الجمعة، 12 ديسمبر 2025

Published ديسمبر 12, 2025 by with 0 comment

الصراع في السودان: الجيش وقوات الدعم السريع… كيف بدأت الحرب، وما المستقبل؟

تحليل شامل لبداية صراع الجيش والدعم السريع في السودان، جذوره، انتهاكات الأطراف، تعثر المسار السياسي، وآفاق انفراج الأزمة في بلد غني مُنهك بالحرب.


الصراع في السودان: الجيش وقوات الدعم السريع… كيف بدأت الحرب، وما المستقبل؟



1. لمحة تاريخية عن الأزمة

ما يحدث في السودان اليوم ليس نزاعًا عابرًا بل يتجذر في سنوات طويلة من الاضطرابات السياسية والأمنية في البلاد. بعد سقوط نظام الرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان 2019، دخل السودان في مرحلة انتقالية حساسة بين القوى المدنية والمكون العسكري في الدولة، ممثلاً في الجيش و«قوات الدعم السريع». 


كانت البداية بالتعاون بين الطرفين للحفاظ على الاستقرار بعد الثورة، إذ شارك الجيش وقوات الدعم السريع في المجلس السيادي الانتقالي، على أمل الانتقال نحو حكم مدني. ولكن التوتر سرعان ما تصاعد حول مصير هذه القوات ومكانتها في هيكل الدولة العسكرية والأمنية.


في صلب الخلاف كان موضوع دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني وفقًا لخطط الإصلاح الأمني والعسكري. الجيش أراد دمجًا سريعًا وضمن قيادة موحدة، بينما طالب قائد الدعم السريع بأن يتم ذلك بمهل زمنية طويلة ليحافظ على نفوذه وبنيته الحالية. 


هذا الخلاف الأساسي وتفاقم التوتر بين الطرفين أدّى، في 15 أبريل/نيسان 2023، إلى مواجهات مسلحة واسعة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في الخرطوم ومدن أخرى في السودان، لتحمل البلاد منذ ذلك الحين أهوال حرب لم تشهد مثلها منذ استقلالها. 


2. من هم «قوات الدعم السريع»؟ وكيف ولدت؟

«قوات الدعم السريع» (Rapid Support Forces – RSF) هي قوة شبه عسكرية نشأت أساسًا من عناصر الجنجويد في إقليم دارفور، وهي ميليشيا مسلحة كانت تُستخدم في السابق لقمع التمرد في الإقليم خلال سنوات الصراع هناك.

في السنوات التي سبقت الثورة، اكتسبت هذه القوات قوة ونفوذًا متناميين داخل السودان، ثم شاركت في الأحداث السياسية التي تبعت إسقاط البشير، وأصبح قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائبًا لرئيس المجلس السيادي الانتقالي. 

اعتمدت «الدعم السريع» على مصادر تمويل خاصة، منها مناجم الذهب وغيرها من الأنشطة التجارية، مما منحها استقلالية نسبية عن الميزانية المركزية للدولة، وخلق لها قدرة كبيرة على التسليح والسيطرة. 

بهذا الشكل، تحولت من ميليشيا محلية إلى قوة سياسية وعسكرية لها تأثيرها الخاص داخل الدولة السودانية، وهو ما أثار القلق لدى المؤسسة العسكرية الرسمية وفتح باب النزاع معها.


3. الحرب بين الجيش و«الدعم السريع»: الخطوط العريضة

الصراع بين الجيش السوداني (SAF) و«قوات الدعم السريع» بدأ في أبريل/نيسان 2023، مع فشل المفاوضات حول الدمج وقيادة القوة الأمنية الموحدة. 

المعارك انتشرت سريعًا من العاصمة الخرطوم إلى دارفور وحتى ولاية الجزيرة، التي تعد القلب الزراعي للسودان، ما أدّى إلى سيطرة «الدعم السريع» على أجزاء واسعة من البلاد، في حين سيطر الجيش على مناطق أخرى، وتحولت المعارك إلى حرب استنزاف مدمرة. 

هذه الحرب ليست بين جيشين فقط، بل امتدت لتشمل جماعات قبلية وأمنية، ما جعل المشهد أكثر تعقيدًا وأعقد للبنية الاجتماعية والسياسية في السودان.


4. أكبر الانتهاكات والجرائم خلال الصراع

الحرب تميزت بانتهاكات خطيرة ضد المدنيين والبُنى الأساسية، ارتُكبتها أطراف النزاع ولا سيما «قوات الدعم السريع»، وفق تقارير حقوقية متواترة:

  • الهجوم على مستشفى في الفاشر باستخدام الطائرات المسيّرة في يناير 2025، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين من المرضى والعاملين في المستشفى. 

  • هجوم على سوق في أم درمان (الخرطوم) أدى إلى مقتل وإصابة المئات نتيجة القصف والقذائف. 

  • مجازر في القرى والبلدات مثل مجزرتي الكدّاريس والخلوت في ولاية النيل الأبيض، حيث راح ضحية العشرات بل المئات من المدنيين. 

  • هذه الأعمال أثّرت على الوضع الإنساني في السودان بشكل مأساوي، ودفع النزاع إلى ارتفاع مستوى العنف ضد السكان المدنيين بشكل غير مسبوق. 


5. الوضع الحالي: أين هي الحرب؟

بحلول أواخر 2025، ما زال القتال مستمرًا، مع تقلبات في الأرض:

  • قوات «الدعم السريع» استطاعت السيطرة على بعض المدن الاستراتيجية مثل الفاشر، ما اعتبره الكثير من المحللين منعطفًا حاسمًا في الحرب. 

  • وهناك تحركات في مناطق النفط والبنى الاقتصادية الحساسة، حيث سجلت «الدعم السريع» سيطرته على حقول مهمة مثل حقول النفط في هجلِيج، ما أثّر على صادرات النفط والاقتصاد الإقليمي. 

  • مع عمليات عسكرية مستمرة وتشابكات في عدة ولايات، تبدو الحرب في حالة “جمود واستنزاف” مع محاولات من بعض الدول والمنظمات الدولية للضغط على الطرفين لوقف النار وتمهيد الطريق للحوار السياسي. 


6. إلى أين يسير السودان؟ هل هناك انفراجة؟

الوضع في السودان ما زال هشًا، والآفاق مفتوحة على تفسيرات متعددة:

  • لا توجد نهاية واضحة للحرب في الوقت الراهن. التوتر بين الجيش و«الدعم السريع» لا تزال جذوره قائمة، ولا اتفاق سياسي شامل بينهما حتى الآن.

  • المدنيون يدفعون الثمن الأكبر. النزاع أدى إلى نزوح الملايين وتشريد الأسر، ووضع السودان أمام أزمة إنسانية واسعة. 

  • في السيناريوهات المتوقعة، يمكن أن تستمر الحرب طويلة، وقد تمتد إلى مرحلة تقسيم السلطة أو حتى النزاع الإقليمي الأوسع إذا لم يتم التوصل لتسوية سياسية. 

خاتمة

السودان بلد غني بالثروات الطبيعية والبشرية، لكنه اليوم في أحد أخطر مراحل تاريخه الحديث.
الصراع بين الجيش و«قوات الدعم السريع» بدأ من خلاف حول هيكل الدولة ومستقبل المؤسسة العسكرية، لكنه سرعان ما تحوّل إلى حرب شاملة لا تترك مكانًا آمنًا لسكان البلاد.
الانتهاكات والجرائم أثّرت على الوضع الإنساني، والوضع الحالي لا يزال معقّدًا، ما يجعل أي انفراجة حقيقية تتطلب حلولًا سياسية جوهرية وخارطة طريق واضحة تشارك فيها كل القوى الوطنية، وتضمن وقف إطلاق النار واحترام حقوق الشعب السوداني.

Read More
    email this

الخميس، 11 ديسمبر 2025

Published ديسمبر 11, 2025 by with 0 comment

تسريبات الأسد… حين تكشف الكواليس ما يحاول الإعلام تضخيمه

تسريبات الأسد… حين تكشف الكواليس ما يحاول الإعلام تضخيمه

تسريبات الأسد… حين تكشف الكواليس ما يحاول الإعلام تضخيمه


مقدمة: الإعلام بين أداة كشف وأداة فتنة

بعد تسريبات بشار الأسد ولونا الشبل والضجة التي أثارتها تلك المقاطع وما زالت تثيرها، والاستضافات التي قامت بها قناة العربية الإخبارية للمحللين والإعلاميين والمسؤولين من سوريا وروسيا ولبنان، زاد يقيني في خطورة هذه الأداة التي تسمى الإعلام وما يتبعها من محطات وقنوات ووسائل تواصل اجتماعي وغيرها وكيفيه استطاعتها في تضخيم الحقائق والوقائع ونفيها او تثبيتها واعادة توجيه الانظار نحو اي موضوع او قضيه حتى ان مر عليها سنين طويله جدا.


أولًا: مشاهد التسريب… كواليس لا تفاجئ من يعرف حقيقة النظام

لقد رأيت التسريبات الأخيرة والتي أفضل أن أسميها كواليس، لأنها كانت مصورة في برنامج خاص بتلك المرحلة الصعبة التي مرت بها سوريا، وتشابه المشاهد التي تظهر فيها أخطاء الممثلين.
ولكن الفرق بينها وبين الكواليس هو أنها ليست أخطاء، بل وقائع ومشاعر داخلية حقيقية كان يشعر بها المتواجدون في المقطع.

وأنا لم أستغرب ما جاء فيها أبدًا؛ لأن ما كان يفعله بشار الأسد في شعبه أكبر مما قاله في المقاطع المنتشرة.
بل إن ذهابه لمنطقة تمت مهاجمتها من جيشه ومن ميليشيا حزب الله ومن جاء معهم من مرتزقة من كل بقاع الدنيا أشد وطأة من تلك العبارات التي كان يتفوه بها أثناء سيره في تلك المناطق التي تظهر عليها اثار القصف والتدمير  ومن ضحكات الاستهزاء التي كانت تصدر منه ومن لونا الشبل والشخص الذي كان معهم في المركبة.


ثانيًا: لغة الجسد… خوف وتباهي في آن واحد

قذارة الأسد والشبل ظهرت في حوارهم وحديثهم الذي كان فيه الكثير من التباهي والكثير من الخوف من المجهول وأكد لي ذلك تصرفات بشار الأسد ونظراته وحركات جسده غير المتزنة والتي لا تليق برئيس جمهورية؛ حيث كان يتلفت ويتحدث كالمراهق وليس كشخص متزن عاقل.


وقد رأيت أن وضع الأسد وطريقة حديثه كانت تعكس المأزق الذي كان يعيشه، وإحساسه بأن الأمور قد فلتت من يده، وأنه كان يعيش ضغوطًا كبيرة من كل الجهات: ضغط روسي، وضغط حزب الله، وضغط إيراني، وضغط دولي .


ثالثًا: قناة العربية… تركيز على بوتين وتجاهل للواقع السوري

وبالنسبة للجهة التي نشرت المقطع وهي قناة العربية، لفت نظري أمر جعلني أتأكد أن القنوات العربية الإخبارية تتفنن في البحث عن إثارة الجدل والفتن.

فقد ركزت المذيعة في حديثها مع الضيف الروسي على ما ذكره بشار واستهزائه ولونا الشبل بالرئيس الروسي بوتين، واستهزائهم بعمره، ورد بشار بالقول كله عمليات .


وكأنهم يعتبرون ذكر بوتين أهم ما جاء في هذا التسريب، وتجاهلت المذيعة الواقع الذي تعيشه المناطق السورية وأهلها.

وقد سألت أكثر من مرة عن ردة فعل بوتين حين يشاهد هذا المقطع، وما الذي قد يقوم به مع بشار الأسد.
وكان رد الضيف الذي كان يعمل بشكل مباشر وقريب من الرئيس الروسي صادمًا لها؛ لأنه تحدث بعقلانية وقال إنه يعرف الرئيس الروسي جيدًا وكيفية تفكيره، وأفاد أنه سيبتسم فقط ويقول: بشار يغار من نضارة بشرتي واردف أن الرئيس الروسي متزن وليس صاحب عقليه مقلبه .

وحينها تغيّر وجه المذيعة وشكرت الضيف وقامت بإنهاء المكالمة المرئية.


رابعًا: الحوار مع الضيف اللبناني… الموضوعية التي لا تعجب المذيعين

وكذلك كان الوضع مع الصحفي اللبناني حين تحدث عن حزب الله وأخبرها أنه لا يدافع عن الحزب، ورد بموضوعية ومن دون تحيز عن سبب تواجد الحزب في سوريا والانقسام الداخلي في الحزب نفسه حول ما تم الحصول عليه في حرب سوريا وما تمت خسارته في هذه الحرب وأوضح الخطأ الكبير الذي قام به الحزب في دخوله للغوطة وغيرها من مناطق سوريا وما قام به من جرائم.


وعندما لم يكن الرد كافيًا وشافيًا ومقنعًا للمذيعة أو على حسب هواها، قامت بإنهاء المكالمة بابتسامة ساخرة من الضيف.

كلا الموقفين جعلاني أتساءل:
لماذا يبحث الإعلاميون، وخاصة من يديرون البرامج الإخبارية أو الحوارية، عن إثارة الجدل ويبحثون عن تشبيك وربط الخيوط وإشعال نار الفتنة بين الحكومات والأشخاص وبين ضيوفهم؟


خامسًا: التسريبات… تأكيد للمؤكد وليس حدثًا يغيّر المشهد

مثل هذه التسريبات – إن اعتُبرت تسريبات – يفترض عند تحليلها أن يتم  تناول الأمور العظيمة التي كانت تتحدث عنها وتحاول تعرية وفضح النظام المفضوح أصلًا، حتى يتم تدارك أي عثرات أو أخطاء في المستقبل السوري والعربي الذي يعتبر قاتمًا حتى الآن، في ظل وجود كيان صهيوني متربص مدعوم بقوة من إدارة ترامب وغيرها من اللاعبين الدوليين.

ومن وجهة نظري هذه التسريبات هي تأكيد للمؤكد، ولن تغير أي شيء في المشهد السوري.
فبشار وحكومته انهاروا وتركوا سوريا وهربوا منها، والشعب السوري بحكومته الجديدة يسعون جاهدين لرسم صورة مشرقة لسوريا الجديدة، وسيكون لهم ذلك بإذن الله، حتى وإن كانت هناك معارضة فاعلة وفلول يسعون لإثارة الفتن واشعال المناطق السورية بهدف تلميع صورة بشار وإظهار أن الوضع بعده من انحدار إلى انحدار.

Read More
    email this

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2025

Published ديسمبر 09, 2025 by with 0 comment

أمريكا واسرائيل وتفصيل السياسة حسب الذوق والمزاج علينا

 

أمريكا واسرائيل وتفصيل السياسة حسب الذوق والمزاج علينا

أمريكا واسرائيل وتفصيل السياسة حسب الذوق والمزاج علينا 


هذا هو الواقع الذي نعيشه للاسف في عالم العربي والاسلامي أمريكا القوى الكبرى في العالم ورئيسها المنحاز للجانب الاسرائيلي ونتنياهو المنفلت وخلفه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة يقومون بفرض واقع سياسي على دول المنطقة وخاصة دول الطوق سوريا و لبنان وبشكل غير مباشر  مصر والاردن مع استمرارهم في العمل بقوة في غزة العصية التي مازال اهلها يفشلون مخططاتهم بالاضافة الى الاستمرار في ضم دول اخرى الى الاتفاقيه الابراهيميه كأن هذه المنطقة ورث ورثوه ويحق لهم التصرف كيفما يشاؤون من دون اعتراض او رفض من أي أحد.


الهوان والخضوع والخوف وعدم وجود ردة فعل قوية جعل امريكا واسرائيل يتمادون في تصرفهم وجعل ترامب يمنح الثقة العمياء لنتنياهو حتى ان ابدا بعض الرفض لسياساته وتصرفاته واظهر انه غاضب في بعض الاحيان وفي احيان اخرى انه لا يعلم ما قام به رئيس الوزراء الصهيوني إلا أن الواقع والاحداث المتسارعه تثبت ان ما يقوم به نتنياهو هو بعلم ودرايه ومباركة امريكية وكل ما يقال غير ذلك هو كذب وضحك على الذقون . 



انجز الاحتلال الاسرائيلي بقيادة نتنياهو جزءا لا يستهان به من المخططات التي وضعها ومازال يسير في إكمال ما بقي منها ونحن وللاسف الشديد ساعدناه في إتمامها لأنه بعد ان قام بجس نبضنا واختبار ردات فعلنا اكتشف ان لا نبض فينا ولم تكن هنالك ردات فعل تنتظر وانا هنا لا أسعى لجلد الذات ولكن  اتحدث بواقعية وبحقائق لا يمكن انكارها وأرجو ان أكون مخطئا طبعا لا بد أن استبعد أهل غزة والمقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس التي كانت الثغر الاخير الصامد ولا ادري ان كانت ستسطيع الصمود بعد الاحداث الاخيره التي عصفت بها وانا لا اشكك بصمود أهل غزة وأهل فلسطين لأنهم اصحاب حق والحق لا يموت طالما خلفه اناس تطالب به ولكني اقصد حماس الحركة واذرعها التي يضع الصهاينة كل ثقلهم من أجل القضاء عليها بمساعدة مباشرة من الدائم الأول لهم أمريكا وبمساندة من العملاء والجماعات المسلحة الصغيرة المتواجده في غزة مع الألاف من المرتزقة والجواسيس والعملاء الذي يعملون من الداخل ، وكذلك في سوريا التي أعاد الكيان الصهيوني احتلال اراض فيها ووجد في السويداء وأهلها فرصه للتدخل في الشأن السوري الداخلي ومن ثم غير البوصله إلى القرى الحدودية وبدأ يسوق الاعذار والاسباب من اجل الاقتحام تلو الاقتحام ومن ثم تلاعب بالمواقف بالشراكة مع الامربكان ويحاول ضم سوريا إلى الاتفاقات الابراهيميه حتى تغلق احدى الجبهات المطله عليها وتتفرغ للأخرى . 


في عالمنا العربي يطغى الخوف من الأمريكان على المشهد العام وبسببه تقف دول وجيوش عاجزه حتى عن إبدا الرأي او القيام بردة فعل تحفظ الكرامة وتثبت للصهاينة أن هذه المنطقة يوجد بها رجال لا يخشونها ولديهم غيره على مقدساتهم واوطانهم ولن يرضوا ان يكونوا لقمة سائغة للصهاينة وانا لا اقصد بردة الفعل اشعال النار في المنطقة والدخول في حرب طاحنه مع الصهاينة والأمريكان في الوقت الحالي على الأقل بسبب ما تمر به اغلب الدول من خلافات وانقسامات داخليه وتشظي لم تصله في فترات سابقة من تاريخها ولكني اقصد بعض الاجراءات التي قد ترعب الصهاينة والأمريكان وتجعلهم يتراجعون قليلا عن المضي في ما يقومون به ومنها الاتحاد والتعاون والاتفاق على كلمة وفعل واحد من كل العرب والمسلمين  وما اقصده اتفاق مختلف عن اتفاقات القمم والمؤتمرات التي تعقد منذ سنين والتي لا تتخطى قراراتها القاعة التي عقدت فيها بل هو على شاكلة الاتفاق والتعاون الفعلي في حرب اكتوبر التي ظهرت فيها ارداة العرب والمسلمين وقوتهم حين يعقدون العزم على الاتفاق والمضي قدما في مواجهة العدو المحتل وبغض النظر عن التراجع الذي حصل بعد ذلك الا أن تلك الوقفة تثمن وتقدر ونحن بحاجة ماسة الى تكرارها وفقا للواقع الحالي . 



تخيل معي عزيزي القارئ لو تتوحد صفوفنا واختياراتنا ورفضنا للهيمنة الامريكية والانصياع الأعمى لما يملئ علينا ونكون احرار في تقرير  مصيرنا من دون تحكم او املاءات خارجية من هنا وهناك ونرفض وجود اي كيان محتل على اراضينا ونسترجع المكانة والسمعة الطيبة التي عرفت عنا منذ القدم وتخيل ان تقف الاقلام والاصوات المثبطة والمطبله للغرب والامريكان والكيان الصهيوني والمهاجمة للأوطان والرؤساء والناقده بشكل هدام من اجل اجنداتها وولاءاتها التي فضلتها على الوطن وتنضم تلك المجموعات والافراد  الى محيطها العربي وتسخر اصواتها وكلماتها وقوتها التأثيرية في دعم الوطن والأمة وترك الاشخاص والحكومات وجعل الادوات المتاحة لديهم داعمة للوحدة والتعاون الذي نسعى اليه فماذا سيكون الوضع حينها ؟؟ وهل ستجد استخبارات هذا المحتل او ذاك عملاء وجواسيس ينفذون اجنداتهم ويكونون بمثابة حقل الاسرار والدسائس الذي لاينضب؟ بكل تأكيد لا .


مشكلتنا فينا من قديم الزمان وليست في الطامع والمحتل عند تغلبنا على هذه المشكله  يحصل التغيير والتأثير خلافاتنا التي نراها عظيمة وعميقة لا تعني شيئا أمام ما يقوم به المحتل من تصرفات غير مسؤوله بحق شعوبنا وهذا ما يستوجب العودة إلى المنطق وتشغيل العقل بدلا من تغييبه واشغاله في مهاترات وخلافات بسيطة جدا يمكن حلها بعد انقشاع غيمة الاحتلال التي تحمل الموت والدمار فهل من مستمع لهذا النداء .

Read More
    email this

الاثنين، 8 ديسمبر 2025

Published ديسمبر 08, 2025 by with 0 comment

تسريبات «فضيحة الغوطة» تخرج إلى العلن

تسريبات «فضيحة الغوطة» تخرج إلى العلن

 تسريبات «فضيحة الغوطة» تخرج إلى العلن





  • في أول ديسمبر 2025 نشرت قناة Al Arabiya تسجيلات مصوّرة تُنسب إلى بشار الأسد ومستشارته الإعلامية السابقة لونا الشبل، يُعتقد أنها من داخل سيارة أثناء جولة في محيط دمشق — وبعض المشاهد تشير إلى الغوطة أو مناطق متضررة من الحرب. اليوم السابع+2The New Arab+2

  • الفيديوهات تظهر مواقف وسلوكيات وصفت — من قبل المتابعين — بأنها سخرية واضحّة وإهانة للضحايا والمناطق المحاصرة. The New Arab+2en.haberler.com+2

  • في أحد المقاطع يقول الأسد بصوتٍ فاضح: «يلعن أبو الغوطة» أثناء حديث عن المنطقة. مصراوي.كوم+2independentpress.cc+2

  • في لقطات أخرى، يستهزئ بمنطقة أنهار الحصار والعنف، ويصف مواطنيها بطريقة مهينة، في وقت كانوا يعانون الجوع والقصف والتشريد. مصراوي.كوم+2en.haberler.com+2

  • أيضًا في التسجيل يُسمع كلام مسيء تجاه جنود سوريين، وازدراء لمؤسسات أو مليشيات دعمت النظام في الحرب. اليوم السابع+2The New Arab+2


🎯 لماذا الاهتمام الآن؟ وما سبب ظهور الفيديو بهذه اللحظة؟

  • التوقيت جاء قبل ذكرى مرور سنة على ما يُقال إنه “سقوط النظام” أو تغيّر جذري في موازين القوى في سوريا. عرب نيوز+2The New Arab+2

  • محللون يرى أن نشر هذه التسجيلات الآن ليس مصادفة: قد يكون جزءًا من ملف ضغط سياسي أو إعلامي يستهدف إعادة تشكيل الصورة العامة عن النظام — خاصة في ضوء نقاشات عن مصير اللاجئين، عودة اللاجئين، إعادة إدماج سوريا في المحيط العربي، أو مفاوضات دولية. Elaph - إيلاف+2نيوز رووم+2

  • كما أن الفيديو يكشف لمن “تمدّ أيديهم” دعمًا للنظام — خصوصًا أولئك الذين ربما يراهنون على “استقرار” أو “تصالح” مع سوريا — بأن الشخص الذي حكم ما يزال يحتفظ بنزعته الاستعلائية والاحتقار للناس العاديين. يمن الآن نيوز+2صحيفة عاجل+2


📄 ماذا تُظهر التسجيلات؟ أبرز ما جاء فيها

المحتوىما يعنيه / لماذا أثار الجدل
شتيمة لمنطقة الغوطة: «يلعن أبو الغوطة»إهانة مباشرة لمليوني مدني عانوا الحصار والقصف تحت حكم النظام؛ تهديم الحاجز الرمزي بين الحاكم والمحكوم. مصراوي.كوم+2independentpress.cc+2
سخرية من بناء المساجد في مناطق الفقر: «ينفقون على المساجد وما معهم ياكلوا»استخفاف بمعاناة المدنيين — السخرية من دين وهموم الناس الأساسية. www.ndtv.com+2اليوم السابع+2
ازدراء الجنود السوريين، والسخرية من ولائهمتهديد لشرعية النظام الداخلي — إذ يظهر أن الولاء ليس مقدّساً، وقد يصبح أداة للسخرية. اليوم السابع+1
سخرية من حلفاء النظام — مليشيات أو جهات دعمت الحرب (بحسب الحديث عن “حزب الله” في التسجيلات)تقويض للن narratives التي بررتها الحرب، وإظهار أن القيادة نفسها لا تقدّر تضحيات حلفائها أو تضحيات المدنيين. Elaph - إيلاف+2The New Arab+2

🌍 دلالات سياسية وإنسانية: ماذا تعني هذه التسريبات لسوريا والعالم؟

  • كشف “الوجه الحقيقي” للنظام: الفيديو يطيح بـ”الخطاب الرسمي” عن الوطنية، الدفاع عن البلاد، أو الشعارات التي استخدمت لتبرير الحرب والدمار.

  • جرح قديم يُعاد فتحه: للضحايا في الغوطة وكل المناطق التي عانت الحصار والقصف، هذه التسجيلات تمثل إهانة مزدوجة — أولاً على الأرض، وثانيًا في الاعتراف بأن من أمر ودبر يرىهم “ميّتة” أو “لا شيء”.

  • ضغط على الجهات الدولية: مع الحديث عن إعادة إدماج سوريا، أو إعادة إعمار، أو عودة diaspora، يطرح هذا المقطع سؤالاً أخلاقيًا وقانونيًا: هل يمكن التعامل مع من أدلى بهذه التصريحات على أنه “شريك سياسي” بعد كل ذلك؟

  • رهان على “صمت المعارضين” أو “النسيان”: ربما الهدف من التسريب هو التذكير بأن النظام لا يزال موجودًا، أو أن عناصره لا زالوا يسعون للإبقاء على الشرعية عبر النفوذ والذكريات.


⚠️ لماذا قد البعض يشكّك أو يتساءل بشأن مصداقية الفيديو؟

  • لم يتم — حتى اللحظة — نشر النسخة الكاملة الموثوقة علنًا؛ ما انتشر هو مقتطفات عبر وسائل إعلام، مما يفتح الباب للتلاعب أو المونتاج.

  • لا توجد — بحسب التقارير — تاريخ دقيقًا موثوقًا لتسجيل الفيديو؛ يقول بعض التقارير إنه ربما يعود إلى 2018 بعد “استعادة الغوطة”، لكن لا تأكيد رسمي. The New Arab+2en.haberler.com+2

  • النظام أو أنصاره قد يُبرّرن الأمر بأنه “محاولة تشويه” من خصوم داخليين أو جهات استخباراتية — وهو ما يُسمع في مثل هذه القضايا دائمًا.

✨ خلاصة: تسريبات الأسد — تحوّل الجو العام نحو حساب تاريخي

يمكن القول إن هذه التسريبات تمثّل نقطة تحوّل في الحرب الإعلامية والجريمة الأخلاقية المرتبطة بالنظام السوري:

  • لما يكشف داخليًا أن الحاكم لم يكن فقط مصممًا على الحرب، بل كان يقف — ضاحكًا — على آثارها ودمارها.

  • ولأن المجتمعات السورية (داخل الوطن وفي الخارج) أمام فرصة لمراجعة حساباتهم: هل التوافق مع “مصالحة” ممكن مع هذا السجل؟ أم أن العدالة — على الأقل المجتمعية والرمزية — تفرض أن يواجه كل مسؤول عن هذه الكلمات والأفعال؟

  • كما أن الضغط الدولي ـ إن وجد ـ سيزداد إذا بقي هذا الملف حيًا ومتداولًا؛ لأن استعادة العلاقات مع دولة بزعم “إعادة إعمار” تصبح مرفوضة أخلاقيًا إذا من يديرها يعترف بهذه المواقف.

Read More
    email this
Published ديسمبر 08, 2025 by with 0 comment

غيبوبة أمريكا: الحكاية التي أرادت المخابرات دفنها — كاثي أوبراين

 

غيبوبة أمريكا: الحكاية التي أرادت المخابرات دفنها —   كاثي أوبراين

غيبوبة أمريكا: الحكاية التي أرادت المخابرات دفنها — قصة كاثي أوبراين




مقدمة الحكاية: هبوط غامض في خريف 1984

في إحدى أمسيات خريف عام 1984، هبطت طائرة خاصة في بلدٍ مجهول من بلدان أمريكا الوسطى. كان وفدٌ دبلوماسي رفيع المستوى يترجَّل منها، وبدا كل شيء روتينياً… لولا وجود فتاة شابة وسط الرجال، جميلة الملامح، ساكنة النظرات، خالية من أي تعبير.

هذه الشابة لم تكن دبلوماسية ولا موظفة رسمية. كانت تحمل حقيبة صغيرة تضمّ رسالة مشفّرة، وتمتلك ذاكرة فوتوغرافية قادرة على تسجيل كل حرف يُقال في الاجتماعات السرية. لكنها —على الرغم من ذلك كله— لم تكن تعرف من تكون، ولا لماذا هي موجودة هناك. كانت مجرد أداة مبرمجة؛ آلة تسجيل… وأداة استغلال.

هذه الفتاة كانت كاثي أوبراين، "النموذج الرئاسي للعبودية" كما سمت نفسها لاحقاً، وأحد أكثر ملفات التحكم بالعقول إثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة.

الفصل الأول: الطفلة التي وُلدت في بيتٍ مكسور

1957 – ميشوغان: بيت يبدو عادياً… لكنه أبعد ما يكون عن الطبيعي

وُلدت كاثي أوبراين في مدينة ميوسكايغون بولاية ميشيغان سنة 1957. للناس، كان بيتها يبدو أسرةً أمريكية تقليدية. لكن ما خفي كان كارثياً.

والدها، إيرل أوبراين، لم يكن أباً قاسياً فحسب، بل كان غارقاً في سلوك منحرف بشع. اعتدى على ابنته منذ أن كانت رضيعة، ثم استغل أطفاله في تصوير موادّ غير أخلاقية كان يبيعها مقابل المال.

ورأى الأب في ابنته الصغيرة "استثماراً". طفلة لا يتجاوز عمرها ثماني أو تسع سنوات، بدأ يقدّمها لدائرة معارفه: سياسيين، رجال أعمال، صحفيين… وجميعهم يشتركون في الانحراف ذاته. والأسوأ أن بعض هؤلاء كانوا جزءاً من منظومة أكبر تتبع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA).


الفصل الثاني: لماذا كانت المخابرات تبحث عن أطفال من هذا النوع؟

من برلين المحترقة إلى مختبرات CIA

بعد سقوط برلين وانتهاء الحرب العالمية الثانية، تنافس الأمريكيون والسوفييت على "كنز العلماء". ضمن عملية مشبك الورق، هرّبت CIA عشرات العلماء الألمان، بينهم من كانوا يُعرفون بـ أطباء الموت الذين أجروا تجارب على البشر في المعتقلات.

أخطر تلك التجارب كانت التحكم بالعقول.

وفي عام 1953، أصدر مدير CIA ألان دالس قراراً سرياً بإطلاق مشروع MK-Ultra، المشروع الذي هدف للإجابة عن سؤال شيطاني:

“كيف نسيطر على عقل الإنسان؟ كيف نفصله عن الواقع ونخلق داخله شخصيات بديلة؟”

وجد العلماء أنّ الأطفال الذين يتعرضون لصدمة مستمرة ينفصل وعيهم، وتتكون لديهم شخصيات بديلة قابلة للبرمجة، وقدرة تذكر خارقة.


الفصل الثالث: كيف وصلت كاثي إلى أيدي المخابرات؟

كانت مواد والدها الإباحية هي المفتاح. حين قُبض عليه وهو يرسل طرداً يحتوي صوراً لأطفاله، تدخلت CIA. عرضت عليه صفقة:

– سلمنا ابنتك…
– ولن نحاسبك على جرائمك، وسنمنحك حماية ونفوذاً.

وباعها الأب بدمٍ بارد.

ومن تلك اللحظة اختفت كاثي من حياتها الطبيعية، ودخلت مرحلة "صناعة الدمية"، وفق منهج Monarch، أحد فروع MK-Ultra.


الفصل الرابع: البرمجة عبر الخيال والصدمة

ديزني… والطقوس القاتمة

أُجبرت كاثي على مشاهدة أفلام "أليس في بلاد العجائب" و"ساحر أوز"، ليس للتسلية، بل لاستخدام القصص في برمجتها النفسية، حتى يختلط الخيال بالواقع في ذهنها.

ثم بدأت سلسلة من الطقوس العنيفة والصدمات المروّعة، هدفها:

  1. خلق الطاعة العمياء

  2. بناء ذاكرة فوتوغرافية

  3. فصل الوعي وخلق شخصية بديلة

كبرت كاثي… وكبر معها الجحيم.


الفصل الخامس: السيناتور روبرت بيرد… المشغّل الأعلى

كان أبرز من استغلها هو السيناتور روبرت بيرد، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ. في العلن كان سياسياً صاحب نفوذ، وفي الخفاء كان أحد كبار المشغّلين في مشروع التحكم بالعقول.

كان يستخدم أساليب غريبة منها عزف معيّن بالكمان لإدخالها في حالة غيبوبة قبل تنفيذ أوامره.


الفصل السادس: زواج قسري… وحياة مع قاتل

أمرها مشغلها بالزواج من رجل يدعى واين كوكس، قاتل محترف يعمل ضمن فرق اغتيال مرتبطة بالوكالة. أجبرها على مشاهدة عمليات قتل وتمثيل بالجثث. وكانت تُسقط حملها مراراً، ويُستخدم الجنين في تجارب أمام عينيها.

حتى حملها السابع أُجبرت على إكماله، ووضعت طفلة سمّوها كيلي، التي خضعت منذ لحظاتها الأولى لبرامج مشابهة.


الفصل السابع: النقل إلى المشغّل الجديد — أليكس هيوستن

حين بدأ الزوج يفقد السيطرة بسبب الإدمان، نُقلت كاثي إلى أليكس هيوستن—متعهد حفلات معروف، وساحر يمتلك فقرة تحريك الدمى… لكنه في الحقيقة عميل CIA، واستخدم حفلات الموسيقى لنقل المخدرات.

أصبحت كاثي تحت سيطرته الكاملة، تُقدَّم كهدايا لضيوف سياسيين ودبلوماسيين، وتُستغل لضمان الولاء أو الابتزاز.

وفي تلك المرحلة وصلت إلى أروقة البيت الأبيض، بعد أن رأت الوكالة نجاح برنامجها بصورة مبهرة.


الفصل الثامن: الشرارة التي كسرت الجدار — مارك فيليبس

كان مارك فيليبس موظفاً متعاقداً مع وزارة الدفاع، مطلعاً على دراسات العقل وتعديل السلوك. وفي منتصف الثمانينيات، قادته الصدفة للعمل مع أليكس هيوستن.

منذ لقائه بكاثي، لاحظ عليها "نظرة الألف ياردة" — نظرة الذين شهدوا صدمات ساحقة. رأى سلوكها الآلي، واستجابتها الكاملة للأوامر… وفهم أن شيئاً غير طبيعي يحدث.

وبينما كان يعمل معهم، كان الشك يكبر داخله… إلى أن وقع الحدث الذي غيّر كل شيء، وفتح أمامه باب الحقيقة — وحياة من الهروب مع كاثي وإنقاذها من البرنامج.

Read More
    email this

السبت، 6 ديسمبر 2025

Published ديسمبر 06, 2025 by with 0 comment

ترامب ومادورو.. لماذا تتدخل أمريكا في فنزويلا؟ قراءة صريحة في صراع المصالح والنفوذ

 

ترامب ومادورو.. لماذا تتدخل أمريكا في فنزويلا؟ قراءة صريحة في صراع المصالح والنفوذ

ترامب ومادورو.. لماذا تتدخل أمريكا في فنزويلا؟ قراءة صريحة في صراع المصالح والنفوذ



منذ وصول نيكولاس مادورو إلى الحكم خلفًا لهوغو تشافيز، تحوّلت فنزويلا إلى واحدة من أبرز نقاط الاشتباك السياسي بين الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية. ومع صعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ازداد هذا الاشتباك حدةً، وبرز سؤال يتكرر في كل نقاش:
هل حقًا تهتم واشنطن بالديمقراطية في فنزويلا، أم أن خلف الستار شيئًا أكبر؟

في هذا المقال، نحاول الغوص بعمق في هذا الملف، بعيدًا عن الدبلوماسية الملساء والعبارات المنمّقة، وبأسلوب حواري يفتح باب التفكير لا باب التلقين.


أولًا: لماذا تُصرّ واشنطن على إسقاط مادورو؟

1. النفط… القصة الكبرى التي لا تبوح باسمها

فنزويلا تملك واحدًا من أكبر احتياطيات النفط في العالم.
والولايات المتحدة، عبر عقود، اعتادت أن تبقي إمدادات الطاقة في نصف الكرة الغربي تحت مظلتها.

ما فعله تشافيز – ولاحقًا مادورو – كان خروجًا واضحًا عن هذه المظلة.
ولذلك لم يكن غريبًا أن تضع إدارة ترامب كل أدوات الضغط المتاحة، من العقوبات إلى دعم المعارضة، من أجل إعادة النفوذ الأمريكي إلى قلب كاراكاس.

هل هي صدفة؟
بالطبع لا.
فالنفط في السياسة ليس مادة خام… بل سلاح نفوذ.


2. عقيدة ترامب: إسقاط الأنظمة غير الصديقة مهما كلّف الأمر

دونالد ترامب لم يخفِ يومًا كراهيته للأنظمة “المتمرّدة” على واشنطن، واعتبر مادورو نسخة لاتينية من خصومه في الشرق الأوسط وآسيا.

في خطاباته، كان ترامب يستخدم لغة مباشرة:
"مادورو ديكتاتور، والنظام سينهار."

لكن خلف هذه اللغة الصدامية كانت هناك رؤية أبسط:
إظهار القوة، إرسال رسالة للعالم، وتثبيت صورة أمريكا كمن يقرر مصير الأنظمة القريبة من حدودها.


3. صراع جيوسياسي مع روسيا والصين

فنزويلا تحولت إلى ساحة نفوذ روسية وصينية:

  • موسكو دعمت مادورو بالجنود والمستشارين.

  • بكين ضخّت مليارات الدولارات في شكل قروض وصفقات طاقة.

واشنطن رأت في ذلك تهديدًا مباشرًا.
ليس فقط لأن هذه القوى دخلت “الفناء الخلفي لأمريكا”، بل لأنها استخدمت فنزويلا كنقطة ارتكاز سياسية واقتصادية.

من هنا بدا الصراع وكأنه حرب باردة جديدة ولكن على أرض لاتينية.


ثانيًا: هل كان ترامب فعلًا يريد "إنقاذ" الشعب الفنزويلي؟

هنا يبدأ الجزء الذي يثير الجدل.

من الناحية الإنسانية، الأزمة الفنزويلية كانت (وما زالت) كارثية: انهيار اقتصادي، هجرة جماعية، نقص دواء وغذاء.

لكن السؤال المنطقي:
هل واشنطن تتحرك عادة بدافع إنساني؟

التاريخ لا يعطي الكثير من الأمثلة التي تعزز هذا الاعتقاد.
السياسة الأمريكية غالبًا ما كانت قائمة على البراغماتية:
عندما تتوافق المصالح الاقتصادية والسياسية مع “الأخلاق”، تتحرك واشنطن بسهولة أكبر.

لذلك، فإن “إنقاذ الفنزويليين” قد لا يكون سوى الواجهة الناعمة لصراع أكبر.


ثالثًا: مادورو.. بين دفاع شرعي أم تشبّث بالسلطة؟

من وجهة نظر أنصار مادورو:

  • هو يحاول حماية بلاده من الهيمنة.

  • أمريكا تستخدم المعارضة كأداة لإسقاط النظام.

  • العقوبات الأمريكية هي السبب الرئيسي لانهيار الاقتصاد.

أما معارضوه، فيرون فيه:

  • وريثًا لنظام استبدادي مغلق.

  • مسؤولًا عن الفساد والانهيار.

  • لاعبًا على وتر “العدو الخارجي” لإخفاء فشله الداخلي.

الحقيقة ربما تقع بين الطرفين:
فالنظام يعاني من فساد وسوء إدارة حقيقي، لكن في الوقت ذاته العقوبات الأمريكية ساهمت في تعميق الانهيار وجعلت الأزمة أكثر قسوة على المواطن الفنزويلي.


رابعًا: حوار مفتوح… هل التدخّل الأمريكي كان يمكن أن يحدث دون ترامب؟

سؤال مهم:
لو كان رئيس الولايات المتحدة غير ترامب — هل كانت واشنطن ستتدخل؟

الإجابة الأكثر واقعية:
نعم، ولكن بأسلوب مختلف.

  • ترامب كان عدائيًا وصريحًا ومباشرًا.

  • الإدارات الأخرى كانت ستلجأ لطريقة “الضغط الهادئ”.

إذن المشكلة ليست في هل ستتدخل أمريكا؟
بل في كيف ستتدخل.

النفط، الجغرافيا، ووجود روسيا والصين، كلها عناصر تجعل فنزويلا دولة لا يمكن لواشنطن تجاهلها.


خامسًا: من المستفيد؟ ومن الخاسر؟

المستفيدون المحتملون:

  • المعارضة الفنزويلية (سياسيًا لكن ليس اقتصاديًا).

  • شركات النفط الأمريكية.

  • واشنطن التي تستعيد نفوذها في المنطقة.

الخاسر الحقيقي:

المواطن الفنزويلي العادي، الذي يجد نفسه محاصرًا بين:

  • نظام داخلي فاسد.

  • وضغط خارجي خانق.

  • وصراع نفوذ لا ناقة له فيه ولا جمل.


 صراع مصالح بواجهة سياسية

عندما ننزع الخطاب العاطفي وننظر للصورة كاملة، نجد أن:

  • أمريكا لا تريد نظامًا يخرج عن نفوذها في منطقة حساسة.

  • ترامب قام بتسريع وتضخيم هذا التدخل بأسلوبه المعروف.

  • مادورو استغل وجود “عدو خارجي” لإطالة عمر نظامه.

  • والشعب الفنزويلي دفع الثمن.

وهنا يبقى السؤال الحواري المفتوح:

هل فعلاً كانت واشنطن تدعم الديمقراطية في فنزويلا… أم كانت تحمي مصالحها؟
وهل كان الصراع على مادورو، أم على ما تحت أرض فنزويلا؟

Read More
    email this

الجمعة، 5 ديسمبر 2025

Published ديسمبر 05, 2025 by with 0 comment

«قلة حياء» أم سوء تعبير؟.. الجدل يشتعل بعد تصريحات مؤلف فيلم «الست» ومنى زكي في مرمى العاصفة

«قلة حياء» أم سوء تعبير؟.. الجدل يشتعل بعد تصريحات مؤلف فيلم «الست» ومنى زكي في مرمى العاصفة

«قلة حياء» أم سوء تعبير؟.. الجدل يشتعل بعد تصريحات مؤلف فيلم «الست» ومنى زكي في مرمى العاصفة


لم يكن يتوقع المؤلف أحمد مراد أن جملة واحدة قالها خلال ندوة لفريق فيلم «الست» في مهرجان مراكش السينمائي ستشعل موجة غضب واسعة على مواقع التواصل، وتفتح بابًا جديدًا من الجدل حول حدود الفن وما يجوز اقتحامه وما يجب الوقوف عنده.


القصة بدأت حين شبّه مراد صعوبة كتابة سيرة أم كلثوم بصعوبة تناول سيرة الرسول ﷺ، معتبرًا – بحسب تعبيره – أن تقديم فيلم عن الرسول «قد يكون أسهل» من تقديم فيلم عن كوكب الشرق. هذه المقارنة، رغم أنها جاءت في سياق فني بحت، اعتبرها كثيرون انزلاقًا غير موفق، وفتحت الباب لاتهامات قاسية للمؤلف.


مظهر شاهين: “ما هذه الرعونة وقلة الحياء؟”

أول الردود القوية جاء من الداعية مظهر شاهين، الذي لم ينتظر طويلًا قبل أن يعلّق على صفحته في «فيسبوك» بعبارات حادّة، قال فيها:


«يعني إيه فيلم عن الرسول هيبقى أسهل من فيلم عن أم كلثوم؟ ما هذه الرعونة وقلة الحياء مع سيد الخلق أجمعين؟»

شاهين اعتبر أن مجرد دخول مقام النبي في مقارنة من هذا النوع أمر غير مقبول، مهما كانت النية الفنية أو زاوية الطرح. الرسالة كانت واضحة:

هناك حدود، ومقام النبوة ليس ساحة للمجاز أو الاستعارة أو المقارنة، حتى لو جاءت على لسان فنان يحاول توصيف صعوبة مشروعه.


ما الذي قاله أحمد مراد تحديدًا؟

مراد، خلال الندوة، حاول شرح حجم التحديات التي واجهها أثناء كتابة فيلم «الست»، معتبرًا أن شخصية أم كلثوم ليست مجرد رمز مصري، بل «سيدة عالمية»، ومن الصعب الإحاطة بجوانب حياتها وفنونها.


وقال بالحرف:

 «دايمًا بقول إني لو بعمل فيلم عن رسول كان هيبقى أسهل شوية، لإن أم كلثوم مش مجرد سيدة مصرية، هي سيدة عالمية وعربية».


الجملة التي أراد بها مراد الإشارة إلى ضخامة شخصية أم كلثوم، فهمها آخرون على أنها استهانة بمقام ديني لا يجوز التطرق إليه بهذا الشكل.


فيلم “الست”.. طاقم ضخم وقصة مثقلة بالتوقعات

يشارك في بطولة الفيلم مجموعة من أبرز نجوم الصف الأول:

أحمد حلمي، كريم عبدالعزيز، عمرو سعد، محمد فراج، آسر ياسين، نيللي كريم، وآخرون.

الفيلم من تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد، وهو الثنائي المعروف بأعمال ضخمة جماهيريًا.


وتجسد منى زكي شخصية أم كلثوم، وهو الدور الذي يضعها تحت مجهر الجمهور والنقاد معًا. وبحسب المصادر، كانت منى تحضر لموقع التصوير قبل 5 ساعات كاملة يوميًا، ليعمل عليها فريق متخصص أجنبي لتحويل ملامحها إلى ملامح كوكب الشرق.


بين الفن والرموز.. أين تتوقف المقارنات؟

الجدل هذه المرة لم يكن فنّيًا فقط، بل لامس منطقة حساسة تتقاطع فيها العقيدة مع الإبداع.

السؤال الذي طرحه كثيرون:


هل يجوز للفنان أن يستدعي الرموز الدينية في سياق المقارنة الفنية؟

أم أن هذا يمسّ ثوابت لا ينبغي الاقتراب منها أصلًا؟


وفي المقابل، هناك من رأى أن مراد أخطأ في التعبير فقط، وأن نواياه لم تكن تتضمن أي تقليل أو إساءة، لكن الحساسية العالية المرتبطة بالمقدسات تجعل أي زلة لفظية تتحول إلى عاصفة.


خلاصة المشهد

تصريح عابر، ورد غاضب، وعاصفة تشتعل على السوشيال ميديا…

هكذا بدت القصة، لكنها في الجوهر أعادت فتح النقاش حول حدود الفن، ومساحات الحرية، وخطوط الحمراء التي يراها البعض “ثابتة” بينما يعتبرها آخرون “متغيرة”.


وفي المنتصف يبقى فيلم «الست» محط الأنظار، ليس فقط بسبب ضخامته، ولكن لأن أي عمل يقترب من أسطورة مثل أم كلثوم محكوم عليه مسبقًا بأن يُ scrutinized بكل تفصيلة.

Read More
    email this

الأربعاء، 3 ديسمبر 2025

Published ديسمبر 03, 2025 by with 0 comment

«حُرّاس الحرية»… كلمة السيسي التي أشعلت جدلاً

 

«حُرّاس الحرية»… كلمة السيسي التي أشعلت جدلاً



 ما هي «حُرّاس الحرية» ولماذا لفتت الأنظار

في خطاب حديث أمام مجموعة من دعاة وزارة الأوقاف المتقدمين للالتحاق بالأكاديمية العسكرية، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي الدعاة بأن يكونوا “حُرّاس الحرية” لا «حُرّاس العقيدة». manassa.news+1
هذه العبارة — البسيطة في ظاهرها — أثارت جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي وبين الأوساط الدينية والسياسية في مصر والعالم العربي، ما جعلها موضوعًا محوريًا للنقاش.

كلمة كهذه لا تُقال في فراغ، بل في ظرف سياسي واجتماعي حساس، حيث يُنظر إلى الدين والوعي الديني على أنهما عامل مهم في بناء الهوية الوطنية والقيم المجتمعية. وهنا عبّر السيسي عن رؤية يرى فيها أن «الحرية» — بمعناها الإنساني والاختياري — تحتل مركزًا مهمًا في خطاب الدولة والدين معاً.


ما قاله السيسي: العبارة والسياق

  • في المناسبة رسميًا: كان اللقاء مع دعاة من وزارة الأوقاف حصل ضمن إطار قبولهم في الأكاديمية العسكرية، في خطوة وصفها بأنها «دمج بين الدين والوعي الوطني». شبابيك+1

  • أثناء الكلمة: قال السيسي شيئاً مثل: «إنتو قلتوا حُرّاس إيه؟ العقيدة؟ قلت لكم لأ، خليكو حُرّاس الحرية». وأضاف أن الاختيار – الإيمان بالله – هو حر، وأن الإنسان في النهاية “حر” في ما يختار: «ما اختارتش إنت، حر؛ رفضت، برضو حر». manassa.news

  • المغزى كما عرضه: الحرية ليست ترفاً فكريّاً، بل حق أساسي، وعلى الدعاة أن يكونوا سفراء لهذا الحق، لا محصّنين لقوالب جامدة. جريدة الدستور+1

بهذا، لم تكن مجرد دعوة دينية، بل إعلان رؤية: رؤية تربط بين الدين، الوعي، والحرية، في إطار الدولة والمجتمع.


ردود الفعل: بين مؤيد ومعارض — خريطة الجدل

✅ مؤيدون: رؤية تجديدية تُنعش الوعي

  • رأى عدد من الأحزاب والقوى السياسية أن الكلمة «وثيقة وعي تكشف حجم المؤامرات على مصر»، وتعيد تأكيد أن معركة الدولة ليست فقط سياسية وأمنية، بل أيضًا فكرية وثقافية. اليوم السابع+1

  • البعض اعتبر أن هذه الدعوة تمثل خطوة هامة نحو تعزيز مفهوم الحرية الحقيقية: حرية الاعتقاد، حرية الفكر، حرية الاختيار — بعيدًا عن التشدد — ما قد ينهي الهيمنة الحصرية لفهم ديني معيّن. جريدة الدستور+1

  • هناك من رأى أن إشراك دعاة الأوقاف في سياق عسكري (“الأكاديمية العسكرية”) ما هو إلا تأكيد أن الدولة تنظر إلى الدين باعتباره جزءًا من بناء الوعي الوطني — ليس فقط مسألة عبادات، بل عامل استقرار ومجتمع. شبابيك+1


⚠️ معارضون: تخوفات عقدية وسياسية

  • على منصات التواصل وبعض المنتديات الدينية، انطلقت انتقادات لكون عبارة “حُرّاس الحرية” بدل “حُرّاس العقيدة” قد تُفسّر كتخفيف لدور العلماء في حماية العقيدة، أو تقليص لدور الدين الرسمي، وهو ما أزعج فئات دينية ترى أن الشريعة والعقيدة أساس الدين. > «… هو بينكر الشريعة … كأنما بينكر الشريعة» Reddit

  • بعضهم ذهب لتحذير من أن مثل هذه العبارات قد تُستخدم سياسياً لتهميش المؤسسات الدينية، أو لتغيير العلاقة التقليدية بين الدولة والدين، وهذا ما أثار مخاوف حول الاستقلال العقدي، وحرية المعتقد. Reddit+1

  • كما لاحق الانتقاد أن الدعوة — في سياق عسكري — قد تُستخدم لتحجيم مؤسسة الدعوة أو تركيز الدين تحت رعاية الدولة الأمنية، ما قد يؤدي إلى بسط السيطرة على الخطاب الديني. Reddit+1


تداعيات محتملة: ما يعنيه “حراس الحرية” على مصر والمجتمع

  • تحوّل في خطاب الدولة والدين: إذا استمرت الدعوة وتنُفّذت عبر سياسات واضحة (تدريب دعاة، مراجعة خطب، حرية تعبير داخل إطار الدولة…) فقد نرى خطاباً دينياً أكثر انفتاحًا ووعيًا — يقلّل من التشدد، ويركّز على الأخلاق، المواطنة، الانتماء والحرّية الفكرية.

  • إعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع: في بلد مثل مصر — عانى من أزمات فكرية وسياسية — كلمة كهذه قد تساعد في تجاوز قطاعات تعيش بخوف أو شك تجاه الدولة والدين الرسمي في آن.

  • إثارة جدل حول الهوية والدين: بالمقابل، فإن الشريحة المحافظة ستشعر بأنها مهدَّدة، وقد يزيد التوتر بين مؤيدي التغيير وتجديد الخطاب، وبين مؤيدين للخط الديني التقليدي.

  • فرصة للإصلاح الديني والثقافي: إذا استُغلت بشكل رشيد، قد تؤسس هذه الدعوة لحوار مجتمعي مفتوح، ولأجيال تنظر إلى الدين ليس كقيد، بل كقيمة إنسانية تدعم الحرية والكرامة — داخلياً وخارجياً.


«حُرّاس الحرية» — بداية معركة فكرية أم زوبعة إعلامية؟

عبارة «حُرّاس الحرية» قد تكون هي الأذن الأولى لمعركة أعمق — معركة تغيير في الطريقة التي يُنظر فيها إلى الدين، الدولة، والمجتمع.
هي في ظاهرها دعوة إلى الحرية والإيمان بالاختيار، لكن في جوهرها اختبار لقيمة الحرية، ولقدرة المجتمع على احتضان قدر من الانفتاح دون أن يفقد هويته.

قد تكون خطوة شجاعة نحو تجديد الخطاب الديني، أو قد تتحوّل إلى أداة جدل واستقطاب، حسب كيف يُستَخدم „هذا النداء“.
لكنّ ما لا جدال فيه، أن الكلمة نجحت في فتح سقف النقاش: بين دعاة التجديد، والمحافظين، وبين من ينظر إلى الدولة كضامن للأمن، ومن ينظر إليها كضابط للوعي.

وفي مجتمع يعدّد خصوصياته وتناقضاته — كالمصري — قد تمثّل «حُرّاس الحرية» مفهوماً جديداً، يجمع بين الانتماء للدين، والانتماء للوطن، وبين الحرية الفردية والمصلحة العامة.



تحليل اتجاهات الجمهور حول عبارة «حُرّاس الحرية»

أولاً: الفئات التي تفاعلت مع الكلمة

من خلال تتبّع طبيعة النقاش على السوشيال ميديا والمنصات الإخبارية، يمكن تقسيم الجمهور إلى أربع فئات رئيسية:

1. المؤيدون الرسميون والمؤسساتيون

هؤلاء هم من ينتمون إلى:

  • أحزاب تؤيد الرئيس

  • بعض الشخصيات الإعلامية

  • كتاب رأي مقرّبين من الخطاب الرسمي

رؤيتهم الأساسية:

  • العبارة تعكس رؤية إصلاح ديني معتدلة.

  • الدولة تريد تحرير الخطاب الديني من التشدد.

  • «حُرّاس الحرية» هو انتقال من حماية النص الجامد إلى حماية الإنسان وحقه في الاختيار.

أسلوب خطابهم:
خطاب عقلاني – إيجابي – مؤسسي.


2. المؤيدون من الطبقة الشعبية

هذه فئة عريضة من الجمهور المصري المنخرط يومياً في السياسة عبر السوشيال ميديا دون خلفية أيديولوجية.

رؤيتهم الأساسية:

  • العبارة «مُعبرة» وقريبة للناس.

  • يرون أنّ الحرية قيمة أصيلة، وأن الدعوة لتقديمها على المفاهيم العقائدية ليست أمراً سلبياً.

  • يعتبرون أن السيسي يرسل رسالة تسامح وانفتاح.

أسلوب خطابهم:
تفاعل عاطفي، فيديوهات قصيرة، مقاطع تحليل، إعادة نشر.


3. المعارضون من التيار الإسلامي

هذه الفئة كانت الأكثر غضباً، وتضم:

  • معارضين مرتبطين بتيار الإخوان.

  • دعاة مستقلين خارج مصر.

  • حسابات أيديولوجية.

رؤيتهم الأساسية:

  • يعتبرون العبارة «انتقاصاً من دور العلماء».

  • يتخوفون من استخدام «الحرية» بديلاً عن «العقيدة».

  • يتخيلون أن العبارة موجهة لتفريغ الدين من محتواه وإخضاعه للدولة.

أسلوب خطابهم:
لغة حادة، اتهام بالتغيير العقدي، مقاطع مجتزأة، تحذير ديني.

4. المعارضون السياسيون غير الدينيين

هذه الفئة تشمل:

  • ليبراليين يساريين معارضين.

  • ناشطين على السوشيال ميديا.

  • منتقدين للدولة بغض النظر عن المضمون.

رؤيتهم الأساسية:

  • العبارة في نظرهم «تسويقية» أو «شعاراتية».

  • يرون أن الحرية تُذكَر في الخطاب أكثر مما تُطبّق في الممارسة.

  • يعتبرون أن وضع الدعاة داخل الأكاديمية العسكرية يوحي بالتحكم في الخطاب.

أسلوب خطابهم:
نقد سياسي مباشر، مقارنات، تساؤلات عن التطبيق العملي.


ثانياً: خريطة التفاعل على منصات التواصل

1. تويتر (X)

  • الأكثر اشتعالاً في النقاش.

  • انتشار هاشتاغات مؤيدة ومعارضة في الوقت نفسه.

  • المستخدمون السياسيون كانوا الأكثر حضوراً.

  • المحتوى كان سريعاً، مختصراً، وتحريضياً عند المعارضين الدينيين.

2. فيسبوك

  • تحليل أعمق وطويل.

  • شيوخ ودعاة قدّموا قراءات متباينة.

  • صفحات مجتمعية تناولت الكلمة من منظور اجتماعي أكثر من سياسي.

3. تيك توك

  • مقاطع قصيرة مؤيدة تتصدر.

  • كهرباء المشاعر والاقتباسات الصوتية.

  • حضور المعارضين أقل بسبب طبيعة المنصة المرئية.

4. اليوتيوب

  • قنوات سياسية معارضة ركزت على نقد العبارة.

  • قنوات إعلامية رسمية حاولت تفسير العبارة وشرح سياقها.


ثالثاً: الموضوعات الأكثر تداولاً في الجدل

1. معنى «الحرية» في السياق الديني

هل هي حرية الاعتقاد فقط؟ أم حرية التفكير؟
هل تتقاطع مع مفهوم الدولة الحديثة أم تتصادم مع العقيدة؟

2. سؤال: هل الدولة تُسيطر على الخطاب الديني؟

وجود الدعاة داخل الأكاديمية العسكرية أثار نقاشاً كبيراً.

3. العلاقة بين الدين والهوية الوطنية

هل يصبح الداعية ممثلاً للدولة في المقام الأول؟ أم للعقيدة؟

4. تجديد الخطاب الديني

هل الكلمة خطوة في هذا الطريق أم مجرد شعار؟


رابعاً: تأثير العبارة على الجمهور

1. ارتفاع التفاعل الإيجابي بين الشباب

خاصة فئة 16–30 سنة، التي ترى الدين «وسيلة أخلاقية» أكثر من كونه منظومة صلبة.

2. انقسام واضح بين المحافظين والمنفتحين

الخطاب أحدث عاصفة فكرية داخل المجتمع الديني.

3. تعزيز حضور السيسي في دائرة «المجدد»

البعض يرى أنه يطرح مفاهيم جديدة تقلل من التشدد وتنعش الفكر الإسلامي المعاصر.

4. ظهور محتوى فكري جديد

هي ليست جملة عابرة؛ أصبحت مادة نقاش ومحاضرات وردود فعل مستمرة.


خامساً: تقييم عام — هل كانت الكلمة ناجحة؟

🔹 على مستوى الانتشار: نعم

تصدرت المنصات، وتحوّلت لعبارة محورية.

🔹 على مستوى الفهم: منقسم

نصف الجمهور يراها خطوة تنويرية، ونصف آخر يراها تهديداً.

🔹 على مستوى التأثير السياسي: ملحوظ

خصوصًا عبر تعزيز حضور الدولة في ملف تجديد الخطاب الديني.

🔹 على مستوى الخطاب الديني: مثيرة للجدل

فتحت الباب أمام صراع فكري جديد:
هل الداعية حارس «الإنسان» أم حارس «النص»؟


الخلاصة

عبارة «حُرّاس الحرية» لم تكن مجرد جملة في خطاب رسمي.
لقد أصبحت حدثاً فكرياً وشرارة نقاش سياسي–ديني سيظل مطروحاً لفترة طويلة.

هي ليست مجرد رأي، بل منظور جديد لعلاقة الدولة بالدين، ورؤية تسعى إلى جعل الحرية — قبل العقيدة — محوراً في الخطاب الديني، الأمر الذي اعتبره البعض ثورة فكرية، ورآه آخرون تهديداً للأمان العقدي.

لكن المؤكد أنّ العبارة أعادت فتح ملف «تجديد الخطاب الديني» بقوة غير مسبوقة

Read More
    email this