الأربعاء، 17 ديسمبر 2025

Published ديسمبر 17, 2025 by with 0 comment

«عرب آسيا» و«عرب إفريقيا»… عندما تُقسَّم العروبة على طريقة الخرائط لا الهوية

 

«عرب آسيا» و«عرب إفريقيا»… عندما تُقسَّم العروبة على طريقة الخرائط لا الهوية

«عرب آسيا» و«عرب إفريقيا»… عندما تُقسَّم العروبة على طريقة الخرائط لا الهوية


لنكن واضحين دون مواربة:

مصطلح «عرب آسيا» و«عرب إفريقيا» مصطلح مرفوض، لا لأنه غير دقيق فقط، بل لأنه خطير.


خطير لأنه لا يصف… بل يقسّم.

ولا يحلّل… بل يفصل.

ولا يخدم الرياضة… بل يضرب الوعي العربي من الداخل.


متى احتاج العربي إلى لقب إضافي؟

منذ متى صار العربي في القاهرة أو تونس مطالبًا بإثبات عروبته الجغرافية؟

ومنذ متى أصبح العربي في بغداد أو الخليج «عربي آسيا» وكأن العروبة ناقصة دون هذا القيد؟


العروبة ليست بطاقة تعريف جغرافية،

وليست ملحقًا قاريًا،

وليست عنوانًا يُجزَّأ حسب القرب والبعد.


هي هوية واحدة، مهما اختلفت البيئات والظروف.


السؤال المسموم: من الأفضل؟


حين يُطرح السؤال:

من الأفضل عرب آسيا أم عرب إفريقيا؟

فنحن لسنا أمام نقاش رياضي، بل أمام سؤال مسموم.


لأن هذا السؤال لا يبحث عن تطوير الأداء،

بل يزرع المقارنة العدائية،

ويحوّل التنوع العربي إلى صراع داخلي،

ويستبدل التنافس الشريف بالاصطفاف الهوياتي.


الإعلام هنا ليس بريئًا


لا يمكن تبرير هذا الخطاب بحجة العفوية أو التحليل الفني.

الإعلام الذي يملك منبرًا وتأثيرًا يعرف تمامًا أن الكلمات ليست بريئة،

وأن المصطلح حين يُكرَّر يتحول إلى وعي عام.


الصمت عن هذه التسمية ليس حيادًا،

بل مشاركة غير مباشرة في شرعنتها.


من المستفيد من هذا التقسيم؟


فلنسأل السؤال الأهم:

من يربح حين ينشغل العرب بتصنيف أنفسهم؟


من لا يريد للعرب أن يتحدثوا بصوت واحد


من يخشى أي هوية جامعة


من يفضّل عربًا متنافرين بدل عربٍ متكاملين



هذه ليست نظريات مؤامرة، بل قراءة واقعية للتاريخ:

كل مشروع تفكيك يبدأ باللغة… ثم يتطور إلى الوعي.


الرياضة منصة اختراق ناعمة


لم تُستخدم الرياضة عبثًا لتمرير هذه المفاهيم.

لأنها المساحة التي تدخل كل بيت،

وتؤثر في كل الأعمار،

وتصنع الرأي دون مقاومة فكرية.


وهنا تكمن الخطورة الحقيقية.


ماذا نقول بدل ذلك؟


نقول:


كرة عربية


منتخبات عربية


مدارس عربية مختلفة في الأسلوب… موحدة في الهوية



نحتفي بالاختلاف دون تحويله إلى حدود نفسية،

ونناقش التطوير دون تقسيم الانتماء.


الخلاصة: هذه معركة وعي


قبول مصطلح «عرب آسيا» و«عرب إفريقيا» اليوم،

يعني قبول تقسيمات أكبر غدًا من الموجودة الأن .


العروبة لا تُختصر بقارة،

ولا تُجزَّأ بخريطة،

ولا تُقاس بموقع جغرافي.


نحن عرب…

وأي محاولة لتقطيع هذا الاسم،

مهما جاءت ناعمة أو رياضية أو إعلامية،

هي اعتداء صريح على جوهر الهوية.

    email this

0 comments:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا