الخميس، 4 نوفمبر 2021

Published نوفمبر 04, 2021 by with 0 comment

لبنان من أزمة إلى أخرى: كيف فجرت تصريحات قرداحي أزمة دبلوماسية؟

لبنان من أزمة لأزمة


لبنان من أزمة إلى أخرى: كيف فجرت تصريحات قرداحي أزمة دبلوماسية؟


لا يكاد الشعب اللبناني يلتقط أنفاسه من أزمة حتى يجد نفسه غارقاً في أزمة جديدة. ويرى المقال أن الطبقة السياسية اللبنانية، بأحزابها وانقساماتها، تتحمل المسؤولية الأولى والأكبر عن هذا التدهور المستمر.

آخر هذه الأزمات، تلك التي أشعلتها تصريحات وزير الإعلام (السابق) جورج قرداحي، والتي أدلى بها قبل تشكيل الحكومة وتم تداولها مؤخراً، مما تسبب في شرخ سياسي كبير مع المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى.


شرارة الأزمة: سياق التصريحات

جاءت التصريحات خلال مقابلة في برنامج تلفزيوني، والذي يصفه كاتب المقال بأنه "مشبوه" وذو توجهات سياسية معادية للمملكة ودول الخليج.

ورغم أن جورج قرداحي اعتبر ما قاله "تعبيراً عن رأيه الشخصي" فيما يجري في اليمن، وهو حق مكفول للجميع، إلا أن الكاتب يرى أن قرداحي أغفل أمراً جوهرياً: وهو أن بلده، لبنان، يمر بأزمات خانقة وهو في أمسّ الحاجة إلى دعم المملكة العربية السعودية.


دور المملكة في دعم لبنان

يُشدد المقال على أن المملكة كانت، ولا تزال، الداعم الأول للبنان لعشرات السنين. ويؤكد الكاتب أنه لا يمكن لأي لبناني، مهما كان انتماؤه، أن ينكر جهود المملكة في دعم لبنان مادياً، ومعنوياً، وسياسياً على الساحتين الإقليمية والدولية.

ويضيف أن هذا الدعم استمر على الرغم مما تتعرض له المملكة من مواقف عدائية من قبل "حزب الله" وجهات أخرى مرتبطة بإيران، مشيراً إلى أن اجتماعات المصالحة التي استضافتها المملكة سابقاً (مثل الطائف) هي خير دليل على دورها كـ "حضن دافئ" لإخوتها.


تحليل موقف قرداحي

ينتقل المقال لتحليل شخصية جورج قرداحي، مُذكّراً بأنه حظي بدعم سعودي وخليجي كبير في مسيرته الإعلامية، وهو ما جعله يتسيد عرش الإعلام العربي لسنوات.

ويرى الكاتب أن هذا النجاح الإعلامي لم يؤهله بعد "للتصريحات السياسية" التي قد تدخله في تحديات لا يستطيع مواجهتها. وكان من الأجدر به، حسب المقال، تجنب إقحام نفسه في هذا الملف الحساس، فـ "الصمت في بعض المواضع حكمة"، خاصة إذا كان الحديث سيُحدث ردود أفعال قوية.


ما وراء التصريحات: اصطفاف سياسي؟

لا يستغرب الكاتب موقف جورج قرداحي، ويعتبره سلوكاً متوقعاً من "سياسي لبناني" يبحث عن أهداف سريعة، وقد وجد "طريق الضاحية الجنوبية" (في إشارة إلى حزب الله) كأسهل طريق لذلك.

ويستدل المقال على ذلك بـ "الدعم والتأييد الكبيرين" اللذين لقيهما قرداحي من حزب الله والتيارات المعارضة للسعودية، والتي شجعته ووصفت ما قاله بـ "الحقائق".

ويوضح الكاتب: "لست ضد جورج قرداحي وتوجهاته، ولكني ضد كل من يضع نفسه قبل الوطن ويسعى لتحقيق أهدافه بأسوأ الطرق دون النظر للمصلحة العامة".


رد الفعل الخليجي: شرارة في وقود مُعدّ

يجب أن تكون ردة فعل السعودية ودول الخليج "المشروعة" بمثابة "ناقوس خطر" يذكر اللبنانيين بالواقع الصعب الذي يعيشونه ويرفضون تغييره.

ويرى الكاتب أن القرار الخليجي الموحد لم يكن مجرد رد على تصريحات "شخص جديد لم ينضج في السياسة"، بل كان "شرارة منتظرة أشعلت الوقود الذي كان مُعداً لذلك".

وفيما يخص حرب اليمن، يدافع المقال عن موقف المملكة، موضحاً أن تدخلها جاء بطلب من "الرئيس الشرعي عبد ربه منصور" أمام مرأى ومسمع العالم، وأن أغلب الدول التي تعترض اليوم كانت مؤيدة في البداية، باستثناء من يصفهم بـ "أذناب إيران".


خاتمة: لبنان على مفترق طرق

يعيش لبنان لحظات حرجة، والقرار، حسب المقال، بيد الشعب والغيورين على هذا البلد. الخيار أصبح واضحاً:

  • إما البقاء مع من يسعى لخير البلد وإخراجه لبر الأمان.

  • أو التسليم والرضوخ لمن يرغب في جعله تابعاً لمحور آخر ومصادرة حقوقه.

ويختم الكاتب بأن بريق الأمل الذي لاح بتشكيل الحكومة الجديدة، سيقضي عليه السياسيون أنفسهم، الذين عجزوا عن إدارة بلادهم وإخراجها من الدوامة التي دخلتها منذ فترة طويلة.

    email this

0 comments:

إرسال تعليق

تعليقاتكم وملاحظاتكم تسرنا