الأربعاء، 3 ديسمبر 2025

Published ديسمبر 03, 2025 by with 0 comment

«حُرّاس الحرية»… كلمة السيسي التي أشعلت جدلاً

 

«حُرّاس الحرية»… كلمة السيسي التي أشعلت جدلاً



 ما هي «حُرّاس الحرية» ولماذا لفتت الأنظار

في خطاب حديث أمام مجموعة من دعاة وزارة الأوقاف المتقدمين للالتحاق بالأكاديمية العسكرية، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي الدعاة بأن يكونوا “حُرّاس الحرية” لا «حُرّاس العقيدة». manassa.news+1
هذه العبارة — البسيطة في ظاهرها — أثارت جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي وبين الأوساط الدينية والسياسية في مصر والعالم العربي، ما جعلها موضوعًا محوريًا للنقاش.

كلمة كهذه لا تُقال في فراغ، بل في ظرف سياسي واجتماعي حساس، حيث يُنظر إلى الدين والوعي الديني على أنهما عامل مهم في بناء الهوية الوطنية والقيم المجتمعية. وهنا عبّر السيسي عن رؤية يرى فيها أن «الحرية» — بمعناها الإنساني والاختياري — تحتل مركزًا مهمًا في خطاب الدولة والدين معاً.


ما قاله السيسي: العبارة والسياق

  • في المناسبة رسميًا: كان اللقاء مع دعاة من وزارة الأوقاف حصل ضمن إطار قبولهم في الأكاديمية العسكرية، في خطوة وصفها بأنها «دمج بين الدين والوعي الوطني». شبابيك+1

  • أثناء الكلمة: قال السيسي شيئاً مثل: «إنتو قلتوا حُرّاس إيه؟ العقيدة؟ قلت لكم لأ، خليكو حُرّاس الحرية». وأضاف أن الاختيار – الإيمان بالله – هو حر، وأن الإنسان في النهاية “حر” في ما يختار: «ما اختارتش إنت، حر؛ رفضت، برضو حر». manassa.news

  • المغزى كما عرضه: الحرية ليست ترفاً فكريّاً، بل حق أساسي، وعلى الدعاة أن يكونوا سفراء لهذا الحق، لا محصّنين لقوالب جامدة. جريدة الدستور+1

بهذا، لم تكن مجرد دعوة دينية، بل إعلان رؤية: رؤية تربط بين الدين، الوعي، والحرية، في إطار الدولة والمجتمع.


ردود الفعل: بين مؤيد ومعارض — خريطة الجدل

✅ مؤيدون: رؤية تجديدية تُنعش الوعي

  • رأى عدد من الأحزاب والقوى السياسية أن الكلمة «وثيقة وعي تكشف حجم المؤامرات على مصر»، وتعيد تأكيد أن معركة الدولة ليست فقط سياسية وأمنية، بل أيضًا فكرية وثقافية. اليوم السابع+1

  • البعض اعتبر أن هذه الدعوة تمثل خطوة هامة نحو تعزيز مفهوم الحرية الحقيقية: حرية الاعتقاد، حرية الفكر، حرية الاختيار — بعيدًا عن التشدد — ما قد ينهي الهيمنة الحصرية لفهم ديني معيّن. جريدة الدستور+1

  • هناك من رأى أن إشراك دعاة الأوقاف في سياق عسكري (“الأكاديمية العسكرية”) ما هو إلا تأكيد أن الدولة تنظر إلى الدين باعتباره جزءًا من بناء الوعي الوطني — ليس فقط مسألة عبادات، بل عامل استقرار ومجتمع. شبابيك+1


⚠️ معارضون: تخوفات عقدية وسياسية

  • على منصات التواصل وبعض المنتديات الدينية، انطلقت انتقادات لكون عبارة “حُرّاس الحرية” بدل “حُرّاس العقيدة” قد تُفسّر كتخفيف لدور العلماء في حماية العقيدة، أو تقليص لدور الدين الرسمي، وهو ما أزعج فئات دينية ترى أن الشريعة والعقيدة أساس الدين. > «… هو بينكر الشريعة … كأنما بينكر الشريعة» Reddit

  • بعضهم ذهب لتحذير من أن مثل هذه العبارات قد تُستخدم سياسياً لتهميش المؤسسات الدينية، أو لتغيير العلاقة التقليدية بين الدولة والدين، وهذا ما أثار مخاوف حول الاستقلال العقدي، وحرية المعتقد. Reddit+1

  • كما لاحق الانتقاد أن الدعوة — في سياق عسكري — قد تُستخدم لتحجيم مؤسسة الدعوة أو تركيز الدين تحت رعاية الدولة الأمنية، ما قد يؤدي إلى بسط السيطرة على الخطاب الديني. Reddit+1


تداعيات محتملة: ما يعنيه “حراس الحرية” على مصر والمجتمع

  • تحوّل في خطاب الدولة والدين: إذا استمرت الدعوة وتنُفّذت عبر سياسات واضحة (تدريب دعاة، مراجعة خطب، حرية تعبير داخل إطار الدولة…) فقد نرى خطاباً دينياً أكثر انفتاحًا ووعيًا — يقلّل من التشدد، ويركّز على الأخلاق، المواطنة، الانتماء والحرّية الفكرية.

  • إعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع: في بلد مثل مصر — عانى من أزمات فكرية وسياسية — كلمة كهذه قد تساعد في تجاوز قطاعات تعيش بخوف أو شك تجاه الدولة والدين الرسمي في آن.

  • إثارة جدل حول الهوية والدين: بالمقابل، فإن الشريحة المحافظة ستشعر بأنها مهدَّدة، وقد يزيد التوتر بين مؤيدي التغيير وتجديد الخطاب، وبين مؤيدين للخط الديني التقليدي.

  • فرصة للإصلاح الديني والثقافي: إذا استُغلت بشكل رشيد، قد تؤسس هذه الدعوة لحوار مجتمعي مفتوح، ولأجيال تنظر إلى الدين ليس كقيد، بل كقيمة إنسانية تدعم الحرية والكرامة — داخلياً وخارجياً.


«حُرّاس الحرية» — بداية معركة فكرية أم زوبعة إعلامية؟

عبارة «حُرّاس الحرية» قد تكون هي الأذن الأولى لمعركة أعمق — معركة تغيير في الطريقة التي يُنظر فيها إلى الدين، الدولة، والمجتمع.
هي في ظاهرها دعوة إلى الحرية والإيمان بالاختيار، لكن في جوهرها اختبار لقيمة الحرية، ولقدرة المجتمع على احتضان قدر من الانفتاح دون أن يفقد هويته.

قد تكون خطوة شجاعة نحو تجديد الخطاب الديني، أو قد تتحوّل إلى أداة جدل واستقطاب، حسب كيف يُستَخدم „هذا النداء“.
لكنّ ما لا جدال فيه، أن الكلمة نجحت في فتح سقف النقاش: بين دعاة التجديد، والمحافظين، وبين من ينظر إلى الدولة كضامن للأمن، ومن ينظر إليها كضابط للوعي.

وفي مجتمع يعدّد خصوصياته وتناقضاته — كالمصري — قد تمثّل «حُرّاس الحرية» مفهوماً جديداً، يجمع بين الانتماء للدين، والانتماء للوطن، وبين الحرية الفردية والمصلحة العامة.



تحليل اتجاهات الجمهور حول عبارة «حُرّاس الحرية»

أولاً: الفئات التي تفاعلت مع الكلمة

من خلال تتبّع طبيعة النقاش على السوشيال ميديا والمنصات الإخبارية، يمكن تقسيم الجمهور إلى أربع فئات رئيسية:

1. المؤيدون الرسميون والمؤسساتيون

هؤلاء هم من ينتمون إلى:

  • أحزاب تؤيد الرئيس

  • بعض الشخصيات الإعلامية

  • كتاب رأي مقرّبين من الخطاب الرسمي

رؤيتهم الأساسية:

  • العبارة تعكس رؤية إصلاح ديني معتدلة.

  • الدولة تريد تحرير الخطاب الديني من التشدد.

  • «حُرّاس الحرية» هو انتقال من حماية النص الجامد إلى حماية الإنسان وحقه في الاختيار.

أسلوب خطابهم:
خطاب عقلاني – إيجابي – مؤسسي.


2. المؤيدون من الطبقة الشعبية

هذه فئة عريضة من الجمهور المصري المنخرط يومياً في السياسة عبر السوشيال ميديا دون خلفية أيديولوجية.

رؤيتهم الأساسية:

  • العبارة «مُعبرة» وقريبة للناس.

  • يرون أنّ الحرية قيمة أصيلة، وأن الدعوة لتقديمها على المفاهيم العقائدية ليست أمراً سلبياً.

  • يعتبرون أن السيسي يرسل رسالة تسامح وانفتاح.

أسلوب خطابهم:
تفاعل عاطفي، فيديوهات قصيرة، مقاطع تحليل، إعادة نشر.


3. المعارضون من التيار الإسلامي

هذه الفئة كانت الأكثر غضباً، وتضم:

  • معارضين مرتبطين بتيار الإخوان.

  • دعاة مستقلين خارج مصر.

  • حسابات أيديولوجية.

رؤيتهم الأساسية:

  • يعتبرون العبارة «انتقاصاً من دور العلماء».

  • يتخوفون من استخدام «الحرية» بديلاً عن «العقيدة».

  • يتخيلون أن العبارة موجهة لتفريغ الدين من محتواه وإخضاعه للدولة.

أسلوب خطابهم:
لغة حادة، اتهام بالتغيير العقدي، مقاطع مجتزأة، تحذير ديني.

4. المعارضون السياسيون غير الدينيين

هذه الفئة تشمل:

  • ليبراليين يساريين معارضين.

  • ناشطين على السوشيال ميديا.

  • منتقدين للدولة بغض النظر عن المضمون.

رؤيتهم الأساسية:

  • العبارة في نظرهم «تسويقية» أو «شعاراتية».

  • يرون أن الحرية تُذكَر في الخطاب أكثر مما تُطبّق في الممارسة.

  • يعتبرون أن وضع الدعاة داخل الأكاديمية العسكرية يوحي بالتحكم في الخطاب.

أسلوب خطابهم:
نقد سياسي مباشر، مقارنات، تساؤلات عن التطبيق العملي.


ثانياً: خريطة التفاعل على منصات التواصل

1. تويتر (X)

  • الأكثر اشتعالاً في النقاش.

  • انتشار هاشتاغات مؤيدة ومعارضة في الوقت نفسه.

  • المستخدمون السياسيون كانوا الأكثر حضوراً.

  • المحتوى كان سريعاً، مختصراً، وتحريضياً عند المعارضين الدينيين.

2. فيسبوك

  • تحليل أعمق وطويل.

  • شيوخ ودعاة قدّموا قراءات متباينة.

  • صفحات مجتمعية تناولت الكلمة من منظور اجتماعي أكثر من سياسي.

3. تيك توك

  • مقاطع قصيرة مؤيدة تتصدر.

  • كهرباء المشاعر والاقتباسات الصوتية.

  • حضور المعارضين أقل بسبب طبيعة المنصة المرئية.

4. اليوتيوب

  • قنوات سياسية معارضة ركزت على نقد العبارة.

  • قنوات إعلامية رسمية حاولت تفسير العبارة وشرح سياقها.


ثالثاً: الموضوعات الأكثر تداولاً في الجدل

1. معنى «الحرية» في السياق الديني

هل هي حرية الاعتقاد فقط؟ أم حرية التفكير؟
هل تتقاطع مع مفهوم الدولة الحديثة أم تتصادم مع العقيدة؟

2. سؤال: هل الدولة تُسيطر على الخطاب الديني؟

وجود الدعاة داخل الأكاديمية العسكرية أثار نقاشاً كبيراً.

3. العلاقة بين الدين والهوية الوطنية

هل يصبح الداعية ممثلاً للدولة في المقام الأول؟ أم للعقيدة؟

4. تجديد الخطاب الديني

هل الكلمة خطوة في هذا الطريق أم مجرد شعار؟


رابعاً: تأثير العبارة على الجمهور

1. ارتفاع التفاعل الإيجابي بين الشباب

خاصة فئة 16–30 سنة، التي ترى الدين «وسيلة أخلاقية» أكثر من كونه منظومة صلبة.

2. انقسام واضح بين المحافظين والمنفتحين

الخطاب أحدث عاصفة فكرية داخل المجتمع الديني.

3. تعزيز حضور السيسي في دائرة «المجدد»

البعض يرى أنه يطرح مفاهيم جديدة تقلل من التشدد وتنعش الفكر الإسلامي المعاصر.

4. ظهور محتوى فكري جديد

هي ليست جملة عابرة؛ أصبحت مادة نقاش ومحاضرات وردود فعل مستمرة.


خامساً: تقييم عام — هل كانت الكلمة ناجحة؟

🔹 على مستوى الانتشار: نعم

تصدرت المنصات، وتحوّلت لعبارة محورية.

🔹 على مستوى الفهم: منقسم

نصف الجمهور يراها خطوة تنويرية، ونصف آخر يراها تهديداً.

🔹 على مستوى التأثير السياسي: ملحوظ

خصوصًا عبر تعزيز حضور الدولة في ملف تجديد الخطاب الديني.

🔹 على مستوى الخطاب الديني: مثيرة للجدل

فتحت الباب أمام صراع فكري جديد:
هل الداعية حارس «الإنسان» أم حارس «النص»؟


الخلاصة

عبارة «حُرّاس الحرية» لم تكن مجرد جملة في خطاب رسمي.
لقد أصبحت حدثاً فكرياً وشرارة نقاش سياسي–ديني سيظل مطروحاً لفترة طويلة.

هي ليست مجرد رأي، بل منظور جديد لعلاقة الدولة بالدين، ورؤية تسعى إلى جعل الحرية — قبل العقيدة — محوراً في الخطاب الديني، الأمر الذي اعتبره البعض ثورة فكرية، ورآه آخرون تهديداً للأمان العقدي.

لكن المؤكد أنّ العبارة أعادت فتح ملف «تجديد الخطاب الديني» بقوة غير مسبوقة

    email this

0 comments:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا