السبت، 20 ديسمبر 2025

Published ديسمبر 20, 2025 by with 0 comment

غزة ليست “مشكلة أمنية”… بل عقبة أمام مشروع استعماري كامل

غزة ليست “مشكلة أمنية”… بل عقبة أمام مشروع استعماري كامل

غزة ليست “مشكلة أمنية”… بل عقبة أمام مشروع استعماري كامل





منذ اليوم الأول، لم تكن غزة بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة “ملفًا أمنيًا”، ولا ساحةً لمواجهة فصيل مسلح اسمه حماس، كما يروّج الخطاب الغربي المعلّب. غزة، بكل بساطة، أرض. والأرض هي الهدف، أما السلاح والمقاومة فليسا سوى الذريعة.


إسرائيل لا تريد نزع سلاح حماس، ولا إخراجها من المشهد، لأن وجودها – بصيغته الحالية – يخدم الرواية الإسرائيلية أكثر مما يهددها. العدو الحقيقي في نظر تل أبيب وواشنطن ليس فصيلاً، بل الإنسان الفلسطيني نفسه، بوجوده، وبقائه، وتمسكه بأرضه.


“ريفييرا الشرق الأوسط”… عندما يتحول التطوير إلى تطهير

تحت شعارات براقة مثل “إعادة الإعمار”، و“التطوير الاقتصادي”، و“ريفييرا الشرق الأوسط”، تُدار واحدة من أخطر عمليات الخداع السياسي في العصر الحديث. هذه ليست خطط إنقاذ لغزة، بل خرائط شطب.

ما يُطرح اليوم ليس إعادة بناء القطاع لأهله، بل إعادة تصميمه بدونهم. تحويل غزة إلى مساحة استثمارية، سياحية، أو لوجستية، بعد تفريغها من سكانها، أو كسر إرادتهم، أو دفعهم قسرًا إلى الهجرة تحت القصف والجوع والدمار.

إنه نموذج استيطاني كلاسيكي:

  • تدمير شامل

  • إنهاك إنساني

  • تهجير ناعم أو قسري

  • ثم استيطان تحت مسمى “تنمية”

نتنياهو وترامب: شراكة في الجريمة لا في السياسة

بنيامين نتنياهو لا يدير حربًا، بل ينفذ مشروعًا أيديولوجيًا قديمًا، مؤجَّل التنفيذ، وجد لحظته المناسبة في الدم الفلسطيني. أما دونالد ترامب، فليس وسيط سلام كما ادّعى، بل شريكًا فكريًا في رؤية تعتبر فلسطين “صفقة عقارية كبرى”.

صفقة القرن لم تمت، بل تبدلت أدواتها. ما لم يتحقق على طاولة المفاوضات، يُفرض اليوم بالقوة العسكرية، وبالدعم الأميركي الأعمى، وبالصمت الدولي المتواطئ.

خداع متعمد للعرب وأوروبا

الولايات المتحدة وإسرائيل لا تتعاملان مع الأطراف العربية ولا مع الاتحاد الأوروبي كشركاء، بل كـديكور سياسي:

  • العرب يُستدعون للتمويل بعد الدمار

  • الأوروبيون يُستدعون للبيانات الإنسانية

  • والأمم المتحدة تُستدعى لعدّ الضحايا

بينما القرار الحقيقي يُصاغ في واشنطن وتل أبيب، بعيدًا عن أي اعتبار للشرعية الدولية أو حقوق الإنسان.

كل الحديث عن “حل الدولتين” ليس إلا مخدرًا سياسيًا لإطالة عمر الجريمة، بينما تُبتلع الأرض، وتُمحى الجغرافيا، ويُختزل الفلسطيني في رقم أو لاجئ.

غزة تدفع ثمن كونها فلسطينية

ليست غزة مستهدفة لأنها “خارجة عن السيطرة”، بل لأنها صامدة. لأنها ترفض أن تكون نموذج الاستسلام. لأن أهلها، رغم الحصار والقصف والمجازر، ما زالوا يقولون: هذه أرضنا.

المشكلة في غزة ليست حماس، ولا الصواريخ، ولا الأنفاق. المشكلة أن هناك شعبًا يرفض أن يُمحى.

الخلاصة: هذه ليست حربًا… بل مشروع اقتلاع

ما يجري في غزة اليوم هو جريمة مكتملة الأركان:

  • اقتلاع شعب

  • سرقة أرض

  • تزوير رواية

  • وتسويق الجريمة كـ”دفاع عن النفس”

لكن التاريخ علّمنا شيئًا واحدًا:
كل المشاريع الاستعمارية بدت في لحظتها قوية، محكمة، مدعومة… ثم سقطت، لأن الحق لا يُهزم مهما طال الزمن.

وغزة، رغم الجراح، ستبقى شاهدة على كذب القوة، وعدالة القضية، وسقوط الرواية الصهيونية مهما طال أمدها.

    email this

0 comments:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا