الاثنين، 9 ديسمبر 2024

Published ديسمبر 09, 2024 by with 0 comment

سوريا بعد الأسد: تحديات المرحلة الانتقالية وأثرها على الاستقرار الإقليمي

سوريا بعد الأسد: تحديات المرحلة الانتقالية وأثرها على الاستقرار الإقليمي


شهدت سوريا في الأيام الأخيرة أحداثاً متسارعة وتغيرات صادمة أذهلت المراقبين، حيث سقط النظام السابق بهذه السرعة والسلاسة.

سوريا اليوم تطوي صفحة نظام بدأها حافظ الأسد وأكملها الرئيس السابق بشار الأسد، الذي طغى وتجبر في التعامل مع شعبه. لقد جثم هذا النظام على صدر هذا البلد الجميل لفترة طويلة، تاركاً إرثاً ملوثاً بالدماء والفساد والانتهاكات التي أثرت على صورة البلد. هذا النظام، الذي تبين بعد سقوطه أنه يصلح لإدارة عصابات، وليس لإدارة دولة، خلَّف وراءه سجلات مروعة من التعذيب في المعتقلات.

 الأولوية الإنسانية: الكشف عن مصير المعتقلين والمفقودين 

كانت صدمة اقتحام السجون ومنظر المعتقلين الذين قضوا سنوات طويلة بداخلها هي الأكبر. خرجوا من تلك الزنازين بأجساد منهكة، والأدهى والأمر هو وجود احتمال لوجود أبواب سرية تؤدي لزنازين مخبأة تحت الأرض في سجون النظام.

ما يوجع القلب هو أن الكثير من المعتقلين لم يتم العثور عليهم حتى الآن، وهناك تخوف من ارتكاب النظام السابق لمجازر جماعية والتخلص من الجثث، وهي ممارسة تورثها قادة النظام السابق عن أسلافهم. إن الأمل لا يزال قائماً لدى ذوي المعتقلين في العثور على أبنائهم بعد رحلة الحبس الطويلة.

 توحيد الصف: تحديات القيادة والفصائل المسلحة 

على الرغم من الفرحة العارمة، تبرز تحديات كبيرة:

  • اندماج المقاتلين والجيش: هل يمكن للجنود الذين كانوا في صفوف النظام والانشقاق أن يلعبوا دوراً تخريبياً مستقبلاً؟

  • توحيد الفصائل: هل ستتوحد الفصائل المسلحة التي سيطرت على مناطق كبيرة تحت لواء واحد لتجنب الفوضى وإعادة إعمار البلد؟

  • القيادة الانتقالية: هل القائد العسكري أحمد الشرع (المعروف بالجولاني)، الذي يترأس فصيلاً له خلفية إيديولوجية سابقة، قادر على إدارة الأمور أو ترك من يتم الاتفاق عليه من قبل السوريين لإدارة شؤون البلد دون تدخل أو ضغط لتحقيق أجندات خاصة؟ يجب عليه النأي بنفسه عن أي فكر متطرف والالتزام بالدعوات التي أطلقها بشأن الحفاظ على اللحمة الوطنية.

. التحديات الجيوسياسية: الدور الإقليمي والدولي في سوريا الجديدة 

خروج القوى الإقليمية المباشرة (كالقوات الإيرانية) وبقاء القوات الروسية والأمريكية، يطرح تساؤلاً حول مستقبل سوريا. "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية) لا تزال تسيطر على مناطق واسعة، وقد أفادت تقارير عن وقوع إصابات وضحايا في صفوف المدنيين أثناء تفريق مظاهرات سلمية تطالب برحيلها.

  • التدخلات الدولية: هل ستترك قوى مثل روسيا وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل السوريين يديرون شؤونهم لوحدهم؟

  • الاستغلال الأمني: هل ستستغل إسرائيل، بوجودها على الحدود، الحالة الحالية لسوريا التي تعتبر ممراً لإمداد بعض الجهات؟

  • التغطية على الأزمات: هل ما يجري في سوريا هو تغطية على استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة والمناطق الفلسطينية؟

إن التغيير الذي نراه يثير تساؤلات حول تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ووعوده بتغيير الشرق الأوسط. الأمل هو أن يكون هذا التغيير مقدمة لاستقرار وعدالة حقيقية.

نرجو أن توضح الصورة، وأن تستقر الأوضاع في كل البلد، وأن يجد السوريون ضالتهم في قيادة يتم الاتفاق عليها تخرج سوريا الأبية من فترة الظلم والاستبداد إلى فترة العدل والاستقرار. اللهم أبرم لأهل سوريا أمر رشد ووفق مساعيهم.

Read More
    email this

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024

Published نوفمبر 19, 2024 by with 0 comment

التوازن الصعب: تحديات الترفيه والانفتاح في المملكة العربية السعودية ومحاولات الموازنة مع الهوية

 
لوبيز في بلاد الحرمين

التوازن الصعب: تحديات الترفيه والانفتاح في المملكة العربية السعودية ومحاولات الموازنة مع الهوية 


أثير جدل واسع حول الفعاليات الترفيهية الكبرى التي تشهدها المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها "موسم الرياض". وتصدرت حفلة فنانين عالميين، مثل جنيفير لوبيز، الانتقادات التي طالت القائمين على هذه الأنشطة. فالأسلوب الاستعراضي لبعض الفنانين، وملابسهم التي قد توصف بالجريئة، تسبب ببعض الإحراج في مجتمع حديث العهد بالانفتاح على مثل هذه الفعاليات.

 انقسام المجتمع: التنمية الاقتصادية مقابل القلق الاجتماعي 

ما يصل إلينا من صور ومقاطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي يدفع المراقب للتساؤل عن وتيرة التغيير الحاصلة في هذا البلد الذي كان معروفاً بالتزامه ونهجه المعتدل. يمكن تقسيم ردود الفعل إلى فئتين رئيسيتين:

  1. الفئة الداعمة للتنمية: ترى أن ما يحدث هو تطور ورقي، وسعي نحو تصدر المشهد السياحي والاقتصادي، وتحول إلى وجهة جاذبة للمستثمرين. ويرى هؤلاء أن هذه الفعاليات هي فرصة للتمتع ببعض الأنشطة الترفيهية التي كانت محظورة لفترات طويلة.

  2. الفئة القلقة: ترى أن هذه التغيرات تحمل آثاراً وانعكاسات على المجتمع، وتخشى من انحراف المجتمع عن قيمه الأصيلة. هذه الفئة لا تسعى إلى العودة إلى الزمن الماضي، بل تطالب بالاستمرار في التقدم والرقي والتوسع، مع الحفاظ على قوة المجتمع وتماسكه؛ فقوة المملكة هي قوة للأمة جمعاء.

 مسؤولية الرقابة: ضرورة وضع ضوابط للمحتوى العالمي 

فيما يتعلق بمن يعترضون وينددون، فإنهم يطالبون بالتعبير عن الرفض بطرق سلمية وواعية، مثل المقاطعة الشخصية والابتعاد عن كل ما يتعلق بتلك الفعاليات التي يرونها مخالفة للذوق العام أو القيم الاجتماعية.

نقدم نصيحة للمواطنين والمقيمين: إن كنتم لا ترغبون في مشاهدة أمور تتعلق بالتحلل أو الاختلاط أو الرقص المثير للجدل، فـ الامتناع عن الحضور والمقاطعة الواعية هي سلاح قوي يمكن أن يوصل رسالة الرفض بوضوح. يجب أن تكون المقاطعة موجهة فقط لتلك الجوانب التي يرونها سلبية، وليس لمجمل الفعاليات الترفيهية والثقافية التي تخدم المجتمع.

 شأن داخلي يتطلب الحكمة في التنفيذ 

يجب على الحكومة السعودية ومنظمي موسم الرياض أن يأخذوا في الحسبان حساسية المكانة الدينية للبلاد وألا يجعلوا الأمور منفلتة إلى هذه الدرجة. من الضروري وضع ضوابط صارمة على نوعية المحتوى المعروض.

وكما فعلت الجهة المنظمة للعبة المصارعة الحرة عندما ألزمت المصارعات بارتداء ملابس ساترة، كان من الحكمة القيام بذلك مع المغنية جنيفير لوبيز. هذه الضوابط ليست مستحيلة، وهي ضرورية حتى لا تُعطى الفرصة لـ المتربصين والحاقدين للنيل من سمعة المملكة.

إن موسم الرياض بكل فعالياته هو شأن سعودي خالص، ولا يحق لأي أحد التدخل فيه. ولكن من باب عتب المحب والخائف على سمعة هذا البلد العظيم، ندعو إلى الحكمة في التنفيذ ومراجعة ردود الفعل. حفظ الله المملكة حكومة وشعباً، وجعلها نبراساً وقائدة لأمة المسلمين.

Read More
    email this

الخميس، 14 نوفمبر 2024

Published نوفمبر 14, 2024 by with 0 comment

رسالة إندونيسيا: مقترحات عملية لتفعيل الدور العربي والإسلامي المشترك تجاه فلسطين

 

رسالة إندونيسيا: مقترحات عملية لتفعيل الدور العربي والإسلامي المشترك تجاه فلسطين 

شهدت القمة العربية والإسلامية غير العادية خطاباً بارزاً من نائب وزير الخارجية الإندونيسي، لاقى صدى واسعاً وإعجاباً شعبياً كبيراً. هذه الكلمات، التي تعكس توجهاً كاملاً لبلاد بأكملها، حملت مقترحات نُقيت بعناية، واختصرت الكثير من الكلام.


لو كانت هذه المقترحات هي محور القمة أو الأساس الذي بُني عليه العمل بعد انعقادها، لكانت كفيلة بأن تجعل الشعب الفلسطيني يشعر بأنه غير منسي، وأن ضمير الأمة ما زال حياً وفاعلاً.


 صوت إندونيسيا: نداء للوحدة والعمل المؤسسي

مقترحات إندونيسيا كانت بمثابة تذكير بضرورة تفعيل الآليات المشتركة وتجنب التردد عند المطالبة بالحقوق الثابتة. لقد أكدت المقترحات أن الوحدة في الرأي والقرار هي الأساس الذي يمكن من خلاله استثمار الإمكانيات والقدرات غير المستخدمة حتى الآن.

إن التطلعات التي عبرت عنها إندونيسيا هي ذاتها أمنيات الشعوب العربية والإسلامية؛ فالجميع يرغب في إقامة دولة فلسطينية مستقلة لها حدودها واستقلاليتها، وأن يعيش الشعب الفلسطيني حياة كريمة تليق بصموده.

 المحور الأول: حق الدفاع عن النفس والضغوط الدبلوماسية 

ركزت الكلمة الإندونيسية على الحق المشروع للشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه أمام الاحتلال، وهو ما يجب التأكيد عليه كحق ثابت وفق القانون الدولي. وفي الوقت الذي يصف فيه البعض هذا الحق بالإرهاب، يجب على الدول الشقيقة والصديقة أن تعمل على رد هذه التهم والافتراءات، وأن تؤيد الموقف الفلسطيني في الدفاع عن أرضه وعرضه.

 المحور الثاني: التطبيع بين المطالب الدولية والمصلحة الإقليمية 

تناولت الكلمة أيضاً موضوع العلاقات الدبلوماسية المتبادلة بين بعض الدول العربية وإسرائيل، في ظل الضغوط الأمريكية والأوروبية التي تدعم أمن واستقرار إسرائيل. إن كان هذا التوجه يتم تلبية لمطالب دولية قوية، فيجب التراجع عنه إذا كان قائماً على الإجبار والضغوطات والخوف، لأن مثل هذه العلاقات لن تكون متينة.

المهم هنا هو إدراك أن المصلحة الحقيقية هي بناء علاقات قوية مع الأخوة في الدين والقضية، وليس مع طرف يحتل المقدسات ويستمر في الاعتداءات.

خلاصة المقترحات: أوراق الضغط المتاحة للأمة 

أشارت المقترحات الإندونيسية إلى الأوراق التي تملكها الأمة، ومن أهمها:

  • الضغط على المؤسسات والمنظمات الدولية للقيام بدورها بشكل فعال ومحاصرة إسرائيل سياسياً.

  • تفعيل الإمكانيات والموارد المتاحة كأدوات ضغط اقتصادية ودبلوماسية لإحداث الأثر الكبير اللازم.

نتمنى أن تكون كلمة الحق الإندونيسية منطلقاً لولاة أمرنا، يتم البناء عليها والتركيز على ما جاءت به والعمل بموجبه، والسماح للشعوب في التعبير عن رأيها والمساهمة برفع شأن الأمة. نكرر الشكر والتقدير لإندونيسيا حكومة وشعباً على هذا الموقف المتميز.

Read More
    email this

الخميس، 24 أكتوبر 2024

Published أكتوبر 24, 2024 by with 0 comment

أزمة الصمت الدولي: نداء لتوحيد الموقف الإنساني تجاه الفظائع في غزة ولبنان

هاشتاقات عربية دموية

أزمة الصمت الدولي: نداء لتوحيد الموقف الإنساني تجاه الفظائع في غزة ولبنان 


انتشرت هاشتاجات مثل #غزة_تباد_وتحرق و #شمال_غزة_يموت_جوعًا على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، لتنقل الأوضاع الدامية والمؤلمة في غزة وجنوب لبنان. تظهر هذه المناظر أعداداً كبيرة من الشهداء والمصابين، وحجم القتل والتدمير الذي تقوم به الآلة العسكرية الإسرائيلية، بدعم عسكري ومالي من قوى دولية، وفي ظل موقف عالمي يكتفي بالتفرج دون تحريك ساكن.

 التحدي الأكبر: أزمة الموقف الرسمي العربي والدولي 

إن التحدي الأكبر الذي نواجهه اليوم هو ضعف التفاعل الرسمي تجاه هذه الأحداث. هناك حيرة وقلق شعبي واسع إزاء غياب التعبير أو التحرك الفعلي. حتى مستوى التنديد والشجب الذي كان مألوفاً، لم يعد موجوداً بالقدر الكافي.

هذا الغياب الصريح للتعبير يطرح تساؤلاً حول مدى الإحساس والغيرة على الأمة. هل هذه المشاهد المؤلمة، لضحايا أبرياء يواجهون الموت، لا تحرك مشاعر القادة والمسؤولين؟ هل يمكن للمسؤولين أن يروا حجم الأثر النفسي والجسدي على أطفال فلسطين ولبنان الذين كبروا قبل موعدهم، وتبقى قلوبهم ساكنة؟

 قصص مؤثرة: الألم الإنساني وتأثيره على الأجيال 

يتابع العالم بأسره، ومن ضمنه المؤسسات الإنسانية الغربية، الفظائع التي ترتكب في المنطقة. لقد اعترض وندد الكثير من النشطاء حول العالم بما يدور، وأرسلوا خطابات احتجاج، وسالت دموع الكثير منهم حزناً وألماً.

أما الجهات التي يُفترض أنها الأقرب لهؤلاء الضحايا، فيتطلع منها الشعب إلى موقف أكثر حزماً. يجب على الجميع إعادة ترتيب الأولويات، ودعم صمود الشعب الفلسطيني واللبناني في الدفاع عن مناطقهم، وعدم المساواة بين الضحية والجلاد.

 استعادة الوعي: الدور المطلوب من المؤسسات الدينية والإعلامية 

من الضروري تفعيل دور المؤسسات الدينية والاجتماعية في حشد الدعم الإنساني ورفع الوعي بالمصاب الجلل. كان من واجب هذه المؤسسات التذكير بـ الأخوة والمصير المشترك الذي يربطنا، واستغلال الخطاب الديني الذي يلين القلب ويشحذ الهمم.

يجب على الجميع، بما في ذلك الحكومات والمؤسسات، أن يتوقفوا عن رمي سهام اللوم على الأطراف المدافعة عن الأرض. القاتل والمدمر والمؤذي هو العدو، والدفاع عن الأرض هو حق أصيل. على من يجد في نفسه العجز أن يترك البقاع المشتعلة وأهلها لله جل وعلا وحكمته وتدبيره، وعلى القادر أن يتحرك فوراً.

Read More
    email this

الاثنين، 21 أكتوبر 2024

Published أكتوبر 21, 2024 by with 0 comment

تحليل استراتيجي: الأسباب الداخلية والخارجية لتفاقم الأزمات في العالم الإسلامي


هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ

تحليل استراتيجي: الأسباب الداخلية والخارجية لتفاقم الأزمات في العالم الإسلامي 


ليس رفضاً لقضاء الله وقدره، بل هو تساؤل مشروع يطرح نفسه بإلحاح: لماذا تُعد الدول والشعوب الإسلامية الأكثر عرضة للصراعات، والأكثر تضرراً من حيث عدد الضحايا وحجم الخراب والدمار الذي يحل بمدنها؟


من فلسطين إلى العراق والسودان، ومن ليبيا إلى أفغانستان وميانمار، تشترك هذه الدول في كونها دولاً ذات غالبية مسلمة، تؤمن بمبادئ واحدة وتواجه تحديات متشابهة.

 التساؤل الوجودي: لماذا نحن في قلب العواصف؟

ما الذي يجعل بلداننا وشعوبنا أكثر عرضة للخطر من غيرها؟ سؤال تتعدد إجاباته، ويمكن وضع اليد على جرحين رئيسيين يثقلان جسد الأمة:

  • كثرة الأرواح المزهقة وكثرة الخراب الذي يحل بالمدن.

  • الاستغلال الواضح لمواردها وتصاعد المؤامرات التي لا تستهدف الأشخاص فقط، بل تسعى لضرب ثوابت الهوية.

 العوامل الخارجية: التنافس الجيوسياسي وتأثير القوى العالمية 

الإجابة تبدأ بالصراع المستمر الذي يواجهه أتباع الدين الحق. لطالما كان الإسلام هدفاً لأعدائه منذ البداية. في عصرنا الحديث، يتركز التحدي في:

  • التحدي الأمني والإقليمي: تصاعد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وارتفاع وتيرة العنف الذي يمارس على أساس الهوية، بدعم من قوى غربية ترى في أمن إسرائيل أولوية قصوى.

  • التنافس على النفوذ: ظهرت قوى إقليمية جديدة تسعى للتوسع في النفوذ الجيوسياسي (كإيران)، مغلفة أهدافها بتوجهات تبدو إسلامية في ظاهرها. هذا التنافس الطائفي أضعف من استقرار الدول وساهم في تأجيج الصراعات الداخلية.

  • التبعية للغرب: الدعم السياسي والمالي غير المحدود من القوى الغربية، التي تديرها ضغوطات نافذة ومصالح مزدوجة، مما يضع الدول الإسلامية تحت ضغط مستمر.

 الأسباب الداخلية: التشرذم وضعف القرار المستقل

من أهم الأسباب التي جعلت الدول الإسلامية هدفاً سهلاً هو ضعفنا الداخلي:

  • التشرذم والانقسام: تفرقنا إلى جماعات وأحزاب وتيارات، ينشغل بعضها بقتال بعض وتكفير بعض، متناسين أنهم إخوة في الدين والملة. هذا التشرذم سهل على الأعداء اختصار الوقت والجهد للسيطرة على الأراضي الإستراتيجية.

  • اختراق القرار السيادي: التلاعب ببعض الشخصيات النافذة والقيادات السياسية، ودفعهم لتولي زمام الأمور أو إدارتهم وتوجيههم وفق أجندات خارجية، مما يضعف القرار الوطني المستقل.

  • الخلافات المدمرة: التبرؤ من الأخ المخالف في الرأي والتحالف ضده. ونجد مثالاً واضحاً في الصراع الفلسطيني الداخلي بين حركتي فتح وحماس، الذي أضعف الموقف الفلسطيني الموحد.

 الفرصة الأخيرة: دور الشعوب في التغيير الإيجابي 

هناك ظاهرة سلبية تحتاج إلى معالجة، وهي السلبية الكبيرة لدى الشعوب العربية، التي تظهر ضعفاً وخوفاً على أرض الواقع، رغم غضبها عبر المنصات الاجتماعية.

في الوقت الذي تخرج فيه الشعوب الغربية لتعبر عن رأيها بثبات، نجد أن السلبية المفرطة في مجتمعاتنا هي ما يبقي الوضع على ما هو عليه. يجب أن يدرك الجميع أن القمع والتضييق لا يمكن أن يستمرا حين يظهر الشعب بأكمله ويقف وقفة واعية ومسؤولة، تعترض وتطالب بالحقوق دون تخريب لمقدرات الوطن.

كما قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:

هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ

يجب علينا استلهام مبادئ ديننا التي أرست قواعد حرية الرأي والتعبير، والتحرك نحو التغيير الإيجابي.

Read More
    email this

السبت، 5 أكتوبر 2024

Published أكتوبر 05, 2024 by with 0 comment

الشرق الأوسط على وشك: تحليل سيناريوهات التصعيد بين إسرائيل وإيران وتأثيرها الإقليمي

 
الشرق الأوسط على وشك: تحليل سيناريوهات التصعيد بين إسرائيل وإيران وتأثيرها الإقليمي

الشرق الأوسط على وشك: تحليل سيناريوهات التصعيد بين إسرائيل وإيران وتأثيرها الإقليمي 


هل نحن على وشك نشوب حرب شاملة في الشرق الأوسط، أم أن ما يحدث مجرد تصعيد مدروس؟ هذا التساؤل يعود بقوة إلى الواجهة بعد الضربة الإيرانية الأخيرة على إسرائيل، التي تزامنت مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان وغزة.


 هذا بالإضافة إلى انخراط أطراف إقليمية أخرى، مثل جماعة الحوثي في اليمن، في إرسال مسيرات وصواريخ تجاه إسرائيل، والرد العسكري من القوى الغربية عليها.


تحليل الضربات الإيرانية: رسائل الردع وكفاءة الأنظمة الدفاعية

اتفق المحللون السياسيون والمتابعون للأحداث حول تعدد الرسائل التي حملتها الضربة الإيرانية لإسرائيل. يمكن تقسيم هذه التفسيرات إلى قسمين:

  • رسالة القوة والردع: يرى البعض أن الضربة أكدت أن الدفاعات الإسرائيلية ليست محصنة بشكل كامل، وأن لدى إيران قدرة على استهداف عمق الأراضي الإسرائيلية، مشيرين إلى إمكانية امتلاك إيران لأسلحة متقدمة (كـ الصواريخ فرط الصوتية).

  • حفظ ماء الوجه والرد المدروس: اعتبر آخرون أن الضربة كانت محاولة لحفظ ماء الوجه أمام المؤيدين. واعتمد هذا التفسير على تسريبات تفيد بـ التواصل المسبق مع قنوات دولية (كـ الولايات المتحدة) قبل الضربة، مما سمح لإسرائيل وحلفائها باتخاذ الإجراءات الدفاعية. كما أشار هذا الفريق إلى اعتراض عدد كبير من الصواريخ والقذائف، سواء من الأنظمة الإسرائيلية أو من المضادات التي نُصبت فوق الأراضي الأردنية.

 الخرائط الجيوسياسية: قراءة في تصنيف نتنياهو وتحديات الموقف العربي 

في خضم هذا التصعيد، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة عن "دول النعمة ودول اللعنة"، مصنفاً دول الشرق الأوسط في خارطتين. هذا التصنيف يثير التساؤل حول الأفكار التي يحملها القادة الإسرائيليون، ويُظهر التوجهات التي ترى في بعض الدول حليفاً محتملاً (دول النعمة)، وفي الأخرى تهديداً واضحاً (دول اللعنة، المتمثلة في الدول التي تدعم أو تشترك في محور المقاومة بقيادة إيران).

هذا التقييم الإسرائيلي يضع الدول التي صُنفت في "خارطة النعمة" أمام ضرورة مراجعة حساباتها:

  • هل يجب أن يكون هدف الدولة العربية هو أن يأمن الإسرائيليون جانبها؟

  • هل هذا التصنيف، في وقت يتصاعد فيه القتال في المنطقة، سيجعلها في منأى عن المطامع الإسرائيلية التي لا تقف عند حدود؟


 الترقب المستمر: إلى أين تسير المنطقة وما هي الحلول؟ 

تبقى المنطقة في حالة ترقب مستمر. من المؤكد أن التصعيد والقتل والانتهاك لن يتوقف إلا بـ وقفة موحدة وصادقة بين الأطراف التي تعنى بالاستقرار.


إن استرداد الحقوق يتطلب تفعيل كل الأوراق المتاحة من ضغط سياسي ودبلوماسي واقتصادي. يجب على الدول أن تعي أن المصلحة العليا هي للقرار الوطني المستقل، وأن من يبحث عن مصلحته الخاصة يحكمه طمعه. العاقل هو من يفطن لذلك ويسعى لتوحيد الصف الداخلي والإقليمي.

Read More
    email this

الاثنين، 23 سبتمبر 2024

Published سبتمبر 23, 2024 by with 0 comment

تحليل تداعيات "حرب البيجر" في لبنان: التطور التكنولوجي وأمن المعلومات في الصراعات الحديثة

 

اهداف سهله مشروعه

 تحليل تداعيات "حرب البيجر" في لبنان: التطور التكنولوجي وأمن المعلومات في الصراعات الحديثة


 شهدت الساحة اللبنانية مؤخراً سلسلة من الأحداث الأمنية الخطيرة، أبرزها ما عُرف إعلامياً باسم تفجيرات البيجر، والتي شكلت ضربة تكنولوجية موجعة لبعض الأطراف هناك. هذه الضربات التي استهدفت كوادر لبنانية، بما في ذلك قيادات في حزب الله، تأتي ضمن سياق تصاعدي لتبادل إطلاق النار بين الجانب الإسرائيلي والفصائل اللبنانية. إن استمرار هذا النوع من الهجمات على أهداف متنوعة في جنوب لبنان يفرض تحليلاً معمقاً لاستراتيجيات الصراع وطرق إدارتها.


 الأسلوب الجديد في إدارة الصراعات: البيجر كنموذج


أظهرت تفجيرات البيجر في لبنان حقيقة التطور الهائل في القدرات التكنولوجية والاستخباراتية لدى بعض الأطراف. لقد بات واضحاً أن إدارة الحروب لم تعد تعتمد فقط على الأسلحة التقليدية، بل تتجه نحو الحرب الإلكترونية وأدوات متطورة وغير متوقعة. جهاز البيجر، الذي كان مقتصراً على فئات معينة كالأطباء لتجنب إزعاج الهواتف المحمولة، تحول إلى أداة انفجارية قاتلة. هذا الاستخدام يكشف عن مستوى غير مسبوق من التخطيط والابتكار في أدوات التنكيل، ويُعد دليلاً على استخدام أدوات جديدة في الصراع.

 

الاختراق الأمني وميزات العمل الاستخباري


إن اختيار حزب الله لهذا الجهاز تحديداً كان بدافع التخفي وتجنب الرصد بعد موجة الاستهدافات التي طالت قياداته. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الضربات يشير إلى وجود عملية متابعة ومراقبة دقيقة جداً. هذه العملية الاستخبارية الدقيقة تتطلب جهداً وصبرًا كبيرين، وهي سمة ملازمة لأجهزة الاستخبارات التي تعتمد على التريث والعمل لشهور أو سنوات للوصول إلى الهدف. ما جرى في لبنان يُشير إلى احتمال وجود اختراق أمني أو معلوماتي واضح، سواء بسبب خلافات داخلية أو تجنيد عملاء للحصول على معلومات من داخل التنظيم.

 رسائل الهجمات وأجندات الداخل الإسرائيلي

إن التحركات الأمنية والعسكرية الخارجية للكيان الصهيوني لا تنفصل عن التطورات الداخلية. ففي الوقت الذي تشهد فيه إسرائيل تحديات داخلية، يأتي هذا النوع من العمليات الأمنية ليكون بمثابة رسائل تخدير وطمأنة للشارع الإسرائيلي. هذه الرسائل تستهدف التخفيف من حدة الغليان الشعبي والاعتراض على أزمة الأسرى وتأزم الموقف السياسي لرئيس الوزراء.

 ضرورة الاستعداد الاستراتيجي والأمني


إن العدو سيفعل كل ما يستطيعه للنيل من خصومه. ومثلما قاموا بتطوير استخباراتهم وأدواتهم التكنولوجية، يتوجب علينا التحرك بجدية نحو بناء مصار معلوماتية خاصة وبنوك معلومات فعالة لتأمين أنفسنا وكشف تحركات العدو وسبقه بخطوات استباقية. هذا الأمر ليس خياراً بل ضرورة ملحة تحتمها المستجدات الأمنية، ويتطلب عملاً دؤوباً وتكاتفاً جماعياً بعيداً عن الخلافات المذهبية أو تضارب المصالح لتحقيق أهداف استراتيجية محددة.

 الخاتمة (تلخيص النقاط الأساسية)

تظل النقطة الأهم هي سلامة المدنيين اللبنانيين الذين يتشاركون المصاب مع إخوانهم الفلسطينيين. إن موجة العنف الحالية لا تقتصر على جهة واحدة، بل تنعكس على حياة الأبرياء. إن ما يوجعنا هو اعتياد مشاهد الألم بدلاً من السعي الجاد لتغيير هذا الواقع. يجب أن تستفيق العقول لتعي أن العدو لا يفرق بين الشعوب في المنطقة، وأن الأولوية يجب أن تكون لتوحيد الجهد والتركيز على الاستعداد الاستراتيجي والأمني لمواجهة التحديات المتطورة التي كشفت عنها تفجيرات البيجر.

Read More
    email this