الاثنين، 1 ديسمبر 2025

Published ديسمبر 01, 2025 by with 0 comment

الجلاء البريطاني عن الجزر الثلاث (الطنب وأبو موسى): ما القصة الحقيقية؟

 





الجلاء البريطاني عن الجزر الثلاث (الطنب وأبو موسى): ما القصة الحقيقية؟




في أواخر نوفمبر 1971، وفي لحظة انسحاب القوات البريطانية من الخليج «شرقيّ السويس»، نفّذت إيران عمليتين سريعتين ومخطّطتين استهدفتا الجزر الاستراتيجية الثلاثأبو موسى والطنب الكبرى والطنب الصغرى — الواقعة عند مدخل مضيق هرمز. إيران أعلنت بعدها رسميًا أن «الجلاء البريطاني» أعاد للسيادة الإيرانية ما كانت تُعتبره أراضيها التاريخية؛ بينما اعتبرتها الإمارات (حينها: الإمارات المتصالحة ويلات قبل قيام الاتحاد أو بعده بساعات) احتلالاً وخرقاً لسيادة الإمارات وأحكام القانون الدولي. ويكيبيديا+1


كيف جرت العملية عمليًا؟ (ملخّص الوقائع)

  1. الفراغ السياسي والانسحاب البريطاني: مع إعلان بريطانيا عن انسحابها من الشرق الأوسط شرقيّ البحر المتوسط عام 1968 وتحديد موعد سحب القوات، نشأ فراغ أمني وسياسي في الخليج. قبل المغادرة بوقت قصير، نشطت تحرّكات دبلوماسية بين لندن وطهران والشيخات المحلية بحثًا عن تسوية. Ethz Files

  2. الاتفاق الجزئي على أبو موسى (MOU): يوم 29 نوفمبر 1971 جرى توقيع «مذكرة تفاهم» بين إيران وإمارة الشارقة (بعض المصادر تشير إلى ضغوط بريطانية حصلت على موافقة ضمنية من الشارقة) تقضي بتقاسم بعض الصلاحيات على جزيرة أبو موسى وإدارتها المشتركة مؤقتًا، وهو ما أعطى لإيران حجة للوجود الجزئي هناك. لكن التفاهم هذا لم يسرّ قطاعًا واسعًا من الساحة المحلية وعُدّ في أبو ظبي وبقية الإمارات «تخليًا» عن حق سيادي. ويكيبيديا

  3. الاستيلاء على الطنبين بالقوة: بينما كان الاتفاق مع الشارقة حول أبو موسى جزئياً، قامت قوات إيرانية في 30 نوفمبر 1971 بعملية برمائية وجوية على الطنب الكبرى والطنب الصغرى، وأجبرت الحاميّة المحلية الصغيرة على التراجع، وطردت بعض السكّان أو أجبرتهم على الرحيل. الحادثة خلّفت شهداء وجرحى من الجانبين حسب الروايات المتباينة. ويكيبيديا


ماذا فعلت الإمارات (أو ما أصبح الإمارات) آنذاك؟ وكيف تعاملت لاحقًا؟

  • فور قيام الإمارات (2 ديسمبر 1971)، اعتَبرت الدولة الوليدة أن الجزر الثلاثة جزء من أراضي إماراتيّة — إذ كانت كل جزيرة مرتبطة قبل انسحاب البريطاني بإمارة محليّة (الطنب مع رأس الخيمة، وأبو موسى مع الشارقة). الإمارات طالبت باسترداد الجزر عبر القنوات الدبلوماسية الدولية واعتبرت الإجراءات الإيرانية «احتلالًا» غير مشروع. Welcome | UAE Embassy

  • على مدار العقود التالية، كانت الإمارات تُقدّم شكاوى دبلوماسية، وتطالب بالحلّ السلمي والتحكيم الدولي. إيران رفضت مرارًا الخضوع لمحكمة العدل الدولية أو لجان تحكيم دولية لحسم النزاع، ما أبقى الملف متوترًا ومفتوحًا. Ethz Files


حكاية السكان — من هم أهل الجزر الآن؟ وما وضع الأهالي؟

  • الطنب الكبرى والصغرى: قبل 1971 كان في الطنب الكبرى عدد من السكّان المحليّين (صيادون ومزارعون) وصلوا لعشرات أو مئات فقط؛ عقب الاستيلاء طردت أو أُجبرت مجموعة منهم على الرحيل إلى رأس الخيمة أو باقي ساحل الإمارات. منذ ذلك الحين حافظت إيران على وجود عسكري وإداري على الطنبين، ومعظم سكانها الآن عناصر قوات أو موظفون إيرانيون، كما أن الحقّ في العودة للسكان الأصليين ظل مطلبًا إماراتيًا لم يتمّت تلبيته. citeturn0search0turn0search3

  • أبو موسى: وضعيته مختلفة بعض الشيء: لأن الاتفاق الجزئي مع الشارقة منح طهران وجودًا رسميًا جزئيًا فوريًا، فقد بقت على الجزيرة مساكن لسكان محليين عرب مع استمرار وجود عناصر إيرانية. في السنوات الماضية رُصدت سياسات إيرانية لتعزيز حضورها الديموغرافي والإداري على الجزيرة (بناء منشآت، استقدام موظفين، تطوير مرافق عسكرية ومراقبة). يبثّ بعض الأشخاص — وخاصّة عبر وسائل التواصل — مقاطع من أبو موسى يُزعَم أنها لسكان محليين، لكن يُنصَح بالحذر؛ لأنّ الوصول للجزر محدد وتحكّم طهران في من يدخل ويغادر يحدّ من مصداقية بعض المواد المنشورة. Ethz Files+1


المبررات الإيرانية: ماذا تقول طهران عن الجزر؟

  • سند تاريخي وجغرافي: تؤكد إيران أن الجزر «إيرانية منذ العصور القديمة»، وتستند في دفاعها إلى خرائط بريطانية (من القرن التاسع عشر) ووثائق أخرى تُظهر إدارة إيرانية قديمة للمنطقة، وتقول إن بريطانيا لم تكن صاحبة حقّ سيادي دائم على تلك الجزر، وأنها أعادت السيادة ببساطة إلى إيران بعد انسحابها. طهران أيضًا تعتبر أن أي منازعات يجب حلّها ثنائيًا وليس عبر محاكم دولية. الجارديان+1

  • أمن بحرية ومصالح استراتيجية: بالنسبة لإيران فإن السيطرة على المدخل الشمالي لمضيق هرمز ذات قيمة استراتيجية بالغة؛ فالجزر تمكّن مراقبة الملاحة البحرية وحماية الممرّات النفطية، وهذا بحد ذاته سببٌ دفع طهران إلى الاحتفاظ بها بعد انسحاب البريطانيين. citeturn0search3


كيف تعاملت الإمارات والمنظمات الدولية لاحقًا؟

  • الإمارات تقدّم دعاوى دبلوماسية مستمرة، وطالبت مرارًا بالحلّ عبر المفاوضات أو التحكيم الدولي الذي تقبل به عادةً الدول لحل النزاعات الحدودية، لكن طهران ترفض أي إحالة من نوع هذا.

  • حاولت الإمارات في مناسبات عدة تجنيد دعم دولي وإقليمي، وكانت القضية حاضرة في مؤتمرات دولية وبيانات خليجية وأوروبية؛ وفي السنوات الأخيرة صارت التعقيدات الإقليمية (التحالفات المتبدلة، الدور الروسي والصيني، الاتفاقات التجارية والسياسية) تؤثر في إمكانية تحقيق حلّ عملي. في 2024–2025 شهدت القضية أيضًا تصريحات دبلوماسية تثير توتّرًا مع دول ثالثة تتخذ مواقف داعمة أو محايدة للطرفين. citeturn0news42turn0news45


واقع اليوم: ماذا يعني «الاحتفال الإيراني بالجلاء البريطاني»؟

  • بالنسبة لنخبة النظام والحراك السياسي الإيراني، يملك «الجلاء البريطاني» بعدًا رمزيًا: إنه يُصوَّر كاسترداد لسيادة ضاعت في زمن الاستعمار، ويُستخدم داخليًا لتقوية خطاب السيادة الوطنية والقِطرية. لذلك تحتفل دوائر رسمية وشعبية إيرانية في ذكرى استيلائها على الجزر وتعرضها كدرس في مقاومة النفوذ الأجنبي. citeturn0search2

  • من منظور الإمارات والرأي العربي الذي يدعم سيادتها، الاحتفال الإيراني يُعد تذكيرًا بمناسبة مريرة: احتلال أرض عربية لم يُحسم أمرها دوليًا بعد، ويعيد فتح الملف الدبلوماسي ويزيد طلبات التحكيم والضغط الدولي لاستعادة السيادة. citeturn0search1


خلاصة تحليلية وخيارات أمام الإمارات والمنطقة

  1. الحقيقة المختلطة: ملف الجزر يقوم على حقيقة مزدوجة: وثائق ومطالب تاريخية إيرانية من ناحية، ووصاية وإدارة محلية عربية قبل 1971 من ناحية أخرى. غياب مراجع واضحة ما قبل الاستعمار يجعل الاعتماد على الخرائط والاتفاقيات البريطانية المؤرخة محورًا للنقاش. citeturn0search3

  2. إيران لن تتخلّى بسهولة: لأنّ الجزر تُعدّ مؤشر سيادي واستراتيجي مهم لطهران، وهي ترفض التوجه لأي تحكيم أو فصل طرف ثالث.

  3. خيار الضغط الدبلوماسي: على الإمارات الاستمرار في تعبئة دعم دولي وقاري (الأمم المتحدة، مجلس الأمن، الاتحاد الأوروبي، حلفاء إقليميين) ورفع ملفها عالياً سياسياً وقانونيًا.

  4. الحلّ الطويل الأمد يتطلب إقليمياً اتفاقًا شاملًا: بدون إطار جيوسياسي أوسع يعيد ضبط العلاقات الخليجية–الإيرانية ومقايضات سلام إقليمية، يبقى الملف عالقًا.

  5. حماية السكان وحقوقهم: على الصعيد الإنساني، من الضروري العمل على قنوات تضمن حقوق ساكني الجزر الأصليين (إن أمكن) وتوثيق حالات الطرد أو التقييد أو التغييرات الديموغرافية. citeturn0search0turn0search3


مراجع أساسية موثوقة للمتابعة (قراءات مقترحة)


  • صفحة شرح الاستيلاء على الجزر — ويكيبيديا (ملف تاريخي وموثق مع مراجع). ويكيبيديا

  • صفحة السفارة الإماراتية: «الجزر المحتلة» — موقف الإمارات الرسمي. Welcome | UAE Embassy

  • بحث Noura Al-Mazrouei، «Disputed Islands between UAE and Iran» (Gulf Research Centre / ETH Zurich PDF). Ethz Files

  • تقارير إخبارية ودبلوماسية: رويترز، الغارديان — عن مواقف دولية وردود الفعل الحديثة حول الخرائط والخرجات الدبلوماسية. Reuters+1

  • مقالات إيرانية تُعيد التأكيد على السند التاريخي الإيراني للجزر (مصادر إيرانية ومحطات إعلامية). KhabarOnline

    email this

0 comments:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا