


لقد سددت الدكتورة ضربات قوية لمن يهمهم الأمر و المعنيين بما في هذه المقاله لعل إحدى تسديداتها توقظ الأذهان والعقول التي غابت عن أصحابها في وهم الشهرة التي تمكنت من مجتمعاتنا وأثرت على شبابنا ومراهقينا وحتى الراشدين منا واترككم مع المقالة الآن وأرجو التمعن في كلماتها ومعانيها.
«مواقع التواصل نجحت في تحويل التافهين إلى رموز، صار يمكن لأية جميلة بلهاء أو وسيم فارغ، أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين» حتى هذه الخلاصة التي ذكرها آلان دونو في كتابه «نظام التفاهة» تكاد تصبح من الماضي. يكفي أن يهزّ شخص كرشه المترهلة، أو يمشي مشية سخيفة يكررها في كل فيديو ينزله، حتى تتابعه مئات الآلاف وتستضيفه القنوات ويصبح مؤثراً.
وحتى لا نذهب بعيداً في تفسير هذه الظاهرة جوابها بسيط: فتّش عن المال. فحين تنتشر هذه المقاطع تحصد مشاهدات الفضوليين ومدمني وسائل التواصل وعاشقي إضاعة الوقت، فيجني صاحب المقاطع مبالغ مالية ويغفل الجميع عن الشركات المالكة للمنصات التي تجني الملايين من وراء الإعلانات. هي دورة مالية من أسباب استمرارها تفشي هذا المحتوى الهابط.
التفاهة التي تحاصرنا هي جزء من ثقافة الاستهلاك، يسهم فيها المشاهير - بدون قصد وأحياناً كثيرة بقصد - فهي مصدر دخل لهم. هل نحن في عالم طبيعي حين ننشغل بسعر ساعة فلان وثمن حذاء فلانة؟ والمؤسف أن سهولة نشر الفيديوهات على وسائل التواصل جعلت كل من يملك جوّالاً كاتب سيناريو ومخرجاً. رجال عاديون بكل ثقل الدم الموجود على الكرة الأرضية «يستهبلون» وربّات بيوت ينافسن بناتهن في الرقص على «تيك توك»، قيل إن صامويل كورت حين اخترع المسدس قال: «من الآن فصاعداً يستوي الجبان مع الشجاع»، وقد حوّر أحدهم الجملة فقال: «بعد اختراع الفيس بوك وأخواته: من الآن فصاعداً يستوي العالم والجاهل». أما «التيك توك والسناب شات» فذهبتْ أبعد من ذلك إذ يحق لمخترعها أن يقول: الآن يتفوق التافه على لقمان الحكيم.
الغريب أن هذه التفاهة أصبحت مصدراً نحتكم إليه، فمن فترة قريبة غنت فنانة شهيرة كلاماً عادياً نسبته لمحمود درويش، وحين اعترضت مؤسسة محمود درويش على هذا الانتحال، كان ردّ الفنانة عبر محاميها بأن كلام الأغنية «ثابت على المواقع الإلكترونية العديدة» منسوباً لدرويش، هكذا دون الرجوع حتى لدواوينه أو العارفين بشعره.
حبذا لو نطلق في بلداننا العربية حملة مشابهة للحملة التي أطلقها ناشطون غربيون تحت عنوان: «توقفوا عن جعل الأغبياء مشاهير» علّها تكبح قليلاً هذا الاندفاع المخيف نحو كل ما هو سخيف ومضر بالصحة العقلية.
إنه «نظام التفاهة» الذي جرّتنا إليه وسائل التواصل الاجتماعي التي قال عنها يوماً أمبرتو إيكو بأنها «تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط.. وكان يتم إسكاتهم فوراً. أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل. إنه غزو البلهاء».


وتصديقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول انقسام الأمة لعدة فرق تتبع دينا واحدا وتختلف في التوجهات والمعتقدات التي تسير عليها راينا ذلك الأمر وعشنا اوقاته على الرغم من ظهوره المبكر في الازمنة والقرون السابقة ولكن الفرق التي ظهرت في العصر الحديث توفرت لها العديد من الوسائل والادوات التي ساعدت على تمددها وانتشار افكارها ومعتقداتها بسرعه كبيره وخاصة في ظل سهولة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي .
ومن أهم اسباب الانتشار والاستمرار لتلك الفرق هو التوريث الذي يقوم به الجيل السابق منها للأجيال التي تليه وأقصد بالتوريث أو الميراث الذي يترك ليست الأموال والثروات والعقارات بل هي الأفكار والمعتقدات التي هي أشد تأثيرا من أي ميراث أخر وخاصة أن كانت أغلبها شاذه وضاره وليس لها اي منفعه للمتلقي وهي على العكس باطله وبنيت على باطل وان خالط بعضها القليل من الحقائق والأحكام الشرعيه الصحيحة والأفكار السليمة إلا أن الأنحراف والتلاعب بها هو الذي يغلفها عند اخراجها للناس ويجعل من افرادها اعداء للدين والملة الصحيحة السوية .
والغريب في تلك الفرق هو الطريقة التي يستخدمها قادتهم ومنظريهم ومراجعهم في الترويج للأفكار والمعتقدات وكيفية زراعتها في العقول بطريقة تضمن استمرارها لأزمنة وأعوام طويلة والأغرب من ذلك هو الانقياد الأعمى والولاء الغير طبيعي لأفراد تلك الجماعات من دون استخدام للعقل أو حتى السؤال عن أي أمر فيه شبهه اوشك على الرغم من حصول عدد كبير من اتباعهم على درجات علميه عاليه ووصولهم لمستويات تعليم مرتفعه وصدق من قال أن تغييب العقل بسبب الثقه العمياء أو الإيمان بشخص من أكبر المصائب ولو عقل هؤلاء لرأو أنه من باب أولى اتباع سنة الحبيب المصطفى والسير على هديه ونهجه بدلا من أي شخص اخر مهما بلغ علمه ومكانته .
ومن أجل ذلك التغييب وعدم التفكير ظهرت اجيال وراء اجيال تشربت الفكر الذي ورثه الجيل المتقدم من تلك الفرق وبدأت في الدفاع عنهم والرد على كل المنتقدين وسبهم ولعنهم ان وجب الأمر واصبحت كل المناقشات عباره عن جلسات ردح وسب وتشفي بين المتحاورين وللأسف الشديد لم نجد اي شخص عاقل يخرج ويعترف بخطأ او بزله أو استعجال بدر من شيخه أو من الشخص الذي يؤمن بفكره ومعتقده وما يزعج أكثر هو شخص المتحاورين والهيئة التي يكونون عليها فبعضهم ترى الوقار يعلوه ومظاهر الصلاح والالتزام بادية عليه والبعض يكسو لحيته الشيب ولكن ما يصدر منه من أقوال وتصرفات يخجل من القيام بها حتى المراهقين والأدهى والأمر هو ان الكثيرين من الناس البسطاء واصحاب العلم المحدود او الاطلاع القليل يصدقونه ويتبعون ما يقول وينفذونه حرفيا وينشرونه في بيوتهم وبين افراد اسرهم .
وبسبب ما يحصل تشتت أفكار الناس وتوجهاتهم وأصبحوا حيارى لا يعرفون ممن يستقون العلم الشرعي الصحيح وخاصة في ظل حرب التشكيك التي تقودها الفرق بينها وانطلاق الناشطين من هذه الفرق في الوسائل المتاحة للهجوم على اخوتهم من باقي الفرق وتشويه سمعتهم والتشكيك في اي قول او أي فتوى تصدر منهم ولم يسلم من التشكيك حتى ائمة المسلمين وعلمائهم المشهود لهم بالصدق والاخلاص في العلم والعمل ووصل التشكيك حتى في افعال الانبياء والصحابه ايضا ودخل البعض من هؤلاء في نياتهم وخبايا حياتهم التي بنوها على بعض الروايات التي جاءت في الاسرائيليات التي تمتلئ بالقصص والروايات المشكوك في صحتها او من الاحاديث الضعيفه والمكذوبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اما بالنسبه للانحرافات وعدم الخجل من تداولها أمام الناس بل التفاخر بها ونشرها والاستماته في تعميمها على الجميع فحدث ولا حرج فكما ذكرنا سابقا انه بعد تشرب الفكر والانغماس فيه أصبح الدفاع عنه عند هؤلاء أمرا واجبا وسيأثم عليه من يكتفي بالعمل به من دون الدفاع عنه والغرض تجميل صورة فرقته وجلب اكبر عدد من الناس لها والحصول على لقب حامي الفرقه والمدافع عن الدين ونيل رضى وبركة المرجع الكبير والسير على نهجه.
التنوع في الاسلام واختلاف المذاهب او الطرق كالحنفيه والشافعيه والحنبلية أمر حسن وفيه سعه ورحمة للناس لأن اغلب تلك المذاهب لها نفس النهج والاختلافات التي بينها ليست في العقيده والافكار بل هي تنوع محمود واغلبها مبنيه على افعال أتى بها الرسول صلى الله عليه وسلم أو تركها في العبادات والتعاملات وحتى وان حصل خلاف بينها او مع مذاهب او اصحاب اراء او افكار اخرى كان الخلاف وفق ضوابط ونظام متفق عليه .
اما الاختلافات الحالية اسأل الله ان يخلصنا منها اختلافات في العقيده والفكر والتوجه والأهداف وهي بعيدة كل البعد عن الدين بشكل كبير ووصلت الى مرحلة التائلي على الله والتكفيروالاتهام في العرض والشرف للمخالفين وعدم قبول الراي الاخر نهائيا بالاضافة الى التراشق والتنابز بالألقاب والعبارات النابيه التي لا تخرج من مسلم عادي فكيف بشخص يعتبر اميرا في فرقته او شيخا او داعية.
بل ان الخلافات التي تنشأ بين اغلبهم تقوم على مواضيع واسباب ضعيفه جدا ليست في الامور المهمه للمسلمين والتي قد تؤثر في الوضع الحالي الذي تعيشه الأمة فهي لا تصلح حال ولا تذكر بشيء تم اغفاله .
ولمن أراد أن يتعصب فلا ضير من التعصب في حب الدين والرسول محمد صلى الله عليه وسلم في السير على نهجه ونهج صحابته الاخيار وال بيته الكرام بالطريقة التي نثبت بها حبنا لهم بتطبيق الدين الحق الذين تعلموه والعقيده السليمة والفطره النقيه التي فطروا عليها والتي جعلت منهم أعلاما للهدى .
اتقوا الله يا من تمثلون هذه الفرق الاسلامية المتناحرة لأنكم ستحاسبون عن كل شخص تبع نهجكم وسار على دربكم الذي ايدتم فيه مشايخكم الذين رحل اغلبهم او من وضع افكاره ولا يوجد اي مانع من التراجع عن اي فكره او منهج ان تبين بطلانه أو أنه يحمل أمورا قد تقود الى الهاوية في الدنيا والأخرة.
وشجاع هو ذلك الشخص الذي يتبرأ من فرقة ضالة وهو معتنق مبادئها بشكل قوي والأشجع منه من يظهر للملأ ويصحح أخطائها ليس من أجل الحصول على مكاسب شخصية بل من أجل الفوز برضى الله وتبرأة النفس من الغي والتيه الذي عاشه في الفترة السابقة قبل يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون وبكل أسف هذا الشيء نادر الحصول او يكاد يكون معدوم وكم نتمنى أن يخرج مرجع أو من يعتبر نفسه شيخا على فرقته ويبوح بالحقائق ويوضح المخالفات ويعيد بوصلة الفرق الاسلامية الى اتجاهها الصحيح وتدمج جميعها في فرقة واحده تتبع كتاب الله وسنة نبيه وتسير على ما سار عليه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم وأصحابه الاطهار وال بيته الكرام والتابعين لهم بإحسان.

ولن أهتم لما قاله البعض في اللقاءات التي أجريت في وقت غير مناسب من أن العالم خذلهم ولم يقف معهم وإن كان الكلام صحيحا فلا بد أن تكون هنالك أمور منعت من وصول المساعدات كالوضع المتأزم والصراع المحتدم بين الفصائل والنظام وغيرها من الأوضاع والظروف التي تؤثر في المشهد السوري .
وقد فندت وسائل الاعلام الرسمية تلك الأقوال حينما تحدثت عن وصول قوافل ومساعدات من عدة دول وأعتقد أن هنالك لبس وسوء فهم قد حصل لدى البعض بسبب انقسام المساعدات بين البلدين فالكثير من تلك القوافل توجهت لسوريا وكذلك الأمر بالنسبة لتركيا وبإذن الله سيحصل كل منهم على المساعدة والأولوية الأن لإنقاذ من هم تحت الأنقاض وابعاد الناجين عن الأماكن المنهارة واسعافهم .
هذه الهبه التي قامت بها شعوب المنطقة والعالم تستحق الثناء والشكر على الرغم من كونها واجبا اخويا وانسانيا وأمرا توجبه علينا المبادئ والأخلاق والأعراف وقبل ذلك كله الدين ، فلا نستطيع أن نقول أن هذا فضل نتفضل به على أخواننا بل هذه نعمه من الله بنا علينا بأن جعلنا داعمين لهم وجعلنا سببا في التخفيف ولو بالشيء البسيط عنهم فنسأل الله القبول ونسأله جل وعلا ان يرحم موتاهم ويحفظ غائبهم ويشافي مصابهم .
ومن المناظر التي أعجبتني تلك الطوابير الطويلة التي ضمت أعدادا هائلة من البشر الذي خرجوا لمد يد العون وتقديم ما تجود به أنفسهم من أجل إخوانهم في سوريا وتركيا برضا نفس واحساس جميل بالمسؤولية ورغبة في كسب الأجر والثواب وترك أثر جميل لا يمحى ورأيت ذلك في الكويت وفي المملكة الأردنية وفي غيرها من الدول .
ومناظر تلك القوافل البريه والبحرية التي وصلت الى الأراضي السورية والتركية من أجل المشاركة في مساعدة المتضررين والتخفيف عنهم والجسور التي مدت للعون أمر مبهج ويسر الناظرين .
ولن أنسى فرق الإنقاذ والإغاثة التي أرسلت للمساعدة في البحث عن ناجين والمساعدة في اخراج من قضوا من تحت الأنقاض نسأل الله الرحمة لهم جميعا .
تلك المناظر والمشاهد المشرفة لم تكن من دولة واحدة فقط بل إن العالم كله قام بها حتى الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر سببا في معاناة الشعب السوري بالاشتراك مع النظام الحاكم والدول المؤثرة في المشهد السوري كروسيا وايران قامت بتجميد العقوبات عن سوريا والسماح بأعمال الإغاثة للشعب السوري في خطوة وبادرة مقبولة ولا نستطيع وصفها بوصف أخر لأنها جائرة وظالمة والأولى أن يتم إزالة تلك العقوبات بشكل نهائي لأنها لن تؤثر في أحد سوى هذا الشعب المغلوب على أمره .
ونحن نتمنى أن تكون هذه الوقفات والتقارب الذي لمسناه ورأيناه يمثل على أرض الواقع وننتظر المزيد منه أن يكون دائما وليس عند حدوث مصاب أو حادث أو بلاء لأن هنالك شعوب عانت وما زالت تعاني من التقلبات السياسية والمناخية وغيرها من الاحوال التي قد تمر على اي دولة من دون أن تجد من يسعف ومن يعين ومن يمد يد العون وأنا متأكد أنه لو لم يكن هذا الزلزال لما تحركت تلك القوافل التي كان اخر العهد بها منذ بداية الاحداث في سوريا وبعد ان اعتاد الناس على القتل والتدمير توقفت بشكل كامل الا القليل منها .
لذلك لا بد للعالم الصامت والمقيد أن ينطق ويرفع صوته عاليا وأن يكسر قيوده واغلاله ويقول كفى لكل ما يقضي على الشعوب ويمنعها من العيش ويجب أن لا نحمل الشعوب مسؤولية وجود فاسدين على رؤوس السلطة لديها وهذا الكلام أوجهه لأخواني فقط لأن الغريب لا يهمه سوى اخذ مصالحه منا ولا يهمه الوضع الذي نكون عليه وبكل تأكيد هو لن يكون أحن منا على بعضنا حتى وإن اختلفنا الا أن ما يجمعنا ويربط بيننا أكبر من أي خلاف ولكنه العناد والكبر والتعصب حينما يكون في غير محلة .
.jpg)
ولقد رأى العالم بأسره تلك المناظر المؤلمة والأهوال العظيمة التي حلت بإخواننا في سوريا ومناظر الأطفال وهم تحت الأنقاض يصارعون من أجل البقاء في هذه الحياة وانتشرت المقاطع التي تروي معاناتهم كانتشار النار بالهشيم ولكن هنالك أمر لم يلحظه الا البعض منا وهو أمر مهم يعادل أهمية الحدث الكبير الذي وقع على الناس في تركيا وسوريا .
ذلك الأمر هو الإيمان والتسليم والرضى بما قضاه الله تعالى وأوجب وقوعه من بعض الناس حيث كانت ردود أفعالهم تمثل الصبر والاحتساب والايمان في أقوى لحظاته وأسمى صورة فكم هو عظيم ذلك الأب الذي ثبت أمام الكاميرات وأمام من حوله من أشخاص وقال بصوت المؤمن الواثق من حكمة ربه وعدالته تقبل ابنائي ياالله واجعلهم شفعاء لي يوم القيامة والهمنا جميعا الصبر والسلوان واربط على قلوبنا يارب ولم يذرف أي دمعة قناعة منه أن لله ما أعطى ولله ما أخذ .
وكم هي عظيمة تلك الأم التي انتظرت انقاذها هي وابنائها من تحت الأنقاض وبعد خروجها سالمة وفقدانها أحد أبنائها سجدت شكرا لله تعالى وهي تردد اللهم اغفر لنا ذنوبنا واجعل مصابنا هذا تكفيرا لنا عن كل ما ارتكبناه من خطأ اعتقادا منها أن ما حدث هو بسبب الذنوب التي تكاثرت والتجاوزات والخطايا .
ولن أنسى المقطع الذي خرج فيه ذلك الشخص وهو يشكي لربه رحيل اسرته كامله التي كانت قبل ساعات مجتمعه في مكان واحد واقصد بأسرته أبيه وأمه واخوانه وأبنائه الذين قضوا جميعهم بسبب الانهيارات العظيمة التي حدثت ولكن هذا الشخص رغم فاجعته الكبيرة وانهمار دموعه حرقة وحزنا على هذا الفقدان العظيم الا انه كان يقول اللهم اجمعني بهم في جنات الخلد يارب العالمين واربط على قلبي لحين لقائي بهم .
تلك الكلمات الرائعة وهذه المواقف العظيمة تكررت أكثر من مرة عند الكثير ممن فقدوا أحبائهم في سوريا وغيرها من بلاد المسلمين ولكن الاعلام بكل ادواته لم ينقل لنا صور ومقاطع أولئك المحتسبين والصابرين بسبب تركيزه على الدمار والقتل والهرج الذي انتشر في اخر الزمان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج. قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل" وذلك بسبب التهافت على النقل والحصرية التي اشغلت وسائل الاعلام واصابتهم بالهوس ولو أن فيهم عاقل وصاحب اهداف وغايات انسانية لوجد في صبر المتضررين واحتمالهم مادة دسمة تستحق النشر .
قد تظهر لنا بعض المواقف والمقاطع التي تنشر كمية هائلة من النحيب والصراخ والألم بسبب الفقد ولكن هنالك أمر مهم وهو أن هذا النحيب والصراخ ممزوج برجاء وأمل كبير لله تعالى كما ذكرناه سابقا في تلك الصور التي تطرقنا لها فكل من يتألمون ينادون الخالق العظيم ويسألونه الرأفة بهم والتهوين عليهم وقليلين منهم من يسخطون ويعاتبون ويلومون تلك هي حلاوة الايمان التي تداعب القلوب وتسري بها وتجعل من المصائب والمحن رغم صعوبتها أمر يمكن التعايش معه لأن تلك النفوس امتلئت تصديقا وايمانا بأن كل من على هذه الأرض مصيره الذهاب عنها ولن يبقى سوى وجهه سبحانه وان ما اصابك لم يكن ليخطأك ولنا في الناجين والقتلى في زلزال سوريا وتركيا خير دليل .
فالكثير ممن توفوا بسبب الزلزال نجوا سابقا من الاحداث والاضطرابات التي عصفت بسوريا ولكن إرادة الله وتقديره قضت بأن يكونوا من الموتى وكثير ممن نجوا اليوم مرت عليهم لحظات كانوا ينتظرون خروج ارواحهم من اجسادها ولكن المولى عزوجل طال في اعمارهم واعطاهم فرصة جديدة للعيش بسبب عدم حلول اجلهم حتى الان نسأل الله ان يرحم من توفي من أخواننا في سوريا وتركيا وكل بلدان المسلمين وان يشفى مرضانا ومرضى المسلمين ويعافينا ويعافيهم من كل بلاء وسوء .

الكابلز باللغة الانجليزية أو الأزواج غير المتزوجين حسب المفهوم المتعارف به والمعمول به في المجتمعات العربية ظاهره انتشرت كثيرا في عالمنا وأصبح هنالك تباهي وتفاخر بها بل إن عددا كثيرا من اولئك الكابلز اقتنعوا بأن العلاقه التي تربطهم يجب ان تبقى كما هي بعيدة كل البعد عن الارتباط الشرعي وأقصد الزواج لأن الزواج قد يؤثر علي هذه العلاقه ويسرع في انتهائها وسيسقط أسهمهم التي ارتفعت.
أما البقاء كأزواج بدون رابط شرعي فهو أمر سيطيل هذه العلاقه وسيجعلها مباركة في نظرهم وأكثر وضوحا وأقل ضررا في حال حدوث أي أمر طارئ أو غير متوقع .
ودعونا نعود الى التسمية والمصطلح الغربي الكابلز الذي ترجمناه باللغة العربية الى الأزواج وهو بعيد كل البعد عن معناه بلغتنا لأن القصد هنا ليس الشيء ونقيضه أي الذكر والأنثى كما قال ربنا في كتابه لنوح عليه السلام عندما أمره أن يبني السفينه ((حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) ))* سورة هود* ولا الزوجين اللذان ارتبطا برباط وثيق على الرغم من أن البعض يقصد هذا الأمر أحيانا ويقول أن هذه الحفلة أو هذا المكان للكابلز ولا يدخله العزاب مثلا والقصد هنا المتزوجين وهذا قليل جدا ونادر ولكن المقصد الأول والأهم هم الشخصان اللذان ربطتهما علاقة حب أو صداقة تطورت لحب أو صداقة معلنه أمام الناس لايعرف خباياها الا الله وهذان الشخصان فقط وبكل تأكيد يجوز في هذه العلاقه كل ممنوع .
والكابلز بالمنطق والتعريف المتداول هو أمر ليس جديد بل له جذور قديمة حيث كان يوجد في قديم الزمان نماذج ولكنها مشرفة سطرت قصصها صفحات التاريخ لما كانت عليه من احترام للذات أولا وللأهل والمجتمع ثانيا ولو تناولت قصة أي كابلز قديم لاستغربت من الطريقة التي كان يتعاملون بها ونوعية العلاقة الطاهرة النقية التي إن لم تنتهي مثلما كانا يخططان لها فلن تضر أحدهما ولو ضرته سيكون ضررها نفسيا فقط ولن يشمل من حوله من ناس او مجتمعات وبسبب الطهر الذي كانت عليه تلك النماذج مازالت قصصها تتداول الى اليوم ويتغنى بها الجميع .
أما ما نراه اليوم فهو نسخه طبق الأصل من الكابلز الغربي الذي يبيح كل محرم ويشجع على اقامة علاقات خارج اطار الزواج وحتى ان حصل زواج تبقى الأمور مثل ما كانت عليه ويتسم الكابلز الغربي بالانفتاح المبالغ فيه وانه لا يلتزم بأي ضوابط أو حدود ويقوم بكل ما يخطر في باله من دون تراجع او تردد وللأسف تخطى الكابلز العرب ما كانت تقوم به النسخه الغربية وتجاوزت كل تصرفاته وسلوكياته .
وطبعا هذه العلاقه بين الكابلز مختلفه في الشكل عن حياة الازواج الحقيقين ومتشابهه في بعض المضمون وخاصة في الأمور الحميمية فالأزواج غير المتزوجين يوجد بينهم حب واعتياد ولقاءات في العلن في بعض الأحيان وفي احيان اخرى في الخفاء وتنشئ بينهم علاقات جنسية كاملة لا حدود لها برضى الطرفين وقد يصل الأمر للبعض بالقيام بأمور وأفعال حتى الأزواج يخجلون من القيام بها أمام الناس خوفا من المجتمع وأفراده أما الكابلز فلا حدود ولا خطوط حمراء يمكنها ايقافهم أو ردعهم .
ومع وسائل التواصل الاجتماعي ظهرت لنا نماذج عجيبه وغريبه من هذا الكابلز امتازت بالوقاحه والكذب والتلاعب بالعواطف والعديد من الأمور التي لا تمت للواقع بأي صلة بل إن العديد من هؤلاء أضافوا بعض اللمسات الخاصة بهم وبدأو في التفنن بإستعراض اللحم الرخيص والمفاتن الانوثية لمن يكون معهم والظهور أمام الكاميرات بأوضاع مثيره تهيج الشهوات وتوقد في الأجساد نيران لا تنطفي وبعد أن تشتعل قلوب المتابعين وتصدر من بعضهم تصرفات غير لائقه ويتعرضون للفتيات رغبة في انشاء كابلز مع اي فتاة تقبل وترخص من نفسها وذلك اقتداءا بالكابلز المدمر يخرج اولئك الفاتنين وهم يقدمون النصيحة ويوعون الشباب ويطلبون منهم الابتعاد عن مثل هذه التصرفات ونسوا أنهم هم من تسبب في انتشار تلك التصرفات وأثروا في فئه كبيره من الشباب .
بل إنهم لا يكتفون بذلك ويغررون بأفراد الأسرة وخاصة النساء والفتيات الذين يتأثرون بسرعة كبيره بما يرونه من أمور يقوم بها هؤلاء المرضى وخاصة عند ظهورهم وهو يستعرضون ممتلكاتهم التي لا يمتلكونها بل هي مقتنيات من هذا التاجر أو ذلك المعلن من أجل التسويق والنشر عن طريق الكابلز أو عند لعبهم دور الواعظ والناصح والموجه وفي الاساس هم من يحتاجون الى توجيه وارشاد وتوعية .
ويكون الأمر في قمة الوقاحة والإسفاف إن ارتبط هذا الكابلز بالرباط الشرعي واستمرا في الدوامة التي كانوا فيها وأظهروا مزيدا من الوقاحة وقلة الأدب من دون احترام للوضع الجديد الذي تحولوا إليه وللأسف هؤلاء أيضا كثر ويتكاثرون بل إنهم يتنافسون في الحصول على الجوائز والمنافسات التي رصدت لأفضل كابلز ولا أدري ما هي الأفضليه التي يبحث عنها من وضعوا تلك الجائزة وعلى أي أساس بنوها .
وأرى أن الأفضلية تأتي من حيث الحرية التي يمكن أن يمارسها هذا الكابلز أكثر من غيره وفي كثرة التصرفات الغريبه التي يخجل منها غيرهم من أصحاب العقول والفطرة السليمة والانفتاح الزائد عن الحد في كل شيء وإظهار الاسرار واستعراض الاعراض وغيرها الكثير من الأمور التي يمكن ذكرها في هذا الشأن .
وبفضل الوعي والفطرة السليمة التي مازالت موجودة بفضل الله رأينا انقلابا على الكابلز وانزعاجا من تصرفاتهم والشر والدمار الذي يقومون بنشره في المجتمعات وخرج العديد من الرافضين لافعالهم وتصرفاتهم وطالبوا بمقاطعتهم ورد كيدهم في نحرهم ودعوا الى عدم دعمهم والتطبيل لهم وعدم اعطائهم مكانة لا يستحقونها والتحجيم من شأنهم الذي اعطوه من المتابعين .
وأدى ذلك الى تراجع شعبيتهم بشكل كبير وعدم حصولهم على المزيد من المكاسب على حساب المجتمعات التي تدهم وتتأثر سلبيا بما يقدمه هؤلاء المنتفعين والمقتاتين والمتاجرين بالمبادئ والفطر السليمة .

وقد يزيد الأمور سوءا وقبحا اذا وصل الأمر الى التكسب بالسخرية من الناس والتهريج بطريقة لا تليق وقد تتسبب في اثارة فتن أو افزاع قلب أو حتى إصابة شخص حتى ان كان الأمر من غير قصد لأن المتعارف عليه أن الفكاهة والطرائف والمقالب الطريقة التي تدخل البهجة على القلوب لا تتسبب بأي أمر من التي ذلك سابقا فالطرفة والفكاهة تعني الضحك والابتسامة وامتلئ القلب لفترة بالبهجة والسرور وليس بالغضب أو الحزن أو الخوف .
وللأسف الشديد أصبحت النوادر والطرائف في وقتنا الحالي مصطنعة ولم تعد تضحك أي شخص ولم تعد ترسم البسمة على الشفاه والأسباب ان اغلب تلك الأمور التي يفترض أن ترسم البسمة وتسعد القلوب ليست سوى اتفاقات مسبقه بين مجموعه من الأشخاص أو أن الفكرة المبنية عليها المزحة لا تصلح ولا ترتقي ان تكون طرفه أو مزحة من الأساس وأهم سبب هو انعدام العفوية في كل شيء بسبب ما قلناه سابقا وهو نقطة الاتفاق على المشهد أو الموقف فكل شيء عفوي جميل ومختلف وفيه لمسه رائعة تكون من الشخص نفسه من دون أي تعليمات أو توجيهات وتأتي ردة الفعل العفوية أيضا لتكمل المشهد الفكاهي المميز.
ومن الأمور التي أصبحت مزعجة منذ بدأ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي هي الحسابات التي يعتبر أصحابها أنهم من أصحاب الطرائف والمزحة وهم بعيدين كل البعد عن ذلك لأن اغلبهم مهرجين وغير مدركين للمعنى الحقيقي الذي تعنيه الطرفة والمزحة وكم من مواقف قام بها هؤلاء كانت لها نتائج كارثيه وتسببت في وقوع الأذى عليهم أولا ومن ثم على الضحية التي كانوا يستهدفونها.
وبسبب تنوع الاذواق أو ترديها أصبح لهؤلاء الملايين من المتابعين والمعجبين والداعمين بالمال والوقت والتسويق والاعلان والكثير من الطرق والوسائل أما العقلاء وأصحاب الحس السليم فإنهم ينزعجون من تلك التصرفات ويرون أنها عباره عن سخافات وتصرفات صبيانية لا تجوز لمن هم في مثل سن هؤلاء المهرجين وبكل أمانه هنالك أشخاص ما زالوا يمتازون بخفة الدم ولهم قبولهم ولكن بسبب امتلاء الساحة بالسخيفين والسخيفات لم يعد للفكاهة الحقيقة مكان بارز للظهور والتألق بل انها أصبحت تحارب حتى تواكب الوضع السائد وتتوجه الى نفس التوجه الذي اتخذه هؤلاء .
وقد تغيرت الفكاهة مع مرور الزمان ففي السابق كانت الطرف والمواقف الفكاهية فيها حكمة مع الضحكة والكثير من الدروس والعبر المستفادة أما اليوم فهي تهريج في تهريج في انحطاط وقلة أدب ولا ندري ما الأسباب هل لأن هذا هو النظام المتداول والذي تسير عليه أغلب الأمور في هذا الزمن ؟ أم أنه لم يعد هنالك نوادر وطرف تذكر مثلما كانت في ذلك الوقت الذي تم تأليف كتب ومجلدات لهذا العرض وتم تمثيل تلك بعض مما حوته تلك المجلدات والكتب وعرضت على الناس ولاقت استحسانا منهم واشادة ؟ وهل بسبب الظروف التي تمر علينا والأوضاع التي تعيشها أغلب بلادنا لم تعد هنالك ابتسامة وضحكة وفكاهة كما كانت سابقا ؟
نحن لسنا ضد الضحك والابتسامة ولكن بضوابط وشروط لا يوجد فيها تجاوز أو تعدي أو انتقاص من فرد أو دولة أو مجتمع أو دين وملة أو مذهب مع مراعاة الطريقة والأسلوب وانتقاء المفردات ومراعاة مشاعر الناس والظروف التي يمرون فيها وها قد اقترب شهر الخير شهر رمضان وستنشط المسلسلات والبرامج بكل أنواعها الفكاهية والدرامية والبكائية والتاريخية وغيرها وسيكون بكل تأكيد للتهريج النصيب الكبير وللأسف فالتهريج ارتبط بالعري والأغاني في برامج ومسلسلات رمضان التي يفترض ان تكون نقية من كل ذلك.
ولدي اقتراح للقائمين على الاعمال الرمضانية طالما أنكم مصممون على ان تعرضوا علينا في شهرنا الفضيل أقبح ما يتم انتقائه اقترح عليكم أن تبحثوا في الكتب والمجلدات القديمة التي تعنى بالفكاهة أو الأدب الفكاهي وكتبها من عرفوا بهذا اللون من الأدب واشتهروا به وتختارون بعض منها بعض الصفحات التي يوجد فيها مواقف فكاهية لقضاه وبياعون واشخاص عاديين وتعرضونها بأسلوبكم وطريقتكم التي ترون أنها الأفضل بدلا مما يتم عرضه وهو لا يرتبط بالفكاهة والطرفة نهائيا وقد سبق أن تم صناعة أعمال فكاهيه مقتبسه من تلك الكتب والمجلدات ومازالت إلى يومنا تتمتع بـألقها وسحرها ولكن للأسف الشديد لا تعرضها إلا بعض القنوات الفضائية لأن الأغلب مهتم بالتفاهات والأعمال المشينة .

وللأسف حصل أولئك الحمقى على العديد من المؤيدين والمتابعين وعاشوا في تلك الأكذوبة التي تسمى شهره وسلطت عليهم الأضواء التي كانت ورائها الشركات وأصحابها الذين جعلوا تلك الفئه المخدوعة كالسلم لكي يرتقوا به الى الأماكن التي كانوا يحلمون بالوصول إليها وينالوا المكاسب المختلفة التي لا يستحقونها وبسرعه كبيره.
اذا كان الأمر كله استغلال في استغلال فالشركات تدعم المضحوك عليه وتدفع الفتات له من أجل الحصول على سمعة وصيت وتسويق وترويج وهذا الأبله يقوم باستغلال متابعيه ومن يثقون فيه بسبب التفاهة التي وصل إليها جيل كامل يحب المهرجين وبياعو الهوى والناشرين للرذائل ويبغض ويصد عن الناصح والموجه والذي يقدم رسالات هادفه وسامية .
الكل يتحدث عن المحتوى ويسمى صانع محتوى ومؤثر في السوشل ميديا والسؤال اين هو المحتوى الذي تتحدث عنه؟ وما هو التأثير الذي قمت به طبعا أنا أتحدث عن التأثير الإيجابي وليس التأثير السلبي الذي أصبح مشاهير الفلس محترفين في القيام به فكل منهم يؤثر سلبا في أجيال ومجتمعات ويهدم ما بناه اباء وأمهات بمقطع فيديو ينشره ويراه عدد كبير من المراهقين والمراهقات ومن الذين لم تنضج عقولهم ولم يكتمل التمييز بين الغث والسمين عندهم .
وهناك نوع اخر من الاستغلال الذي يقوم به مشاهير الفلس وهو استغلال أصحاب الاعاقات والاصابات أو العيوب الخلقية والأمراض التي تعطي أصحابها بعض الاختلاف في النطق أو الشكل أو التصرفات بالإضافة إلى استغلال الأطفال .
ومنذ يومين توفي أحد أولئك الذين تم استغلالهم بشكل مزعج بسبب مظهره الذي ميزه الله به عن غيره وهو المسكين ولن أقول المشهور عزيز اسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويحاسب من قاموا باستغلاله ونشر المقاطع الغير لائقة بشخص في مثل وضعه الصحي وفي الحقيقة لا أعرف الكثير عنه ولكني اطلعت على بعض المقاطع في بعض القنوات التي تحدثت عنه وتابعت له بعض المقاطع التي تم اجباره او خداعة على القيام بها وهو يعتبر من أصحاب الهمم والإعاقة ويحتاج الى عنايه واهتمام وليس الى شهره بطريقة مخزيه .
كيف استطاع هذا الشخص السوي العاقل الذي يقوم بتصوير هذا الشخص المسكين من جعله ماده للضحك والسخرية من دون أن يشعر بتأنيب ضمير أو ذنب بسبب استغلاله لعزيز الذي وضع في أماكن وأوضاع وأفعال يندى لها الجبين من أجل التقاط اللقطة الفلانية ونشرها في الحساب الفلاني من اجل المشاهدات والاعجاب والحصول على بعض الدولارات وبالأمس خرج المدعو/ يزن وهو يتباكى على عزيز ويذرف الدموع عليه بعد أن اتعبه نفسيا واتعبنا بصريا مما كان يقدمه له ولم يكتفي بذلك بل إنه خرج بتصوير وهو في المستشفى والراحل المسكين ممدد على السرير وهو يتحدث ويري الناس مدى تأثره من دون مراعاة لمشاعر غيره .
ألهذه الدرجة وصل الاستخفاف في كل شيء حتى الموتى لم تعد لهم حرمه وكم راينا مراسم غريبه لبعض الأشخاص أثناء تشيعهم فهنالك من يرقص بالنعش والبعض يقوم بإخراح الجثه وتزيينها قبل دفنها ووو العديد من تلك التصرفات التي قد يكون القائمين بها غير مسلمين ولكن المسلمين أيضا يقومون بتصرفات مرفوضه ولا تجوز بل تتجاوز ما يقوم به أصحاب الديانات الأخرى نسأل الله السلامة.
وبالنسبة لك أنت يا يزن هل كنت تشعر بما يحسه عزيز وأنت تصوره وتجبره على القيام بالأدوار التي تضع حوارها وسيناريوهاتها له ؟ و يا ترى هل كان راضيا عن ذلك أم لم يكن له خيار اخر؟ وهل عزيز كان عزيزا عليك ؟ وأنا استبعد ذلك لأنه إن كان مهما وعزيزا عليك لكنت أظهرته بشكل مشرف ويدعو للفخر والاعتزاز ولجعلة ما يقوم به صدقة جارية له ولك بعد الممات وليس سيئات متجمعة نسأل الله أن لا يحاسبه بسبب ما ارتكبه وحاك خيوطه غيره .
والسؤال المهم الذي يطرح نفسه أين هم أهل عزيز طوال هذه الفترة التي تم أخذ ابنهم منهم إلى قذراة السوشل ميديا ومستنقعه الموحل على يد مستغلين يبحثون عن مصالحهم لا أكثر ولا أقل وكيف رضوا أن يخرج أبنهم ان كانوا على قيد الحياه بمقاطع مع نساء كاسيات عاريات وفي أماكن يخجل صاحب الفطرة السليمة والخلق الرفيع على القيام بمثلها كالمراقص والحفلات المختلطة والمسابح التي تجمع الجنسين بملابس السباحة الفاضحة وفي الكثير من الأماكن التي لم تكن تليق بشاب يعاني من أمراض ويحتاج إلى اهتمام ورعاية مثل عزيز .
هنالك الكثيرين مثل يزن وعزيز رحمه الله برز بعضهم والبعض مازال يبحث عن فرصته للخروج ونشر عفنه في المجتمع الذي لم يعد بحاجة الى المفسدات بسبب كثيرة الفاسدين والفاسدات وأقول لهؤلاء اتقوا الله وتوقفوا عن استغلال الناس والأطفال وأصحاب الأمراض من أجل استمالة المتابعين والحصول على حفنه من الدولارات واعلموا أنكم ستحاسبون وسيذهب هذا كله مهما كانت قوته .
التصرف الذي بدر من هذا السياسي اليميني المتطرف ليس الأول ولن يكون الأخير فقد سبقة الكثيرين ممن يستعجلون العذاب لأنفسهم في الدنيا و يسعون لنيل لعنة الله عليهم في الاخرة إن لم تكتب لهم توبة ورحمة من الله جل وعلا والأعجب من تصرفهم هو معرفتهم المسبقة أن هذا القران هو الكتاب الحق المحفوظ وأن تصرفهم هذا سيفتح أبواب الغضب وردات الأفعال الكبيرة التي لم ولن تنتهي وما موضوع الرسومات الدنماركية وحوادث الحرق التي حدثت سابقا وما عقبها من ويلات على الفاعلين ودولهم الا دليل على أن من يتحدى الله سيأتيه العقاب ولو بعد حين .
وبالنسبة للسويد هذا البلد الأوروبي الذي يظهر في كل مره كراهيته للإسلام والمسلمين ولا تتخذ سلطاته أي تدابير للحد من ذلك بل يبدو أنها تشجع على ازدياد تلك التصرفات الاستفزازية الغير مسؤوله على الرغم من وجود جاليات كبيره فيه من المهاجرين والمغتربين العرب والمسلمين الذين قدموا الى هذا البلد وغيره من الدول الغربية وهربوا من بلدانهم للأسباب التي يعرفها الجميع كالحروب والفقر والبحث عن مستوى حياة مرتفع ومعاكس لما كانوا عليه.
إن مثل هذه الأفعال ليست مستبعدة من حكومه و شعب يرفضون التخالط والتمازج الذي اصبح في المجتمع والتعدد في الأعراق بعكس بعض الدول القريبة التي وصل فيها المغتربين الى مناصب ورتب عالية فاقت مناصب أبناء البلد الأصليين بسبب الكفاءة والقدرات التي يتم وضعها في الاعتبار عند اختيار الشخص بعيدا عن الأصول التي ينحدر منها من دون ظلم ابناء البلد وهضم حقوقهم .
وفي الفترة الأخيرة وجدنا العديد من القوانين التي اذت المقيمين في السويد والتي تدخلت في تفاصيل حياتهم بل مست بشكل مباشر أسرهم وابنائهم الذين وضعوا على المحك وأجبروا على الابتعاد عن جو الأسرة وممارسة الحياة الأوروبية المنفتحة حتى يحصلوا على فرصة للعيش في هذا البلد ومعنى أن يعيشوا الحياة الأوروبية أي أن يقوموا بكل ما يحرمه دينهم من أفعال ويجيزه القانون الأوروبي والتشريعات الخاصة بمجتمعاتهم المنفتحة انفتاحا مزعجا والا سيعتبرون مخالفين ومختلفين وسينظر اليهم بنظرات ازدراء .
وقد يعتقد البعض أننا نبالغ في ما نقول ولكن هذه هي الحقيقة وهي في نفس الوقت أمر محير فكيف ينادي هؤلاء بالديمقراطية ويتغنون بالحريات وأن الأشخاص لهم كل الحرية في التصرف والقيام بما يريدونه ويحبونه من دون شروط وبعد ذلك يشتتون الاسر ولا يحترمون قدسية الاسرة التي أجلتها وكرمتها الأديان السماوية حتى دينهم نفسه وحثت على المحافظة عليها ؟!.
فقوانينهم لا تحترم خصوصيات وعادات وأفكار ومعتقدات ولو سألت أيا من المقيمين والمغتربين في بعض الدول الأوروبية لوجدت إجابات اغلبهم متشابهة وتتحدث عن الكذبة التي تسمى حرية والتي هاجر وتغرب من أجلها الكثيرين ولم يحصدوا الى الحسرة والندامة أو التوجه الى طريق الانحراف والادمان والانسلاخ من ثوبهم وجلدتهم التي خلقوا وفطروا عليها .
وقد تتميز مجتمعاتهم ببعض الأمور الإنسانية التي تشجع المغتربين في البداية على الهجرة من بعض بلادنا العربية والإسلامية ولكن لتلك الأمور ضرائب غالية ومكلفه سيقوم هذا المتغرب بدفعها من صحته وأسرته ووقته وقد يخرج بعد كل تلك التضحيات بخفي حنين ولم يطل عنب الشام ولا بلح اليمن الا اذا سلك الطرق التي يرضى عنها ويشجع عليها الغرب وعندها قد يصل الى ما يطمح اليه ولكنه سيقفد أهم ما يميزه عنهم وعن مجتمعهم الملوث بالتطور والتمدن والحرية المزيفة.
ومن الأمور التي أبرزها هذا الفعل القبيح والمتكرر الغيرة الرائعة والتي ما زالت موجودة عند العديد من المسلمين العرب وغير العرب وقد راينا ردة الفعل التي تستحق الثناء والشكر من الشعب التركي والجاليات المسلمة الموجودة في انقرة التي اعتصمت امام السفارة السويدية واحرقت العلم تعبيرا عن غضبها من هذا التصرف القبيح كما شاهدنا العديد من المقاطع التي تعرض فيها أولئك المعتدون على كتاب الله للضرب والاعتداء من قبل بعض الغيورين على دينهم وكتابهم واتوقع أن تصدر العديد من ردود الافعال المنددة والشاجبة وأرى أن ذلك غير كافي ولا يساوي فداحة وقبح الفعل .
لأن مثل هذا التطاول المستمر على مقدساتنا ومعتقداتنا لن يكن ليحدث لولا ضعفنا وهواننا الذي شجع كل من يدب على هذه الأرض وحتى إن كان من أرذل وأحقر الخلق على الاتيان بما يثير غضبنا ويجعل النار تستعر في قلوبنا ويزيد الذل والهوان علينا وقوفنا مكتوفي الأيدي من دون أي ردة فعل ألا يكفينا ضياع مقدساتنا واحتلال اراضينا واستمرار استهدافنا والكيد لنا والسعي الا تدميرنا وزيادة الفرقة بيننا ؟!
كل ما ذكر وحدث يجعلنا نوقن ونؤمن أننا بخير رغم الهوان الذي ذكرته سابقا لأننا ما زلنا نشعر ونحس ونقدس الدين وثوابته ولا نرضى أن يمس أو يهان وحتى وإن كانت أوضاعنا متردية وتحتاج الى إصلاحات إلا أن قلوبنا حيه وما زالت تنبض بالإيمان ولن تتغير بإذن الله وستستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولهذا الكتاب رب حفظه وسيحميه من ترهاتهم وعجرفتهم التي لن تزيدنا الا تعلقا وحبا للدين الحق وكتاب ربنا الكريم .