الجمعة، 18 أبريل 2025

Published أبريل 18, 2025 by with 0 comment

وحدة الصف الفلسطيني أولاً: لماذا يجب وقف النقد الداخلي والتوحد لدعم صمود غزة؟

لم تنصروهم فلما تعادوهم ؟!

وحدة الصف الفلسطيني أولاً: لماذا يجب وقف النقد الداخلي والتوحد لدعم صمود غزة؟ 


تثير الانتقادات الحادة والموجهة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، خاصة تلك التي تقود المعركة في غزة، تساؤلات كثيرة. هذه الفصائل، التي يراها الكثيرون في صدارة الدفاع عن القضية، تُتخذ كذريعة لاستمرار العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين ومظاهر الحياة في القطاع.

إننا ندرك أن هذه الفصائل وُضعت في وضع صعب ومعقد، خاصة في ظل:

  • التخاذل العربي والإسلامي الرسمي الواضح.

  • الضغوط الدولية التي تصل إلى حد التخوين والتشكيك في أهدافها.

وعلى الرغم من وجود بعض المآخذ على توجهات هذه الحركات، فإننا ندعم صمود الشعب الفلسطيني وقلبنا معهم بالكامل، لأنهم في موقع جهاد ومقاومة ضد المعتدين ومحتلي الأرض والمقدسات.

1. جذور الخلاف: التناحر بين الفصائل وأثره على القطاع 

لا يمكن إنكار أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لها سجل حافل من المواقف المشرفة والتاريخ النضالي، وقد أذاقت الاحتلال مرارة كبيرة بعملياتها. إلا أنه مع مرور الوقت وتعاظم القوة، برزت بعض الأمور السلبية التي أثرت على الصورة الكلية للحركة:

  • صعود الأصوات المنددة بالتعامل القاسي مع المعارضين في الداخل.

  • ظهور اتهامات بالتعسف في التعامل في المناطق التي تحكمها بقبضة من حديد.

في المقابل، مرت حركة فتح بمسار مختلف بعد دخولها السلطة وتخليها عن السلاح، ما أدى لزيادة محنة أهل غزة، وتعرضت هي الأخرى لانتقادات واسعة بلغت حد اتهامها بـ الخضوع المفرط للضغوط الدولية والإسرائيلية.

لقد أصبح التخوين المتبادل أمراً مؤسفاً، وأدى إلى تزايد الانزعاج الداخلي الذي ساهم في ظهور فكر مخالف والتوجه نحو الإطاحة بالقيادات، في سيناريو لا يخدم سوى الطرف المحتل.

2. العدو مشترك: التخوين الداخلي يخدم أجندة الاحتلال 

تجد الملاحظ أن الحركة الأكبر والأكثر تأثيراً في المقاومة (حماس) هي التي تستحوذ على النصيب الأكبر من الهجوم والمُعاداة وتشويه السمعة، بسبب ارتباط اسمها بردات الفعل الإسرائيلية العنيفة التي تستهدف الأبرياء وتدمر المنازل.

المؤسف حقاً هو أن من يعادي هذه الفصائل ويهاجمها، هو في الوقت نفسه عاجز عن نصرة أهل غزة المحاصرين.

  • وصل الأمر ببعض الأصوات المطالبة من الفصائل بتسليم سلاحها والتوقف عن المواجهة، وترك المجال للاحتلال للعبث كيفما يشاء.

  • هذا الموقف ينسى أن سقوط المقاومة يعني ضعف الأمة جميعاً وزيادة سيطرة الاحتلال.

3. النداء الأخير: واجب النصرة ووحدة الكلمة 

إلى أولئك الذين يوجهون النقد اللاذع، نقول: هل النقد البناء هو الواجب الآن؟ أم أن التثبيت ورفع الهمم هو الأجدر في ظل الدمار والخراب والتهجير الذي يقع على المدنيين؟

  • يجب أن يكون الواجب الأول هو الكف عن الانقسام ووقف توجيه أصابع الاتهام في وقت التضحيات.

  • هل يدرك من ينتقد أن تعليقه وازدراءه لأفعال المقاومة يسعد الطرف المعادي ويدفعه للمزيد من التصعيد؟

على المرجعيات الدينية والإعلامية العمل على تعزيز قيم النصرة والتضامن التي أمرنا بها ديننا. يجب وضع الخلافات جانباً، لأن الهدف المشترك هو صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق العدل. إن لم نستطع تقديم النصرة العسكرية، فعلى الأقل يجب أن نوحد كلمتنا في النصرة الإعلامية والسياسية والإنسانية.

Read More
    email this

الأربعاء، 9 أبريل 2025

Published أبريل 09, 2025 by with 0 comment

أزمة الوعي والضمير: ما هو واجبنا الإنساني والأخلاقي تجاه صمود غزة؟

 

أزمة الوعي والضمير: ما هو واجبنا الإنساني والأخلاقي تجاه صمود غزة؟ 

هل يمكن لقلوبنا وعقولنا أن تبقى سليمة ونحن نشهد الدمار واسع النطاق الذي تتعرض له غزة؟ نشهد استهدافاً لكل نواحي الحياة، ومع ذلك، لم نرَ التحرك الجماعي المطلوب، ولم تُعقد القمم الطارئة التي تعبر عن حجم المأساة.

هذا الأمر يدعو للتساؤل: هل تبقى فينا شيء من إحساس القلب، وشيء من إدراك العقل؟

أصبح ما يجري في محيطنا يدعو إلى الحيرة، فالكل يعيش حياته بتفاصيلها اليومية وكأنه في غيبوبة، رغم أن أصوات القصف ودمار المباني لا تخفى على أحد.

1. وهم العجز: الإرث النضالي للأمة يرفض الاستسلام 

يأتي البعض، بدافع الشعور بالعجز، ليسأل: "ما الذي نستطيع فعله؟" وكأن هذا السؤال أصبح عنواناً لمرحلة الضعف التي تمر بها الأمة.

ولمن يبحث عن جواب، نقول: افعلوا ما فعله رجال أمتنا الذين سبقونا. لقد عاشوا مرارة الضعف والانكسار، فصبروا ودعموا واستنهضوا الهمم ولم يتركوا إخوانهم وحدهم. استمروا في محاولاتهم حتى نفضت الأمة عنها غبار الخزي والوهن.

هناك الكثير الذي يمكن فعله: من الدعم الإغاثي والإنساني إلى التحرك الدبلوماسي والإعلامي الفعال. إن العجز ليس قدراً، بل هو قرار يمكننا التراجع عنه.

2. التحدي الأعظم: ما سر هذا الوهن في مواجهة المخططات؟ 

إننا أمام سؤال مهم لا نريد له مجرد إجابة، بل تفسيراً وحلولاً ناجعة: ما سر هذا الوهن والضعف الذي نعيشه؟

صحيح أن الأحداث متكررة، ولكن المخطط هذه المرة يبدو أوسع وأشرس، خاصة في ظل الحديث عن أجندات خطيرة للتهجير وموافقة ضمنية من قوى دولية كبرى. هذه المخططات، التي تهدف إلى جعل أمر الاحتلال أمراً واقعاً لا يمكن تغييره، تتطلب منا وقفة حاسمة.

هنا بعض التساؤلات التي لا بد من طرحها على أنفسنا:

  • هل يمكن أن يُعتبر منظر النازحين الذين يُساقون قسراً إلى أماكن غير آمنة حدثاً عادياً؟

  • هل تُطوى صفحة العائلات التي مُسحت من السجل نتيجة القصف، وتُنسى آثارها الملطخة بالدماء مع الأيام؟

  • هل منظر استباحة المدنيين، ومقتل المسعفين والطواقم الطبية والدفاع المدني، أمر لا يدعو إلى الشعور بالغضب والغيرة؟

  • أين ذهب معنى "البنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً"؟ ألا يجب أن يُطبق هذا المبدأ عند حلول الخطوب والنوائب؟

3. دعوة للعمل السلمي: كيف نترجم الحزن إلى طاقة تغيير؟ 

إن إخواننا في فلسطين يستحقون منا كل حزن وتضامن. يجب أن نظهر هذا الحزن جلياً بأفعالنا وتصرفاتنا، لا أن نلهث خلف توافه الدنيا ونتبع سبيل من يريدون تغييب عقولنا عن القضية الأم.

أيها الإخوة، أظهروا الحزن وافعلوا كل ما تستطيعون من أجل إخوانكم:

  • اغضبوا وثوروا سلمياً عبر كل الطرق المتاحة: التعبير الواعي، المقاطعة الاقتصادية، وحملات التضامن الرقمية المنظمة.

  • انشروا جرائم الاحتلال بكل مهنية وموضوعية.

  • أوقفوا الكثير من لهوكم وعبثكم، وكونوا سنداً لإخوانكم حتى وإن أبعدتكم المسافات.

لا تنشغلوا عنهم بدنياكم التي فُقد منها البريق بسبب الدماء والأرواح الطاهرة التي تزهق. إن كنت ترى يا قارئ كلماتي عكس ذلك، فلتراجع قلبك وروحك، ولتبدأ بالعمل الإيجابي الآن.

Read More
    email this

الاثنين، 31 مارس 2025

Published مارس 31, 2025 by with 0 comment

فرحة العيد المبتورة في غزة: نداء لتفعيل التكافل المالي العربي الدائم


عيد غزة

فرحة العيد المبتورة في غزة: نداء لتفعيل التكافل المالي العربي الدائم 


إن مشاهد الأطفال الذين ترتقي أرواحهم وهم بملابس العيد، ومشهد الأب الذي يُستشهد ممسكاً العيدية لأبنائه، تعكس حقيقة لا يمكن تجاهلها: الصراع في الأراضي المحتلة أكبر بكثير مما يتم تصويره في وسائل الإعلام التي تربطه فقط بحركة المقاومة ونزع سلاحها.

الحقيقة هي أنه سعي واضح وحثيث للسيطرة الكاملة على القطاع وتفريغه من سكانه الأصليين، إما بالقصف والتدمير، أو بالتهديد، أو بالوعود الواهية والكاذبة بالبحث عن أماكن أكثر أمناً لهم.

1. عيد تحت القصف: حقيقة الصراع تتجاوز نزع السلاح 

مهما حاولنا وصف حجم العمليات العسكرية التي تستهدف القطاع، فلن نتمكن من إيصال حجم المشاعر والضغوط التي يعيشها الأهالي. إن النظرة العدائية التي ترى في أهالي غزة مجرد عقبة أمام خطط التوسع والسيطرة، تستحل دماء الأبرياء وأرضهم دون تفكير.

لقد أكدت الأحداث المتكررة أن الهدف يتجاوز مجرد إضعاف قدرات الفصائل؛ إنه يتجه نحو إحكام السيطرة والعبث بالقطاع مثلما تريد الجهة المحتلة.

2. الصمود تحت الدمار: مظاهر العيد رغم الألم 

على الرغم من الوجع والألم والدمار الذي لحق بها، فإن غزة لم تخضع. لم يمتنع أهلها عن الاحتفال بالعيد وإظهار علامات الصمود والسرور التي يحملها هذا اليوم.

  • لقد صلوا وتجهزوا، وأقاموا الخطب والصلوات، وارتفعت أصوات التكبيرات.

  • تبادل الأهالي التهاني، وبذل المتطوعون وميسورو الحال ما يمكنهم لإدخال البهجة على الأطفال.

لكن القوات المعتدية لم تقف مكتوفة الأيدي؛ بل أفسدت تلك المظاهر وسالت الدماء البريئة في هذا اليوم المبارك الكريم. نسأل الله أن يكتب لأهل غزة أجر الصابرين الصامدين.



عيد غزة


عيد غزة

3. مقترح التكافل الدائم: إضافة غزة إلى قوائم الإنفاق العربي 

تراودنا دائماً أفكار واقتراحات، نعتقد أنها لو نُفذت، ستحدث تغييراً وتأثيراً قوياً في نفوسنا أولاً، وستفتح لنا باباً للاتفاق على أمور قادمة تغير مجرى الأحداث في أمتنا الجريحة.

من أهم تلك الأفكار التي يجب أن يتم تنفيذها باعتبارها واجباً قومياً وأخلاقياً:

  • إضافة قطاع غزة وأهله إلى قوائم الإنفاق الإغاثي الدائم في كل بلد عربي ومسلم.

  • أن يتم حسابهم كأولوية في موازنات الدول، ليس فقط لإعمار ما دُمِّر، بل لتعديل الوضع المادي وإيصال السيولة المالية لكل الأهالي شهرياً على حسب أفراد الأسرة.

بهذا، يمكن سد جزء كبير من نواحي الحياة القاسية التي يعيشونها.

قد يرى البعض أن هذا الاقتراح غير مُجدٍ في ظل استمرار الحرب. ولكن ما نرمي إليه هو أن هذا الاتفاق على أمر مالي واقتصادي يعتبر الأسهل من الاتفاق على الجانب السياسي والعسكري. إن عجزنا عن الاتفاق على هذا الأمر، فلن نستطيع الاتفاق على أي أمر آخر. الهدف الأول والأخير هو إخواننا في غزة وباقي المناطق الفلسطينية، الذين يستحقون منا أكثر من مجرد التندي

Read More
    email this

الأحد، 30 مارس 2025

Published مارس 30, 2025 by with 0 comment

الأزمة الإنسانية في غزة: القتل الممنهج وتحديات الجوع ونقص الدواء

 

القتل لمجرد القتل في غزة

الأزمة الإنسانية في غزة: القتل الممنهج وتحديات الجوع ونقص الدواء 


يستمر القصف والاستهداف بأدوات عسكرية متنوعة في قطاع غزة، حتى بعد الإعلان عن بعض اتفاقيات وقف إطلاق النار المؤقتة وتبادل الأسرى.

الوضع الإنساني لأهالي غزة لا يمكن وصفه إلا بالمأساوي والمُزري. الشعب الفلسطيني يُترك وحيداً بين فكي الحصار العسكري الذي يمنع وصول أبسط الاحتياجات الأساسية. في حقيقة الأمر، لا يمكننا لوم الحصار الخارجي فقط، بل يجب الاعتراف بأن ضعفنا وعجزنا هما ما قويا من هذا الحصار.

1. استراتيجية كسر الإرادة: مسح الأحياء واستهداف المدنيين 

بعد القصف والتدمير واسع النطاق للمباني التي كانت تؤوي الفلسطينيين، تحولت الأحياء إلى ركام يحتاج إلى جهد جبار لإعادة الحياة إليه. المشهد تحول إلى استهداف مستمر لكل ما يتحرك، بهدف واضح هو كسر الإرادة الفلسطينية في غزة والضفة، وهذا لن يحدث بإذن الله مع شعب تعايش وتأقلم مع بطش الاحتلال.

كل من يمشي على تراب غزة، سواء كان صحفياً، طفلاً، شيخاً، مسعفاً، أو من فريق الإنقاذ، أصبح هدفاً محتملاً للنيران التي لا تفرّق. إن العمليات العسكرية الممنهجة لا تحكمها حدود، ولا تستجيب إلا للغة القوة التي يجب على الأمة أن تستعيدها.

2. التساؤل الكبير: هل تملك الأمة القوة الكافية للتوحُّد؟ 

يبرز تساؤل هام: هل لدينا الكفاءة والمقدرة على مواجهة التحديات السياسية الإقليمية والدولية؟ وهل كل إمكانياتنا وقدراتنا تستطيع أن تفرض تغييراً على المشهد السياسي في المنطقة؟

نعم، نحن مجتمعين نمتلك قوة جبارة. بالوحدة والتآلف، يمكننا أن ننافس أقوى القوى. ولكن يظل التحدي: هل سنتواضع لبعضنا ونخفض جناح التعالي، ونوحد الصف للوصول إلى الغاية الأسمى التي تنهض بها الأمة من جديد؟

إن مهمة جمع كلمة العرب وإظهارها للعالم لا يجب أن تُلقى على عاتق قيادة واحدة؛ بل يجب أن يقوم بها الجميع. لا يمكن الاعتماد على قيادات منكفئة وضعيفة داخلياً؛ فالأمر يتطلب عملاً دؤوباً ووحدة صف.

3. ثلاثية الأزمة المعيشية: القتل والجوع ونقص الخدمات الصحية 

الوضع على الأرض يكشف عن أزمة إنسانية شاملة ذات ثلاثة أبعاد رئيسية، تتطلب تدخلاً فورياً:

  1. الموت بسبب العمليات العسكرية: القصف والاستهداف المستمر باستخدام أعتى الأسلحة، مما يحصد الأرواح المدنية.

  2. الموت جوعاً ونقص الطعام: أصبح المتحكم في مرور المساعدات هو الاحتلال، والشاحنات لا تتحرك إلا بأوامره. الطعام المتوفر في القطاع، معظمه من المعلبات ذات القيمة الغذائية المحدودة. الأسوأ هو جشع بعض التجار الذين يرفعون الأسعار أضعافاً مضاعفة، مما يحرم الأسر من أبسط مقومات البقاء.

  3. نقص الخدمات الطبية: تم تعطيل الخدمات الصحية بشكل شبه تام؛ نتيجة تدمير المستشفيات واستهداف الطواقم الطبية. هذا انعكس سلباً على المصابين الذين بدأت حالاتهم تتدهور، بالإضافة إلى النقص الحاد في الأدوية والمعدات اللازمة.

المشهد في غزة واضح ولا يحتاج لتحليل معمق. ولكن لعل كلمة منا تصل إلى مسامع من لهم قلوب واعية وضمائر حية تخاف الله، وتدرك أن لديها مسؤولية تجاه إخوانها. القوة بيد الله وحده، وعلى الأمة أن تتخذ الأسباب وتتوحد.

Read More
    email this

السبت، 8 مارس 2025

Published مارس 08, 2025 by with 0 comment

هشاشة الهدنة في غزة: تحليل للأهداف وراء استمرار القصف والنزوح

كذبة هدنة غزة

هشاشة الهدنة في غزة: تحليل للأهداف وراء استمرار القصف والنزوح 


عقب مشاهد تبادل الأسرى بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، وعودة جزئية للنازحين، ظن كثيرون أن هذه الهدنة المؤقتة قد استقرت وأصبحت أمراً واقعاً. ولكن، للأسف الشديد، تشير التقارير الواردة من الميدان إلى أن هذا التصور لا يمت لواقع غزة بصلة.

أفادت شهادات من السكان المحليين في رفح بأن هناك قصفاً عنيفاً واشتباكات في جنوب ووسط وشرقي المدينة، في تصعيد متوقع من الجانب الإسرائيلي الذي لا يزال يعيش تحت ضغط المطالبات الداخلية. هذا التصعيد يُنظر إليه كخطوة لحفظ ماء الوجه السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

1. الهدنة الهشة: العودة إلى الاشتباكات والنزوح المتجدد 

يؤكد النازحون العائدون إلى مناطقهم أن الغارات الجوية لم تتوقف، وأن الطائرات الاستطلاعية (الزنانات) لا تزال تحلق فوق الرؤوس، ولم يتوقف القنص والاشتباك باتجاه مساكن الأهالي. يعيش معظم السكان في العراء أو في بقايا المنازل التي دمرتها آلة الحرب.

هذا يشير إلى أن ما كان يُنشر ويُعرض في وسائل الإعلام عن "هدنة شاملة" قد يكون تخفيفاً للحقيقة ولا يعكس تفاصيل ما يجري على الأرض.

2. التعتيم الإعلامي وتحدي نقل الحقيقة من غزة 

بينما كانت مناظر تبادل الأسرى تحظى بتغطية إعلامية واسعة ومفصلة، لاحظ الكثيرون غياباً لحديث القنوات الإخبارية عن استمرار القصف والانتهاكات التي رافقت هذه التهدئة الهشة.

هنا يبرز التساؤل: هل هو قصور في التغطية، أم بسبب الإجراءات الإسرائيلية؟ من يستطيع تغطية صفقات التبادل وإجراء اللقاءات المطولة، هو بالتأكيد قادر على تغطية الغارات والاشتباكات.

للأسف، تم إظهار الإدارة الأمريكية السابقة (برئاسة دونالد ترامب) بصورة الشخصية القادرة على التأثير في الساحة، لكن سرعان ما صدمت التطورات أولئك المخدوعين، عندما أظهرت الإدارة دعمها الواضح للعمليات العسكرية المستمرة.

3. الأهداف الحقيقية للتهدئة المؤقتة 

لم تكن الهدنة سوى خدعة، أظهر الغزاويون حقيقتها بصمودهم. فقد استمر الوضع الصعب، وتفاقم سوءاً بإغلاق المعابر وتوقف قوافل المساعدات.

الأهداف المعلنة للتهدئة كانت تهدف على الأغلب إلى:

  • إخماد الغضب في الداخل الإسرائيلي باستعادة الرهائن.

  • إحداث أكبر ضرر ممكن في صفوف المقاومين، إرضاءً للشارع الإسرائيلي الملتهب.

أما ما عدا ذلك، فهو غير صحيح. ومن يصدق أن القوات الإسرائيلية ستلتزم باتفاق أو معاهدة في هذا السياق، فهو واهم.

4. التساؤلات الإقليمية حول تزامن الأزمات 

وكعادة الأحداث الإقليمية، يغطي بعضها على الآخر بسبب السرعة التي تحدث بها. ما يثير الاستغراب هو تزامن اندلاع أحداث جديدة في مناطق أخرى (مثل أحداث الساحل السوري) مع اللحظة التي بدأت فيها القوات الإسرائيلية بخرق الهدنة وقصف رفح وغيرها من مناطق فلسطين.

هذا يطرح تساؤلاً: هل هذه مجرد مصادفة؟ أم أنها تزامن غير بريء يهدف إلى لفت الانتباه عن منطقة يراد بها شر أكبر مما حل بها؟

نسأل الله أن يحفظ غزة وكل المناطق الفلسطينية، وأن يحمي سوريا وشعبها من كل شر ومكروه.

Read More
    email this

الخميس، 6 مارس 2025

Published مارس 06, 2025 by with 0 comment

تحليل استراتيجية الضغط الأمريكي على الشرق الأوسط وتحديات اتخاذ القرار العربي المستقل

تحليل استراتيجية الضغط الأمريكي على الشرق الأوسط وتحديات اتخاذ القرار العربي المستقل 


يواجه الموقف العربي تحديات متزايدة في ظل السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة تلك التي انتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي اتسمت بـ الابتزاز والمراوغة والتعامل مع الأوضاع الإقليمية كصفقة عقارية يجب الخروج منها بأقصى المكاسب. فقد تعاملت هذه الإدارة مع الهدنة المؤقتة في غزة كإنجاز شخصي يجب استغلاله لتبرير أي ممارسات لاحقة.

 الموقف العربي: بين الخضوع وبارقة الأمل في الرفض 

تعيش القيادات العربية في موقف حرج أمام شعوبها والمجتمع الدولي. ولكن ما لفت الانتباه مؤخراً هو وجود ردود فعل رافضة لبعض الإملاءات الأمريكية، خاصة تلك المتعلقة بتهجير الفلسطينيين أو التنازل عن الثوابت. هذا الرفض، وإن كان محدوداً، نأمل أن يتطور ليصبح ذا تأثير أكبر وأشمل، وأن يكون مقصوداً وصادقاً لخدمة القضية الفلسطينية.

لقد اعتقدت الإدارة الأمريكية أن بإمكانها تنفيذ أي أمر ترغب به دون الاهتمام بالمواثيق الدولية، متناسية أن القوة لا تدوم، وأن الأمم تمرض ولكن لا تموت، وأن إرادة الصمود في الشعوب لا تنطفئ أبداً.

 مصلحة الكيان: الثابت في السياسة الخارجية الأمريكية 

إن الميل الأمريكي للطرف الإسرائيلي ليس مستغرباً، فاللوبي المؤثر في الداخل الأمريكي يعمل بقوة. كمسلمين، لا يجب أن ننتظر أن يأتي رئيس أمريكي ليقف معنا ضد الاحتلال، لأننا نعلم أن أمن وبقاء إسرائيل هو أولوية قصوى في سياسات الولايات المتحدة والقوى الغربية التي لها مصالح كبرى في استمرار وجود هذا الكيان.

لهذا، يجب على القيادات العربية أن تفيق وتترك الخضوع، وأن تتخذ قرارات مستقلة تخدم أوطانها وأمتها، دون الاكتراث بما تقوله الدول التي تنظر إلى المنطقة كموارد يجب استغلالها وحلبها.

إن الإدارة الأمريكية أكدت أن مصلحة الطرف الإسرائيلي المغتصب فوق كل الاعتبارات، ولا يهمها إغضاب مليار مسلم، لعلمها بعدم وجود رد فعل موحد وفعال.

 الضرورة القصوى: الحاجة إلى الوحدة العربية وإعادة موازين القوى

برزت بارقة أمل من خلال الاتفاق على بعض الثوابت، مثل حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم، حقهم في المقاومة، وحقهم في الحصول على دولتهم المستقلة. هذا الرفض لتمادي القوات الإسرائيلية في الهجمات على الأراضي المجاورة قد غيّر مجرى الأحداث وخفف من حدة الاندفاع في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة.

كما أن إعادة دمج الدول التي عانت من الصراعات الداخلية في الصف العربي، وتوجيه الجهود نحو إعادة الإعمار، هي خطوة مهمة جداً ستطمئن شعوب المنطقة.

إن السياسة الأمريكية، خاصة في عهد ترامب، تعاملت مع الشرق الأوسط كصفقة عقارية. ولكن هذه الرؤية قد تكون خاطئة؛ فقد ظهرت قوى دولية جديدة تنافس الولايات المتحدة وتقف في وجهها في مجالات عدة. أما بالنسبة لأمتنا، فنحن بأمس الحاجة إلى التوحد في هذه الفترة الصعبة، والاجتماع على كلمة واحدة لنعادل موازين القوى ويُحسب لنا ألف حساب.

ندعو الله أن يوحد صفوف المسلمين، وأن يرفع الغمة عن هذه الأمة، وأن يلهمها أمر رشد.

Read More
    email this

الاثنين، 9 ديسمبر 2024

Published ديسمبر 09, 2024 by with 0 comment

سوريا بعد الأسد: تحديات المرحلة الانتقالية وأثرها على الاستقرار الإقليمي

سوريا بعد الأسد: تحديات المرحلة الانتقالية وأثرها على الاستقرار الإقليمي


شهدت سوريا في الأيام الأخيرة أحداثاً متسارعة وتغيرات صادمة أذهلت المراقبين، حيث سقط النظام السابق بهذه السرعة والسلاسة.

سوريا اليوم تطوي صفحة نظام بدأها حافظ الأسد وأكملها الرئيس السابق بشار الأسد، الذي طغى وتجبر في التعامل مع شعبه. لقد جثم هذا النظام على صدر هذا البلد الجميل لفترة طويلة، تاركاً إرثاً ملوثاً بالدماء والفساد والانتهاكات التي أثرت على صورة البلد. هذا النظام، الذي تبين بعد سقوطه أنه يصلح لإدارة عصابات، وليس لإدارة دولة، خلَّف وراءه سجلات مروعة من التعذيب في المعتقلات.

 الأولوية الإنسانية: الكشف عن مصير المعتقلين والمفقودين 

كانت صدمة اقتحام السجون ومنظر المعتقلين الذين قضوا سنوات طويلة بداخلها هي الأكبر. خرجوا من تلك الزنازين بأجساد منهكة، والأدهى والأمر هو وجود احتمال لوجود أبواب سرية تؤدي لزنازين مخبأة تحت الأرض في سجون النظام.

ما يوجع القلب هو أن الكثير من المعتقلين لم يتم العثور عليهم حتى الآن، وهناك تخوف من ارتكاب النظام السابق لمجازر جماعية والتخلص من الجثث، وهي ممارسة تورثها قادة النظام السابق عن أسلافهم. إن الأمل لا يزال قائماً لدى ذوي المعتقلين في العثور على أبنائهم بعد رحلة الحبس الطويلة.

 توحيد الصف: تحديات القيادة والفصائل المسلحة 

على الرغم من الفرحة العارمة، تبرز تحديات كبيرة:

  • اندماج المقاتلين والجيش: هل يمكن للجنود الذين كانوا في صفوف النظام والانشقاق أن يلعبوا دوراً تخريبياً مستقبلاً؟

  • توحيد الفصائل: هل ستتوحد الفصائل المسلحة التي سيطرت على مناطق كبيرة تحت لواء واحد لتجنب الفوضى وإعادة إعمار البلد؟

  • القيادة الانتقالية: هل القائد العسكري أحمد الشرع (المعروف بالجولاني)، الذي يترأس فصيلاً له خلفية إيديولوجية سابقة، قادر على إدارة الأمور أو ترك من يتم الاتفاق عليه من قبل السوريين لإدارة شؤون البلد دون تدخل أو ضغط لتحقيق أجندات خاصة؟ يجب عليه النأي بنفسه عن أي فكر متطرف والالتزام بالدعوات التي أطلقها بشأن الحفاظ على اللحمة الوطنية.

. التحديات الجيوسياسية: الدور الإقليمي والدولي في سوريا الجديدة 

خروج القوى الإقليمية المباشرة (كالقوات الإيرانية) وبقاء القوات الروسية والأمريكية، يطرح تساؤلاً حول مستقبل سوريا. "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية) لا تزال تسيطر على مناطق واسعة، وقد أفادت تقارير عن وقوع إصابات وضحايا في صفوف المدنيين أثناء تفريق مظاهرات سلمية تطالب برحيلها.

  • التدخلات الدولية: هل ستترك قوى مثل روسيا وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل السوريين يديرون شؤونهم لوحدهم؟

  • الاستغلال الأمني: هل ستستغل إسرائيل، بوجودها على الحدود، الحالة الحالية لسوريا التي تعتبر ممراً لإمداد بعض الجهات؟

  • التغطية على الأزمات: هل ما يجري في سوريا هو تغطية على استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة والمناطق الفلسطينية؟

إن التغيير الذي نراه يثير تساؤلات حول تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ووعوده بتغيير الشرق الأوسط. الأمل هو أن يكون هذا التغيير مقدمة لاستقرار وعدالة حقيقية.

نرجو أن توضح الصورة، وأن تستقر الأوضاع في كل البلد، وأن يجد السوريون ضالتهم في قيادة يتم الاتفاق عليها تخرج سوريا الأبية من فترة الظلم والاستبداد إلى فترة العدل والاستقرار. اللهم أبرم لأهل سوريا أمر رشد ووفق مساعيهم.

Read More
    email this

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024

Published نوفمبر 19, 2024 by with 0 comment

التوازن الصعب: تحديات الترفيه والانفتاح في المملكة العربية السعودية ومحاولات الموازنة مع الهوية

 
لوبيز في بلاد الحرمين

التوازن الصعب: تحديات الترفيه والانفتاح في المملكة العربية السعودية ومحاولات الموازنة مع الهوية 


أثير جدل واسع حول الفعاليات الترفيهية الكبرى التي تشهدها المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها "موسم الرياض". وتصدرت حفلة فنانين عالميين، مثل جنيفير لوبيز، الانتقادات التي طالت القائمين على هذه الأنشطة. فالأسلوب الاستعراضي لبعض الفنانين، وملابسهم التي قد توصف بالجريئة، تسبب ببعض الإحراج في مجتمع حديث العهد بالانفتاح على مثل هذه الفعاليات.

 انقسام المجتمع: التنمية الاقتصادية مقابل القلق الاجتماعي 

ما يصل إلينا من صور ومقاطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي يدفع المراقب للتساؤل عن وتيرة التغيير الحاصلة في هذا البلد الذي كان معروفاً بالتزامه ونهجه المعتدل. يمكن تقسيم ردود الفعل إلى فئتين رئيسيتين:

  1. الفئة الداعمة للتنمية: ترى أن ما يحدث هو تطور ورقي، وسعي نحو تصدر المشهد السياحي والاقتصادي، وتحول إلى وجهة جاذبة للمستثمرين. ويرى هؤلاء أن هذه الفعاليات هي فرصة للتمتع ببعض الأنشطة الترفيهية التي كانت محظورة لفترات طويلة.

  2. الفئة القلقة: ترى أن هذه التغيرات تحمل آثاراً وانعكاسات على المجتمع، وتخشى من انحراف المجتمع عن قيمه الأصيلة. هذه الفئة لا تسعى إلى العودة إلى الزمن الماضي، بل تطالب بالاستمرار في التقدم والرقي والتوسع، مع الحفاظ على قوة المجتمع وتماسكه؛ فقوة المملكة هي قوة للأمة جمعاء.

 مسؤولية الرقابة: ضرورة وضع ضوابط للمحتوى العالمي 

فيما يتعلق بمن يعترضون وينددون، فإنهم يطالبون بالتعبير عن الرفض بطرق سلمية وواعية، مثل المقاطعة الشخصية والابتعاد عن كل ما يتعلق بتلك الفعاليات التي يرونها مخالفة للذوق العام أو القيم الاجتماعية.

نقدم نصيحة للمواطنين والمقيمين: إن كنتم لا ترغبون في مشاهدة أمور تتعلق بالتحلل أو الاختلاط أو الرقص المثير للجدل، فـ الامتناع عن الحضور والمقاطعة الواعية هي سلاح قوي يمكن أن يوصل رسالة الرفض بوضوح. يجب أن تكون المقاطعة موجهة فقط لتلك الجوانب التي يرونها سلبية، وليس لمجمل الفعاليات الترفيهية والثقافية التي تخدم المجتمع.

 شأن داخلي يتطلب الحكمة في التنفيذ 

يجب على الحكومة السعودية ومنظمي موسم الرياض أن يأخذوا في الحسبان حساسية المكانة الدينية للبلاد وألا يجعلوا الأمور منفلتة إلى هذه الدرجة. من الضروري وضع ضوابط صارمة على نوعية المحتوى المعروض.

وكما فعلت الجهة المنظمة للعبة المصارعة الحرة عندما ألزمت المصارعات بارتداء ملابس ساترة، كان من الحكمة القيام بذلك مع المغنية جنيفير لوبيز. هذه الضوابط ليست مستحيلة، وهي ضرورية حتى لا تُعطى الفرصة لـ المتربصين والحاقدين للنيل من سمعة المملكة.

إن موسم الرياض بكل فعالياته هو شأن سعودي خالص، ولا يحق لأي أحد التدخل فيه. ولكن من باب عتب المحب والخائف على سمعة هذا البلد العظيم، ندعو إلى الحكمة في التنفيذ ومراجعة ردود الفعل. حفظ الله المملكة حكومة وشعباً، وجعلها نبراساً وقائدة لأمة المسلمين.

Read More
    email this