
«قلة حياء» أم سوء تعبير؟.. الجدل يشتعل بعد تصريحات مؤلف فيلم «الست» ومنى زكي في مرمى العاصفة
لم يكن يتوقع المؤلف أحمد مراد أن جملة واحدة قالها خلال ندوة لفريق فيلم «الست» في مهرجان مراكش السينمائي ستشعل موجة غضب واسعة على مواقع التواصل، وتفتح بابًا جديدًا من الجدل حول حدود الفن وما يجوز اقتحامه وما يجب الوقوف عنده.
القصة بدأت حين شبّه مراد صعوبة كتابة سيرة أم كلثوم بصعوبة تناول سيرة الرسول ﷺ، معتبرًا – بحسب تعبيره – أن تقديم فيلم عن الرسول «قد يكون أسهل» من تقديم فيلم عن كوكب الشرق. هذه المقارنة، رغم أنها جاءت في سياق فني بحت، اعتبرها كثيرون انزلاقًا غير موفق، وفتحت الباب لاتهامات قاسية للمؤلف.
مظهر شاهين: “ما هذه الرعونة وقلة الحياء؟”
أول الردود القوية جاء من الداعية مظهر شاهين، الذي لم ينتظر طويلًا قبل أن يعلّق على صفحته في «فيسبوك» بعبارات حادّة، قال فيها:
«يعني إيه فيلم عن الرسول هيبقى أسهل من فيلم عن أم كلثوم؟ ما هذه الرعونة وقلة الحياء مع سيد الخلق أجمعين؟»
شاهين اعتبر أن مجرد دخول مقام النبي في مقارنة من هذا النوع أمر غير مقبول، مهما كانت النية الفنية أو زاوية الطرح. الرسالة كانت واضحة:
هناك حدود، ومقام النبوة ليس ساحة للمجاز أو الاستعارة أو المقارنة، حتى لو جاءت على لسان فنان يحاول توصيف صعوبة مشروعه.
ما الذي قاله أحمد مراد تحديدًا؟
مراد، خلال الندوة، حاول شرح حجم التحديات التي واجهها أثناء كتابة فيلم «الست»، معتبرًا أن شخصية أم كلثوم ليست مجرد رمز مصري، بل «سيدة عالمية»، ومن الصعب الإحاطة بجوانب حياتها وفنونها.
وقال بالحرف:
«دايمًا بقول إني لو بعمل فيلم عن رسول كان هيبقى أسهل شوية، لإن أم كلثوم مش مجرد سيدة مصرية، هي سيدة عالمية وعربية».
الجملة التي أراد بها مراد الإشارة إلى ضخامة شخصية أم كلثوم، فهمها آخرون على أنها استهانة بمقام ديني لا يجوز التطرق إليه بهذا الشكل.
فيلم “الست”.. طاقم ضخم وقصة مثقلة بالتوقعات
يشارك في بطولة الفيلم مجموعة من أبرز نجوم الصف الأول:
أحمد حلمي، كريم عبدالعزيز، عمرو سعد، محمد فراج، آسر ياسين، نيللي كريم، وآخرون.
الفيلم من تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد، وهو الثنائي المعروف بأعمال ضخمة جماهيريًا.
وتجسد منى زكي شخصية أم كلثوم، وهو الدور الذي يضعها تحت مجهر الجمهور والنقاد معًا. وبحسب المصادر، كانت منى تحضر لموقع التصوير قبل 5 ساعات كاملة يوميًا، ليعمل عليها فريق متخصص أجنبي لتحويل ملامحها إلى ملامح كوكب الشرق.
بين الفن والرموز.. أين تتوقف المقارنات؟
الجدل هذه المرة لم يكن فنّيًا فقط، بل لامس منطقة حساسة تتقاطع فيها العقيدة مع الإبداع.
السؤال الذي طرحه كثيرون:
هل يجوز للفنان أن يستدعي الرموز الدينية في سياق المقارنة الفنية؟
أم أن هذا يمسّ ثوابت لا ينبغي الاقتراب منها أصلًا؟
وفي المقابل، هناك من رأى أن مراد أخطأ في التعبير فقط، وأن نواياه لم تكن تتضمن أي تقليل أو إساءة، لكن الحساسية العالية المرتبطة بالمقدسات تجعل أي زلة لفظية تتحول إلى عاصفة.
خلاصة المشهد
تصريح عابر، ورد غاضب، وعاصفة تشتعل على السوشيال ميديا…
هكذا بدت القصة، لكنها في الجوهر أعادت فتح النقاش حول حدود الفن، ومساحات الحرية، وخطوط الحمراء التي يراها البعض “ثابتة” بينما يعتبرها آخرون “متغيرة”.
وفي المنتصف يبقى فيلم «الست» محط الأنظار، ليس فقط بسبب ضخامته، ولكن لأن أي عمل يقترب من أسطورة مثل أم كلثوم محكوم عليه مسبقًا بأن يُ scrutinized بكل تفصيلة.

0 comments:
إرسال تعليق
تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا