – إلى مقتل أفراد من عائلته، ونجاته هو وزوجته التي انتقل معها الى دولة خليجية بحثًا عن الأمان.


هذا النوع من الشهادات فتح الباب أمام سؤال كبير: من هم الدروز فعلًا؟ وهل يعيشون مظلومين ومُقصيين في سوريا؟ أم أن رواية الاضطهاد مرتبطة بالظروف وانعكاس الصراعات السياسية والطائفية؟


هذا ما اناقشه في هذا المقال بعمق.


 *من هم الدروز؟ 

الدروز جماعة دينية-اجتماعية عربية الأصل، ظهرت في القرن الحادي عشر.

عددهم في العالم يُقدّر بين 800 ألف إلى مليون شخص موزّعون بشكل أساسي على:

*سوريا: بين 600–700 ألف تقريبًا، معظمهم في محافظة السويداء.

*لبنان: حوالي 300 ألف.

*فلسطين المحتلة / إسرائيل: نحو 150 ألف.

*الأردن: أقلية صغيرة.

السوريون الدروز يشكّلون أكبر تجمع درزي في العالم، وهم جزء أصيل من النسيج السكاني السوري منذ مئات السنين.


*هل الدروز مضطهدون فعلاً داخل سوريا؟

السؤال شائك، والإجابة تعتمد على زاوية النظر. يمكن مناقشة الاحتمالات في ثلاث روايات رئيسية:

*1. رواية الاضطهاد:

يرى أصحاب هذا الرأي أن الدروز:

* تعرضوا للتهميش الاقتصادي والخدمي في السويداء.

* واجهوا محاولات لفرض التجنيد الإلزامي عليهم خلال الحرب.

* عاشوا تحت ضغط الفصائل المتطرفة التي كانت تتمدد قرب مناطقهم.

* فقدوا أفرادًا نتيجة هجمات داعش على القرى الشرقية عام 2015 و2018.

هذه الرواية تغذي شعورًا عامًا لدى بعض الدروز بأن مناطقهم تُركت وحيدة في ظل الحرب.


*2. رواية “الحياد المكلف”:

الدروز في سوريا اتخذوا موقفًا أقرب إلى “الحياد” خلال الأزمة السورية، لا هم مع السلطة بشكل كامل ولا مع المعارضة.

هذا الحياد:

* أبقاهم بمنأى عن تدمير هائل كما حدث لغيرهم،

  لكن

* جعلهم عرضة لاتهامات من الطرفين:

  * من المعارضة: بأنهم مؤيدون للسلطة.

  * من بعض الموالين للسلطة: بأنهم “غير ملتزمين” أو “مترددين”.

النتيجة: احتكاكات أمنية متعددة، وشعور بالقلق والانعزال.


*3. رواية عدم الاضطهاد:

بحسب هذه الرؤية:

* الدروز يحتفظون بدرجة من الإدارة الذاتية غير المعلنة داخل السويداء.

* علاقتهم مع دمشق مبنية على “التفاهم” وليس الصدام.

* كبار مشايخ العقل يميلون تاريخيًا إلى التسويات مع الدولة.

من يتبنى هذا الاتجاه يرى أن سردية الاضطهاد مبالغ فيها أو تُستغل سياسيًا.


*هل هم مكروهون أو منبوذون في سوريا؟

صعب جدًا الحديث عن “كراهية عامة”، لأن الدروز تاريخيًا شاركوا في كل مراحل تكوين الدولة السورية، لكن هناك ثلاثة مصادر لتوتّر الصورة:

1. الجهل العام بطبيعة عقيدتهم ما يؤدي إلى أحكام مسبقة.

2. الخطابات الطائفية خلال سنوات الحرب التي ألصقت بكل طائفة صورًا نمطية.

3. رفض الدروز المشاركة في الحرب إلى جانب أي طرف، ما جعلهم هدفًا لاتهامات متناقضة.

لكن على مستوى المجتمع السوري العام، لا توجد مؤشرات قوية على كراهية عامة أو ممنهجة تجاه الدروز.


*ما علاقتهم بإسرائيل؟ وهل هم “تابعون” لها؟

هذا واحد من أكثر الملفات تعقيدًا في السرديات العربية:

*1. دروز فلسطين (داخل الخط الأخضر):

* جزء منهم يخدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي بسبب قانون التجنيد الإجباري على الدروز فقط.

* هذا لا يمثل خيار دروز سوريا أو لبنان، بل هو **ظرف سياسي خاص بفلسطين المحتلة**.

* كثير من الدروز في الداخل يعارضون التجنيد أصلاً.


*2. هل دروز سوريا مرتبطون بإسرائيل؟

لا.


* دروز سوريا تاريخيًا معادون لإسرائيل سياسيًا بحكم موقفهم القومي.

* شارك العديد منهم في مقاومة الاحتلال في الجولان.

فكرة “ارتباطهم بإسرائيل” تُستخدم أحيانًا كسلاح سياسي للتشويه، لا أكثر.


*3. هل يتحكم بهم أحد؟

الدروز عادة يقودهم “مشايخ العقل” وهناك ثلاثة مراجع دينية أساسية في السويداء.

لكن في السياسة، المشهد أكثر تعقيدًا:

* هناك مشايخ قريبون من السلطة.

* وآخرون قريبون من الاحتجاجات الشعبية.

* وجزء ثالث يرفض أي اصطفاف نهائي.

هم ليسوا “تابعين” لقوة أجنبية، لكنهم أيضًا ليسوا كتلة سياسية موحدة.


*هل هناك عداء بينهم وبين الحكومة السورية؟

العلاقة تختلف حسب الزمن:

*قبل الحرب:

كانت العلاقة مستقرة، والدروز جزء من الدولة.


*بعد 2011:

* ظهرت توترات بسبب ملف التطويع والتجنيد.

* رفضت السويداء إرسال شبابها للجبهات، فبدأت بعض الاحتكاكات السياسية.

* ظهرت مجموعات محلية مسلحة تركز على حماية المنطقة فقط، دون قتال خارجي.


*اليوم:

العلاقة أقرب إلى “التعايش المشروط”، مع مطالب واسعة داخل السويداء بتحسين الوضع الاقتصادي والخدمات.


*حوار مفتوح: هل الدروز طائفة مظلومة أم حالة سياسية خاصة؟

السؤال لا يمكن الإجابة عنه بنعم أو لا.

لكنه يفتح نقاشًا جوهريًا:

* هل ما يروى عن الاضطهاد هو نتيجة هوية طائفية؟

* أم نتيجة فراغ سياسي وأمني عاشته السويداء خلال الحرب؟

* وهل المظلومية شعور جماعي فعلاً؟ أم تجربة فردية تختلف من شخص لآخر؟

* وهل تحاول أطراف إقليمية أو دولية توظيف هذه السردية لصالح مشاريعها؟

هذه الأسئلة بحد ذاتها تكشف أن وضع الدروز ليس حالة “اضطهاد بسيط”، بل نتيجة طبقات من التاريخ والسياسة والهوية والانقسام المحلي.


خلاصة

الدروز في سوريا جماعة عربية أصيلة، تعيش بين معادلات سياسية معقدة، وتحرص غالبًا على الحياد وعدم الانجرار للصراعات.


هل هم مضطهدون؟

البعض يقول نعم، والبعض يقول لا، لكن المؤكد أنهم يعانون من الظروف نفسها التي تعاني منها معظم مناطق سوريا اليوم: اقتصاد منهك، خدمات ضعيفة، وقلق مستمر من المستقبل.


ما يعانيه الفرد الذي التقيت به قد يكون جزءًا من معاناة شخصية أو عائلية أو سياسية، لكنه بالتأكيد يعكس حقيقة أكبر:

أن جميع السوريين — بمختلف طوائفهم — دفعوا ثمن الحرب بطريقة أو بأخرى.

Read More
    email this
Published نوفمبر 25, 2025 by with 0 comment

الاقتصاد الخليجي بين فوائض النفط والعجز المالي: لماذا لا يظهر الثراء على الأرض؟

 

الاقتصاد الخليجي بين فوائض النفط والعجز المالي: لماذا لا يظهر الثراء على الأرض؟

الاقتصاد الخليجي بين فوائض النفط والعجز المالي: لماذا لا يظهر الثراء على الأرض؟



على الرغم من أن دول الخليج حققت خلال السنوات الأخيرة فوائد نفطية ضخمة، فإن المشهد المالي لا يعكس هذا الواقع. ديون تتزايد، ضرائب جديدة، خصخصة، وبيع لأصول الدولة… بينما تُطرح أسئلة جوهرية:


أين تذهب كل هذه المليارات من عائدات النفط؟ ولماذا لا تنعكس على قوة وسيادة الاقتصاد الخليجي؟


ففي عام 2023 وحده، شكّلت العائدات النفطية أكثر من 60% من إيرادات دول الخليج، ومع ذلك سجلت أغلب الدول فائضاً شبه صفري، وأحياناً عجزاً واضحاً في الميزانية. هذا التناقض ليس ظرفاً طارئاً، بل نتيجة بنية اقتصادية ومالية ارتبطت بالخارج أكثر مما ارتبطت بالداخل.


لماذا لا ينعكس فائض النفط على الفائض المالي؟

الجواب المباشر – كما يوضحه المختصون – أن جزءاً كبيراً من هذه الفوائض النفطية لا يدخل فعلياً في دورة الاقتصاد المحلي، بل يتجه إلى الخارج في شكل:

  • سندات حكومية أمريكية
  • استثمارات في صناديق أجنبية
  • تمويل مشاريع ومنشآت في الدول الغربية
  • ودائع بالدولار تشغّل اقتصادات الآخرين بدل أن تُنمي الاقتصاد الخليجي

وفي الداخل، تظهر نتائج معاكسة تماماً:
تضخم، ارتفاع أسعار، ديون حكومية، تقليص الدعم، وبيع أصول الدولة تحت مسمى الخصخصة.


لكن السؤال الأعمق:
لماذا تسلك دول الخليج هذا المسار أصلاً؟


الإجابة تكمن في خمس ركائز أساسية شكّلت بنية الاقتصاد الخليجي طوال العقود الماضية.


الأسباب الخمسة وراء ضعف انعكاس الثروة النفطية داخلياً

1. الدولار مقابل الحماية: معادلة البترودولار

منذ سبعينيات القرن الماضي، فُرضت معادلة واضحة:
النفط الخليجي يُباع حصراً بالدولار مقابل الحماية الأمريكية وصفقات السلاح.

هذا النظام – البترودولار – يعني ببساطة أن:

  • فوائض النفط بالدولار تُعاد تلقائياً إلى الولايات المتحدة
  • جزءاً كبيراً منها يُضخ في سندات الخزانة الأمريكية
  • ويتم تدوير المال في النظام المالي الغربي وليس الخليجي

وبذلك، يفقد الخليج جزءاً من استقلاله المالي مقابل ضمانات سياسية وأمنية.

2. ضعف البنية الإنتاجية داخل دول الخليج

حتى اليوم، يعتمد الاقتصاد الخليجي على الاستيراد أكثر من الإنتاج.
فلا توجد قاعدة صناعية كافية، ولا اكتفاء ذاتي، ولا زراعة قوية، ولا تصنيع تكنولوجي حقيقي.

ومع تدفق المليارات من النفط:

  • إذا ضُخ المال داخل الاقتصاد المحلي يسبب تضخماً حاداً
  • وإذا خرج للخارج، تستفيد منه الاقتصادات الغربية

وهكذا تتحول الثروة النفطية إلى ثروة “عابرة”، لا تصنع اقتصاداً مستقلاً ولا قيمة مضافة محلية.

3. الخصخصة المفروضة دولياً

خلال العقود الماضية، دفعت المؤسسات المالية العالمية – وعلى رأسها صندوق النقد والبنك الدولي – دول الخليج نحو ما يسمى تحرير الاقتصاد، والذي يشمل:

  • بيع أصول الدولة
  • رفع الضرائب
  • تقليص الدعم
  • خفض الإنفاق العام

هذه الإجراءات تُسوَّق كـ إصلاح اقتصادي، لكنها في الحقيقة:

تفتح الباب الخلفي لفقدان جزء من السيادة الاقتصادية، وتحويل ملكية الدولة إلى الشركات الأجنبية.

4. صناعة الاعتماد بدل صناعة الاستقلال

تاريخياً، كان الهدف الغربي واضحاً:
الخليج يجب أن يبقى مستورداً لا منتجاً.

لذلك شُجعت دوله على:

  • استيراد التكنولوجيا دون صناعتها
  • شراء الأسلحة دون تطوير صناعات الدفاع
  • الاستثمار في الغرب بدل الاستثمار في الداخل
  • الاعتماد على الشركات الأجنبية بدل بناء قاعدة وطنية مستقلة

فأصبحت النتيجة النهائية:
النفط يُنتج في الخليج… لكن قرار استخدامه وتوجيه فائدته في أيدي الغرب.

5. إدارة الثروة من الخارج

حتى حين تتراكم الأموال داخل دول الخليج، فإن إدارتها واستثمارها غالباً ما تتم:

  • عبر مؤسسات مالية غربية
  • وفق قواعد مالية غربية
  • في أسواق وبنوك غربية

وبالتالي:
المال يُجمع هنا… لكنه يُستثمر ويُدار هناك.

الخلاصة: الخليج يموّل العالم… ولا يموّل نهضته

إن استمر الوضع كما هو، سيبقى الخليج:

  • ينتج النفط
  • ويموّل اقتصادات الدول الكبرى
  • بينما يواجه تضخماً وضرائب وبيعاً لأصوله
  • ويتحول من “مالك للثروة” إلى “ممَوّل للثروة في الخارج”

فالاختيار اليوم واضح:
إمّا إعادة السيطرة الوطنية على ثروات الخليج،
أو استمرار تمويل العالم مقابل إضعاف الداخل.



Read More
    email this

الاثنين، 24 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 24, 2025 by with 0 comment

قلوبٌ شتّى يتوحّد أصحابها… وأمّة واحدة تتفرّق!

 

قلوبٌ شتّى يتوحّد أصحابها… وأمّة واحدة تتفرّق!

قلوبٌ شتّى يتوحّد أصحابها… وأمّة واحدة تتفرّق!


على الرغم من أنّ المجتمع الصهيوني يعيش واحدة من أكثر البنى الاجتماعية والسياسية انقسامًا في العالم—انقسامات عقائدية، دينية، حزبية، قومية، وحتى عنصرية داخلية—إلا أنّه يتحوّل، لحظة شعوره بالتهديد، إلى كتلة واحدة تعمل كفريق متماسك.


هذه الظاهرة ليست جديدة، ولم تأتِ من فراغ، بل هي جزء من طبيعة المشروع الصهيوني نفسه، الذي بُني منذ بداياته على أساس أمني قبل أي شيء آخر.


الصهاينة… داخليًا ممزّقون، وخارجيًا يدٌ واحدة

قد يبدو المشهد السياسي الإسرائيلي اليوم أشبه بساحة صراع بين اليمين واليسار، والمتدينين والعلمانيين، والأشكناز والسفارد، بل وحتى بين الأجهزة الأمنية نفسها.

ومع ذلك، حينما يتعلّق الأمر بما يسمّونه “الأمن القومي”، تسقط الخلافات كلها خلف ظهرهم.

الجميع يصبح جزءًا من فريق عمل واحد هدفه حفظ الكيان واستمراره.


هذه القدرة على “إدارة الخلاف” وتقديم المصلحة العليا على الصراعات الداخلية ليست وليدة اللحظة، وإنما جزء من ثقافة زرعها المؤسسون منذ قيام الكيان، عبر ثلاثة مبادئ رئيسية:

1. الأمن أولًا… وكل شيء بعده

كل مؤسسة وكل فرد يتم تربيته على أن بقاء الدولة أهم من بقاء الحكومات والأحزاب.


2. صورة العدو الموحّد

وجود خصم خارجي يصنع تلقائيًا حالة اصطفاف داخلي.


3. منظومة متقدمة لإدارة الأزمات

لديهم آليات واضحة وفعّالة لحل الخلافات حينما تصبح تهديدًا لأمنهم.



القرآن… سبق ففضح حقيقتهم


المفارقة أن القرآن الكريم وصف حالهم بدقة:

“تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى”

(الحشر: 14)


هذه الآية جاءت في سياق الحديث عن اليهود، حيث كانوا متفرقين داخليًا رغم ما قد يظهر من اتحاد ظاهري، وهو ما نراه اليوم تمامًا؛ فكل ما يبدو من انسجام هو انسجام اضطراري، لحظي، مرتبط بالخوف أو المصلحة.


لكن السؤال الأخطر هو:

إذا كان من وصفهم الله بتشتت القلوب ينجحون في توحيد صفوفهم عند الحاجة… فلماذا لا نفعل نحن؟



لماذا لا يعمل العرب والمسلمون كفريق واحد؟


الأمة العربية والإسلامية هي أكثر أمم الأرض التي اجتمع عليها الخصوم، وأكثر من سُفكت دماؤهم ظلمًا وعدوانًا، وأكثر من يحتاج فعلًا إلى وحدة الصف… ومع ذلك لم يتحقق ذلك إلا نادرًا.


هناك أربعة أسباب رئيسية:


1. غياب مشروع موحّد


الأمة لم تبلور حتى اليوم مشروعًا جامعًا يمكن أن تتفق حوله، لا سياسيًا ولا اقتصاديًا ولا حضاريًا.


2. الإرث التاريخي للخلافات


تراكم صراعات الماضي—القبلية، المذهبية، السياسية—ما زال يلقي بظلاله، وأصبح يُستدعى بسهولة في كل أزمة.


3. تدخل القوى الخارجية


كل مرة يقترب العرب من التماسك، يتحرك الخارج لإعادة تفتيتهم، لأن وحدتهم تعني قوّة سياسية واقتصادية لا يمكن مجاراتها.


4. غياب ثقافة إدارة الاختلاف


نحن لا نفتقد إلى “وحدة الصف” فقط؛ نحن نفتقد إلى فن إدارة الخلاف.

أما الصهاينة فيدركون أن خلافاتهم الداخلية يجب ألا تهدد مشروعهم، فيضعون قواعد واضحة تمنع ذلك.



العرب والمسلمون… قادرون على التوحد إذا تغيرت الأولويات


رغم كل هذا، فإن تاريخ الأمة يُظهر أنها كلما تعرّضت لخطر وجودي حقيقي، استطاعت أن تتماسك.

بل أحيانًا يكفي أن يظهر مشروع صادق وعادل حتى يتفاعل الناس حوله بقوة.


ولذلك فإن السؤال اليوم ليس:


لماذا لا نتّحد؟

بل:

ما المشروع القادر على جمعنا؟ ومن يمتلك الشجاعة لطرحه؟



ختامًا

اتحاد الصهاينة ليس قوة داخلية بقدر ما هو خوف مشترك…

أما الأمة العربية والإسلامية فحينما توحّدت في التاريخ لم يكن خوفًا، بل إيمانًا بعدالة قضيتها.


ربما آن الأوان لطرح السؤال الأكبر:

هل نريد وحدة مبنية على رد الفعل… أم مشروعًا يعيد للأمة مكانتها؟

Read More
    email this

الأحد، 23 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 23, 2025 by with 0 comment

هل تتغير أفغانستان؟ بين مشاهد “إكسبو أفغانستان” ونظرة طالبان للتطور

مقال حواري: هل تتغير أفغانستان؟ بين مشاهد “إكسبو أفغانستان” ونظرة طالبان للتطور

 هل تتغير أفغانستان؟ بين مشاهد “إكسبو أفغانستان” ونظرة طالبان للتطور



لم يعد المشهد الأفغاني كما اعتدناه قبل سنوات. المقاطع المصوّرة القادمة من إكسبو أفغانستان الواسعة، وإقبال العائلات، ووجود منتجات محلية وابتكارات شبابية—فتحت بابًا جديدًا من الأسئلة:


هل نحن أمام تغيّر اجتماعي حقيقي؟ أم أمام محاولة رسم صورة أكثر جاذبية للعالم؟


في هذا المقال سنمضي بنظام الحوار، كما لو أننا أمام مجلسٍ فكريّ يتناقش فيه ثلاثة أطراف: *صوت المواطن الأفغاني، وصوت المراقب الخارجي، وصوت الباحث المختص بالشأن السياسي*.


المشهد الأول: الجمهور والدهشة

المواطن الأفغاني:

"نحن نبحث عن حياة طبيعية. لسنا مختلفين عن بقية الشعوب. وجود معرض كبير كإكسبو يسمح لنا بأن نرى منتجات بلدنا، ونلتقي برواد الأعمال، ونشعر بأن أفغانستان قادرة على الحياة رغم كل شيء."


المراقب الخارجي:

"لكن هذا الإقبال الجماهيري، وهذا الانفتاح الاجتماعي… هل هو مبادرة من المجتمع نفسه؟ أم سمحت به طالبان لتلميع صورتها؟"


الباحث:

"الواقع يشير إلى أن المجتمع الأفغاني—وخاصة جيل الشباب—يدفع بقوة نحو المشاركة في الحياة المدنية مهما كانت القيود. صحيح أن طالبان تتحكم بالمشهد العام، لكنها لا تستطيع كبح مجتمع كامل يريد أن يعيش."


المشهد الثاني: طالبان بين “الحذر” و”التجربة”

هنا يطرح السؤال الأهم:


هل تغيرت طالبان؟

المواطن:

"نعم… ولا. ما زالت هناك قيود كثيرة على النساء، وعلى التعليم، وعلى الإعلام. لكننا بدأنا نرى هامشًا من الفعاليات الاقتصادية والثقافية التي لم تكن موجودة قبل عامين."


المراقب:

"هل هذه بداية تحول؟ أم مجرد استثناءات؟"


الباحث:

"Taliban تتعامل بحسابات دقيقة. هناك ثلاثة عوامل تدفعها لتجربة الانفتاح المحدود:**


1. الأزمة الاقتصادية: تحتاج الحركة إلى استقطاب استثمارات ودعم خارجي، ولا يمكن تحقيق ذلك دون صورة أكثر استقرارًا.

2. ضغط المجتمع المحلي: الأفغان بطبعهم شعب تجاري، اجتماعي، يتوق للحياة العامة.

3. تحولات داخل الحركة نفسها: بعض التيارات داخل طالبان تدرك أن البقاء في حكم بلد كامل يتطلب براغماتية أكبر من مجرد التشدد الأيديولوجي."


المشهد الثالث: هل يمكن لهذه التغييرات أن تصبح “مسارًا”؟

المواطن:

"لو سمحت طالبان بمزيد من التعليم، وفتحت المجال للمرأة، وتبنت مشاريع اقتصادية أكبر… ستتغير أفغانستان جذريًا."


المراقب:

"لكن التجارب السابقة أثبتت أن الحركة تتراجع كلما شعرت بالضغط أو الخوف من التغيير."


الباحث:

"ذلك صحيح، لكن الأحداث الأخيرة—ومنها إكسبو أفغانستان—تكشف أن المجتمع بدأ يتقدّم خطوة للأمام، ومع الوقت يصبح من الصعب على أي سلطة أن تبقيه في 



خاتمة حوارية

هل ما نراه في مقاطع الفيديو هو بداية “تحديث” تقوده طالبان؟

أم هو تحديثٌ يدفع به المجتمع رغم طالبان؟

ربما الحقيقة تقع في المنتصف. ما يحدث الآن يشبه **مرحلة اختبار**:

* المجتمع يجرّب حدود ما يمكن فعله.

* طالبان تجرّب كيف يمكنها أن تبقى في الحكم دون خسارة الداخل أو الخارج.

وفي هذه المنطقة الرمادية، تنشأ فرص جديدة.

قد لا تكون كافية لتغيير قواعد اللعبة…

لكنها كافية لتقول إن أفغانستان بدأت تتحرك، ولو بخطوات هادئة، نحو واقع مختلف عمّا عرفه العالم لسنوات طويلة.

Read More
    email this
Published نوفمبر 23, 2025 by with 0 comment

غزة بين واقعٍ تُثبّته إسرائيل وسلامٍ يُدفن قبل أن يولد

 

غزة بين واقعٍ تُثبّته إسرائيل وسلامٍ يُدفن قبل أن يولد

غزة بين واقعٍ تُثبّته إسرائيل وسلامٍ يُدفن قبل أن يولد


في الوقت الذي تُظهر فيه إسرائيل موافقةً شكلية على وقف إطلاق النار، تعمل على تثبيت واقع جديد يطيل عمر الحرب ويُبقي نارها مشتعلة تحت الرماد. فبينما تُعلن عن “هجمات تستهدف قواتها داخل الخط الأصفر”، تواصل في الوقت ذاته تغذية رواية “نزع سلاح المقاومة”، وتعيد فتح ملف جثث الأسرى القتلى، بالتزامن مع بحثها عن المفقودين الثلاثة، لتعيد إنتاج خطاب الحرب وتستبقي مبررات استمرارها.


بهذه التحركات، لا تبدو إسرائيل مجرد طرفٍ ينتظر نهاية الجولة، بل فاعلًا يصنع بيئة أمنية مرتبكة ومضطربة عمدًا. مجموعات مسلّحة تُترك هويتها غامضة، عمليات أمنية تُنسب إلى مصادر مجهولة، وأجواء مشبعة بالضباب السياسي، بحيث يبدو أن المطلوب هو إبقاء غزة في حالة توتر دائم لا تعرف استقرارًا. فكلما اقترب الحديث عن التهدئة، عاد لعبث منسّق يعيد المشهد إلى نقطة الصفر.


وفي خلفية هذا المشهد المتشابك، تستمر الاغتيالات، وتُنسف المباني، وتُدمَّر البنى التحتية المتبقية، وكأن الحرب تُدار بنفَس طويل هدفه أن يظل القطاع ينزف بلا توقف. لم تعد الحرب مجرّد مواجهة عسكرية؛ بل تحوّلت إلى عملية استنزاف شاملة يراد لها أن تُفقد المجتمع قدرته على النهوض، وأن تبقيه في دائرة الإغاثة بدل التعافي، وفي انتظار المفاجآت بدل الاستقرار.



وهنا تظهر الأسئلة التي يحاول الجميع الهروب منها:

من يملك فعليًا القدرة على حماية وقف إطلاق النار؟

ومتى سيعرف إنسان غزة لحظة أمان حقيقية، يستعيد فيها ما تبقّى من روحه؟

ومتى يتوقف هذا الظلم الممتد الذي يخنق حياة الناس، ويطمر أحلامهم، ويمنعهم من أبسط حقوق البشر؟


هذه ليست مجرد أسئلة عابرة، بل صرخة إنسانية لمن يشاهد من بعيد…

علّه يرى الصورة كاملة، ويدرك أن ما يجري ليس صراعًا عابرًا، بل حياة تُسحق يومًا بعد يوم ببطءٍ مقصود.

Read More
    email this

السبت، 22 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 22, 2025 by with 0 comment

«حين صمتت الأبواب… من سرق دفء الجيرة؟»

«حين صمتت الأبواب… من سرق دفء الجيرة؟»

«حين صمتت الأبواب… من سرق دفء الجيرة؟»




هل تلاشت الجيرة؟
هل مات ذلك الخيط الذي كان يربط بيتًا ببيت، وقلبًا بقلب؟
كيف تحوّلنا من مجتمعاتٍ كانت فيها الأبواب لا تُغلق، إلى مدنٍ صامتة لا يعرف فيها الجار اسم جاره؟

هذه الأسئلة لم تعد رفاهية، بل صارت حديث كثيرين يشعرون أن شيئًا ما انكسر… وأن العلاقات التي كانت تمنح الحياة دفئها، بدأت تتباعد حتى صارت مجرد تحية سريعة في المصعد، أو هزة رأسٍ بلا معنى عند مدخل البيت.


حوادث واقعية تُجسّد تراجع الجيرة

الأمر لا يبقى كلامًا فلسفيًا فقط، بل هناك واقع محزن يبرزه بقوة: حوادث كثيرة في مجتمعات عربية، وبخاصة في سلطنة عُمان، تروي كيف أن الانعزال الاجتماعي والخطأ في التحقق قد يؤدي إلى مآسي.

  • حادثة العُتكية / العامرات (عُمان): في نوفمبر 2025، أعلنت الشرطة العُمانية عن وفاة عائلة مكونة من زوجين وأربعة أطفال في منطقة العُتكية بولاية العامرات، بسبب استنشاق أول أكسيد الكربون داخل المنزل. الاعلام عمان (مجمعة أخبار)

  • حادثة أخرى في العُمان (العاصمة): أكثر فظاعةً هي ما ورد في خبر من صحيفة Gulf News مؤخرًا، حول عائلة من ستة أفراد (أب، أم، أربعة أطفال) وُجدوا ميتين في منزلهم بمنطقة العُتكية أيضاً، بسبب تسرب محتمل لمنظومة التدفئة أو غاز داخلي (يُعتقد أنه أول أكسيد الكربون). Gulf News

  • حريق مأساوي في قرية خور الحمام: في 2018، احترق منزل عائلة من 10 أشخاص في تلك القرية، وأكدت الشرطة أن الوفاة كانت بسبب استنشاق الدخان. The New Arab

هذه الحوادث تثير تساؤلًا أعمق: لو كان الجيران يطّلعون ويتفقدون بعضهم البعض كما في الزمن القديم، هل كان من الممكن اكتشاف تسرب الغاز أو الدخان مبكرًا؟ هل كان بإمكان أحدهم يطرق الباب، أو يسأل “هل أنتم بخير؟” — وربما ينبههم أو يستدعي مساعدة؟


حوادث واقعية إضافية تُجسّد تراجع الجيرة عبر العالم العربي

إلى جانب الحوادث في عُمان التي ذكرتها، هناك العديد من الأمثلة من دول عربية أخرى توضح أن العزلة بين الجيران قد تؤدي إلى مآسي مشابهة. هذه بعض من تلك الحوادث:

  • مصر – حلوان: في ديسمبر 2024، لقيت أسرة مكونة من ثلاثة أفراد (أب، أم، وابنة) مصرعها داخل منزلهم بحي عرب غنيم في حلوان بسبب استنشاق غاز ناتج عن تسرب من سخان المياه. المصري اليوم+2المصري اليوم+2

  • مصر – حدائق أكتوبر: عروسان حديثا الزواج وُجدت جثتاهما داخل شقتهما بعد تسريب غاز من سخان الحمام، ما أدى إلى وفاتهما بسبب اختناق أول أكسيد الكربون. المصري اليوم

  • مصر – الإسكندرية (منطقة العجمي): وفاة عاملة وجرح زوجها نتيجة استنشاق غاز داخل الشقة، بعدما لوحظ تسرب غاز من سخان الحمام. اليوم السابع

  • الأردن: وفاة أربعة أفراد من عائلة في محافظة إربد إثر استنشاق غاز من المدفأة (أكسيد الكربون) في المنزل، وهي حادثة تؤكّد مدى خطورة ما يُسمّى “القاتل الصامت”. المصري اليوم

  • الأردن – حالة تحذير من أم: سيدة توجّه نصيحة للناس بعد وفاة زوج ابنتها الشاب محمد عربيات بسبب اختناقه بغاز أكسيد الكربون من التدفئة. صحيفة السوسنة الأردنية

  • الإمارات – خورفكان: حادث حريق في منزل نجم عن تسرب غاز من شبكات الصرف الصحي، ما تسبب في انفجار وإصابات. الإمارات اليوم

  • السعودية – القريات: رحلة برية تنتهي بشكل مأساوي، حين توفي زوجان اختناقًا في خيمتهما بسبب تراكم أول أكسيد الكربون الناتج من إشعال الفحم للتدفئة داخل الخيمة المغلقة. Al Arabiya

  • السعودية – الأحساء: حادث مأساوي أدى إلى وفاة 7 أفراد من عائلة واحدة بسبب اندلاع حريق في المنزل ناتج عن شاحن جوال موصول بالكهرباء، ما يُظهر أن الخطر المنزلي لا يقتصر دائمًا على الغازات فقط، بل حتى على الإهمال في الأجهزة الكهربائية. 


أين ذهبت الجيرة القديمة؟

في الماضي، لم تكن الجيرة مجرد سكنٍ متجاور، بل كانت حياة مشتركة.
كانت الأمّ تطرق باب جارتها بلا موعد، والأطفال يلعبون في فناء واحد، ورجل الحيّ يسأل عن غياب رجل آخر كأنه فرد من عائلته.

كان الجار يعرف تفاصيل جاره، لا من باب الفضول، بل من باب الحبّ والحرص والمسؤولية.

اليوم… يبدو المشهد مختلفًا تمامًا.
أبواب مغلقة.
نوافذ مُحكمة.
كل بيت جزيرة منعزلة.

فما الذي تغيّر؟


هل المادة هي التي أفسدت الجيرة؟

هل هو المال؟
هل صار الناس يعتقدون أن الاكتفاء المادي يعني الاكتفاء الاجتماعي أيضًا؟

في الماضي كانت البيوت بسيطة، وقد يكون وقتهم أقل راحة ممّا لدينا اليوم، لكن قلوبهم كانت واسعة.
اليوم أصبحت الحياة أكثر رفاهية، ولكن العلاقات أكثر هشاشة.

هل المال جعلنا نخشى الاحتكاك بالآخر؟
أم جعلنا نرى الجار “خطرًا محتملًا” بدل أن نراه “عونًا محتملًا”؟


أم أن الناس تتجنّب المشاكل؟

هناك رأي يقول:
الناس لم تتغيّر… الذي تغيّر هو حجم المشاكل وتعقيد العلاقات.

في الماضي كان الخلاف بسيطًا، يُحل بكلمة أو زيارة.
اليوم أصبح الجار يخشى أن أي تدخل قد يُفسَّر على أنه تطفل، أو ينقلب إلى سوء ظن، أو مشكلة قانونية.

فهل تراجع التواصل بدافع الحذر؟
وهل الحذر كان ضرورة… أم هروبًا؟


أم أننا أصبحنا نخاف الاقتراب؟

نعيش اليوم في زمن مزدحم، مضغوط، متوتر.
صار كل شخص مشغولًا بنفسه، مهمومًا بقضاياه، متعبًا من ضغوط العمل والحياة، فيكتفي بسلام بارد حتى لا يضيف لحياته “عبئًا جديدًا”.

لكن السؤال الحقيقي هو:
هل البُعد عن الجيران يخفف العبء… أم يزيد الوحدة؟


هل المشكلة في الناس… أم في طريقة الحياة؟

ربما لم يتغيّر الناس بقدر ما تغيّرت الإيقاعات:

  • العمل يمتد لساعات طويلة.

  • التكنولوجيا جعلت الاتصال افتراضيًّا.

  • المدن الحديثة صارت مغلقة ومصممة للفرد لا للجماعة.

  • مستويات الثقة الاجتماعية انخفضت عالميًا.

فهل نحن ضحية نمط حياة… أم ضحية تغيّر داخلي؟


وماذا خسرنا؟

حين تراجعت الجيرة، خسرنا أشياء كثيرة:

  • خسرنا الإحساس بالأمان.

  • خسرنا الدفء الإنساني.

  • خسرنا القدرة على الاعتماد على الآخر في الأزمات.

  • وخسرنا ذلك الشعور الجميل بأنك لست وحدك.

فهل يمكن أن تعود الجيرة مرة أخرى؟
هل يمكن أن يعيد الناس فتح قلوبهم… كما كانت من قبل؟


إلى أين نمضي؟

الأسئلة كثيرة، والإجابات متباينة، لكن الحقيقة التي لا تختلف عليها القلوب هي:
الجيرة ليست عادة قديمة، بل حاجة إنسانية لا تموت.
وما دامت الأبواب تُغلق، تبقى القلوب قادرة على أن تُفتح متى أرادت.

وربما كانت البداية بسيطة جدًّا:
تحية صادقة…
ابتسامة…
سؤال عابر عن الحال…

فأجمل العلاقات بدأت بخطوة صغيرة، والجيرة القديمة ربما لا تفصلنا عنها إلا خطوة واحدة… لو قررنا أن نخطوها.

Read More
    email this
Published نوفمبر 22, 2025 by with 0 comment

لماذا لا تتقدّم النماذج الحقيقية في مجتمعاتنا؟

 

لماذا لا تتقدّم النماذج الحقيقية في مجتمعاتنا؟

لماذا لا تتقدّم النماذج الحقيقية في مجتمعاتنا؟


حوار مفتوح حول الموهبة.. والسلطة.. والفرص المهدورة


هناك فئة في مجتمعاتنا العربية لا تحظى بالضوء رغم أنها تحمل داخله. أشخاص يملكون أدوات ذاتية فريدة، ومهارات قادرة — لو أُعطيت لها المساحة — أن تغيّر مسار قطاعات كاملة.
لكن هذه الفئة تجد نفسها خارج المشهد، لا لقصورٍ فيها، بل لعدم توافقها مع السلطة، أو النظام السائد، أو البنية التقليدية التي لا تعترف إلا بالولاء قبل الكفاءة.

وفي المقابل، هناك من تقل كفاءتهم وخبراتهم وانتماؤهم الحقيقي للأوطان، لكنهم يحصلون على كل الفرص: الوظائف، المناصب، التسهيلات، الدعم، والترويج… فقط لأنهم “منسجمون” مع المنظومة.

هنا يبدأ السؤال الكبير:

هل حقًا لا توجد فرصة للإنسان الكفء إلا إذا أصبح مُطبِّلًا؟
أم أن هناك انفراجة قادمة ستعيد الاعتبار للكفاءات التي صبرت وظلّت تعمل بصمت؟
أم أن هذه الفئة حصلت في الماضي على فرص صغيرة، وحورِبَت حين حاولت التغيير، فاختفت نماذجها من المشهد؟

هذا المقال ليس إجابة نهائية… بل محاولة فتح باب النقاش حول ظاهرة تمس كل بيت عربي تقريبًا.

أولًا: لماذا تُقصى الكفاءات الحقيقية؟

1) لأن النظام السائد يفضّل الولاء على الموهبة
في الكثير من المؤسسات العربية، يُنظر للشخص الكفء على أنه “مزعج” أو “غير مضمون”.
فالموهبة الحقيقية عادة تحمل رأيًا، والمهارة تحمل رؤية، والإنسان المخلص للوطن لا يخشى الحديث عن الأخطاء.

2) لأن الكفاءة تحتاج بيئة نزيهة… وهي نادرة
حين تكون بيئة العمل قائمة على الترضيات لا المعايير، يصبح الموهوب مشكلة، ويصبح قليل المهارة “مناسبًا”.

3) لأن التغيير يخيف أصحاب المصالح
كل شخص قادر على تحسين الواقع يهدد من ارتاح إلى الفوضى أو الركود.

ثانيًا: هل فعلاً لا فرصة إلا لمن يطبّل؟

هنا الحوار يشتد.
نعم… هناك نماذج أُجبرت على الصمت لأن قول الحقيقة كان ثمنه الإقصاء.
لكن التاريخ العربي أيضًا يقدّم لنا نماذج أثبتت أن الفرصة حين تأتي — ولو متأخرة — تقلب الموازين تمامًا.

وهذا يقودنا إلى سؤال آخر مهم:

هل نحن نعيش مرحلة انسداد… أم مرحلة ما قبل الانفراجة؟

الواقع يشير إلى أن المجتمعات العربية بدأت تفهم قيمة الكفاءة، خاصة مع التنافس العالمي، والتحولات الاقتصادية، واحتياج الدول إلى عقول حقيقية.
لكن المشكلة أن هذه التحولات تسير ببطء شديد، وفي بعض الدول تكاد تكون متوقفة.

ثالثًا: وهل حصل الموهوبون فعلًا على فرص… ثم حورِبوا؟

نعم، كثيرون حصلوا على فرص محدودة، وعندما حاولوا إحداث التغيير الحقيقي وُوجهوا بآلة مقاومة شرسة:
تهميش، تشويه، تضييق، ضغط، أو استبدالهم بأشخاص “أكثر ولاءً وأقل إزعاجًا”.

ومع ذلك… هناك من صمد، وانتصر، وترك بصمته.

رابعًا: أمثلة عربية لنماذج همّشت ثم صنعت الفرق عندما أُتيحت لها الفرصة

هذه أمثلة مختلفة من العالم العربي — تاريخًا ومعاصرة — لأشخاص لم يُمنَحوا الفرص بسهولة، وعندما مُنحوا إياها أحدثوا تغييرًا حقيقيًا:

1) د. فاروق الباز – مصر

عانى من التهميش في بداياته داخل المؤسسات العلمية العربية، لكنه عندما وجد فرصة حقيقية في الخارج أثبت عبقريته، وأصبح من أهم العلماء المشاركين في برنامج أبولو الأمريكي ومسار الهبوط على القمر.
إبداعه لم يظهر إلا عندما وجد بيئة تعترف بالكفاءة.

2) المهندس رائد الفضاء هزاع المنصوري – الإمارات

سنوات طويلة من التدريب والعمل دون ضوء إعلامي كبير. لكن عندما جاءت فرصة حقيقية من مشروع الفضاء الإماراتي، أظهر إمكانات خلقت حالة إلهام عربية.
الفرصة صنعت الفرق.

3) نوال السعداوي – مصر

رغم التضييق والرفض الاجتماعي والفكري، عندما أُتيحت لها مساحة للنشر والحراك الثقافي، خلقت نقلة في الفكر العربي خصوصًا في قضايا المرأة.

4) محمد بودياف – الجزائر

رجل دولة حقيقي، همّش لعقود، ثم عاد ليحاول إصلاح الدولة، لكنه واجه صراعًا مع قوى الفساد والتقليدية، ودفع حياته ثمنًا لمحاولته التغيير.
مثال على أن الموهوب قد يُقتل حين يحاول الإصلاح.

5) الطاهر بن جلون – المغرب (الأدب والفكر)

واجه تهميشًا فكريًا في بداياته، لكنه عندما وجد مساحة في الصحافة والأدب الفرنسي، رسم اسمه عالميًا ونال أرفع الجوائز.

خامسًا: هل سنشهد يومًا انفراجة للكفاءات في عالمنا العربي؟

هذا السؤال هو محور النقاش الحقيقي.
هل تعود الكفاءة إلى مركز العملية؟
هل تُفتح الأبواب أمام أصحاب العقول بدل أصحاب العلاقات؟
هل تكتشف دولنا أن الولاء وحده لا يصنع وطنًا، وأن التطور لا يحدث بالمطبلين؟

الإجابة ليست واضحة، لكنها ممكنة.
فالمجتمع أصبح أكثر وعيًا.
والعالم أصبح أكثر تنافسية.
والأوطان التي لا تتحرك… ستُدفَع للتحرك تحت ضغط الواقع.

ربما لن تأتي الفرصة للجميع الآن، لكن التاريخ لا يضيع أصحاب القيمة.
فالناس التي تعمل بصمت، وتتمسك بمبادئها، ستأتي لحظتها عندما تتغير دورة السلطة، أو تتغير الأولويات، أو يفتح باب جديد في وقت غير متوقع.


خاتمة حوارية

ربما نكون اليوم نشاهد مشهدًا محبطًا للكفاءات العربية، لكن هذا لا يعني أن المشهد نهائي.
فالفرصة — مهما تأخرت — قد تأتي.
وحين تأتي، فإن الفئة التي صبرت ورفضت التطبيل، ستثبت أنها كانت الرهان الصحيح منذ البداية.

ويبقى السؤال مفتوحًا للنقاش:
هل نحن أمام مرحلة تزداد فيها سيطرة “أصحاب الولاء”؟
أم أننا أمام زمن قريب ستعود فيه القيمة للكفاءة… وسيأخذ كل صاحب موهبة مكانه الحقيقي؟

Read More
    email this
Published نوفمبر 22, 2025 by with 0 comment

الجزائر بين الاتهام بالخيانة ودورها الراسخ في دعم فلسطين

 الجزائر بين الاتهام بالخيانة ودورها الراسخ في دعم فلسطين



في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت الاتهامات الموجهة للجزائر بأنها “خانت” القضية الفلسطينية. ينبع هذا النقد من جهات متعددة، بعضُها يزعم أن الجزائر تضع أولويات أخرى فوق فلسطين، أو أن مواقفها لا تعكس التزامًا صادقًا. من جهة ثانية، يردّ الكثير من الفلسطينيين والمحللين بأن هذا الهجوم تجاهل تاريخ الجزائر الطويل والمُشرّف في دعم نضال الشعب الفلسطيني، سياسيًا ودبلوماسيًا، منذ عقود. فهل هناك خيانة حقًا؟ أم أن ما نراه هو محاولة لتصوير الجزائر بصورة مغايرة لأدوارها التاريخية؟



 ما هي دوافع الاتهامات الأخيرة؟

هناك عدة محاور وأسباب وراء اتهام الجزائر بالخيانة للقضية الفلسطينية:

1. تركيز الجزائر على ملفات أخرى إقليمية

   بعض التقارير تشير إلى أن الجزائر بدأت تعطي “أولوية” لدعم جبهة البوليساريو في صراع الصحراء الغربية، ما يُقرأ من بعض الأطراف على أنه تنازُل عن الدور العربي – وقد استُخدم هذا النقطة لتوجيه اتهامات بأنها “خيانة” للقضية الفلسطينية. 


2.اتهامات التجارة السرّية مع إسرائيل

   ظهرت تقارير مفادها أن الجزائر ما تزال تحتفظ ببعض التبادل التجاري مع إسرائيل، رغم تأكيدها رسميًا على رفضها العلاقات مع الكيان الإسرائيلي. هذا التناقض يثير التساؤلات حول مدى التزام الجزائر بمبادئها المتشددة في دعم فلسطين.


3. ضغط الدبلوماسية الدولية والتحولات الجيوسياسية

   مع تزايد التوترات الإقليمية، وبروز ملفات مثل استقرار شمال أفريقيا، يرى بعض المراقبين أن الجزائر تسعى لتوازن يضمن مصالحها الاستراتيجية، ربما على حساب بعض مواقفها “المبدئية” تجاه فلسطين. بعض الانتقادات تأتي من جهات تقول إن الجزائر “أبعدت صوتها” قليلاً في بعض المحافل لصالح أولويات داخلية أو إقليمية. 


4. استهداف إعلامي ودبلوماسي

   المحلل الفلسطيني **صالح الشقباوي** وصف الحملة على الجزائر بأنها شرسة، مؤكدًا أن الجزائر تقود حملة في مجلس الأمن ضد “المشروع الصهيوني” وهي تلتزم بموقف مبدأي. ([الإذاعة الجزائرية][4]) دعم الجزائر هذه القضايا قد يكون جاذبًا لعداء من أطراف إقليمية أو دولية ترى في الجزائر معرقِلة لخططها.


 وما هو الرد من الجانب الجزائري؟

الرد الجزائري على هذه الاتهامات لم يتأخر، وهو يدور حول عدة نقاط:


* رسالة رسمية من وزارة الخارجية: في بيان رسمي، جددت الجزائر “تضامنها المطلق” مع الشعب الفلسطيني ودعمها الكامل حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. 

*نشاط قضائي ودولي: تشارك الجزائر في قضايا دولية مهمة، مثل جلسات محكمة العدل الدولية المتعلقة بالحقوق الفلسطينية. 

*إشادة فلسطينية بدعم الجزائر: قيادات فلسطينية مثل موسى أبو مرزوق من حركة «حماس» أثنت على موقف الجزائر الثابت، معتبرة أن الثقة بين الفلسطينيين والجزائريين “بلا حدود”. 

*دبلوماسية نشطة: الجزائر عبر وسائل الإعلام الرسمية ومنابر متعددة تسلط الضوء باستمرار على قضية القدس والمعتقلين الفلسطينيين، وتدافع عن حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية.


 تاريخ الجزائر في دعم القضية الفلسطينية: إنجازات لا يمكن إنكارها

لفهم مدى “الخيانة” المزعومة، لا بد أن نسترجع تاريخ الجزائر:

* منذ استقلالها، ظلت الجزائر من الدول القليلة التي تدعم حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني بكل قوة، على المستوى الدبلوماسي والثوري. 

* خلال الستينيات والسبعينيات، قدمت الجزائر دعمًا ماديًا وعسكريًا لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ كما استُخدمت الأراضي الجزائرية لإعداد كوادر فلسطينية. 

* الجزائر رفعت دائمًا راية فلسطين في المحافل الدولية، وتبنت مشروع حق العودة والاستقلال، وانتقدت الاحتلال بشدة دون الالتجاء إلى وصاية مؤقتة على النحو الذي قد تهدف إليه بعض الجهات. بإصرارها على “الاستقلال الفلسطيني” بدلاً من “الوصاية” أو الاعتماد على كيانات وسيطة، أظهرت الجزائر موقفًا مبدئيًا.

* كما لعبت الجزائر دورًا في توحيد الصفوف الفلسطينية، من خلال دعمها للمصالحة الداخلية بين الفصائل المختلفة، ترى أن الوحدة الفلسطينية هي مفتاح القوة.



 من وراء الهجمة على الجزائر؟

من المهم أن نحلّل من قد تكون وراء هذه الهجمة، وما هي دوافعهم:


1. جهات إقليمية منافِسة

   هناك دول في المنطقة قد تعتبر الجزائر منافسًا إيديولوجيًا أو جيوسياسيًا. قوة الموقف الجزائري تجاه فلسطين قد تزعج من يسعى لإعادة رسم بعض التوازنات الإقليمية.


2. أجندات غربية

   قد تستخدم بعض القوى الغربية، أو دول تسعى لتوسيع نفوذها في شمال أفريقيا، هذه الاتهامات كوسيلة لإضعاف النفوذ الجزائري في القضايا القومية والقومية العربية.


3. داخلية جزائرية

   ليس من المستبعد أن تكون هناك أصوات داخل الجزائر ترى أن دعم فلسطين يُستخدم كغطاء لسياسات أخرى، أو كوسيلة لتبرير بعض القرارات الإقليمية؛ وقد تستغل هذه الأصوات التوترات الدولية لتوجيه نقد داخلي.



 الخلاصة: الجزائر بين الدفاع والمواجهة

* نعم، هناك اتهامات موجهة للجزائر بالخيانة تجاه القضية الفلسطينية، ويجدر أخذها على محمل الجد، خصوصًا عندما تأتي من وسائل إعلام ودبلوماسيين.

* لكن من جهة أخرى، تاريخ الجزائر في دعم فلسطين طويل وجلي، ويظهر التزامًا ليس فقط شعاراتيًا، بل من خلال دعم دبلوماسي، عسكري، حقوقي، وقانوني.

* الهجمة الحالية لا يمكن فصلها عن السياق الإقليمي والدولي: إنها ليست مجرد نقد، بل جزء من معركة نفوذ.

* الرد الجزائري — سواء عبر الدبلوماسية أو المشاركة في المحافل الدولية أو الدعم الشعبي للفلسطينيين — يرسل رسالة واضحة: موقفها من فلسطين ليس ورقة مساومة بل جزء من هويتها.

* في النهاية، ليست القضية “خيانة” ثابتة، بل نزاع على السرد والموقف: من يملك الحق في تحديد ما هو “دعم حقيقي”، ومن يملك “تزوير المواقف”؟

Read More
    email this

الجمعة، 21 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 21, 2025 by with 0 comment

عبدالله الشريف : لماذا يهاجم السعودية؟ ما حقيقة «التسريبات» وما علاقته بالإخوان والتمويل؟

 

عبدالله الشريف — تحليل معمق: لماذا يهاجم السعودية؟ ما حقيقة «التسريبات» وما علاقته بالإخوان والتمويل؟

عبدالله الشريف : لماذا يهاجم السعودية؟ ما حقيقة «التسريبات» وما علاقته بالإخوان والتمويل؟


في هذا المقال أستعرض بصورة مركّزة ومبنية على مصادر علنية من هو عبد الله الشريف، ماذا نشر مؤخّرًا (حلقة «تسريبات آل سعود»)، وأنماط الخلاف والسياسات التي تقف وراء استهدافه للسّعودية، ثم أقدّم تفسيرًا تحليليًا للمحفّزات (سياسية، أيديولوجية، تجارية) مع تمييز واضح بين الحقائق المؤكدة والاستنتاجات أو الفرضيات.


من هو عبد الله الشريف؟ لمحة تعريفية

عبد الله الشريف معروف كصانع محتوى، شاعِر، وكوميدي/مقدم برامج سياسية ساخرة على يوتيوب ومنصات التواصل. اشتهر بلهجة هجومية وساخرة تجاه العديد من الأنظمة السياسية في المنطقة وبحلقاته التي تحقق نسب مشاهدة عالية. هذه الخلفية الإعلامية توضح أنه فاعل رقمي له جمهور واسع وتأثير إعلامي ملموس. (Wikipedia)


ما الذي نُشر (التسريبات) وما هي حقيقتها؟

مؤخّراً نشر الشريف حلقة حملت عنواناً مرتبطاً بـ«تسريبات آل سعود» واحتوت أجزاءً يُقال إنها اقتباسات أو تسريبات تتعلق بأفراد من العائلة الحاكمة أو مواقفهم. الحلقة حقّقت آلاف المشاهدات وردود فعل إعلامية وسياسية متباينة على منصات التواصل. وجود الحلقة وتداولها على قناته ماثل في العلن. (YouTube)

أما قضية «حقيقة» التسريبات (هل هي مسموعة من مصادر داخلية أم تجميع اقوال/تأويلات/وثائق مزوّرة أو مفبركة) فتبقى مسألة مركزية: حتى هذه اللحظة لا توجد جهة مستقلة محايدة نشرت توثيقاً رسمياً يثبت مصدرية الملفات أو تسجيلات صوتية موثوقة تبيّن أنها صادرة من داخل مؤسسات سعودية رسمية. لذلك، لا يمكن الجزم علمياً بأن كل ما ورد في الحلقة «تسريبات موثوقة» — وبعض التغطيات الإعلامية تناولت المواد بردود واستنكارات ومقارنات بين ما نُشر وما هو مُتحقّق. (ملحوظة: التحقق يعتمد عادة على استقصاء صحفي مستقل أو تسريب من مصدر رسمي موثَّق). (YouTube)


هل الشريف «يهاجم السعودية» فعلاً؟ أم أنه ينتقد سياسات بعينها؟

لا بد من التفريق بين: (أ) نقد سياسات/شخصيات سعودية أو كشف ممارسات معيّنة، و(ب) «مهاجمة» الدولة كمجمل. الكريم أن تصريحاته وحلقاته غالباً ما تستهدف سلوكيات وقرارات وملفات تتقاطع مع سياسات إقليمية (تحالفات، صفقات، سجالات إعلامية) وتستثمرها لهجته الساخرة. لذلك وصفه بـ«مهاجم المملكة» قد يكون مبالغة إن اقتصرنا على معناه الشامل، لكنه صحيح إذا استندنا إلى تكرار حلقاته التي تتناول شؤوناً تضع السعودية في موقف نقدي أو إحراج. (Wikipedia)


الدافع السياسي والأيديولوجي — ثلاثة مستويات تفسيرية

أقترح هنا ثلاثة مستويات تفسر لماذا قد يوجّه محتوى مثل محتوى الشريف سهام النقد نحو السعودية. أذكرها كتحليلات مع توضيح أنّها استنتاجية وليست بالضرورة حقائق مثبتة:

  1. أيديولوجيا موقفية ومعارضة إقليمية
    بعض صناع المحتوى السياسي يتبنون مواقف إقليمية ثابتة (مثلاً: معارضة سياسات تطبيع أو علاقات معيّنة، أو انتقاد دور اقتصادي-سياسي لخصم إقليمي)، والشريف يظهر ارتياحاً في استهداف شخصيات ومنظومات يرى أنها شريكة في سياساتٍ يختلف معها. هذا تفسير أيديولوجي جزئي. (استنتاج مبني على نمط خطاب ومحتوى الحلقات).

  2. حسابات تجارية وإعلامية (المشاهدات والتفاعل)
    نشر «تسريبات» أو مواد مثيرة يرفع معدّل المشاهدات والتداول؛ بعض المحلّلين يرون أن صناعة العناوين المثيرة جزء من منطق العمل في وسائل التواصل: المزيد من الجلبة = انتشار = دخل إعلاني أو حضور إعلامي. هذا العامل لا يلغي وجود دوافع سياسية لكنه يوضّح عامل دافع عملي.

  3. حقل الصراع الاقليمي والتحالفات (سياسة خارجية ودوائر معارضة)
    في المنطقة، خطوط الصراع السياسي تتقاطع مع إعلاميين وناشطين وكيانات سياسية (بما فيها أحزاب أو حركات مناوئة لنهج حكوماتٍ معينة). إشاعة أنباء عن وجود روابط تمويلية أو تحالفات يمكن أن تكون جزءاً من معركة تأثيرية أوسع. هنا يبرز سؤال التمويل والانتماء.

هذه المستويات يمكن أن تعمل منفردة أو متداخلة. أؤكد أن استنتاج الدافع الحقيقي يتطلب وصولاً لمعلومات داخلية أو اعترافات مباشرة.


علاقة الشريف بالإخوان المسلمين وتمويله — ما تقول المصادر؟

هناك اتهامات وتغطيات إعلامية تربط بعض الإعلاميين بــ«خطّ الإخوان» أو تتهمهم بقبول تمويلات من جهات مرتبطة بالحركة، وقد ورد اسم الشريف في سياقات إعلامية أو قانونية مرتبطة بمتهمين آخرين أو تحقيقات في مصر حول «تمويل أعمال إعلامية» في قضايا سابقة. كما وُجدت مقابلات أو حلقات حيث نفى الشريف انتماءً تنظيمياً محدّداً أو حاول توضيح موقفه من أي انتماء رسمي. أي حكم قطعي بخصوص انتمائه أو مصدر تمويله يحتاج أدلة علنية من تحقيقات قضائية أو تحريات مستقلة. (Asharq Al-Awsat)

بعض الوسائل الإخبارية الشعبية نشرت ادعاءات عن مبالغ وتحويلات لوجستية لجهات إعلامية أخرى، واستخدمت هذه المادة كبشر تحدثت عن «خيانة» أو «تمويل»، لكن هذه تغطيات إخبارية ذات طابع اتهامي وليست حكماً قضائياً باتاً في كل الحالات. (اليوم السابع)


الخلاصة التحليلية 

  1. الحقائق المؤكدة: الشريف هو منتج محتوى مشهور، ونشر حلقة حول ما وصفه بـ«تسريبات آل سعود» التي أثارت ضجّة على وسائل التواصل. (Wikipedia)

  2. القضايا المفتوحة: مصدرية التسريبات (ما إن كانت توثيقًا داخليًا أم اجتهادًا أو تجميعًا لمعلومات) لم تُحسم علنًا عبر تحقيق مستقل موثّق؛ ووجود علاقات تمويلية أو انتماءات تنظيمية يخضع لادعاءات متضاربة ولم تثبت بشكل قضائي موثق أمام الجمهور برقم قضية محدد يجزم بالتمويل أو العضوية. (YouTube)

  3. التفسير الأكثر احتمالاً: مزيج من موقف سياسي/أيديولوجي لدى الشريف (نقد أنظمة وسلوكيات سياسية) مع عامل عملي (السعي لانتشار ومشاهدات) وإطار إقليمي للتحالفات الإعلامية والسياسية. التحري الدقيق عن تمويل أو انتماءات يتطلّب تحقيقات مستقلة أو وثائق رسمية. (YouTube)

توصية للمتابعين والباحثين

  • لا تقبل أي «تسريب» حرفياً قبل تحقق مستقل؛ الوسائط الرقمية تسهل السرعة لكن تزيد الحاجة للتحقق.

  • تابع ردود رسمية أو تحقيقات صحفية مستقلة قبل الوقوف على حكم نهائي بخصوص مصدرية التسريبات أو دافعها.


وهذه خلاصة تحليل مفصّل لحلقة عبدالله الشريف رقم 33 – تسريبات آل سعود، مع نقاط رئيسية من التسريب وما أثير حولها:

تحليل تفصيلي لحلقة “تسريبات آل سعود” (حلقة 33)


  • في هذه الحلقة، يعرض الشريف تسجيلًا صوتيًّا منسوبًا إلى الأمير سلطان بن مشعل بن عبد العزيز (ابن عم محمد بن سلمان). (YouTube)

  • وفق ما عرضه الشريف، يتضمن التسجيل “فضائح” فساد واسعة داخل العائلة الحاكمة، موجهة أصلاً من داخل العائلة نفسها. (YouTube)


أبرز ما ورد في التسريب (كما قدمه الشريف/كما لقى اهتمام متابعين)

من تحليلات وسائل الإعلام التي تناولت التسجيل الصوتي ومنشورات متابعة تسريبه:

  1. اتهامات فساد عقاري (التشبيك)

    • الأمير يتحدث عن ما أسماه “التشبيك” لوضع اليد على أراضٍ بطريقة غير قانونية أو شبه قانونية. (مجلة أمناي)

    • زعم أن بعض الأراضي يتم “تسجيلها” لعائلة الأمراء عبر صفقات ملكية أو نفوذ. (مجلة أمناي)

    • يقول إن هذا “النظام” (التشبيك) ليس استثناء بل جزء من ممارسات متغلغلة في هيكل السلطة. (مجلة أمناي)

  2. محاكمة لفئة من الأمراء

    • الأمير يتهم محمد بن سلمان بأنه استهدف بعض الأمراء في حملة “مكافحة الفساد” عام 2017 بطريقة انتقائية، وليس لمحاربة الفساد بقدر محاولته تثبيت نفوذه. (سعودي ليكس)

    • يدعو إلى محاكمة بعض الأمراء – بما في ذلك من هم في الدائرة القريبة للحكم – وهذا كلام نادر جدًا من داخل الأسرة المالكة (فيما يُنسب له). (مجلة أمناي)

  3. اتهامات لوزير العدل

    • يُقال في التسجيل إن وزير العدل (وليد الصمعاني) “له سجل في مصحة نفسية” – وهذا اتهام خطير جدًا لو كان حقيقيًا، لأنه يمس مصداقية الجهاز القضائي. (مجلة أمناي)

    • هذا الكلام إذا صح، يوحي بأن هناك استياء من بعض الشخصيات القوية في الدولة وطريقة تعيينهم.

  4. عائلة آل الشيخ

    • الأمير ضمن حديثه أن لعائلة آل الشيخ نفوذًا كبيرًا عبر علاقات زواج أو “محسوبيات” في مجلس الحكم. (مجتمع بوست)

    • هذا يضيء على جانب من الخلاف الداخلي بين العائلات القوية داخل بنية الحكم السعودي، وليس فقط خلافًا سياسيًا خارجيًا.

  5. تمويل الثروة

    • في جزء من التسجيل، الأمير يقول عبارة مثيرة: “لا تسألني من وين جبت الفلوس”، موضحًا أن هناك آليات غير معلنة لتمويل بعض الممتلكات والثروات. (مجلة أمناي)

    • هذه العبارة تثير الشكوك حول شفافية الثروة لدى بعض الأمراء، وقد تُفهم على أنها تبرير لثروات كبيرة غير واضحة المصدر.


ما يقول المحللون والنقاد عن التسريب

  • بعض الصحف والمواقع (مثل “اليوم الثامن”) وصفوا التسجيل بأنه جزء من “ماكينة إعلامية” (حسبهم “ماكينة الإخوان”)، ليست حملة كشف فساد بقدر ما هي حملة ضغط إعلامي. (مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات)

  • موقع أمناي (Amnaymag) نشر تحليلًا يشير إلى أن التسجيل يفتقر إلى ما يكفي من التوثيق أو الأدلة الداعمة: مجرد تسجيل صوتي + لهجة غضب + اتهامات كبيرة، لكن لا وثائق مادية مرفقة. (مجلة أمناي)

  • من جهة أخرى، موقع سعودي ليكس (المعني بإبراز ما يصفه بـ “فضائح آل سعود”) تناول التسجيل باعتباره “دليل جديد” على “فساد مستفحل” داخل المملكة. (سعودي ليكس)

  • موقع Mugtamapost قدم تحليلاً موسّعًا، وقال إن حديث الأمير سلطان في التسجيل ليس عابرًا لكنه يعكس “صرخة داخلية” من وليّ عائلة إلى الجمهور، وهو ما قد يدل على توتر فعلي داخل الأسرة المالكة. (مجتمع بوست)

  • في موقع “حركة الحرية والتغيير” (Hourriya-Tagheer) وصفوا التسجيل بأنه “وثيقة تأسيس جديدة” للعائلة المالكة بكلام الأمير ذاته، إذ لا يصدر اتهام خارجي فقط، بل “اعتراف من الداخل” بالصراعات وفساد السلطة. (hourriya-tagheer.org)


نقاط ضعف التسريب والمآخذ المحتملة

  • التحقق المستقل: ليس من الواضح أن هناك جهة مستقلة (صحافية موثوقة من داخل السعودية أو تحقيق محايد خارجي) معروفة حتى الآن قدمت تحقيقًا يؤكد كل ما ورد في التسجيل.

  • سياق التسجيل: بعض الانتقادات تقول إن التسجيل “مختار” (أي أجزاء مختارة فقط) – يمكن أن يكون هناك أجزاء مهمة مفقودة أو مؤطرة بطريقة تضغط على المعنى. (نقلاً عن تحليلات مثل اليوم الثامن) (تطبيق نبض)

  • لغة الانفعال: أسلوب الأمير في بعض الأجزاء يحمل نبرة غضب أو تحدّ، وهذا قد يقلل من مصداقية بعض المزاعم لدى من ينظر إليها كصراع داخلي وليس كشف فساد جاد.

  • المصادر: لا تظهر في التقرير وثائق رسمية (مثلاً عقود أراضي، محاضر محاكم، بيانات رسمية) تدعم كل ما يقوله التسجيل؛ الأمر يعتمد كثيرًا على الصوت وحده، وهو ما يفتح الباب للشكوك (من الناقدين).


التفسير الأهم بناءً على هذا التحليل

  • يبدو أن الحلقة والتسريب تهدف إلى تحويل صراع داخلي داخل الأسرة الحاكمة إلى مادة شعبية وسياسية، أي أنها ليست مجرد “شكاوى خاصة” بل محاولة لإيصال رسائل إلى الجمهور – وهذا قد يكون جزءًا من استراتيجية إعلامية كبيرة.

  • التصريحات التي نسبها الأمير سلطان تثير تساؤلات عن شرعية بعض ممارسات السلطة، وقد تكون جزءًا من نوع من “ضغط داخلي” من أمراء أو فئات من العائلة الحاكمة التي تشعر بأنها مهمّشة أو مستاءة من توزيع النفوذ والثروة.

  • من جهة المعارضين (مثل الشريف) هذه التصريحات هي “فرصة ذهبية” لكشف ما يرونه فسادًا ممنهجًا؛ أما من جهة النظام السعودي أو من أنصار النظام ربما ينظرون إليها كتصريحات متهورة من أحد الأمراء الذين لا يملكون سلطة تنفيذية كبيرة، أو كجزء من خصومة داخلية.

Read More
    email this