



ومثلما كان النضال هو الطريق الوحيد لاثبات الذات لدى الفلسطينين بعد تعذر الاتفاقيات التي عقدت في الازمان والاماكن السابقة والتي يستحيل ان تنجح في ظل وجود محتل لارضك حتى بعد ملايين السنين كان هنالك ايضا بعض العثرات لدى بعض الشخصيات التي عاصرت الصراع الفلسطيني ودرات الشكوك حولها وحول ولاءاتها وتم توجيه اتهامات مباشره لها مثل رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات واسماعيل هنية وحتى محمود عباس ابومازن ويا ترى ما سبب هذا الاتهام والتشكيك في الشخصيات الفلسطينية؟ .
ولم يقتصر الاتهام على من ذكروا سابقا بل وصل الى اتهام الشعب الفلسطيني نفسه بالخيانه وبيعهم الوطن وتنازلهم عنه للاسرائيلين مقابل شيكلات بسيطه او بعض الامتيازات والوعود بالحياة الرغيدة في ظل الاحتلال الصهيوني ، ومما زاد تأكيدا لتلك الاتهامات هو ظهور اشخاص من السلطه ومن الشعب في وسائل الاعلام وهم يتحدثون عن الوضع ويؤكدون الحاصل ويقذفون التهم يمنه ويسره .
ولو فرضنا ان هنالك اشخاصا باعوا القضيه وتاجروا بها فلا ينبغي التعميم على كل الشعب وقاداته وجميع حركاته وافرعها الجهاديه والسياسه لان هنالك نضالا ودفاعا ومقاومة لم ولن تنتهي طالما بقي فلسطيني على هذه الارض المباركة حتى اليوم الموعود الذي تحدث فيه المعركة الكبرى.
ولو اقتربنا من الواقع الفلسطيني وراجعنا السنوات الماضيه وما دار فيها من احداث لا تعد ولا تحصى لعرفنا سبب تلك التهم وما هو الصحيح منها وما هو الملفق ولقد اجتهدت في جمع بعض الاسباب من خلال اطلاعي على العديد من المصادر الموثوقه وبعض المقاطع المسجله في المواقع الاخباريه المتهمه بالشأن الفلسطيني وتوصلت الى بعض النتائج ومنها :
الاموال التي يتحصل عليها المشاركين من الهدايا والدعم تجلب الشك وتثير الشبهات خاصه عندما نرى اثر هذه الاموال على كثير من الاشخاص وتغييرها لمجرى حياتهم التي كانت حياة عاديه لا صرف فيها ولا بذخ الى حياة تشابه حياة الاثرياء المسرفين الذين يحصلون على كل مايريدونه في لمح البصر ويقتنون اغلى المركبات والسلع ويصرفون من دون تفكير وبتبذير مبالغ فيه .
ولو راجعت الداعمين لهؤلاء لرايت ان اغلبهم في سن المراهقه او الشباب ولا يمتلكون الاموال التي يحتاجونها لدعم هذا المشهور او ذاك بل ان اغلبهم مازال يحصل على مصروفه من والده وهنا يكمن السر الذي يحتاج الى كشف من اين يتحصل هؤلاء الداعمين على الاموال وهم لا يملكونها اصلا ؟ وهل ما يحدث خطه تم وضعها بالتنسيق بين المشهور الغير مشهور وبين الداعم ؟ وهذا هو الاحتمال الاكيد لان هنالك داعمين يتميزون عن غيرهم وتراهم يتواجدون في اغلب ما يسمى بالبثوث بل ان المشاركين ينتظرون قدومهم لانهم يدعمون بقوه ويختارون الملصقات والهدايا الثمينه فقط والتي تتحول بعد ذلك قيمتها الى حساب الشخص المشهور او المشارك في البث والذي يفوز في التحدي السخيف الذي يحدث بين المشاركين .
وقد وصلت الينا معلومات من مصادر موثوقه واستمعنا الى اعترافات من بعض الاشخاص الذين كانوا يستخدمون هذا البرنامج ان الاموال التي تنشر وتوزع بدون حساب لهذا المشهور او ذاك يكون بعضها او اغلبها مصدره طرق غير مشروعه كغسيل الاموال وتجارة الممنوعات يتم تسويقها او تمريرها عبر البرنامج هذا وغيره من البرامج المشابهه لاجل اسقاط الشبهه عنها وحتى لا يتم لفت النظر على الشخص الداعم والمدعوم .
الطرق الملتويه التي بها تكسب الاموال موجودة منذ فتره طويله ولكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لهذا الغرض امر جديد وخطير يحب الحذر والتحذير منه لانه امر يؤثر الاشخاص والدول ويؤثر على الاقتصاد والتنميه في اي دولة ويضرب الامن بشكل خاص ويتسبب في زعزعة الاوضاع ويربك الاستقرار في اي مكان .
واذا استمتعت الى المحادثات التي تدور والمواضيع التي تطرح تجد ان الاغلب ما هي الا تفاهات وامور تخدش الحياء وان وصلت الامور الى ارقى مستوياتها فإن الردح والتنابز بالالقاب والسب والاهانه والاستهزاء يكون محتوى هذا البث وللأسف الشديد اظهر هذا البرنامج العديد من الاشخاص على حقيقتهم القذره وساهم في خلع الفتيات للحياء بشكل نهائي ونشر الرذيله من دون خوف او رادع من الله تعالى بل ان التباهي برفع الصوت واستخدام الالفاظ التي يخجل منها الرجال اصبح امرا يميز بعض الفتيات عن غيرهن وزاد من شهرتهن وجعلهن من المميزات وصار لهؤلاء عشاق ومتابعين يعرفون موعد البث ويسجلونه في روزنامة مواعيدهم .
وقاحه مباشره واختلاط وضحكات لا حشمه ولاحياء ولا احترام لوقت أو مناسبه او دين هذا ما حصلنا عليه من البث المباشر في موقع التيك توك ناهيك عن المقاطع الخليعه التي يصورها هذا المشهور او ذلك المشترك ويعرض فيها كل شخص منهم مفاتنه او انه يتصرف تصرفات تزعج كل ذي عقل او انه وهذه الطامه الكبرى يستهزا بالدين واركانه وفروضه ويأخذ الامر على انه مزحه وضحك .
ومن الامور التي تزعج في هذا البرنامج خروج نوعيات مختلفه من العاهات التي تنشر السم والرذيله وتنشر الافكار التي تضر بالمجتمعات التي تعاني اصلا من المشاكل الاخلاقيه فمثلا خرجت لنا بعض الاربعينيات والخمسينيات اللاتي اصابهن الخرف و اشتهرن بسلاطه اللسان واستحلال الالفاظ المحرمه والوقاحه التي يرونها جرأه وحرية راي وبدأن بالحديث في الامور الاجتماعيه وتوجيه النصائح والتوجيهات وهن في امس الحاجه الى تلك النصائح اكثر من غيرهن وان وجهت لهن نصيحه فإن ردودهن تكون أكثر وقاحه وصدق المولى جل وعلا حين قال : (( اتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم )) .
وهنالك صنف اخر ظهر ايضا وهم اولئك الذين يرتدون ثوب الدين ويتحدثون بلسان العلماء في برنامج اغلبه عهر وفحش ومواضيع تافهه تضر ولا تنفع بل ان اغلبهم يشاركون في البثوث مع نساء من النوعيه الاولى او حتى الفتيات الصغار وهذا الامر فيه تشويه كبير لصورة الدعاة والملتزمين وخاصه ان كان هنالك تلفظ وتصرف لا يجوز في البث وان فرضنا ان القصد هو النصيحه والدعوه وتوضيح الحق للمتواجدين ولكن الطريقه والاسلوب المستخدمان في هذا المكان والاماكن المشابهه له يجب ان تكون مختلفه لان هذا المجتمع الافتراضي بيئته غير مهئيه لتقبل نصح او وعظ وعلى العكس والنقيض هي مهيئه لاستقبال اي امر اخر مخالف للدين لانها صنيعه وفكروانتاج اناس لا دين لهم ولامله وان كنا نريد استخدامها بطريقتهم فيجب ان نتماشي معها وهذا للاسف ما يحصل ولا انكر انه بالامكان تغيير التوجه الذي سارت عليه هذه البرامج بطريقتنا وبمبادئنا الصحيحه وبالابتعاد عن الاهداف المدمره التي وضعت لها هذه المنصات ولكن هل هنالك من يريد ترك بصمه منيره في برنامج يتم استخدامه في دولنا العربيه لغرض الفحش والرذيله ؟ .
جوابي على التساؤل السابق هو نعم يوجد هنالك اشخاص ينيرون اجواء هذا البرنامج المظلمه ولكنهم قله وهم محاربون في بيئه العهر والتحلل من الدين الموجوده في التيك توك والدعم الموجه لهم قليل جدا لانه منصب على المهرجين والعاهرات وقليلو الادب واصحاب التصرفات الوقحه نسأل الله الهدايه لشبابنا وبناتنا ونسأل الله ان يحفظهم من شر البثوث والداعمين والاموال المشبوهه ويجعل ما يقدمونه من محتوى لخدمة الدين وليش لهدمه والتأثير على الشباب والفتيات بشكل سلبي انه ولي ذلك والقادر عليه .

لذا نشاهد كبار المواطنين مولعين بالنصائح والتوجيهات، وهي تصدر من قلوب وأرواح خبيرة، تجدهم ينصحون أطفالهم باستغلال أوقاتهم الاستغلال الأمثل والصحيح، ويرددون: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، لكننا لا نصغي لكلماتهم ولا ننتبه للكنز الذي تحتويه جملهم، إلا بعد فوات الأوان.
معظم أطفالنا يمضون وقتهم في أمور لا طائل منها ولا فائدة من ورائها، وهم في الحقيقة يفقدون فرصاً كبيرة من النجاح والتعلم وزيادة خبراتهم وتحصين مستقبلهم.
توماس أديسون، له كلمة جميلة قال فيها: لا يجب أبداً إضاعة الوقت في اختراع أشياء لن يشتريها الناس.
الكثير من المشاكل التي نقع فيها هي نتاج قلة الخبرة وعدم المهارة في التعامل مع المواقف والأحداث بشكل سليم وصحي، هل من بيننا من سأل لماذا تنخفض المشاكل التي تنتج عن كبار المواطنين؟ بمعنى كلما زاد عمر الإنسان ستلاحظ أن نسبة المشاكل في هذه الفئة تقل وتنخفض، ودون دراسات وبحوث يمكن رصد مثل هذا الواقع، لا يعود السبب لقلة أعداد كبار المواطنين، فهم موجودون وهم الخير والبركة، لكن لأنّ هناك سبباً آخر يتمثل في الخبرة والمهارة الحياتية التي اكتسبوها من التجارب التي مرت بهم والمواقف التي تعرضوا لها، هذه المواقف هي من تجعل كبار المواطنين أكثر حكمة وهدوءاً في التعامل والرد على كل حدث أو مشكلة تعترض طريقهم، مشاكل وصعوبات الحياة هي من صقلتهم وعلّمتهم كيفية التعامل ومعالجة كل ما يعترض طريقهم.
كل هذا النضج والحكمة ما هي إلا بمثابة سلعة تم اكتسابها -شراؤها - عندما تم دفع الثمن وهو مضي العمر، وكما قال المؤلف المسرحي البريطاني توم ستوبارد: العمر ثمن باهظ جداً لتدفعه ثمناً للنضوج. لذا أنصح الجميع خاصة فئة الفتيات والشباب، بالاستئناس بآراء كبار السن في كل خطوة وفي كل قرار، استشيروهم فلن تخيبوا وتندموا، ولكل أم وأب، إذا أردت لأطفالك التميز وسعة التفكير أجلسهم دائماً مع كبار المواطنين، إنهم كنز لا يقدر بثمن.

ومن اهم الامور التي قدمتها لنا هذه الوسائل هي اللقاءت المباشره التي يتم طرح فيها مواضيع للنقاش والحوار ويكون المتصدرين لهذا الحوار أناس لا توجد لديهم ثقافه واساسات الحوار قواعده واغلبهم يناقش ويتفلسف في مواضيع ليست له اي درايه بها وهذا الامر قد يؤثر على شريحه كبيبره من المتلقين والمتابعين خاصه ان كانوا يستقبلون هذه الاطروحات والافكار من هذا المشهور او ذاك من دون مراجعه او بحث عن الحقيقه ومن هذا المنطلق نشرت الكاتبه المميزه فاطمه المزروعي في عمودها في جريده البيان مقالا عن هذا الموضوع بعنوان " ما الذي تفعله مواقع التواصل ؟ "جاء فيه:
نعتاد في كثير من الأحيان على بعض الممارسات بشكل يومي، بل وتتحول لجزء من يومنا ومن تفكيرنا، وننسى أن هذه العادة قد تشبه بطريقة أو أخرى الإدمان، فنحن نسلم بها ونستخدمها دون تنبه لآثارها، أو للكيفية التي يمكن أن نستغني عنها فيما بعد، وكما يقال كأننا نلف حول أعناقنا حبلاً ونشده.
الكثير من الناس يبدي رأيه، في مواقع التواصل الاجتماعي، ويدلي بهذا الرأي أيضاً في الحوارات، أياً كان نوعها، وهذا جميل، فكل واحداً منا لديه رأيه الخاص، ولكن من الذي يستخدم مهارة إبداء الرأي؟
يجب علينا قبل التحدث في موضوع ما، وقبل إبداء الرأي أن نكوّن معلومات حول الموضوع، أن ندرسه ونفهمه، وتحديد الأفكار الرئيسية وإعطاء أدلة عنه، لنكون مقنعين، ثم إذا طرحت رأيك ولم يعجب الآخرين، أو لم يتفقوا معك، فلا مشكلة، أن تقبل رفضهم. وللأسف باتت مثل هذه التطبيقات مصدراً حيوياً وهاماً ووحيداً لدى الكثيرين، مصدراً للمعلومات وللمعارف وللخبرات الحياتية ولآخر الأنباء، وهذه التطبيقات ليست بريئة أو منزهة عن العيوب، بل توجد بها ثغرات ومن خلالها تتسرب بعض الأمور السلبية كالشائعات والأخبار المغرضة وأيضاً ممارسات غير قويمة وسيئة بكل ما تعني الكلمة، والخطر الأفدح أن مثل هذه التطبيقات بين يدي حتى الأطفال، ولكم أن تتخيلوا مقاطع الأفلام أو الصور أو الأكاذيب التي تتسرب لذهن الطفولة.
كثير من خبراء التقنية وصفوا هذه التطبيقات بأنها معلومات متاحة وغير مشفرة ولا خصوصية لها، وأنها تتجاوز الحدود ولا قيود عليها، وعدوا هذا مكمن الخطر الحقيقي. نحن بحاجة لمراجعة شاملة لمثل هذا الموضوع، دعوة لمزيد من الدراسات العلمية والاجتماعية والتربوية لقياس الأثر والعلاج، لا أكثر ولا أقل.

أحداث كثيره حدثت في الاسابيع الماضيه في مختلف مناطق العالم وفي كل قاراته انطلاقا من الحرب المستعره في اوكرانيا والتي يبدو انها ستطول وستزداد نارها اشتعالا اكثر واكثر طالما يوجد عناد روسي واصرار اوكراني على عدم الرضوح والتسليم لبوتين وجيشه .
وصولا الى سيرلانكا وما حدث فيها من احداث وهروب الرئيس السيرلانكي من دولة الى اخرى بعد احتجاج الشعب على الاوضاع الاقتصاديه المترديه في هذا البلد.
الى احتجاجات الارجنتين وقبل هذا كله استقاله رئيس الوزراء البريطاني والاضطراب الذي احدثه هذا القرار وغيرها الكثير من الاحداث السياسيه التي تطرق لها الكاتب محمد يوسف بطريقته المختصره واسلوبه الجميل في مقالة بتاريخ 13/06/2022 تحت عنوان:
الاضطرابات عمّت القارات، سريلانكا كانت مقدمة الأحداث في آسيا، وما حدث فيها يقدم صورة سوداوية لما يمكن أن تشهده دول كثيرة تعيش أوضاعاً شبيهة بالوضع السريلانكي الذي وصل إلى إسقاط الدولة برئيسها ورئيس وزرائها، عقاباً لهما على إيصال الأمور إلى حافة الإفلاس للدولة التي كانت مستقرة منذ سنوات طويلة، والآتي في آسيا سيكون أشد خطورة، فليس كل أصحاب السلطة في الدول النامية مستعدين للهرب عبر سفينة أو مروحية، بعضهم قد يحول الاحتجاجات إلى مذابح.
وفي أمريكا اللاتينية خرجت المسيرات المطالبة بوقف ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية في الأرجنتين، ومتوقع أن تتبعها دول أخرى، وفي أوروبا كانت المسيرات تطالب برحيل رئيس الحكومة الإيطالية ومن معه، وبريطانيا العظمى التي تعهدت بعدم سقوط أوكرانيا في يد الروس سقط رئيس وزرائها، تخلى عنه أتباعه، رفعوا أيديهم عنه حتى يتحمل نتيجة إدارته ولا يسحبهم إلى الهاوية، والجنيه الإسترليني يتداعى، والركود يكشّر عن أنيابه، والأسعار تتصاعد، والأعمال تتوقف، وأوروبا تتحسّر يومياً على قيمة اليورو، الذي بدأ يلامس سعر الدولار، وليس مستغرباً لو هبط إلى الأدنى ليزيد تأزم الناس هناك وتمتلئ الشوارع في العواصم المرفهة سابقاً بمئات الألوف من المطالبين بإسقاط الفاشلين.
والولايات المتحدة لم تسلم من تلك التداعيات، رغم أنها ما زالت تكابر، وتعتبر نفسها منتصرة في أوكرانيا لأنها لم تسقط طوال فترة العدوان الروسي، لكنها في الوقت نفسه تقول إن الركود الاقتصادي على الأبواب، والروس أيضاً يعانون من نقص ملحوظ في احتياجاتهم، ومن القوة الشرائية المنخفضة لديهم. عالم يذهب ضحية صراع خفي يستخدم فيه الغير حطباً لإشعال النار، والهدف إثبات أي «الديوك» هو الأقوى، حتى لو احترق الجميع، فالمهم لديهم أن تخرج الولايات المتحدة وروسيا بأقل الخسائر.

ألم يطرح عليك أصدقاؤك أو حتى زملاؤك في العمل، ذلك السؤال (كيف تحتمل كل ما تمر به بكل هذا الهدوء، من أين تأتي ببرودة الأعصاب؟) والذي يفصح عن حسد ربما، أو استغراب.
وإعلان فشل من الجانب الآخر في التعامل مع ظروف الحياة الصعبة. فبماذا تجيبهم؟ ألا تجد نفسك ما أن تسمعه أمام أمرين غالباً؟ تبتسم أو تضحك بصوت مسموع كأنك تقول بشكل آخر هكذا أحتمل الحياة، بينما تهمس بينك وبين نفسك: ليتهم يدركون الحقيقة! لقد تربينا على أيدي سيدات حكيمات، عركن الحياة وعركتهن، واحتملن الكثير وصبرن، وعبرن صراط المصاعب والتحديات بنجاح، هؤلاء منحننا الكثير من الأسرار، ليس على طريقة النصائح والأوامر وافعل ولا تفعل، ولكن بالمعاينة المباشرة، بالتجربة، بالمشاهدات اليومية التي كانت عيوننا وحواسنا تتفتح عليها مكونة لنا خزاناً ومعيناً من التجارب.
هؤلاء اللواتي كنا نعرف مقدار ما يعانينه سراً خلف الأبواب، في الوقت الذي يظهرن أمام الآخرين مبتسمات، حافلات بالحياة وضاجات باللون والضحك دون شكوى أو تذمر و.. هؤلاء علمننا تلك الصلابة التي بقدر ما حفرت في داخلنا أنفاقاً بقدر ما منحتنا أذرعاً صلبة ومجاديف قوية لنعبر بحر الحياة بأمان.
كانت جدتي تردد دائماً (الناس عليها بالظاهر) أي أنهم يحكمون عليك من ظاهرك، فقدم لهم ما يجعلهم يعتقدونك قوياً صلباً مبتسماً وخالياً من الهموم، لا تطلعهم على مفاتيح ضعفك، اجعل تلك المفاتيح أسرارك ولا تلقها في أي مكان، أما والدتي فكانت تقول: الناس لا تترك أحداً في حال سبيله (فإن رأوك في خير حسدوك، وإن وجدوك في شر ضحكوا عليك) فلا تمنحهم الفرصتين واقتصد في إظهار حقيقتك في الحالتين: في العسر واليسر معاً، كي تجتنب شرورهم!
أما أنت فستظل على سذاجتك أحياناً برغم ما تقدمه لك الحياة من عبر، وستدرك في كل مرة تنسى فيها دروسك، تقتنع أنه كلما زاد العمر ازداد عدد الحمقى في حياتك، وأنك مهما حاولت سيعتبرك بعضهم أحمق كما لا تتصوّر! كما ستدرك أنه لا يوجد شخص مكتمل تضع فيه كل ثقتك، وأنك لو فعلت ذلك وخذلك لن يكون ذلك خطأه أبداً سيكون خطأك وحدك!

الذي يحدث في كثير من أرجاء عالمنا العربي، هو أنه يحدث صراخ وتعصب مقيت، ويصل هذا جميعه لحالة غريبة من التسفيه وإلقاء التهم، ولعل مواقع التواصل الاجتماعي، خير شاهد وتحمل دلالات مثل هذه الغوغائية، ورغم هذا عندما تقرأ من يعلق بعد أن ينسحب أحدهم من معمعة الشتم والتحقير التي تعرض لها، وقام بحظر أو إلغاء المتابعة ليكف نفسه شرور الكلمات اللاذعة القاسية التي تعرض لها، تجد أن من شتمه وسفه، متبجحاً ويقول بزهو: لقد انسحب بعد أن أسكتته الحجج التي سقتها عليه، ولم يجد أمامه أي وسيلة للرد، وعرف أنه صاحب ضلالة وأنه على خطأ.
وفي الحقيقة الطرف الآخر انسحب ليس لأنه على خطأ، لكنه لم يتمكن من الهبوط لنفس المستوى الأخلاقي في الحوار، ولا يستطيع أن يستخدم نفس المفردات اللغوية المتواضعة، لذا أدرك الخطأ بالحديث والحوار مع شخص يفتقد المهارة الأخلاقية والإنسانية لممارسة هذا الفعل الحضاري، لذا انسحب، الآخر الذي لا زال في غيه، لا يفسر هذا الصمت على أنه احتجاج على سوء أخلاقه وتواضع تربيته، لكنه يعتبره انتصاراً له، وهذه المعضلة الحقيقية التي نشاهدها دوماً، وهي التي تجعل هؤلاء على درجة عالية من التبجح الغبي.
بقلم :فاطمة المزروعي
.jpg)
ولمصر عدة مشاكل ازليه وتكاد تكون ثابته في كل العصور والازمنه التي مرت على هذه الدوله والمتابع بتمعن للمشهد والتاريخ المصري سيستطيع حصرها ومعرفتها بسهوله وتتمثل في االسياسه والانقسامات الداخليه والتناحر الذي يحدث بين الاحزاب والحركات والتيارات السياسيه المتنوعه والتي لم تجد لها كل الحكومات المتعاقبه على رأس السلطه في مصر حل وانتشار الفساد في ارجاء الحكومه التي ينتظر منها ان تدير البلاد وتسيرها حسب ما يرجى وهذا الامر ينعكس بشكل مباشر على الاوضاع الداخليه في البلد ويتأثر به المواطن المصري البسيط الذي قد يضطر الى استخدام اساليب مخالفه وغير مقبوله من اجل الحصول على حقه لأنه يعلم أن مطالبته بحقه والصراخ بصوت عالي تعبيرا عما يقاسيه ويعانيه سيغيبه في السجون لفترات طويله جدا وقد تنتهي حياته في كثير من الاحيان في هذا المكان .
ومن الامور التي تزعج المواطنين وجود المنتفعين والمطبلين للحكومة الذين يعيشون حياة رغيدة بسبب تلميعهم لكل ما تقوم به الحكومة حتى ان كانوا يعلمون أن هذا الامر سيضر الكثيرين من اخوانهم من ابناء الشعب المصري ولكنهم يسيرون على المثل المقولة الفرنسيه القائله انا ومن بعدي الطوفان وهؤلاء يحتار الشخص في تصنيفهم كضحايا ام مذنبين لانهم قد يقومون بذلك رغبة في الحصول على معيشه كريمه بعدما ضاقت بهم السبل ولم يجدوا طريقه سوى التحول الى مطبلين لينتفعوا بالفتات الذي سيلقونه من الحكومة ويعيشوا هم ومن يعيلون وفي هذه الحاله قد يكونوا شبه ضحايا ولكنهم مخطئون أو قد يكونوا مقربين من السلطه والمسؤولين فيها وسنحت لهم فرص النصح والتوجيه لأصحاب الاهواء والطامعين وتليين قلوبهم القاسيه ولكنهم لم يقوموا بأي دور ولم يقدموا نصيحه او حتى تذكيرا بحال هذا الشعب الذي تعاني شريحه كبيره منه الفقر والحاجه ومن يقول غير هذا الامر فهو مطبل او مجامل.
وسيظهر اولئك الذين حفظوا بعض الكلمات وتمسكوا بها والتي تتحدث عن عدد سكان مصر الكبير والامكانيات الضعيفه للبلد الذي لايستطيع توفير كل احتياجات شعبه وهذا أمر عاري عن الصحه فمصر دولة غنيه وليست فقيره ولديها شعب عامل ومجتهد ويستطيع كسب رزقه بيده وعقله ان توفرت الوظائف والمساعده من الحكومه وما انتشار المصريين في كل العالم وتوزع الخبرات والكفاءات في كل الوظائف خير دليل على ان هذا الشعب لا ينقصه شيء ابدا ولكن المشكله في سوء توزيع الثروة وسوء الادارة واحتكار السلطه وعدم وجود خطط مستقبليه لهذا الوطن وهذا الشعب العظيم ، وردا على من يقول ان البلد فقيره ومديونه ولا تستطيع توفير كل شيء للشعب فأنا اوجه له هذه الاسئله :
هل المشاريع الاخيره التي تم افتتاحها كانت مجانيه ام انها كلفت الدوله ملايين ومليارات الجنيهات ؟
وهل تلك المشاريع ستنفع المواطن البسيط ام ان منفعتها للوزير والعضو والقاضي الفلاني ؟
وهذا التساؤل نجده في كثير من المواقع والبرامج المعارضه والمؤيده للحكومه لأن الكل يرى ان ما يحصل فيه منفعه لفئه على حساب اخرى ام البقيه فانهم يقفون موقف المتفرج الذي لا ناقه له ولا جمل في كل ما يجري .
وبالنسبه لمن يعترضون على الاوضاع في مصر واقصد المصريين الغيورين على بلدهم وليسوا الغيورين على حزب او تيار او جماعه لاني انبذ هذه الفئه ولا اريد التحدث عنهم لانهم يقدسون الاشخاص والكيانات ويتركون ما يتوجب تقديسه وهم مثل الدمى في يد هذا المرشد او ذلك المعارض يأتمرون بأوامره ويقودهم كقيادة القطيع من دون أن تفكير منهم أو اعتراض ، لماذا لا تقوم الحكومة بمقابله المعارضين لبعض سياساتها الداخليه التي تخص البلد ومواطنيه والسماع منهم لعل شيئا مما سيقولونه سيتسبب بصلاح حال هذا البلد بدلا من قمعهم ومضايقتهم في اهلهم ومالهم واجبارهم على الخروج من البلد خوفا من الملاحقه والموت ؟ ولماذا لا تبعد السلطه اي صوت من داخلها يدعو الى القمع والتعذيب والانفراد بالرأي الواحد ويمنع اشراك الشعب في اي امر يخص أمنهم ومستقبل وطنهم ؟ هل تجربه هذه السياسه التي تعتبر حق لاي مواطن فيها امتهان واذلال للسلطه ام ان الغرور والعنجهيه والدكتاتوريه وجنون العظمه سيطر على عقليه من جلسوا على راس السطله في مصر؟ .
وايضا هنالك أمر مهم جدا وهو غياب الدورالفعال للمؤسسات الاسلاميه التي ينبغي ان تقوم بدور النصح والارشاد لولي الامر الذي ينبغي منه ايضا ان يكون متفاهما ومستمعا جيدا لما يأتيه من نصح وتوجيه من المشايخ والعلماء لأنهم يرون الامور بنظره دينيه شموليه بعيده كل البعد عن المصالح الدنيويه وهم يقدمون لولي الامر خدمه لن يقدمها له حاشيته الذين قد يقودونه في كثير من الاحيان الى الظلم والتعامل بتعالي وقسوه مع الناس الذين ينبغي ان يكون بهم رحيما وحنونا ويعاملهم معامله الاب مع ابنائه والمسؤول مع رعيته لانه محاسب .
ولكن في مصر لم يكن للمؤسسات والتيارات الاسلاميه ذلك الدور الكبير مع العلم أن الشعب المصري شعب غيور على دينه محب لله ورسوله بشكل كبير وترى ذلك في كل نواحي حياته ، وللاسف الشديد انشغل اهل الدين والصلاح في تكفير بعضهم البعض كما هو الحال في اغلب بلادنا العربيه واصبحت الجماعه والحركه الفلانيه هي الاهم من الوطن والدين ويجب نصرتها ورفع شأن أعضائها وتمكينهم وحفظهم من أي خطر قد يتعرضون له واصبح التصادم مع السلطه وتكفيرها والتفكير في الخارج والتحالفات مع دول معاديه او حاقده لتنفيذ اجندات خاصه او الاطاحه بالنظام هذا وذلك هو الاهم الاكبر وأهم بكثير من مصلحه الوطن الذي يعيشون عليه ويستحق منهم الاخلاص والوفاء .
واصبح العلماء المعتدلين تحت طوع السلطه ولا يستطيعون توجيه اي انتقاد لها في السر او العلن لان هذا الانتقاد قد يقودهم الى غياهب السجون فلذلك لابد من الصمت ان ارادوا ان يعيشوا ولم يبقى في زمننا اولئك العلماء الذين يقفون في وجه الحاكم ويقولون له ان ما تقوم به يحتاج الى مراجعه منك ولا ادري ما الاسباب هل هي القمع ام ان الخوف من السلطات غطى على الخوف من الله ام ان حب الدنيا تسرب الى النفوس والقلوب وتمكن منها وجعل حب هذه الدنيا الفانيه هو الاولى والمبدى على كل شيء وانا استحضر فيديو الشيخ متولي الشعراوي وهو يتحدث مع الرئيس الراحل حسني مبارك ويوجه له كلمات اعتقد انها وصلت حسني مبارك واثرت فيه بشكل كبير وحتى ان شكك الكثيرين في المقطع الا ان الكلمات التي خرجت من الشيخ يندر ان يقولها اي شيخ في وقتنا الحالي .
بل ان التوجيه والتوعيه في امور الدين لم تعد كما كانت ورسالات المؤسسات الاسلاميه اصبحت ضعيفه جدا ولا تؤثر في المستمعين مثلما كانت سابقا .
الحوادث والجرائم التي تقع في مصر ليست بغريبه او حديثه الوقوع ومنذ سنين طويله ونحن نسمع ونقرا ما حدث في ام الدنيا من جرائم وقضايا والتاريخ المصري القديم والمعاصر حافل بما يشيب له راس الجنين ولا اعرف حتى الان ما هي الاسباب الرئيسيه لذلك ولكني من وجهت نظري قمت بتسجيل بعض الاسباب وصنفتها الى صنفين :
الصنف الاول : يخص السلطات المصريه التي كان لها يد مباشره في الجرائم التي حدثت قديما وحديثا بالاضافة الى التيارات والحركات المعارضه وعلى راسها جماعه الاخوان المسلمين الذين شاركوا ايضا في هذه الجرائم بمعنى اخر السلطه تصفي من يعاديها ويتحداها ويقف عثره في طريق تحقيقها او تحقيق احد التابعين لها اي امر او هدف يريد ان يقوم به والمعارضه ترد على هذا السلطه وفي كثير من الاحيان هي من تبدا التصادم مع الحكومة من اجل بث الرعب او تكوين ضعط عليها ووضع اسمها بقوه على طاولة اي نقاش او حوار سيحدث مستقبلا ولاثبات وجودها بقوه في الساحه المصريه والضحيه في الحالتين هم الشعب وبعض عناصر الجيش المصري وبعض قادات وشباب المعارضه والخاسر الاكبر هي مصر التي تنزف بنزف دماء ابنائها وسقوطهم الواحد تلو الاخر فالدم مصري والقتيل مصري والجرح مصري والخساره عربيه لان مصر تمثل ثقل وبلد مهم لا يستحق الا ان يكون بخير هو وشعبه وحتى حكومته العادله .
والصنف الثاني : هي طبيعه الشعب المصري الذي يرفض السكوت عن حقه في اغلب الاحيان وخاصه بين افراد الشعب نفسه والذين يوجد لدى كثير منهم مسـأله اخذ حقي بذراعي من دون اللجوء للشرطة والقانون الذي ارى ان اغلب المصريين لا يثقون فيه بسبب التراكمات السابقه والتي ادت الى وجود ثغره بين الشرطة والشعب وهذا الامر جعل الامور تفلت قليلا مع العلم ان الشرطة المصريه والاستخبارات المصريه والامن في مصر يعتبر قويا جدا مقارنه بالعديد من دول العالم ولكن كل ذلك لم يعطي الشعب الثقه الكافيه في القانون ومن يطبقه وحتى في القضاء الذي للاسف اصبح مسيسا ويدار من بعض الشخصيات من خلف الكواليس باختصار الظلم الذي يشعر به المواطن المصري سبب من اسباب ارتفاع معدل الجريمه .
كما ان المصيبه الكبرى التي انتشرت بين شباب مصر في الفترات الاخيره وهي المتعلقه بالمخدرات والحشيش والشبو وغيرها من المواد تعتبر سببا رئيسيا في ارتفاع معدل الجريمه في مصر ولوحظ ان العديد من مرتكبي الجريمه يتناولون تلك المواد التي تذهب العقل حتى يقوموا بما يقومون به من دون تفكير او خوف وهذه الظاهره لم تجد السلطات لها حلا فتعاطي الحشيش والمواد المخدره في مصر له تاريخ طويل ايضا ومرت السنين وتطورت تلك المواد السامة واصبحت طرق ترويجها اكثر تطورا وتنوع.
كما أن البطاله التي تعاني من شريحة الشباب تتسبب في ارتكاب الجرائم وللاسف فكثير من الخريجين المصريين الذين يكونون بالالاف في كل عام يجلسون في بيوتهم او في الحواري والازقه بعد انتهاء العام الدراسي وتخرجهم من الجامعات والمدراس ولا يجدون وظائف او اي شيء يشغل وقتهم ويعين اهلهم على المصاريف الباهظه والمعيشه الصعبه التي يعيشونها فيجبرون للبحث عن بدائل اخرى للعيش يتجه كثير منهم الى عالم الاجرام والبلطجه والنصب والاحتيال في الداخل والخارج وان تابعت حال بعض المصريين المغتربين في الخليج والدول العربيه ستعرف مالذي اتحدث عنه لانه يصعب ان يمر يوم من دون ان تسمع عن مصري تم ضبطه لارتكابه خطأ اوفعل يجرم في دولة من الدول التي تغرب فيها وعند البحث عن الاسباب الذي دفعته لذلك تجد انها نفس الاسباب وهي الفقر والحاجه سداد حاجة العائله التي يعيلها او الابناء الذين ينتظرون منه منحهم حياه كريمه .
واللوم هنا على السلطه المسؤوله التي لم تقم بالبحث عن حلول ترفع من مستوى المعيشه وتقدم الحلول للقضاء على البطاله ودعم معدومي الدخل والذين لا يجدون ما يسد حاجتهم اليومية ولست ابالغ في هذا الامر فهذا هو الواقع في ام الدنيا التي نسأل الله ان يسخر قياداتها لرفع شأنها واصلاح الاوضاع فيها والالتفات لهذا الشعب الذي يستحق العيش بكل كرامه وعزة من دون ان يقطع البحار والمحيطات للبحث عن وظيفه لا تستحق كل هذا العناء ، مصر بحاجة الى شخص غيورغير مهتم بالسلطه والنفوذ يعرف اختيار معاونيه ومساعديه له نظره مستقبليه بعيدا عن المصلحه الشخصيه يقوده حب الوطن والمصريين وقبل ذلك كله يخشى الله الذي استرعاه على هذه الرعيه .
.jpg)
كل تلك
الزوبعة في الفنجان لم تكن لتحدث ان كانت في العراق حكومة قوية لها سلطتها
وسيطرتها على كل الاوضاع في العراق وطبعا لا ننكر دور مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء
الذي يسعى بكل قوته من اجل العراق ولكن القوى السياسيه المتناحره هي من تعيق اي
تقدم وهذا الامر الذي جعل الحشد الشعبي ومسؤوليه يهددون ويتوعدون كل من لا يعجبهم
بل انهم قاموا بدور الدولة في كثير من الاحيان ووصل بهم الجبروت الى تهديد مصطفى
الكاظمي نفسه ومحاولة اغتياله واصبحوا للأسف الشديد قوة يحسب لها الف حساب في
الداخل العراقي ولا يهمنا ان كانوا اداه في يد ايران او لا لأن ما يقومون به من
تعطيل للعراق يخدم ايران بشكل مباشر ولا يلزم الولاء ان كان هنالك منفعة كبيره
للملالي وخدمة من دون توجيه .
أما
اولئك الذين يتحدثون عن المحافظة ال19 او ال20 هم اشخاص غسلت ادمغتهم وتم التلاعب
بمشاعرهم واغلبهم قد يكونون مراهقين او غير متفهمين للوضع العراقي الحساس الذي
يلزم ان يكون العراق بعيدا كل البعد عن الصراعات والاحتكاكات التي لا تنفع مع دول
الجوار الخليجية خاصه لان تلك الدول هي التي نأت بنفسها عن التدخل في الشأن
العراقي وان كان هنالك تدخل سيكون فقط من أجل مد يد العون لهذا الوطن العظيم الذي
يستحق ان يكون على رأس السلطه فيه اشخاص موالين له فقط لا تقودهم ولاءات خارجيه لا
لهذه الدولة ولا تلك بعكس حكومة الملالي التي منذ نهاية الحرب مع العراق وهي تمعن
في الانتقام من العراق وشعبه بشتى الطرق المتاحه لديها فهي توغلت في الحكومة ولعبت
على نغم الطائفيه المقيته ودعمت اي اشخاص يرغبون في تشكيل قوة صغيره كانت ام كبيره
لاثارة الفوضى في البلد واستخدمت من يوالونها في حروبها بالانابه في سوريا ولبنان
واليمن وفي الهجمات على المملكة العربيه السعوديه والامارات وغيرها من المواقف
والاحداث وبعد كل ذلك يظهر لنا اشخاص محسوبين على العراق ومدعومين من طهران بالسر
او بالعلن وهم يمدحون ايران وقادتها الذين يتهمم العالم بأسره بالارهاب الا هؤلاء
ويهاجمون المملكة العربيه السعوديه ودول الخليج .
أمر محير
بالفعل العراق العظيم القوي المستقل بذاته
رغم ما ارتكبه قادته السابقين ورفضه التبعيه لهذه الدول او تلك يصبح اليوم بلا
هوية وبلا قيادة وتحت رحمه حشد او مرجع او ملالي ولا يكتفي بذلك بل يهدد جيرانه
ويتوعد وهو من الداخل ممزق ومجتمعاته مضطربه وغير متفاهمه وهنالك خلافات لا تعد
ولا تحصى ومشاكل بحاجه الى حلول جذريه .
وبالنسبه
لدولة الكويت فهي وشعبها يعيشون برخاء وسلام على الرغم من المشاكل السياسيه المتعلقه
بمجلس الامه واعضائه والخلافات التي تتكرر في كل عام الا ان المنظر العام يوحي
ويدل على ان الكويت بدل متطور والاوضاع فيه مستقره افضل بألاف المرات عن العراق
الجريح ولا يحتاج ان يكون محافظه لدولة ممزقة وشعبها مختلف داخليا وخارجيا وولاءات
العديد من ابنائه ليست للوطن نفسه وهذا ما يجب على اولئك المغترين بالحشد العبثي
ومن يديرونه التنبه له فحب الوطن والغيره عليه لا تحتاج الى شعارات وعبارات رنانه
بل تحتاج الى عقول متفتحه وقلوب فيها غيره حقيقيه عليه لا على جزء منه فقط .
اتمنى ان تثمر جهود الكاظمي خيرا للعراق ويستطيع توحيد الصفوف ووضع حدودللتعجرف والطيش الذي يقوم به الحشد العبثي الذي قد يتسبب في عزلة اخرى للعراق الذي يسعى الكاظمي لاخراجه من تحت العباءة الايرانية التي كان تحتها لسنين طويله واثرت على العديد من نواحي الحياه فيه وأن يضع العراقيين الوطن نصب اعينهم ويركزوا على اعماره واعادته الى امجاده وسيلقون العون من اصدقائهم واخوانهم في دول الخليج الذين يعلمون ان امن العراق من أمنهم وبقاءه حرا ابيا غير خاضع لأي سلطه خارجية هو الحل الوحيد للحفاظ على السلام في المنطقة التي لا تهدأ ابدا .