الأربعاء، 31 ديسمبر 2025

Published ديسمبر 31, 2025 by with 0 comment

اليمن بين الاستقطاب الإقليمي ومخاطر الانزلاق نحو المجهول

 

اليمن بين الاستقطاب الإقليمي ومخاطر الانزلاق نحو المجهول

اليمن بين الاستقطاب الإقليمي ومخاطر الانزلاق نحو المجهول



يُطرح في الأوساط السياسية والإعلامية تساؤل مقلق:
هل يمكن أن تشهد الساحة اليمنية، في مرحلة ما، تصادمًا مباشرًا بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات؟
من حيث المبدأ، لا يمكن استبعاد أي سيناريو في منطقة تعيش حالة سيولة سياسية وأمنية معقدة، حيث بات كل شيء ممكنًا في ظل غياب الحلول الجذرية.

المشكلة الجوهرية لا تكمن فقط في الصراع الإقليمي، بل في الوضع اليمني الداخلي ذاته. فاليمن، كما يبدو، لا يُراد له أن يكون دولة قوية أو رقمًا صعبًا في المعادلة الإقليمية، بل تُدفع الأمور باتجاه التفتيت والتجزئة والانقسام. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا:


أين النخب السياسية اليمنية؟ وأين صوت العقل اليمني الجامع؟

اصطفافات متناقضة ومعاناة مستمرة

ما يبعث على الأسى أن المشهد اليمني بات منقسمًا بين اصطفافات متعددة:
فريق مع السعودية، وآخر مع الإمارات، وثالث مع إيران، بينما يظل الشعب اليمني هو الخاسر الأكبر، يدفع ثمن هذا الاستقطاب منذ سنوات طويلة، وسط معاناة إنسانية واقتصادية قاسية.


استمرار هذه الحالة دون وجود مشروع وطني جامع أو قيادة قادرة على لملمة الملفات المتشابكة، ينذر بانزلاق اليمن نحو متاهات أكثر تعقيدًا، قد يصعب الخروج منها لاحقًا.


مخاوف من سيناريوهات إقليمية خطيرة

تتزايد المخاوف من تحقق سيناريوهات أشد خطورة، من بينها توسع دائرة الصراع وتحوله إلى تصادم عسكري مباشر، سواء داخل اليمن أو حتى خارج حدوده، بمشاركة قوى إقليمية كبرى.
هذه السيناريوهات، وإن بدت قاسية، إلا أنها تظل واردة في ظل تصاعد التوترات وغياب التسويات السياسية الشاملة.

مشاريع تنموية في مرمى الاستهداف

في المقابل، تشهد دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، تحولات اقتصادية وتنموية كبرى.
المملكة العربية السعودية تمضي في مشاريع تنموية طموحة ورؤية اقتصادية شاملة، بينما رسخت الإمارات مكانتها كقوة اقتصادية مركزية في المنطقة.

غير أن هذه التحولات لا تحظى بقبول جميع الأطراف الدولية والإقليمية. فهناك قوى لا ترغب في نجاح هذه التجارب، ولا في نهوض المنطقة ككل، لما قد يشكله ذلك من تغيير في موازين النفوذ.

تفكيك الجيوش وإعادة تشكيل المنطقة

لا يمكن تجاهل حقيقة أن عددًا كبيرًا من الجيوش العربية تعرض للتفكيك أو الإضعاف خلال العقود الماضية؛ من العراق إلى سوريا وليبيا واليمن.
اليوم، تتركز الأنظار على ما تبقى من قوى عسكرية فاعلة في المنطقة، وسط مخاوف من تكرار السيناريو ذاته.


الهدف المعلن: إعادة رسم مركز الثقل الإقليمي

وفق هذا المنظور، يُراد للمنطقة أن تُعاد صياغتها بحيث تصبح إسرائيل الدولة المركزية سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، مع تراجع أدوار الدول العربية.
والمفارقة أن هذا الطرح لم يعد خفيًا أو يُدار من خلف الكواليس، بل بات يُطرح بشكل علني في العديد من المنابر السياسية والفكرية.


خلاصة المشهد

إن استمرار الانقسام اليمني، وغياب المشروع الوطني الجامع، وتنامي الصراعات الإقليمية، كلها عوامل تفتح الباب أمام سيناريوهات خطيرة لا تقتصر آثارها على اليمن وحده، بل تمتد إلى كامل المنطقة.
ويبقى السؤال الجوهري:
هل تنجح القوى العاقلة في وقف هذا المسار، أم أن المنطقة تتجه نحو مرحلة أكثر اضطرابًا؟

    email this

0 comments:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا