الجمعة، 19 مايو 2023

Published مايو 19, 2023 by with 0 comment

قمة عربية جديدة: آمال الشعوب في ظل متغيرات حاسمة

 

قمة عربية جديدة نتمناها استثنائية

قمة عربية جديدة: آمال الشعوب في ظل متغيرات حاسمة

تستضيف مدينة جدة السعودية اليوم (19 مايو 2023) قمة عربية جديدة، تنعقد في ظل تغيرات وتطورات عميقة شهدها العالم العربي خلال السنوات الماضية. لا يُنظر إلى هذا الاجتماع كحدث بروتوكولي، بل هو قمة تحمل آمالاً وتطلعات كبيرة للشعوب العربية التي طالما انتظرت لحظة يتجاوز فيها القادة خلافاتهم.


الأمل في صفحة جديدة

إن التطلع الأساسي من هذا الاجتماع هو أن يضع الرؤساء والقادة "ماضي دولهم السياسي بكل أسراره وخباياه على جنب"، وأن يبدأوا صفحة جديدة مشرقة. الأمل معقود على وجود رغبة حقيقية في التغيير، واستعادة التوازن العربي والمكانة التي فُقدت، والتي يرى الكاتب أنها ضاعت بسبب "التخاذل والتعاون مع الغرب الطامع في الخيرات والمقدرات".

كما يُؤمَّل أن يركز القادة على مصلحة شعوبهم، وأن يسعوا بجدية نحو الاستقرار والأمن، وأن تكون قراراتهم مستقلة بعيداً عن توجيهات أو تعليمات خارجية.


الملفات الساخنة على الطاولة

يُتوقع أن تتصدر عدة قضايا مصيرية جدول أعمال القمة:

  1. القضية الفلسطينية: تبقى هي المحور الأساسي، خاصة مع استمرار الصدامات اليومية مع "العدو الصهيوني"، إلى جانب الخلافات الداخلية بين فتح وحماس.

  2. الأزمة السودانية: كملف طارئ، يُنتظر من القمة وضع حلول عاجلة، ودعوة طرفي النزاع إلى "صوت العقل"، وأن تكون سلطة الدولة فوق سلطة السلاح، حمايةً للشعب السوداني الذي يُعتبر الخاسر الأكبر.

  3. الوضع المصري: يتم تسليط الضوء على الوضع الاقتصادي الذي تعانيه مصر، والخلاف المستمر مع إثيوبيا حول ملف المياه، والذي يتطلب حلولاً سريعة لتجنب أي "صراع مائي" قد يؤثر على المنطقة بأسرها.

  4. ملفات أخرى: ستكون الأوضاع في تونس، والعلاقات بين الجزائر والمغرب، والوضع في اليمن ولبنان، حاضرة أيضاً، بالإضافة إلى الملف الأمني الداخلي لجميع الدول العربية.


تطورات بارزة في قمة جدة

تتميز هذه القمة بحدثين بارزين:

  • عودة سوريا: يُعتبر حضور الرئيس بشار الأسد وعودة سوريا إلى الصف العربي "أمراً مهماً جداً يجب استغلاله". يرى الكاتب أنها فرصة كبيرة لإصلاح الوضع في هذا البلد المهم، الذي سارعت دول (مثل روسيا وإيران وتركيا) لاستغلال وضعه الداخلي لتحقيق مصالحها.

  • حضور الرئيس الأوكراني: أثارت دعوة الرئيس الأوكراني لحضور القمة ردود فعل متباينة. فبينما هاجمها البعض واعتبرها "مجاملة للولايات المتحدة وتنفيذاً لأجنداتها"، باركها آخرون كخطوة قد تفتح نافذة أمل لحل النزاع الروسي الأوكراني، ولكون أوكرانيا دولة صديقة ولها مصالح متبادلة مع العديد من الدول العربية.


رسالة إلى القادة

يرى الكاتب أن هذه القمة "تبشر بخير"، ويتمنى نجاحها وتطبيق مخرجاتها بشجاعة سياسية. ويشيد في هذا السياق بالنهج الذي اتبعته المملكة العربية السعودية، متمثلةً بالأمير محمد بن سلمان، في "تعامله الجاد مع الولايات المتحدة" وتغليب مصلحة بلده على المصالح الغربية، معتبراً إياه "أسوة حسنة".

ويختتم المقال برسالة مباشرة إلى الحكام العرب:

"الشعوب تعول الكثير عليكم وتنتظر منكم الكثير... الأمن والأمان وحفظ الشعوب والأوطان أمر أنتم ملزومين في الحفاظ عليه... فإن اختلفتم وأضعتم هذه الفرصة التي أراها مواتية ومناسبة لتصحيح المسار، فلن تتاح لكم فرص أخرى ولن تحصلوا على الدعم اللازم... فاستغلوا الفرصة".

Read More
    email this

الخميس، 13 أبريل 2023

Published أبريل 13, 2023 by with 0 comment

الثبات الثبات بعد رمضان

 

الثبات الثبات بعد رمضان

الثبات بعد رمضان: 6 أسباب شائعة للانتكاسة وكيف تتغلب عليها

ها هي أيام شهر رمضان الفضيل ولياليه تمر مسرعة، وتستعد للرحيل. ومع هذا الرحيل، يبدأ التحدي الأكبر: كيف نحافظ على ما اكتسبناه؟

يتفق الكثيرون أن رمضان هذا العام كان سريعاً، ومرت أيامه بأجواء مريحة ومباركة. لكن السؤال الأهم يبقى: ماذا بعد رمضان؟

يواجه العديد منا ظاهرة مقلقة تُعرف بـ "الانتكاسة بعد رمضان"، حيث تعود فئة من الناس، التي بدل الله أحوالها للأفضل في الشهر الكريم، إلى سابق عهدها من التقصير والفتور. هذا المقال ليس موجهاً لمن هم في غفلة دائمة، بل لأولئك الذين ذاقوا حلاوة القرب في رمضان ويخشون فقدانها.

لماذا نعود إلى مستنقع الذنوب بعد أن خرجنا منه؟ وما الذي يبعدنا عن الثبات على الطاعة؟

6 أسباب رئيسية للانتكاسة بعد رمضان

العودة للفتور بعد الجدّ هي أمر مقلق يتطلب وقفة صادقة مع النفس. إليك أهم الأسباب التي قد تدفعنا إلى طريق الانتكاسة:

1. العبادة الموسمية (عبادة رمضان فقط)

الخطأ الأكبر هو أن نتعامل مع الله كـ "رب رمضان" فقط. إن نسيان أن الله هو رب الشهور كلها، وأن عبادته واجبة في كل وقت وحين، هو السبب الأول للانتكاسة. للأسف، أصبحت قراءة القرآن، والصدقات، وقيام الليل عند الكثيرين مرتبطة بالشهر الفضيل فقط.

الحل: ذكّر نفسك أن العبادة هي أسلوب حياة وليست طقساً موسمياً.

2. الملل وفقدان التعود

من لم يعتد على الصلاة في وقتها، ومن لم يفتح المصحف طوال العام، سيشعر حتماً بالملل والضيق عند محاولة الاستمرار. إن عدم التعود على الطاعة يجعلها ثقيلة على النفس بعد زوال الأجواء الرمضانية الدافعة.

الحل: ابدأ بـ "القليل الدائم". ركعتا ضحى، أو صفحة واحدة من القرآن يومياً، خير من كثير مُنقطع.

3. الاستعجال للعودة إلى الروتين القديم

بدلاً من الحفاظ على النظام الرمضاني المليء بالروحانية والراحة النفسية، يسارع الكثيرون للعودة إلى روتين ما قبل رمضان المليء بالملهيات والتأثيرات السلبية. هؤلاء لم يستشعروا حقاً بركة النظام الذي عاشوه لثلاثين يوماً.

الحل: لا تغير نظامك بالكامل. احتفظ ببعض العادات الرمضانية، كجلسة شروق، أو وقت مخصص للذكر قبل النوم.

4. تأثير الأصحاب (الصحبة الساحبة)

"الصاحب ساحب". قد تجتمع مجموعة من الأصدقاء على الطاعة في رمضان، من صلاة وتراويح وإفطار صائم. ولكن ما أن ينقضي الشهر، حتى يتراجع أحدهم فيسحب البقية معه إلى طريق الفتور والانتكاسة.

الحل: ابحث عن الصحبة الصالحة التي تعينك على الطاعة، وكن أنت من يشدّ أصدقاءك للاستمرار، ولو بحدٍ أدنى.

5. الاهتمام بنظرة الناس (الرياء الخفي)

وهذا من أخطر الأسباب. عندما يكون دافع العبادة هو الخشية من انتقاد الناس ("ماذا سيقولون عني لو لم أصلِّ؟")، فإن العبادة هنا ليست لله. وحين يذهب رمضان وتختفي الرقابة المجتمعية، تختفي العبادة معها.

الحل: راجع نيتك باستمرار. اجعل عملك كله خالصاً لله، فهو الوحيد الذي يستحق أن نرجو رضاه ونخشى غضبه.

6. عدم استغلال رمضان كفرصة "حقيقية" للتغيير

البعض يدخل رمضان ويخرج منه كما دخله. لم يضع في قلبه نية صادقة بأن هذا الشهر هو فرصته للبدء من جديد وتغيير حياته. من لم يخطط للتغيير، لن يحصل عليه، وسيعود حتماً لما كان عليه.

الحل: رمضان كان "دورة تدريبية" مكثفة، والعيد هو بداية "التطبيق الفعلي". انظر لرمضان كنقطة انطلاق، لا كنهاية للطاعة.

خاتمة: رسالة من أجل الثبات

إن الثبات على الطاعة بعد رمضان هو العلامة الحقيقية للقبول. لا تدع جهادك يذهب سدى. استغل ما تبقى من أيام وليالٍ، خاصة ونحن في العشر الأواخر.

نسأل الله الثبات على الطاعات، وأن يجعلنا ممن قام رمضان إيماناً واحتساباً. ولا تنسوا الإكثار من الدعاء الذي أوصى به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:

(( اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفُ عنا ))

Read More
    email this