
هل تتغير أفغانستان؟ بين مشاهد “إكسبو أفغانستان” ونظرة طالبان للتطور
لم يعد المشهد الأفغاني كما اعتدناه قبل سنوات. المقاطع المصوّرة القادمة من إكسبو أفغانستان الواسعة، وإقبال العائلات، ووجود منتجات محلية وابتكارات شبابية—فتحت بابًا جديدًا من الأسئلة:
هل نحن أمام تغيّر اجتماعي حقيقي؟ أم أمام محاولة رسم صورة أكثر جاذبية للعالم؟
في هذا المقال سنمضي بنظام الحوار، كما لو أننا أمام مجلسٍ فكريّ يتناقش فيه ثلاثة أطراف: *صوت المواطن الأفغاني، وصوت المراقب الخارجي، وصوت الباحث المختص بالشأن السياسي*.
المشهد الأول: الجمهور والدهشة
المواطن الأفغاني:
"نحن نبحث عن حياة طبيعية. لسنا مختلفين عن بقية الشعوب. وجود معرض كبير كإكسبو يسمح لنا بأن نرى منتجات بلدنا، ونلتقي برواد الأعمال، ونشعر بأن أفغانستان قادرة على الحياة رغم كل شيء."
المراقب الخارجي:
"لكن هذا الإقبال الجماهيري، وهذا الانفتاح الاجتماعي… هل هو مبادرة من المجتمع نفسه؟ أم سمحت به طالبان لتلميع صورتها؟"
الباحث:
"الواقع يشير إلى أن المجتمع الأفغاني—وخاصة جيل الشباب—يدفع بقوة نحو المشاركة في الحياة المدنية مهما كانت القيود. صحيح أن طالبان تتحكم بالمشهد العام، لكنها لا تستطيع كبح مجتمع كامل يريد أن يعيش."
المشهد الثاني: طالبان بين “الحذر” و”التجربة”
هنا يطرح السؤال الأهم:
هل تغيرت طالبان؟
المواطن:
"نعم… ولا. ما زالت هناك قيود كثيرة على النساء، وعلى التعليم، وعلى الإعلام. لكننا بدأنا نرى هامشًا من الفعاليات الاقتصادية والثقافية التي لم تكن موجودة قبل عامين."
المراقب:
"هل هذه بداية تحول؟ أم مجرد استثناءات؟"
الباحث:
"Taliban تتعامل بحسابات دقيقة. هناك ثلاثة عوامل تدفعها لتجربة الانفتاح المحدود:**
1. الأزمة الاقتصادية: تحتاج الحركة إلى استقطاب استثمارات ودعم خارجي، ولا يمكن تحقيق ذلك دون صورة أكثر استقرارًا.
2. ضغط المجتمع المحلي: الأفغان بطبعهم شعب تجاري، اجتماعي، يتوق للحياة العامة.
3. تحولات داخل الحركة نفسها: بعض التيارات داخل طالبان تدرك أن البقاء في حكم بلد كامل يتطلب براغماتية أكبر من مجرد التشدد الأيديولوجي."
المشهد الثالث: هل يمكن لهذه التغييرات أن تصبح “مسارًا”؟
المواطن:
"لو سمحت طالبان بمزيد من التعليم، وفتحت المجال للمرأة، وتبنت مشاريع اقتصادية أكبر… ستتغير أفغانستان جذريًا."
المراقب:
"لكن التجارب السابقة أثبتت أن الحركة تتراجع كلما شعرت بالضغط أو الخوف من التغيير."
الباحث:
"ذلك صحيح، لكن الأحداث الأخيرة—ومنها إكسبو أفغانستان—تكشف أن المجتمع بدأ يتقدّم خطوة للأمام، ومع الوقت يصبح من الصعب على أي سلطة أن تبقيه في
خاتمة حوارية
هل ما نراه في مقاطع الفيديو هو بداية “تحديث” تقوده طالبان؟
أم هو تحديثٌ يدفع به المجتمع رغم طالبان؟
ربما الحقيقة تقع في المنتصف. ما يحدث الآن يشبه **مرحلة اختبار**:
* المجتمع يجرّب حدود ما يمكن فعله.
* طالبان تجرّب كيف يمكنها أن تبقى في الحكم دون خسارة الداخل أو الخارج.
وفي هذه المنطقة الرمادية، تنشأ فرص جديدة.
قد لا تكون كافية لتغيير قواعد اللعبة…
لكنها كافية لتقول إن أفغانستان بدأت تتحرك، ولو بخطوات هادئة، نحو واقع مختلف عمّا عرفه العالم لسنوات طويلة.







