الخميس، 27 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 27, 2025 by with 0 comment

SHEIN — من “موضة سريعة” إلى جدل صحي: ما القصة؟

 

SHEIN — من “موضة سريعة” إلى جدل صحي: ما القصة؟

SHEIN — من “موضة سريعة” إلى جدل صحي: ما القصة؟


 ما هي SHEIN بإيجاز

SHEIN هي منصة تجارة إلكترونية صينية شهيرة عالميًا، تُعرف ببيع “موضة سريعة” — أي ملابس بأسعار منخفضة، تصميمات كثيرة، تجديد مستمر — وتجذب ملايين الزبائن حول العالم.

لكن في السنوات الأخيرة، تحولت إلى موضوع جدل كبير على خلفية تقارير تحذّر من أن بعض منتجاتها (ملابس، أحذية، إكسسوارات) تحتوي على مواد كيميائية خطرة قد تُشكّل خطرًا على صحة المستهلك والبيئة.


ما الاتهامات: أي مواد خطرة وُجدت ولماذا تُعتبر خطرة؟

  • في تقرير صادر عام 2025 عن Greenpeace Germany تحليليًا لِـ 56 قطعة ملابس/منتج من SHEIN، وُجد أن 18 قطعة — أي نحو 32٪ من العيّنة — تحتوي على “مواد كيميائية خطرة” تتجاوز الحدود التي يضعها قانون تنظيم المواد الكيميائية في الاتحاد الأوروبي (REACH). Greenpeace+2saudigazette+2

  • من هذه المواد: الفثالات (Phthalates) — وهي مواد تُستَخدم كملدنات لجعل الأقمشة أو البلاستيك أكثر ليونة — وكذلك مركبات PFAS (المعروفة أحيانًا بـ"المواد الكيميائية الأبدية") التي تُستخدم لجعل الملابس مقاومة للماء والبقع. FashionNetwork+2euronews+2

  • بعض المنتجات مخالفات بشكل كبير: في بعض الحالات كانت كمية المواد الكيميائية أعلى “مئات المرات” من الحد المسموح به. FashionNetwork+2BusinessEchoes+2

  • خطر هذه المواد: وفق منظمات بيئية وصحية، قد تتسبب في اضطرابات هرمونية، مشاكل في الإنجاب، ضعف الجهاز المناعي، اضطرابات في النمو لدى الأطفال، وحتى مخاطر على الصحة طويلة الأمد مثل السرطان. Greenpeace+2saudigazette+2

  • الخطر لا يقتصر على ملامسة الجلد فقط: عند غسل الملابس أو التخلص منها، قد تدخل هذه المواد إلى الماء أو التربة، ما يزيد من التأثير البيئي — وقد تتراكم في الجسم أو البيئة مع الوقت. saudigazette+2المشهد العربي+2

هل تم سحب الملابس من الأسواق؟ وما رد SHEIN؟

  • بعد التقرير الأخير، قالت SHEIN إنها “كإجراء احترازي” ستزيل من منصاتها العالمية “أي منتجات يمكن تحديد أنها تحتوي على المواد الخطرة” لحين التحقق. الإمارات اليوم+1

  • ولكن بحسب تقرير Greenpeace، حتى بعد هذه الإعلانات ما زالت بعض ملابس SHEIN تُباع — أو تُعاد إطلاقها بصيغ مشابهة — ما يجعل الشكوك مستمرة حول فعالية “الفحص الداخلي” أو “سحب المنتجات”. FashionNetwork+2SHEIN Group+2

  • في بعض دول مثل كوريا الجنوبية — لم تتعلق دائمًا بـ SHEIN وحدها — أكد فحص رسمي أن بعض منتجات المنصات الإلكترونية (بما فيها SHEIN) احتوت مستويات عالية جدًا من الفثالات، ما دفع إلى طلب إزالة هذه المنتجات من السوق. العربية الإنجليزي+1

  • من جانبها، SHEIN تقول إنها تضع “قائمة مواد محظورة” (MRSL) لمنع استخدام مواد كيميائية خطرة في إنتاجها، وتعمل مع مختبرات للاختبار، وتوقّع عقودًا مع موردين تلتزم بمعايير السلامة، وفق تقريرها الأخير. SHEIN Group+1


ما مدى مصداقية هذه التحذيرات — هل يعني أن كل ملابس SHEIN خطرة؟

ليس بالضرورة. من المهم ملاحظة:

  • الاختبارات لم تشمل كل منتجات SHEIN، بل عيّنات محدودة — أي أن النتائج تمثّل “جزءًا” من المنتجات وليس كلها.

  • الشركة تؤكد أنها أجرت آلاف الفحوصات، وأن “أغلب” منتجاتها — حسبها — آمنة وتطبق معايير السلامة. سنوبس+1

  • لكن الانتقادات — من منظمات بيئية ومستثمرين في السلامة — تقول إن “الفحص” و”الإعلان” لا يضمان إزالة المواد الضارة بالكامل، خصوصًا إذا أعيد إنتاج الملابس من موردين جدد دون رقابة مشدّدة. FashionNetwork+2Ethical Hour+2

بمعنى آخر: الخطر قائم — خاصّة للمنتجات التي ظهرت فيها المخالفات — لكن لا يعني أن كل قطعة ملابس من SHEIN خطيرة بشكل تلقائي.


لماذا هذه القضية مهمة — التأثير على الصحة والبيئة

  • الملابس ليست مجرد “قماش” — في كثير من الأحيان تُطلى بمعالجات كيميائية (طيبعة أو لحماية من الماء/البقع) تزيد من الراحة أو المظهر، لكن قد تحمل مخاطر عند الاستخدام الطويل أو عند ملامسة الجلد، خاصة للأطفال.

  • عند الغسيل أو التخلص من الملابس، تدخل المواد الكيميائية إلى البيئة (مياه، تربة)، ما يهدد النظام البيئي ويؤثر على الصحة العامة.

  • في سياق “الموضة السريعة” (fast fashion)، الإنتاج الضخم والتجديد السريع ربما يُزيد من استهلاك المواد الكيميائية وتكرار تعرض المستهلك لها — وهو ما يجعل القضية ذات بعد اجتماعي وبيئي، وليس فقط فرديًا.


الخلاصة — إلى أين تتجه الأمور؟

  • التقارير الأخيرة (2025) تشير بوضوح إلى أن بعض منتجات SHEIN تحتوي على مواد كيميائية تجاوزت الحدود المسموح بها في معايير السلامة الأوروبية، مما يرفع من مستوى القلق حول السلامة الصحية.

  • SHEIN ردّت بإجراءات إزالة المنتجات “المعرّضة” عن منصتها، وادّعت الالتزام بمعايير داخلية وفحص آلاف المنتجات — لكن التحليل المستقل يبقى أداة أساسية للتحقّق من سلامة الملابس.

  • كمستهلك: من الحكمة أن تكون حذرًا — خصوصًا عند شراء ملابس رخيصة أو “موضة سريعة” — ويفضل غسلها قبل الاستخدام، وتجنّب ملابس الأطفال أو الأحذية المشبوهة إذا أمكن.

  • على المدى البعيد: من الضروري تشديد رقابة المستورِدات ومنصات التجارة الإلكترونية، وتطبيق قوانين سلامة صارمة، لأن ما يُشترى “رخيصًا” قد يكلّف الصحة والبيئة — ثم تكلفة لا تُمحى بسهولة


  •  إلى أين يتجه عالم الموضة السريعة


إثارة الجدل حول SHEIN ليست مجرد قصة عن شركة واحدة بقدر ما هي انعكاس لتحوّل كامل في ثقافة الاستهلاك العالمي. فالسؤال الأهم اليوم لم يعد: *هل تحتوي بعض منتجات SHEIN على مواد خطرة؟*
بل أصبح: هل نموذج الموضة السريعة برمّته قادر على الاستمرار دون أن يترك أثراً صحياً وبيئيا واقتصادياً عميقاً؟

هنا تبدأ الأسئلة الحقيقية التي تستحق النقاش

 هل يمكن للمستهلك أن يستمر في دعم منتجات منخفضة السعر وهو يعلم أنها قد تُنتج بطرق غير آمنة أو غير أخلاقية؟

 وهل الشركات مثل  شي إن ومثيلاتها — قادرة على تعديل سلاسل التوريد الضخمة لتصبح أكثر شفافية وأقل ضرراً، أم أن رخص السعر يأتي دائماً على حساب الجودة والصحة؟

* وهل القوانين الدولية الحالية كافية للحد من استخدام المواد الضارة، أم أنها تلاحق الصناعة بعد وقوع الضرر؟

* وكيف يمكن التوفيق بين رغبة المستهلك في السعر المنخفض، وضرورة حماية صحته والبيئة؟

* الأهم: هل يجب على الحكومات العربية والخليجية إنشاء هيئات رقابية لفحص منتجات التجارة الإلكترونية بنفس صرامة الاتحاد الأوروبي، أم أننا لا نزال في بداية الطريق؟

تفتح هذه الأسئلة باباً واسعاً للحوار حول مستقبل صناعة الأزياء، ودور المستهلك، ومسؤولية الشركات، والدور التنظيمي للدول — في مواجهة نموذج اقتصادي ضخم يتوسع بسرعة غير مسبوقة.

Read More
    email this

الأربعاء، 26 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 26, 2025 by with 0 comment

أطفال يحمون التمثال… وهويّة تحتاج من يحميها


أطفال يحمون التمثال… وهويّة تحتاج من يحميها


في إحدى مدارس مدينة أضنة التركية، ظهر مشهد أثار استغراب الكثيرين: طلابٌ صغار يحملون المظلات فوق تمثال مصطفى كمال أتاتورك لحمايته من المطر.

قد يبدو المشهد بسيطًا لأول وهلة، لكنه يفتح بابًا واسعًا لفهم طريقة صناعة الوعي في مجتمعٍ ما زال يحمل في عمقه إرث الكمالية وتقاليدها الممتدة لعقود.


طقوس تتجاوز العمر… وتشكيل مبكر للولاء

ليس من الطبيعي — في بيئة تعليمية يُفترض أن تساعد الطفل على التفكير والنقد والبحث — أن يُعطى الأطفال مهمة حماية تمثال.

فالطفل الذي لم يدرك بعد معنى التاريخ ولا مفهوم الدولة ولا جدل الهوية، يجد نفسه جزءًا من طقوس رمزية تُزرع فيه قبل أن يعي خلفياتها.


هذا النوع من الممارسات يعكس كيف تُنشَّأ الأجيال في أنظمة تتعامل مع الرموز بوصفها مقدسات، لا بوصفها شخصيات تاريخية قابلة للنقد والفهم والمراجعة.


إرث الكمالية… والهوية المُهمَّشة

لا يمكن فصل المشهد عن التاريخ السياسي التركي في بدايات الجمهورية.

عهد أتاتورك شهد إصلاحات كبيرة وجذرية شملت:


تغيير البنية الثقافية للمجتمع،


إعادة صياغة الهوية الوطنية على أسس جديدة،


فرض نموذج صارم من العلمنة،


تقليص التعليم الديني،


وتغيير طبيعة الحضور الإسلامي في المجال العام.

سواء اتُفِق مع هذه الإجراءات أو اختلف معها، إلا أن أثرها بقي حاضرًا، وتحوّلت شخصية أتاتورك إلى "نموذج رسمي" في المخيال العام، تُكرّس له طقوس يومية في المدارس والمؤسسات.


بين التاريخ والتلقين

المشكلة لا تكمن في تدريس التاريخ أو مناقشة إنجازات الشخصيات، بل في تقديم هذه الشخصيات بمعزل عن النقد، وفرض احترامها بطريقة شعائرية لا تتيح للطفل فهم الظروف التاريخية أو رؤية الصورة كاملة.


في الوقت الذي يحتاج فيه الطالب إلى معرفة:


كيف تغيّرت هويته عبر العقود،


لماذا اعتُمدت سياسات لغوية جديدة،


كيف أعيد تشكيل العلاقة بين الدين والدولة،


ولماذا دار صراع طويل حول مكانة الدين في تركيا…



تُختصر العملية التربوية في طقس رمزي: حماية تمثال من المطر.


جيل يحافظ على الرموز… ولا يعرف لماذا


النتيجة ليست غريبة: أجيال تتعامل مع الرموز كما لو كانت مقدسات، لكنّها تفتقر إلى فهم السياق التاريخي والسياسي والثقافي الذي أنتج تلك الرموز.

يتعلم الطفل كيف يرفع المظلة فوق التمثال، لكنه لا يتعلم لماذا اختلفت هوية بلده، وما معنى الصراع بين الكمالية والمحافظة، وكيف تشكلت تركيا الحديثة بين شدّ وجذب.


خاتمة

المشهد ليس مجرد فعل طفولي بريء، بل انعكاس لطريقة تفكيرٍ أعمق:

بدل أن يُمنح الطفل أدوات المعرفة والوعي، يُمنح مجموعة من الطقوس الجاهزة.

وبدل أن يتعلم كيف يقرأ التاريخ، يُطلب منه أن يحميه — أو بالأحرى أن يحمي "نسخة معينة" منه.


إنه سؤال مفتوح:

هل نريد جيلاً يحفظ الرموز؟ أم جيلاً يفهم التاريخ؟

Read More
    email this
Published نوفمبر 26, 2025 by with 0 comment

الإخوان المسلمون: بين الاتهامات الأمريكية والتصنيفات الدولية… هل تقترب الجماعة من آخر مراحل نفوذها؟

الإخوان المسلمون: بين الاتهامات الأمريكية والتصنيفات الدولية… هل تقترب الجماعة من آخر مراحل نفوذها؟

الإخوان المسلمون: بين الاتهامات الأمريكية والتصنيفات الدولية… هل تقترب الجماعة من آخر مراحل نفوذها؟



تجد جماعة الإخوان المسلمين نفسها اليوم أمام واحدة من أعقد لحظات تاريخها الممتد منذ تأسيسها عام 1928. وبينما تتزايد المؤشرات حول اتجاه الولايات المتحدة نحو تصنيف الجماعة “منظمة إرهابية”، تتجدد الأسئلة حول طبيعة الاتهامات الموجّهة إليها، وردة فعلها المتوقعة، والمكاسب والخسائر التي ستترتب على هذه الخطوة، ومدى تأثيرها على مستقبل الجماعة في العالم العربي.

هذا المشهد يستدعي الغوص في جذور الاتهامات، وفهم رموز الجماعة ومنظّريها، وتحليل أثر خطابها عبر عقود.


أولاً: الاتهامات الموجهة للجماعة — لماذا تُتهم بالإرهاب؟

تختلف الاتهامات من دولة لأخرى، لكنها تتمحور غالباً حول أربع نقاط رئيسية:

1. الارتباط بفصائل مسلّحة أو دعم مجموعات عنيفة

بعض الدول التي صنّفت الجماعة تستند إلى اتهامها بإيجاد بيئة فكرية أو لوجستية لفصائل مسلّحة في مصر وغزة وسوريا.
وتقول هذه الدول إن الخطاب العقائدي لبعض التيارات داخل الإخوان شكّل “مظلّة أيديولوجية” لجماعات أخرى، رغم أن الإخوان ينفون رسمياً علاقتهم بأي عمل مسلح خارج إطار المقاومة السياسية.


2. السعي للتمكين السياسي بوسائل غير مشروعة

تتهم دول عدّة الجماعة بتبنّي استراتيجية “التمكين” التي تقوم على اختراق مؤسسات الدولة تمهيداً للسيطرة عليها، خصوصاً خلال فترة ما قبل وبعد الربيع العربي.


3. التحريض الإعلامي والديني

يتهم خصوم الإخوان خطاب بعض الدعاة المرتبطين فكرياً بالجماعة بأنه لعب دوراً في خلق حالة الاستقطاب المجتمعي، أو في تبرير الاحتجاجات والصدامات السياسية.


4. العلاقات التنظيمية عبر الحدود

ترى بعض الدول أن “العالمية” التي تتميز بها الجماعة تُعدّ خطراً على سيادة الدول، لأنها تربط أعضاءها ببنية تنظيمية خارج حدود الدولة، وهو ما اعتبرته أكثر من دولة “تدخلاً سياسياً عابراً للحدود”.


ثانياً: الدول التي صنّفت الجماعة قبل الولايات المتحدة

قبل الحديث عن الخطوة الأمريكية المحتملة، من المهم معرفة أن جماعة الإخوان مصنفة كمنظمة إرهابية في عدة دول أبرزها:

  • مصر: منذ 2013، مع اتهامات بالعنف والتخريب (تنفي الجماعة).

  • السعودية: حظرت الجماعة عام 2014 وصنفتها كتنظيم إرهابي.

  • الإمارات: صنفتها في 2014 ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية.

  • البحرين: سارت في الاتجاه نفسه.

  • روسيا: صنّفت الجماعة في 2003 كتنظيم متطرف.

  • سوريا: منذ ثمانينات القرن الماضي بسبب الصدام مع النظام.

بهذا يصبح التوجه الأمريكي — إن اكتمل — جزءاً من موجة واسعة من القرارات الدولية حول الجماعة.


ثالثاً: ماذا قد تفعل الولايات المتحدة بعد التصنيف؟

في حال مضت واشنطن بالتصنيف، قد تشمل الإجراءات:

1. تجميد أي أصول مالية مرتبطة بالجماعة

حتى إن لم تكن الحسابات باسم “الإخوان” مباشرة، قد تشمل كيانات تُتهم بأنها واجهة لأنشطة الجماعة.

2. ملاحقة أي دعم أو تعامل مالي

قد يُعتبر أي تمويل أو تنسيق نوعاً من “دعم الإرهاب”.

3. تقييد أنشطة المؤسسات الإسلامية المقربة فكرياً

خصوصاً تلك الموجودة في الولايات المتحدة وأوروبا، حتى لو لم تكن مرتبطة تنظيمياً.

4. التأثير على علاقات الجماعة في العالم العربي

قد تستفيد الحكومات التي تصنّف الجماعة من القرار الأمريكي لتضييق أوسع عليها.


رابعاً: ردة فعل الجماعة المتوقعة

من خلال مواقفهم السابقة في مصر وتونس ودول أخرى، يمكن توقع أن تعتمد الجماعة على:

  • الإنكار الكامل لأي ارتباط بالعنف

  • الاستناد للخطاب الحقوقي الدولي باعتبار أن القرار “سياسي”

  • تحويل القرار إلى ورقة لكسب التعاطف الشعبي لدى قطاعات من الجمهور

  • التمسك بالتنظيم الخارجي كمساحة عمل بديلة


خامساً: أبرز قادة الإخوان ومنظّريها وتأثيرهم الفكري

جماعة الإخوان ليست كتلة واحدة، بل تيارات متعددة عبر الزمن.
وهؤلاء أبرز مؤثريها تاريخياً وحديثاً:

1. حسن البنا (المؤسس)

صاغ فكرة “الإسلام الشامل” الذي يجمع الدعوي والسياسي والاجتماعي.
تراثه الفكري كان الأساس للتحولات اللاحقة.

2. سيد قطب (المنظّر الأكثر جدلاً)

أشهر كتبه معالم في الطريق، الذي أثار جدلاً واسعاً.
اتهمه خصوم الجماعة بأنه وفّر قاعدة فكرية للحركات الجهادية، بينما يقول المدافعون إنه كان يطرح قراءة فكرية لا علاقة لها بالعنف.

3. يوسف القرضاوي (أبرز مرجع فكري معاصر — متوفى)

أثر بشكل كبير عبر الإعلام والفقه السياسي المعاصر، وتنتمي إليه آلاف المحاضرات والكتابات.

4. راشد الغنوشي (تونس)

أعاد تقديم فكر الإخوان بطريقة “ديمقراطية” وطرح نموذج الإسلام السياسي البرلماني.

5. طارق السويدان (الكويت)

هو مفكر وداعية إسلامي ذو توجه إصلاحي، ومرتبط فكرياً بمدرسة الإخوان دون أن يُتهم بعنف أو يرتبط بتنظيم مسلح.
أثر عبر الإعلام والتدريب والتنمية البشرية، وله حضور واسع في الخليج.

6. محمود عزت، خيرت الشاطر، محمد بديع (القيادة المصرية)

قادوا التنظيم العام خلال العقود الأخيرة، واتُهموا في مصر بقضايا تتعلق بالعنف والتحريض (بينما ينفي الإخوان هذه الاتهامات).


سادساً: كيف أثّر منظّرو الجماعة في المجتمعات العربية؟

تأثير الإخوان لم يكن محدوداً، بل امتد عبر:

1. الإعلام

من خلال الفضائيات والإذاعات والقنوات الرقمية والخطاب الديني.

2. العمل الخيري

كان أحد مصادر القوة الجماهيرية في مصر والأردن وغزة والسودان.

3. النقابات المهنية

سيطر الإخوان على نقابات مهمة (الأطباء، المهندسين، المعلمين) لسنوات طويلة، مما منحهم نفوذاً اجتماعياً.

4. التعليم والثقافة

أثرت كتب سيد قطب والبنا والغنوشي في أجيال من الشباب، وأصبحت جزءاً من المناهج غير الرسمية في بعض الدول.

5. المعارضة السياسية

في دول عديدة مثل مصر وتونس والمغرب والأردن، كانت الجماعة تمثل المعارضة الأقوى، ما جعلها لاعباً سياسياً محورياً.


سابعاً: هل نحن أمام “بداية النهاية”؟

الإجابة ليست بسيطة.

ما يدعم فكرة النهاية:

  • تضييق دولي وعربي غير مسبوق

  • خسارة الجماعة معظم قواعدها في مصر

  • تفكك تنظيمها في الخليج وشمال إفريقيا

  • فقدان خطابها لجاذبيته القديمة

ما يعاكس ذلك:

  • استمرار نفوذها في الأردن

  • تأثير قوي لحركة حماس في غزة

  • وجود قواعد فكرية في تركيا وماليزيا وشرق أفريقيا

  • شبكة تنظيمية منتشرة يصعب تفكيكها بالكامل


الخلاصة:

الجماعة تمر بأضعف مرحلة منذ تأسيسها…
لكن النهاية ليست محسومة، بل تعتمد على التحولات الإقليمية، وقدرتها على إعادة إنتاج خطاب جديد يتلاءم مع واقع ما بعد 2024.

Read More
    email this
Published نوفمبر 26, 2025 by with 0 comment

"عمران خان… حكاية زعيم غائب: أسئلة شقيقاته، صمت الدولة، وحوار الحقيقة"

"عمران خان… حكاية زعيم غائب: أسئلة شقيقاته، صمت الدولة، وحوار الحقيقة"

 "عمران خان… حكاية زعيم غائب: أسئلة شقيقاته، صمت الدولة، وحوار الحقيقة"



من هو عمران خان ؟ 

Pakistan Tehreek-e-Insaf  مؤسسها وقيادتها كان عمران خان زعيماً بارزاً في السياسة الباكستانية، وشغل منصب رئيس الوزراء في باكستان قبل أن يُعتقل في أغسطس 2023. www.ndtv.com+2India Today+2
خلال فترة سجنه، واجه مزاعم ومطالب من أنصاره وعائلته تتعلق برعايته، سلامته، وحقه في زيارة العائلة. Dawn+2ABP Live+2


❓ الشائعات حول “وفاته” — ما نعرف وما لا نعرف

في الأيام القليلة الماضية انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنباء تفيد بأن عمران خان “قتل في السجن”. Argus English+2India Today+2

  • هذه التقارير لا تستند إلى أي تأكيد رسمي من الجهات المعنية (السجن، الحكومة، أو أي مؤسسة رسمية). Soch Fact Check+2India Today+2

  • على العكس، تحقق جهات تدقيق الحقائق في وثيقة مزعومة من وزارة الخارجية (MoFA) تعلن وفاة عمران خان — ووجدت أن الوثيقة مزيفة وليس هناك أي بيان رسمي صُدر بهذا الخصوص. Soch Fact Check

  • الصحف والمصادر الإعلامية البارزة تصف ما يجري بأنه “شائعات” (rumours) — أي أنها غير مؤكدّة حتى الآن. العين الإخبارية+2India Today+2

الخلاصة: لا توجد أي معلومة موثوقة تؤكد وفاة عمران خان حتى هذه اللحظة.


👩‍👧 مطالبات شقيقاته ومعاناة العائلة / مناصرينه

  • شقيقات عمران — نورين خان وعليمة خان وعظمة خان — احتشدن خارج سجن Adiala Jail للمطالبة بلقائه، بعد أن قُيل لهن إن الزيارات “موقوفة مؤقتًا”. www.ndtv.com+2العين الإخبارية+2

  • عند محاولتهن الدخول، تحدثن عن “اعتداء وحشي” نفّذته الشرطة ضدهن وأنصارهـن: “سحل، سحب من الشعر، ضرب، جر على الأرض” — بحسب شهادتهن. Dawn+2ABP Live+2

  • في حديث علني، قالت إحدى الأخوات: «إذا كان حيّاً، دعونا نرتبط به. وإذا لم يكن… فقلوا لنا الحقيقة». TFIGlobal+1

  • العائلة والمناصرون طالبوا بتحقيق قضائي مستقل — معتبرين أن ما جرى “عنف دولة” وانتهاك لحقوقهم. ABP Live+1


🏛️ موقف الحكومة والسلطات — الصمت أو عدم التأكيد

  • حتى الآن، لم تؤكد أي جهة رسمية — سجن Adiala، وزارة الداخلية، أو وزارة الخارجية — وفاة عمران خان أو تعرضه لأذى جسيم. Soch Fact Check+2فيتو+2

  • النفي الأبرز جاء من تحقيقات تدقيق الحقائق، التي وصفت إشاعة الوفاة بأنها “مزورة وغير مطابقة للواقع”. Soch Fact Check+1

  • في نفس الوقت، منع الزيارات العائلية لفترة طويلة، وفرض قيود صارمة على الوصول إلى عمران داخل السجن — ما أثار تساؤلات عن الشفافية حول وضعه الصحي وسلامته. www.ndtv.com+2India Today+2


🧠 تحليل نقدي: لماذا تنتشر مثل هذه الشائعات — وما الرسائل المتداخلة؟

  • الفراغ الإعلامي + الحظر على الزيارات: عندما تُمنع العائلة أو المحامين أو الأحزاب من زيارة سجين بارز، هذا الفراغ يُخلف فجوة إعلامية تُملأ بالشائعات.

  • تجاذب سياسي حاد: عمران خان رمز سياسي قوي، وأي خبر — حقيقي أو مفبرك — عن مصيره يزرع خوفاً أو يوقظ غضباً في بيئة متوترة؛ لذلك الشائعات تنتشر بسرعة.

  • أداة ضغط سياسي أو معنوي: نشر خبر وفاة (حتى كإشاعة) يمكن أن يكون وسيلة لإشعال احتجاجات، أو اختبار ردود الفعل، أو خلق ضغط على الحكومة.

  • معاناة العائلة والمؤيدين — دفعة للمطالبة بالشفافية والعدالة: الحالات مثل اعتداء على شقيقاته تُظهر أن موضوع “مصير عمران خان” ليس فقط مسألة شخصية، بل رمز لحقوق إنسانية وسياسية أوسع.


🔎 لماذا من المهم أن ننتظر تأكيدات رسمية وما الذي يمكن أن يحدث لاحقاً؟

  • لأن كل التقارير الحالية إشاعات أو اتهامات — لا تتجاوز “شبهات” — ويجب التعامل معها بقدر من الحذر والنقد.

  • أي إعلان رسمي عن وفاة أو حالة طارئة من السجن سيكون له صدى قوي — داخليًا في باكستان، وخارجيًا في صحافة العالم — وتداعيات سياسية كبيرة.

  • من الممكن أن يتم إطلاق تحقيق دولي أو تدقيق حقوقي في حال تأكد أن هناك انتهاكات لحقوق السجين أو عائلته، خاصة إذا كان هناك “اعتداء على الأقارب/حصار على الزيارات”.

  • في المقابل، إذا استمر الصمت أو الرفض الممنهج للزيارات — فهذا بدوره وثيقة على غياب الشفافية، وصفته بعض الأطراف بأنه “تنكيل سياسي”.


🧑‍🤝‍🧑 رأيي كـ قارئ وكمراقب: على الحكومات أن تتحمل مسؤولية الشفافية

أرى أن في هذا الوضع، وتحت وطأة الحيرة والخوف من التصعيد، فإن الصدق والشفافية من الحكومة — سواء في باكستان أو من السّجانين — هي ضرورية.
حرمان العائلة من زيارة سجين سياسي كبير، وخصوصًا مع مزاعم عن سوء معاملة — يفتح الباب لنشر شائعات، ويغذي ثقافة عدم الثقة وعدم الاستقرار.
حتى لو لم يكن هناك شيء خطير، فإن الإفصاح عن المعلومات الأساسية — “إنه حيّ، هذا وضعه الآن، وله الحق في محامين/زيارات إذا رغب” — يقلل كثيرًا من الضرر المعنوي والسياسي.

Read More
    email this

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 25, 2025 by with 0 comment

شروط مصر والسعودية لحماية لبنان… ما وراء الصفقة الفرنسية – السعودية مع حزب الله


شروط مصر والسعودية لحماية لبنان… ما وراء الصفقة الفرنسية – السعودية مع حزب الله

 شروط مصر والسعودية لحماية لبنان… ما وراء الصفقة الفرنسية – السعودية مع حزب الله



في خضم التوتر المتصاعد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، تحرّكت القاهرة والرياض وباريس في مسار معقد يهدف إلى منع اندلاع حرب شاملة قد تبتلع لبنان والمنطقة كلها. وبينما كانت إسرائيل تلوّح باجتياح واسع، وصل مدير المخابرات المصرية إلى بيروت في توقيت حساس، حاملاً مبادرة طارئة لإنقاذ الوضع ومنع الانفجار.


وفي الوقت نفسه، كانت المبعوثة الفرنسية للشرق الأوسط تجري مفاوضات غير معلنة مع حزب الله، ضمن صفقة سعودية – فرنسية تهدف إلى نزع سلاح الحزب مقابل امتيازات سياسية واسعة.


هذه هي القصة الكاملة للضغوط، والشروط، والصفقات، والصراع على مستقبل لبنان.



*1. الصفقة الفرنسية – السعودية: نزع سلاح الحزب مقابل 10 امتيازات

العرض الذي حملته المبعوثة الفرنسية لحزب الله كان غير مسبوق:

 *الامتيازات المقدّمة للحزب مقابل نزع السلاح:

1. مناصب تنفيذية في الحكومة اللبنانية الجديدة تصل لحد السيطرة على القرار السياسي.

2. حماية دولية فرنسية للدور السياسي للحزب داخل المؤسسات اللبنانية.

3. وقف الحملات الإعلامية ضد الحزب داخليًا وخارجيًا.

4. تنسيق أمني غير معلن بين السعودية والحزب.

5. إعادة إعمار لبنان بتمويل خليجي مفتوح.

6. تحسين علاقة الحزب بالإدارة الأمريكية خاصة في ملفات الغاز.

7. فتح قنوات دبلوماسية غير مباشرة مع إسرائيل لمنع أي اغتيالات مستقبلية.

8. ضم لبنان إلى منتدى غاز شرق المتوسط لتحويله إلى لاعب إقليمي مهم.

9. دعم عمليات التنقيب عن الغاز في البحر.

10. استثمارات ضخمة في البنية التحتية اللبنانية.

ورغم حجم الامتيازات، ردّ حزب الله بأنه "يحتاج وقتًا للتفكير".

وهنا جاءت الضربة الإسرائيلية باغتيال قائد أركان الحزب علي الطبطبائي الرجل الثاني بعد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، في رسالة واضحة:

**إما الموافقة… أو استمرار الاغتيالات.**



*2. لماذا تريد السعودية نزع سلاح الحزب؟

السعودية لديها حسابات أمنية طويلة مع الميليشيات المدعومة من إيران، بدءًا من الحوثيين الذين قصفوا منشآت أرامكو بسلاح إيراني الصنع، وصولًا إلى شبكات النفوذ الممتدة في العراق وسوريا ولبنان.


نجحت الرياض، بعد حرب غزة، باستثمار التغيرات الإقليمية لصالحها، فاستعادت نفوذها في واشنطن وباريس، ودفعت لتفعيل مسار تفكيك الميليشيات في المنطقة.




*3. لماذا تريد فرنسا ذلك؟

فرنسا باعتبارها جزءًا من الترويكا الأوروبية التي فرضت عقوبات على إيران، لا تريد لبنان دولة بميليشيا، بل دولة بمؤسسات مركزية.

ومن مصلحة باريس استقرار لبنان الذي ترتبط به تاريخيًا وسياسيًا وماليًا.



*4. لماذا تستعجل إسرائيل نزع السلاح؟

لأن الحزب يمثل الخطر الأكبر على شمال إسرائيل، ولأن تجربة غزة أعطتها نموذجًا تريد تكراره:

*تحييد البنية العسكرية للمقاومة وتحويلها إلى تنظيم سياسي بحت.



*5. رد حزب الله على العرض السعودي

الحزب وضع خمس شروط صعبة للموافقة:

1. وقف الاغتيالات الإسرائيلية لقيادات الحزب.

2. وقف القصف داخل الأراضي اللبنانية.

3. انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.

4. تحرير الأسرى اللبنانيين.

5. ضمان أمريكية رسمية للاتفاق.

وقبل أن تُستكمل الشروط، فاجأت فرنسا الحزب بطلب تنفيذ **اتفاق الطائف** كاملاً… بما يشمل تفكيك جميع الميليشيات المسلحة، وهي رسالة واضحة:

الدولة فقط هي التي يجب أن تحمل السلاح.



*6. دخول مصر على الخط: خطة إنقاذ عاجلة

مصر رفضت معادلة نزع السلاح الكامل، وقدّمت بديلًا واقعيًا:

*الخطة المصرية لحماية لبنان:

1. انسحاب إسرائيل من الجنوب وخاصة "الخمسة تلال التي تُستخدم كمواقع استراتيجية.

2. تنظيم سلاح حزب الله بدل نزعه**، بحيث يبقى السلاح مجمّدًا ولا يُستخدم إلا بإذن من الجيش اللبناني.

3. ضمانة أمريكية لمنع إسرائيل من اجتياح لبنان.


*لماذا تتحرك مصر؟

لأن الحرب على لبنان ستعني:

– اندلاع أربع جبهات: سوريا، العراق، اليمن، ولبنان.

– عودة تهديدات الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر.

– تعطيل قناة السويس.

– انفجار إقليمي كامل يعيد المنطقة إلى سيناريو ما بعد 2011 ولكن أوسع وأخطر.


*7. مبادرة مدير المخابرات المصرية

بعد وصوله بيروت تم الاتفاق على مبادرة من مرحلتين:


*المرحلة الأولى:

– وقف إطلاق النار بالكامل.

– وقف الانتهاكات الإسرائيلية.

– تجميد سلاح حزب الله.

– انتشار الجيش اللبناني على كل الأراضي اللبنانية.


*المرحلة الثانية:

– تشكيل لجنة خماسية (مصر – أمريكا – فرنسا – لبنان – إسرائيل).

– مراقبة تنفيذ القرار 1701.

– منع إقامة منطقة عازلة إسرائيلية بعمق 20 كم داخل لبنان.

– تثبيت سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها.



*8. الخلاصة: من يكتب مستقبل لبنان الآن؟

لبنان اليوم في نقطة مفصلية:

– السعودية تريد نزع السلاح.

– فرنسا تريد دولة قوية بلا ميليشيات.

– إسرائيل تريد جبهة شمال خالية من التهديد.

– أمريكا تضغط من الخلف.

– مصر تتدخل لتمنع الاجتياح والحرب الشاملة.

– الحزب يحاول الحفاظ على ما تبقى من نفوذه العسكري.


المعادلة:

*إمّا أن يتحول حزب الله إلى قوة سياسية بلا سلاح…

أو

*أن تنفجر حرب قد تغيّر خريطة الشرق الأوسط بالكامل.

Read More
    email this
Published نوفمبر 25, 2025 by with 0 comment

"الدروز في سوريا… طائفة تبحث عن الأمان أم قوة صامتة تُعاد قراءتها؟"

"الدروز في سوريا… طائفة تبحث عن الأمان أم قوة صامتة تُعاد قراءتها؟"

"الدروز في سوريا… طائفة تبحث عن الأمان أم قوة صامتة تُعاد قراءتها؟"



التقيت بشخص درزي ودار بيني وبينه حوار طويل  جعلني في حيرة  وتبادر الى ذهني سؤال مهم حول  هذه الطائفه وهو هل يدعي الدروز المظلوميه والاضطهاد ام انهم بالفعل يعانون منها؟ وذلك بعد أن اخبرني  عن الممارسات والانتهاكات  التي يتعرضون لها من باقي الطوائف ولم يحدد لي من يقوم بتلك الانتهاكات !! وما هي الاضرار التي لحقت بالدروز !! ولكنه اشار الى مقتل عدد من افراد اسرته ونجاته هو وزوجته التي تقيم معها الأن في دوله خليجية .

حين تلتقي بشخص يحمل جرحًا عميقًا، فإن كلامه يترك أثرًا أكبر مما قد تتركه أي دراسة أو تقرير.

 هكذا تمامًا كان حديثي مع ذلك الرجل الدرزي الذي نقل لي شعورًا بالظلم، وروايات عن ممارسات وانتهاكات أدت – كما قال – إلى مقتل أفراد من عائلته، ونجاته هو وزوجته التي انتقل معها الى دولة خليجية بحثًا عن الأمان.


هذا النوع من الشهادات فتح الباب أمام سؤال كبير: من هم الدروز فعلًا؟ وهل يعيشون مظلومين ومُقصيين في سوريا؟ أم أن رواية الاضطهاد مرتبطة بالظروف وانعكاس الصراعات السياسية والطائفية؟


هذا ما اناقشه في هذا المقال بعمق.


 *من هم الدروز؟ 

الدروز جماعة دينية-اجتماعية عربية الأصل، ظهرت في القرن الحادي عشر.

عددهم في العالم يُقدّر بين 800 ألف إلى مليون شخص موزّعون بشكل أساسي على:

*سوريا: بين 600–700 ألف تقريبًا، معظمهم في محافظة السويداء.

*لبنان: حوالي 300 ألف.

*فلسطين المحتلة / إسرائيل: نحو 150 ألف.

*الأردن: أقلية صغيرة.

السوريون الدروز يشكّلون أكبر تجمع درزي في العالم، وهم جزء أصيل من النسيج السكاني السوري منذ مئات السنين.


*هل الدروز مضطهدون فعلاً داخل سوريا؟

السؤال شائك، والإجابة تعتمد على زاوية النظر. يمكن مناقشة الاحتمالات في ثلاث روايات رئيسية:

*1. رواية الاضطهاد:

يرى أصحاب هذا الرأي أن الدروز:

* تعرضوا للتهميش الاقتصادي والخدمي في السويداء.

* واجهوا محاولات لفرض التجنيد الإلزامي عليهم خلال الحرب.

* عاشوا تحت ضغط الفصائل المتطرفة التي كانت تتمدد قرب مناطقهم.

* فقدوا أفرادًا نتيجة هجمات داعش على القرى الشرقية عام 2015 و2018.

هذه الرواية تغذي شعورًا عامًا لدى بعض الدروز بأن مناطقهم تُركت وحيدة في ظل الحرب.


*2. رواية “الحياد المكلف”:

الدروز في سوريا اتخذوا موقفًا أقرب إلى “الحياد” خلال الأزمة السورية، لا هم مع السلطة بشكل كامل ولا مع المعارضة.

هذا الحياد:

* أبقاهم بمنأى عن تدمير هائل كما حدث لغيرهم،

  لكن

* جعلهم عرضة لاتهامات من الطرفين:

  * من المعارضة: بأنهم مؤيدون للسلطة.

  * من بعض الموالين للسلطة: بأنهم “غير ملتزمين” أو “مترددين”.

النتيجة: احتكاكات أمنية متعددة، وشعور بالقلق والانعزال.


*3. رواية عدم الاضطهاد:

بحسب هذه الرؤية:

* الدروز يحتفظون بدرجة من الإدارة الذاتية غير المعلنة داخل السويداء.

* علاقتهم مع دمشق مبنية على “التفاهم” وليس الصدام.

* كبار مشايخ العقل يميلون تاريخيًا إلى التسويات مع الدولة.

من يتبنى هذا الاتجاه يرى أن سردية الاضطهاد مبالغ فيها أو تُستغل سياسيًا.


*هل هم مكروهون أو منبوذون في سوريا؟

صعب جدًا الحديث عن “كراهية عامة”، لأن الدروز تاريخيًا شاركوا في كل مراحل تكوين الدولة السورية، لكن هناك ثلاثة مصادر لتوتّر الصورة:

1. الجهل العام بطبيعة عقيدتهم ما يؤدي إلى أحكام مسبقة.

2. الخطابات الطائفية خلال سنوات الحرب التي ألصقت بكل طائفة صورًا نمطية.

3. رفض الدروز المشاركة في الحرب إلى جانب أي طرف، ما جعلهم هدفًا لاتهامات متناقضة.

لكن على مستوى المجتمع السوري العام، لا توجد مؤشرات قوية على كراهية عامة أو ممنهجة تجاه الدروز.


*ما علاقتهم بإسرائيل؟ وهل هم “تابعون” لها؟

هذا واحد من أكثر الملفات تعقيدًا في السرديات العربية:

*1. دروز فلسطين (داخل الخط الأخضر):

* جزء منهم يخدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي بسبب قانون التجنيد الإجباري على الدروز فقط.

* هذا لا يمثل خيار دروز سوريا أو لبنان، بل هو **ظرف سياسي خاص بفلسطين المحتلة**.

* كثير من الدروز في الداخل يعارضون التجنيد أصلاً.


*2. هل دروز سوريا مرتبطون بإسرائيل؟

لا.


* دروز سوريا تاريخيًا معادون لإسرائيل سياسيًا بحكم موقفهم القومي.

* شارك العديد منهم في مقاومة الاحتلال في الجولان.

فكرة “ارتباطهم بإسرائيل” تُستخدم أحيانًا كسلاح سياسي للتشويه، لا أكثر.


*3. هل يتحكم بهم أحد؟

الدروز عادة يقودهم “مشايخ العقل” وهناك ثلاثة مراجع دينية أساسية في السويداء.

لكن في السياسة، المشهد أكثر تعقيدًا:

* هناك مشايخ قريبون من السلطة.

* وآخرون قريبون من الاحتجاجات الشعبية.

* وجزء ثالث يرفض أي اصطفاف نهائي.

هم ليسوا “تابعين” لقوة أجنبية، لكنهم أيضًا ليسوا كتلة سياسية موحدة.


*هل هناك عداء بينهم وبين الحكومة السورية؟

العلاقة تختلف حسب الزمن:

*قبل الحرب:

كانت العلاقة مستقرة، والدروز جزء من الدولة.


*بعد 2011:

* ظهرت توترات بسبب ملف التطويع والتجنيد.

* رفضت السويداء إرسال شبابها للجبهات، فبدأت بعض الاحتكاكات السياسية.

* ظهرت مجموعات محلية مسلحة تركز على حماية المنطقة فقط، دون قتال خارجي.


*اليوم:

العلاقة أقرب إلى “التعايش المشروط”، مع مطالب واسعة داخل السويداء بتحسين الوضع الاقتصادي والخدمات.


*حوار مفتوح: هل الدروز طائفة مظلومة أم حالة سياسية خاصة؟

السؤال لا يمكن الإجابة عنه بنعم أو لا.

لكنه يفتح نقاشًا جوهريًا:

* هل ما يروى عن الاضطهاد هو نتيجة هوية طائفية؟

* أم نتيجة فراغ سياسي وأمني عاشته السويداء خلال الحرب؟

* وهل المظلومية شعور جماعي فعلاً؟ أم تجربة فردية تختلف من شخص لآخر؟

* وهل تحاول أطراف إقليمية أو دولية توظيف هذه السردية لصالح مشاريعها؟

هذه الأسئلة بحد ذاتها تكشف أن وضع الدروز ليس حالة “اضطهاد بسيط”، بل نتيجة طبقات من التاريخ والسياسة والهوية والانقسام المحلي.


خلاصة

الدروز في سوريا جماعة عربية أصيلة، تعيش بين معادلات سياسية معقدة، وتحرص غالبًا على الحياد وعدم الانجرار للصراعات.


هل هم مضطهدون؟

البعض يقول نعم، والبعض يقول لا، لكن المؤكد أنهم يعانون من الظروف نفسها التي تعاني منها معظم مناطق سوريا اليوم: اقتصاد منهك، خدمات ضعيفة، وقلق مستمر من المستقبل.


ما يعانيه الفرد الذي التقيت به قد يكون جزءًا من معاناة شخصية أو عائلية أو سياسية، لكنه بالتأكيد يعكس حقيقة أكبر:

أن جميع السوريين — بمختلف طوائفهم — دفعوا ثمن الحرب بطريقة أو بأخرى.

Read More
    email this
Published نوفمبر 25, 2025 by with 0 comment

الاقتصاد الخليجي بين فوائض النفط والعجز المالي: لماذا لا يظهر الثراء على الأرض؟

 

الاقتصاد الخليجي بين فوائض النفط والعجز المالي: لماذا لا يظهر الثراء على الأرض؟

الاقتصاد الخليجي بين فوائض النفط والعجز المالي: لماذا لا يظهر الثراء على الأرض؟



على الرغم من أن دول الخليج حققت خلال السنوات الأخيرة فوائد نفطية ضخمة، فإن المشهد المالي لا يعكس هذا الواقع. ديون تتزايد، ضرائب جديدة، خصخصة، وبيع لأصول الدولة… بينما تُطرح أسئلة جوهرية:


أين تذهب كل هذه المليارات من عائدات النفط؟ ولماذا لا تنعكس على قوة وسيادة الاقتصاد الخليجي؟


ففي عام 2023 وحده، شكّلت العائدات النفطية أكثر من 60% من إيرادات دول الخليج، ومع ذلك سجلت أغلب الدول فائضاً شبه صفري، وأحياناً عجزاً واضحاً في الميزانية. هذا التناقض ليس ظرفاً طارئاً، بل نتيجة بنية اقتصادية ومالية ارتبطت بالخارج أكثر مما ارتبطت بالداخل.


لماذا لا ينعكس فائض النفط على الفائض المالي؟

الجواب المباشر – كما يوضحه المختصون – أن جزءاً كبيراً من هذه الفوائض النفطية لا يدخل فعلياً في دورة الاقتصاد المحلي، بل يتجه إلى الخارج في شكل:

  • سندات حكومية أمريكية
  • استثمارات في صناديق أجنبية
  • تمويل مشاريع ومنشآت في الدول الغربية
  • ودائع بالدولار تشغّل اقتصادات الآخرين بدل أن تُنمي الاقتصاد الخليجي

وفي الداخل، تظهر نتائج معاكسة تماماً:
تضخم، ارتفاع أسعار، ديون حكومية، تقليص الدعم، وبيع أصول الدولة تحت مسمى الخصخصة.


لكن السؤال الأعمق:
لماذا تسلك دول الخليج هذا المسار أصلاً؟


الإجابة تكمن في خمس ركائز أساسية شكّلت بنية الاقتصاد الخليجي طوال العقود الماضية.


الأسباب الخمسة وراء ضعف انعكاس الثروة النفطية داخلياً

1. الدولار مقابل الحماية: معادلة البترودولار

منذ سبعينيات القرن الماضي، فُرضت معادلة واضحة:
النفط الخليجي يُباع حصراً بالدولار مقابل الحماية الأمريكية وصفقات السلاح.

هذا النظام – البترودولار – يعني ببساطة أن:

  • فوائض النفط بالدولار تُعاد تلقائياً إلى الولايات المتحدة
  • جزءاً كبيراً منها يُضخ في سندات الخزانة الأمريكية
  • ويتم تدوير المال في النظام المالي الغربي وليس الخليجي

وبذلك، يفقد الخليج جزءاً من استقلاله المالي مقابل ضمانات سياسية وأمنية.

2. ضعف البنية الإنتاجية داخل دول الخليج

حتى اليوم، يعتمد الاقتصاد الخليجي على الاستيراد أكثر من الإنتاج.
فلا توجد قاعدة صناعية كافية، ولا اكتفاء ذاتي، ولا زراعة قوية، ولا تصنيع تكنولوجي حقيقي.

ومع تدفق المليارات من النفط:

  • إذا ضُخ المال داخل الاقتصاد المحلي يسبب تضخماً حاداً
  • وإذا خرج للخارج، تستفيد منه الاقتصادات الغربية

وهكذا تتحول الثروة النفطية إلى ثروة “عابرة”، لا تصنع اقتصاداً مستقلاً ولا قيمة مضافة محلية.

3. الخصخصة المفروضة دولياً

خلال العقود الماضية، دفعت المؤسسات المالية العالمية – وعلى رأسها صندوق النقد والبنك الدولي – دول الخليج نحو ما يسمى تحرير الاقتصاد، والذي يشمل:

  • بيع أصول الدولة
  • رفع الضرائب
  • تقليص الدعم
  • خفض الإنفاق العام

هذه الإجراءات تُسوَّق كـ إصلاح اقتصادي، لكنها في الحقيقة:

تفتح الباب الخلفي لفقدان جزء من السيادة الاقتصادية، وتحويل ملكية الدولة إلى الشركات الأجنبية.

4. صناعة الاعتماد بدل صناعة الاستقلال

تاريخياً، كان الهدف الغربي واضحاً:
الخليج يجب أن يبقى مستورداً لا منتجاً.

لذلك شُجعت دوله على:

  • استيراد التكنولوجيا دون صناعتها
  • شراء الأسلحة دون تطوير صناعات الدفاع
  • الاستثمار في الغرب بدل الاستثمار في الداخل
  • الاعتماد على الشركات الأجنبية بدل بناء قاعدة وطنية مستقلة

فأصبحت النتيجة النهائية:
النفط يُنتج في الخليج… لكن قرار استخدامه وتوجيه فائدته في أيدي الغرب.

5. إدارة الثروة من الخارج

حتى حين تتراكم الأموال داخل دول الخليج، فإن إدارتها واستثمارها غالباً ما تتم:

  • عبر مؤسسات مالية غربية
  • وفق قواعد مالية غربية
  • في أسواق وبنوك غربية

وبالتالي:
المال يُجمع هنا… لكنه يُستثمر ويُدار هناك.

الخلاصة: الخليج يموّل العالم… ولا يموّل نهضته

إن استمر الوضع كما هو، سيبقى الخليج:

  • ينتج النفط
  • ويموّل اقتصادات الدول الكبرى
  • بينما يواجه تضخماً وضرائب وبيعاً لأصوله
  • ويتحول من “مالك للثروة” إلى “ممَوّل للثروة في الخارج”

فالاختيار اليوم واضح:
إمّا إعادة السيطرة الوطنية على ثروات الخليج،
أو استمرار تمويل العالم مقابل إضعاف الداخل.



Read More
    email this

الاثنين، 24 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 24, 2025 by with 0 comment

قلوبٌ شتّى يتوحّد أصحابها… وأمّة واحدة تتفرّق!

 

قلوبٌ شتّى يتوحّد أصحابها… وأمّة واحدة تتفرّق!

قلوبٌ شتّى يتوحّد أصحابها… وأمّة واحدة تتفرّق!


على الرغم من أنّ المجتمع الصهيوني يعيش واحدة من أكثر البنى الاجتماعية والسياسية انقسامًا في العالم—انقسامات عقائدية، دينية، حزبية، قومية، وحتى عنصرية داخلية—إلا أنّه يتحوّل، لحظة شعوره بالتهديد، إلى كتلة واحدة تعمل كفريق متماسك.


هذه الظاهرة ليست جديدة، ولم تأتِ من فراغ، بل هي جزء من طبيعة المشروع الصهيوني نفسه، الذي بُني منذ بداياته على أساس أمني قبل أي شيء آخر.


الصهاينة… داخليًا ممزّقون، وخارجيًا يدٌ واحدة

قد يبدو المشهد السياسي الإسرائيلي اليوم أشبه بساحة صراع بين اليمين واليسار، والمتدينين والعلمانيين، والأشكناز والسفارد، بل وحتى بين الأجهزة الأمنية نفسها.

ومع ذلك، حينما يتعلّق الأمر بما يسمّونه “الأمن القومي”، تسقط الخلافات كلها خلف ظهرهم.

الجميع يصبح جزءًا من فريق عمل واحد هدفه حفظ الكيان واستمراره.


هذه القدرة على “إدارة الخلاف” وتقديم المصلحة العليا على الصراعات الداخلية ليست وليدة اللحظة، وإنما جزء من ثقافة زرعها المؤسسون منذ قيام الكيان، عبر ثلاثة مبادئ رئيسية:

1. الأمن أولًا… وكل شيء بعده

كل مؤسسة وكل فرد يتم تربيته على أن بقاء الدولة أهم من بقاء الحكومات والأحزاب.


2. صورة العدو الموحّد

وجود خصم خارجي يصنع تلقائيًا حالة اصطفاف داخلي.


3. منظومة متقدمة لإدارة الأزمات

لديهم آليات واضحة وفعّالة لحل الخلافات حينما تصبح تهديدًا لأمنهم.



القرآن… سبق ففضح حقيقتهم


المفارقة أن القرآن الكريم وصف حالهم بدقة:

“تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى”

(الحشر: 14)


هذه الآية جاءت في سياق الحديث عن اليهود، حيث كانوا متفرقين داخليًا رغم ما قد يظهر من اتحاد ظاهري، وهو ما نراه اليوم تمامًا؛ فكل ما يبدو من انسجام هو انسجام اضطراري، لحظي، مرتبط بالخوف أو المصلحة.


لكن السؤال الأخطر هو:

إذا كان من وصفهم الله بتشتت القلوب ينجحون في توحيد صفوفهم عند الحاجة… فلماذا لا نفعل نحن؟



لماذا لا يعمل العرب والمسلمون كفريق واحد؟


الأمة العربية والإسلامية هي أكثر أمم الأرض التي اجتمع عليها الخصوم، وأكثر من سُفكت دماؤهم ظلمًا وعدوانًا، وأكثر من يحتاج فعلًا إلى وحدة الصف… ومع ذلك لم يتحقق ذلك إلا نادرًا.


هناك أربعة أسباب رئيسية:


1. غياب مشروع موحّد


الأمة لم تبلور حتى اليوم مشروعًا جامعًا يمكن أن تتفق حوله، لا سياسيًا ولا اقتصاديًا ولا حضاريًا.


2. الإرث التاريخي للخلافات


تراكم صراعات الماضي—القبلية، المذهبية، السياسية—ما زال يلقي بظلاله، وأصبح يُستدعى بسهولة في كل أزمة.


3. تدخل القوى الخارجية


كل مرة يقترب العرب من التماسك، يتحرك الخارج لإعادة تفتيتهم، لأن وحدتهم تعني قوّة سياسية واقتصادية لا يمكن مجاراتها.


4. غياب ثقافة إدارة الاختلاف


نحن لا نفتقد إلى “وحدة الصف” فقط؛ نحن نفتقد إلى فن إدارة الخلاف.

أما الصهاينة فيدركون أن خلافاتهم الداخلية يجب ألا تهدد مشروعهم، فيضعون قواعد واضحة تمنع ذلك.



العرب والمسلمون… قادرون على التوحد إذا تغيرت الأولويات


رغم كل هذا، فإن تاريخ الأمة يُظهر أنها كلما تعرّضت لخطر وجودي حقيقي، استطاعت أن تتماسك.

بل أحيانًا يكفي أن يظهر مشروع صادق وعادل حتى يتفاعل الناس حوله بقوة.


ولذلك فإن السؤال اليوم ليس:


لماذا لا نتّحد؟

بل:

ما المشروع القادر على جمعنا؟ ومن يمتلك الشجاعة لطرحه؟



ختامًا

اتحاد الصهاينة ليس قوة داخلية بقدر ما هو خوف مشترك…

أما الأمة العربية والإسلامية فحينما توحّدت في التاريخ لم يكن خوفًا، بل إيمانًا بعدالة قضيتها.


ربما آن الأوان لطرح السؤال الأكبر:

هل نريد وحدة مبنية على رد الفعل… أم مشروعًا يعيد للأمة مكانتها؟

Read More
    email this

الأحد، 23 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 23, 2025 by with 0 comment

هل تتغير أفغانستان؟ بين مشاهد “إكسبو أفغانستان” ونظرة طالبان للتطور

مقال حواري: هل تتغير أفغانستان؟ بين مشاهد “إكسبو أفغانستان” ونظرة طالبان للتطور

 هل تتغير أفغانستان؟ بين مشاهد “إكسبو أفغانستان” ونظرة طالبان للتطور



لم يعد المشهد الأفغاني كما اعتدناه قبل سنوات. المقاطع المصوّرة القادمة من إكسبو أفغانستان الواسعة، وإقبال العائلات، ووجود منتجات محلية وابتكارات شبابية—فتحت بابًا جديدًا من الأسئلة:


هل نحن أمام تغيّر اجتماعي حقيقي؟ أم أمام محاولة رسم صورة أكثر جاذبية للعالم؟


في هذا المقال سنمضي بنظام الحوار، كما لو أننا أمام مجلسٍ فكريّ يتناقش فيه ثلاثة أطراف: *صوت المواطن الأفغاني، وصوت المراقب الخارجي، وصوت الباحث المختص بالشأن السياسي*.


المشهد الأول: الجمهور والدهشة

المواطن الأفغاني:

"نحن نبحث عن حياة طبيعية. لسنا مختلفين عن بقية الشعوب. وجود معرض كبير كإكسبو يسمح لنا بأن نرى منتجات بلدنا، ونلتقي برواد الأعمال، ونشعر بأن أفغانستان قادرة على الحياة رغم كل شيء."


المراقب الخارجي:

"لكن هذا الإقبال الجماهيري، وهذا الانفتاح الاجتماعي… هل هو مبادرة من المجتمع نفسه؟ أم سمحت به طالبان لتلميع صورتها؟"


الباحث:

"الواقع يشير إلى أن المجتمع الأفغاني—وخاصة جيل الشباب—يدفع بقوة نحو المشاركة في الحياة المدنية مهما كانت القيود. صحيح أن طالبان تتحكم بالمشهد العام، لكنها لا تستطيع كبح مجتمع كامل يريد أن يعيش."


المشهد الثاني: طالبان بين “الحذر” و”التجربة”

هنا يطرح السؤال الأهم:


هل تغيرت طالبان؟

المواطن:

"نعم… ولا. ما زالت هناك قيود كثيرة على النساء، وعلى التعليم، وعلى الإعلام. لكننا بدأنا نرى هامشًا من الفعاليات الاقتصادية والثقافية التي لم تكن موجودة قبل عامين."


المراقب:

"هل هذه بداية تحول؟ أم مجرد استثناءات؟"


الباحث:

"Taliban تتعامل بحسابات دقيقة. هناك ثلاثة عوامل تدفعها لتجربة الانفتاح المحدود:**


1. الأزمة الاقتصادية: تحتاج الحركة إلى استقطاب استثمارات ودعم خارجي، ولا يمكن تحقيق ذلك دون صورة أكثر استقرارًا.

2. ضغط المجتمع المحلي: الأفغان بطبعهم شعب تجاري، اجتماعي، يتوق للحياة العامة.

3. تحولات داخل الحركة نفسها: بعض التيارات داخل طالبان تدرك أن البقاء في حكم بلد كامل يتطلب براغماتية أكبر من مجرد التشدد الأيديولوجي."


المشهد الثالث: هل يمكن لهذه التغييرات أن تصبح “مسارًا”؟

المواطن:

"لو سمحت طالبان بمزيد من التعليم، وفتحت المجال للمرأة، وتبنت مشاريع اقتصادية أكبر… ستتغير أفغانستان جذريًا."


المراقب:

"لكن التجارب السابقة أثبتت أن الحركة تتراجع كلما شعرت بالضغط أو الخوف من التغيير."


الباحث:

"ذلك صحيح، لكن الأحداث الأخيرة—ومنها إكسبو أفغانستان—تكشف أن المجتمع بدأ يتقدّم خطوة للأمام، ومع الوقت يصبح من الصعب على أي سلطة أن تبقيه في 



خاتمة حوارية

هل ما نراه في مقاطع الفيديو هو بداية “تحديث” تقوده طالبان؟

أم هو تحديثٌ يدفع به المجتمع رغم طالبان؟

ربما الحقيقة تقع في المنتصف. ما يحدث الآن يشبه **مرحلة اختبار**:

* المجتمع يجرّب حدود ما يمكن فعله.

* طالبان تجرّب كيف يمكنها أن تبقى في الحكم دون خسارة الداخل أو الخارج.

وفي هذه المنطقة الرمادية، تنشأ فرص جديدة.

قد لا تكون كافية لتغيير قواعد اللعبة…

لكنها كافية لتقول إن أفغانستان بدأت تتحرك، ولو بخطوات هادئة، نحو واقع مختلف عمّا عرفه العالم لسنوات طويلة.

Read More
    email this
Published نوفمبر 23, 2025 by with 0 comment

غزة بين واقعٍ تُثبّته إسرائيل وسلامٍ يُدفن قبل أن يولد

 

غزة بين واقعٍ تُثبّته إسرائيل وسلامٍ يُدفن قبل أن يولد

غزة بين واقعٍ تُثبّته إسرائيل وسلامٍ يُدفن قبل أن يولد


في الوقت الذي تُظهر فيه إسرائيل موافقةً شكلية على وقف إطلاق النار، تعمل على تثبيت واقع جديد يطيل عمر الحرب ويُبقي نارها مشتعلة تحت الرماد. فبينما تُعلن عن “هجمات تستهدف قواتها داخل الخط الأصفر”، تواصل في الوقت ذاته تغذية رواية “نزع سلاح المقاومة”، وتعيد فتح ملف جثث الأسرى القتلى، بالتزامن مع بحثها عن المفقودين الثلاثة، لتعيد إنتاج خطاب الحرب وتستبقي مبررات استمرارها.


بهذه التحركات، لا تبدو إسرائيل مجرد طرفٍ ينتظر نهاية الجولة، بل فاعلًا يصنع بيئة أمنية مرتبكة ومضطربة عمدًا. مجموعات مسلّحة تُترك هويتها غامضة، عمليات أمنية تُنسب إلى مصادر مجهولة، وأجواء مشبعة بالضباب السياسي، بحيث يبدو أن المطلوب هو إبقاء غزة في حالة توتر دائم لا تعرف استقرارًا. فكلما اقترب الحديث عن التهدئة، عاد لعبث منسّق يعيد المشهد إلى نقطة الصفر.


وفي خلفية هذا المشهد المتشابك، تستمر الاغتيالات، وتُنسف المباني، وتُدمَّر البنى التحتية المتبقية، وكأن الحرب تُدار بنفَس طويل هدفه أن يظل القطاع ينزف بلا توقف. لم تعد الحرب مجرّد مواجهة عسكرية؛ بل تحوّلت إلى عملية استنزاف شاملة يراد لها أن تُفقد المجتمع قدرته على النهوض، وأن تبقيه في دائرة الإغاثة بدل التعافي، وفي انتظار المفاجآت بدل الاستقرار.



وهنا تظهر الأسئلة التي يحاول الجميع الهروب منها:

من يملك فعليًا القدرة على حماية وقف إطلاق النار؟

ومتى سيعرف إنسان غزة لحظة أمان حقيقية، يستعيد فيها ما تبقّى من روحه؟

ومتى يتوقف هذا الظلم الممتد الذي يخنق حياة الناس، ويطمر أحلامهم، ويمنعهم من أبسط حقوق البشر؟


هذه ليست مجرد أسئلة عابرة، بل صرخة إنسانية لمن يشاهد من بعيد…

علّه يرى الصورة كاملة، ويدرك أن ما يجري ليس صراعًا عابرًا، بل حياة تُسحق يومًا بعد يوم ببطءٍ مقصود.

Read More
    email this