الاثنين، 1 ديسمبر 2025

Published ديسمبر 01, 2025 by with 0 comment

الجلاء البريطاني عن الجزر الثلاث (الطنب وأبو موسى): ما القصة الحقيقية؟

 





الجلاء البريطاني عن الجزر الثلاث (الطنب وأبو موسى): ما القصة الحقيقية؟




في أواخر نوفمبر 1971، وفي لحظة انسحاب القوات البريطانية من الخليج «شرقيّ السويس»، نفّذت إيران عمليتين سريعتين ومخطّطتين استهدفتا الجزر الاستراتيجية الثلاثأبو موسى والطنب الكبرى والطنب الصغرى — الواقعة عند مدخل مضيق هرمز. إيران أعلنت بعدها رسميًا أن «الجلاء البريطاني» أعاد للسيادة الإيرانية ما كانت تُعتبره أراضيها التاريخية؛ بينما اعتبرتها الإمارات (حينها: الإمارات المتصالحة ويلات قبل قيام الاتحاد أو بعده بساعات) احتلالاً وخرقاً لسيادة الإمارات وأحكام القانون الدولي. ويكيبيديا+1


كيف جرت العملية عمليًا؟ (ملخّص الوقائع)

  1. الفراغ السياسي والانسحاب البريطاني: مع إعلان بريطانيا عن انسحابها من الشرق الأوسط شرقيّ البحر المتوسط عام 1968 وتحديد موعد سحب القوات، نشأ فراغ أمني وسياسي في الخليج. قبل المغادرة بوقت قصير، نشطت تحرّكات دبلوماسية بين لندن وطهران والشيخات المحلية بحثًا عن تسوية. Ethz Files

  2. الاتفاق الجزئي على أبو موسى (MOU): يوم 29 نوفمبر 1971 جرى توقيع «مذكرة تفاهم» بين إيران وإمارة الشارقة (بعض المصادر تشير إلى ضغوط بريطانية حصلت على موافقة ضمنية من الشارقة) تقضي بتقاسم بعض الصلاحيات على جزيرة أبو موسى وإدارتها المشتركة مؤقتًا، وهو ما أعطى لإيران حجة للوجود الجزئي هناك. لكن التفاهم هذا لم يسرّ قطاعًا واسعًا من الساحة المحلية وعُدّ في أبو ظبي وبقية الإمارات «تخليًا» عن حق سيادي. ويكيبيديا

  3. الاستيلاء على الطنبين بالقوة: بينما كان الاتفاق مع الشارقة حول أبو موسى جزئياً، قامت قوات إيرانية في 30 نوفمبر 1971 بعملية برمائية وجوية على الطنب الكبرى والطنب الصغرى، وأجبرت الحاميّة المحلية الصغيرة على التراجع، وطردت بعض السكّان أو أجبرتهم على الرحيل. الحادثة خلّفت شهداء وجرحى من الجانبين حسب الروايات المتباينة. ويكيبيديا


ماذا فعلت الإمارات (أو ما أصبح الإمارات) آنذاك؟ وكيف تعاملت لاحقًا؟

  • فور قيام الإمارات (2 ديسمبر 1971)، اعتَبرت الدولة الوليدة أن الجزر الثلاثة جزء من أراضي إماراتيّة — إذ كانت كل جزيرة مرتبطة قبل انسحاب البريطاني بإمارة محليّة (الطنب مع رأس الخيمة، وأبو موسى مع الشارقة). الإمارات طالبت باسترداد الجزر عبر القنوات الدبلوماسية الدولية واعتبرت الإجراءات الإيرانية «احتلالًا» غير مشروع. Welcome | UAE Embassy

  • على مدار العقود التالية، كانت الإمارات تُقدّم شكاوى دبلوماسية، وتطالب بالحلّ السلمي والتحكيم الدولي. إيران رفضت مرارًا الخضوع لمحكمة العدل الدولية أو لجان تحكيم دولية لحسم النزاع، ما أبقى الملف متوترًا ومفتوحًا. Ethz Files


حكاية السكان — من هم أهل الجزر الآن؟ وما وضع الأهالي؟

  • الطنب الكبرى والصغرى: قبل 1971 كان في الطنب الكبرى عدد من السكّان المحليّين (صيادون ومزارعون) وصلوا لعشرات أو مئات فقط؛ عقب الاستيلاء طردت أو أُجبرت مجموعة منهم على الرحيل إلى رأس الخيمة أو باقي ساحل الإمارات. منذ ذلك الحين حافظت إيران على وجود عسكري وإداري على الطنبين، ومعظم سكانها الآن عناصر قوات أو موظفون إيرانيون، كما أن الحقّ في العودة للسكان الأصليين ظل مطلبًا إماراتيًا لم يتمّت تلبيته. citeturn0search0turn0search3

  • أبو موسى: وضعيته مختلفة بعض الشيء: لأن الاتفاق الجزئي مع الشارقة منح طهران وجودًا رسميًا جزئيًا فوريًا، فقد بقت على الجزيرة مساكن لسكان محليين عرب مع استمرار وجود عناصر إيرانية. في السنوات الماضية رُصدت سياسات إيرانية لتعزيز حضورها الديموغرافي والإداري على الجزيرة (بناء منشآت، استقدام موظفين، تطوير مرافق عسكرية ومراقبة). يبثّ بعض الأشخاص — وخاصّة عبر وسائل التواصل — مقاطع من أبو موسى يُزعَم أنها لسكان محليين، لكن يُنصَح بالحذر؛ لأنّ الوصول للجزر محدد وتحكّم طهران في من يدخل ويغادر يحدّ من مصداقية بعض المواد المنشورة. Ethz Files+1


المبررات الإيرانية: ماذا تقول طهران عن الجزر؟

  • سند تاريخي وجغرافي: تؤكد إيران أن الجزر «إيرانية منذ العصور القديمة»، وتستند في دفاعها إلى خرائط بريطانية (من القرن التاسع عشر) ووثائق أخرى تُظهر إدارة إيرانية قديمة للمنطقة، وتقول إن بريطانيا لم تكن صاحبة حقّ سيادي دائم على تلك الجزر، وأنها أعادت السيادة ببساطة إلى إيران بعد انسحابها. طهران أيضًا تعتبر أن أي منازعات يجب حلّها ثنائيًا وليس عبر محاكم دولية. الجارديان+1

  • أمن بحرية ومصالح استراتيجية: بالنسبة لإيران فإن السيطرة على المدخل الشمالي لمضيق هرمز ذات قيمة استراتيجية بالغة؛ فالجزر تمكّن مراقبة الملاحة البحرية وحماية الممرّات النفطية، وهذا بحد ذاته سببٌ دفع طهران إلى الاحتفاظ بها بعد انسحاب البريطانيين. citeturn0search3


كيف تعاملت الإمارات والمنظمات الدولية لاحقًا؟

  • الإمارات تقدّم دعاوى دبلوماسية مستمرة، وطالبت مرارًا بالحلّ عبر المفاوضات أو التحكيم الدولي الذي تقبل به عادةً الدول لحل النزاعات الحدودية، لكن طهران ترفض أي إحالة من نوع هذا.

  • حاولت الإمارات في مناسبات عدة تجنيد دعم دولي وإقليمي، وكانت القضية حاضرة في مؤتمرات دولية وبيانات خليجية وأوروبية؛ وفي السنوات الأخيرة صارت التعقيدات الإقليمية (التحالفات المتبدلة، الدور الروسي والصيني، الاتفاقات التجارية والسياسية) تؤثر في إمكانية تحقيق حلّ عملي. في 2024–2025 شهدت القضية أيضًا تصريحات دبلوماسية تثير توتّرًا مع دول ثالثة تتخذ مواقف داعمة أو محايدة للطرفين. citeturn0news42turn0news45


واقع اليوم: ماذا يعني «الاحتفال الإيراني بالجلاء البريطاني»؟

  • بالنسبة لنخبة النظام والحراك السياسي الإيراني، يملك «الجلاء البريطاني» بعدًا رمزيًا: إنه يُصوَّر كاسترداد لسيادة ضاعت في زمن الاستعمار، ويُستخدم داخليًا لتقوية خطاب السيادة الوطنية والقِطرية. لذلك تحتفل دوائر رسمية وشعبية إيرانية في ذكرى استيلائها على الجزر وتعرضها كدرس في مقاومة النفوذ الأجنبي. citeturn0search2

  • من منظور الإمارات والرأي العربي الذي يدعم سيادتها، الاحتفال الإيراني يُعد تذكيرًا بمناسبة مريرة: احتلال أرض عربية لم يُحسم أمرها دوليًا بعد، ويعيد فتح الملف الدبلوماسي ويزيد طلبات التحكيم والضغط الدولي لاستعادة السيادة. citeturn0search1


خلاصة تحليلية وخيارات أمام الإمارات والمنطقة

  1. الحقيقة المختلطة: ملف الجزر يقوم على حقيقة مزدوجة: وثائق ومطالب تاريخية إيرانية من ناحية، ووصاية وإدارة محلية عربية قبل 1971 من ناحية أخرى. غياب مراجع واضحة ما قبل الاستعمار يجعل الاعتماد على الخرائط والاتفاقيات البريطانية المؤرخة محورًا للنقاش. citeturn0search3

  2. إيران لن تتخلّى بسهولة: لأنّ الجزر تُعدّ مؤشر سيادي واستراتيجي مهم لطهران، وهي ترفض التوجه لأي تحكيم أو فصل طرف ثالث.

  3. خيار الضغط الدبلوماسي: على الإمارات الاستمرار في تعبئة دعم دولي وقاري (الأمم المتحدة، مجلس الأمن، الاتحاد الأوروبي، حلفاء إقليميين) ورفع ملفها عالياً سياسياً وقانونيًا.

  4. الحلّ الطويل الأمد يتطلب إقليمياً اتفاقًا شاملًا: بدون إطار جيوسياسي أوسع يعيد ضبط العلاقات الخليجية–الإيرانية ومقايضات سلام إقليمية، يبقى الملف عالقًا.

  5. حماية السكان وحقوقهم: على الصعيد الإنساني، من الضروري العمل على قنوات تضمن حقوق ساكني الجزر الأصليين (إن أمكن) وتوثيق حالات الطرد أو التقييد أو التغييرات الديموغرافية. citeturn0search0turn0search3


مراجع أساسية موثوقة للمتابعة (قراءات مقترحة)


  • صفحة شرح الاستيلاء على الجزر — ويكيبيديا (ملف تاريخي وموثق مع مراجع). ويكيبيديا

  • صفحة السفارة الإماراتية: «الجزر المحتلة» — موقف الإمارات الرسمي. Welcome | UAE Embassy

  • بحث Noura Al-Mazrouei، «Disputed Islands between UAE and Iran» (Gulf Research Centre / ETH Zurich PDF). Ethz Files

  • تقارير إخبارية ودبلوماسية: رويترز، الغارديان — عن مواقف دولية وردود الفعل الحديثة حول الخرائط والخرجات الدبلوماسية. Reuters+1

  • مقالات إيرانية تُعيد التأكيد على السند التاريخي الإيراني للجزر (مصادر إيرانية ومحطات إعلامية). KhabarOnline

Read More
    email this

الأحد، 30 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 30, 2025 by with 0 comment

الموجة المباركة: لماذا يتجه الآلاف في أوروبا والغرب لاعتناق الإسلام… وكيف أشعلت حرب غزة شرارة الوعي؟

 

الموجة المباركة: لماذا يتجه الآلاف في أوروبا والغرب لاعتناق الإسلام… وكيف أشعلت حرب غزة شرارة الوعي؟

الموجة المباركة: لماذا يتجه الآلاف في أوروبا والغرب لاعتناق الإسلام… وكيف أشعلت حرب غزة شرارة الوعي؟


تشهد الساحة الغربية منذ أشهر موجة استثنائية وغير مسبوقة من اعتناق الإسلام، لم تعد مجرد حالات فردية أو قصص متفرقة، بل ظاهرة متصاعدة وموثّقة بمقاطع تنتشر على كل منصات التواصل الاجتماعي.
من باريس إلى لندن، ومن نيويورك إلى سيدني، ومن برلين إلى أمستردام، يصطف رجال ونساء في المساجد، يرفعون أصابعهم بالشهادة، في مشاهد أصبحت مألوفة ورابطة بين شعوب لا يجمعها أي تاريخ مشترك سوى رحلة بحث عن الحقيقة.

واللافت أن هذه الموجة ليست دعوة منظّمة، ولا نتيجة لحملات تبشيرية، بل ناتجة عن صدمة أخلاقية عميقة خلّفتها حرب غزة.


أولًا: لماذا تتزايد أعداد المسلمين الجدد في الغرب؟

1. لحظة انكشاف غير مسبوقة

حرب غزة لم تكن مجرد حدث سياسي، بل زلزال أخلاقي عالمي.
الغربيون – ولأول مرة – رأوا:

  • أطفال غزة تحت الأنقاض

  • مشاهد المستشفيات المدمّرة

  • استهداف المدنيين

  • تضليل إعلامي مكشوف

هذا الانكشاف خلّق سؤالًا وجوديًا لدى الملايين:
كيف يمكن لحضارة تدّعي حقوق الإنسان أن تبرر قتل الأبرياء؟

عند هذا السؤال بالتحديد، بدأ كثيرون يفتحون عيونهم على الإسلام باعتباره النظام الأخلاقي الوحيد الذي بقي ثابتًا في وجه تلك الازدواجية.


ثانيًا: الإسلام للمرة الأولى يظهر بلا تشويه

أحد أهم أسباب هذه الصحوة أن مواقع التواصل الاجتماعي أزالت الوسيط التقليدي – الإعلام الغربي – الذي كان يقدّم الإسلام دومًا عبر عدسة التشويه.
بدلًا من:

  • “الإسلام دين عنف”

  • “المسلمون إرهابيون”

  • “الحجاب قمع”

بدأ العالم يرى:

  • شبابًا مسلمين يحملون الطعام للنازحين

  • أمهات محجبات ينقذن أطفالًا

  • رجالًا يرفعون الأذان وسط الدمار

  • شعوبًا كاملة تتكاتف رغم الألم

هنا حدث التحوّل:
الإسلام لم يُنقل عبر الكتب… بل عبر المواقف.


ثالثًا: لماذا ترتبط اعتناقات الإسلام بغزة تحديدًا؟

1. لأن غزة قدّمت للعالم نموذجًا روحيًا مدهشًا

الغربيون رأوا شعبًا:

  • يُقصف ولكنه لا يستسلم

  • يُحاصر ولكنه لا يفقد ثقته بالله

  • يُشرّد ولكنه لا يفقد إنسانيته

هذه الثباتية الروحية في ظل الألم أصبحت أعظم دعاية غير مقصودة للإسلام منذ عقود طويلة.

2. لأن المظلوم دائمًا يفتح أبواب الهداية

عندما يرى الناس شعبًا مظلومًا ثابت المعنى، يبدأون بالسؤال عن مصدر ذلك الثبات.
فيكتشفون أن مصدره: الإيمان.
فيسألون عن الإسلام… ثم يقتربون… ثم يدخلون.


رابعًا: ماذا يقول الداخلون الجدد إلى الإسلام؟

المشترك بين معظم شهاداتهم:

● الإسلام دين منطقي

● الإسلام يعطي للحياة معنى

● الإسلام يقدّم أخلاقيات ثابتة

● الإسلام يعالج أزمة الروح في الغرب

● غزة فتحت أعينهم على حقيقة الإسلام

وهنا تُدرك أن الموجة ليست عاطفية أو مؤقتة، بل تحوّل فكري عميق.


خامسًا: لماذا لم يستغل العرب والمسلمون هذا الزخم كما يجب؟

رغم أن الموجة المباركة تزداد يومًا بعد يوم، إلا أن العالم الإسلامي – رسميًا – لا يستثمرها بالشكل المطلوب.

أبرز نقاط القصور:

1. غياب التنظيم الدعوي الاحترافي في الغرب

الدعوة لا تزال فردية، تعتمد على نشطاء وحركات صغيرة.

2. ضعف المحتوى الدعوي الموجّه للأوروبيين

يقابله محتوى إلحادي وعلماني ضخم ومنظّم.

3. عدم دعم اعتناق الإسلام ببرامج تعليمية ومؤسسات احتضان

الكثير ممن يدخلون الإسلام يبقون وحدهم في مواجهة التحديات.

4. انشغال العالم العربي بصراعاته الداخلية

ففقد القدرة على استثمار لحظة تاريخية.


سادسًا: كيف يمكن للعرب والمسلمين استغلال هذه الموجة المباركة؟

1. إنشاء مراكز دعوية حديثة في أوروبا

مراكز ذات:

  • لغات أوروبية

  • أسلوب حضاري

  • فهم للبيئة الغربية

2. إنتاج محتوى مرئي قصير بلغات متعددة

يتناول:

  • تعريف الإسلام

  • الرد على الشبهات

  • عرض القيم

  • قصص الداخلين الجدد

3. دعم المسلمين الجدد ماديًا ونفسيًا وتعليميًا

ليثبتوا على إسلامهم ويصبحوا سفراء له.

4. نقل نموذج غزة الروحي إلى العالم بصورة واعية

فالناس تأثرت بغزة لأنها شاهدت إيمانًا حيًا وليس خطابات.

5. بناء تحالفات مع مؤثرين غربيين متعاطفين مع العدالة

فالحملة الإعلامية الحديثة تعتمد على الشخصيات المؤثرة أكثر من المؤسسات.


سابعًا: هل هذه الموجة ستستمر؟

نعم، كل المؤشرات تقول إنها ستكبر ولن تنحسر.
لأن الغرب يعيش:

  • أزمة الفراغ الروحي

  • انهيار مؤسسة الأسرة

  • استهلاك مفرط

  • فقدان المعنى

والإسلام يقدّم ما يحتاج إليه الغرب تمامًا:
معنى + منظومة أخلاق + طمأنينة + بناء أسرة + انسجام روحي.

والأهم:
الناس رأوا الدين على أرض الواقع في غزة، لا في الكتب.


الخلاصة 

نحن أمام لحظة فاصلة في تاريخ الدعوة.
حرب غزة – رغم آلامها – أعادت الإسلام إلى المشهد العالمي بصورة مشرقة.
موجات الدخول في الإسلام ليست ظاهرة طارئة، بل انعكاس لوعي عالمي جديد يبحث عن الحقيقة التي تجاهلتها الحضارة المادية طويلًا.

ويبقى السؤال الأهم:
هل سيستغل العرب والمسلمون هذه الفرصة التاريخية؟
أم ستضيع كما ضاعت فرص كثيرة قبلها؟

Read More
    email this
Published نوفمبر 30, 2025 by with 0 comment

شعوب إسلامية منسيّة بين ظهراني الأقوام الأخرى… لماذا تُمحى هويّتها؟ ولماذا صمت العالم الإسلامي؟

 

شعوب إسلامية منسيّة بين ظهراني الأقوام الأخرى… لماذا تُمحى هويّتها؟ ولماذا صمت العالم الإسلامي؟

شعوب إسلامية منسيّة بين ظهراني الأقوام الأخرى… لماذا تُمحى هويّتها؟ ولماذا صمت العالم الإسلامي؟

في زوايا بعيدة من الجغرافيا، وفي مناطق لا يتردد اسمها في نشرات الأخبار ولا على ألسنة الدعاة والخطباء، توجد شعوب إسلامية كاملة تعيش واقعًا بالغ القسوة: محاولة منهجية لطمس الهوية، محو اللغة، تفكيك الثقافة، ومنع أي شكل من أشكال الوجود الإسلامي الطبيعي.
هذه الشعوب ليست مجرد مجموعات صغيرة؛ إنها عُمق تاريخي وأصوات ثقافية طُمست عمدًا حتى أصبح كثير من المسلمين لا يعرفون عنها شيئًا.


1. الروهينغا… محنة جيل كامل

الروهينغا في ميانمار أحد أبرز الأمثلة في العصر الحديث.
شعبٌ بلا جنسية، بلا اعتراف، بلا حماية.
منذ عقود تُمارَس عليهم سياسات:

  • التجريد من الوثائق

  • منع الزواج والتنقل

  • الحرق المنهجي للقرى

  • طرد مئات الآلاف بالقوة نحو بنغلاديش

ورغم قسوة المأساة، بقيت القضية موسمية. تُذكر عندما يحدث قتل جماعي، ثم تختفي من الوعي العام.
لماذا؟
لأن الروهينغا يعيشون في منطقة محرومة من النفوذ الإسلامي السياسي والإعلامي؛ فلا توجد دولة إسلامية قوية قريبة تدافع عنهم.


2. الباشكير والتتار وشعوب روسيا الإسلامية… صراع بطيء وممنهج

في قلب روسيا، حيث تمتد أراضي الباشكير والتتار والشيشان وداغستان، يعيش ملايين المسلمين تحت ضغط ثقافي رهيب.
ليس الأمر قتلًا جماعيًا كالروهينغا، بل هو طمس بطيء:

  • فرض اللغة الروسية على حساب لغاتهم

  • اختراق الهوية الدينية عبر مشاريع حكومية

  • تصوير الإسلام كخطر

  • إعادة تشكيل الخطاب الديني تحت رقابة مباشرة

إنهم شعوب كاملة جرى "تدجينها" ثقافيًا بحيث يصبح الانتماء الإسلامي مجرد خلفية تراثية، لا هوية حية.


3. الإيغور… المثال الأكثر وضوحًا للطمس الممنهج

في الصين يتعرض الإيغور لسياسات هي الأقسى عالميًا:

  • معسكرات إعادة تعليم

  • منع الحجاب والصلاة والصوم

  • فصل الأطفال عن أهاليهم

  • هندسة سكانية لتغيير التركيبة الديموغرافية

ورغم هول الكارثة، يعيش المسلمون حول العالم حالة صمت، إلا من بيانات مستهلكة لا تغيّر شيئًا.


4. لماذا ينسى العالم الإسلامي هؤلاء؟

أولًا: ضعف البوصلة الجيوسياسية

العالم الإسلامي اليوم مستغرق في أزماته الداخلية:

  • حروب

  • انقسامات سياسية

  • اقتصادات منهكة
    وبالتالي، تصبح قضايا الأقليات الإسلامية الضعيفة "ترفًا سياسيًا" مقابل ملفات ساخنة داخلية.


ثانيًا: غياب النفوذ الإعلامي

المنصات المؤثرة التي تصنع الرأي العام ليست عربية ولا إسلامية، ولهذا لا تُسلّط الضوء إلا على ما يخدم مصالح القوى الكبرى.
أما الشعوب المسلمة الصغيرة، فتُترك للنسيان.


ثالثًا: تحالفات وصمت دبلوماسي

العديد من الدول الإسلامية تربطها مصالح اقتصادية مع الدول التي تضطهد الأقليات الإسلامية:

  • الصين

  • روسيا

  • الهند

  • ميانمار
    لذلك تُفضل أن تبقى صامتة كي لا تخسر هذه العلاقات.


رابعًا: تأثير التغريب

نعم… التغريب أحد الأسباب الأساسية.
فقد تم دفع جزء من العالم الإسلامي إلى أولوية القضايا المدنية الغربية بدلًا من قضايا الأمة، فأصبح الحديث عن هوية المسلمين أو الأقليات “رجعية” أو “غير مهمة”، بينما تُرفع أصوات هائلة لمواضيع أخرى يحددها الغرب.

وأصبح المسلم المعاصر يعيش حالة "انفصال شعوري" عن قضايا أمته، وكأن الإيغور والروهينغا والباشكير لا علاقة لهم به.


5. هل المشكلة في الشعوب أم في الأنظمة؟

الحقيقة خليط من الاثنين:

  • الأنظمة لا تُعطي اهتمامًا حقيقيًا بسبب المصالح.

  • الشعوب نفسها أصبحت مشدودة للقضايا الأكثر انتشارًا إعلاميًا.

وبذلك يختفي صوت الأقليات الإسلامية بين صفوف الأقوى إعلاميًا وسياسيًا.


6. كيف يعاد الاعتبار لهذه الشعوب؟

الأمر ليس مستحيلًا، بل يحتاج:

  1. وعيًا عامًا يتجاوز الإعلام الرسمي.

  2. مشاريع ثقافية وإعلامية تعرف بهذه الشعوب وتعيدها للواجهة.

  3. تحركات شعبية تضغط على الحكومات الإسلامية لفتح ملفاتهم دوليًا.

  4. استراتيجية أممية إسلامية لحماية الأقليات، كما تفعل الأمم الأخرى مع شعوبها.

Read More
    email this
Published نوفمبر 30, 2025 by with 0 comment

سوريا بين التوغّل والدم المستباح: ماذا تريد إسرائيل من عملياتها المتكرّرة؟

 

سوريا بين التوغّل والدم المستباح: ماذا تريد إسرائيل من عملياتها المتكرّرة؟

سوريا بين التوغّل والدم المستباح: ماذا تريد إسرائيل من عملياتها المتكرّرة؟

شهدت سوريا خلال الأيام الأخيرة عملية توغّل جديدة أسفرت – وفق ما نقلته مصادر محلية – عن مقتل 13 سوريًا بين مدنيين وعسكريين. وبالرغم من أن سوريا اعتادت منذ سنوات على الضربات الجوية الإسرائيلية، فإن ما حدث هذه المرة يكشف عن تصعيد نوعي يعيد طرح السؤال القديم الجديد:
ما الذي تريده إسرائيل من سوريا؟ ولماذا تستمر عملياتها داخل الأراضي السورية بهذا الإصرار؟

هذه المقالة تقدّم قراءة نقدية للمشهد من ثلاثة محاور: الحدث، السياق، والدلالات الاستراتيجية.


أولًا: الحدث… دم ينساب فوق أرض أنهكتها الحروب

التوغّل الأخير جاء في منطقة تشهد نشاطًا عسكريًا معقّدًا، حيث تتقاطع مصالح أطراف متعددة: الجيش السوري، فصائل محلية، وقوى تعمل بالوكالة.
العملية أدّت إلى سقوط 13 قتيلًا، بينهم عناصر تابعون لقوات الدفاع المحلية، إضافة إلى إصابات ودمار في بعض المنازل.

ورغم تضارب الروايات حول طبيعة الهدف، فإن الثابت هو استمرار الانتهاكات الميدانية داخل الأراضي السورية دون قدرة حقيقية على ردع أو منع هذه العمليات.


ثانيًا: إسرائيل… اللاعب الذي يتحرك بلا منافس

منذ عام 2011، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية داخل سوريا، مستهدفة مواقع وصفتها بأنها تهديد لأمنها.
لكن المتابع للمشهد يدرك أن المسألة باتت أبعد من “ردع تهديد” وأقرب إلى رسم خرائط جديدة للتأثير والسيطرة.

الإسرائيليون يتحرّكون وفق ثلاث استراتيجيات ظاهرة:

1. منع تشكّل قوة إقليمية داخل سوريا

تراقب إسرائيل بدقة أي بنية عسكرية ترى أنها قد تمثل خطرًا عليها، سواء كانت قوات نظامية، مجموعات محلية، أو قوات حليفة لإيران.
وترى أن إضعاف سوريا عسكريًا يجعل الحدود الشمالية لإسرائيل أكثر هدوءًا، وأقل احتمالية للانفجار.


2. استخدام الساحة السورية كورقة داخل صراعها السياسي من الداخل

العمليات العسكرية المتكررة تمنح المؤسسة الأمنية الإسرائيلية صورة “الحارس اليقظ”، وتُستخدم داخليًا لرفع مكانة القيادات السياسية والعسكرية.
في أوقات التوتر الداخلي، يكون قصف سوريا استعراض قوة يتلقّاه الجمهور الإسرائيلي كرسالة طمأنة.


3. اختبار مواقف القوى الكبرى

كل عملية إسرائيلية في سوريا هي أيضًا رسالة إلى روسيا والولايات المتحدة وإيران.
سوريا اليوم ليست ساحة حرب فقط، بل ساحة رسائل، وكل ضربة تحمل بين طياتها حسابات أكبر من الهدف ذاته.


ثالثًا: أين سوريا من كل هذا؟

سوريا – الدولة والشعب – تقف في منتصف ميدان تتصارع فيه القوى أكثر مما تتحاور:

  • انهيار اقتصادي

  • عقوبات

  • انقسام جغرافي

  • تدخلات إقليمية ودولية

  • ضعف في البنية الدفاعية

  • وملايين من السوريين بين نازح ومهجّر

هذه البيئة جعلت البلاد أكثر عرضة لأي اختراق أو عملية عسكرية، مع محدودية القدرة على الرد.


رابعًا: من يدفع الثمن؟ 13 اسمًا يكفي ليقول كل شيء

الدم السوري صار منذ سنوات الأقل كلفة في حسابات السياسة الإقليمية.
13 قتيلًا في التوغّل الأخير ليسوا رقمًا في الأخبار، بل دليل جديد على هشاشة الدولة السورية، وعلى أن الفاتورة تُدفع دائمًا من جيب المدنيين والمقاتلين البسطاء.


خامسًا: ماذا تريد إسرائيل حقًا؟

1. سوريا مُنهكة دائمًا

إسرائيل لا تريد إسقاط النظام السوري، لكنها لا تريد عودته قوةً مستقرة.
هو توازن دقيق: دولة موجودة… لكنها ضعيفة.

2. قطع أي امتداد عسكري إيراني

الهدف الاستراتيجي الأكبر:
منع إقامة "ممر بري" يربط طهران – بغداد – دمشق – بيروت.

3. فرض حضور دائم في قواعد الاشتباك

كل عملية عسكرية داخل سوريا تجعل إسرائيل شريكًا غير معلن في رسم شكل المنطقة.

4. إرسال رسالة بأن سوريا منطقة مفتوحة

الرسالة الواضحة:
“نستطيع الدخول والخروج متى نشاء… دون أن يمنعنا أحد.”


سادسًا: أين العرب من كل هذا؟

رغم تحسن العلاقات الدبلوماسية السورية العربية في بعض الجوانب، إلا أن الوضع الأمني السوري يبقى خارج نطاق التأثير العربي الحقيقي.
لا يوجد مشروع عربي واضح لإعادة سوريا إلى حالة الاستقرار أو منع القوى الخارجية من العبث داخلها.


سابعًا: نحو أي مستقبل تتجه سوريا؟

ما لم يحدث توافق دولي على إعادة ترتيب الساحة السورية، ستبقى البلاد عرضة لعمليات شبيهة، سواء من إسرائيل أو من أي قوة ترى لنفسها حق التدخل.

ومع كل عملية جديدة، تتآكل السيادة أكثر، ويزداد اليأس الشعبي، ويظل الدم السوري أرخص من أن يوقفه بيان أو اجتماع طارئ.


خلاصة نقدية

التوغّل الأخير وما أسفر عنه من سقوط 13 روحًا ليس حدثًا معزولًا، بل حلقة في سلسلة طويلة من عمليات تؤكد أن سوريا لم تعد لاعبًا في أرضها بقدر ما هي ساحة لتصفية حسابات الآخرين.

وإسرائيل – التي تتحرك منذ سنوات بلا كلفة تقريبًا – تستثمر هذا الضعف لفرض قواعد جديدة، ليس فقط على سوريا، بل على الإقليم بأكمله.

والمؤسف أن من يدفع ثمن هذه الاستراتيجيات ليس قادة ولا جيوشًا…
بل سوريون بسطاء وجدوا أنفسهم وسط صراع لا يعرفون بدايته ولا تبدو له نهاية.

Read More
    email this
Published نوفمبر 30, 2025 by with 0 comment

إلهام الفضالة بين التسجيل المسرّب والقضية المثيرة: القصة الكاملة من التوقيف إلى جلسة الحسم

 

إلهام الفضالة بين التسجيل المسرّب والقضية المثيرة: القصة الكاملة من التوقيف إلى جلسة الحسم

إلهام الفضالة بين التسجيل المسرّب والقضية المثيرة: القصة الكاملة من التوقيف إلى جلسة الحسم



إلهام الفضالة… من نجمة الشاشة إلى قلب العاصفة القضائية

تحولت الفنانة الكويتية إلهام الفضالة خلال الأسابيع الأخيرة إلى محور جدل واسع في الخليج بعد توقيفها على خلفية تسجيل صوتي مثير نُسب إليها، قبل أن تُفرج عنها المحكمة لاحقًا بانتظار استكمال المحاكمة. القضية لم تهدأ، والشارع منقسم: هل هي مظلومة؟ أم أن القانون يطبق لوائحه بلا استثناء؟ فيما يلي قراءة شاملة لجميع تفاصيل القضية من بدايتها حتى آخر تطور.


البداية: تسريب تسجيل صوتي قديم أعاد فتح ملف حساس

اندلعت الأزمة عندما انتشر تسجيل صوتي قيل إنه يعود إلى عام 2021، سُمع فيه صوتٌ يُزعم أنه يعود لإلهام الفضالة وهي تنتقد أوضاعًا داخل الكويت مستخدمة عبارات اعتبرتها بعض الجهات "إساءة للدولة" أو "مخالفة لقوانين النشر وأمن الدولة".

ورغم أن التسجيل قديم وغير موثّق، إلا أن انتشاره الواسع على منصات التواصل دفع النيابة العامة للتحرك وفتح تحقيق رسمي في الواقعة.


التوقيف: قرار النيابة يهز الوسط الفني

أعلنت النيابة العامة الكويتية توقيف الفنانة إلهام الفضالة على ذمة التحقيق، وتم نقلها إلى سجن النساء المركزي لمدة 21 يومًا احتياطيًا بانتظار نتائج الفحص الفني للتسجيل الصوتي.

هذا القرار أثار موجة تضامن كبيرة، وتداول رواد مواقع التواصل هاشتاغات تدعو للإفراج عنها، وسط تعليقات تعتبر توقيفها مبالغًا فيه، خاصة أن القضية تعتمد على "تسجيل مجهول المصدر".


جلسة المحكمة الأولى… وإنكار كامل للتهمة

في أولى جلسات محاكمتها أمام محكمة الجنايات، أنكرت الفضالة التهم بالكامل مؤكدة أن الصوت ليس صوتها، وأنها لم تصدر أي تصريح يسيء للكويت، مشيرة إلى أنها ضحية حملة استهداف أو تلاعب رقمي.

طالب محاميها بإخلاء سبيلها، مؤكدًا أن الأدلة الفنية غير قاطعة حتى الآن، وأن استمرار توقيفها لا مبرر له.


الإفراج وإعادة التوازن

استجابت المحكمة وقررت الإفراج عن إلهام الفضالة دون ضمان مالي، مع تحديد الجلسة القادمة للنظر في القضية في 8 ديسمبر 2025.

بعد خروجها، ترددت أخبار عن تعرضها لوعكة صحية ودخولها المستشفى بسبب الضغط النفسي، وهي أخبار لم يُؤكدها فريقها بشكل قاطع لكنها انتشرت بقوة.


هل كانت إلهام الفضالة مظلومة؟

تقييم مسألة "الظلم" في هذه القضية يعتمد على زاويتين:

1. من الناحية القانونية

لا يمكن القول إنها مظلومة أو مدانة قبل صدور رأي فني رسمي يثبت صحة التسجيل، أو حكم قضائي نهائي. القضية ما تزال منظورة، والعدالة لم تُعلن كلمتها الأخيرة.

2. من الناحية الإنسانية والإعلامية

هناك من يرى أن توقيفها بناءً على تسجيل غير مثبت أمر قاسٍ، وأن حجم الضغط الإعلامي عليها كان فوق الاحتمال.
في المقابل، يرى آخرون أن القانون يطبّق على الجميع، وأن ما يمس سمعة الدولة يجب التحقيق فيه بدقة.


الجدول الزمني الكامل للقضية

التاريخالحدث
أواخر أكتوبر 2025      انتشار تسجيل صوتي نُسب لإلهام الفضالة على وسائل التواصل
أول نوفمبر 2025النيابة العامة تفتح تحقيقًا رسميًا في التسجيل
منتصف نوفمبر 2025إصدار أمر توقيف ونقل الفضالة إلى السجن المركزي لمدة 21 يومًا
23 نوفمبر 2025أول جلسة محاكمة – الفضالة تنكر التهمة – طلب الإفراج
24 نوفمبر 2025محكمة الجنايات تقرر الإفراج عنها دون كفالة
25–26 نوفمبر 2025تداول أنباء عن دخولها المستشفى نتيجة ضغط نفسي
8 ديسمبر 2025موعد الجلسة المقبلة الحاسمة للنظر في نتائج التحقيقات الفنية والقانونية

ما الذي سيحسم القضية؟

القضية ستُحسم وفق ثلاثة عناصر رئيسية:

  1. الفحص الجنائي للتسجيل الصوتي
    هل الصوت لها أم لا؟ وإن كان لها: هل كان التسجيل مجتزءًا أو ممنتجًا؟

  2. نية المتحدث في التسجيل
    هل العبارات الواردة - إن صحت - تندرج ضمن حرية الرأي، أم أن بها إساءة مباشرة؟

  3. التأثير العام
    كون المتهمة شخصية عامة ذات تأثير يزيد حساسية الموقف، ما يعطي للقضية بُعدًا إعلاميًا.


خلاصة

قضية إلهام الفضالة ليست مجرد تسجيل صوتي؛ إنها قضية رأي عام، وحدود التعبير، وصراع بين العالم الرقمي والقانون، وتذكير بأن شهرة الشخص قد تكون سببًا في تضخيم أي أزمة. وحتى اللحظة، ما يزال باب الحكم مفتوحًا: إدانة؟ براءة؟ إسقاط قضية؟ كل الاحتمالات مطروحة حتى انتهاء التحقيق الفني والجلسة القادمة.

Read More
    email this

السبت، 29 نوفمبر 2025

Published نوفمبر 29, 2025 by with 0 comment

الحسابات الوهمية على منصة X: من كشفها؟ وكيف استُخدمت لمهاجمة السعودية والدول العربية؟

الحسابات الوهمية على منصة X: من كشفها؟ وكيف استُخدمت لمهاجمة السعودية والدول العربية؟

الحسابات الوهمية على منصة X: من كشفها؟ وكيف استُخدمت لمهاجمة السعودية والدول العربية؟



في التحديث الأخير لمنصة X (تويتر سابقًا)، برزت واحدة من أهم عمليات “تنظيف المحتوى” منذ سنوات، حيث قام النظام الجديد بتعقب وإيقاف آلاف الحسابات الوهمية وشبه الآلية (Bots & Fake Networks)، والتي كانت تُستخدم في حملاتٍ منظمة ضد عدد من الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
هذا الكشف أثار نقاشًا واسعًا حول حجم التدخل الخارجي في تشكيل الرأي العام العربي، وحول الأدوات التي كانت تُستخدم لتوجيه الجماهير ودفعهم إلى مواقف محددة دون وعي منهم.


الوقفة الأولى: كيف كشف التحديث الأخير في X هذه الشبكات؟

جاء التحديث الأخير ليركّز على 3 معايير حسّاسة:

  1. تحديد الأنماط المكرَّرة في التغريدات: الحسابات التي تُغرد بنفس الجمل أو الهاشتاقات خلال ثوانٍ قليلة.

  2. التحقق من صحة بيانات الحسابات: الكثير منها يستخدم صورًا مسروقة أو معلومات عامة غير منطقية.

  3. التعرّف على النشاط غير البشري: مثل التغريد على مدار الـ24 ساعة، أو الردود التلقائية السريعة.

هذه المعايير أدت إلى إغلاق موجة كبيرة من الحسابات التي تبين لاحقًا أنها ليست أفرادًا حقيقيين بل أدوات موجهة.


الوقفة الثانية: لماذا كانت السعودية هدفًا رئيسيًا؟

تظهر التحليلات أن الهجمات الرقمية على السعودية كانت تتم لأسباب مختلفة، أهمها:

1. تأثير السعودية الإقليمي المتنامي

صعودها الاقتصادي والسياسي يجعلها هدفًا لكل من يحاول التأثير على مراكز القوة في المنطقة.

2. محاولة ضرب الثقة الداخلية

الحملات الوهمية كانت تركز على:

  • بث الإحباط.

  • تهويل المشكلات الصغيرة.

  • خلق انطباع بوجود رفض داخلي واسع، رغم أن الحسابات نفسها ليست سعودية أصلًا.

3. محاولات توجيه الرأي العربي ضد الخليج

إشعال خلافات بين الدول العربية، ونشر رسائل طائفية أو قومية مزيفة.


الوقفة الثالثة: الأساليب المستخدمة في الهجمات

الحسابات الوهمية لا تعمل بشكل عشوائي، بل باتباع استراتيجيات واضحة، منها:

1. التحريض العاطفي

نشر تغريدات مصممة لإثارة الغضب الشعبي باستخدام كلمات حادة وصور مفتعلة.

2. صناعة الترند الوهمي

رفع هاشتاقات ضد دولة معينة عبر آلاف التغريدات المزيفة.

3. انتحال الهوية

حسابات تدّعي أنها:

  • مواطنون من داخل السعودية أو الخليج،

  • أو صحفيون،

  • أو “معارضون مجهولون”.

والهدف إعطاء مصداقية مزيفة للرسالة.

4. نشر الإشاعات قبل الأحداث الكبرى

مثل القمم السياسية، أو الأزمات الاقتصادية، أو القرارات الحكومية.


الوقفة الرابعة: من يقف خلف هذه الشبكات؟

رغم صعوبة تحديد الجهات بدقة، إلا أن التحليلات تشير إلى ثلاث فئات رئيسية:

  1. جماعات أيديولوجية تسعى لضرب استقرار الدول الخليجية.

  2. أطراف خارجية تستخدم التكنولوجيا لإضعاف تأثير السعودية في المنطقة.

  3. جيوش إلكترونية مدفوعة تعمل لصالح أحزاب أو دول تتصارع على النفوذ.


الوقفة الخامسة: أثر الحسابات الوهمية على المجتمعات العربية

وجود هذه الحسابات تسبب في:

  • نشر خطاب الكراهية،

  • خلق انطباع مضلّل عن الواقع،

  • تقليل الثقة في المؤسسات،

  • إشعال الفتن بين الشعوب العربية.

والأخطر من ذلك أنها تتلاعب بالعقل الجمعي من خلف الستار.


الوقفة السادسة: ماذا بعد كشف التحديث الأخير؟

الكشف لا يعني انتهاء الظاهرة، لكنه خطوة مهمة. ويبقى السؤال:

هل يستطيع المستخدم العربي التمييز بين الرأي الحقيقي والحساب المصنوع؟
وهل لدينا الوعي الكافي لفهم أن بعض “الضجيج الإلكتروني” ليس إلا أصواتًا تأتي من غرف مظلمة عبر روبوتات صامتة؟


فقرة حوارية ختامية للنقاش

يبقى السؤال الأهم الذي يحتاج إلى نقاش واسع:

إلى أي مدى شكلت الحسابات الوهمية وعي المجتمعات العربية دون أن تشعر؟
وهل نحن أمام مرحلة جديدة يجب فيها إعادة تقييم ما نقرأه ونشاركه على منصات التواصل؟
وما مسؤولية الأفراد والإعلام والحكومات في بناء فضاء رقمي نظيف لا تتحكم فيه “خوارزميات مموّلة” ولا “جيوش إلكترونية تعمل بالظل”؟

Read More
    email this
Published نوفمبر 29, 2025 by with 0 comment

سياسة المزاج المتغيّر: هل تتحرك الولايات المتحدة وفق المصالح أم وفق التزاماتها المعلنة؟

 

مقال حواري عميق يكشف سياسة الولايات المتحدة الانقلابية في التعامل مع الحلفاء، مع أمثلة من أوكرانيا والعراق وأفغانستان، وتحليل لأسباب تغيّر المواقف الأميركية وتأثيرها على العالم العربي والدول التي تركتها واشنطن في منتصف الطريق.

سياسة المزاج المتغيّر: هل تتحرك الولايات المتحدة وفق المصالح أم وفق التزاماتها المعلنة؟




تبدو الولايات المتحدة، في نظر كثير من المراقبين، دولة تتحرك في السياسة الخارجية بمنطقٍ يصفه البعض بـ "الولاء المشروط" أو "الدعم المؤقت"، الذي يبقى قائمًا فقط ما دام يحقق المصالح الأميركية المباشرة. وما إن تتبدّل الظروف، حتى تنتقل واشنطن إلى موقع آخر، وتعيد تشكيل تحالفاتها، وقد تترك حلفاءها في منتصف الطريق، تمامًا كما يحدث في لعبة الشطرنج عندما يستغني اللاعب عن قطعة كانت مفيدة قبل بضع نقلات ثم تُصبح عبئًا عليه.

هذا التحول ليس جديدًا، بل يشكل جوهر الاستراتيجية الأميركية منذ عقود. وفيما يلي نقاش تفصيلي لأبرز الأمثلة التي تكشف هذا النمط.


أوكرانيا… عندما تنقلب المعادلات فجأة

لم تكن أوكرانيا يومًا محمية أميركية بالمعنى الكامل، لكنها كانت أداة في الصراع الجيوسياسي بين واشنطن وموسكو.
منذ 2014 قدمت أميركا دعمًا سياسيًا وعسكريًا محدودًا، لكنه كان دائمًا محسوبًا بعناية بحيث لا يتحول إلى التزام مباشر بحماية كييف.

ومع اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا عام 2022، بدا الدعم الأميركي في بدايته ضخمًا، قبل أن يتراجع تدريجيًا مع الضغوط الداخلية الأميركية، ومع مخاوف واشنطن من تحول الصراع إلى حرب طويلة تستنزفها سياسيًا واقتصاديًا.

ومع مرور الوقت بدأ يظهر السؤال الذي يطرحه الأوكرانيون علنًا:
"هل ستتركنا أمريكا عندما تشعر أن الكلفة أصبحت أكبر من الفائدة؟"

هذا السؤال ليس جديدًا — بل تكرر في دول كثيرة قبل أوكرانيا.


العراق… الدعم الذي ينقلب إلى عبء

في العراق، قدمت الولايات المتحدة دعمًا واسعًا لقوات المعارضة العراقية قبل 2003، وروّجت لخطاب إسقاط النظام بوصفه ضرورة أخلاقية وسياسية.
لكن بعد الغزو، واجه العراق واقعًا مختلفًا:

  • فراغ سياسي وأمني كبير

  • صعود قوى مسلحة

  • انهيار مؤسسات الدولة

  • تدخلات إقليمية واسعة

وبدلًا من تحقيق الاستقرار الذي وعدت به واشنطن، بدا أنها تراجعت تدريجيًا وتركت البلد غارقًا في صراعاته، ثم انسحبت تاركة خلفها نظامًا هشًا ومعضلات لا تزال مستمرة حتى اليوم.

هنا يصبح السؤال منطقيًا:
هل كان الهدف الأميركي فعلًا "بناء عراق جديد"؟
أم كان الغزو ذاته هو الهدف، والباقي تفاصيل؟


أفغانستان… درس الانسحاب الأشد قسوة

إذا كان ثمة مثال يختصر السياسة الانقلابية الأميركية، فهو أفغانستان.
عشرون عامًا من الدعم العسكري والسياسي للحكومة الأفغانية، ثم انسحاب مفاجئ في 2021، أدى إلى انهيار الدولة خلال أيام فقط.

السبب؟
القرار الأميركي اعتبر أن "الكلفة أصبحت أكبر من المكسب"، وأن المعركة لم تعد تخدم مصالح واشنطن الاستراتيجية.

أما الحليف الأفغاني، فقد وجد نفسه أمام واقع مرير:
دعم أمريكي استمر عقدين ثم انتهى بضغطة زر.


الدول التي تضررت من هذا النمط

البلدان التي شعرت بثقل التراجع الأميركي كثيرة، منها:

  • فيتنام الجنوبية (1975)

  • الصومال بعد المهمة العسكرية الأميركية ثم الانسحاب

  • مصر التي تلقت دعمًا واسعًا في التسعينات قبل أن يتراجع الدور الأميركي تدريجيًا

  • قوات سوريا الديمقراطية التي تلقت دعماً ثم واجهت انسحابات أميركية غير متوقعة عام 2019

جميعها أمثلة على أن التحالف مع واشنطن ليس ضمانة طويلة المدى، بل علاقة تخضع للمراجعة كلما تغيّرت المصالح.


لماذا تنقلب أمريكا على حلفائها؟

الأسباب المشتركة تشمل:

1. تغير أولويات الأمن القومي الأميركي

عندما يصبح الصراع غير ذي جدوى، أو يتحول إلى عبء، تتراجع واشنطن سريعًا.

2. الضغوط الداخلية الأميركية

الرأي العام، الكونغرس، والاقتصاد… كلها عناصر تغيّر اتجاهات السياسة فجأة.

3. إعادة رسم الخرائط الجيوسياسية

تتعامل الولايات المتحدة مع العالم وفق مبدأ “من يفيدني الآن؟”، وليس “من كان حليفي بالأمس؟”.

4. الخوف من التورط العسكري طويل الأمد

تجارب العراق وأفغانستان جعلت واشنطن أكثر حساسية تجاه أي تدخل يشبه "المستنقع".


وكيف يتعامل العالم العربي مع هذه المزاجية؟

الدول العربية عانت، وربما أكثر من غيرها، من هذا النمط المتقلب.
فالسياسة الأميركية في المنطقة كثيرًا ما بدت كمن يتحرك تارةً بدافع المصالح النفطية، وتارة بدافع تحجيم نفوذ دول أخرى، وتارة تحت تأثير الضغوط الداخلية.

النتيجة؟
أن العالم العربي أصبح يتعامل بحذر شديد مع واشنطن، مدركًا أن:

الدعم الأميركي ليس دائمًا،
والالتزام الأميركي ليس مضمونًا،
والتحالف الأميركي لا يعني الولاء.

وهذا ما دفع عدة دول عربية في السنوات الأخيرة إلى تبني سياسة "تنويع الحلفاء" بدل الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة، وهو تحوّل استراتيجي مهم في المنطقة.


خاتمة نقاشية… لمن يبقى الولاء؟

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم في كل عاصمة عربية وغربية هو:
هل الولايات المتحدة شريك أم ظرف؟
حليف أم فرصة؟
صديق طويل المدى أم قوة تبحث عن مصالحها فقط؟

الواقع يشير إلى أن السياسة الأميركية ليست "خيانة"، بل براغماتية صارمة، ترى العالم كمساحة مصالح متغيرة، لا مساحة التزامات ثابتة.
وما لم تُدرك الدول هذا القانون، فإنها ستواصل الوقوع في الصدمة نفسها كل مرة.

Read More
    email this